(أنقل لكم مقالي يوم السبت والأحد من ضمن سلسلة المقالات اليومية للكاتب الأستاذ/عبدالعزيز السويد بصحيفة شمس السعودية)
ضحيّة التوترات(1_2)
مقال السبت 25/9/1431هـ
من السهل جدا استغلال سوء الحالة المزاجية التي خرج بها المُحب النصراوي بعد مباراة الشباب (لتهييجه) أسوة بما يقوم به الغير.. وذلك دفعا للأمور لحالة الانفلات والفوضى .. للوصول بها مرحلة يصعب السيطرة عليها ..
ولكن ولأنني مدركا حساسية الأوضاع وعمق المعوقات التي أحاطت بنادي النصر طيلة الخمس مواسم الماضية أحرص دوما بأن لا أكون عاملا مساعدا لإيجاد صراعات جديدة وفوضى لا تستحملها أوضاع الفريق مرة أخرى، ولا سيما أن المحب لفريقه يعرف جيدا أن (الاستقرار) هو حجر الزاوية في كل عمل يؤمّل منه طرح ثماره ..
ولهذا فالدعوات العاطفية والأحكام المتسرعة التي تناثرت من هنا وهناك تغذيها مصادر إعلامية مضادة بأخبار مغلوطة مُحبطة آملا في عودة النصر للمربع الأول من الصراعات أشمئز من قراءتها وسماعها كثيرا ، فالإعلام المضاد يعرف جيدا ما ستؤول إليه الأمور عندما يستيقظ المارد الأصفر، فحالة الاستقرار الفني وجلب العناصر المفيدة للفريق بالتأكيد هي من الأمور التي تؤرقه وتجض مضجعه ...
هم رأوا حالة العشق التي تعيشها الجماهير النصراوية وكيف أنها كانت أحد أهم روافد الدعم المعنوي والمادي من خلال التصويت والحضور الفعّال في كل خطوات التقدم التي تقوم بها الإدارة النصراوية ، ولذا فمحاولاتهم مستمرة استغلال تلك القوّة الجماهيرية لتحويلها إلى وسيلة ضغط نفسي سلبية على الفريق ؛ وطريقتهم حاليا هي في التشكيك باللاعبين الأجانب والمدرب مع أن الموسم لم يمضي منه إلا أربع مباريات ؛ إضافة إلى أن تسجيل اللاعبين الأجانب لن يتم فتحه إلا بعد أربعة أشهر ، وهناك أمثلة لا مجال لحصرها للاعبين الأجانب الذين أثبتوا انهم ضالة الفريق بعد الصبر عليهم واحدهم السويدي ويليهامسون وزميله نفيز، وأيضا من كانوا يسمونه ( مطاريس ) ؟ حتى وصل بهم الأمر إلى طرح وهبه الجنسية السعودية !!
ولأن الشيء بالشيء يُذكر .. أتذكر انه بعد مباراة خسر فيها الهلال من الأنصار في المدينة المنورة اجتمعت الإدارة مع المدرب باكيتا لتغيير الأجانب ( كماتشو وتفاريس) فرفض المدرب وربط وجوده باللاعبين .. وانظروا ماذا كانت المحصلة بعد ذلك ؟..
ولهذا فمن المنطقي وبعد كل تلك المسوغات أنفة الذكر أن يتم الصبر على أجانب النصر ، لاسيما أن احدهم لاعب منتخب رومانيا رزافان فالتسرّع في الحكم في الوقت الحالي يعدّ جهلا في عُرف كرة القدم ( نقطة من أول السطر) .
ضحيّة التوترات(2_2)
مقال الأحد 26/9/1431هـ
واستكمالا لمقال الأمس أقول انه من الواجب أيضا ترك زينجا يعمل لتنفيذ استراتيجياته علما بأن هذا لا يتعارض في التحاور معه ومناقشته في السلبيات وتصحيح ما يجب تصحيحه ..
وهنا يجب أن نقتنع أن ما حصل بعد المباراة أن (المُحب) للنصر حمل توترات سابقة ودوامات استفزازات حصلت من الحكام واللجنة الفنية ولجنة الانضباط وأيضا الإعلام المضاد فقام بإسقاطها كشماعات داخل النادي .. وإلا فعودوا للمباراة وانظروا من سيطر واستحوذ .. وانظروا للواجبات التكتيكية التي قام بها رزافان ومن هو اللاعب الآخر سواء في النصر أو الشباب الذي قام بتغطيته فأعاقه من القيام بواجباته !..
وليس معنى ذلك بان زينجا بريء أو أن رزفان كان نجما في المباراة ولكن الأمر يجب أن لا يُحمّل ما لا يحتمل .. أنا هنا أطالب بالطرح العقلاني المتزن ، فهناك فرق بين (الانفعال) و(التفاعل) ، فنادي النصر حاليا أغلب مجموعته مع بعضها هي في موسمها الثاني فقط .ونصف الفريق حاليا للموسم الأول مع الفريق والمدرب أيضا ، ففريق مثل الاتحاد والهلال وصلت مجموعته للموسم الخامس والسادس وهي تلعب مع بعضها البعض وتم تطعمها في فترات متفاوته بعناصر جديدة وعلى مراحل ساعدتها على الإندماج ، أي أن التغيير لم يكن جذريا كما هو في نادي النصر ؟
ومثال آخر حيّ انظروا لنادي الشباب عندما كان مستقرا ؟ وكيف تحول مستواه بعد الهزات الفنية التي طالته من تغيير للمدربين وأيضا للاعبين سواء إصابات أو استقطابات جديدة ؟ .. ولهذا يجب أن نتذكر ما نردده في المجالس ونحن نضرب الأمثلة بفرجسون وآرسن فنجر وغيرهم من الأمثلة العالمية وصبر الأندية عليهم ومطالباتنا المتكررة والمستمرة بالاستقرار وأن هذا أحد أهم أسباب الوصول لما نبتغيه !! ولكن وللأسف والبعض في لحظات الانفعال يكون تفاعله سلبيا وعاطفيا ؛ وقد قرأت واطلعت على أن هناك ما يسمى في علم النفس( الميتا انفعالية ) أي الوعي بالانفعالات وإدارتها ؛ وتشمل القدرة على تنظيم الانفعالات ومراقبتها وضبطها ، وهذا هو الأهم من وجهة نظري لكي تستقر الأمور داخل أنديتنا السعودية ..
فكم من القرارات الانفعالية العاطفية قلبت الأمور رأسا على عقب وانسحب من تسبب في ذلك من الباب الخلفي .
•بالبــــــــــــــــووووز:
-دوما يحاولون خلق فجوة وأزمة ثقة بين جماهير النصر وإدارته والآن هم يسعون لهذا العمل بين الجماهير واللاعبين .. فمصلحتهم بان لا ينهض المارد الأصفر من غفوته .
A_swaiyd@yahoo.com
عبدالعزيز السويّد