هل أنت بدينة؟
إن كان الأمر كذلك فإن ما نحمله لك في هذا المقال لن يفرحك..! مما لا شك فيه أن النساء أكثر تأثراً من الرجال بزيادة الوزن؛ لذلك تبحث المرأة عن كل الوسائل والطرق والبرامج الغذائية التي توصلها إلى حلم يصعب تحقيقه بنظر الكثيرات "الرشاقة".
وربما لا يأبه الرجل إن زاد وزنه أو قل ولا يعتبر أنه أمر يمكن أن يؤثر عليه، ومع ذلك فقد حذر باحثون مختصون بالبدانة والرشاقة في أحدث دارسة كندية من أن البدانة بالإضافة إلى تأثيرها السالب على الصحة العامة للفرد ومظهره بشكل عام لها تأثير سالب على الصحة العقلية للفرد وقدرته على التفكير والإدراك حيث تجعل تفكيره بطيئاً وتسبب له الغباء.
وأكد الباحثون في جامعة تورنتو الكندية أن النساء هن الأكثر تأثراً في هذه الناحية، حيث تتأثر القدرات الذهنية لديهن بزيادة الوزن، فيجدن صعوبة في التفكير، ومن ثم فهذا يؤثر على إنتاجهن في العمل.
كما وجد الباحثون بعد تعميم نتائج المسح الصحي الرسمي للحكومة الكندية الذي يشمل حوالي أربعة آلاف شخص، تم تصنيفهم حسب الوزن والجنس وعادات التدخين والمؤهلات العلمية، أن الأشخاص المصابين بالبدانة وأمراض الوزن سجلوا قدرات إدراكية أبطأ وزيادة في مستويات الألم وحركة محدودة، مشيرين إلى أن واحدا من كل سبعة مصابين بالبدانة التي تؤثر بصورة أكبر على السيدات.
كما أن البدانة تعرض الشخص للإصابة بالسكر والجلطة القلبية؛ لهذا أكد العلماء ضرورة أن يتعامل الأطباء مع البدانة كمرض له أثار سالبة على الحياة اليومية والحالة النفسية والعقلية للفرد ويجب علاجه مثل أي مرض.
إلا أن الدكتورة "مارلين شوارتز" لها رأي آخر من خلال دارسة أجرتها مع مجموعة من زملائها في جامعة بالك، حيث قامت باختبارات نفسية على 389 متخصصاً ممن يقومون بعلاج ودارسة البدناء، واكتشف الباحثون أن الأطباء وغيرهم ينظرون إلى البدناء نظرة غير مناسبة.
وقالت الدكتورة سوارتز: إن البدانة ارتبطت في أذهان المتخصصين في الرعاية الصحية بالكسل والغباء والتفاهة.. وأضافت أن تشخيص البدانة راسخ في الأذهان، بل حتى المتخصصين الذين يدرسون الحالات بعمق يخلصون أن البدناء لديهم خصائص سلوكية تسهم في مشكلتهم مثل الكسل.
وبجميع الأحوال فإن البدانة تشكل عامل خطر رئيسي لمشكلات صحية كداء القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وداء السكري وأنواع مسببة للسرطانات.
ولا تقتصر سلبيات البدانة على النواحي الصحية فحسب، بل تتعداها إلى النواحي النفسية والاجتماعية، حيث أثبتت الدراسات أن الأشخاص البدينون هم أكثر عرضة للإصابة بدرجة كبيرة بالاكتئاب والتميز الوظيفي ومشكلات اجتماعية أخرى.
كما تشير نتيجة الأبحاث إلى أن الأشخاص البدينين تكون أعمارهم قصيرة وفقاً لدراسة الجمعية الأمريكية للبدانة، حيث تسبب البدانة حوالي 300000 وفاة كل عام، وتصل تكاليف الرعاية الصحية الناجمة عنها إلى ما يعادل 100 مليون دولار سنوياً، وتقع البدانة بعد تدخين السجائر في المنزلة الثانية لأكثر الأسباب المؤدية للوفيات.
وقد ذكر الاتحاد العالمي لطب أمراض القلب أن سدس سكان العالم يعاني من زيادة الوزن أو البدانة التي تشكل السبب الرئيسي لأمراض القلب التي تؤدي إلى وفاة شخص من كل ثلاثة سنوياً في العالم. وأضاف البيان أن البدانة الزائدة تفوق 12 مرة نسبة الوفيات لدى الشريحة العمرية من 25 ـ 35 وتزيد أخطار الإصابة بالسكري أحد أبرز أسباب أمراض شرايين القلب والجلطات الدماغية.
ويعرف الدكتور "فهد المطوع" السمنة بأنها تجمع الدهنيات أو الشحوم في مخازنها في الجسم نتيجة الاضطرابات في ضبط مسار تبادل الدهنية الذي يؤدي إلى زيادة الوزن واختلال وظائف أعضاء عديدة في الجسم.
وللبدانة أسباب، منها:
1- ازدياد الشهية إلى الطعام لدى90% من الناس، وتناول الأغذية الغنية بالدهون والسكريات، إذ إن الوزن يزيد أو ينقص نتيجة لزيادة أو قلة الأكل عما يحتاجه الجسم من السعرات الحرارية، ويمكن تعريف السعر الحراري بأنه كمية الطاقة الناتجة عن كمية معينة من الطعام، فكلما حصل الشخص على كمية أكبر من السعرات الحرارية عما يحتاجه فإن هذه السعرات الزائدة تتحول إلى دهون، وتخزن على هيئة شحوم في الجسم. أما إذا أكل الشخص كمية من الغذاء تحتوي على سعرات أقل مما يحتاجها الجسم فان الجسم يحول جزءا من دهنه إلى طاقة.
2- عوامل وراثية عائلية.
3- اضطراب عمل الغدد المختلفة، الدرقية والنخامية وغيرها.
4- أمراض متعددة كالسكري، نقرس الدم، الإدمان على الكحول، وغيرها.
5- أسباب نفسية، حيث تكون ردة فعل بعض الناس عندما يتعرضون إلى الضغط النفسي الإقبال على تناول الأطعمة، حيث يلجأ الكثيرون إلى الإفراط في الأكل كعلاج لحالات الكآبة أو التوتر؛ إذ إن الطعام يؤدي إلى إفراز مادة السيروتونين المضادة للكآبة في الدماغ.
6- العادات الغذائية الخاطئة؛ إذ إن أصناف الأطعمة التي يتناولها الشخص العادي اليوم أصبحت تحتوي على نسبة أعلى من الدهون بأشكالها المختلفة، مما يؤدي لتراكم كميات الدهون بالجسم.
7- قلة النشاط البدني وقلة الحركة نتيجة اختلاف نمط الحياة وإهمال ممارسة أي نوع من الرياضة.
8- مشاهدة التلفاز وفترات النوم من أسباب البدانة، حيث ذكرت دراسة أمريكية نشرت في المجلة الطبية الدولية "جورنال اوف اوبيزيتة" أن هناك علاقة بين أسباب السمنة والبقاء لساعات أمام التلفزيون وعدد ساعات النوم.
و أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يمضون أربع ساعات على الأقل أمام شاشة التلفزيون يتعرضون لأخطار السمنة بنسبة تصل إلى 36ر2 أكثر من الذين يمكثون نحو ساعة أمام التلفزيون، وقالت الدراسة إن الأرقام التي تتعلق بفترات النوم تثير الدهشة، إذ إن الذين يمضون أكثر من 9 ساعات في النوم ليلا يكونون أقل عرضة للسمنة من أولئك الذين يمضون 6 ساعات في النوم فقط. وذكرت المجلة أن الدراسة أجريت على 814 رجلا و958 سيدة تراوح أعمارهم ما بين 15و65 عاما. ( منقول ) المصدر لها اون لاين [/glow]