بهذا العصر يتقدم الإنسان بخطوات سريعة... خطوات ربما تتسابق في سرعتها مع تبدل الليل والنهار .. ففي كل يوم وكل لحظة نشاهد كل جديد.. ربما هو فعلياً عصر التكنولوجيات .. وهذا بالطبع يصب في خانة الإنسان بكونه أستطاع أن يستخدم ما وهبه الله من عقل.
وعصر التغيير التام الذي نعيشه صاحبه الكثير من التغييرات في علاقاتنا وسلوكنا... ربما يكون هناك العذر التام في التقليل من أنماط حياتنا الاجتماعية بسبب تسارع الوقت وبسبب التنقل من جهة إلي أخرى على العكس تماماً مما كان في السابق حيث كانت الحياة بسيطة ومحصورة في نقاط محددة.
ولكن من المخجل أن يكون هذا العصر هو عصر تبدل الأنفس والأرواح وفقدانها لكل ما هو جميل ... فنجد الأكاذيب تتسارع كما هو تسارع سباق الإنسان مع العصر ... فننام على أكذوبة ونصحو على أكذوبة جديدة ... ومن الغريب أن من يقدموا لنا الأكاذيب هو سعداء بذلك !!
لماذا ضاعت جميع خصال الإنسان الجميلة ... لماذا بتسارعه مع هذا العصر أصبح الإنسان أقرب للحيوان في سلوكه من حيث أنه أصبح يستخدم كل الوسائل القبيحة من أجل نيل ما يريد من مقتنيات أو من أجل إشباع غرائزه أو من أجل السعادة في العيش في عالم الخداع والتزييف.
وعندما نواجههم بالحقائق سريعاً ما يهرولون إلي عالم ( الضحية ) فيخدعون أنفسهم ويخدعوا من حولهم بأنهم مجرد ضحايا فنشاهدهم دوماً يتلذذون بعلب دور الضحية .. فجميع الأدوار يتفننون بها .. فتجدهم بدور القاتل والكاذب واللئيم وفي ذات الوقت تجدهم بأداور ضحايا لأخطاء العصر والإنسان .
إنك لربما تحتضنهم وتقدم لهم كل ما هو جميل ... وتنقذهم ممن هم إكتشفوا خداعهم وزيفهم .. برغم أنك تنتظر منهم التغيير السلوكي الحقيقي لكي ينخرطوا في عالم الإنسانية الحقة .. وما هي إلا لحظات وإذا تجد ذاتك وقعت كما وقع الأخرون ولكنك لا تستطيع أن تقاوم شديد اللئامة التي تدربوا عليها وشربوا منها أعواماً طويلة !
إن محاولتهم لتغير نمط سلوكهم أمراً صعباً .. ولن يكونوا سعداء إلا مع من هم على شاكلتهم في التعامل السلوكي .. فتجدهم يتوافقون في مسايرة بعضهم البعض في عالم هو أقرب ما يكون عالم شيطاني قائم على الخداع والكذب والتحوير وعندما تحاول أن تجعلهم ينخرطوا بالعالم الإنساني فحتماً أنهم سوف يفشلون مهما حاولت من جهد في تغيير أنماط سلوكهم .
فهل نقول وداعاً للإنسانية وكل ما يحمل من صفات جميلة للإنسان !!