أفصح المصابون، الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، عن مفاجأتهم بشخص ملثم يدخل للاستراحة بيده سلاح رشاش، ويطلق النار بشكل عشوائي على المتواجدين.
وروى أحد المصابين في الحادثة يدعى شاكر السواط اللحظات الأولى لحادثة الاستراحة التي لا تزال التحقيقات سارية لمعرفة أسبابها، قائلا «فوجئنا بشخص ملثم تقف سيارته أمام الاستراحة، وعند إقبالنا عليه لمعرفة هويته، باغتنا بإطلاق عشوائي وكثيف من رصاص سلاحه الرشاش».
وبين السواط أن الجاني وجه سلاحه الرشاش نحو جدار الاستراحة (لم يحدد أية جهة) من داخلها، ما أدى إلى إصابتهم بطريقة غير مباشرة، وبجروح متفاوتة بين السطحية والعميقة.
وأبدى عدد من أقرباء المتوفين . عزمهم تقديم شكوى ضد بعض الجهات الحكومية المتسببة في تأخر نقل المصابين للمستشفى، مبينين أن عند اتصالهم بالهلال الأحمر لمباشرة الحالة تذرعوا بعدم وجود سيارات إسعاف وقت الحادثة.
وأكد أحد أقارب المتوفى فارس السواط ألا علاقة بين حادثة الاستراحة وإيقاف فارس في حجز المرور لدهسه طفلا من أفراد قبيلتهم، والذي عفا عنه والد الطفل، وكان فارس غادر حجز المرور في نفس ليلة وقوع الحادثة.
وقال أحدهم «لدينا الدليل الواضح عن عدم استجابة غرفة العمليات في الهلال الأحمر من خلال تسجيلات المكالمات الهاتفية التي دارت بين المسعفين ممن تواجدوا في الاستراحة، وموظفي الهلال الأحمر السعودي.
وطالبت أسر المتوفين والمصابين المسؤولين بتشديد الأمن في الموقع وعلى الطريق لحمايتهم وأبنائهم من الخطر.
من جهته، أبلغ الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية في الطائف سراج الحميدان أن اثنين من المصابين في حادثة الاستراحة غادرا المستشفى البارحة، مؤكدا استقرار الحالة الصحية لباقي المصابين الثمانية.
وأوضح مصدر أمني أن الشخصين اللذين غادرا المستشفى، وهما متعب ورايد السواط، خضعا للتحقيق من السلطات الأمنية لمعرفة ملابسات الحادثة.
من جهة أخرى، كشفت لـ «عكاظ» مصادر مطلعة أن مشاجرة وقعت في شهر رمضان الماضي بين الجاني (م. الجعيد) والمتواجدين في استراحة الطائف، كانت الدافع الذي قاد الجعيد لارتكاب جريمته بحق المتواجدين في الاستراحة أمس الأول.
وأضافت المصادر، أن صلحا قبليا كان مقررا مساء أمس الجمعة لاحتواء ذلك الخلاف، إلا أن الجاني قضى على ذلك الصلح بارتكاب جريمته، حيث اتهمه أحد الأشخاص في الاستراحة وتلفظ عليه ما جعله يرتكب فعلته ويطلق النار على جميع من في الاستراحة.
وفي سياق متصل، غادر أربعة من المصابين في الاستراحة أمس مستشفيات الطائف، إثر تلقيهم العلاج وتماثلهم للشفاء، بينما لا يزال خمسة منهم يرقدون في المستشفى أحدهم في العناية المركزة، إذ أكدت مصادر طبية استقرار حالته وزوال الخطر عنه.
وأشارت مصادر أمنية أن إجراءات التحقيق لا تزال جارية لمعرفة التفاصيل التي قادت الجاني لارتكاب جريمته، كما سيتم التحقيق مع المصابين إثر تماثلهم للشفاء.
يشار إلى أن الجاني الجعيد (30 عاما)، أطلق النار على مجموعة من الشباب في استراحة جنوبي الطائف، ما أدى لسقوط قتيل وعشرة مصابين، كما أجرى الجاني اتصالا بشاب آخر والتقاه قرب محطة للوقود على مسافة 2000 متر من الاستراحة ــ مكان ارتكاب جريمته الأولى ــ، وأطلق النار عليه وأرداه قتيلا على الفور، ثم سلم نفسه إلى الشرطة.
لا حول ولا قوة الا بالله