قاله مجاهد. ((وما هو على الغيب بظنين)) بالظاء، قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي، أي بمنهم، والظنة التهمة، قال الشاعر:
أما وكتاب الله لا عن شناءة هجرت ولكن الظنين ظنين
واختاره أبو عبيد، لأنهم لم يبخلوه ولكن كذبوه، ولأن الأكثر من كلام العرب: ما هو بكذا، ولا يقولون: ما هو على كذا، إنما يقولون: ما أنت على هذا بمتهم. قرأ الباقون((بضنين)) بالضاد: أي ببخيل من ضننت بالشيء أضن ضنا فهو ضنين. فروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: لايضن عليكم بما يعلم، بل يعلم الخلق كلام الله وأحكامه وقال الشاعر:
أجود بمكنون الحديث وإنني بسرك عمن سالني لضنين
والغيب: القرآن وخبر السماء. ثم هذا صفة محمد عليه السلام. وقيل: صفة جبريل عليه السلام. وقيل : بظنين: بضعيف. حكاه الفراء والمبرد، يقال : رجل ظنين: أي ضعيف. وبئر ظنون: إذا كانت قليلة الماء، قال الأعشى:
ما جعل الجد الظنون الذي جنب صوب الجب الماطر
مثل الفراتي إذا ما طما يقذف بالبوصي والماهر
والظنون : الدين الذي لا يدري أيقضيه آخذه أم لا؟ ومنه حديث علي عليه السلام في الرجل يكون له الدين الظنون، قال: يزكيه لما مضى إذا قبضه إن كان صادقاً والظنون: الرجل السيء الخلق، فهو لفظ مشترك.