[frame="6 10"]
كان الزوج يحب تناول البيض في وجبة الفطور،
وكان الله قد حباه زوجة صالحة تسعى دومًا لإرضاءه،
فقررت هذه الزوجة منذ بداية حياتهما ألَّا تقدم له وجبة الفطور
إلا ومعها صحن بيض،
وخوفًا من أن يملَّ زوجها البيض بسبب تكراره يوميًا
اجتهدت وقررت أن تقدمه له يومًا مسلوقًا،
واليوم الذي يليه تقدمه له مقليًا،
متوقعة أنها بذلك سوف تنال رضاءه،
لكن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن .
فقد كان الزوج عندما تقدم له البيض مسلوقًا
يتضجر ويشتمها ويقيم الدنيا ولا يقعدها،
قائلاً: "أنا اليوم كنت أريده مقليًا"، وعندما تقدمه له مقليًا، يشتم ويلعن، ويقيم الدنيا ولايقعدها،
قائلاً: "أنا اليوم أريده مسلوقًا" .
فكرت الزوجة الحليمة مليًّا في الأمر،
وكانت ذات إرادة وطموح عجيب،
بحيث أصرت على حل مشكلة الفطور
من أجل إسعاد زوجها،
فأخذت تفكر حتى ظنت أنها وجدت الحل؛
فاستيقظت في اليوم التالي وجهزت الفطور وقدمته لزوجها ومعه صحنان من البيض: الأول به بيض مسلوق،
والثاني به بيض مقلي،
وتوقعت أنه سوف يشكرها، لكن لا فائدة.
تضجر الزوج أكثر من الأيام السابقة قائلاً:
أنت لا تفهمين، أنت غبية،
وأقام الدنيا ولم يقعدها، والزوجة صامتة تنظر إليه،
منتظرة سماع أسبابه هذه المرة،
فاسترسل الزوج في شتمه لها ثم قال :
"ألا تفهمين؟ البيض الذي كنت أرغب أن أتناوله مسلوقًا قمت بقليه، والذي كنت أرغب فيه مقليًا سلقتيه"!
ما هذه الكارثة؟!
قد يتعنَّت البعض ويستبد برأيه،
وقد يكون رأيه هذا خطأً،
وقد يفقد بسبب تعنته واستبداده محبة واحترام من حوله.
كن ممتنًّا لمن يحاول أن يرضيك
بشتى الوسائل، اشعر به واشكره.
اشعر به قبل أن تفقده أو تفقد اهتمامه ..
وحينها لن يفيدك تعنُّتك ولا استبدادك.
حينها .. لو أنفقت ما في الأرض جميعًا لن تستطيع استعادته.
[/frame]