حينما يقع الصائم فيمعصية من المعاصي وينهى عنها يقول: رمضان كريم فما حكم هذه الكلمة؟ وما حكمهذا التصرف؟ فأجاب فضيلته بقوله:
حكم ذلك أن هذه الكلمة رمضان كريم غيرصحيحة
وإنما يقال: رمضان مبارك وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذييعطي
حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعلهشهراً
فاضلاً، ووقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام، وكأن هذا القائل يظن أنهلشرف
الزمان يجوز فيه فعل المعاصي، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم بأن السيئاتتعظم
في الزمان والمكان الفاضل، عكس ما يتصوره هذا القائل، وقالوا: يجبعلى
الإنسان أن يتقي الله عز وجل في كل وقت وفي كل مكان، لاسيما فيالأوقات
الفاضلة والأماكن الفاضلة، وقد قال الله عز وجل: { يا أيهاالذين آمنوا كتب
عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
فالحكمة من فرض الصوم تقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وثبت عنالنبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: من لم يدع قول الزور، والعمل به،والجهل،
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه فالصيام عبادة لله، وتربيةللنفس
وصيانة لها عن محارم الله، وليس كما قال هذا الجاهل: إن هذا الشهرلشرفه
وبركته يسوغ فيه فعل المعاصي.
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين
( 20 / السؤال رقم 254 ) .
كل عام وانتم بخير