ملح الطعام.. مخاطر قد لا تخطر على بالك ..؟؟
لا تبدو أرقام الوفيات التي يسببها الملح يسيرة في العالم، فمئات الآلاف من الناس يمكن أن يعيشوا لفترة أطول لو قدر الله لهم ذلك، ثم خففوا من كمية الملح التي يتناولونها يومياً. ففي إنجلترا على سبيل المثال، أجرى العلماء بحثاً قدروا فيه أنه إذا تم تقليل الملح في الطعام فإنه يمكن إنقاذ ما يقارب من 75000 شخص كل عام من الموت.
وفي أمريكا يعتقد العلماء أنه يمكن إنقاذ مئات الآلاف من الأشخاص كل عام. بالإضافة إلى تخفيف آلام ومعاناة الكثيرين، فضلاً عن توفير الكثير من النفقات التي كانت تنفق لمعالجة السكتة الدماغية والأزمات القلبية.
ولا يخفى على أحد أن هناك علاقة بين الملح وارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين، ولكن بالإضافة إلى تصريح الباحثين المتخصصين بأن تنفيذ بعض الإجراءات اليسيرة في الطب الوقائي يحقق نتائج مذهلة.
من المعروف منذ سنوات طويلة أن الأشخاص الذين يعيشون في مجتمعات يقل فيها استهلاك الملح للغاية نادراً ما يصابون بارتفاع ضغط الدم، هذا بالإضافة إلى أن ضغطهم لا يرتفع بمعدلات كبيرة مع التقدم في العمر.
على سبيل المثال، وجد العلماء أن الأشخاص المقيمين في مدينتي فرمنجاهام و ماساشوسيتس الذين يتناولون من 9 إلى 10 جرامات من الملح يومياً وصل متوسط معدل ضغط الدم لديهم إلى 88/138، وهذه هي الكمية التي يستهلكها معظم الأمريكيين، خلافا لذلك فإن السكان الأصليين الذي يقطنون في المناطق النائية في جنوب أمريكا وحوض المحيط الهادئ يستهلكون فقط من 1 إلى 3 جرامات يومياً من الملح وتتراوح معدلات ضغط الدم لديهم بين 65/103 و73/120.
نظراً لأن المنتجات المعلبة تخلو تماماً من الملصقات، فمن واجبنا أن نلفت انتباهك إلى أن الكميات الصغيرة من هذه الأطعمة تحتوي على كميات كبيرة من الأملاح، مثل: شرائح اللحم.
المشروب البارد والسلطات بأنواعها والمشهيات، وكل أنواع الجبن الصلب (عالية نسبة الأملاح) باستثناء الأنواع الجديدة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الصوديوم.
أشار الفريق البريطاني إلى أن التعود على تناول أطعمة تحتوي على نسبة أملاح قليلة له فائدة صحية عظيمة، وقد تم تأكيد هذا الكلام من أطباء كثر، ويقول الأطباء: إنه على الرغم من أن النتائج النهائية التي توصل إليها الأطباء مبالغ فيها بعض الشيء، فإننا إذا استغنينا عن الملح سوف نشهد انخفاضاً كبيراً في معدل ضغط الدم، والذي سيؤثر بدوره على الوقاية من الإصابة بمرض القلبي الوعائي.
نسبة الصوديوم في وجبة الإفطار:
إن أردت أن تبدأ بالفعل تنفيذ أولى خطوات تقليل مقدار ما تستهلكه يومياً من الصوديوم، فعليك أن تبدأ بوجبة الإفطار، لعلك لم تنتبه إلى نسبة الصوديوم التي تحتوي عليها الحبوب والبقوليات في وجبات الإفطار التي تتناولها يومياً، وربما تتعجب من ذلك، حيث إنك تعلم أنها تحتوي على الألياف والفيتامينات والمعادن، كما أنها تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون والسكر، وهذا يجعلك تعتقد أنها مفيدة للغاية، ولكن إذا أردت التأكد مما نقوله؛ فعليك قراءة الملصق الموجود على العلبة من الخارج جيداً، وستجد أن 30 جراماً من هذه الحبوب المعلبة يحتوي على نسبة صوديوم أكبر من الموجود في المقدار نفسه من رقائق البطاطس.!
إليك بعض الكميات الموجودة في بعض الوجبات الخفيفة.
رقائق الذرة (الفشار) تحتوي على 164 مليجرام من الصوديوم.
رقائق التورتيلا (رقائق خبر دائرية)تحتوي على 155 مليجرام من الصوديوم.
رقائق البطاطس المقلية (شيبس) تحتوي على 125 مليجرام من الصوديوم.
حبوب من دقيق الشوفان تحتوي على 290 مليجرام من الصوديوم.
الكورن فليكس(رقائق يدخل فيها دقيق الذرة)تحتوي على 290 مليجرام من الصوديوم.
مقرمشات مصنوعة من الأرز تحتوي على 290 مليجرام من الصوديوم.
مقرمشات مصنوعة من القمح تحتوي على 200 مليجرام من الصوديوم.
على الرغم من أننا لا نطلب منك إقصاء حبوب الإفطار من الغذاء (أو أن تتناول شرائح البطاطس المقلية في الإفطار) فإن هذه الأرقام تؤكد على أن الصوديوم يمكن أن يكون موجودا حيث لا تتوقع، أي حتى في الأطعمة التي قد لا تكون مالحة، ولذا عليك أن تعرف مكونات الطعام الذي تتناوله، ومدى تناسبه مع نظامك الغذائي، إذا كنت تهتم بمقدار ما تستهلكه يومياً من الصوديوم.
كما ينبغي أن تهتم بقراءة ملصقات الطعام؛ لأنك بهذه الطريقة ستتمكن من الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم ومن ثم تؤثر بالسلب على صحتك.