اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات الإبداعية > منتدى القصص والروايات
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-2013, 03:38 PM   رقم المشاركة : 1
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 

غــــــــــربــه الأيـــام

اليوم حابة انزل لكم رواية اماراتية جنااااااااان
للكاتبة ظنون
غربـــــــــة الأيــام
للكاتبة: ظنــــــــون
الجزء الأول
انفتح باب الطوارئ بعنف ودش مبارك بسرعة وهو ما يعرف وين يروح.. ثيابه كانت كلها دم وكان رافض كل محاولات الطاقم الطبي اللي في الاسعاف انهم يداوون الجرح الفظيع اللي في ايده اليمين.. التفت بعيونه اللي كانن حمر من الخوف والصياح في ارجاء المكان ويوم شاف ابوه واخوانه واقفين عند اخر الممر ركض لهم وقال بصوت متقطع: وين.. وينهم؟؟
اطالعه ابوه بحزن .. ما يعرف شو يقول لولده اللي تأخر عنهم في مكان الحادث.. وفي النهاية قرر وقال: ناصر بعدهم ما طلعوه من العناية..
مبارك (بخوف) : ونجلا ومهاوي؟؟
نزل بو مبارك عيونه وسكت.. وتدخل ظاعن اخو مبارك وقال: الحمدلله بخير .. ودوهم غرفهم..
ارتاح مبارك.. ورد يسأل:
وناصر ليش في العناية؟؟
بومبارك: بيطلعونه ان شالله.. بس يبون يطمنون عليه.. خل ايمانك بالله قوي يا ولدي واصبر وادعي له..
غمض مبارك عيونه وقال في داخله.. " الا ناصر.. يا رب خذني انا ويتم ناصر.. يا رب.. بعده ياهل حرام يروح.. حرام.."
مبارك كان بعده مب مستوعب اللي صار.. او كيف استوى الحادث.. كل اللي يعرفه انه مرته وبنته وولده اتأذوا .. وثلاث اشخاص في السيارة الثانية ماتوا في هالحادث المشئوم .. كله بسبته هو..
ولا إراديا نزلت دموعه ويلس تحت على الارض وغطى عيونه بإيده اللي كلها دم وابتدى يصيح بصوت عالي..
قبل يومين..
وقفت مظيفة الطيارة عند الستارة اللي تفصل الدرجة الاولى عن غرفة الكابتن وقالت: الرجاء الانتباه.. بعد دقيقتين تصل الطائرة لمطار دبي الدولي.. رجاءاً اربطوا حزام الامان واغلقوا كل الالات الالكترونية.. نتمنى ان تكونوا استمتعتم برحلتكم معنا .. ويسر طيران الامارات ان يقترح عليكم الاقامة في فندق الميريديان وشكرا..
انتبهت ليلى على صوت امها تقعدها أول ما اعلنوا انه الطيارة وصلت البلاد.. كانت تعبانة والرحلة طويلة من لندن لدبي.. واخوانها ما سكتوا مول من يوم طارت الطيارة وهم يسولفون ويضحكون ويا ابوها ..
ابتسمت ليلى لأمها وقالت: وصلنا؟
كلثم: هى وصلنا .. ياللا ربطي الحزام الحين بتنزل الطيارة..
ليلى: ان شالله..
ربطت ليلى الحزام وابتسمت وهي تسمع حشرة اخوانها الخمسة وابوها اللي كانوا يالسين حذالهم..الدرجة الأولى كانت حقهم هم بس عشان جذي كانوا ماخذين راحتهم .. وقفت امها ويلست اصغر عيالها خالد اللي عمره سنتين على الكرسي وربطت له الحزام.. وضحك خالد ببراءة وهو يتحراها تلاعبه.. فباسته كلثم ويلست على كرسيها وربطت الحزام.. وتريت الطيارة تنزل.. كانت متولهة على البيت وتبا توصل بأسرع وقت بس ريلها بومحمد يبا يبات الليلة في دبي وباجر يروح العين وهذا اللي كان مظايجنها.. بس بعد لازم كلثم تفكر ببنتها ليلى اللي بتعرس عقب شهرين وهاذي فرصتها عشان تسير تفصل فساتينها في دبي..
ليلى عمرها 20 سنة.. جمالها هادي واللي يميزها عيونها الوسيعة الناعسة وشعرها الاسود الطويل.. وهي مخطوبة لحميد بن دلموج اللي ابوه من اعز ربع ابوها .. وبتعرس عقب شهرين وتوها رادة ويا اهلها من لندن اللي راحت لها عشان تتزهب لعرسها.. كانت تموت في خطيبها وما يهمها انه مب من مستواهم وهالخرابيط.. وعادي عندها انه ابوه مب تاجر وريال على قد حاله.. أهم شي انه حميد اللي يشتغل مهندس في اتصالات.. ريال ما ينعاب ويحبها ..
أول ما نزلت الطيارة.. وقف ابوها وشل بنته أمل اللي عمرها 3 سنين و اللي كانت تعبانة من الرحلة وتصيح ..
أمل: بابا!!!
أحمد: ها بابا..
أمل: بطني يعورني..
أحمد: ياللا الحين بنسير الفندق وبترقدين..
حطت أمل راسها على كتف ابوها وغمضت عيونها من التعب.. ورقدت..
مايد: أبويه ياللا ننزل بسرعة..
أحمد: اصبر بنزل الاغراض..



مايد اللي عمره 12 سنة واللي مطلع قرون لكل حد في بيتهم كان مب قادر يتريى ويبا ينزل بسرعة من الطيارة وأول ما بطلوا لهم الباب ركض يبا يطلع بس محمد كان اسرع منه ويوده من ايده ويره صوبه..
محمد (بنبرة حادة): وين ناوي تروح حظرتك؟
كانت نبرة صوته ونظرته نفس ابوه يوم يكون معصب واطالعه مايد بعصبية لأنه دوم يحاول يتحكم فيه..
مايد: ما يخصك انت..
محمد: اصبر لين نطلع كلنا واطلع ويانا.. عن الخبال واللقافة..
التفت محمد على اخته ليلى وشاف سارة متعلقة في عباة امها اللي كانت شالة خالد في حظنها وشكلها بتصيح وليلى تحاول تهديها.. وأبوهم كان يبطل الادراج اللي فوق عشان ينزل شنطته ..
ابتسم مايد وحس بالاثارة.. هذا هو الجو اللي يعيبه.. جو الفوضى والحشرة عشان يقدر يزوغ بكيفه ويرتبش بطريقته الخاصة.. بس اخوه العود محمد اللي عمره 18 سنة دوم يخرب عليه مخططاته..
محمد: ميود سير ساعد امايه وليلى.. شوف كيف سارونا متعلقة فيها وهي بروحها حالتها حالة..
مايد: لا والله؟ عندها ليلوه بتساعدها..
مايد كان مب متفيج يجابل سارة.. عنده شغل اهم.. مطار دبي بكبره يترياه عشان يكتشفه على كيف كيفه.. مب قادر يصبر عشان ينزل من الطيارة.. ما عنده وقت يضيعه..
انقهر محمد من مايد وقبضه من ايده ووداه عند امه وقال: لا تتحرك من هالبقعة الا ويا امايه فاهم؟
وراح محمد عنه عشان يساعد ابوه وبطرف عينه شاف ليلى يالسة تحاول تقنع سارة بشي مخوفنها.. ومايد أول ما راح عنه محمد ركض صوب الباب بسرعة وكان أول واحد طلع من الطيارة ..
أما ليلى فكانت متلعوزة ويا سارة اختها الصغيرة اللي عمرها 4 سنين..
ليلى: ياللا عاد لا تستوين سخيفة.. مستحيل اطيحين من الطيارة..
اطالعتها سارة بخوف وقالت: بطيح.. ما بنزل..
أشرت ليلى على ابوها اللي كان الحين طالع من باب الطيارة وقالت: شوفي باباه؟ عادي ما ستوى به شي.. ياللا عاد حبيبي ساروه عن الدلع.. تعالي بيسيرون عنا.. بيردون العين..
ابتسمت ليلى عشان تقنعها وكانت بروحها تعبانة ومصدعة ومالها بارض حق دلع سارة اللي ما يخلصون منه.. بس سارة كانت صج خايفة انها تنزل من الطيارة وبدت تصيح بصوت عالي.. كل مرة يركبون او ينزلون من الطيارة تسوي لهم نفس المناحة..
يوم سمعت كلثم بنتها تصيح التفتت لهم وقالت: شو السالفة ليلى؟ ياللا سارو عنا خل ننزل عشان باجي خلق الله ينزلون..
مظيفين الطيارة كانوا واقفين عند الباب يبتسمون لهم بأدب بس واضح انهم يبونهم يطلعون.. وبسرعة!!!
ليلى: الانسة سارة خايفة..
تنهدت كلثم وقالت: شليها حبيبتي شو بنسوي بعد.. سارة دومها جذي.. تخاف من الاماكن الغريبة ومن الناس الغرب..
شلتها ليلى وباستها كلثم على خدها وقالت: لا تحاتين حبيبي.. هالطيارة قوية ما بنطيح منها..
سارة: أنا بتعلق في ليلى..
ليلى: هههههه هى تعلقي فيني عدل.. أوكى؟ لا تهديني لو شو ما استوى..
سارة (تبتسم): زين..
في هاللحظة طل عليهم ويه احمد من باب الطيارة وقال: وينكم؟
كلثم: ياللا يايين الحين..
وطلعت هي وليلى وسارة وخالد من الطيارة ويا احمد ودشوا المطار عشان يخلصون اجراءاتهم.. ورغم حشرة اليهال وربشة مايد اللي مب راضي يقر مكان واحد.. بس ليلى كانت سرحانة في عالمها الخاص .. كانت تفكر بخطيبها حميد اللي من شهر ما شافته وتبتسم.. ما كانت تتوقع في يوم انه يخطبها.. ولا كانت تفكر فيه .. بس يوم خطبها حبته.. ومن زياراته القليله لبيتهم عرفت عنه شغلات وايده وحست بعمرها قريبة وايد منه.. كانت تحلم بمستقبلها وياه.. ومن الحين مخططه انه عيالها بيكونون فوق العشرة وكل واحد اختارت له اسم يتناسب مع اسم حميد.. تبا عايلتها تكون كبيرة نفس اللي تعودت عليه في بيت ابوها..
التفتت كلثم على ليلى وشافتها سرحانة ومبتسمة وعرفت انها تفكر بحميد.. كانت مستانسة عشان ليلى ومب مصدقة انه بنتها العودة بتعرس عقب شهرين وبتروح بعيد عنها.. بس هذا نصيبها انها تعيش في بوظبي وهي ما بتخرب عليها..
في هاللحظة اطالعهم أحمد وقال: خلاص الشنط عطيتهم للهندي يوديهم عند الباركنات .. ياللا حميد يتريانا برى عن نبطي عليه. .
ابتسمت ليلى ودق قلبها بقو.. ما كانت تتوقع انه حميد ياي ياخذهم .. ويوم طلعوا كان حميد يترياهم ويا دريولهم إشفاق.. وسلم عليهم وانقسموا مجموعتين.. مجموعة ركبت ويا اشفاق والمجموعة الثانية ويا حميد وراحوا الفندق عشان يريحون من السفر ..


وفي السيارة اللي يسوقها اشفاق.. كانت أمل راقدة على ريول ليلى وسارة يالسة حذالها ويا مايد ومحمد يالس جدام..
مايد كان يطالع ملامح سارة ويبتسم بخبث.. سارة الكل يعرف انها هادية ورغم انها ياهل بس ما ينسمع لها صوت ابدا وكله تلعب بروحها.. ما ترمس حد في البيت الا امها وابوها.. واحيانا تتفاعل ويا ليلى.. بس مايد يحب يأذيها ..
مايد: ساروه... انتي وايد تشبهين ابويه..
اطالعته سارة بسرعة وصدت عنه وهي مب مهتمة بكلامه..
مايد : والله وايد تشبهينه..
ليلى: ميود اسكت عن البنية شو تبا فيها؟؟
مايد: انزين انا ما قلت لها شي..
ورد مرة ثانية يرمس سارة: تعرفين ساروه؟ يوم بتكبرين بتمين تشبهين ابويه..
هالمرة ردت عليه سارة وقالت: بابا حلو..
مايد (اللي استانس انها تفاعلت وياه): أدري.. باباه واااااااااااايد حلو.. بس انتي تشبهينه..
سارة: عااااااااااااااادي..
مايد: هاهاههاااااي.. عادي في عينج.. لأنج تشبهينه، يوم بتكبرين بتطلع لج لحية شراته..
بطلت سارة عيونها ع الاخر من الخوف واطالعت ليلى اللي كانت تطالع مايد بنظرة حادة..
ليلى: لا تصدقينه.. مايد جذاب..
سارة (بخوف.. وهي تيود ويهها): لحية لاء..
ليلى: حبيبتي فديت روحج انتي بنت ما بتطلع لج لحية..
سارة: مايد قال..
مايد كان يظحك بانتصار ومحمد يطالعه من جامة السيارة ويقول: انته متى بتيوز عن حركاتك الماصخة؟
مايد: ما يخصك انت حد كلمك؟؟
ما رد عليه محمد لأنهم وصلوا الفندق ونزلوا ومشوا ورا ابوهم وامهم وحميد اللي كانوا متجدمينهم..
وفي الفندق .. حميد كان حاجز لهم سويت كامل.. محمد ومايد في غرفة، سارة ويا ليلى وأمل.. وخالد
ويا امه وابوه في غرفة بروحهم.. وحميد خذ له غرفه في الطابق الثالث..
دشت كلثم غرفتها هي واحمد ورقدت خالد على الشبرية وابتسمت لريلها..
كلثم: غاوي هالفندق.. حليله حميد ما قصر..
أحمد: حميد دومه ما يقصر .. الحمدلله اللي رزق ليلى بريال شراته..
كلثم: الحمدلله..
أحمد: بتصل بعبدالله وبخبره انا وصلنا..
كلثم: هو قايل انه بيكون في دبي اليوم .. شوفه اذا موجود خله يمر علينا.. ولهنا عليه..
أحمد: اصبري بدق له وبشوف..
اتصل احمد بأخوه الصغير والوحيد عبدالله وخبره انهم وصلوا دبي ..
عبدالله: ماشالله وصلتوا؟ الحمدلله ع السلامة..
احمد: الله يسلمك يا بوحميد.. تعال لنا نحن في الفندق الفلاني..
عبدالله: بس أنا في العين..
احمد: انته قايل انك الاسبوع بطوله بتيلس في دبي..
عبدالله: لا خلاص تأجل الشغل للاسبوع الياي..
أحمد: اها.. انزين طرش البشاكير البيت عشان ينظفونه..
عبدالله: خلاص ان شالله .. وامايه بتطرش لكم غدا باجر لا تعبون عماركم..
أحمد: تسلم يا خوي وسلم ع الوالدة خبرها انا بنمرها باجر العشا..
عبدالله: ان شالله.. ياللا تامرني بحاية؟
أحمد: تسلم يا بو حميد ما تقصر ..
عبدالله: في امان الله..
أحمد: مع السلامة..
بند أحمد عن اخوه وغصبن عنه سرح بفكره بعيد..
عبدالله ..رغم انه عمره 43 سنة.. بس بعده مصر انه ما يتزوج وعايش على ذكرى زوجته نورة اللي ماتت في شهر العسل.. من 20 سنة.. ورغم انه الكل حاول يقنعه بالزواج وأمه كل يوم تعرض عليه بنية بس بعده ما لقى اللي تشغل تفكيره وتنسيه نورة..
أحمد: تعرفين يا كلثم.. بحاول اقنع عبدالله انه يعرس..
كلثم: ما بيقتنع.. خلاص عبدالله تعود انه يعيش بروحه..
أحمد: بس حرام املاكه وثروته بتسير لمنوه؟؟ لعيالي انا؟
كلثم: وانته ما تبا هالشي..؟
أحمد: لا ماباه.. الحمدلله مطاعمي ومحلات المجوهرات اللي عندي وتجارتي الثانية تكفينا وزيادة..
كلثم: بس مصير بيزاته بتكون لعيالنا.. يا أحمد عبدالله ما بيعرس.. خلاص الريال كبر..
أحمد: عمره الريال ما يكبر ع العرس.. وانا هالمرة ما بهده الا وانا متأكد انه اقتنع بالفكره..
كلثم (تتنهد): على هواك يا بومحمد..
طلع احمد الصالة وشاف عياله متيمعين ويطالعون التلفزيون..
أحمد: انتوا ما تعبتوا؟؟ ياللا سيروا غرفكم وارقدوا.. باجر ورانا درب العين..
محمد: ان شالله ابويه..
مايد: بس انا مب تعبان.. عادي اخذ لفة في الفندق؟
أحمد: باجر الصبح نش من وقت وانا وياك بنلف الفندق بكبره رباعة خلاص؟
ابتسم مايد ابتسامة صفرا وقال: خلاص اوكى..
بس أول ما دخل أبوه غرفته طلع مايد وركض للدري بسرعة.. مستحيل يفوت على عمره فرصة انه يستكشف بروحه ومن دوم مراقبة محمد وابوه.. وليلى ما كان لها نفس تيوده لأنها تعرف مايد شيطان وبيلعوزها..
عقب ما سار ابوهم يرقد.. دش محمد غرفته وأمل رقدت على القنفة في الصالة وسارة يلست ويا ليلى يكملون الفلم .. كانت ليلى تفكر وتذكر عمرها باجر تكتب قائمة بالناس اللي تبا تعزمهم على عرسها عشان تحدد كم عدد البطاقات اللي بتسويهم.. وفي هاللحظة سمعت حد يدق الباب وقامت تبطله .. واحمرت خدودها من المستحى يوم شافت حميد واقف عند الباب وهو بروحه استحى يوم شافها .. كان متوقع انه عمه هو اللي يبطل له الباب.. بس استانس يوم شاف ليلى..
حميد: هلا والله.. الحمدلله ع السلامة ليلى..
ليلى (وهي منزلة راسها): الله يسلمك.. تفضل..
دش حميد ويلس في الصالة وتلفت حواليه وهو يسألها: عيل عمي وعمتي وينهم؟
ليلى: دشوا يرقدون ..
حميد (يبتسم وهو متشجع): زين والله .. على الاقل حصلت فرصة ايلس وياج بروحي..
ليلى حست انه خدودها تحترق وسارة كانت تطالعها وتضحك .. وراح لها حميد وشلها ..
حميد: في شي يضحك آنسة سارة؟؟
حميد كان يتخبل ع اليهال ويحب يلعب ويا سارة وأمل .. وهم كانوا يموتون فيه وخصوصا أمل اللي تعتبر ليلى امها الثانية وحميد استوى هاليومين شرات ابوها..
حميد: سارونا شفتي المهرج؟
تغيرت ملامح سارة واعتفس ويهها... كانت تخاف من شي اسمه مهرج.. وكله بسبة افلام الرعب اللي تشوفها ويا ليلى..
سارة: مهرج؟؟ وينه؟
جاوبت ليلى عن حميد بسرعة: في السجن.. بعيييييييد هناك في بوظبي.. وما بيخلونه يظهر ابدا..
كانت ليلى متأكدة انه سارة ما بتطلع من الغرفة اذا درت انه في مهرج تحت في اللوبي..
اطالعها حميد وهو يبتسم ولاحظ انه سارة بعد ارتاحت ملامح ويهها وقال: سوري ما كنت اعرف انها تخاف من المهرجين..
ليلى: سارونا تخاف من كل شي تقريبا..
حميد: ما تبين تتمشين في الفندق.. ؟
ليلى: الحين؟
حميد: هى الحين.. لا يكون تخافين مني؟؟
ليلى (بخجل): لا اكيد لا..
حميد: ياللا عيل البسي عباتج وانا بترياج هني..
سارونا كانت تراقبهم وهم يرمسون..
ليلى: بناخذ سارونا ويانا..
حميد: أكيد بناخذها..
ابتسمت سارة وشلت ليلى أمل وودتها الغرفة عشان ترقد براحه هناك ولبست عباتها وطلعت ويا خطيبها واختها الصغيرة..






آخر تعديل دانة الكون يوم 02-05-2013 في 08:09 PM.

رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 04:04 PM   رقم المشاركة : 2
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 



في العين.. وبالتحديد في بيت عبدالله بن خليفة، كان عبدالله توه راد من المقهى وراح البيت عشان يخبر أمه انه احمد وعياله وصلوا من لندن لأنها كانت تحاتيهم..
عبدالله ريال طويل وعريض.. وسيم جدا وابتسامته تحبب خلق الله كلهم فيه.. ورغم انه عمره 43 سنة.. بس ملامحه تخلي اللي يشوفه يتحراه بعده في الثلاثين.. ريال ناجح يملك اكبر شركات المقاولات في الدولة بكبرها.. توفى ابوه يوم كان عبدالله صغير وترك له هو وأخوه أحمد ثروة كبيرة عرف عبدالله كيف يستغلها ويستثمرها.. واستقل بنفسه وأسس له شركة مقاولات بروحه لأنه أخوه ما يحب عوار الراس وصدعة المقاولين والعمال والمهندسين..
بس رغم البيزات اللي عنده.. يظل عبدالله الريال المتواضع الرائع اللي كل حد يحبه.. حتى العمال اللي يشتغلون عنده في العزبة عمره ما فكر انه يتكبر عليهم.. مبدأه في الحياة واضح.. الناس كلهم عنده سواسية وما في فرق من بينهم.. معروف عنه في الأوساط التجارية انه أي شي تلمسه أصابعه يتحول لذهب.. من كثر ما كان حظه حلو في الحياة وفي التجارة .. الكل وده يتعامل وياه وكل الشباب يطالعونه بتقدير واحترام وودهم يكونون شراته..
بس محد قدر يوصل له ومحد قدر يكسر حاجز الصمت والعزلة اللي يعيشها عبدالله.. محد قدر يكسب حبه ويشغل باله غير العزبة وشغله.. وخصوصا عزبته اللي يعشقها بجنون .. ويحس انه بينه وبينها ترابط روحي كبير جدا.. هالارض ترمز لاشيا وايده في حياته.. ترمز لأحلامه اللي ماتت وذكرياته اللي ضاعت .. هالارض.. يحبها عبدالله اكثر من روحه حتى..
عبدالله من العين.. وعاش حياته كلها يتنقل بين العين وليوا .. من زود حبه لهالعزبة كان يسير لها قد ما يقدر واذا عنده شغل ياخذه وياه ويخلصه في ليوا عشان يقدر يشرف على المزرعة من هناك.. وكل ما سافر او ابتعد عن ليوا.. كان يدفعه لها شوق غريب وماله حدود يخليه اول ما يرد يروح لها قبل حتى لا يروح العين ويرتاح..
" عبدالله؟"
ابتسم عبدالله وهو يسمع صوت امه من داخل الصالة .. من عشرين سنة وامه ساكنة هني وياه في البيت.. بالتحديد .. من يوم ما ماتت مرته نورة باللوكيما.. يات امه وعاشت عنده عشان تطلعه او تنقذه من الكآبة اللي كان غرقان فيها..

عبدالله: السلام عليكم ..
ام احمد: وعليكم السلام والرحمة.. شو موقفنك عند الباب تعال ايلس في الصالة..
عبدالله: احمد اتصل وقال انهم وصلوا البلاد..
ام احمد (تبتسم): ماشالله وصلو؟ الحمدلله .. والله اني كنت احاتيهم.. هالطيايير ما منهن امان..
عبدالله: الله يهديج يا ام احمد انتي شو ما تحاتين؟
ام احمد: وليش ما احاتيه ؟؟ ماشالله بيته متروس يهال ..
عبدالله (يبتسم): اها.. ردينا لهالسالفة..
ام احمد (بنبرة حادة): ليش احنا خلصنا منها اصلا؟؟ متى بتودر عنادك هذا وبتعرس؟؟

ابتسم عبدالله بحزن.. تذكر نورة.. يوم ماتت.. لأول مرة في حياته.. حس عبدالله انه منحوس... وحزن على موتها حزن فظيع أكبر من حزن الام اللي تفقد طفلها.. كانت نورة صغيرة.. يا دوب كملت 17 سنة.. كانت امله في الحياة ما درى انه بيفقدها بهالسهولة..
ظل عبدالله فترة طويلة حبيس هالبيت.. ما يعرف أي شي عن العالم الخارجي.. ما يتذكر ياكل ولا يحب يتعامل ويا أي حد.. دفن كل احلامه معاها .. كره البيت وكان ما يطلع من غرفته.. ما يقدر يتجول في الغرف اللي هي بنفسها اختارت اثاثها.. ما يقدر يتخيل كيف ممكن تكون حياته لو انها بعدها عايشة وتحبه وتهتم فيه.. وبعد فترة يت امه وطلعته من الحزن اللي معيش عمره فيه.. لأنها حست انه يحتاجها..

وعقب ما ماتت نورة.. انقطع عبدالله عن عمه تماما.. ما كان يقدر يشوفه.. كل ما يشوف عيونه .. يتذكر الحزن ويتذكر نورة.. ويستعيد كل ذكرياته.. كان شي صعب بالنسبة له وقرر يبتعد عنهم .. وحتى عقب فترة يوم زاره عمه وقال له انه بيزوجه بنته الصغيرة اخت نورة.. رفض عبدالله هالشي نهائيا وقال له مستحيل اتزوج عقب نورة.. خل هالشي في بالك..
بعد فترة.. تعود عبدالله على حياته ومرت السنوات بسرعة وعبدالله يبني شركته ويكبرها واندمج في مشاريعه لدرجه خلته مدمن على الشغل ما يهمه شي في الدنيا غير انه يشتغل ويكبر شركته ويرضي امه وبس.. محد يتدخل في حياته.. حتى اخوه احمد ماله سلطة عليه وكل اللي يسأله ليش ما عرس يطنشه عبدالله وما يرد عليه..
الحقيقة انه ولا بنت قدرت تجذب اهتمامه وتخليه يحبها.. مهما كانوا البنات اللي عرفهن حلوات وبنات عرب وناس.. بس محد وصل لمكانة نورة ولا وحدة منهن قدرت تمحي ذكراها من باله.. لين الحين يذكر ضحكتها وصوتها وهي تشهق يوم كان يراويها الاثاث اليديد اللي اختارته عقب ما ركبوه في الغرف .. البيت بناه حقها .. كان رمز لحبه لها وعقب ما ماتت.. خلاص ما عاد يعني له أي شي.. عبدالله كان يحس انها بعدها مرته وانه يخونها يوم يفكر بغيرها.. احساس غريب خلاه يعتزل الحريم ويتم عايش في وحدته.. المرأة الوحيدة اللي في حياته هي أمه وبس..

وكانت أمه يوميا تكلمه عشان يعرس.. وهو يحاول يتهرب بكل الطرق..
ام أحمد: عبدالله؟.؟!! ويديييه.. جم مرة بزقرك عشان ترد عليه..
عبدالله: هههههه اسمحي لي الوالدة .. والله سرحت بفكري شوي..
ام احمد: مب جذه عادة .. زقرتك اكثر عن مرة..
عبدالله: تراني شيبت احينه خلاص ما اسمع..
ام أحمد: شيبت وبعدك ما عرست ..
عبدالله: انا شيبة.. منو هاي اللي بترضى بي.. ؟
ام أحمد: مية الف وحدة تتمناك انت بس اشر وانا بخطب لك اللي تبغاها..
عبدالله: بس انا مابا اعرس.. مب محتاي لحرمة..
ام أحمد: والله انك رفعت لي الضغط ويبت لي القلب والسكري بعنادك هذا..
عبدالله: هههه بسم الله عليج يام احمد.. لا تفاولين على عمرج جي هب زين..
ام احمد: يا ولدي انته مب صغير.. يبالك حرمة تييب لك عيال يورثونك من بعد عمر طويل ان شالله..
عبدالله: عيال أحمد هم اللي بيورثوني..
ام أحمد (بنبرة حادة): محد بيورثك غير عيالك يا عبدالله طيع الشور وخل عنك العناد..

سكت عبدالله عنها.. أمه ما كانت تعرف انه خايف.. خايف اذا رد يحب أي وحدة كثر ما حب نورة.. تبتعد عنه او تموت.. فرحته كانت بحساب عشان جذي كان خايف.. يخاف يفرح ويخاف انه يطمن لمستقبله.. ما يبا يخسر أي حد مرة ثانية خلاص.. عبدالله ما صدق يتخلص من الم موت زوجته... مستحيل اييب لعمره الم ثاني يديد ويفتح لعمره جرح كبير ثاني..
عبدالله: يا امي انا تعودت على هالعيشة خلاص عشت عمر بروحي.. ما بسير اييب لي حرمة تخرب عليه عيشتي.. عندي الشركة والعزبة وعندي احمد وعياله وعندي امي الله يخلي لي اياها.. شو ابا من الدنيا بعد؟
ام احمد: تبا حرمة وعيال.. محد ما يبا هالشي
ضحك عبدالله وهو يطالع امه اللي كانت تمثل انها معصبة بس هو يعرف انها ما تروم تزعل منه .. عبدالله يموت في امه رغم انها كل يوم تهزبه وتعامله على انه بعده صغير.. بس ويهها الحين يبين انها كانت صج تحاتيه..
ام أحمد: عيل باجر ان شالله بنسير نشوف احمد وعياله..
عبدالله: هى انا قلت له انه عشاهم علينا نحن ..
ام أحمد: زين سويت.. بسير اخبر تاميني وماريا عشان يسيرن باجر الصبح ينظفن البيت..
عبدالله: زين امايه.. وانا بتصل في المحامي.. عندي صفقة مهمة ابا اخذ رايه فيها..
ام احمد: زين ابويه..

قامت ام احمد عشان تشوف البشاكير وابتسم عبدالله بحنان وهو يطالع خطوات امه البطيئة والثجيلة بسبب كبر سنها.. وتنهد وهو يفكر بالمشروع اللي شاغل باله من اكثر من اسبوع وقرر يرمس المحامي سهيل عنه اخيرا.. واتصل به بعد تردد كبير..
عبدالله: السلام عليكم ورحمة الله
سهيل: وعليكم السلام والرحمة .. شحالك يا عبدالله؟
عبدالله: الحمدلله بخير وسهالة انته شحالك وشحال اهلك؟
سهيل: الحمدلله ربي يعافيك..
عبدالله: يا سهيل اريدك تتأكد لي من مشروع يديد داش فيه..
سهيل: منو صاحب المشروع ووين بيكون..؟
عبدالله: اتصل بي تاجر من دبي اسمه علي بن يمعة .. تعرفه؟
سهيل: لا والله ما اعرفه.. بس بسأل عنه وبخبرك باللي اعرفه..
عبدالله: زين تسوي.. تراه اتصل بي وقال انه يباني اشرف ع الفندق اللي بيبنيه..
سهيل: شي طيب والله مبروك يا عبدالله تستاهل..
عبدالله: الله يبارك فيك بس انا بعدني ما رديت عليه..
سهيل: ليش عاد؟
عبدالله: اليوم في المقهى سمعت مبارك بن هادف يرمس ويقول انه يبا يشرف ع المشروع.. وكا نيرمس بصوت عالي جنه يبا يوصل لي الرمسة..
سهيل: وانته شعليك منه؟؟ تعرفه هذا توه صغير وما يفهم في الشغل.. ومسوي عمره يبا ينافسك وهو ما يروم ع شركتك ..
عبدالله: مب هذا اللي شاغل لي بالي.. الريال يوم دق لي قال انه انا اول واحد يعرض عليه المشروع.. عيل مبارك شدراه؟
سهيل: وانته تبا تظيع المشروع من ايدك عشان مبارك درى بالسالفة؟
عبدالله: مدري مب مطمن لعلي بن يمعة.. اسلوبه ويايه كان دفش شوي..
سهيل: هههههههه .. انزين ما عليك بنطلع هالدفاشة من عيونه بأسعارنا.. ولا يهمك..
عبدالله (بارتياح بسيط): خلاص.. رد عليه باجر وبكون فكرت في الموضوع وبخليك تتصل به وتتفاهم وياه..
سهيل: ان شالله ..
عبدالله: في امان الله
سهيل: مع السلامة..






عبدالله كان يكره مبارك بن هادف.. كان عدوه الوحيد في هالدنيا.. لكنه في نفس الوقت كان يحترمه.. مبارك ابتدى وهو مهندس صغير تخرج من الجامعة من دون أي امكانات مادية.. وبدا شغله كمهندس واسس عقب شركته الخاصة فيه.. يعني كافح كفاح فظيع عشان يوصل لمكانته ويجمع كل هالثروة.. ومع انه مبارك عمره بس ستة وعشرين سنة.. بس عبدالله يخاف منه اكثر من أي مهندس ثاني في الدولة كلها.. وكان يظارب ظرابة عشان ياخذ المشاريع قبل لا يستحوذ عليها مبارك..
كان معروف عن مبارك انه لسانه وصخ وعصبي لدرجة فظيعة وانه مسوي رعب لكل العمال اللي يبنون مشاريع زباينه .. ويشغلهم ساعات طويلة وينهكهم لأبعد الحدود..
بس بعد ربع عبدالله يقولون انه قلبه طيب والاهم عند عبدالله انه محترم وعمره ما تعامل بالغش.. وعشان جذي عبدالله يحترمه..

تذكر عبدالله الموقف اللي استوى له ويا مبارك في المقهى قبل اسبوع.. كان مبارك يالس ويا ربعه وعبدالله يالس ويا سهيل المحامي وويا ربيعه بونايع.. وسمع مبارك يرمس عن مشروع النادي الرياضي اللي شركته مسئولة عنه ..
مبارك: نحن تعاقدنا ويا مجموعة الصقر وهم بيتكفلون بالحديد والاسمنت وباجي المعدات..
عبدالله كان يسمعهم وساكت عنهم بس يوم طرى مبارك هالمجموعة بالذات.. ما قدر يسكت وبما انه طاولته كانت جريبة من طاولتهم التفت وقال له: اسمح لي يا مبارك انا سمعت اللي قلته عن مجموعة الصقر..
مبارك (وهو عاقد حياته): هى بلاهم؟؟
عبدالله: يا ولدي ما انصحك تتعامل وياهم .. هاذيلا لعوزونا في مشروع المركز التجاري السنة اللي طافت وايد يتأخرون في شغلهم..
اعتفس ويه مبارك.. كان في رايه انه عبدالله شايف عمره احسن عن الكل وما تحمل يسمع منه هالنصيحة: شوف يا استاذ عبدالله.. انا اعرف لشغلي زين واعرف اتعامل ويا منو..
عبدالله انصدم .. وسهيل كان بيرد على مبارك بس بونايع منعه..
عبدالله: انا ما قلت انك ما تعرف بس حرام اسمع ترمس وتقول انك بتتعاقد معاهم واسكت وانا اعرف انه شغلهم مب شي..
مبارك: مابا منك نصيحة ولا اباك تتدخل في شغلي.. ممكن؟
عبدالله (اللي احمر ويهه من القهر): على هواك .. واسمح لي..
مبارك (من دون نفس): مسموح.. ولا تحاول تتقرب مني.. انا احسن عنك وشركتي احسن عن شركتك وبخليك عقب سنتين بس من اليوم تبند شركتك وكل حد بيطلبني انا عشان انفذ مشاريعهم..
عبدالله ابتسم يوم سمع هالرمسة.. وقال : ليش عاد؟ ما يستوي نكون انا وياك في نفس المكان؟
مبارك: لا ما يستوي.. لازم وحدة من الشركتين تخسر..
عبدالله: خلاص انت اللي طلبت هالشي..


تنهد عبدالله وهو يتذكر هالموقف .. وقرر انه ياخذ مشروع الفندق لو على خسارته بس عشان يرد الحركة لمبارك.. ترى وايد شايف عمره على غيره.. وعقب دقايق وقف عبدالله وسار يشوف امه وين.. عشان يسولف وياها شوي قبل لا يسير يرقد..
------------------


ليلى كانت مستحية موت من حميد وهي تتمشى وياه عند المسبح اللي كان مزدحم ع الاخر.. وسارة اللي كانت آية من الجمال، كانت اجمل بمية مرة وهي مبتسمة ابتسامتها الهادية وتمشي حذال ليلى .. ووايد ناس كانوا يطالعونها ويعلقون على جمالها ووحدة اقتربت منهم وباستها وقالت لليلى: ماشالله بنتج قمر..
ليلى ابتسمت وشكرتها وما حاولت تصحح لها المعلومة.. فعلا سارة وأمل كانوا شرات بناتها لأنها هي اللي مربتنهم ويا امها.. وسارة كانت تحب ليلى لسبب واحد.. انه ليلى كانت نسخة مصغرة من امها كلثم .. وهاللي خلاها ترتاح لها اكثر..
مشوا ثلاثتهم ويلسوا على طاولة مجابلة للمسبح .. وابتسمت ليلى وهي تطالع خبال اليهال اللي يتسبحون..
حميد كان يطالعها ويبتسم ويوم انتبهت ليلى انه عيونه عليها.. استحت ونزلت عيونها..
حميد : تولهت عليج..
ليلى (بخجل) : أنا أكثر..
ابتسم حميد: عقب شهرين ما بسمح لج تغيبين عن عيني ولا ثانية.. تفهمين؟؟
ضحكت ليلى وحست انه ويهها يحترق.. وما عرفت وين تطالع فركزت على الوردة اللي حاطينها ع الطاولة.. وقالت بصعوبة: ما اعرف وين سار مايد؟؟
حميد: لا تشغلين بالج .. مايد ريال...
ليلى: الله يعين امايه عليه.. والله اني مستغربة منه.. محمد طلع وايد هادي وهو شياطين الدنيا كلها ميلسة فوق راسه..
حميد: بصراحة يا ليلى انا مايد هذا واااااايد احترمه.. يعني ما شالله عليه ما يخلي شي في خاطره.. اللي يباه يسويه على طول وبدون تردد..
ابتسمت ليلى وفي داخلها استانست انه حميد دافع عن اخوها..
حميد: شو تبين تشربين؟
ليلى: مابا شي .. سارونا حبيبي شو تبين؟
اطالعتها سارة بفرح وقالت: فراولة..
باستها ليلى على خدها .. سارة تموت في أي شي بنكهة الفراولة وطلب لها حميد عصير فراولة وطلب banana milkshake حقه هو وليلى..
وأول ما راح عنهم الجرسون فاجأهم مايد ويلس وياهم..
مايد: شو تسوون هني؟ وانتي ايه منو سمح لج تطلعين ويا حميد؟
ليلى تفاجأت واحمر ويهها.. وتمت تطالع مايد باستغراب.. كيف طلع لهم جي فجأة..؟ بس قبل لا يكمل هجومه قالت ليلى: وانته شو مطلعنك هالحزة؟؟ تباني اخبر عليك ابويه؟؟ والله لا يغسلك بالعقال..
ابتسم مايد ببراءة وقال: اختي حبيبتي .. هذا حميد خطيبج يحق لج تطلعين وياه انا شو يخصني؟؟
حميد: هههههههه هى جي اباك.. خلاص ما بنخبر عليك..
مايد: انزين اطلبو لي عصير والله اني بموت م نالعطش..
ليلى: بعطيك عصيري انا مالي نفس اشرب شي..
حميد: لا شو تعطينه عصيرج؟ انا باخذ لك عصير بس خل الجرسون يرد..
سارة: ميوودي شفت المهرج؟ (كانت حياتها تتعلق بهالسؤال .. وبتموت عشان تعرف الاجابة ومايد حاول انه يخوفها بس شاف النظرة الحادة اللي اطالعته بها ليلى وغير رايه)
مايد: أي مهرج.؟؟ انتي تخبلتي؟؟ ماشي مهرج هني.. المهرج بس في لندن..
ابتسمت سارة بارتياح وردت تراقب الاولاد اللي يلعبون في الحوض..
حميد: ها استاذ مايد؟؟ شو رايك بالفندق عقب ما تفقدت جميع اقسامه؟
مايد (بغرور): بصراحة.. اعطيه 7 من 10..
حميد: ههههههه أفاا!!!.. بس 7؟
مايد: هى ما عيبني.. ما فيه غير اربع مصاعد .. وعندهم دراجة نارية BMW يعرضونها في اللوبي.. وعندهم حوض سباحة واحد .. وملعب كرة طايرة وبنية حلوة يالسة تطالعني الحين .. (ابتسم مايد والتفتت ليلى وشافت بنية شقرا تطالع مايد من بعيد وتبتسم له)
حميد: هههههههه كل هذا وما عيبك الفندق..؟
مايد: مب من مستواي..
ليلى: احمد ربك انته يوم انه حصل لك الشرف ويلست فيه..
مايد: لازم بتدافعين عن الفندق.. ترى حميد اللي اختاره..
ليلى استحت وقفطت وما عرفت ترد عليه وحميد يلس يضحك عليها هو ومايد..
حميد: لا بصراحة مايد ماشالله عليك لفيت ع الفندق بكبره.. بس باجي مكان واحد..
مايد: أي مكان؟
حميد: المطابخ..
شهق مايد : هى والله .. نسيت تصدق؟ ليلوه عادي اسير؟
ليلى: لا وين تسير .. ؟؟ ماشي خلاص الحين حزة رقاد..
مايد: ليلى لا تحطمين فرحتي..
ليلى: ولا كلمة.. لا تناقشني..
حميد كان يطالعها ويبتسم .. ملامحها حلوة وايد وهي تحاول تمثل انها معصبة.. وحس بسعادة كبيرة لأنه الله رزقه بليلى.. وما يتخيل نفسه ويا أي وحدة غيرها في يوم من الايام.. او يتخيل انه يربط مصيره مع عايلة ثانية غير عايلة أحمد بن خليفة اللي صاروا مثل اهله وأكثر..

وعقب دقايق يلسوها وهم يسولفون عند المسبح، قامت ليلى واخوانها وخطيبها وكل واحد فيهم راح غرفته عشان يرقد..
الساعة ثمان الصبح، كانت ليلى بعدها راقدة.. بس حست انه حد متعلق في رقبتها ويوم التفتت شافت سارة مودرة شبريتها ومنخشة وياها تحت اللحاف ولاوية عليها بقو.. فابتسمت وشلت ايد اختها بكل هدوء عن رقبتها ونزلتها ع المخدة..
في هاللحظة قامت أمل ونزلت من على شبريتها ويت تركض وركبت على شبرية ليلى.. وانخشت وياها..
ليلى: ههههه .. تبين ترقدين؟
أمل (تبتسم بكسل): بردانة..
ليلى: تلحفي عدل.. بس خلاص الحين ماشي رقاد..
أمل: برقد شوي..
ليلى: فديت روحج والله.. ارقدي ..
غمظت أمل عيونها وهي مبتسمة ويت ليلى بتحط راسها عشان ترد ترقد.. لأنه الوقت كان مبكر وايد وماله داعي تنش من الحين.. بس الباب تبطل بقو ودش مايد.. وكان لابس ثيابه وجاهز حق الطلعة وكان شال خالد في ايده.. وخالد كان متظايج منه ويحاول ينزل عنه بأي طريقة..
نزله مايد و قال: سير عند امك الثانية..
خالد كان ويهه معتفس وركض بسرعة وتسلق الشبرية وشلته ليلى وهي تضحك وحطته في حظنها..
ليلى: شو مقعدنك من الحين..
مايد: انا ناش من الساعة ست واتصلت حقهم تحت عشان اييبون لنا ريوق وتريقت ويا محمد ..
ليلى: ماشالله شو هالنشاط؟
مايد: لا بس ابويه وعدني ينش من وقت ونلف انا وياه ع الفندق بس سواها وخانني..
ليلى: هههههه والله؟ ليش قوم امايه ما نشوا؟؟
مايد: لا بعدهم..
اطالعت ليلى خالد اللي كان يالس يلعب بالسلسلة اللي في رقبتها وقالت: عيل هالكتكوت منو طلعه من الغرفة؟
مايد: امايه نشت من نص ساعة.. عطتني خالد وردت ترقد..
ليلى: يحليلها اكيد هلكانة من السفر..
أمل كانت تطالعهم بكسل وسارة بطلت عيونها ويوم شافت مايد ابتسمت..
مايد (بخبث): أموله لوله.. تعالي عندي..
ابتسمت أمل وبينت الغمازات اللي في خدودها وقالت: لاء..
مايد: لوله حبيبتي تعاليييي..
أمل: لاء..
نش لها مايد ويلس يقرقطها وهي تضحك بصوت عالي وتزاعج.. وليلى تضحك عليهم.. خالد استغل الموقف وركب على ظهر مايد وقال: امبااع..
مايد: هههههه .. مسود الويه.. انا امباع؟؟ انزين براويك..
ليلى: لا والله ميود الا خلودي ..
وشلته ليلى بسرعة وحظنته عشان لا يقترب مايد منه فما لقى جدامه غير سارةيأذيها ووصل صوت ضحكهم وصراخهم للصالة وياهم محمد يشوف شو صار عليهم وضحك يوم شافهم معتفسين فوق شبرية ليلى..
محمد: والله انكم يهال..
مايد: محمد تعال ساعدني..
ابتسم محمد وردت له روح الطفولة اللي فيه وهجم على الشبرية عشان يساعد اخوه على خواته الصغار اللي ويههن احمر من الضحك .. وليلى كانت تضحك وياهم وتلعوز ميود ومحمد.. رغم انها بتعرس عقب شهرين وتعودت في البيت انها تلعب دور الام الثانية لاخوانها وتتحمل نص مسئولياتهم بس بعدها في داخلها طفلة وتحب سوالف اليهال وخبالهم..

عقب ما خلصوا من لعبهم طلع مايد ومحمد وخالد في الصالة يتريون البنات يلبسن ويطلعن وياهن.. ليلى دشت الحمام ويا أمل وسارة ووقفت على راسهن لين ما غسلن ويوههن وأسنانهن ولبستهن ثيابهن وتلبست هي بعد ويوم ظهرت الصالة شافت أمها وابوها يالسين يتريقون وتريقت وياهم..
مايد: أبويه ياللا متى بنظهر؟
أحمد: هههه انته بعدك ما نسيت؟
مايد: لا وين انسى ؟ انا من امس اترياك تظهرني حتى رقدت من وقت..
اطالعته ليلى بطرف عينها ورد لها مايد النظرة.. فابتسمت وسكتت ..
أحمد: ان شالله بنظهر.. بس ما تبون تيلسون في الجاكوزي شوي؟
شهق محمد: عندهم جاكوزي هني؟
مايد: وينه ما شفته؟
احمد: ههههههه في حمام غرفتنا .. بنيلس في الجاكوزي قبل وعقب بنظهر..
مايد: الله!!!!!! وناسة ..
محمد: ياللا ابويه الحين..
أحمد: ياللا. .
كلثم: شلوا خالد وياكم..
مايد: ما نبا يهال..
أحمد: بنشله ويانا هذا الاصل..
مايد: الحين هالمفعوص هو الاصل؟؟ ونحن؟
أحمد: هههههه انتوا تكملة عدد
محمد: أفااااااااااا.. قوية يابومحمد
ليلى: ومنو قال لك انه اسمه بومحمد.. ابويه بو ليلى
محمد: بو محمد غصبن عنج..
أحمد: بو محمد ولا بوليلى ما تفرق.. كلكم عيالي..
مايد: بس حتى العيال طبقات.. فيه عيال تحبهم موت.. وفي عيال مجبور تبتسم في ويههم..
محمد: لا والله؟ اعرف قصدك..
كلثم: بس انته وياه عنبوه ما تشبعون من المناجر؟
أحمد: خليهم هني يتلاسنون وانا بسير ويا خالد نلعب في الجاكوزي..
شل احمد ولده الصغير وياه وسار عنهم ولحقه مايد ومحمد بسرعة .. ومن وصلوا هناك وصل صوت ضحكهم للصالة وضحكت كلثم وهي تطالع بناتها .. : ليلى.. ابوج قال انا بنروح اليوم فليل.. لازم نسير نشوف فستان العرس خلص ولا لاء.. وجان بتاخذين لج فساتين ثانية..
ليلى: امايه انا خذت لي فستانين من لندن واحد حق الصباحية وواحد حق ليلة الحنا..
كلثم: يبالج بعدج فستانين أو ثلاثة.. لا تبخلين على عمرج..
ليلى: مابا اكلف على حميد..
كلثم: مب لازم هو اللي يدفع. .ابوج وين راح؟
ابتسمت ليلى: خلاص عيل بفصل لي فستانين زيادة على اللي عندي..
كلثم: والله وكبرتي يا ليلى وصرتي عروس..
اطالعت ليلى خاتم خطوبتها وابتسمت بخجل: مابا ابتعد عنكم..
كلثم: وين بتبتعدين ..؟ بوظبي جريبة.. ترومين تزورينا في اليوم مرتين مب مرة وحدة..
ليلى: امايه خايفة من اهله..
كلثم: لا تخافين فديتج.. ام حميد متوفية من زمان وما عنده لا اخت وحدة وابوه في البيت..
ليلى: هذا اللي خايفة منه.. انا متعودة على الحشرة واليهال اللي في بيتنا..
كلثم: وهناك عندج ريلج واخته وابوه وصدقيني بتنشغلين بريلج وعقب كم شهل بتيبين لج ياهل يملا عليج ايامج.. وساعتها مول ما بنشوفج..
ليلى: هههههههه .. الله لا يحرمني منج يمه..
كلثم: ياللا قومي تزهبي عشان نظهر..
ليلى: ان شالله.. بس ابويه؟؟
كلثم: ابوج الحين بيظهر من الجاكوزي ..
في هاللحظة سمعوا احمد يضحك بصوت عالي وضحكوا اثنيناتهم..
كلثم: ما عليج يوم بسير له انا بيظهر..
ليلى: ياللا عيل انا بسير اتلبس..

الساعة 10 ونص، ظهرت ليلى ويا ابوها وامها السوق عشان تشوف شو ناقصنها وتشتريه.. وخلوا اليهال عند محمد ومايد وشلوا بس خالد وياهم..
سارة شلت دبدوبها ودلة الجاهي للبلكونة ويلست تطالع خلق الله اللي يالسين عند المسبح من الصبح.. كانت مقتنعة وهي يالسة بروحها.. ومحمد كان كل شوي يسير يطل عليها في البلكونة ويطمن انها بعيد عن الحاجز.. وأمل كانت يالسة تلعب شرطي وحرامي ويا مايد.. مايد يحب يشوف أمل تضحك لأنها تضحك من خاطرها وبصوت عالي وتستوي لها غمازات في خدودها كل ما تبتسم.. كانت نسخة من ابوها وتشبهه في تصرفاتها وحتى في ضحكتها.. واللي يعيب مايد فيها انها كانت تستانس وترتبش وين ما كانت.. عكس سارة اللي تخاف من أي تجربة يديدة وتفضل تيلس ويا امها وابوها طول اليوم على انها تطلع وتلعب وياهم..

الساعة 11 قعد حميد من الرقاد وسار لهم فوق وما لقى عمه وعمته وخطيبته ويوم سأل عنهم خبروه انهم راحوا السوق ، فيلس في الصالة يسولف ويا محمد..
حميد: نسبتك وايد زينة وين ناوي تدرس؟
محمد: أبا ادش كلية الطيران.. وقدمت اوراقي..
حميد: وسويت الفحوصات؟
محمد: هى سويت كل شي بس اتريى النتايج..
حميد: ان شالله بيقبلونك .. كلية الطيران ممتازة بس ليش ما تدرس في الجامعة.. عندكم في العين وما يحتاي تلعوز عمرك ويا خط بوظبي..
محمد: ما يهمني شي كثر ما يهمني اني اكون طيار.. ابا ارفع راس ابويه..
حميد: هههههه اذا على ابوك تراك بترفع راسه لو صرت مهندس..
محمد: مابا.. شبعت من الدراسة ..
حميد: وتتحراهم ما يدرسون في كلية الطيران؟
محمد: ممممممم .. بعد اتم الكلية غير..
حميد: خلاص الله يوفقك ان شالله..
في هاللحظة ياهم مايد وأمل ويلسوا وياهم وسارة كانت بعدها يالسة في البلكونة وما طلعت منها الا يوم ردوا اهلها من السوق وساروا كلهم يتغدون رباعة..


----------------
في العين، كان عبدالله في الشركة وتوه طالع من اجتماع ويا المهندسين ويوم وصل مكتبه.. شاف سهيل المحامي يالس يترياه..
ابتسم عبدالله وسلم على ربيعه ومحاميه سهيل ويلس يتخبره عن صحته واهله ..
سهيل: عبدالله انا سألت لك عن علي بن يمعة..
عبدالله: ما تقصر يا سهيل..
سهيل: الريال عنده مركز تجاري وفندقين غير هالفندق اللي يبا يبنيه الحين ومستعد يدفع التزاماته كلها كاش.. عنده سيولة مالية فوق المليون..
عبدالله: ماشالله ..
سهيل: يعني الريال مظمون توكل يا بوحميد..
عبدالله: خلاص يا سهيل.. اتصل به وخلص كل الاجراءات ويا البلدية وان شالله بنبدا الشغل في الفندق بأقرب فرصة..
سهيل: اليوم بخلص كل شي.. فرصة.. مبارك بن هادف محد اليوم وما بيغثني.. دومه هناك في البلدية تقول يداوم عندهم..
عبدالله:ههههه شو تبا في الريال؟ خله يخلص اشغاله ..
سهيل: وين يخلص اشغاله الله يهديك.. الا يسير هناك يتجسس علينا..
عبدالله: وليش اليوم وينه؟
سهيل: توني متلاقي ويا خميس المحامي المسئول عن شركة مبارك وكان محرج .. يقول انه مبارك خلاه ملطوع في المحكمة يترياه من الصبح وتوه متصل به يقول انه سار بوظبي ..
عبدالله: مبارك ودر شغله في المحكمة وسار بوظبي؟؟ لا يكون في عنده مشروع ما درينا به؟
سهيل: لا.. تطمن.. أي مشروع يتسجل في بلدية بوظبي أنا اول واحد اعرف عنه..
عبدالله: عيل شو مودنه بوظبي.. ؟
سهيل: مدري عنه والله..
عبدالله: المهم يا سهيل.. مثل ما وصيتك.. خلص الشغل كله واتصل بي..
وقف سهيل : ان شالله يا عبدالله .. ياللا انا ساير الحين..
عبدالله: في امان الله..

طلع سهيل ويلس عبدالله يفكر بعلي بن يمعة .. تاجر كبير مثله وعنده كل هالبيزات.. كيف ما سمع عنه عبدالله من قبل؟ وقرر الاسبوع الياي يوم بيبدا الشغل في الفندق يسير عبدالله بروحه دبي عشان يشوف علي..
في الفندق، طلعت ليلى عقب الغدا ويا اخوانها وحميد ونزلوا تحت وأمها وابوها ساروا صوب المحلات يشوفونهن ويا سارة وخالد..
سارة كانت مستانسة لأنه ابوها شالنها وكل شوي تطالعه وتبتسم.. تحب ابوها يشلها وتحس انها قريبة وايد منه وهي في حظنه.. وهي تتلفت حواليها شافت لعبة باربي في محل العاب وشهقت .. بس ابوها كان يرمس امها وما انتبه لها.. فمسحت على لحيته وهي تقول: باباه باباه شوف..
التفت احمد صوب كانت بنته تأشر وشاف الباربي.. وابتسم : تبينها؟
سارة: اباها..
كلثم: وايد عندج منهن هاذيلا في البيت..
سارة (وهي تمد بوزها): ماماه هاذي شعرها اسود..
أحمد: ههههه الله يهديج يا كلثم انتي ما تعرفين انه هاذي اللعبة غير؟
كلثم: والله يا بو محمد انه عندها نفسها ثنتين مب وحدة واختها ماخذة لها وحدة من لندن..
أحمد: ما عليه ما بنكسر بخاطر البنية..
ابتسمت سارة يوم شافت ابوها داش المحل وخذ لها احمد الباربي وأول ما اشترى لها اياها قالت له: باباه نزلني انا بشل الكيس..
أحمد:هههههه ما بيضيع الكيس خليني بشله عنج..
سارة: لا هاذي لعبتي انا..
نزلها احمد وهو يبوسها ويتفداها وعطاها الكيس وشلته وهي تطالع الناس بفخر انه عندها اللعبة اليديده..
طلع أحمد وكلثم من صوب المحلات وساروا صوب المقهى عشان يشربون شاي .. ويوم يلسوا وطلبوا لهم اللي يبونه.. تلتفتت كلثم تطالع الفندق.. واحمد شل عنها خالد ويلس يلاعبه وهو في حظنه..
كلثم (لسارة): شو بتسمينها لعبتج اليديده؟
سارة: ما اعرف..
كلثم: شو رايج تسمينها دانة؟
ابتسمت سارة: زين .. بسميها دااااااانة..
أحمد: عقب يومين بتطلع نتايج محمد..
كلثم: اخاف ما يقبلونه يا بومحمد..
أحمد: ان شالله بيقبلونه وبيرفع راسنا وبيرد لج عقب كم شهر وهو طيار..
كلثم: ان شالله يا بومحمد.. حرام اتم الكلية في خاطره وما يقبلونه..
أحمد: وليش هالرمسة الله يهديج ان شالله بيقبلونه..
كلثم: محمد بيسير الكلية وليلى بتعرس وبتسير بوظبي.. وانا بتم في البيت بروحي ويا اليهال..
أحمد: هههه وانا وين سرت يالدلوعة؟
كلثم: انته بعد عندك شغلك تجابله..
أحمد: كلها سنتين ولا ثلاثة ومحمد بيعرس .. وليلى ما بتقصر ويانا وما تروم على بعدنا.. بتزورنا دوم ان شالله ونحن بعد بنسير لها.. ومايد ما بيخليج في حالج..
كلثم: ههههههه مايد فديته ما يقصر في سوالفه..
في هاللحظة ابتسمت سارة وقالت: باباه هكو مايد ..
وأشرت بصبعها على طاولة بعيده شوي عنهم.. ويوم التفتت كلثم شهقت.. كانوا مايد وأمل يالسين ويا حرمة غريبة.. شكلها لبنانية او أجنبية وشربون عصير ويضحكون..
كلثم: الله يغربل ابليس!!! مب جنه هذا ولدك يا بومحمد؟
أحمد: هى والله هذا مايد وهاي امل وياه؟ ويا منو يالسين؟
كلثم: سير لهم يا بومحمد ..
وقف احمد وعطاها خالد : بسير لهم..
كلثم (تبتسم): بو محمد..
احمد: هلا ..
كلثم: لا تطالع الحرمة اللي يالسه وياهم..
احمد: هههههههه بحاول..
ضحكت كلثم وسار احمد اييب عياله عن الحرمة اللي طلعت سورية.. سلم عليها احمد وقال: اسمحي لنا .. عيالي أذوج..
السورية: لا بالعكس. .انبسطت عليهم كتير..
أحمد: ياللا مايد قوم انته واختك اذيتوا الحرمة..
مايد: ليش نقوم؟ ابويه انته سمعتها انبسطت علينا كتير..
ضحكت السورية واحمد حاول انه يعصب بس مشكلته ما يعرف ..
احمد: مايد..
مايد: خلاص قمنا..
قامت امل ومشت قبلهم للطاولة اللي يالسة عليها امها واختها .. ووقف احمد يتريى مايد اللي كان يرمس السورية: مديحة يوم بتين العين اتصلي بي بعطيج رقم بيتنا..
أحمد: مسود الويه.. ترقم الحرمة عيني عينك؟ اسمحي لي اختي هذا ياهل ما يفتهم..
مديحة كانت تضحك وشكلها صج مستانسة على مايد: ابنك بيجنن .. هات الرقم حبيبي وان شالله اول ما اجي للعين بتصل فيك..
طلعت السورية قلم وكتب لها مايد الرقم وابتسم لها ابتسامته السحرية قبل لا يسير عنها ويا ابوه .. ويوم وصلوا طاولتهم .. طاحت كلثم في مايد وهزبته .. بس احمد خرب عليها لأنه كان يضحك..
كلثم: بومحمد بدل لا تهزبه .. يالس تضحك وياه؟
أحمد: شو ذنبه الصبي يوم انه طلع حلو شرات ابوه؟
مايد: صدقه ابويه انا حلو البنات ما يرومن يقاومن جمالي..
كلثم: مالت على ذاك الجمال.. الا قول اترحمت عليك الحرمة يوم شافت تسحب اختك وراك.. وعزمتك على كوب عصير..
مايد: اصلا هي شافتني عند المسبح ويابتني هني..
احمد: واختك واخوك وينهم.؟؟
مايد: بعدهم يالسين عند المسبح ويا حميد..
كلثم: قوموا بنسير لهم..
أحمد: ياللا صبري بس بدفع الحساب..

طلعوا كلهم من المقهى وراحوا صوب المسبح وشافت كلثم بنتها يالسة ويا خطيبها واخوها وتبتسم.. كانت ليلى دوم مبتسمة هاليومين.. وتعودت كلثم على اللون الوردي اللي في خدود بنتها.. ليليى كانت مستانسة وايد ويا خطيبها واطمنت كلثم انه بتتوفق في حياتها بإذن الله..
الساعة عشر في الليل ، قرروا كلهم يردون العين.. وحميد حلف يوصلهم.. وطبعا اشفاق كان بعد موجود..
أحمد وكلثم وخالد ركبوا ويا حميد.. وليلى ومايد وسارة وأمل ومحمد ركبوا ويا اشفاق.. حاولت كلثم ويا أمل أو سارة انهم يركبون وياهم بس ما طاعن.. حتى ليلى استغربت انه سارة لأول مرة ما تبا تسير ويا امها..
ليلى: سارونا اركبي ويا امايه ماشي مكان هني..
سارة: بتم ويا ميودي..
أحمد: خلاص على راحتها.. وايد تأخرنا.. امايه اتصلت واحتشرت نحن وعدناها نتعشى عندها..
ليلى: الله يهديك يا بويه جان خبرتها انا بنتأخر
أحمد: ههههه والله نسيت..
محمد: يحليلها يدوه تريتنا..
كلثم: ياللا اركبوا السيارة .. ميود لا تأذي خواتك.. وانتي يا ليلى تحملي على اخوانج .. وشوفي أمل عن ترجع.. تعرفينها ادوخ في الدرب..
ليلى: ان شالله امايه لا تحاتين..

كل مجموعة ركبت سيارتها وقبل لا تركب ليلى السيارة التفتت على سيارة خطيبها وشافته يبتسم لها.. وابتسمت له وقلبها يدق بقو.. كانت محظوظة بأهلها وبخطيبها وفي داخلها ، حمدت ربها اللي رزقها بكل هذا وأول ما ركبت السيارة حست بقلبها ينقبض.. وحاولت تتجاهل الشعور الغريب اللي حست به بس ما قدرت.. وحتى مايد واستهباله ما قدر يخليها تبتسم من خاطرها..
مايد: بسم الله!! بلاج جي شابة ظو..
محمد: يمكن ما خلوها تركبسيارة حميد.. هههههه
مايد: أهاااااااااا..
ليلى: والله انكم سخيفين..
محمد: عيل شو بلاج من ركبنا السيارة وانتي مبوزة
ليلى: مدري .. يمكن تعبانة لأني من الصبح ما يلست..
مايد: ويمكن متظايجة لأنه امايه ما قالت لج تعالي اركبي ويانا..
ليلى: اصلا لو اماية قالت ما بطيع اودركم بروحكم هني..
محمد: وليش يعني تراني انا وياهم..
ليلى: لا والله؟ تعرف انه خواتك ما يتحملن الدرب واذا وحدة فيهن صاحت ولا لاعت جبدها بتعرف تتصرف وياها..
مايد: لا وييييه احسن يوم انج ييتي..

في سيارة حميد كان الجو حلو وحميد حاط محمد عبده وبو محمد يسولف له عن لندن وكلثم ورا تلاعب خالد اللي بدا يتعب وشكله بيرقد..
------------



في هالوقت.. كان مبارك بن هادف توه راد من بوظبي.. ويا مرته نجلا وولده ناصر اللي عمره 10 سنين وبنته مها اللي بعدها ما كملت سنتين.. كانت مرته يالسة حذاله وعياله ورا.. وكانوا توهم طالعين من بيت أهل نجلا..

نجلا: ما كان له داعي تحرج جذي على ابويه..
مبارك: ابوج هذا ما ادري شو شايف عمره..
نجلا: ابويه يوم نصحك ما غلط.. وهي مجرد نصيحة تقدر تجامله وتشكره وما تنفذها..
مبارك: ما احب حد يدخل في شغلي.. كل حد حاط عليه ما ادري ليش..
مها وناصر كانوا مشغولين بسوالفهم ورا بروحهم.. ومب مسوين سالفة لأمهم وابوهم اللي تعودوا على صراخهم في البيت كل يوم..
نجلا: والله خايفة ابويه يكون عصب من اسلوبك وياه..
مبارك: بس خايفة على ابوج ولا انا عادي .. مب مهم ..
نجلا: منو قال انك مب مهم.. بس ابويه من زمان ما شفته ويوم سرت له اليوم طلعت من عنده وهو معصب ..
مبارك: خلاص اسكتي الله يخليج عورتي لي راسي تراج..

سكتت نجلا وصدت بويهها الصوب الثاني.. كانت متعودة على اسلوبه وياها دوم يسكتها ويناجرها.. بس بعدها تحبه موت ومستحيل تتخلى عنه.. وتعرف انه رغم كل شي يموت فيها..
حس مبارك بالذنب لأنه سكتها وبطل الدرج مال السيارة عشان يطلع شريط عبدالمجيد.. في اغنية خاصة فيهم تحبها مرته وايد .. أغنية أعز الناس.. بيحط لها اياها وبتعرف انه يبا يراضيها.. ونجلا طيبة وبترضى.. فتش مبارك بين الشرايط ولاحظ انه مرته بعدها لافة بويهها الصوب الثاني.. ويوم حصل الشريط.. يا بيشله بس طاح عنه تحت.. وفي اللحظة اللي وخى فيها مبارك عشان اييب الشريط اللي طاح حذال البريك.. ادمرت حياته وحياة اعز ناسه.. وتسبب بدمار ما يتعوض لعايلة كانت ما تعرف انه قدرها تذوق الحزن والمرارة عقب هالليلة المشئومة...


نهاية الجزء الاول



------------------------------






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 04:07 PM   رقم المشاركة : 3
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 

الجزء الثاني

وخى مبارك عشان ييب الشريط اللي طاح عند البريك وأول ما رفع راسه سمع مرته نجلا تصرخ: مبااااااااااااارك!!
بطل مبارك عيونه ع الاخر وهو يشوف الشاحنة جدامه.. وبأقصى سرعته لف السكان الصوب الثاني وقدر يتفاداها بثواني بس..
تنهد مبارك واطالع مرته بحنان وهو يقول: اسف غناتي ما كنت منتبه..
ما كمل مبارك كلمته الا وهو يشوف سيارته النيسان عافده فوق سيارة ما لحق يشوفها وصرخ بأعلى صوته وهو يحس بسيارته تتجلب في الهوا واخر شي يذكره صوت مرته نجلا وهي تقول: ناصر.. أختك..
وعقبها ظلمت الدنيا في عيونه..

--------------
في هالوقت كانت ليلى واخوانها موقفين عند شيشة البترول اللي عند مدخل الشويب ومايد ومحمد وسارة وأمل نزلوا يشترون لهم شيبس وكاكاو وعصير.. وليلى يلست في السيارة تترياهم..
اشفاق: ماماه ليلى سرعة .. الحين باباه يجي ويشوف نحن يوفق هنيي .. وايد جنجال حق انا..
ليلى: انزين اصبر ابويه ما بينتبه لنا .. ما بيتأخرون اصبر..
دخل محمد السيارة ودخلت وراه امل وسارة ..
ليلى: وين مايد؟
محمد: ما رمنا نخوزه عن ثلاجة الايسكريم..
ليلى: محمد سير ناده وايد تأخرنا..
محمد: ان شالله..
بس قبل لا يظهر محمد ، بطل مايد باب السيارة ودخل وهو يبتسم لليلى وقال: يودي ليلى يبت لج ايسكريم ماغنوم اللي تحبينه..
ابتسمت ليلى: مشكووووور حبيبي بس انته تعرف اني ما اكل شي وانا في السيارة..
مايد: عاد هذا كليه عشاني..
ليلى: ان شالله باكله ..
اشفاق: روح؟
ليلى: رووووح.. خلصنا. .
أمل كانت حاظنة الشيبس والعصير بقو وتطالع ليلى بغضب ومادة بوزها..
ليلى: ههههه بسم الله الرحمن الرحيم.. لولة بلاج؟؟
أمل(بنبرة شريرة) : انا ما بعطيج..
ليلى: ههههههه ومنو قال لج اني ابا من عندج شي؟؟
ابتسمت أمل براحة وما قدرت ليلى تتحمل وهي تشوف غمازاتها وقرصتها على خدها..
أمل: كله حقي؟
ليلى: كله حقج ..
سارة: ليلى تبين جالكسي.؟؟
ابتسمت ليلى لأختها الرقيقة سارة وقالت : مابا جالكسي حبيبتي .. عطي دانة.. أكيد الحين يوعانة..
طلعت سارة دانة من الكيس وتمت تطالعها .. رغم انه كل العابها في شنطتها بس دانة ما رامت تتخلى عنها وخلتها في الكيس وياها..
سارة: دانة تقول انها مب يوعانة.. وتبا ترقد..
ليلى: خلاص رديها في الكيس ورقديها..
مايد: طاع الجذابة...!! متى قالت لج؟؟ انا ما سمعت حد يرمس.. بذمتكم سمعتوا شي؟؟
أمل: لاء انا ما سمعت..
محمد: ميود لا تأذي سارونا..
سارة: قالت .. انته ما يخصك ..
واحمر ويه سارة وفرت الكيس اللي فيه الحلاوة تحت ولصقت في ليلى وخشت راسها في عباتها..
اطالعت ليلى مايد بنظرة حادة .. وهو ابتسم لها وانشغل بالاكل... مسحت ليلى على شعر سارة وقالت: أنا سمعتها يوم رمست.. وباجر بخيط لها ثياب انا وياج.. شو رايج؟؟
سارة (وهي بعدها لاصقة في اختها): زين..
في هاللحظة محمد أشر لهم على حادث مستوي في الشارع الثاني وقال: شوفوا.. شوفوا حادث!!!
مايد: اشفاق وقف بنسير لهم يمكن محتاجينا..
ليلى: لاء!!! اشفاق لا توقف .. ابويه بيذبحنا لو شافنا موقفين هني..
محمد: بعدين سيارة الشرطة موجودة مب لازم تستعرض شجاعتك أخ مايد..
مايد: حرام عليكم ابا اشوف!!!
ليلى: قلت لاء يعني لاء..
وأصلا اشفاق ما كان مسوي لهم سالفة وكان يسوق وحتى ما التفت صوب الحادث..
أمل: ابا شوف الحادث..
مايد (يطالعها بنص عين): أمل شو يعني حادث؟
اطالعته امل باستغراب وقالت : يعني ... حادث..
مايد: والله كنت متأكد انج ما تعرفين.. ردي التهمي اللي في ايدج ..
ليلى: أف منم هالشباب.. محد تم في البلاد .. كل يومين نسمع عن حادث وعشرة متوفين..
محمد: اتمنى ابويه ما يشوف الحادث.. انا كنت ابا اكلمه عشان ياخذ لي موتر..
ليلى: لا ما عليك ابويه واثق فيك.
ابتسم محمد بثقة ..
مايد: مالت عليك الشباب من صف اول ثانوي وهم عندهم مواتر وانته خلصت ثالث ثانوي ومحد سوا لك سالفة..
ليلى: ميود!!
محمد: انته محد طلب رايك..
مايد: انا أول ما ادش الثانوية بطلب الموتر من ابويه .. وبتشوف اذا ما عطاني..
ليلى: انته دش الاعدادية اول وعقب كمل احلامك عن الثانوية .. خلاص؟
سكت مايد وضحك محمد .. ويلسوا يسولفون لين وصلوا البيت..
وصل عبدالله المستشفى وعلى طول سأل عن اللي مسوين الحادث بس الشرطي اللي كان واقف هناك سمعه وقال: انته تعرفهم؟
عبدالله: أنا اخوه..
الشرطي: يتريونك عشان تتعرف على الجثث..
عبدالله يوم سمع كلمة جثث فقد توازنه ويلسه الشرطي بسرعه على الكرسي.. حس بعمره ظعيف ومهزوز.. شو بيسوي من دون اخوه؟؟ وعيال اخوه اللي كان يعتبرهم عياله .. كان مب قادر يتخيل الدنيا بدونهم وبصعوبة كبيرة استوعب انه الشرطي يكلمه..
الشرطي: اناديلك الممرضة؟
عبدالله: هاه؟؟ .. لا .. بسير وياك.. (كان يبا يشوفهم بعينه ويطمن انهم مب هم اهله.. أهله بعدهم في دبي ما ردوا اكيد ما بيردون الحين فليل..)

مشى عبدالله ورا الشرطي في الممر الطويل وما كان يسمع الا صوت خطواته ودقات قلبه.. ويحس انه الممر طويل ماله نهاية وعمره ما بيوصل للمكان اللي بيحدد مصير اخوه..
بس في النهاية وصل واطالعه الشرطي والطبيب اللي هناك بتعاطف وهم يشوفون نظراته المكسورة وخوفه الواضح في عيونه.. عبدالله كان ريال معروف والكل يحسب له الف حساب وما كانوا في يوم يتوقعون انهم يشوفون في عيونه هالنظرة.. او يشوفونه بهالانهزام..
رفع الطبيب الشرشف عن ويه اول جثة وانقبض قلب عبدالله وهو يطالع ملامحها وقال بثقة: لا .. ما اعرفها..
حس عبدالله براحة وردت له ثقته وقال في خاطره اكيد غلطوا.. أكيد تشابه اسماء.. .. وكان بيطلع بس الدكتور وقفه وقال: لحظة استاذ عبدالله ما شفت باجي الجثث..
عبدالله: قلت لك ما اعرفها..
الدكتور: شوف الباجين ..
رد لعبدالله خوفه وكان رافض انه يشوف الجثث.. وكأنه اذا ما شافهن اخوه ما بيموت.. هالجثث هي اللي بتأكد له وفاتهم.. رفع الدكتور عن الجثة الثانية وهز عبدالله راسه براحة وهو يقول لاء ما اعرفها.. كانت جثة بنية صغيرة وحط عبدالله ايده على قلبه وهو يفكر بملامحها اللي يعرف انها بتم محفورة في خياله..
يوم يا دور الجثة الثالثة حس عبدالله بخوف فظيع وقال للكتور: خلاص ما اعرفهم..
الدكتور: اسمح لي ياخوي بس لازم تكمل ويانا الاجراءات..
رفع الدكتور عن ويه الجثة الثالثة واندفع عبدالله من الباب .. طلع برى ما كان قادر يتنفس.. لاء هاذي مب كلثم.. كلثم في دبي ويا اخوه وعياله .. وطلع الدكتور وراه.. : اخوي تقدر ترد في وقت ثاني ..
عبدالله: لاء.. انا... هاذي..
الدكتور (بعطف): تعرفت عليها..؟؟
عبدالله (بصوت مخنوق ودموعه مغرقة ويهه): هى..
الدكتور: يا اخوي خلص هالاجراءات الحين عشان ما ترد تتعذب عقب.. ياللا
دخل عبدالله ويا الدكتور وتعرف على جثة اخوه وجثة حميد بصعوبة كبيرة.. ويلس يصيح في الممر بصمت وهو يقرا الفاتحة على ارواحهم.. نسى تماما عيالهم في هاللحظة .. حس بعمره وحيد و ضعيف.. مب عارف شو يسوي او وين يروح.. وما حس الا والشرطي واقف على راسه: اخوي..
رفع عبدالله راسه وشاف الشرطي شال خالد ولد احمد ولافنه ببطانية.. وخالد كان ويهه معتفس واحمر .. كان خايف من الشرطي ومن الممرضات وكل هالاثارة اللي حواليه..
وقف عبدالله بسرعة وسحب خالد من ايد الشرطي وتم يبوسه ويحظنه وهو يقول: الحمدلله ... الحمدلله ..
الشرطي دمعت عيونه .. كان يعرف انه ام الياهل توفت وابوه بعد.. وقال : فحصنا الياهل والحمدلله طلع سليم ..
عبدالله: مشكور ياخوي ما قصرت..
الشرطي: افا عليك يا خوي هذا واجبنا..
عبدالله: أبا... اعرف.. الحادث كيف....؟؟
يلس الشرطي ويلس عبدالله وياه وهو حاظن خالد اللي كان يصيح وبدا يهدى يوم شله عمه عبدالله اللي كان نسخة من ابوه احمد..
الشرطي: الظاهر انه راعي النيسان حاول يتجنب شاحنة كانت سيارة اخوك وراها بالضبط.. وفعلا قدر يتجنبها .. بس تفاجئ بسيارة اخوك ورا الشاحنة.. و..
عبدالله (بقوة): كمل..
الشرطي: اصطدمت السيارتين ببعض بقوة.. وبعدنا ما تأكدنا بس الظاهر انه النيسان عفد على البي ام وعقبها انجلب..
عبدالله: والبنية والحرمة اللي ماتوا اهله؟
الشرطي: هى.. وولده في العناية..
عبدالله: ما عرفتوا هويته؟
الشرطي: امبلى.. مبارك بن هادف..
أول ما سمع عبدالله الاسم حس بالدم يتيمع في ويهه وانقهر من الخاطر ووقف وسار عن الشرطي اللي استغرب منه.. بس عذره لأنه اكيد حالته حالة الحين..
----------------
دش عبدالله قسم العناية المركزة وكان مبارك يالس ويا اخوانه وابوه ويوم شافوا عبدالله ياي صوبهم انصدموا .. كلهم يعرفونه ومحد توقع وجوده هني.. اطالعهم عبدالله بنظرات حادة وهو حاظن خالد اللي رقد من التعب.. وفي النهاية وصل لمبارك.. كان ويهه تعبان ومرهق.. وملامحه حزينة تقطع القلب.. بس عبدالله ما اهتم.. كل اللي كان يهمه انه مبارك جتل اخوه ومرته..
مبارك يوم شاف عبدالله .. وقف وهو مب مستوعب شو اللي يايبنه هني.. اطالعه مبارك وعيونه حمر من كثر الصياح .. وكانت نظرته كلها يأس .. مبارك كان ريال وسيم.. طويل وعريض وعيونه سود.. وورا قناع القسوة اللي كان دوم يلبسه.قلب ابيض وحنون.. يعني عبدالله ومبارك كانوا متشابهين من عدة نواحي.. رغم فارق السن الكبير اللي من بينهم.. بس الحين ما بجى من هالملامح الا الخوف واليأس والتعب..
عبدالله سوى شي ما توقعه مبارك.. رفع خالد ولد اخوه عن جتفه وجدمه من مبارك.. وقال بصوت عالي: تعرف هذا منو؟؟؟؟
مبارك كان مب مستوعب واخوانه اقتربوا عشان يردون عبدالله عن اخوهم بس ابوهم ردهم واقترب هو يشوف شو السالفة..
عبدالله: هذا ولد احمد!!!! احمد اللي جتلته يالنذل.. هذا ولده.. تيتم وهو بعده ما كمل السنتين.. جتلت امه وجتلت ابوه.. الله ينتقم منك .. الله ينتقم منك !!!
مبارك: انته شو تخربط؟؟
كان صوت مبارك مبحوح ورايح تقريبا من كثر ما كان يصيح.. ودموعه كانت تنزل بكل حرية على خدوده ولا همه انه عبدالله يالس يشوفه..
بومبارك: عبدالله يا ولدي استهدى بالله هذا مب وقته..
عبدالله كان يعرف ابو مبارك ويحترمه وايد والتفت له بحزن وسكت .. وفهم مبارك اخيرا انه اللي كانوا في السيارة الثانية هم اهل عبدالله وقال: عبدالله انا..
بس بو مبارك كان يحاول يفهم عبدالله انه مبارك بعد يمر بلحظات رهيبة وقال: الدكتور يقول انه ناصر ما بيعيش.. ما له امل.. كلهم راحوا ..نجلا ومها .. والحين ناصر..
سمع مبارك رمسة ابوه وقال: لا .. نجلا ومهاوي هناك ما فيهم شي.. بس ناصر اللي تعور ابويه انته ما فهمت ع الدكتور..
تذكر عبدالله الحرمة والبنية اللي شافهم قبل شوي واستغفر ربه في داخله وطلع من قسم العناية بصمت ..

الظاهر انه عيال اخوه الباجين ما ياهم شي.. أكيد كانوا ويا اشفاق.. وروح عبدالله بيت احمد بسرعة عشان يطمن عليهم.. وحاول يبعد الصور الفظيعة اللي شافها جدامه قبل دقايق معدودة..
--------------


في قسم العناية. . وعقب ما هدى مبارك شوي وتقبل خلاص انه مرته وبنته راحوا.. طلع الدكتور واقترب منهم.. وفز مبارك من مكانه بسرعة وقال: ناصر؟
نزل الدكتور عيونه وركض مبارك داخل عند ولده واطالع الدكتور ابو مبارك واخوانه وهز راسه بأسف.. ويلس ابو مبارك بتعب وهو يسمع صرخة مبارك من داخل الغرفة وعرف انه الولد راح..

مبارك حظن ولده بقوة وهو يصيح العايلة اللي ظاعت من ايده في دقايق.. ودش عليه ابوه وبعد الياهل عنه بصعوبة.. ومدده على الشبرية وطلع مبارك من الغرفة وهو يصيح شرات اليهال.. ويلس وياه لليوم الثاني عشان يهديه..
في بيت أحمد بن خليفة، ليلى كانت خايفة ومتوترة.. الساعة الحين وحدة ونص واهلها بعدهم ما وصلوا.. ما كانت تعرف شو تسوي او لمنو تتصل.. فقررت تترياهم بصمت.. وعقب دقايق طلع محمد من غرفته وشافها يالسة في الصالة ويلس حذالها..

محمد: ليش ما رقدتي؟
ليلى: امي وابويه بعدهم ما يوا..
محمد: معقولة؟؟؟ انزين دقي على موبايل ابويه..
ليلى: مغلق..
محمد: مغلق؟؟
ليلى: يمكن وقفوا في منطقة ما فيها إرسال.. أنا خايفة تكون سيارتهم اختربت وواقفين يتريون حد اييهم.
محمد: انزين دقي على موبايل حميد..
ليلى: ما عندي رقمه..
محمد: ولا أنا..
ليلى: خلاص بنترياهم..
محمد: بس بصراحة وايد تأخروا.. وين ساروا؟؟
اطالعته ليلى بحيرة: ما اعرف.. محمد انا خايفة...
محمد ما عرف شو يسوي او كيف يطمنها فنزل عيونه وتم ساكت وهو يدعي الله انه اهله يكونون بخير.. وليلى وقفت وتمت تمشي في الصالة وهي تتريى.. صوت الساعة وهي تتحرك يخترق اذنها بكل برود وهي تحترق في داخلها تبا تعرف شو اللي اخرهم؟؟ وين ممكن يسيرون هالحزة؟؟ أمها هي اللي كانت مستعيلة تبا ترد بيتها .. وين بتكون راحت؟
وعقب ربع ساعة.. التفتت ليلى على اخوها محمد اللي كان يالس يطالعها وهي تمشي وقالت: محمد تعال نطلع في الحوي نترياهم..
محمد: يعني اذا طلعنا بيردون بسرعة..
ليلى: ما ادري.. بس ابا اطلع..
محمد: انا..
ليلى: شو تخاف؟؟
محمد (بثقة): مب خايف... ياللا نطلع..
طلعت ليلى ويا اخوها ويلسوا في الحديقة يتريون اهلهم ايون بس الهدوء كان مخيف والوقت يمر ببطئ شديد.. محد فيهم تكلم.. كانوا يتريون بصمت.. كل واحد غرقان في افكاره.. محمد يفكر بالكابوس اللي وقف له قلبه وخلاه ينش من رقاده ويطلع هالحزة وليلى تفكر بحميد اللي بيوصل اهلها وبيروح بوظبي على طول..
كان باب الحوي مبطل للحين.. وفجأة سمعوا صوت سيارة وقامت ليلى وهي مبتسمة وطالعت اخوها وقالت: اخيرا وصلوا.. الصراحة مصخوها.. اصبر بهزبهم..
محمد: تعرفين ابويه.. اكيد طلب من حميد يوديهم مطعم عشان يقهروننا يوم يردون البيت..
ضحكت ليلى بس ضحكتها اختفت يوم شافت سيارة عمها عبدالله الكاديلاك توقف جدام باب الصالة..
بطلت ليلى حلجها عشان تتكلم بس يوم شافت عمها ينزل من السيارة وخالد في ايده توقفت افكارها وما قدرت ترمس.. كانت تنقل نظرها بين عمها واخوها الصغير ومن دون كلمة اقتربت من عمها وفي بالها ألف سؤال .. وشافت في عيونه دموع غريبة عليها.. عمها كان يصيح.. أول مرة في حياتها تشوفه يصيح.. ويوم شافها تقترب منه خنقته العبرة ومسح دموعه بغترته..
وقفت ليلى جدامه وسألته بهدوء وخوف: وين لقيت خالد؟
هذا كل اللي تجرأت ليلى تقوله.. ما تجرأت تسأله وين امها وابوها .. وين خطيبها؟؟ ليش خالد عنده هو.. ووين الباجين؟؟ تلفتت حواليها تدور سيارة خطيبها.. وعمها كان منزل عيونه وحاظن خالد اللي كان راقد على كتفه..
ليلى (بصوت مخنوق): وينهم؟؟ ليش امايه ما يت للحين.. وابويه.. ؟
عبدالله: خلاص يا بنتي لا تترينهم..
اطالعته ليلى باستغراب.. صوته كان مبحوح وتعبان.. ونبرة صوته حزينة.. عمها ما كان يسولف..كان يرمس بكل جدية.. ليش ما تتريا أهلها؟؟ ومحمد اقترب منهم وهو مبطل حلجه: ليش ما نترياهم؟؟ وين بيباتون؟؟
هني ما قدر عبدالله يتحمل ولف بويهه الصوب الثاني وهو يصيح بصوت عالي .. ومحمد بعده يطالعه وقال بعصبية وقهر: عمي عبدالله انا سألتك وين بيباتون.؟؟؟ ليش ما ترد؟؟
بس عبدالله كان يصيح وهو حاظن خالد وليلى تدور اجابة تطمنها.. تريحها.. ما عرفت شو تسوي ووقفت جدام عمها وسألته وكأنه ياهل: عمي عبدالله.. امي وين؟؟ الله يخليك خبرني عمي وينهم؟؟؟
عبدالله (بتعب): يا ليلى اهلج سووا حادث ..
محمد(بسرعة): وشو استوى لهم؟؟ في أي مستشفى هم الحين؟؟ الله يخليك ودنا ... انا... أبا أمي..
وابتدا محمد يصيح.. بس ليلى كانت فاهمة.. كانت تطالع عيون عمها وفاهمة كل شي.. اهلها خلاص راحوا.. أو واحد منهم ع الاقل.. في شي استوى وعمها عمرها ما شافته جذي..
عبدالله: امك راااااااااااحت خلاص .. احمد وكلثم وحميد.. جتلهم.. مبارك جتلهم.. راحوا.. كلهم راحوا..
سكتت ليلى وحست بألم فظيع في قلبها.. ومحمد لوى عليها من ورا بقوة وكان يصيح بصوت عالي يقطع القلب.. بس ليلى كانت تايهة في افكارها.. مب قادرة تصيح الدموع مب راضية تنزل من عينها.. شو يعني راحوا؟؟ وين راحوا؟؟
ليلى : لا .. امايه بتي.. الحين بيوون .. بتشوفون.. امايه وين بتروح يعني.. ؟؟ هذا بيتهم..
عبدالله: ليلى..
عصبت ليلى ودزت محمد بعيد عنها.. واطالعت عمها بغضب وصرخت عليه: بيووووون .. انته شدراك!!!!!! شفتهم؟؟؟؟ ابويه وامي ما بيخلونا نبات بروحنا... عمي ما بيخلونا بروحنا...
عبدالله: محد بجى يا ليلى غير خالد..
تذكرت ليلى خالد وانصدمت اخيرا انه اللي صار صدق.. امها وابوها.. وحميد..

مدت ليلى ايدها وخذت اخوها عن عمها عبدالله ودشت داخل ودش محمد وعبدالله وراها بسرعة... وقفت ليلى محتارة في الصالة وعقب شوي يتها فكرة ويلست تبطل الابواب كلها اللي داخل في الطابق الارضي.. بطلتهم باب باب وهي تقول.: وين منخشين؟؟ حرام عليكم طلعوا والله ما يضحك...
محمد كان خايف ويطالع اخته وهو مصدوم وفي النهاية راح و يلس تحت الدري وصاح من خاطره وهو حاظن عمره.. وعبدالله كان يلحق ليلى ويحاول يهديها بس ليلى كانت ثايرة .. غضب الدنيا كله في عيونها وفي صوتها وهي تدورهم ..
عبدالله: ليلى استهدي بالرحمن وادعيلهم بالرحمة مب زين اللي تسوينه..
ليلى: انته ما تعرف حركات ابويه؟؟ الحين بيطلع لنا وبيضحك علينا...
عبدالله يود ليلى من كتوفها وهزها: ليلى ابوج مات .. وامج وخطيبج بعد ماتوا.. أنا شفتهم بعيوني.. توني راد من المستشفى وشفتهم .. محد بجى غير خالد.. تفهمين؟؟؟؟
وقبل لا يكمل رمسته طاحت ليلى وكان خالد بيطيح من ايدها بس عبدالله يوده بإيد وبالايد الثانية بنت اخوه.. ونادى على محمد اللي ياه يركض وشل خالد عن عمه ونزله على القنفة.. وعبدالله نزل بنت اخوه على القنفة الثانية وحاول وياها عشان تنتبه.. وراح محمد اييب لها ماي ورشه عبدالله على ويهها وهو يقرا عليها ... وعقب دقايق نشت.. واطالعت عمها بتعب...
عبدالله: بسم الله عليج يا بنتي..
ليلى (بتعب): وين خالد؟
محمد: هني.. راقد على هالقنفة..
نشت ليلى وشلته من دون ما تكلمهم وودته غرفته وصكت الباب وراها..




عبدالله اطالع ولد اخوه اللي كانت عيونه حمر بس يحاول يتحكم بعمره وقال: أنا بسير اخبر امايه.. وانته سير ارقد يا محمد باجر وراك عزا لازم تيلس ويايه عند الرياييل..
محمد: ان شالله عمي..

في غرفة خالد كانت ليلى ترتجف وهي حاظنه اخوها ودموعها تنزل على ظهره.. كانت تفكر بعيالها اللي اليوم العصر كانت تفكر انها تييبهم من حميد.. عيالها اللي ماتوا قبل لا بينولدون.. عيال حميد..راح حميد وراحت كل احلامها وياه.. وبدت الدموع فجأة تنزل من عيونها بحرارة وحست بعمرها تهتز بصمت وهي تصيح على المصيبة اللي حلت عليها.. وكل اللي راحوا عنها..
محمد يلس بروحه في الصالة يصيح ويحس بالدموع تحرق خدوده.. المفروض باجر الصبح يسير ويا ابوه بوظبي عشان يشوفون نتايج الكلية.. وامه المفروض من الصبح تنش عشان تسوي له ريوق وتدعي له بالتوفيق.. شو بيسوي من دونهم؟؟ كيف بيعيش باجي ايامه من دون صوت ابوه وابتسامة امه؟؟ وغصبن عنه ردت أفكاره لحميد.. وحس انه يكرهه من الخاطر.. رغم انه يعرف انه اللي صار قضاء وقدر بس في داخله ما قدر يمنع احساسه انه حميد مذنب.. وانه هو اللي جتل امه وابوه.. بس مستحيل يقول هالشي جدام ليلى.. احتراما لأخته اللي يحبها موت..
عقب ساعة طلعت ليلى ويلست في الصالة ويا محمد .. حست في داخلها قوة كبيرة ما تعرف من وين يتها.. كانت تتوقع انها بتم منهارة.. بس كل ما ردت تفكر باخوانها تحس بقوة كبيرة في داخلها.. يلست ليلى بصمت ومحمد بعد كان ساكت.. اثنيناتهم ما راحوا يرقدون.. محمد يفكر كيف بيخبر اخوانه بهالخبر باجر.. وليلى ما تبا ترقد.. خلاص ما تبا ترقد ابدا او تفكر او حتى تحلم .. لأنها كل ما بدت تفكر .. تفكر بإحساس امها وهي تموت واحساس ابوها .. تفكر بخطيبها.. شو اللي خلاهم يسوون الحادث؟؟ ما تبا تفكر.. تعرف انها اذا فكرت فيهم بتتخبل اكيد.. واخوانها ما يستاهلون هالشي.. كان صعب عليها انها تفكر انها ما بتشوف أمها مرة ثانية ولا أبوها.. وانه خلاص ماشي عرس شهر ثمانية.. كانت مب مصدقة ومب فاهمة اللي استوى.. فستان الصباحية بعده مفروش على شبريتها.. لأنها ردت تجربه قبل لا ترقد في الصالة.. بس غصبن عنها ردت تفكر بأمها.. كيف ماتت.. تعذبت ولا لاء؟؟ ماتت على طول ولا عقب؟ كانت افكار فظيعة ما قدرت تخبر محمد عنها.. واطالعته بصمت وهو منسدح حذالها وساكت.. وكل شوي كانت تسمعه يشهق.. وترد دموعها تنزل مرة ثانية..
محمد: ليلى..
ليلى: هممم
محمد: يمكن...
ليلى: شو؟
محمد: لا تعصبين بس انا بعدني اترياهم يردون.. ومب متحرك من الصالة الا يوم اشوفهم يايين..
ليلى: لا تعذب عمرك يا محمد.. حرام عليك.. ولا تعذبني وياك..
اطالعها محمد بعيون اكبر بوااااااااايد عن عمره..ساعتين خلته يكبر عمر.. وقال: شو بنسوي الحين؟؟
حست ليلى بالألم في صدرها يرد مرة ثانية.. فعلا. .شو بيسوون الحين من دون اهلهم؟ شو بتسوي هي من دون امها؟؟ صح انها كانت متعودة على اخوانها وتعرف تتصرف وياهم بس امها كانت دوم وياها.. عمرها ما كانت بروحها وياهم.. شو بيسوون الحين؟
ليلى: ما اعرف.. محمد انا ما اعرف شو اسوي..
محمد: ليلى قلبي يعورني ..
اطالعته ليلى وشافته موخى راسه ودموعه تنزل وتوصل عند اخر خده وتطيح على ايده.. كانت تبا تحظنه وتهديه.. بس كانت مب متعودة انها تكون قريبة منه.. مايد غير بس محمد طول عمره منعزل ويخلي عمره قوي.. واليوم طلع على حقيقته.. طلعت طبيعته الهشة وضغطت ليلى على ايده بحنان..
ليلى: حتى انا..
محمد: أحس انه كابوس وبنصحى منه في أي لحظة..
ليلى:..............

محمد كان بعد يفكر بلحظة موتهم.. يفكر كيف كانت.. ابوه نط من السيارة ولا اللي صار صار فجأة وما لحقوا حتى يتنفسون؟؟ يا ترى ماتوا على طول ولا كان في امل ينقذونهم.. يمكن بعدهم ما ماتوا.. بس الطبيب ما يعرف.. يمكن لو ردوا يشيكون عليهم مرة ثانية؟؟ كانت افكار رهيبة خلته يكره عمره ووقف وطلع برى في الحديقة.. بس ما قدر يتحمل يتم بروحه.. كان خايف.. من افكاره.. افكاره عذبته.. ورد ويلس جدام ليلى ببراءة وفي عيونه حيرة وخوف.. وقال: ليلى.. بمووت.. والله بموت..
نزلت ليلى من فوق القنفة ويلست وياه ع الارض.. واطالعته بحزن..
محمد: كل شوي افكر... في نهايتهم.. (وصد الصوب الثاني وهو يمسح عيونه)
ليلى (بسرعة): لاء.. لا تفكر.. تفكيرك ما بيغير شي..
بس هي بنفسها كانت تفكر بهالشي طول الليل.. لو كانت هي مكان امها.. او ابوها.. ليش خلوهم بروحهم ويا الدريول؟؟ ليش ما ركب واحد منهم وياهم.؟؟ جان ع الاقل ما حست ليلى بهالوحدة الفظيعة.. وغصبن عنها كانت تتألم..
ليلى: بسير اشوف خالد..
محمد: سيري ارقدي وانا بيلس عنده..
تنهدت ليلى: اعرف عمري ما برقد..

كانت ليلى تفكر بوناستهم اليوم الصبح والعصر وكيف كانوا يضحكون.. مب مصدقة انه كل شي انجلب.. وانه حياة حبايبها انتهت.. وكل دقيقة كانت ترد تفكر بحميد.. شكثر كانت تحبه .. وشكثر كان يحبها.. تذكرته يوم يقول لها انه توله عليها وانه عقب شهرين ما بيخليها تغيب عن ناظره ولو ثواني.. حميد مات وهي واخوانها تيتموا..
مرت الليلة كئيبة وهم يتذكرون الماضي ويفكرون بمستقبلهم الغامض.. وفي النهاية تكلمت ليلى: خلاص محمد روح ارقد.. لازم تنش من الصبح باجر عشان تجابل الرياييل
محمد: بطمن على اخواني وعقب بسير ارقد..
ليلى: زين تسوي..
محمد: ما تبين شي؟
ليلى: لا

وأول ما راح محمد وقفت ليلى وسارت تتيدد وصلت ركعتين ويلست تقرا قرآن.. وتدعي لأمها وابوها وخطيبها بالرحمة والمغفرة..كانت ما تبا تفكر ابدا وهاذي احسن طريقة تشغل فيها عمرها..
وعقب ما خلصت سارت وانسدحت حذال سرير اخوها خالد وما حست بعمرها الا وهي راقدة.. وعقب ساعتين نشت يوم حست انه حد يتحرك حذالها وبطلت عيونها وابتسمت يوم شافت خالد يوايج عليها من السرير.. ميوّد الحدايد بإيده وعيونه مبطلة ع الاخر..
بس ابتسامتها اختفت على طول يوم قال خالد: ماماه؟
وقفت ليلى وشلته ودزها خالد عنه وهو يصيح: ماماه..
ليلى: حبيبي ماماه محد..
ما كانت تعرف شو تقول له.. خالد ياهل وما يفتهم..ورغم هذا ما كانت تبا تقص عليه وتقول له ماماه الحين بتي..
خالد (يطالعها): ماماه بوح؟؟
سكتت ليلى وباسته على خده وودته الحمام عشان تغسل له ويهه .. ونزلته في الصالة وهي تطالع الساعة.. كانت الساعة 6 الصبح.. وحطت له ألعابه عشان ينشغل بهم وراحت تسوي له حليب .. بشاكيرهم بعدهم بيت يدوتها ما ردوا.. ويوم طلعت من المطبخ سمعت باب الصالة يتبطل.. ودشت يدوتها وهي تمشي بصعوبة والخدامه ميودتنها وتساعدها ع المشي.. ركضت ليلى وحبت بدوتها على خشمها وراسها وخذت ايدها عن الخدامة عشان تساعدها هي ع المشي..
أم احمد كانت تصيح وتتنفس بصعوبة.. وأول ما يلست ع القنفة سحبت ليلى وحظنتها وانفجر بحر الدموع اللي في قلب ليلى على طول ويلست تصيح من خاطرها وبصوت عالي ويدوتها تصيح وياها..

أم أحمد: لا حول ولا قوة الا بالله.. انا لله وان اليه راجعون.. وين اخوانج.؟
ليلى: بعدني ما خبرتهم..
أم أحمد: سيري قعديهم فديتج أنا بسير أبطل الميالس للحريم.. ومحمد قعديه ..
ليلى: ان شالله ..

مشت ليلى ببطئ وخوف وهي تتساءل في داخلها كيف بتخبرهم.؟؟ كيف بتفهمهم؟؟ كيف تفهم طفل انه ما بيشوف امه خلاص..؟؟ كيف تشرح له انه بيكبر وبيعيش باجي ايامه من دونها؟؟ كيف تخبر مراهق انه بيتخرج من المدرسة والكلية وأبوه ما بيكون وياه عشان يوقف وياه ويفرح وياه.. كيف تخبره انه بيعرس وأبوه محد وبتمر أعياد وابوه محد؟؟ وبتمر سنين وبتم صورة أمه في باله وهو مب قادر حتى يسمع صوتها؟؟ كيف؟؟
قبل لا توصل ليلى الصالة اللي فوق تلاقت ويا محمد ع الدري..
ليلى: وين ساير من الحين؟؟
محمد: عمي عبدالله دق لي .. بسير اجابل الرياييل وياه في الميلس.. والظهر..
نزلت ليلى عيونها.. كانت تعرف انه الظهر بيصلون عليهم ويا صلاة الجمعة وبيدفنونهم حزة المغرب.. بس احترمت صمت اخوها وقالت: خلاص روح .. بارك الله فيك يا خوي.. وانا بطرش مايد وراك يوم بخبره..
محمد: لا تغصبينه ..
ليلى: ان شالله..

نزل محمد الصالة اللي تحت وسمعته ليلى يسلم على يدتها وهي طالعة فوق.. وحست بقلبها ينعصر من الألم وهي توقف جدام الممر اللي يودي لغرف اخوانها الصغار.. خايفة ومتوترة.. ما تبا تخبرهم... ما تبا تكون هي الانسانة اللي تصدمهم.. بتقول ليدوتها تخبرهم..بس قبل لا تلف وترد تحت.. طلع مايد من غرفته ويوم شافها ابتسم.. واقترب منها بكسل وهو يحك شعره .. وقال: يوعان.. امايه حطت الريوق ولا بعدها..؟؟
ليلى عبونها انترسن دموع ويرته في حظنها ويلست ويلسته وياها وهي تصيح... مايد انصدم من ردة فعلها ... وقال: ليلى؟؟ شو بلاج؟؟ امايه هزبتج؟؟ ولا أبويه؟؟ شو صار؟؟؟
ليلى (بين دموعها): مايد!!! ..
مايد (اللي كان متأكد انه امه هزبتها): شو فيج تكلمي ليلى.. شو مسوية؟؟
ليلى: ابويه يا مايد.. ابويه وامي ماتوا.. وحميد...!!!
كان ردها عليه مباشر هي بروحها ما كانت تبا تخبره بهالطريقة بس غصبن عنها.. مب قادرة تفكر ولا تعرف شو تقول له .. مايد انصدم وتم يالس في حظنها يطالع الفراغ اللي جدامه.. ليلى قالت انه ابوه مات .. وامه.. ماتت.. متى؟؟ كيف؟؟ وليش؟؟
كانت ليلى تصيح ومايد يصيح بس مب حاس بهالشي.. وحاول يطلع عمره من حظن اخته بس ما قدر.. وقال بصوت حاول انه يكون طبيعي: ليلى هديني بروح .. هديني..
هدته ليلى وتمت تطالعه وهو يوقف ويروح عنها بخطوات سريعة.. دخل غرفته وصك الباب وراه.. وراحت ليلى وراه ودورته بعيونها في الغرفة بس ما لقته..وسمعت صوته وهو يصيح ويوم ردت تتلفت لقته متكور تحت الطاولة في الزاوية .. وحاظن شي في ايده ويصيح..
شكله قطع لها قلبها.. وقالت: مايد؟؟
مايد (بدون ما يصد صوبها): مافيني شي.. طلعي..
ليلى: برد لك بعدين..

ما رد عليها مايد وطلعت عنه ليلى.. وهي حاطة ايدها على قلبها.. ومايد تم في مكانه تحت الطاولة يصيح وهو حاظن صورة أبوه.. ما كان يبا يعرف أي شي.. ما يبا يعرف كيف ماتوا او ليش.. كل اللي يباه انه واحد من اخوانه يدش ويقول له امه وابوه تحت في الصالة.. وانهم كانوا يقصون عليه.. بس في شي في داخله كان يصرخ ويقول له انه اللي سمعه صج.. وتنهد بصوت عالي وهو يقول: ابويه.. ابا ابويه.. !!!! ابا ابويه وامي..
حس بألم كبير في قلبه عمره ما حس به.. وحس بوحدة فظيعة وقب الصورة من قلبه عشان يخفف الالم اللي يحس به.. خلاص...ابوه ما بجى منه الا هالصورة.. وامه ما بيسمع صوتها مرة ثانية.. ما بتهزبه يوم بيغلط ولا بتضحك على سوالفه.. خلاص ابوه ما بيوديه المدرسة ولا بيكون موجود يوم بييب الشهادة البيت.. بالنسبة لمايد.. الحياة خلاص انتهت.. واندفنت ويا امه وابوه..



في الممر.. كانت ليلى بعدها واقفة تصيح وحاطة ايدها على حلجها عشان لا يطلع صوتها.. تبا تكون هادية يوم تخبر خواتها.. بعدهن يهال ما يفتهمن واذا شافنها تصيح بيصيحن وياها من دون سبب.. ويوم حست بعمرها هادية شوي.. بطلت الباب ودشت غرفة سارة وأمل.. كانن قاعدات اثنيناتهن ويسولفن على شباريهن.. وابتسمت لهن ليلى بتعب وحست بحنان كبير من صوبهن.. خلاص من اليوم هاذيلا الثنتين بناتها.. هي المسئولة عنهن.. وهن يوم شافنها ابتسمن ومدت لها امل ايدها عشان تحظنها.. وعلى طول راحت لها ليلى وحظنتها.. وعيونها على سارة اللي كانت كالعادة تبتسم بهدوء..
ليلى: فديتكن نشيتن؟؟
سارة: نشيت..
أمل: ما تشوفين عيوننا مبطلة؟؟
ليلى: اشوف بس استهبل..
ابتسمت سارة وضحكت امل بخجل.. وودتهم ليلى الحمام وخلتهم يغسلون اسنانهم وويوههم وعقب بدلت لهن ثيابهن ويلستهن جدامها على شبرية أمل وقالت: أمل.. سارة.. بقول لكم شي.. واسمعوني عدل..
أمل: انزين
سارة: ..........
تنهدت ليلى وغمظت عيونها..وردت بطلتهن وقالت: امي .. وابوي.. خلاص ما بنشوفهم مرة ثانية..
مالت سارة بجسمها على جدام عشان تسمع عدل وبطلت أمل عيونها ع الاخر.. وقالت: ليش ما بنشوفهم؟؟
ليلى: حبيبتي أمي وابوي .. (في خاطرها كانت تقول كيف اشرح لهم..؟؟ وسكتت فترة وردت تقول..) امي وابوي ماتوا.. تعرفين شو يعني ماتوا.. ؟؟
هزت أمل راسها انها ما تعرف .. ولفت سارة بويهها الصوب الثاني على طول.. ليلى كانت ترمس وعيونها على سارة.. : ماتوا يعني ما بنشوفهم مرة ثانية..
أمل (ببراءة): يعني ساروا لندن؟؟
ليلى: لا غناتي.. مكان ابعد عن لندن.. مكان ما نروم نوصل له..
سارة كانت ساكتة وقامت وراحت على شبريتها وشلت دانة ويلست تمسح على شعرها.. ليلى كانت تطالعها وفي داخلها كانت مستغربة من صمتها بس تذكرت انها كانت قريبة وايد من امها وابوها.. واكيد هالشي بيأثر عليها..
أمل: انزين انتي الحين بتاخذين غرفة ماماه؟؟
صدمها سؤال اختها والتفتت لها بسرعة.. كان تامل تبتسم.. وحز في خاطر ليلى انها مب فاهمة أي شي من اللي يستوي حواليها.. وقالت: لا ما باخذ غرفتها..
أمل: ليش؟؟ امي محد يعني انتي الحين امنا..
ليلى: لا انا مب امكم.. انا بتم اختكم..
أمل: عيل منو بتستوي امنا؟
ليلى: امنا بتم هي نفسها امنا .. بس الفرق الوحيد إنا خلاص ما بنشوفها..
أمل: وانا برقد عند منو؟؟
ليلى: بترقدين في غرفتج مثل كل يوم حبيبتي ما شي بيتغير..
أمل: عادي ارقد عندج؟
ليلى: هى فديت روحج عادي..
والتفتت ليلى على سارة اللي كانت يالسة على شبريتها ومتجاهلتنهم وقالت: حتى انتي سارونا تعالي ارقدي عندي..
بس سارة ما ردت عليها ولا حتى صدت صوبها .. وتنهدت ليلى وقالت: انا بنزل تحت .. يدوه هناك.. بتون ويايه..؟
أمل: انا بلعب..
ليلى: ما تبين ريوق..؟
أمل: لاء مابا..
ليلى: انزين.. انا بسير وبرد لكم عقب شوي..

وقفت ليلى وطلعت عنهم وهي بعدها مستغربة من موقف سارة .. توقعتها تصيح او تسأل عن امها بس كانت هادية وايد وحمدت ربها انه هالتجربة عدت على خير.. وأول ما طلعت ليلى تبطل باب غرفة مايد ووقف جدامها وويه كله احمر وقال بصوت متقطع ومخنوق: أبا.. هم.. والله حرام.. أبا امي... وابوي.. ليلى.. ييبيهم حقي .. الله يخليج..
ركضت له ليلى وحظنته وتعلق فيها مايد بقوة .. كان مب قادر يتنفس من كثر ما يصيح ويشهق بصوت عالي وردت ليلى تصيح وياه بقوة وطلعت امل وسارة من غرفتهم وشافوهم يصيحون وهم متحاظنين وراحت امل وحظنت اختها من ورا .. ووقفت سارة بعيد تطالعهم وهي ساكتة وخذت دانة ونزلت تحت بهدوء ولا حد حس فيها..

مرت ربع ساعة أقنعت فيها ليلى مايد انه يرقد شوي وخذت أمل ونزلت تحت.. وتفاجأت بالحريم اللي ترسوا الصالة والميلس الداخلي.. وراحت تلبس شيلتها وسلمت عليهن وحدة وحدة ويدوتها ما قصرت كانت متعبلة من كل شي والبشاكير يركضن من كل صوب.. ويلست ليلى حذال يدوتها وأمل يالسة في حظنها وصاحت أكثر من مرة وهي تسمع الحريم يطرن امها بكل خير ويصيحن عليها.. ويدوتها كل شوي تحظن ليلى وتحاول تخفف عنها..
كان جو رهيب عمرها ليلى ما عاشته ويربته.. كان أول عزا يمر عليها ولولا يدوتها ما كانت تعرف كيف بتتصرف.. ومر الوقت بسرعة.. والساعة 11 نزل مايد من غرفته وهو متلبس وراح ييلس ويا الرياييل.. واستانس عبدالله يوم شافه داش الميلس وراح له ويلسه حذاله.. وحزة الظهر راحوا كلهم المسيد يصلون الجمعة ويصلون على ارواح امواتهم.. ويوم ردوا من الصلاة.. حطت لهم يدوتهم الغدا وزقرتهم كلهم عشان ياكلون بعيد عن الحريم..
ليلى: يدوه والله مب مشتهية الاكل..
ام احمد: اكلي جدام اخوانج عشان ياكلون.. فكري فيهم.. يوم بيشوفونج عايفة الاكل ما بياكلون..
ليلى: ان شالله امي.. الله لا يحرمني منج والله ما اعرف شو كنت بسوي من دونج..
أم احمد: افا عليج يا ليلى تراني الا امج.. لا تقولين هالرمسة..
ليلى: فديت روحج والله..
ابتسمت ليلى لأول مرة هاليوم وباست يدتها على راسها.. وراحت تنادي مايد و عقب طلوع الروح قدرت تقنعه انه ياكل ومحمد يلس ياكل بهدوء وراحت ليلى تزقر أمل وطرشتها عشان تاكل وراحت فوق تدور سارة بس ما لقتها.. لا في غرفتها ولا في غرفة مايد ولا في أي مكان فوق..
استغربت ليلى وردت تدورها عدل في غرفتها بس ما كانت موجودة.. لا هي ولا دانة..



دشت ليلى عند الحريم وسألتهن عنها بس محد شافها.. والبشاكير بعد ما شافنها.. وطرشت محمد يدورها عند الرياييل وفي الحديقة وراح مايد وراه ودوروها في كل مكان ... بس ما لقوها.. وردوا وخبروا ليلى اللي حست بقلبها بيوقف من الخوف..
ليلى: وين راحت؟؟
محمد: نحن ناقصين دلعها الحين؟؟
مايد: سارة كانت متعلقة في امي وابويه وما اظن انها تتدلع..
ليلى: يا ويلي اخافها تكون طلعت من البيت..
محمد: ما اظن برد ادورها في الحديقة..
ليلى: دخيلك دورها عدل..
محمد: ان شالله..
مايد: انا بخبر عمي عبدالله..
ليلى: لاء.. لا تشغل باله يحليله بروحه حالته حالة..
مايد: بخبره .. احسن..
ليلى: سو اللي تباه .. انا بسير ليدوه..
مايد: برايج..

وردت ليلى ميلس الحريم ويلست حذال يدوتها وهمست لها: يدوه الحقيني..
التفتت لها يدوتها بخوف وقالت: شو بلاج؟؟ بسم الله شو صاير..
ليلى (والدموع في عينها): سارة.. يدوه سارة محد.. ما نعرف وينها..!!!

نهاية الجزء الثاني






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 04:10 PM   رقم المشاركة : 4
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء الثالث
ردت ليلى تدور سارة في غرف البيت كلها والبشاكير وياها.. بس من دون فايدة.. سارة ما كانت موجودة.. ويوم نزلت تحت شافت مايد واقف يترياها عند باب الصالة.. وسارت له..
مايد: عمي عبدالله يباج..
ليلى: وينه؟
مايد: هني برى ..
تحجبت ليلى عدل وطلعت برى واقتربت من عمها..
عبدالله: ها يا ليلى بشري.. لقيتوها؟؟
ليلى: لاء.. ما اعرف وين راحت..
عبدالله: لا تحاتين اكيد منخشة في مكان هني في البيت ..
مايد: دورناها في البيت بكبره عمي ما لقيناها..
محمد: أخاف تكون راحت صوب الشارع..
ليلى: تتوقع ابتعدت عن البيت؟؟ يمكن تكون بعدها في الفريج..
مايد: انا بدورها في الفريج..
محمد: وانا بسير وياك..
عبدالله: خلاص انتوا دوروها هني وانا ما اروم أودر الميلس.. وردوا طمنوني..
ليلى: إن شالله..

وقفت ليلى تراقب عمها وهو يمشي صوب الميالس .. كان شكله تعبان من الخاطر .. مب بس هو.. كلهم كانت حالتهم حالة وسارة زادتهم الحين .. وين راحت؟؟ وليش ما انتبهت لها؟؟ كيف طلعت من دون ما تحس بها ليلى.. ؟؟
مايد: ليلى؟؟ ما بتدخلين؟؟
ليلى: ها؟؟ ..
مايد: أقول لج ما بتدخلين؟؟
تنهدت ليلى: بدخل.. والله خايفة عليها ما اعرف وين سارت..
محمد: لا تحاتين.. سارونا مب متعودة تطلع من البيت.. بعدين هي وايد تخاف مستحيل تبتعد..
ليلى: سيروا دوروها في الفريج.. الله يخليكم
محمد: ان شالله الحين سايرين..

ودخلت عنهم ليلى داخل وشلت اختها أمل وراحت تيلس ويا يدوتها عند الحريم.. كانت يدوتها تحاتي بعد والحريم يصيحن ويزيدنها هم.. ويوم شافت ليلى ياية صوبها سألتها على طول عن سارة..
أم أحمد: لقيتوها؟؟
ليلى: لاء..
أم أحمد: وا عليه وين راحت بنيتي؟؟
ليلى: بنحصلها ان شالله يدوه لا تحاتين..
كانت أمل تطالع ليلى ومبطلة عيونها ع الآخر.. هالنظرة كانت تخبل بأبوها الله يرحمه لأنها كانت نفس نظرته هو يوم يكون مستغرب من شي.. أمل كانت نسخة من أبوها وحست ليلى بقلبها يتقطع وهي تلاحظ هالشي الحين..
أمل (تهمس): وين سارونا؟..
ليلى: ما اعرف حبيبتي.. يمكن منخشة في مكان هني في البيت وتبانا ندورها..
عقدت أمل حِيّاتها: وأمي وابوي وين منخشين؟؟
انترست عيون ليلى من الدموع وما ردت عليها وانتبهت لها يدوتها وشلت عنها أمل ويلست تهمس لها شي في إذنها وأمل تطالعها بصدمة وتشهق وعقب ضحكت وقامت تركض فوق.. ويودت اما احمد ايد ليلى ورصت عليها..
أم أحمد: لا تعورين قلبج يا بنيتي هاذي ياهل ما تفتهم..
ليلى: هذا اللي معور لي قلبي .. مب عارفة كيف أفهمها..
أم أحمد: بتفهم.. بتكبر وبتفهم..

في هاللحظة صرخت وحدة من الحريم ويلست تصيح بصوت عالي وصاحت أم احمد على طول وراها.. وحست ليلى بظيج وشلت خالد من جدام يدوتها وتبعت اختها أمل فوق.. كانت تفكر بسارة.. معقولة تخون ثقة أهلها فيها من أول يوم وتظيع اختها الصغيرة؟؟ لو استوى لها شي ليلى عمرها ما راح تسامح نفسها.. اطالعت ليلى عمرها في المنظرة ولاحظت انه شكلها تغير وايد.. اللي يشوفها اليوم مستحيل يقول هي نفسها ليلى اللي كانت ويا اهلها وخطيبها أمس.. وتنهدت ودعت ربها انه يحفظ سارة ويرد لها اياها..
عقب ساعة رد محمد ومايد من برى .. محمد سار عند عمه في الميلس ودخل مايد البيت وراح فوق عند ليلى.. اللي أول ما شافته فز قلبها لأنه سارة مب وياه..
مايد (وويهه أحمر من الشمس): ما لقيناها..
حطت ليلى ايدها على قلبها..: دورتوا عدل؟
مايد: هى ما خلينا بقعة ما دورنا فيها ولا خلينا هندي ما سألناه..
ليلى: يا ربيه وين راحت؟؟
مايد: اسكتي المصايب تتحذف علينا من كل صوب..
ليلى: شو مستوي بعد؟؟
مايد: خالوه صالحة يت..
ليلى: اتفيجت أخيرا..
مايد: نزلي عندها تسأل عنج..
ليلى: مابا اشوفها ..
مايد: ليلوه ما فينا تحتشر نزلي عندها..
ليلى: خلاص بنزل..
مايد: انا بسير اتسبح وبرد عند محمد وعمي..
ليلى:...........
مايد: ليلى؟
ليلى: ها مايد..
مايد: لا تحاتين.. سارة بترد..
ليلى: ان شالله.. ان شالله ياخوي..

نزلت ليلى تحت وواجهت قنبلة من الدموع والمزاعج في الصالة.. خالتها صالحة كانت محتشرة هي والحريم واطالعت ليلى يدتها وشافتها تهز راسها بظيج.. ليلى تعرف إنها يدوتها محرجة على خالوتها صالحة.. لأنها جريبة بيتهم في زاخر وما تفيجت لهم إلا الحين العصر..
يوم شافت صالحة ليلى نازلة من فوق علت صوتها بالصياح ومدت لها ايدها عشان تحظنها وتنهدت ليلى وحظنتها من دون نفس..
صالحة: فديتج يا بعد عمري.. ترملتي وتيتمتي وانتي بعدج ما كملتي عشرين سنة.. الله يصبرج يا ليلى.. الله يصبرج..
ابتعدت ليلى عنها وهي تقول: انا ما ترملت.. كنت مخطوبة مب مالجة..
طنشت صالحة كلامها وقالت: وين باجي اخوانج؟
تنهدت ليلى واطالعت يدوتها... صج ما كان لها نفس ترمس خالوتها..
أم أحمد: محمد ومايد عند عمهم في الميالس والبنات فوق..
صالحة: سيري هاتيهم يا ليلى خليني اشوف عيال اختي... بنات كلثم..
ليلى كانت تعرف انه خالوتها لو درت عن سارة بتسوي لها سالفة وقالت: ان شالله بس يوم بينشن لأنهن راقدات..
وقبل لا تتكلم صالحة نشت ليلى واستأذنت وردت فوق..
ويلست صالحة عند الحريم وأم أحمد تطالعها بطرف عينها وهي ترمس وتسولف ويا الحرمات.. وعقب ما شبعت ردت ويلست حذال أم أحمد.. وقالت بخبث.. : وشو بيسوون العيال الحين بلا ام ولا ابو؟
أم أحمد: هذا نصيبهم يا صالحة شو بيسوون يعني؟
صالحة: يا ام احمد انا ياية هني وما بروح الا وعيال اختي ويايه..
انصدمت ام احمد.. واطالعت صالحة وهي عاقدة حياتها.. وقالت: وين تاخذينهم؟؟
صالحة: باخذهم بربيهم عيال اختي ما يستوي يتلتهون بليا ام ولا ابو.. منو بيربيهم ومنو بيداريهم؟؟
أم أحمد: وانا وين سرت؟؟؟ هاذيلا عيال ولدي... ما بخليهم
صالحة: انتي الخير والبركة يا ام احمد بس بعد انتي عندج عبدالله..
أم أحمد: والله ما احيده عبدالله ياهل ولا صبي.. عبدالله ريال وبيته متروس بشاكير.. ويكون في علمج.. تراه عبدالله ابوهم وانا امهم.. وانتي خلي عنج هالسالفة وشليها من راسج..
صالحة: والبيت شو بتسوون به؟؟
أم أحمد: شو بيسوون به بعد تراهم يالسين فيه
صالحة: وعبدالله بيتحول هني؟؟
أم أحمد: أقول لج انا ما برد عليج يا صالحة الظاهر انه الهم ظيع لج عقلج..
ولفت أم أحمد ويهها الصوب الثاني بكبرياء وبطلت صالحة عيونها وحلجها من الصدمة وشلت عباتها وطلعت وهي تقول في خاطرها.. اللي بيخليهم لج يا ام احمد.. عيال اختي عيالي وما بخليهم لج انتي ..



مرت الساعات والمغرب كل حد راح الدفن.. وليلى في غرفتها ويا أمل وخالد والدنيا سودة في عيونها.. مايد ومحمد ردوا من دون سارة وليلى تعبت من كثر ما اتدورها.. وخبروا الشرطة .. اللي اتصلوا قبل شوي وقالوا انهم بعدهم يدورونها..
خالد كان تعبان ورقد عقب المغرب وأمل يوم شافته راقد رقدت هي بعد وتمت ليلى يالسة تطالعهم وتفكر بسارة وشوي وسمعت حد يدق ع الباب..

ليلى: منو؟؟
تاميني: أنا .. ماما كبير يريد تحت..
ليلى: زين ياية..

نزلت ليلى تحت تشوف يدوتها شو تبا وكانوا الحريم خلاص روحوا ومحد عندهم الا يارتهم أم راشد .. حبت ليلى يدوتها على راسها ويلست حذالها..
أم أحمد: الله يرضى عليج يا بنيتي.. والله انه قلبي بيحترق على سارة..
ليلى: الشرطة بعدهم يدورونها..
أم أحمد: ما ابا اكلف عليج بس ردي دوريها في الحديقة..
ليلى: ان شالله ..

طلعت ليلى برى ويلست تدور في الحديقة.. وعقب ما حست بيأس يلست تصيح وتدعي على عمرها.. وفجأة... شافت حد يدخل من باب الحوي.. وعقب شوي اقتربت منها وكانت سارة.. شهقت ليلى وركضت لها بسرعة وشلتها وحظنتها بكل قوتها وهي تصيح من خاطرها.. أخيرا!! أخيرا لقتها.. !!
سارة كانت ترتجف من اليوع والخوف وليلى حاظنتنها وتمسح على شعرها وتتفداها.. بس سارة كانت ساكتة وما تتكلم..
ليلى: فديتج يا ربي والله اني مت من الخوف عليج وين رحتي؟؟؟ سارونا وين رحتي وخليتيني جي احاتيج؟؟
سارة: ...............
ليلى: اياني واياج تطلعين مرة ثانية بروحج..
سارة:...............

وشلتها ليلى ودخلت وياها داخل وسارة كانت تطالعها بصمت ونظرتها كلها حزن وليلى تتفداها وتبوسها.. بس وهي شالتنها كانت الدموع تنزل من عيونها بغزارة.. وراحت على طول عند يدوتها..
ليلى: يدوه.. يدوه.. سارة يت..
نشت أم أحمد بصعوبة ووياها ام راشد ولوت على سارة اللي كانت حاظنة دانة بكل قوتها..
أم أحمد: الحمدلله.. الحمدلله .. ليش جي يا بنيتي؟؟ زيغتينا... وين منخشة من الصبح؟؟
نزلت سارة راسها ويلست تمسح على راس دانة وما ردت عليهم..
أم راشد: بلاها البنية ما ترمس؟؟
ليلى: يمكن مستحية منج ومن يدوه..
أم أحمد: زين يوم اطمنت عليها.. بسير الحين البيت اييبأغراضي عسب ايلس عندكم هني جان تبوني..
ابتسمت ليلى: فديت روحج أكيد نباج..
أم راشد: برايج يا أم أحمد انتي ما ترومين تسيرين بسير انا وليلى وبنييب ثيابج..
أم أحمد: لا يا وخيتي ما تقصرين بس بسير اشوف البشاكير شو مسويات وبمر صوب الزرع الا يوم بتكل به على الزراع باجر بيصبح ميت..
أم راشد: ما تبيني اخاويج..
أم أحمد: لا فديتج ردي لعيالج ما قصرتي والله..
أم راشد: أفا عليج يالغالية..
وقامت ام احمد وام راشد وطلعن وسارت ليلى للمطبخ وقالت للبشكارة تحط العشا لسارة.. لأنها تعرف انها اكيد ميتة من اليوع..

سارة تمت يالسة في الصالة حاظنة دانة وساكتة وحطت لها البشكارة العشا بس ما طاعت تسير صوبه..
ليلى: سويرة حبيبتي تعالي انا بأكلج..
سارة:..........
ليلى: سارة ليش ما ترمسين؟؟ شو بلاج؟؟
في هاللحظة دشوا محمد ومايد وعمها عبدالله وأول ما شافوا سارة استانسوا ويوا صوبها يطمنون عليها .. وهي ما طاعت تكلم أي حد فيهم بس أول ما شافت مايد راحت ولصقت فيه وتمت تطالعه وهو يطالعها باندهاش..
مايد (بهدوء): وين سرتي؟؟ دورناج في كل مكان..
سارة:.............
ما جاوبته سارة بس عيونها ما فارقت عينه لحظة.. وتنهد مايد ويلس يلقمها وهي تاكل بصمت.. واستغربت ليلى منها بس ارتاحت انها ع الاقل كلت.. ويلست تسولف ويا عمها عبدالله اللي كان منهد حيله ..
ليلى: عمي عشاني سير ارقد ..
عبدالله: وين بييني النوم ؟
ليلى: حاول يا عمي .. عشاننا .. نحن مالنا غيرك الحين..
عبدالله: ان شالله يا ليلى..
ليلى: عمي.. بغيت أسألك..
عبدالله: شو؟
ليلى: عمي عادي نتم في بيتنا؟؟
عبدالله: ما يستوي اتمون هني بروحكم..
ليلى: انزين انته اسكن ويانا .. انت ويدوه
عبدالله: وبيتي؟
ليلى: ما اعرف.. بس انا ما ابا اظهر من بيتنا..
عبدالله: يصير خير.. خلي ايام العزا تمر على خير وعقبها بنتفاهم..
ليلى: عمي ومحلات ابويه.. ؟
عبدالله: يا ليلى انتي وايد تحاتين.. مب زين عليج.. هالسوالف كلها انا بهتم بها..
ليلى: خلاص ..
عبدالله: ياللا عيل اذا ما تبون شي بروح..
ليلى: لا خلاص تسلم عمي ما قصرت..
عبدالله: ألحين امايه بتي تبات عندكم..
ليلى: هى قالت لي..
عبدالله: تصبحون على خير..
ليلى: وانته من اهله. .الله يحفظك..




روح عبدالله بيته وهو في السيارة غصبن عنه راحت أفكاره لمبارك.. مبارك خسر مرته وعياله.. أكيد هالشي بيأثر فيه وفي طريقة إدارته للشركة.. مثل ما هو خسر اخوه ومرته . مبارك خسر مرته وعياله.. ما بجى له حد منهم.. حاول عبدالله ما يتعمق في افكاره بس من كثر ما هو متأثر.. تذكر عبدالله مرته وأول ما دش بيته راح غرفتها على طول.. غرفتها اللي من يوم ما ماتت وهو متجنب يدخلها.. ويلس على الشبرية.. وهو يتذكر ملامح نورة الحلوة.. ويتخيل شكل عيالهم لو كانت بعدها حية.. ولأول مرة من فترة طويلة.. سمح عبدالله لنفسه انه يفكر بها بهالعمق.. وفكر بولد مبارك وبنته وحس براحة بسيطة انه ما عنده عيال وعمره ما بيحس بإحساس الخسارة اللي مبارك حاس به الحين..
بس وهو يطالع الغرفة اليديده فكر بحياته.. وحياة عيال اخوه.. وتساءل في داخله اذا كان المفروض انه يتزوج؟ عشانهم ع الاقل؟؟ بس للأسف .. ما عنده رغبة بهالشي.. ولا لقى اللي ممكن تملا له حياته وقلبه..

في هاللحظة دشت عليه أمه وهي مصدومة ويوم شافته يالس بروحه فكرت تخليه بس غيرت رايها ودشت ويلست حذاله.. وهو يوم شافها باسها على راسها وابتسم..
أم أحمد: انا يوم شفت باب هالغرفة مبطل تحريت حرامي داش البيت..
عبدالله (يبتسم بحزن): اشتقت لها ..
أم أحمد: كلنا اشتقنا لها.. بس هاذي حكمة رب العالمين ولازم نرضى بها..
اطالعها عبدالله وهي منزلة راسها.. أمه رغم انه قلبها يحترق على ولدها وعيال ولدها اللي تيتموا فجأة .. رغم هذا اتم قوية عشانهم كلهم.. تعرف مسئولياتها وتعرف انهم يستمدون قوتهم من قوتها هي.. واحترم هالشي فيها وايد.. أحترم انها ما انهارت ولا غرقت في حزنها.. وفكر بأنانيته هو.. اللي حرمها طول هالسنين من فكرة انه يكون له زوجة وعيال.. وخلاها تحاتيه هالفترة بطولها..
أم أحمد: قوم ارقد يا ولدي وارتاح .. وباجر اباك في سالفة ظرورية..
عبدالله: أي سالفة؟؟
أم أحمد: صالحة اليوم في العزا يلست تخربط وايد.. باجر بخبرك لازم ارد بيت المرحوم الحين العيال يتريوني..
عبدالله: شو قالت صالحة؟؟؟ هاذي ما تي الا وهي تيرير مشاكلها وراها؟؟
أم أحمد: لا تشغل بالك يا عبدالله خرابيط حريم .. أنا ما عندي سالفة يوم خبرتك الحين.. ماباك تحاتي..
عبدالله: خلاص باجر عقب ما يروحون الرياييل من الميلس بيي ايلس عندكم في البيت وخبريني..
أم أحمد: ان شالله.. وينه عبدالحميد خاري؟؟ اباه يوصلني..
عبدالله: هى خاري يترياج.. ونجمة تترياج في الصالة..
أم أحمد: زين عيل .. تصبح على خير..
عبدالله : وانتي من اهله الغالية..
وطلعت أم أحمد بخطواتها الثجيلة وروحت بيت ولدها أحمد..

يلس عبدالله شوي في غرفة مرته وعقبها طلع وراح غرفته عشان يرقد.. بس قبل لا يغلق تيلفونه ..رن.. وكان المتصل سهيل المحامي.. واستغرب عبدالله لأنه كان وياه اليوم في العزا .. شو يبا منه الحين؟
عبدالله: ألو..هلا سهيل..
سهيل: اهلين شحالك عبدالله؟
عبدالله: الحمدلله .. سهيل زيغتني.. متصل هالحزة..
سهيل: اوه اسمح لي عبدالله بس نسيت أسئلك.. تباني اعطي الموظفين اجازة ولا يداومون باجر؟
عبدالله: لا برايهم خل يداومون.. يعرفون شغلهم..
سهيل: انزين اتصل بي علي بن يمعة..
عبدالله: هى.. بلاه؟
سهيل: سمع عن الحادث وكان يبا رقمك.. وقال باجر بيي يعزيك..
عبدالله: ما يقصر..
سهيل (بعد تردد): عبدالله؟؟
عبدالله: .. شو تبا تقول يا سهيل.. شفيك متردد؟
سهيل: ما بتسير.... تعزي.. مبارك؟؟
انصدم عبدالله من سؤال سهيل وتم ساكت فترة.. : خله هو ايي يعزيني.. هو اللي تسبب في الحادث..
سهيل: هذا قضاء وقدر.. لا تظلم الريال يا عبدالله..
عبدالله: مب ساير يا سهيل.. ما اروم اسير له..
سهيل: أنا باجر بسير له..
عبدالله: تعذر لأبوه عني .. أبوه ريال طيب ..
سهيل: ان شالله.. خلاص بخليك الحين تصبح على خير..
عبدالله: وانته من اهله..

تنهد عبدالله يوم بند عنه سهيل وقرر ما يغلق تيلفونه.. يمكن يحتاجونه عيال اخوه .. ورقد على طول من التعب..
---------------

في بيت المرحوم أحمد بن خليفة .. رقدت أم أحمد في غرفتها.. ونزلت ليلى من فوق عقب ما رقدت أمل وخالد.. وكان مايد يالس في الصالة ويا سارة ومحمد..
ليلى: سارونا تعالي بنسير نرقد..
لفت سارة ويهها على مايد واطالعته بنظرة توسل..
مايد: ليلى.. خليها بترقد هني ويايه..
تنهدت ليلى: على هواكم .. انا تعبانة بسير ارقد..
محمد: لاتحاتين.. أنا بتم وياهم..
ليلى: صدقني من كثر التعب ما بحاتي ولا بفكر حتى.. انتوا خليتوا فيه عقل؟؟
محمد كان يعرف انها مقهورة من سارة وسكوتها الغريب.. وعنادها.. وما يلومها يحليلها وايد تحملت اليوم .. فوق طاقتها ..
محمد: تصبحين على خير..
ليلى : وانتوا من اهله..

راحت ليلى غرفتها عشان ترقد .. ورقد محمد ع القنفة في الصالة ومايد فرش له تحت هو وسارة.. ما كان يبا يسير غرفته.. ولا محمد.. يحسون بالأمان وهم في الصالة.. و سارة رقدت حذال مايدوهي حاظنة دانة
محمد كان مستغرب من سارة اللي على كثر ما كان مايد مأذنها كان هو أول واحد التفتت له في أزمتها هاذي..
مايد تم يطالع اخته فترة قبل لا يرقد.. يوم لقى سارة حس في داخله انه أمه ردت له ولو للحظة .. سارة كانت قريبة وايد من كلثم.. كانت متعلقة فيها بشكل فظيع ومعتمدة عليها في كل شي.. ونادرا ما كانت أمهم تيلس وياهم وسارة مب في حظنها.. عشان جذي كل ما اطالعها كان يتذكر امه.. وفي النهاية رقد .. كلهم كانوا تعبانين.. اليوم هذا كان من أطول الايام اللي مرت عليهم.. وأسوأها على الاطلاق..
---------------
عقب فترة.. نش مايد على صوت صياح ولاحظ انه محمد راقد ع القنفة ويوم التفت على سارة شافها يالسة وحاظنة ركبها وتصيح.. ويلس واقترب منها..
مايد: سارة؟ شو فيج؟ شي يعورج؟ أزقر لج ليلى؟؟
ما ردت عليه سارة بس يوم وقف عشان يزقر ليلى يرته من إيده بتعب ورد ييلس.. كان خاطره يعرف شو اللي تفكر فيه؟ وليش طلعت من البيت؟؟ بس هالصمت اللي فاجأتهم فيه محيرنه اكثر..

غمظت سارة عيونها بس الدموع استمرت تنزل وخلت عمرها راقدة وتنهد مايد ورقد حذالها وهو يحس بالألم في قلبه يرد له مرة ثانية..
------------

مرت أيام العزا بحزن وكآبة.. بس الألم اللي يحسون به عيال أحمد بدا يخف شوي.. ورغم انه حياتهم عمرها ما بتكون نفس قبل ، بس حاولوا يقنعون نفسهم إنهم راضين باللي عندهم.. وانه الحياة تستمر..ليلى كانت تحاول طول الوقت إنها تكون مبتسمة.. وما تفكر بحميد.. وبأمها وأبوها.. بس فليل.. يوم الكل يرقد.. واتم هي بس .. في صراع فظيع ويا النوم.. ترد أفكارها لحميد.. لروحه الطيبة وابتسامته الحلوة.. وملامحة اللي كانت تخليها تذوب من المستحى.. حميد راح وضحكته راحت وسعادتها ومستقبلها وياه راح.. وضاع.. للأبد..
مايد كان هادي ومطيع طول هالفترة وليلى حست إنها وايد مشتاقة لمايد الأولاني اللي يسولف ويظحك.. وحاولت وياه كم مرة بس كل اللي تحصله منه ابتسامة باهته.. وسارة تمت على حالتها ساكتة ومتعلقة بمايد .. كان كل شي خارج عن سيطرة ليلى وهذا اللي كان متعبنها..

نشت ليلى صباح يوم السبت الساعة 6 وراحت المطبخ تشوف البشاكير وتشرف على الريوق بنفسها.. مثل ما كانت أمها تسوي قبل.. ويوم ردت الصالة شافت يدوتها يالسة تحت عند القنفة وابتسمت وراحت تيلس وياها.. عقب ما باستها على راسها وحظنتها..
ليلى: صبحج الله بالخير يا احلى انسانة في الوجود..
أم أحمد: هههههههه أسميج لوتيه .. صبحج الله بالنور والسرور..
ابتسمت ليلى وقالت يدوتها وهي تصب لها قهوة.. ليش تعذبين عمرج البشاكير يعرفن شغلهن..
ليلى: لا عذاب ولا شي.. أحب شغل البيت..
أم أحمد: ليلى.. شو رايج انتي واخوانج تسيرون تيلسون عند عمج عبدالله..؟
ليلى تظايجت يوم سمعت هالطاري.. كانت مصرة اتم هني في بيتهم وعمها أكثر من مرة عرض عليها تنتقل عنده وخالوتها صالحة بعد وايد تحن عليها وكل يوم تتصل وتسألها..
ليلى: يدوه انا ما بودر بيت ابويه..
أم أحمد: بس يا بنيتي ما يستوي تيلسون هني بروحكم..
ليلى: يدوه .. محمد ماشالله ريال وبعدين (ابتسمت).. انتي ويانا
أم أحمد: مابا اثجل عليكم يا ليلى..
ليلى: أفاااااا... انتي تثجلين علينا؟؟ هذا بيتج قبل لا يكون بيتنا يا أم أحمد..
ضحكت ام احمد : فديتج يا ليلى..
ليلى: فديت هالضحكة يا ربي لا تحرمني منها..
وهم يسولفون طلع محمد من غرفته وياهم الصالة وسلم عليهم وقعد على القنفة وهو يتنهد بصوت عالي..
ليلى: محمد؟ شو فيك؟
اطالعها محمد ونزل راسه.. بس ما رد عليها..
أم أحمد: شو فيك يا ولدي؟ حد مظايجنك؟؟
محمد: لاء.. يدوتي.. أنا... أبا حد يتصل الكلية يشوف اسماء المقبولين طلعت ولا لاء..
سكتت ليلى وهي تطالعه بحنان.. وتذكرت انه كان ناوي يروح ويا ابوها عشان يطلع النتيجة .. بس الله ما كتب هالشي.. وفي غمرة أحزانها ومشاغلها نست هالسالفة تماما وهو يحليله ما ذكرها..
ليلى: عندك الرقم؟
محمد: هى عندي..
ليلى: انزين ليش ما تتصل بهم؟
محمد (بخجل): لا.. انتي اتصلي..
ابتسمت ليلى وقالت: من عيوني.. كم محمد عندي انا؟
ابتسم محمد ووقفت ليلى عشان تروح وياه غرفته وتاخذ الرقم وبالمرة بتتصل من تيلفونه..
أم أحمد: لا تبطون عليه ردوا بسرعة طمنوني..
ليلى: ان شالله يدوه..

دشت ليلى غرفة محمد واتصلت بالكلية ومحمد يالس حذالها يراقب ملامحها بلهفة..
وعقب مكالمة استمرت دقايق بندت ليلى وعضت على شفايفها وهي منزلة راسها..
محمد (بلهفة): ليلى تكلمي.. شو قالوا لج؟؟؟
اطالعته ليلى بحزن: محمد.. ما قبلوك..
ضحك محمد: أدري انج تقصين عليه..
ليلى: لا والله ما اقص عليك.. صج.. ما قبلوك..
محمد بدا يتنرفز: ليلى!!!!.. ترى والله برد اتصل بروحي..
ليلى: محمد حبيبي ما قبلوك والله العظيم انهم ما قبلوك..
نزل محمد عيونه... : ليش؟؟
ليلى: عشان... محمد انته نظرك ضعيف .. وهذا هو السبب اللي خلاهم يرفضونك..

تم محمد ساكت .. وتذكر انه ابوه حاول يقنعه يسوي عملية ليزر قبل لا يروح ويسوي المقابلة والفحوصات.. بس محمد كان خايف وما طاع.. يعني لو سوى العملية شو كان بيستوي؟؟ بس هالخوف اللي ما يقدر يتخلص منه هو اللي منعه..
ليلى: محمد؟؟
محمد: خلاص ليلى خليني بروحي..
ليلى: انزين.. بس لا تهتم.. بتقدم في ألف مكان غير..
محمد: يا ليلى أنا كنت احلم بكلية الطيران من يوم كنت في صف أول ثانوي..
ليلى: أدري يا محمد .. بس الدنيا جذي.. ينسد باب في ويهك وتنفتح عقبه ابواب..
محمد: أعرف.. ما فيني شي بس ممكن أتم بروحي شوي؟؟
ابتسمت ليلى: أكيد ممكن.. نترياك ع الريوق؟؟
محمد: لا لا مالي نفس..
ليلى: خلاص على هواك..

طلعت ليلى عن أخوها وراحت تيلس ويا يدوتها ..
أم أحمد: ها بشري..
تنهدت ليلى: ما قبلوه..
أم أحمد: في ذمتج؟؟
ليلى: هى ..
أم أحمد: يحليلك يا محمد..
ليلى: ياللا هذا نصيبه..
أم أحمد: تبين الصدق أحسن له.. شله بالطيايير وعوار الراس اللي ايي من وراهن..
ليلى: بس عاد هالشي كان في خاطره..
أم أحمد: احسن له يجابل شغل ابوه..
ليلى: الله يعينه..

سكتت ليلى وهي تفكر بعمرها.. وبيدتها وباخوانها.. والمسئولية اللي فجأة نزلت على كتوفها... كانت مسئولية فظيعة حسستها بإرهاق ماله حدود.. كرهت عمرها يوم خبرت أخوها انهم ما قبلوه.. بس لازم تكون هي اللي تخبره لأنها العودة.. كرهت نفسها لأنه سارة تغيرت وحست انها هي المسئولة.. هي اللي ما عرفت كيف تنقل
لها خبر وقاة أمها وابوها.. وكرهت نفسها أكثر لأنها حاسة بحزن كبير على حميد وتفكر فيه طول الوقت أكثر حتى من تفكيرها بأمها وابوها... وتنهدت وهي تفكر انه اعتماد اخوانها كله عليها هي الحين.. ولازم تكون قد المسئولية.. بس أشغال أبوها ومحلاته وتجارته؟؟ مستقبل اخوانها؟؟ منو بيهتم به غيرها.. حياتها قبل كانت بسيطة.. وحدة توها بتعرس وبتطلع من بيت ابوها عشان تكون اسرتها الخاصة.. والحين.. فجأة .. تلاقي عمرها أم ولخمسة أطفال..!!

أم أحمد: ليلى؟؟
ليلى: ها؟
أم أحمد: وين سرحتي الله يهديج؟
ليلى: كنت افكر باخواني.. بسير اقعدهم بسهم من الرقاد..
أم أحمد: هى قعديهم عشان نتريق..
ليلى: ان شالله يدوه..


في غرفته ، كان محمد يالس على الشبرية ويصيح بصمت.. الشي الوحيد اللي كان واثق انه بينجح فيه.. خلاص انتهى.. حلمه انه يكون طيار .. وحلم ابوه.. رفضوه عشان شي بسيط.. وتافه.. شو يعني نظره ضعيف؟؟ في اختراع اسمه عدسات ونظارات.. ليش هالظلم؟؟
وعقب ما فرغ كل شحنته من الصياح والشعور بالألم.. رد يفكر بليلى.. وحس بإحساس فظيع بالذنب وانه تافه.. ليلى فقدت خطيبها ومستقبلها في هالحادث.. وأكيد هالشي مأثر عليها.. ورغم هذا متحملة وتبتسم وساكتة.. وتحاول بكل طريقة إنها تكون أم بديلة لهم.. وهو يالس يتحسر على شي ثانوي مثل الكلية؟؟

تنهد محمد وغسل ويهه وطلع في الصالة عشان يتريق وياهم.. لازم يكون قد المسئولية ويثبت للكل انه أبوه خلف ريال وراه.. ويلس حذال يدوته اللي ابتسمت له بحزن وصبت له قهوة ..
أم أحمد كانت متحسرة على محمد اللي بيكون مصيره انه يكون أب ثاني لاخوانه اليهال.. عيال ولدها غامظينها وايد.. كلهم من اكبرهم لأصغرهم.. ومجرد انها تطالعهم تحس بسجاجين في قلبها.. أبوهم كان يحبهم موت وما يقصر عليهم بشي..والحين مهما حاول عبدالله او حاولت هي تعوظهم ما بيقدرون.. بيتمون حاسين بالنقص.. بس أم احمد عاهدت عمرها انها ما تقصر في حقهم وانها تحاول تكون لهم سند وأم ثانية.. وبتساعد هالمسكينة ليلى تتخطى هالمرحلة الصعبة من حياتها..

ليلى ركبت الدري بتكاسل .. ما فيها تقعد اخوانها وتلبسهم بس كانت تبا تشغل نفسها بأي شي.. ويوم دشت غرفة خواتها انصدمت من اللي شافته .. مايد كان يالس ع الشبرية ويسولف وياهن .. سارة وأمل كانن لابسات ثيابهن وشعرهن مرتب وخالد يالس على صوب يلعب بدبدوب أمل.. والغرفة والفراش مرتب .. والدرايش مبطلة..
ابتسم مايد يوم شافها وقال: حطيتوا الريوق؟؟؟ والله يوعان..
ليلى كانت بعدها مصدومة وقالت: منو لبسهم ورتب الغرفة؟؟
أمل (تبتسم): ميوودي قعدنا من الرقاد.. (وفجأة تمد بوزها) ليلى ميوودي شد شعري..
مايد (بسرعة): شو أسوي بها مب راضية تنش..
ابتسمت له ليلى ابتسامة عريضة : أهاااا.. يعني يوم ما رمت تقعدها شديت شعرها؟؟
مايد: هى عشان مرة ثانية تنش بسرعة.. وما تعذبج انتي اختي حبيبتي..
أمل (وهي تمد بوزها أكثر): ويوم كنا نغسل اسناننا.. خلاني ابلع الماي اللي فيه المعجون..
مايد اطالعها بنظرة شريرة ورد يبتسم لليلى: محد قال لها تسمع كلامي..
لاحظت ليلى انه سارة تبتسم وفي داخلها كانت بتموت من الوناسة انه مايد رد لشطانته.. وفي هاللحظة حست بحد يشد جلابيتها من تحت والتفتت وشافت خالد يطالعها ويأشر على مايد..
ليلى: فديييييييييييتك يا ربي انته بعد شو مسوي بك مايد؟؟
خالد (بنبره حادة) : دتت دبنتم مالل ددان مدوودي..
ضحكوا كلهم على لهجة خالد اللي ما تنفهم.. وعلى شكله وهو معصب..
مايد: ليلى دخيلج ترجمي.. تراني ما افهم فرنسي..
اقتربت منه ليلى ببطء وهي تبتسم ابتسامة خبيثة.. وتم مايد يطالعها وعيونه مبطلة ع الاخر.. وهجمت عليه فجأة ويودت أياديه الثنتين وهو يصرخ: لالالالالالالا.. خاينة!!! خاينة!!!
ليلى: أمولة بسرعة شدي شعره.. بسرعة قبل لا يفلت من ايدي..
صرخت أمل بفرح ونطت على مايد اللي كان يرافس وطلعت حرتها فيه ومطت شعره من خاطرها وهو يزاعج.. لأنه شعره طويل شوي وأكيد يعوره يوم بينشد.. التفتت ليلى على سارة اللي كانت تطالعهم وتبتسم وقالت: سارونا تعالي.. يوديه ويايه تعالي..
ضحكت سارة وركضت ويودته ويا اختها وعقب تفكير.. قرصته بقوة على خده..
مايد: آااااااااااي.. والله بتشوفون والله..
ليلى: ههههههه ... دواك!!
وخالد اللي كان واقف بعيد ويصفق اقترب منهم ويلس يضحك على مايد..
وفجأة هدته ليلى وشلت خالد وركضت من الحجرة وركضن سارة وأمل وراها وهن يضحكن ومايد يالس على الشبرية يتنهد من التعب .. ويوم استوعب انهن شردن زاعج بأعلى صوته: ما علييييييييه.. والله بتشوفن .. حتى انته يا خلود براويك..

وتحت على الريوق ولأول مرة من فترة كانوا يسولفون ويضحكون واستانست ليلى انه محمد كان مشاركنهم سوالفهم.. وقررت عقب تيلس وياه وتحاول تخفف عنه شوي.. مع انه ليلى بعدها كانت خايفة على سارة .. لأنها رغم سوالفهم كانت تاكل بهدوء ومن دون ولا كلمة.. ليلى تعرف انه صدمتها كانت قويه وغياب امها عنها خلاها تفقد اهتمامها في كل شي حواليها.. وأكثر من مرة لاحظت ليلى انه يوم مايد يبتعد عن سارة تبدا تصيح وتلحقه.. بس ليلى عاذرتنها.. اللي مرت به مب شوية.. وشوقها لأمها اكيد اكبر من اللي ممكن يتوقعونه.. ليلى بروحها تحس بعمرها انها بتنهار ساعات وتحس انه اصابعها ترتجف كل ما حاولت تسوي شي .. كله من توترها وخوفها.. بس تحاول ما تبين هالشي لاخوانها وتحاول تكون قويه جدامهم عشان مصلحتهم..
------------------
في الشركة، كان عبدالله قاعد في مكتبه يتابع الشغل اللي فاته في أسبوع العزا.. المشاريع اللي لبسها من خاطره في اسبوع العزا كلها كانت تترياه على طاولة المكتب.. شكوى من مدير العمال في مشروع النادي الرياضي في راس الخيمة.. يقول انه العمال ما يبون يشتغلون الظهر.. تنهد عبدالله وحط الورقة على صوب.. مجموعة الاوراق اللي شلهم عقب كانن تقارير وتصاميم الفندق اللي بيسوونه في دبي.. المهندس مطرش نسخة من التصاميم وخرايط الفندق.. والسكرتيرة كاتبة ملاحظة انه المهندس بيي يشوفه اليوم وبييب وياه النموذج اللي يباه علي بن يمعة عشان يشوفه.. ابتسم عبدالله وهو يفكر بعلي بن يمعة.. رغم انه الريال ما قصر ويا العزا .. ويلس وياه.. بس بعده مب مرتاح له.. في شي في داخله ينفر منه.. بس عقب باجر عبدالله بيسير يقعد في دبي اسبوع عشان يشرف على بداية الشغل في الفندق.. هالمشروع كبير وايد ولازم يشرف عليه بنفسه.. وفي هالفترة اللي بيقعدها في دبي بيتعرف على علي اكثر..
فكر عبدالله بعيال اخوه اللي بيغيب عنهم هاليومين بس ما يعتقد انه هالشي بيأثر عليهم وايد لأنه امه عندهم.. وفكر بمبارك.. لين الحين شركته ما ابتدى الدوام فيها ومشاريعه موقفة والعمال في اجازة.. اليوم سأل سهيل عنه وقال له انه بعده حابس عمره في البيت .. تنهد عبدالله وقال في خاطره الله يعينه ويصبره..
في هاللحظة رن تيلفونه وابتسم عبدالله وهو يشوف الرقم..
عبدالله: هلا والله..
ليلى: صباح الخير عمي عبدالله..
عبدالله: صباح الورد والياسمين..
ليلى: عمي مشغول؟
عبدالله: افضي لج عمري غناتي..
ليلى: تسلم عمي.. أبا اسير كارفور اخذ اغراض للبيت الثلاجة فاظية ما فيها شي.. ممكن توديني؟
استحى عبدالله وحس انه مقصر وياهم وايد.. وقال: ان شالله غناتي.. دقايق وبكون عندكم..
ليلى: مشكور عمي ما تقصر..

بند عنها عبدالله وودر الاوراق اللي في ايده وطلع من المكتب.. وقال للسكرتيرة انه بيطلع لمدة ساعة تقريبا وبيرد.. ابتسمت له السكرتيرة وهو طالع.. كانت متخبلة عليه.. بس تعرف انه مب حاس حتى بوجودها.. مثلها مثل كل الموظفات في الشركة..
--------------

قبل لا تطلع ليلى من البيت ويا عمها.. لحقها مايد وخذها على صوب..
مايد: ليلى حبيبتي.. ييبي لي كرتون لبان ريجليز.. وثلاث قواطي برينجلز بالكاري..
ليلى: ليش ؟؟ شو بتسوي في هذا كله؟؟
مايد: ليلى لو سمحتي من دون أسئلة..
ليلى: ان شالله.. استاذ مايد أي أوامر ثانية..
مايد: لا .. بس ..
ليلى: ياللا فارج..
مايد : على فكرة..
ليلى: شو؟؟
مايد: ترا شيلتج مجلوبة..
شهقت ليلى وفعلا كانت لابسة شيلتها بالجلب وهي مب حاسة وضحك عليها مايد وهي تعدل شيلتها وابتسمت له ليلى واطالعته وهو يرد ينسدح حذال يدوته اللي اكنت يالسة تسولف لسارة وأمل عن زمان أول وكيف كانوا يساعدون اهلهم في شغل البيت من يوم كانوا يهال.. وأمل وسارة مبطلين حلوجهم ومنتبهين على كل كلمة تقولها..
ابتسمت ليلى بحزن.. كانت فعلا حزينة.. انه الحياة بتستمر رغم وفاة أمها وابوها.. بس في نفس الوقت مرتاحة انه اخوانها تقريبا تخطوا هالمرحلة.. خلهم يفرحون ويعيشون ويخلون الحزن حقها هي.. هاذيلا يهال .. حياتهم بعدها ما ابتدت.. لازم تحاول قد ما تقدر انها تنسيهم.. وتملى حياتهم فرح وسرور.. بس بالنسبة لها هي.. حياتها انتهت ويا اللي راحوا.. اندفنت ويا ابوها وامها.. وحميد.. مستحيل ترضى بأي ريال عقب حميد.. حياتها بتكون لأخوانها وبس..
وفجأة .. تذكرت شي .. واطالعت ايدها.. خاتمها .. خاتم خطوبتها بعده في ايدها نست تفصخه.. تحسسته ليلى بأصابعها وفكرت تتخلص منه.. بس تعرف انها ما تقدر.. هالخاتم ذكرى من حميد.. ذكرى من الزمن اللي راح.. من حياتها اللي ضاعت.. من لحظة كانت فيها اسعد مخلوقة في الدنيا..
اطالعته ليلى بحزن وما انتبهت لعمها اللي كان واقف وراها يطالعها وهي تطالع خاتم الخطوبة وعلى ويهه نظرة تعاطف خلت ليلى تتألم.. بس بصعوبة شديدة ابتسمت له وسلمت عليه ودخلته صوب يدوتها..

سلم عبدالله على امه وعيال اخوه.. ويلس وياهم يتقهوى ..
محمد: عمي.. طلعت نتايج الكلية ... (نزل راسه).. ما قبلوني..
عبدالله ابتسم له: وشو يعني ما قبلوك..؟ انته مب محتاي لهم.. نسيت انك ريال البيت الحين ولازم تمسك شغل ابوك؟؟
محمد حس بفخر كبير لأنه عمه واثق فيه لهالدرجة ولأنه قال له انه ريال البيت جدام اخوانه كلهم.. : بس عمي انا ما اعرف شي عن التجارة.. ولا اعرف ادير المحلات..
عبدالله (وهو ياخذ خالد وايلسه في حظنه): وانا وين رحت؟؟؟ انا بعلمك كل شي..
ابتسم محمد: ما تقصر عمي..
مايد: وانا؟؟؟ انا بعد ابا اشتغل..
عبدالله: هههههههه ...
ليلى: انته خلص الابتدائي اول..
مايد: ذليتينا ويا هالجملة. .والله اني حفظتها من كثر ما تعيدينها..
عبدالله: بعدك صغير ع الشغل يا مايد..
مايد: يا سلام؟؟ ومحمد؟
محمد: أنا ريال..
مايد: عيل انا شو؟؟ قطوة؟؟
عبدالله: ههههههه ... لا يا مايد محشوم.. بس عاد الحين الدور على محمد يتعلم عشان يمسك شغل ابوه.. وانته يوم بتخلص الثانوية بيكون شغلك عندي بعلمك عشان تكون مقاول..
مايد (ببراءة): يا سلالالالالالام.. يعني شركتك بتكون حقي... سمعت يا محمد؟؟
حست أم أحمد بنغزة في قلبها واطالعت عبدالله بسرعة وعبدالله فهم نظرتها بس تجاهل الموضوع وقال لمايد: اكيد بتكون شركتك ... يخسي حد غيرك ياخذها..
مايد: خلاص عيل انا ما بكمل دراسة..
محمد: شو هو على كيفك؟؟ غصبن عنك بتكمل..
ليلى: عمي عبدالله اذا يلسنا نسمع سوالفهم ما بيخلصون لباجر..
عبدالله: ياللا عيل نسير؟
ليلى: هى..

وقفت ليلى وسطلعت ويا عمها عبدالله .. وفي السيارة..
ليلى: عمي.. عادي العصر توديني العيادة..؟
عبدالله: خير يا ليلى شي يعورج؟
ليلى: لا الحمدلله ما فيني الا الخير بس ابا افحص خالد واطمن انه ما فيه شي..
عبدالله: ليش يا ليلى .. لاحظتي شي متغير فيه؟
ليلى: لا بس الاحتياط واجب...
عبدالله: في هاذي صدقتي..
ليلى: وسارة بعد حالها مب عايبني..
عبدالله: سارة مصدومة ولا تنسين انها كانت دلوعة امها .. اصبري عليها شوي وبترد شرات قبل..
ليلى: ان شالله..

وعقب ما اشترت ليلى كل اللي محتايتنه من السوق ردها عبدالله البيت ورد هو للشركة عشان يشوف اشغاله.. وأول ما دشت ليلى البيت ووراها الخدامة اللي كانت شالة الاكياس ركض لها مايد وقال: يبتي لي الاغراض اللي وصيتج تيبينهم؟؟
ليلى: هى يبتهم.. بتحصلهم هني في الاجياس..
ابتسم مايد وطلع اللي طلبه من الاجياس وركض غرفته وليلى تطالعه وتظحك.. وعلى طول غيرت ثيابها وراحت المطبخ عشان تسوي لهم الغدا ويا البشاكير..




نهاية الجزء الثالث






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 04:14 PM   رقم المشاركة : 5
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء الرابع
عقب ما صلت العصر، طلعت ليلى من غرفتها وهي شالة خالد اللي كان يصيح من اليوع.. ويلست تهديه وراحت المطبخ تسوي له حليب.. بس وهي نازلة شافت مشهد خلاها تنفجر من الضحك... شافت مايد يالس ع الارض ومبرز بضاعته.. اللي هي كرتون لبان ريجليز.. وقواطي البرينجلز.. ومسوي عصير برتقال.. وحاطنه جدامه.. فابتسمت له واقتربت منه.. وهو يوم شافها ضحك..
ليلى: ميودي شو ها؟؟؟ كله بتاكله مرة وحدة؟؟
مايد: لاء.. هذا للبيع..
ليلى: للبيع؟؟
في هاللحظة طلعت أمل وسارة من غرفة يدوتهم وكل وحدة شالة في ايدها درهمين.. واقتربن من مايد وعطنه البيزات وهو بدوره عطى كل وحدة فيهن لبان وعصير برتقال..
أمل: بعد ابا برنجلز...
مايد: لا.. البرنجلز غالي.. هاتي عشر وبعطيج...
أمل: ما عندي.. !!
مايد: انزين هاتي درهم وبعطيج حبة وحدة..
أمل: مابا حبة وحدة..أباه كله..
مايد: بعطيج بالحساب بس غصبن عنج تدفعين عقب..
أمل: بالحساب؟؟
مايد: هى يعني يوم يدوه بتعطيج بيزات انا باخذهم..
أمل (ترفع حواجبها بتحدي): عااااااااااادي..
مايد: يودي البرنجلز.. وعطي سارة منه..
ابتسمت له سارة وطلعت أمل لسانها وراحن اثنيناتهن ويلسن بعيد وليلى تطالعه ومنصدمة منه..
ليلى: الحين انت يالس هني تبيع لخواتك؟؟؟
مايد: وشو فيها؟؟
ليلى: أولا .. هذا كله انته ما خسرت فيه شي أنا اللي شارتنه..
مايد: لا تحاولين.. مستحيل أعطيج شي ببلاش..
ضحكت ليلى: ومنو قال لك اني أبا؟
بس خالد كان يبا ويلس يدز ويه ليلى بعيد عنه عشان ينزل ويوم ما طاعت تنزله قام يرافس ويزاعج.. : مددوووودي...!!!!
مايد: نعم أستاذ خالد؟؟؟ ما اعتقد إني شفت في ايدك بيزات.. يعني اجلب ويهك..
ليلى: والله انك زطي..
مايد: واعترف بهالشي..
خالد: مدوووودي !!! تبي اباااااان...
ليلى: جب انته بعد ماشي لبان..

وودته ليلى المطبخ وهو يزاعج وحست انه راسها بينفجر وهي واقفة تسوي له حليب.. وفي النهاية تعب خالد من كثر ما يصيح ورضى بالأمر الواقع وشرب الحليب.. ويلست ليلى تمسح على شعره وهو يرضع ويطالعها.. وردت افكارها تاخذها لحميد.. كانت تمر عليها لحظات تتمنى لو ماتت وياه من كثر ما هي مب متحملة الألم اللي تحس بها في قلبها.. ومرات تحس بألم كبير.. لأنه ما عندها وقت حتى انها تفكر فيه او تحزن عليه.. مجرد التفكير فيه كان يسبب لها ألم ما تقدر توصفه.. بس اخوانها محتاجينها وما تقدر تبين جدامهم انها ضعيفة..
رفعت ليلى راسها وشافت أمل تغني وتدور في الصالة اونها ترقص.. وسارة كانت يالسة وفي ايدها دانة.. تمسح على شعرها .. بهدوء..
وحست ليلى بقلبها يتقطع.. أختها الصغيرة رغم إنها ساعات تتفاعل وياهم بس للحين ما نطقت بكلمة.. ومعظم الوقت يالسة بروحها.. حزنها الصامت حير ليلى .. وقررت توديها المستشفى يوم السبت.. تشوف شو فيها؟؟

وقطعت عليها أفكارها يدوتها اللي طلعت من غرفتها وويهها معتفس من الالم اللي تحس به وهي تمشي.. ويت ويلست حذالها..
ليلى: يدوه حبيبتي وينج اليوم مول ما شفناج..؟
أم أحمد: يالسة في الغرفة ريولي مأذتني والرخام هني في الصالة يبس لي عظامي.. البرودة مب زينة حقي..
ليلى: فديت روحج نسيت سالفة الروماتيزم .. خلاص بخبر عمي يفرش لنا الصالة..
أم أحمد: لا .. ما يحتاي ..لبست دلاغ بيدفي ريولي..
ليلى: يعني بتمين لابستنه على طول.. ؟
أم أحمد: يا ليلى بتخربين شكل الصالة.. وبتأذين عمج..
ليلى: انتي ودري عنج العناد والدلع وانا بخبر عمي عبدالله ..
أم أحمد: اللي تشوفينه يا بنيتي..
ابتسمت لها ليلى وقامت بتودي خالد اللي رقد غرفتها فوق..
في هالاثناء كان محمد طالع ويا عمه عبدالله وخذوا لفه على محلات أبوه الله يرحمه.. واللي هن ثلاث محلات مجوهرات وسلسلة مطاعم في دبي وبوظبي والعين.. وطبعا راحوا بس المحلات الموجودة في العين وعرف عبدالله محمد على العاملين والعاملات ويلس وياه شوي يعلمه كيف يراجع الفواتير والحسابات..
وهم في مكتب المرحوم.. تنهد محمد بتعب وكانت ملامح ويهه صج متأزمة..
عبدالله: محمد؟ شو بلاك؟
محمد: عمي ما بروم لكل هذا.. أحس إني بدمر اللي بناه ابويه الله يرحمه بتعبه ومجهوده.. كله بدمره في لحظة وحدة..
ابتسم عبدالله: انته مستصعب الشغل لأنك بعدك ما جربته.. بس أول ما تبدا تشتغل بتتعلم كل شي بشكل تلقائي..
محمد: بس يا عمي انا مالي رغبة اني اشتغل.. انته تعرف..
عبدالله: اعرف انك تبا تسجل في الكلية.. ومحترم ومقدر أحلامك وطموحك.. مممم.. انزين شو رايك.. تقزر هالسنة في شغلك هني والسنة الياية ترد تقدم.؟؟
محمد: وعيوني؟؟
عبدالله (بنبرة حازمة): بتسوي العملية..
نزل محمد راسه بتوتر.. وتنهد عبدالله: محمد.. خلك ريال..
محمد: ان شالله عمي.. بس..
عبدالله: شو؟
محمد: اذا رحت الكلية منو بيمسك الشغل هني؟
عبدالله: ساعتها يحلها ألف حلال..
ابتسم محمد وابتسم عبدالله اللي كان واثق انه محمد بيتعود على التجارة وبيستقر في وضعه جذي وبينسى تماما سالفة الكلية..


في البيت.. عقب ما رقدت ليلى خالد.. راح تتسبح وعقب ما لبست نزلت تحت وهي حاسة انه راسها بينفجر وجسمها بيتكسر من التعب.. كانت اعصابها تعبانة واليوم بالذات حاسة بكآبة.. وأفكارها ما فارقت حميد دقيقة..ونزلت تحت عشان تعدل مزاجها شوي بس اللي شافته في الصالة خلاها واقفة عند الدري وهي ترتجف وتحس انها بتموت من القهر...
مايد كان مدخل كورته ويالس يشوتها على اليدار.. وأمل في صوب هاجمة على سارة وتظربها وسارة تشدها من شعرها.. ويدوتهم يالسة تطالعهم ... وما تقول لهم شي..
ليلى حست بقهر.. وركضت صوب سارة وأمل وهي تقول: يدوه انتي ما تشوفينهم؟؟؟
أم أحمد (بتعب وهي تهوس على ريولها اللي مادتنها جدامها): ما أروم عليهم يا ليلى .. طفوس..ما يسمعون الكلام..
حاولت ليلى تخوز أمل عن سارة بس ما قدرت .. أمل كانت تزاعج وسارة تتألم وويها احمر بس ما نطقت بحرف.. ومن قهرها.. شدت ليلى أمل من إيدها وصرخت أمل بصوت عالي: إيييييييييييييييه.. لا تظربين!!!
ليلى: شو تبين في اختج هاجمة عليها جنج قطوة..
أمل: لا والله؟ ما تشوفينها يعني ما تخليني العب بعروستها؟؟؟؟
سارة كانت تطالع أمل بقهر .. وتنهدت ليلى بتعب: هاذي عروستها وانتي عندج وايد منها العبي بألعابج..
أمل (بتحدي): أنا ابا العب بهاذي...
وردت تحاول تمط دانة من ايد سارة وعظتها سارة بقوة على ايدها وهزت أمل البيت بصوت صرختها..

في هاللحظة سمعت ليلى صوت شي ينكسر وراها والتفتت بسرعة وشافت كورة مايد طايحة صوب المزهرية اللي كانت على الطاولة الجانبية...والمزهرية متفتتة حذال الكورة وحست ليلى بويهها يحترق من القهر اللي فيها.. ووقفت وهي تطالع مايد بإجرام..
مايد حط إيده على حلجه وضحك وهو يتوقع انها تهزبه.. وراح وانخش ورى يدوته... وسارة وأمل بعدهن يتصارعن وراها.. وسارة ابتدت تصيح بصوت عالي..
أم أحمد (وهي تترجى ليلى بعيونها): خلاص يا ليلى .. هاذيلا يهال..
ليلى (بقهر): يهال؟؟؟؟ يهال؟؟؟ يعني مايد ما يعرف انه الكورة مكانها برى؟؟؟؟ ما يعرف انه بيكسر الدنيا اذا لعب داخل (وابتدى صوتها يرتفع)... انتوا تبون تجلطوني؟؟؟؟؟ تبوني اموت ناقصة عمر؟؟؟
أمل : اااااااااااااااااااااااي... يالسبالة هدي شعري!!!
وقفت ليلى ترتجف وقام مايد حق أمل وليلى تطالعه وسحبها عن سارة بقوة ... بس لأنها كانت متعلقة في سارة ، يوم سحبها ردت على ورا بقوة وطاح مايد وطاحت أمل على طرف الطاولة وابتدى خشمها ينزف..

وقفت أمل وحطت إيدها على خشمها ويوم شافت الدم .. بوزت واحمر ويهها وشلت البيت بصوت صراخها وليلى خلاص فقدت أعصابها وسارت صوب مايد اللي وقف وهو متفاجيء وصفعته على ويهه بقوة.. في البداية استغربت من عمرها بس نظرة الصدمة على ويه مايد خلتها تحس بتشفي وطلعت كل حرتها فيه وهي ترد تصفعه مرة ثانية وثالثة وتدعي عليه وعلى أمل وعليهم كلهم..
.. وقامت يدوتها بصعوبة وسارت صوبها وهي تنتفض من الحرجة و تقول: ليلوه!!! هدي الفرخ .. احشميني على الاقل.. هديه اقول لج..
بس ليلى كانت خلاص مب قادرة تسيطر على عمرها ومايد واقف جدامها وحاط ايده على ويهه وهي تظربه ولا رد عليها بأي كلمة..
واقتربت منها يدوتها في هاللحظة ووقفت بينها وبين مايد..
أم أحمد: بس!!!!! بتجتلينه... خافي ربج!!!!
ليلى (وهي تصيح): ذبحتوني حرام عليكم!!!! حسوا فيني شوي..
أم أحمد: انتي اللي ذابحة روحج.. هاذيلا يهال لازم بيلعبون وبيتعبثون.. طولي بالج عليهم شوي..
ليلى (تصارخ): الله ياخذني في هالساعة عشان افتك منكم كلكم!!
أم أحمد: أخ عليج ...!! أسميك ما عرفت تربي يا احمد!!!
في هاللحظة دخل عبدالله ومحمد من برى ويوم شافت ليلى عمها حست بإحراج فظيع انه شافها في هالحالة وركضت فوق وهي تصيح..

عبدالله وقف مستغرب في الصالة وهو يشوف المشهد اللي جدامه.. أمه واقفة تسكت أمل ... وسار محمد وخذها عنها ووداها الحمام عشان يوقف الدم اللي كان يصب من خشمها.. ومايد واقف على صوب وخدوده حمر من التصفيع وشكله مقهور من خاطره.. وسارة يالسة تصيح بهدوء حذال الطاولة..
عبدالله: شو بلاكم ؟ شو مستوي عندكم؟
أم أحمد (بتعب): هلا عبدالله تعال ابويه ايلس..
يلست أم أحمد وهي ترتجف من الغيظ ويلس عبدالله حذالها : امايه مب زين تحرجين .. خافي ربج في عمرج..
أم أحمد: غصب بحرج..
اطالع عبدالله مايد اللي كان بعده واقف مكانه وقال: مايد؟ شو مستوي؟؟
اطالعه مايد من دون نفس وراح غرفته فوق من دون ما يرد عليه وطلع محمد من الممر هو وأمل اللي كانت ميودة كلينكس على خشمها ويوم شافت عمها انخشت ورا محمد..
عبدالله: أمولة تعالي..
أمل: بتواجعني؟
عبدالله: لا ما بواجعج تعالي..
مشت أمل ببطئ ويلست حذال يدوتها.. وسارة رغم انهم زقروها اكثر عن مرة بس تمت يالسة في مكانها ولبستهم ..
عبدالله: ليش ما ترد؟
محمد: اسكت عنها عمي لا اتعب عمرك وياها.. هاذي شكلها تخبلت..
أم أحمد: بسم الله عليها شو هالرمسة؟؟ ليش تفاول ع البنية؟
محمد: انتي ما تشوفينها؟؟
أم أحمد: هاذي ياهل.. خلوها على راحتها شتبون بها؟؟
عبدالله: انزين امايه .. ما قلتي لي شو مستوي..
أمل : كله اصلا من سارة يوم ما خلتني العب وياها..
أم أحمد: بس ياللا.. سكتي عن اختج..
أمل: ما بسكت..
عبدالله: امولة !!
مدت أمل بوزها وسكتت ..
أم أحمد: تعرفهم هاذيلا يهال ولازم بيحتشرون وليلى الله يهديها كبريت ما تتحمل..
محمد: يحليلها اختي كل شي على ظهرها..
أم أحمد: بس بعد لازم تتحملهم شوي.. طلعت حرتها كلها في ميود..
محمد: ميود يستاهل تراه هب هين الهرم..
أم أحمد: وحليله..
تنهد عبدالله: المهم امايه انا باجر بطلع دبي من الصبح.. وبسلم عليج الحين..
أم أحمد: كم يوم بتم هناك؟
عبدالله: اسبوع..
أم احمد: وايد اسبوع!!
عبدالله: امايه عندي شغل.. لازم اخلصه ما يستوي يتولف الشغل كله مرة وحدة..
أم احمد: الله يوفجك يا ولدي وتروح وترد بالسلامة.. عاد ما اوصيك عن السرعة ..
عبدالله: ان شالله امايه.. ياللا عيل اترخص انا الحين..
أم احمد: مع السلامة.
محمد: مع السلامة عمي.

طلع عبدالله ويلس محمد يهمز يدوته اللي حست بجسمها كله يعورها لأنها حرقت اعصابها قبل شوي.. وقامت أمل ويلست حذال سارونا وردوا يلعبون ويا بعض.. ولا كأنهن تظاربن قبل شوي..
ليلى دشت غرفتها عقب الزوبعة اللي استوت تحت وتوقعت انه عمها او محمد ايون وراها عشان يشوفون شو فيها او يهدونها بس اتريت وايد ومحد ياها.. فتنهدت وقالت في خاطرها: أحسن بعد..
وقامت وغيرت ثيابها ولبست بيجامتها وحاولت انها ما تحس بالذنب عشان ظربت مايد.. يستاهل.. عشان يتأدب.. بس احساسها بالذنب كان يرد لها وما قدرت تسيطر عليه.. فقررت ترقد وتنسى الموضوع وأول ما حطت راسها ع المخدة رقدت على طول من التعب.. ولأول مرة ما اهتمت اذا اخوانها راقدين ولا لاء.. وحتى العشا ما سوت لهم اياه.. وآخر فكرة فكرت فيها قبل لا ترقد.. انه عندهم بشاكير تحت وخل يخدمون عمارهم بروحهم..

------------------


الساعة ثنتين فليل انتبهت ليلى على صوت تيلفون غرفتها يرن.. وقامت بتعب فظيع تشوف منو متصل ويوم انتبهت للوقت ماتت من الخوف وشلت السماعة بأصابع ترتجف..
ليلى: ألو؟
ياها صوت هندي من الطرف الثاني واستغربت ليلى وايد: Hello
ليلى: منو انته؟
الهندي: ماماه انتي في نوم؟
ليلى (باستغراب): شو تبا؟
الهندي: انا يريد يسوي كلام شوية..
ليلى (مب مستوعبة): كلام شو؟؟؟
الهندي: انته شو اسم؟
اخيرا استوعبت ليلى السالفة وحست بعمرها تغلي من القهر..: الله ياخذك يا مسود الويه.. خلصوا الرياييل من الدنيا عشان اتعرف على هندي.. التعن مالت على هالشيفة..
ونزلت ليلى السماعة بقهر وأول ما التفتت عشان ترد فراشها رد التيلفون يرن.. وعلى طول يرت الفيش وهي تتأفف.. والله انه ما يستحي مقعدنها من رقادها عشان يتعرف لا وهندي بعد!!! ..

ردت ليلى لفراشها وجيكت على خالد وشافته راقد.. وسمعت صوت باب غرفتها يتبطل بهدوء ويوم التفتت له انصدمت.. كانت سارة مبطلة الباب وواقفة عنده تطالعها بصمت.. ابتسمت ليلى ونادت عليها: سارونا.. تعالي..
اقتربت سارة منها وركبت على الشبرية وباستها ليلى وقربتها منها وغطتها..
ليلى: تبين ترقدين عندي؟
هزت سارة راسها وابتسمت ليلى وسوت لها مكان .. وأول ما حطت سارة راسها ع المخدة ابتسمت وسحبت ويه ليلى وهمست في اذنها وقالت: بقول لج سر..
ليلى انصدمت انها اخيرا رمست وتم قلبها يدق بقوة.. بس ما حبت تبين لها شي وقالت: شو؟
سارة (بسعادة كبيرة): أمي يت..
حطت ليلى ايدها على قلبها وانترست عيونها دموع.. وحمدت ربها انه الغرفة مظلمة وسارة ما تقدر تشوف دموعها.. كانت خايفة على سارة.. طول هالفترة وهي ساكتة ويوم رمست قامت تخرف؟؟؟ شو ياها..؟ اختها شو فيها؟؟
ليلى (بصوت يرتجف): وين يت؟
سارة: في غرفتي.. توها يت ورمستني.. بس محد شافها..
ليلى: شو قالت لج؟
سارة: قالت كل يوم بتي..
ليلى: انزين وعقب وين سارت؟
سارة: ما اعرف.. سارت بس باجر بعد بتي.. اذا تبين تشوفينها تعالي ارقدي عندي
عرفت ليلى انه سارة حلمت امها وحظنتها بقوة وهي تمسح على شعرها وقالت: فديتج يا غناتي.. خلاص ارقدي الحين..

غمظت سارة عيونها وعلى ويهها ابتسامة رضى.. ورقدت عند ليلى وهي تفكر في أمها اللي زارتها هالليلة وردت لها الأمل في حياتها.. ويلست ليلى تراقبها لفترة طويلة وهي راقدة وتفكر بأمها اللي عمرها ما قصرت وياهم.. وغمظت عيونها وهي تتذكر ويه امها ونزلت دموعها على المخدة وهي تلوي على سارة اللي كانت خلاص راقدة..
--------------------
يوم السبت.. قرر عبدالله انه يسير دبي ويتابع مشروع علي بن يمعة بنفسه.. مع انه كان متظايج وما يبا يودر عيال اخوه لمدة اسبوع كامل بس غصبن عنه.. لازم يشرف على الشغل ويشوف العمال والمهندس ويجابل مشاكلهم شوي.. وطلع من البيت الساعة 11 الصبح.. وشل وياه ثيابه اللي بتكفيه لمدة اسبوع.. وفي الدرب كان ساكت وأفكاره تاخذه وتوديه.. يفكر يغير رايه ويروح ليوا.. ويرتاح في العزبة ويغسل تعب وهموم الاسابيع اللي مرت عليه مثل الكابوس.. بس طبعا كمل دربه لدبي ووصل فندق جميرا بيتش هوتيل الساعة 12 ونص الظهر..
أول ما وصل عبدالله دبي حس بكتمة.. رغم انه الكل يحب دبي إلا انه يحس بغربة فيها.. ويحس انه يجامل الكل هناك لأنه في داخله يتم متوتر لين ما يرد العين.. وأول ما وصل وشلوا شنطته وودوها غرفته.. غير ثيابه ورقد من التعب..

الساعة سبع المغرب.. تفاجئ عبدالله انه رقد كل هالفترة وقام بسرعة .. تسبح ولبس وصلى ونزل اللوبي.. ويلس في الكوفي شوب يشرب قهوة بروحه.. ولاحظ بطرف عينه انه حرمة اجنبيه يالسة تطالعه وحذالها عيالها وما سوى لها سالفة لأنه هالاشكال ما تعيبه.. يجز منهم.. ويوم يت بتروح .. مرت الحرمة حذال طاولته وعطته نظرة وابتسامة وحس عبدالله بويهه يحترق من المستحى.. قبل يوم كان صغير كان يحس بجرأة كبيرة وعادي عنده يتغزل في أي وحدة جدامه.. بس الحين يوم انه كبر وعقل.. خلاص فقد كل جرأته وكل رغبة في داخله بإنه يتعرف على وحدة او يكون علاقة وياها.. وتنهد وهو يبتسم حق عمره ويقول في خاطره: لين الحين ما لقيت اللي تاخذ مكانج يا نورة.. كلهن من أولهن لآخرهن ما يسوون ظفر ريولج.. وفجأة حس بوحدة كبيرة وهو يشوف كل حد ويا اهله الا هو الوحيد اللي كان يالس بروحه وتمنى لو انه ياب عيال اخوه وياه.. بس يعرف انهم كلهم ما بيرضون وأمه أولهم..
تنهد عبدالله بتعب وهو يفكر انه باجر لازم يشوف علي بن يمعة ويتفق وياه على كل شي.. بيسير يتغدى عنده في البيت .. وبيتناقش وياه في كل شي..
قام عبدالله عن الطاولة عقب ما دفع الحساب وكان بيرد غرفته فوق بس لفتت انتباهه حرمة قاعدة في الطاولة اللي حذاله ما لاحظها من قبل.. كانت قمة في الجمال.. بس باين عليها إنها مب مواطنة.. وشكلها كبيرة شوي.. يعني في الثلاثينات تقريبا ولبسها ومكياجها راقي..
جذبت هالحرمة عبدالله بشكل هو بنفسه ما توقعه ونظرتها الحالمة اللي على ويهها عطتها منظر اكثر روعة وجمال..
وقف عبدالله يطالعها وفي هاللحظة قامت والتفتت عليه.. ويوم لاحظت انه كان يطالعها ابتسمت له واكتست خدودها بحمرة بسيطة خلاها تزيد جمال في عيون عبدالله..
عبدالله (وهو يبتسم): اسمحيلي ما كنت اقصد اني اراقبج..
ضحكت الحرمة وقالت بلهجة خليجية ما ميزها عبدالله: عادي اخوي ماله داعي تعتذر..
اطالع عبدالله لبسها.. صح انها ما كانت متحجبة عدل بس لبسها وايد كان محتشم وفي نفس الوقت أنيق.. وحس بخجل وهو مب عارف شو يقول لها او أصلا ليش كلمها .. فيها شي هالانسانة يميزها عن غيرها.. وهني ابتسمت له وقالت: شو رايك اعزمك على عصير؟
عبدالله: اخاف اسبب لج ازعاج؟
الحرمة: لا .. لا ازعاج ولا شي..
ردت الحرمة تيلس على طاولتها ويلس عبدالله مجابلنها وعرفها على نفسه وهي بعد عرفته على نفسها: اسمي فاطمة.. بنتي متزوجة وساكنة هني عندكم في الامارات وانا ياية ازورها...
عبدالله: وليش ما يلستي عندها؟
فاطمة: ما ابي ازعجها .. وبعدين زوجها ما استلطفه بالمرة..
عبدالله: من وين انتي يا فاطمة؟
ابتسمت فاطمة: ما عرفت من لهجتي؟
عبدالله: لاء..
فاطمة: الظاهر انه قعدتي بالكويت أثرت على لهجتي الاصلية.. أنا قطرية..
ابتسم عبدالله وقال في داخله المفروض كنت اعرف انه هالجمال ما بيكون مصدره الا قطر.. وقال لها : وريلج وينه؟
فاطمة: ريلي صار له سنين متوفي.. الله يرحمه.. ما عندي غير هالبنية وشوف شو سوت؟ خلتني وتزوجت اماراتي..
عبدالله: ههههههه.. انزين تعالي اسكني هني وخلج جريبة منها..
فاطمة: وشغلي؟ أنا دكتورة في جامعة الكويت وخلاص استقريت هناك..
ما يعرف عبدالله شو اللي خلاه يحس بارتياح كبير يوم عرف انه زوجها متوفي.. وقبل لا يتكلم قالت فاطمة: بنتي ربت من يومين.. يابت بنوتة صغيرة..
ابتسم عبدالله: ماشالله!!! مبروك..
فاطمة (بسعادة): الله يبارك فيك.. وانت؟
عبدالله: أنا شو؟
فاطمة: مرتك وعيالك وينهم؟
ابتسم عبدالله بحزن وخبرها عن نورة.. ما يعرف ليش فتح لها قلبه بس سوالفها وابتسامتها خلته ما يهتم انها غريبة عنه وهي يلست تسولف عن ريلها الله يرحمه وتخبر عبدالله عن اطباعه الزينة وكيف كان يشجعها انها تكمل دراستها وتشتغل ..
وما حس عبدالله بالوقت وهو يسولف وياها .. ولا حتى بلحظة ملل وهي كانت تسولف بكل حماس وتضحك على سوالفه وهو يخبرها عن عيال اخوه الشياطين..
ويوم انتبه عبدالله انه الساعة استوت 12.. انصدم من نفسه وكيف انه هالانسانة قدرت تمحي كل ذكرى لنورة خلال هالساعات اللي يلست فيهم وياه..
كان خاطره يقعد وياها لباجر بس خاف انها تكون تعبانة او انه ثجل عليها .. وغصبن عنه قال لها انه بيسير يرقد عشان عنده شغل باجر..

مشى عبدالله وياها لغرفتها وعند الباب قالت له: تصبح على خير عبدالله .. ان شالله اشوفك باجر بعد..
عبدالله: اذا الله راد بنتلاقى..
فاطمة وهي تبتسم: تصبح على خير..
عبدالله: وانتي من اهله..
ورد عبدالله غرفته وهو يفكر بهالانسانة اللي اقتحمت عليه حياته فجأة وخلته يتغير 180 درجة.. وسرقت النوم من عيونه في أول ليلة له في دبي..





يوم نشت ليلى الصبح.. نزلت تحت عند يدوتها وشافت حرمة غريبة يالسة وعاطتنها ظهرها.. ويوم شافت أم أحمد ليلى يالسة نادت عليها وكان صوتها متغير.. جنها قاعدة تصيح..
نزلت ليلى بتردد خصوصا انها كانت لابسة جلابية جديمة ومب لابسة شيلة.. وصدت الحرمة بويهها صوب ليلى وانصدمت ليلى ووقفت في مكانها وايدها على قلبها.. كانت هاذي شهلا .. اخت حميد..
شو يايبنها الحين.. هي في ايام العزا ما يت وأكيد الحين يت تعزيهم..
وقفت شهلا وعيونها حمر من كثر ما كانت تصيح واقتربت من ليلى اللي كانت بعدها واقفة في مكانها وحظنتها بقوة وانفجرت وهي تصيح.. وحست ليلى على طول بعيونها تحرقها وحاولت تيود دموعها بس غصبن عنها صاحت... وحظنت شهلا وعقب ما حست انها هدت شوي يلست هي وياها حذال أم أحمد اللي كانت تمسح دموعها بطرف شيلتها..
شهلا: ليلى اسمحيلي ما ييت ايام العزا
ليلى: انتي اللي سامحيني حتى انا ما ييتكم بس انتي ادرى بالحال
شهلا : لا غناتي مسموحة والله بالحل..
سكتت ليلى وابتسمت لها .. ما كانت تعرف شو تقول لها.. مجرد انها تطالعها كان يسبب لها الم كبير.. ليش يت الحين؟؟
حست شهلا بسكون ليلى وتوترت وطلعت صندوق صغير من شنطة ايدها وعطته لليلى اللي كانت مستغربة وتطالعها باندهاش..
شهلا: ليلى.. احم.. هذا.. لقيت هالصندوق في غرفة حميد.. وعرفت انه حقج ..
حست ليلى بإيدها ترتجف.. ما كانت تبا تاخذ الصندوق.. خايفة من اللي في داخله واطالعت يدتها بخوف .. بس يدتها كانت سرحانة وما انتبهت لنظرة ليلى..
تنهدت ليلى وبلعت ريقها وخذت الصندوق وهي تحس بدوخة..
شهلا: أنا بروح الحين..
ليلى (وهي تحس براحة): وين؟ ما قعدتي..
شهلا: لا ابويه يالس بروحه في البيت..
أم أحمد: لا ما يستوي يا بنتي ما يلستي..
شهلا: الدريول يترياني برى خالوه ما اروم ابطي على ابويه..
وقفت شهلا ووقفت وياها ليلى وأم أحمد ووصلوها برى.. وردت ليلى وتجاهلت الصندوق تماما.. ولا كأنه موجود..
أم أحمد: ليلى ما شليتي الصندوق..
ليلى: ما اريده..
أم أحمد: شو ما تريدينه؟؟ بكيفج هو؟؟
ليلى: يدوه الله يخليج خشيه عندج..
اطالعتها ام احمد باستغراب .. وشلت الصندوق وخلته حذالها وقالت: ان شالله.. بحفظه عندي.. بس لا اتين تدورينه عقب..
اطالعتها ليلى بتوتر وقالت: لا تحاتين.. ما بدوره ولا ابااعرف اللي في داخله..

وراحت ليلى المطبخ تشوف الريوق وهي تحس بقلبها بيطلع من صدرها من كثر ما هو يدق بقوة.. كانت خايفة من الصندوق.. خايفة تبطله وتشوف شو داخله.. خايفة اذا فتحته.. تفتح وياه بحر الالم والدموع اللي في داخلها وتجرفها امواجه بشكل ما تقدر تقاومه.. وساعتها شو بيكون في ايدها تسويه؟؟
بركن مبارك سيارته في باركنات الشركة وتنهد وهو يجهز عمره انه ينزل ويجابل شغله عقب شهر كامل.. اخوه ظاعن ما قصر وكان كل يوم يراجع مشاريع مبارك ويشوف شو الامور المهمة في الشركة ويحاول انه يحلها.. بس مبارك اللي غرق في الكآبة شهر.. قرر امس انه لازم يتابع حياته ولازم يرد للشغل..
مظهره تغير بشكل كبير.. كان اضعف بوايد عن قبل وتحت عيونه هالات سودا ما كانت موجودة من قبل.. الشي الوحيد اللي ما تغير فيه.. نظرته الجافة اللي تنطلق مثل السهام من عيونه..
نزل ميارك من سيارته ومشى بسرعة ودخل البناية.. وهو في المصعد سلموا عليه الموظفين اللي كانوا راكبين وياه واستغربوا واستانسوا انه رد لهم.. لأنهم فعلا كانوا محتاجينه.. وأول ما دخل المكتب دش عليه اكثر من موظف وكان مبارك مظايج وهو يسلم عليهم يبا يرد لشغله بسرعة.. ويوم طلع عنه آخر موظف اتصل بسرعة لأخوه ظاعن..
ظاعن: ألو..
مبارك: صباح الخير..
ظاعن : هلا والله.. صباح النور..
مبارك: ظاعن.. اذا مب مشغول تعال عندي ابا اراجع وياك كل اللي فاتني هالشهر..
ظاعن: انزين اصبر شوي .. بخلص شغلي في البنك.. وبييك..
مبارك: اوكى لا تتأخر ابا اسير البلدية..
ظاعن: الله يهديك لا تجتل عمرك من اول يوم.. البلدية لاحق عليها باجر بتسير..
مبارك: لا لا .. اليوم بسير..
ظاعن: خلاص.. بخلص شغلي بسرعة وبييك..
مبارك: اترياك..
بند مبارك عن اخوه ويلس يدور بين الاوراق على مشروع علي بن يمعة.. بس ما لقى له ولا ورقة واستغرب واتصل لمحاميه مصبح.. وانصدم وايد يوم قال له مصبح انه المشروع خذاه عبدالله بن خليفة..
مبارك: شو؟؟؟؟؟؟ متى؟؟؟
مصبح: من اسبوعين ابتدوا يبنون ..
بند مبارك من دون ما يرد على مصبح وعلى طول اتصل بسهيل محامي عبدالله .. وسهيل استغرب يوم شاف رقم مبارك ورد عليه بسرعة..
سهيل: هلا والله مبارك..
مبارك: انتوا ما تستحون؟؟
سهيل: نعم؟؟
مبارك: استغليتوا ظروفي وابتعادي عن الشركة ولهفتوا المشروع عني..
سهيل (اللي ابتدى دمه يفور): أي مشروع هذا اللي لهفناه ..؟؟
مبارك: فندق علي بن يمعة..
سهيل: الزم حدودك يا مبارك علي بن يمعة اتفق ويانا نحن قبل .. انته اللي تدخلت في شي ما يخصك..
مبارك: انا غلطان اني دقيت لك انت.. بسير اتفاهم ويا عبدالله بنفسه..
سهيل: عبدالله مب متفيج لك..
مبارك: حولني عليه الحين..
سهيل: اقول لك مب متفيج لك وبعدين هو مب مداوم اليوم..
مبارك: بسير له البيت..
وقبل لا يرد سهيل بند مبارك في ويهه وطلع بسرعة من المكتب وهو يغلي من القهر.. كيف يتجرأ عبدالله يستغل ظروفه الصعبة اللي مرت به ويلهف اهم مشروع مر على مبارك في حياته كلها.. ؟؟؟
وعلى طول ركب سيارته وسار لعبدالله البيت.. بس الزراع شافه وقال له انه عبدالله في بيت اخوه لأنه ما كان بعرف انه ساير دبي.. وطلع مبارك من بيت عبدالله وهو يتأفف واتصل في ابوه يسأله وين بيت المرحوم أحمد بن خليفة.. ؟؟




أول ما نش عبدالله من الرقاد نزل المطعم عشان يتريق.. كان ميت من اليوع ومول ما يعيبه ياكل في غرفته.. وطبعا كان يتمنى يشوف فاطمة تحت في المطعم.. وفعلا شافها يالسة بروحها ... كان خاطره يسير لها بس خاف يحرجها أو يفرض نفسه عليها وشو بيسوي إذا كانت تتريا حد؟؟ وعبدالله ما يعرف منو هني في الفندق يمكن حد يعرفه ويشوفه يالس وياها ويتوهق فقرر يقعد بروحه أحسن له..
بس قبل لا يقعد شافته فاطمة ونادت عليه وهي تبتسم ابتسامة عريضة: عبدالله!!! تعال...
ابتسم لها عبدالله وسار لها ويلس وياها ..
فاطمة(وهي تبتسم له): ليش كنت بتقعد بروحك؟ لا تقول انك ما شفتني..
عبدالله: خفت اسبب لج إحراج أو اءذيج.. أو إني افرض نفسي عليج بأي شكل من الاشكال..
فاطمة: ياللا عاد أي احراج هذا؟ أنا مب ياهل..!!
ابتسم عبدالله واطالعها بسعادة.. كان مستانس انه شافها وهو من امس يفكر فيها..
ابتسمت فاطمة.. تحب نظرة عيونه.. فيها عمق وفي نفس الوقت طيبة كبيرة..وسألته: شو اللي تفكر فيه؟
عبدالله: أفكر في المشروع اللي بخلصه اليوم الظهر.. وأفكر في العزبة وعيال اخويه.. وتبين الصدق؟؟ أفكر فيج.. هل بترضين تكونين جزء من هالعالم ولا لاء؟؟
انصدمت فاطمة من كلماته وحست بقلبها يدق بقوة.. بس حاولت انها تتجاهل اللي قاله وتاخذه على انه مزحة لا أكثر ولا أقل.. أو مجرد مجاملة..و ابتسمت وقالت: عالمك وايد مثير وفي نفس الوقت مستقر جدا.. والعيشة هني وايد غير عن حياتي في الكويت..
عبدالله: أكيد غير..
فاطمة: وانته رجل أعمال ومن كثر أشغالك أكيد ما عندك وقت تستانس فيه..
عبدالله: بالعكس عندي وقت فراغ كبير.. يوم الخميس والجمعة ما اعرف شو أسوي.. وايلس اتريى السبت عشان أرد لشغلي..
اطالعته فاطمة بتعاطف: حياتك جدا وحيدة.. ليش ما تزوجت مرة ثانية يا عبدالله؟؟
عبدالله: انشغلت.. ما ادري... ما لقيت الانسانة اللي ممكن تكون مرتي..
فاطمة: عبدالله شو هالخرابيط؟؟؟ انته فرضت هالوحدة على نفسك.. ولا شغل ولا أي شي في الدنيا كان ممكن يشغلك عن الزواج.. حرام يا عبدالله.. حرام تكبر وانته بروحك.. منو بيداريك في كبرك؟؟ منو بيهتم بصحتك وببيتك؟؟
حس عبدالله بألم في قلبه .. ليش الكل ينصحه ويشفق عليه؟؟ عبدالله مب وحيد.. عنده امه وربعه وعيال اخوه..وقال: وعيال اخويه وين راحوا؟
فاطمة: انته قلتها.. عيال أخوك.. مب عيالك انت.. مستحيل يكونون بحنان عيالك عليك.. بييهم يوم وبيتخلون عنك..
عبدالله (بتحدي): عيل اذا هذا تفكيرج ليش انتي ما تسكنين هني عند بنتج؟
فاطمة: أنا خلاص تعودت على حياتي في الكويت ما اقدر أتخلى عن هذا كله.. وبنتي هني ويا ريلها وعيالها .. وما تقصر وياي .. دوم تزورني وأزورها.. وصدقني يا عبدالله.. أول ما أحس إني بحاجتها .. أكيد بقترب منها وبيي اقعد وياها..
نزل عبدالله عيونه .. ما عرف شو يرد عليها..وقالت فاطمة في هاللحظة بحزن: انته ما تعرف شو معناة انه يكون عندك بنت أو ولد يملون عليك حياتك.. ودر عنك عنادك.. ترى الوقت ما فات وأنا متأكدة انه في ألف وحدة تتمناك.. انتهز الفرصة وتزوج.. لا تحرم نفسك من هالنعمة..
تفاجئ عبدالله من اهتمامها ومن حدة كلماتها وحس بصوتها يوصل لقلبه على طول.. وفي النهاية ابتسم وقال: خلاص.. أنقذيني انتي وتزوجيني..
ضحكت فاطمة من خاطرها وقالت: عبدالله ودر عنك التطنز أنا ارمسك جد..
عبدالله: أنا جاد في كلامي..

اطالعته فاطمة لفترة طويلة .. كان باين من عيونه انه جاد في كلامه وهي ما كانت تبا تلعب وياه أو تضحك عليه.. ومع انه عبدالله جذبها ومن أمس وهي تفكر فيه بس فاطمة مب خبلة.. وعاشت حياتها كلها وهي تفكر بمنطقية وعقلانية.. ومستحيل الحين تتخلى عن شغلها وحياتها ومبادئها وتحرج بنتها وتوافق على عرضه اللي قدم لها إياه بكل سهولة وهو بعده ما كمل 24 من عرفها..
فاطمة: عبدالله.. شيل هالفكرة من بالك.. انته ريال طيب وأتمنى نتم أصدقاء طول العمر..
عبدالله: حتى أنا أتمنى هالشي وعشان جذي أرد أقول لج تزوجيني..

كان شي جنوني اللي قاعد يقوله.. شي عمره ما فكر فيه..بس ما قدر ايود عمره... كان لازم يخاطر ويسألها اذا بترضى تتزوجه.. لازم يتخذ هالخطوة خلاص ما يبا يتم بروحه عقب اليوم..
فاطمة احمر ويهها وحست بإحراج كبير: عبدالله ما اقدر.. مستحيل أفكر مجرد التفكير بهالشي.. انته غريب عني.. توني أعرفك وما اعرف أي شي عن حياتك وانته بعد... ليش تورط نفسك ويايه وانته يا دوب تعرفني؟؟
عبدالله: فاطمة..
فاطمة: اسمعني يا عبدالله.. هالفكرة الحين بالنسبة لك حلوة ومثيرة ومغرية.. بس باجر.. بترد انت العين وأنا برد الكويت.. بترد انته لشغلك واهلك وأنا لجامعتي وطلابي وحياتي.. وبتتأكد انك كنت غلطان..
عبدالله: لا تحاتين هالشي انا متأكد من قراري..
تنهدت فاطمة: يا عبدالله تعرف شو أتمنى لك؟؟
عبدالله: شو؟
فاطمة: أتمنى تلاقي لك وحدة تناسبك.. بنت صغيرة قمة في الجمال والأخلاق.. وحدة تقدر تعيش معاك .. أنا مستحيل أودر شغلي وانته مستحيل ترضى انه زوجتك اتدرس طلاب في الجامعة وأنا اقدر هالشي.. هاذي هي مبادئك.. بس أنا بعد ما اقدر أتخلى عن مبادئي..
عبدالله تنهد وابتسم... وفي النهاية قال: فكري يا فاطمة..
فاطمة وهي تبتسم له: اعقل يا عبدالله..

ويلس عبدالله يسولف وياها شوي بس الجو من بينهم خلاص توتر واستأذنت منه عقب نص ساعة وراحت لأنها بتزور بنتها.. ويلس عبدالله على الطاولة يفكر فيها وإعجابه بها يزيد ..وحس بالندم لأنه ما قابلها من زمان.. بس في نفس الوقت كان متأكد إنها مستحيل توافق تتزوجه وكان مقدر سبب رفضها.. بس استغرب من هالزمن اللي عمره ما جمعه في وحده عيبته من يوم نورة والحين أخيرا يوم لقى وحدة جذبت اهتمامه.. طلعت هي اللي ما تباه..



ليلى كانت في هالوقت يالسة في الصالة ويا يدوتها عقب ما روحت شهلا عنهم.. كانت ساكتة ويدوتها بعد ساكتة.. ليلى كانت تفكر بالصندوق وغصبن عنها تفكر شو اللي ممكن يكون فيه.. ؟؟ شو اللي تركه حميد حقها؟.؟ بس اللي كانت متأكدة منه هو انها اول ما تبطله بتكتئب على طول وشلت هالفكرة من بالها..
أم أحمد كانت سرحانة .. تفكر بأحمد.. بابتسامته.. كل ما تشوف حد من عياله تتحسر عليه.. وخصوصا أمل اللي كانت نسخة منه.. كل ما تشوفها أم احمد ترد لها صورة ولدها أحمد بكل قسوة.. صورته متجسدة في هالطفلة..وفي سارة وفي كل واحد فيهم.. كان صعب بالنسبة لها انها تخبي مشاعرها جدامهم بس ام احمد وهالشي صعب وايد...
نزل مايد في هاللحظة ويوم شاف ليلى قاعدة في الصالة لف وكان بيرد فوق بس ليلى شافته ونادته بسرعة وهي تبتسم.. :مايد!!
اطالعها مايد بطرف خشمه وقال: نعم؟
ليلى: مايد تعال برمسك..
مايد: وليش ترمسيني؟؟ شبعت من رمستج أمس..
أم أحمد: تعال فديتك ايلس حذالي..
مايد (وهو يطالع ليلى): اسمعي أنا بيلس بس عشان يدوه..
ليلى (تحاول إنها ما تبتسم): زين بس تعال..
يلس مايد عقب ما باس يدوته على راسها وصبت له يدوته جاهي حليب ..
ليلى: مايد أنا آسفة على اللي استوى أمس..
مايد: ما له داعي تعتذرين..
ليلى: يعني انته مب زعلان؟
مايد: ومنو قال لج إني مب زعلان؟
ليلى: انته قلت لي لا تعتذرين..
مايد: صح.. ما اباج تعتذرين.. كلمة آسفة ما تسوي شي..
ليلى: أفا يا مايد.. الحين اعتذاري ماله أي أهمية؟
مايد: أمل وسارة شافوني انضرب لأول مرة في حياتي.. منج انتي.. وأنا أبويه وأمي عمرهم ما مدوا ايدهم علي.. عادي الحين استوي مصخرة جدامهم..
ليلى حست بقلبها ينقبض كانت رمسته مثل النار تحرق يوفها.. حست إنها خانت ثقته فيها.. وثقة امها وابوها بعد.. وكرهت عمرها بشكل فظيع لأنها مدت ايدها عليه امس..
مايد دمعت عيونه وأم أحمد ما عرفت شو تقول بس حاولت: مايد يا ولدي ليلى ترى ما كانت قاصدة وهي يحليلها أمس كانت تعبانة وانتوا زودوتها..
ليلى: يدوته مايد معاه حق أنا غلطت عليه وايد..
أم أحمد (وهي تبتسم لمايد): لا لا .. مايد طيب ما يزعل.. صح مايد..
مايد كان يقاوم دموعه وحاول يبتسم.. بس ما قدر وقال وهو منزل راسه: هى هب زعلان..
بس ليلى ما قدرت تواجه شعورها بالذنب وقالت: مايد أنا صج آسفة إذا تباني اعتذر جدام اخوانك كلهم بعتذر عادي..
اطالعها مايد فترة وابتسم: ممممممم عندي طلب ثاني..
ليلى: شو ؟ آمر..
مايد: ما بسير المدرسة..
أم أحمد: عوذ بالله ردينا على هالسالفة؟؟
مايد: يدوه أنا حالتي النفسية تعبانة ما أروم ادرس..
ليلى: أنته أصلا شو دراك بحالتك النفسية انت ياهل مالك غير مدرستك..
مايد: ردينا للغلط آنسة ليلى.. توج معتذرة..
أم أحمد: عيل تروم تقول ما تبا تسير المدرسة؟؟ ناوي تقعد في البيت تجابل الحريم.؟
مايد: لاء..
ليلى: شو عيل؟؟
مايد: بساعد محمد في شغله..
في هاللحظة دش محمد الصالة وكان متغتر وكاشخ.. بيسير المحلات يشوف شغل ابوه..
ليلى: فديت هالويه..
محمد (يبتسم لهم ): صباح الخير..
أم أحمد: صباح النور والسرور.. تعال فديتك تعال ايلس حذايه..
مايد (وهو يحط إيده على قلبه ويسوي عمره انجرح): أفاااااااا... وأنا؟؟؟
أم أحمد (وهي تضحك): انته قوم من عندي ما لي حاية فيك يوم ما بتكمل دراستك..
سوى مايد مكان حق محمد ويلس محمد حذال يدوته عقب ما باسها على يبهتها وخدودها واطالع مايد بنظرة انتصار..
مايد: عاااااااااادي.. اشبع انته بيدوه أنا بيلس عند أختي حبيبتي..
محمد: من متى استوت أختك وحبيبتك؟؟
يلس مايد حذال ليلى وقال: من اليوم.. لأنها وافقت إني ما أسير المدرسة..
شهقت ليلى: أنا وافقت؟
محمد: شو هالخرابيط ؟ بتسير غصبن عنك..
مايد: مب على كيفك..
محمد: على كيفي طبعا أنا ولي أمرك..
مايد: اووووووهوو هاي مب عيشة..!!
أم أحمد: ودره عنك يا محمد ما خبرتني.. متى بتسيرون المحكمة عشان خواتك يسون لك توكيل؟
محمد: عقب ما يرد عمي عبدالله من دبي ان شالله بنسير..
ليلى: على طاري عمي عبدالله.. محمد دق له وخبره يحجز لخالد وسارة في عيادة خاصة عشان أوديهم افحصهم..
أم أحمد: ليش تودينهم العيادة؟
ليلى: يدوه سارة حالتها مب عايبتني وخالد أخاف يكون ياه شي من الحادث أبا اطمن عليه..
أم أحمد: لا لا.. ما يحتاي ..الحمدلله ما فيهم إلا الخير..
ليلى (بظيج): يدوه لازم اطمن..
أم أحمد: تودينهم عيادات يبهدلونهم بالإبر والأدوية وهم ما فيهم شي ..شله تلعوزين اخوانج.. محمد لا تقول له ولا شي..
سكتت ليلى وهي مقهورة ومايد زادها برمسته: أووهوو.. شو الحل الحين أنا صج ما بسير المدرسة لا تحاولون ويايه..
محمد: جب جب انزين؟؟ بتسير غصبن عنك..
ليلى: مايد انت تخبلت.؟
مايد: أنا محتاج راحة.. وايد صدمات يتني هالاجازة.. (ونزل راسه عشان يكسر خاطرهم)..
أم أحمد: خلاص لا تسير أول أسبوع ..
ليلى: يدوه!!!!
محمد: بيسير غصبن عنه.
مايد: لا لا لا .. يدوه قالت ما أسير يعني ما أسير.. تبون تكسرون كلمتها؟؟
أم أحمد: ما فيها شي.. ما بيسير أول أسبوع وخلاص انتهينا..
مايد: فديت يدوتي يا ربي..
قام مايد وحظن يدوته وليلى يلست ظايجة ..يدوتها وايد تحاول تتحكم وهي مب بإيدها شي تسويه.. تبا تكون لها سلطة على اخوانها بس اذا يدتها استمرت جي بتخربهم بدلعها..



في هاللحظة نزلت أمل وكان ويهها منفخ وعيونها صغار من الرقاد وشعرها كشة..
مايد: هههههه لوله.. شو هالغافة اللي فوق راسج؟؟
أمل: غافة؟؟ وين؟؟..( وحطت ايدها فوق راسها تتحسس شعرها..)
وضحكوا كلهم عليها لأنه شعرها ما كان ناعم شرات الباجين كان شوي ملفلف ويوم تنش من الرقاد يكون كارثة..
عصبت أمل وانخشت في حظن ليلى وهي تقول: شوفيهم..
ليلى: بس ..لا تضحكون على لولة.. !!!
أمل (بنظرة حقد): ساروه رقدت عندج..
ليلى: هى رقدت عندي..
أمل: ليش ما زقرتوني؟
ليلى: كنتي راقدة..
ليلى: ما يخصني اليوم دوري..
ليلى: انزين خلاص..
مايد: وانا بعد..
ليلى: شو انته بعد؟
مايد: برقد عندكم..
ليلى: لا والله؟؟
أمل: ما نبا أولاد..
مايد: غصبن عنج مب بيتج.. بييب لي دوشك وبرقد تحت..
ليلى: خلاص على راحتك بس لا تأذينا..
هني دشت نجمة خدامة يدوتهم وقالت: ماما.. في تلاتة هرمة يجي أنا يودي داهل مجلس..
أم أحمد: منو ياينا من الصبح؟
مايد: هالحرمات ما عندهن سالفة.. حد يطلع من بيته هالحزة..؟
أم أحمد: ليلى يا بنتي عطي الريوق للبشاكير يودنه الميلس ويا دلال القهوة والجاهي أنا بسير البس شيلتي وبشوفهن منو هاذيلا..
ليلى: إن شالله يدتي..
أمل كانت تطالعهم وعقب ما راحت ليلى ويدتها تنهدت وهزت راسها بأسف وقالت لأخوانها : ماااااااا أداني الحريم يوم اين بيتنا.. نحن ما نبا حد ايينا..
نزلت سارة وهي لابسة بيجامتها وانسدحت حذال محمد.. وكان ويهها خالي من أي تعبير.. وصب لها مايد جاهي وقال: سارونا تعالي كلي كرواسون..
اطالعته سارة بكسل وقالت: ماريد..
انصدم مايد واطالع اخوانه.. سارة من زمان ما رمست وابتسم محمد لمايد بس أمل كان شكلها عادي مب منتبهة..
مايد: فديت هالحس يا ربي.. تعالي كلي ويايه ما اروم اكله كله..
سارة: باكل حبة وحدة بس..
مايد: زين..
وقامت سارة بصعوبة ويلست حذال مايد وكلت الكرواسونه اللي عطاها اياها..

ليلى راحت ويا البشاكير المطبخ الخارجي عشان تحط الفوالة للحريم وعقب ما خلصت كانت رادة الصالة وشافت سيارة غريبة داشة الحوي بسرعة وردت بالشيلة على ويهها وهي مب عارفة وين تروح وكانت اقرب للصالة وقررت تدش وتخبر محمد يشوف منو في السيارة .. بس السيارة وقفت بينها وبين الباب ونزل ريال الجامة وقال بصوت جاف: عمج هني؟؟
ليلى ما ردت عليه وتمت واقفة تطالعه منو هالوقح اللي يرمسها..
الريال: أقول ... ازقري لي حد من اخوانج..
انقهرت ليلى منه ودشت الصالة بسرعة وقالت لمحمد: في واحد وقح برى سير شوفه شو يبا..
محمد: منو؟ وليش تقولين عنه وقح؟؟
مايد: والله لاذبحه شو سوى..
ووقف مايد بيطلع بس يرته ليلى من ايده وقالت لمحمد: شكله يبا عمي.. تخيل شافني برى وسألني أنا عنه؟
محمد: مسود الويه انا اراويه..
مايد: وانتي ليش وقفتي له؟؟
ليلى: لو ما وقفت جان دعمني بموتره..
محمد: يخسي الا هو..
طلع محمد وشاف الريال يالس في موتره ويوم شاف محمد نزل الجامة.. وسلم عليه..
محمد انقهر منه منو يتحرى عمره هذا وليش يرمسه وهو في الموتر ليش ما نزل له؟ ولا محمد مب تارس عينه..؟؟ الريال يوم شاف محمد يطالعه باحتقار نزل وقال له: أنا مبارك بن فاهم.. عندي شغل ويا عمك عبدالله.. وينه هو هني؟
محمد ما كان يعني له الاسم أي شي.. وما يعرف انه هذا هو الانسان اللي جتل امه وابوه في حادث السيارة واطالعه ببرود وقال: عمي مب هني.. ولو سمحت مرة ثانية.. تريا الرياييل يظهرون لك وماله داعي ترمس الحريم..
مبارك طنش الجملة الثانية وسأله: وين سار عمك؟
انقهر محمد من بروده وقال: راح دبي... عندك أسئلة ثانية؟؟
ابتسم مبارك: لا ما عندي..
اطالعه محمد باحتقار ودش عنه الصالة وركب مبارك موتره وهو يتأفف وروح الشركة وهو يتحرطم على عبدالله والمشروع اللي راح من ايده..

-------------------


طلع عبدالله من الفندق الساعة 12 الظهر وراح بيت علي بن يمعة في جميرا.. وكان بعده يفكر بفاطمة ومتغصص وايد انها رفضته.. وتنهد وهو يقول في خاطره كيف بخلص شغلي ويا بن يمعه وأنا كل أفكاري عندها هي؟؟
تنهد عبدالله واجبر نفسه انه يفكر بشغله..
وفي هاللحظة اتصل به سهيلوابتسم عبدالله وهو يرد على التيلفون..
عبدالله: هلا سهيل..
سهيل: اهلين عبدالله .. زين اني حصلتك كنت خايف تيلفونك يكون مغلق..
عبدالله: ليش شو صار؟
سهيل: مبارك اتصل.. وكان محتشر عشانك نفذت مشروع الفندق..
عبدالله: نعم؟؟ وشو يخصه هو بهالمشروع.؟؟
سهيل: يقول انك سرقت المشروع عنه ..
عبدالله: سهيل هذا بدا يخرف وانا مب متفيج لخرابيطه الحين بوصل بيت الريال..
سهيل: خلاص انت توكل على ربك وانا بتصرف ويا مبارك..
عبدالله: ما تقصر يا سهيل..
سهيل: مع السلامة..
عبدالله: في امان الله..

أول ما بند عبدالله عن سهيل نسى تماما سالفة مبارك لأنها ما كانت تهمه.. المشروع خلاص عنده هو ومبارك ما يروم يسوي شي عشان يخرب عليه..
كان بيت علي بن يمعه يجنن .. أنيق جدا وحديقتهم وايد حلوة..وباين انه وايد مخسر على الديكور الخارجي.. وقف عبدالله سيارته برى وقبل لا ينزل من السيارة بطل له علي باب البيت بنفسه وسلم عليه ودخله الميلس..

في صالة بيت علي بن يمعه كانت مرته مريم يالسة تتريا ريلها يدش ويخبرها انه الضيف وصل.. مريم كانت انسانة بغيضة.. ويهها شاحب جدا وملامحها تدل ع المرض.. ما عندها اهتمام بأي شي .. أيامها كلها متشابهة ومملة .. وتحب تتشكى وايد لدرجة انه علي تعود وصار ما يسمعها يوم ترمس وأحيانا يكمل رمستها عنها لأنه تعود عليها وحفظها.. وأول ما دخل علي الصالة وقفت له واطالعته بقهر..
مريم: علي... بنتك هاذي لازم تشوف لك صرفة وياها..
علي: شو الحين؟؟؟؟ شو سوت ياسمين؟
مريم: قلت لها ما تطلع ولا سوت لي سالفة .. خذت موترها وظهرت.. كله منك انت..
علي (بسخرية): سبحان الله..!!! مني انا؟؟
مريم: هى منك انت... انته اللي دلعتها وخذت لها الموتر.. وكبرت لها راسها
علي: والله عاد بنتي وكيفي وياها.. وانا مب متفيج الحين .. وين القهوة فظحتونا جدام الريال..
مريم: عندك البشاكير في المطبخ خبرهن شو تبا وبييبن لك اياه
علي: وانتي؟
مريم: والله انته مب متفيج وانا بعد متفيجة..
وقف علي في مكانه يطالع مرته وهي تركب الدري سايرة غرفتها وتأفف وسار يدور البشاكير..

علي بن يمعة كان مختلف تماما عن مرته.. كان ريال مرح ويحب يسولف ويضحك .. بس في نفس الوقت كان مادي لدرجة فظيعة.. أهم شي في حياته البيزات والشغل.. ومثل ما قال سهيل لعبدالله.. هالريال هوايته يجمع البيزات.. ويكنزها.. وعنده ولد وبنت.. بس.. الولد (لافي) عمره 22 سنة وسهيل خبر عبدالله انه ما منه فايدة.. واحد بطالي كل اللي يقدر عليه هو انه يصرف بيزات ابوه ويلعب بهن في البارات.. وحياته كلها في الهارد روك كافيه وفي السفرات المشبوهة.. والبنية عمرها 19 سنة بس عبدالله ما يعرف اسمها..
كان الغدا ممل جدا وعبدالله كان يعد الدقايق عشان يخلص ويطلع.. مع انه أكثر من تاجر معروف كانوا موجودين بس عبدالله ما كان له بارض وكان يغصب عمره انه يسمع سوالفهم ويرد على أسئلتهم المملة..
والساعة أربع طلع من عندهم وهو يحمد ربه انه هالغدا عدا على خير ورد علي يعزمه ع الغدا باجر واضطر عبدالله انه يوافق..

ويوم رد الفندق سأل عبدالله موظف الاستقبال عن فاطمة
موظف الاستقبال: المدام خلاص غادرت الفندق
انصدم عبدالله: نعم؟؟؟
موظف الاستقبال: آسف استاذ..
عبدالله كان مب مستوعب انها راحت ورد يسأله: ما خلت لي رسالة او رقم تيلفون؟؟
موظف الاستقبال (بارتباك): لا استاذ..
تنهد عبدالله وراح غرفته وهو حاس بكآبة فظيعة.. ليش ع الاقل ما خبرته الصبح انها بتروح؟؟ معقولة لهالدرجة عرضه ازعجها؟؟ معقولة يكون هو بنفسه ابعدها عنه؟

----------------


ليلى في هالوقت كانت تدور سارة وما لقتها وسألتهم كلهم عنها بس محد شافها.. وعقب ما لفت البيت كله وهي تدورها حست بتعب كبير..وغصبن عنها مشت للممر اللي فيه غرفة أمها وأبوها في الطابق الأرضي.. كان المكان الوحيد اللي بجى ما دورتها فيه.. والمكان الوحيد اللي كانت متأكدة انها بتحصل اختها موجودة فيه..
كان دخول الممر مؤلم جدا لأنه ليلى تعرف انه أهلها مب موجودين هناك.. ونادت بصوت واطي وإيدها على قلبها..: سارة؟
كانت تعرف انها هني.. تحس بوجودها.. بس سارة ما ردت عليها..
ليلى: سارة وينج؟
وبطلت باب الغرفة وهي تحس بقلبها يتفتت..... كانت غرفة أمها مرتبة كالعادة وعطور أمها مصففة على التسريحة .. العطور اللي محد بيجيسهن عقب اليوم.. حاولت ليلى ما تطالع أرجاء الغرفة وانترست عيونها دموع.. ما كانت تبا اتدش هالغرفة.. مب الحين ع الأقل.. مب قبل ما تبرا جروحها..بس سارة غصبتها..
ليلى: سويرة وينج ياللا اطلعي..
بس محد رد عليها.. ودشت ليلى الغرفة ولاحظت انه الكبت مبطل شوي ويوم فتحته ما عرفت شو تقول.. كانت سارة يالسة في الكبت وحاطة ايدها على عيونها وتصيح بصمت.. تحاول تكتم الحزن اللي في داخلها.. كانت حاطة شيلة أمها في حظنها وشكلها يقطع القلب.. يلست ليلى ع الأرض وهي حاسة إنها متحطمة تماما من داخل.. وبصعوبة خوزت أيادي سارة عن ويهها وباستهن.. وحظنتها بقوة..
ليلى: حبيبتي والله يا سارة فديت روحج يا غناتي..
سارة(وهي تتكلم بصعوبة وسط دموعها): أمي محد.. أباها .. أبا أمي.. محد عندي.. بتم بروحي ..
ليلى: أنا هني غناتي.. وأنا أحبج.. مب كثر امايه بس أنا بعد احبج موت والله يا غناتي..
كانت ليلى تتكلم بصعوبة وهي تستنشق عطر أمها اللي انبعث من كبتها.. ودخل على طول لقلبها وكانت تحس به يقطعها تقطيع.. كانت مب قادرة تتحمل وجودها هني وكلثم مب موجودة.. وصدت الصوب الثاني وشافت كندورة أبوها معلقة وشهقت بقوة وهي تقول لسارة بصوت مخنوق: الله يخليج حبيبتي خلينا نطلع من هني..
تعلقت سارة في رقبة ليلى أكثر وصاحت بصوت عالي وهي تترجاها: أبا أمي.. ليلوه أبا أمي..
صاحت ليلى وياها بصوت عالي وقالت وهي تبوسها على خدها: حتى أنا أباها.. بس وينها؟؟ أمي خلاص .......... بس انا وياج.. وانا عمري ما بخليج..
سارة: امي..
ليلى: امي ما تبانا نصيح عليها.. امي تبانا نهتم بخالد وأمل.. ونخليهم يستانسون صح؟.
اطالعت سارة ليلى لفترة طويلة وفي النهاية وقفت وقالت: عادي ارقد هني اليوم؟
ليلى: لا حبيبتي ... بترقدين عندي
سارة: الله يخليج..
ليلى: سارة حبيبتي ما أروم أخليج هني بروحج..

نزلت سارة راسها وطلعت من الغرفة ببطئ وهي تتلفت حواليها.. في الغرفة الخالية.. كانت صدمة كبيرة بالنسبة لها بس أخيرا اقتنعت.. أمها راحت.. خلاص ويا أبوها.. وحميد.. وما بجى منهم.. إلا ذكرياتهم ..
وهاذيج الليلة دشت ليلى غرفة امها بسرعة وخذت واحد من عطورها وحطته حذال سارة وهي راقدة.. كانت تباها تستانس يوم تنش الصبح وتلاقيه.. ومن هذاك اليوم كانت ليلى دوم تشم ريحة العطر في سارة واكتشفت عقب إنها عطرت كل ثيابها بالعطر .. وكانت كل ما تشم ريحة العطر تحس بألم في قلبها وهي تتذكر الانسانة اللي حبتهم أكثر حتى عن عمرها..

نهاية الجزء الرابع






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 04:19 PM   رقم المشاركة : 6
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء الخامس
يوم الاثنين.. الساعة خمس العصر، كانت ليلى منسدحة على القنفة في الصالة تطالع التلفزيون وسارة وخالد وأمل يالسين تحت يطالعون وياها.. يدوتها كانت رايحة بيت وحدة من أهلهم.. ومايد طالع يلعب في الفريج ومحمد في المكتب.. كان يوم هادي وممل.. وليلى حاسة بكسل فظيع.. ويوم رن التيلفون تنهدت وتكاسلت تقوم ترد عليه بس رد يرن مرة ثانية وقامت وردت عليه غصبن عنها..
ليلى: ألو؟
صالحة: السلام عليج..
غمظت ليلى عيونها ويلست وهي تقول في خاطرها الله يستر.. : وعليج السلام.. شحالج خالوه؟
صالحة: الحمدلله ربي يعافيج.. انتي شحالج وشحال اخوانج ويدوتج وعمج؟؟ بخير؟
ليلى: بخير ونعمة خالوه..
صالحة: وينكم عن التيلفون طولتوا وانتوا تردون..
ليلى: نحن هني في الصالة.. بس أنا كنت لاهية شوي ويا اليهال..
صالحة: وينها يدوتج بسلم عليها..
ليلى: يدوه محد سارت بيت خالوه أم راشد..
صالحة: ومودرتنكم في البيت بروحكم؟؟
ليلى: هى خالوه ما فيها شي تراني أنا موجودة..
صالحة: انتي بروحج ياهل وين بتدارين اخوانج..
ليلى: خالوه أنا مب ياهل.. وبعدين البشاكير تارسات البيت يعني ما عندي شي أسويه غير إني أجابل إخواني..
صالحة: لا لا.. يدوتج غلطانة جيف تخليكم روحكم في البيت؟؟
ليلى: يحليلها توها رايحة وبترد عقب شوي.. من شهر ما ظهرت من البيت..
صالحة: انزين برايها.. بتخبرج ليلى..
ليلى: هلا خالوه..
صالحة: ليش ما اتون تيلسون عندي كم يوم..؟ متولهة عليكم وبناتي ودهن يلسن وياكم..
غصبن عنها تغيرت ملامح ويه ليلى وتظايجت.. بنات صالحة ثنتيناتهن معرسات.. وعمرهن ما سألن في ليلى واخوانها.. شو يبن فيهم الحين؟؟
ليلى: انزين خالوه يوم انهن ودهن ايلسن ويانا يتفضلن عندنا.. البيت بيتهن..
صالحة: وليش انتوا ما اتون تزورونا؟؟
ليلى: ماشي وقت والله..
صالحة: أنا ما اعرف لى متى انتي بتمين على هالحال.. أقول لج بيعي البيت وافتكي وتعالي انتي واخوانج ايلسوا عندي..
ليلى: خالوه... هذا موضوع انتهينا منه.. البيت مستحيل ينباع وعمي مستحيل يرضى إنا نقعد عندكم..
صالحة: عمج إلا يبا الفكة منكم ..مالت عليج مدري متى بتفتهمين..
ليلى: خالوه!!!!!!!
صالحة: ها؟؟ شفيها خالوه ؟؟ عشان قلت الصج يعني؟؟ عمج لو ما يبا الفكة جان ما سار يقعد في دبي ... يبا يرتاح من مسؤولياتكم..من كثر ما مثجلين عليه..
كانت كلماتها جاسية ظايجت ليلى من الخاطر.. ما تعرف ليش خالوتها ما تطيق عبدالله..
ليلى: عمي رايح في شغل .. وأول ما يخلصه بيرد ..
صالحة: كيفج عقب بتقولين خالوه قالت..
ليلى: خالوه أنا بسير الحين خالد يوعان ..
صالحة: أنا ابا مصلحتج لا تستوين خدية..
ليلى: أي مصلحة هاذي؟
صالحة: عبدالله يبا ياكل حقوقكم يشوفكم يهال ما تفهمون..
ليلى: خالوه انتي شو تقولين حرام عليج..عمي عمره ما كانت عيونه ع البيزات..
صالحة: لو ما كان ناوي على نية شينة جان ما خلا محمد مسئول عن المحلات. حط واحد ياهل يمسك الحلال عشان يلهف على كيفه..
ليلى: خالوه هالرمسة مالي حاية اسمعها.. اسمحيلي انا مشغولة وايد..
صالحة: انزين اسمعي أنا بييكم باجر أو عقب باجر .. خبري يدوتج..
ليلى: إن شاء الله بخبرها..
صالحة: ياللا تحملي على عمرج وعلى اخوانج..
ليلى: إن شاء الله..
صالحة: في حفظ الرحمن..
ليلى: في أمان الله..

بندت ليلى عن خالوتها وتنفست بصعوبة من القهر اللي تحس به.. كيف تتجرأ وترمس عن عمها بهالطريقة؟؟ عمها اللي ما قصر وياهم ويعاملهم جنهم عياله واحسن بعد.. كيف؟؟
حست ليلى بتعب وانها عايشة في دوامة ما تنتهي من المشاكل والهموم.. أيامها تقضيها وهي تهتم بغيرها وتتعلم كيف تيود عمرها وما تعصب.. وتضطر انها تتخذ قرارات ما تعرف شو بيكون تأثيرهن على اخوانها وحياتها.. خلاص ما عاد لنفسها وجود.. ما عادت تفكر بنفسها.. مع انها كانت وايد تهتم بلبسها قبل بس الحين هذا اخر شي تفكر فيه.. وحتى ذكريات حميد الأليمة ما عاد لها أي وجود لأنها ما عندها وقت تفكر فيه اصلا.. ما عندها حد يهتم فيها الحين صارت هي اللي تهتم بغيرها.. وحست ليلى بحزن وهي تفكر انها بتعيش طول حياتها جذي.. تهتم بغيرها ومحد يهتم فيها هي..
عقب اسبوع بتبتدي الدراسة وهي للحين ما راحت تتشرى لاخوانها ..كل اللي سوته انها عطت محمد بيزات عشان يفصل لمايد كنادير للمدرسة وفصلت لسارة ثياب الروضة.. بس .. ما خذت لهم شي وما تعرف شو تاخذ لهم.. وحاولت تشيل كلام خالوتها من بالها وتريت يدوتها ترد عشان تخبرها انها تبا تطلع السوق باجر ..


في هاللحظة سمعت ليلىى حشرة عند باب الصالة وقبل لا توقف، تبطل الباب بقوة ودش محمد وهو ميود مايد من ايده.. مايد كان ويه كله رمل وثيابه وصخة ومحمد شكله صج معصب..
اقتربت منهم ليلى بسرعة ووراها أمل .. وقالت: شو بلاكم؟ شو استوى؟
محمد: اسألي اخوج شو مسوي..
قالها محمد ودز مايد على جدام..
مايد (يزاعج): انت ما يخصك ... ما يخصك تفشلني جدام الاولاد ..
محمد: بفشلك وبأدبك بعد يا حمار..
ليلى: بس !!!.. بس انته وياه... وواحد فيكم يخبرني شو مستوي..؟؟
محمد: اخوج ميمع ربعه كلهم وطايحين في ولد جيراننا وظاربينه .. والولد اغمى عليه وودوه المستشفى... وأخوج المحترم هذا كان في المخفر وانا توني رحت له ويا سهيل محامي عمي عبدالله ويبته..
ليلى: شو؟.؟؟؟؟
محمد: أول مرة في حياتي ادش المخفر والسبة هالأرف هذا...
مايد: انته الأرف .. احترم نفسك...محد قال لك تعال خذني انا اتصلت في سهيل مب فيك انته..
محمد: انا ولي امرك ولا نسيت هالشي..
مايد: ولي امري في عينك.. عمرك ما بتاخذ مكان ابوي..
ليلى: بس!!!!!
وهني دشت أم احمد ويوم شافتهم معتفسين دشت الصالة بسرعة وقالت : شو عندكم ؟؟؟ خير؟؟
محمد: من وين بيينا الخير يوم انكم مخلين ميود يطلع من البيت ويدش على كيفه..
صدت أم أحمد على مايد وسألته: ميود شو فيه ويهك وثيابك شو هالرمل اللي مخيسنك جي؟؟
ليلى: يدوه ايلسي ما فيهم الا الخير.. يهال ومتجاتلين ...
مايد: هالحيوان ظربني جدام ربعي...
محمد: أنا حيوان يال..
أم أحمد: صدق انكم ما تستحون ... ثنيناتكم ...
مايد: يدوه قولي له ما يخصه فيني..
محمد: محد يخصه فيك كثري... أنا المسئول عنك..
مايد: محد مسئول عني .. .
ليلى : محمد دخيلك اسكت عنه هذا ياهل..
مايد: أنا مب ياهل... مب ياهل... !!! وما يحق له يظربني جدام ربعي..
أم أحمد: الله يهديك يا محمد شله تظربه جدام ربعه.. ؟
محمد: يدوه انتي لو تعرفين شو مسوي بتعذريني..
ليلى اطالعت مايد وشافته منزل راسه وويهه معتفس.. ودموعه محبوسه في عيونه يحاول بأي طريقة ما ينزلها.. وكان يرتجف بكبره.. واستغلت ليلى فرصة انه محمد يرمس يدوته وحطت ايدها على كتف مايد واطالعته بحنان..مايد هو الوحيد اللي مهما سوى ما يهون عليها.. وكل ما تشوفه تحس بكل عواطفها تفيض في قلبها..
اطالعها مايد وراتجفت شفايفه وكانت ليلى تعرف انه بيصيح ويرته من ايده بسرعة وركبت وياه فوق... وأول ما ركبوا على الدري انهد مايد ويلس يصيح وجسمه بكبره يهتز.. وأول ما دشت الغرفة حظنته ولأول مرة ما دزها مايد بعيد عنه.. كان صج مقهور ويصيح من خاطره...
ليلى: خلاص عاد يا مايد بسك صياح..
محمد: ليش يظربني..؟؟؟ منو يتحرى عمره..
يلسته ليلى على الشبرية ويلست هي جدامه وابتسمت له: وانت ليش ظربت الولد؟
مايد: أنا ما ظربته..
ليلى: مايد؟؟
مايد: انزين ظربته.. بس بسبب.. هو اللي ابتدى وسبني.. تبيني اسكت عنه؟؟
ليلى: وشو بيستوي لو سكت عنه؟؟
مايد: ربعي بيطنزون عليه...
ليلى: أها...
مايد: ليلى...
ليلى: بس محمد ظربني جدام ربعي والله مالي ويه اجابلهم مرة ثانية الله ياخذه ليته هو اللي مات بدال ابويه..
انصدمت ليلى من كلماته ويودت عمرها عشان لا تصرخ عليه بس ما قدرت تتحكم بنظراتها وحس مايد على طول بغلطته.. وارتبك...
مايد: ...... أنا..
ليلى: مايد محمد اخوك العود.. واذا كان تصرف بهالطريقة فهذا من خوفه عليك... ما يبا حد يرمس عنك او ايود عليك أي زلة..
مايد: محمد مب اخويه... أنا ما عندي اخو عود..
ليلى: أفا يا مايد هالرمسة من خاطرك..؟
مايد: هى..
ليلى: بذمتك؟
مايد: هى..
ليلى: عيني في عينك؟؟
ابتسم مايد: عن السخافة..
ليلى: ادري انك تحبه وبيتم اخوك مهما كان..
تنهد مايد وقال لها : ليش مات حميد؟؟ كان الحين خذج وهو المسئول عنا بدل محمد..
اطالعته ليلى بحيرة ... معقولة مايد ما يحس بألمها؟؟ ليش يتكلم بهالطريقة؟؟ ليش يذكرها بحميد وليش مهما سوت ليلى ومهما حاولت كانت افكارها ترد تاخذها لحميد.. ولذكرياتها الحلوة والمؤلمة وياه.. ؟؟ ليش؟؟
لاحظ مايد شحوبها وملامحها اللي تغيرت وعلى طول ندم على اللي قاله..
مايد: ليلى؟؟ زعلتي عشان يبت طاري حميد؟
ليلى: لا يا مايد.. ليش ازعل؟؟
مايد: لأنه...
ليلى: حميد صح مات.. بس بيتم عايش في قلبي يا مايد.. يمكن قلبي يعورني يوم اسمع اسمه.. بس هالشي مب بإيدي.. ومع مرور الوقت بيخف الالم..
مايد: ليلى انتي ما بتعرسين؟؟؟
انصدمت ليلى من سؤاله: ليش هالسؤال؟
مايد: ما ادري.. .يا في بالي وسألتج..
ليلى: ما اعرف يا مايد.. مب وقته الحين هالسؤال..
مايد: انزين...
ليلى: ما بتخبرني شو صار اليوم بالضبط؟؟
مايد: بخبرج..
ويلست ليلى ويا مايد اللي خبرها شو صار بالتفصيل وياه اليوم.. وعقب ما خلص حاولت وياه ينزل يتعشى وياهم بس ما طاع.. ونزلت تحت وسوت له سندويتشات وودتهم حقه فوق.. وعقب ما كلهم رقد من التعب.. وردت ليلى تنزل تحت وتعشت ويا يدوتها ومحمد واخوانها اليهال.. وع العشا كانوا يرمسون عن المدارس وخططهم هالاسبوع..
محمد: منو قدج ساروه بتسيرين الروضة..
اطالعته سارة بخجل وردت اطالعت اختها ليلى... وقالت بتردد: بتسيرين وياي؟
ليلى: انا عودة ما بيخلوني ايلس هناك..
سارة: الابلة بتروغج؟
ليلى: هى الابلة بتروغني..
سارة: أمل بتسير؟
ليلى: لا أمل صغيرونه..
أمل (بنبرة حادة): بسير..
أم أحمد: لولة انتي بتمين عندي في البيت..
أمل: بسير الروضة..
أم أحمد: وانا اتم بروحي؟
أمل (وهي تمد بوزها): ما يخصني..
محمد: انزين امولة الروضة مب باجر الاسبوع الياي..
أمل: ما يخصني بسير..
أم أحمد: خلاص انزين بتسيرين.. اسكتي.. حشرتينا..
ابتسمت أمل بارتياح واطالعت سارة وضحكت وابتسمت لها سارة وردت تاكل بهدوء..
ليلى: يدوه ليش قلتي لها انها بتسير؟؟
أم أحمد: أباها تسكت عني..
ليلى: الحين بتأذيني يوم السبت ...
أم أحمد: ما عليج ياهل بتنسى ...
تنهدت ليلى... وسكتت .. وانشغلت بخالد اللي كان يالس على ريولها وتأكله بإيدها.. ليلى ما فيها تتناقش ويا يدوتها.. كل يوم لازم يختلفون على شي ومهما حاولت ليلى تطلع يدوتها هي المنتصرة في نهاية كل نقاش.. وعقب ما خلصوا اخوانها عشا ودتهم فوق وغيرت ثيابهم ورقدتهم.. ونزلت تحت وراحت غرفة يدوتها عشان تعطيها الدوا قبل لا ترقد.. وأول ما دشت الغرفة ابتسمت لها أم أحمد بحنان..
ليلى(وهي تبتسم): طبعا ما خذتي الدوا..
أم أحمد: ما منه فايدة..
ليلى: لازم تاخذينه.. يدوه بسج دلع.. لا تستوين لي شرات ساروه وامل..
وقربت لها ليلى الماي والدوا وخذته أم أحمد ويلست ليلى مجابلتنها وباستها على خدها بقوة..
أم أحمد: لا خلاني الرب منج يا بنيتي .. الله يرحمج يا كلثم.. صج عرفتي تربين..
ابتسمت ليلى بحزن: متولهة عليها يدوه.. تولهت عليها هي وابوي..
أم أحمد (بصوت مخنوق): الله يرحمهم ويغفر لهم .. والله يصبرنا ويعيننا ..
وابتدت أم أحمد تصيح وتنزل دموعها بهدوء.. وحطت ليلى راسها في حظن يدوتها وتدفقت دموعها وما رامت تتحكم فيهن.. وتمن على هالحال فترة طويلة .. كل وحدة فيهن تصيح بصمت وتفكر بالايام الياية..
وكسرت أم أحمد الصمت بسؤالها: ليلى؟
ليلى: عيون ليلى اللي ما تشوف الا بهن..
ابتسمت أم أحمد وقالت: ليش ما تكملين دراستج في الجامعة؟
نشت ليلى واعتدلت في يلستها.. وقالت : مدري.. ما فكرت مول بهالشي..
أم أحمد: يا بنيتي كملي دراستج انتي الحين ما وراج شي وبتشغلين عمرج ..
ليلى: منو قال ما ورايه شي؟ واخواني؟؟
أم أحمد: اخوانج ما قاصر عليهم شي وانا موجودة.. وبنتساعد..
ليلى: لا يدوه وين اسير ادرس الحين.. أنا يلست سنتين في البيت الحين خلاص راحت عليه..
أم أحمد: لا راحت عليج ولا شي.. وايد بنات يعرسن واييبن عيال وعقب يسيرن الجامعة..
ليلى: أنا مابا ادرس بتم هني في البيت وبجابل اخواني..
أم أحمد: لا تحبسين عمرج في البيت يا ليلى.. اطلعي .. استانسي..
نزلت ليلى عيونها.. كانت قبل تحب الطلعات ومستحيل تقعد في البيت... كل يوم رايحة مكان واذا ما لقت مكان تروح له .. تطلع في الحديقة وترسم.. بس عقب اللي صار ما شافت الشمس ابدا.. كله يالسة في البيت ومجابلة اخوانها وشغل البيت.. حتى ما قامت تهتم بنفسها ابد وأم أحمد ملاحظة وساكتة.. بس لى متى؟؟
ليلى: وين تبيني أروح يدوه؟
أم أحمد: ع الاقل كملي دراستج في الجامعة..
ليلى: لا ...
أم أحمد: وشو بتسوين بعمرج عيل؟؟ لا تبين تعرسين ولا تدرسين.. بتمين مجابلة اخوانج؟؟
ليلى: هى..
أم أحمد: اخوانج بيكبرون.. وكل واحد بيعرس وبيطلع من البيت.. وساعتها منوا بيتم لج.؟؟
تظايجت ليلى: انتو شو تبون فيه خلوني في حالي.. أنا قررت وهذا قراري ما راح اناقش أي حد فيه.. مايد توه يسألني والحين انتي يدوه؟؟
أم أحمد: انا ابا مصلحتج .. وانتي على هواج..
غيرت ليلى الموضوع على طول وقالت: صح .. قبل لا انسى.. اتصلت خالوه صالحة اليوم..
أم أحمد(بأرف): الله يستر منها هاذي..
ليلى: ههههههه تقول بتي تزورنا باجر..
أم أحمد: استغفر الله العظيم.. شو اييبها هاذي؟؟ منو متفيج يجابلها؟؟
ليلى: أنا وانتي طبعا.. غصبن عنا ..
أم أحمد: الله يعيننا..
حظنت ليلى يدوتها بقوة وبندت الليت عنها وخلتها ترقد وطلعت عنها.. ما خبرتها بكل الرمسة اللي قالتها خالوتها .. ما كانت تبا تظايج بها او تكدرها.. واحتفظت باللي سمعته لنفسها..


ويوم طلعت شافت محمد يالس في الصالة.. بروحه.. سرحان.. وعورها قلبها وهو تشوفه مهموم.. بعده ما كمل 18 سنة وفي عيونه بحور من الهموم والالم والخوف.. حست ليلى بعمرها ضعيفة جدام هالمنظر.. وخذتها ريولها له ويلست حذاله بصمت.. وانتفض محمد يوم حس انه حد حذاله وارتاحت عيونه على عيون ليلى.. اللي كانت تطالعه بيأس..
محمد: ليلى؟ ليش ما تروحين ترقدين؟
ليلى: متى؟
محمد: شو؟
ليلى: متى بنرد شرات قبل؟
محمد:..............
نزل محمد عيونه... ما عرف ليش اخته تسأله هالسؤال.. يمكن بعدها معصبه عليه لأنه ضرب مايد.. وهالشي ظايجه هو بعد .. ظايجه وايد.. انه مايد يدش المخفر عقب وفاة ابوهم وهالشي مول ما استوى في حياته.. هذا اللي قهره وخلاه يظربه وعمره ما ندم على شي كثر هالتصرف اللي تصرفه اليوم..
رفع محمد عيونه وسألها: ليلى....؟
بس ليلى كانت تتألم من شي ثاني.. وقلبها كان يدق بقوة.. ملت وهي حابسة كل شي في داخلها ما عندها حد كبير تكلمه وتحس انه يفهمها في البيت.. وغصبن عنها طلعت اللي في خاطرها لأخوها..
ليلى: متى بيخف هالالم اللي احس به يذبحني؟؟ متى بابتسم من خاطري بدل هالابتسامة الصفرا اللي ابتسمها عشان اخواني وبس؟؟ متى بمر صوب غرفة امي وابويه من دون خوف؟؟ متى يا محمد ... متى بحط عيني في عينك وبشوف نظرة غير هالنظرة اللي في عيونك؟؟
محمد: أي نظرة؟؟
ليلى: نظرة الحزن اللي في عيونك هاذي.. نظرة الخوف من مسئولياتك..
كانت الدموع تنهمر من عيونها واطالعها محمد بحزن ونزل عيونه.. كان يتمنى لو انه يقدر يجاوب على اسئلتها .. يتمنى لو يقدر يطمنها.. بس يعرف انه كل كلمات الدنيا ما بتخفف الألم اللي يحسون به ولا بترد لهم ربع اللي خسروه..
ليلى: أبا أغمض عيني ولو لمرة وحدة وما أشوف صورتهم... أبا أقتنع خلاص انه حميد راح ومستحيل يرجع..
محمد: ...........
ليلى: أبا... أنام...
محمد (بصعوبة): روحي نامي يا ليلى..
ليلى (بتعب): خلهم يردون لي عيوني.. جفوني.. عشان أنام..
ما تريته ليلى عشان يرد عليها.. ووقفت ومشت لغرفتها ببطء.. ويلس محمد في الصالة يطالع الفراغ.. يطالع الظلام اللي للحين يتريا منه شبح من الماضي يعيد له ولو جزء بسيط من الفرح.. وانسدحت ليلى حذال خالد.. وأمل وسارة.. اللي تعودوا يرقدون عندها كل يوم.. وغمضت عيونها وهي تسأل نفسها متى؟؟


------------------


يوم الثلاثا.. في بيت علي بن يمعة، الساعة 12 الظهر.. كانت ياسمين يالسة في الحديقة ويا أمها وأخوها لافي.. وكانت كل شوي تثاوب من الملل.. وتتأفف.. وأمها مطنشتنها ويالسة تلعب بتيلفونها (مع انها ما تعرف تقرى بس يالسة تتعبث بالمسجات).. ولافي حاط راسه ع الطاولة ومغمض عيونه..
ياسمين رغم عمرها الصغير اللي ما يتعدى 19 سنة.. بس متسلطة لأبعد الحدود وكل شي في البيت يمشي بشورها هي..أبوها يعشقها بجنون وما تهون عليه بالمرة لأنه مريم رفضت تييب له يهال عقب ولادة ياسمين.. وعشان جذي وللحين اتم ياسمين المدللة عند ابوها واخر العنقود اللي كل شي حقها هي وبس.. الشي الثاني اللي كان يحبه علي في بنته.. هو انها خذت كل اطباعه.. كانت تموت في المظاهر والبيزات.. وتحب تتفاخر جدام الكل ببيزات ابوها ومجمعاته..وغرورها بعد له سبب ثاني.. وهو جمالها المبهر اللي تزيده بالمكياج الناعم اللي تحطه دوم.. وتتفنن فيه..
عقب ما حست ياسمين بالظيج .. سألت أمها..

ياسمين: وينه ابويه؟؟ لا يكون اليوم بعد ما بيتغدى ويانا؟
مريم (من دون ما تشيل عيونها عن الموبايل): عنده ضيوف شو تبين به؟ تبينه يأكلج؟
ياسمين (ترفع واحد من حواجبها بامتعاض): هى..ما اعرف آكل من دونه..
لافي: بسج نفاق.. وتمثيل.. قولي تبين منه بيزات وخلاص..
ياسمين: ليش تتحراني شراتك؟؟ أنا احب "ابويه" مب "بيزاته"..
ابتسم لافي بسخرية وسكت.. رغم انهم اخوان بس ياسمين ولافي ما يدانون بعض.. واذا حد فيهم وجه للثاني كلمة فهالكلمة أكيد ما بتكون بدافع خير.. وياما عرفت ياسمين شغلات عن لافي وللحين ماسكتنها عليه ويوم تبا منه شي تبتزه.. وهو كرهه لها يزيد بسبة هالشي..
مريم: بس يا لافي .. ابوك قال لك لا ترمسها..
تنهدت ياسمين: أمس تغدى ويا الرياييل اللي عازمنهم.. واليوم بعد.؟؟ من زمان ما تغديت وياه..
مريم: والله قولي له لا يعزم احد.. احسن بعد ما فينا ع العفسة..

في هاللحظة طلع علي من الميلس اللي كان رايح له يتأكد انه كل شي اوكى قبل لا ايون الضيوف ويوم شافهم يالسين في الحديقة سار لهم وابتسمت له ياسمين ابتسامة عريضة ووقفت وخلته يقعد مكانها وهي لوت عليه من ورا..
علي (وهو يطالع ياسمين بحنان): شو تسوون يالسين في الحر؟
لافي: انا ما يخصني .. طلعت .. ويوم شفتهم هني يلست وياهم..
مريم: مليت من البيت.. طلعت اشم هوا شوي..
علي: بس دشوا الحين لأنه الرياييل بيون.. وانته يا لافي قوم غير هالبيجاما وتلبس بتيلس ويايه..
لافي (كسل): لازم؟؟
اطالعه علي بنظرة حادة وتأفف لافي وقال: انزين.. دقايق وبقوم اتلبس..
ياسمين: ابويه كل يوم هالعزايم؟؟
علي: عندي شغل حبيبتي.. لازم اعزمهم..
ياسمين: منو هاذيلا؟؟
لافي: وانتي شلج؟؟
علي: لافي!!!.. اختك رمستني انا..
لافي: والله انها ما تستحي .. ليش تسأل اصلا؟؟
ياسمين: أبا اعرف ابويه يتعامل ويا منو؟؟ يهمني اعرف عن شغله مب شراتك انته .. تاخذ البيزات ع الجاهز..
لافي: لسانج هذا يباله قص..
طنشه علي واطالع ياسمين بحب وهو يبتسم لها.. ياسمين كانت دلوعته واغلى انسانة على قلبه في هالدنيا كلها.. واهتمامها بشغله وايد يعيبه ودوم يشجع أسئلتها..
علي: عبدالله بن خليفة.. مقاول من العين.. و3 من ربعي..
ياسمين: عبدالله بن خليفة؟ أول مرة اسمع اسمه..
على: توني اعرفه ..
ياسمين:.. مممممم.. انزين ابويه تعال شوي اباك ..
قام علي ووقف وياها بعيد واطالعته ياسمين بدلع: أبويه..
ابتسم علي : ها حبيبتي..؟
ياسمين: انا ما اقدر اتغدى في البيت وانته محد.. بسير اتغدى برى ويا ربيعتي..
علي: منو من ربيعاتج؟
ياسمين: نهلة..
علي: خلاص روحي.. بس لا تسوقين بسرعة.. سيارتج يديدة ما فينا تكسرينها.
ضحكت ياسمين: وانا ابويه ؟؟
علي: انتي بعد لا تتكسرين نباج تردين قطعة وحدة..
ياسمين: ان شالله ابويه من عيوني.. بحاول ما اسرع..
علي: خلاص عيل بسير أودي البخور الميلس أمج ما أروم اعتمد عليها.. وبشاكيرها شراتها..
ياسمين: ابويه امايه بتأذيني خبرها اني بطلع ..
علي: انتي سيري البسي وأنا بتفاهم ويا امج..
استانست ياسمين.. وركضت غرفتها عشان تلبس ثيابها.. وعقب ثلث ساعة نزلت الصالة وشافت أبوها يالس ويا امها .. اللي اطالعتها ببرود ..
مريم: وليش شيلتج على كتفج؟؟
ياسمين: لأني بعدني في البيت..
علي: تحجبي عدل قبل لا تظهرين..
ياسمين: اوكى..
مريم: هني جدامي اتحجبي..
ياسمين (بظيج): انزين انزين..
ووقفت ياسمين جدام المنظرة اللي كانت في طرف الصالة وتحجبت.. ومشت بسرعة ويلست جدام امها وقالت وهي تحاول تغيظها: أمايه تأكدي .. يمكن في شعره طالعه بالغلط..
مريم اطالعت ريلها اللي كان يضحك وقال: عن الغلاسة .. ياللا سيري البنية تترياج..
ياسمين: وانته ليش يالس هني.. وضيوفك؟
علي: بعدهم مايو..
ياسمين: ان شالله ما ايون.. ياللا باي..
علي: مع السلامة..
-----------------




في هالوقت.. كان عبدالله توه طالع من الفندق وهو يحس بملل كبير وظيج ماله حدود.. اليوم نش من الصبح وراح الموقع اللي يبنون فيه الفندق وتكلم ويا المهندسين وشاف شو اللي ناقصنهم عشان يوفره حقهم.. وركب سيارته وراح بيت علي بن يمعة اللي كان عازمنه ع الغدا اليوم .. عبدالله كان يحاتي عيال اخوه ورغم انه يدق لهم في اليوم اكثر من خمس مرات بس بعد كان يبا يرد لهم العين.. شي ثاني كان بعد مظايجنه.. فاطمة.. وين راحت فجأة ؟ وليش ما قالت له ولا كلمة حتى قبل لا تروح.. ؟ معقولة سافرت؟ يمكن بنتها أصرت عليها تقعد وياها بدل قعدتها في الفندق..؟

تنهد عبدالله ورد يفكر بشغله.. اليوم بيخلص المعاملات كلها وان شالله ما بيرد يشوف علي بن يمعه في حياته أبدا.. وقبل لا يوصل عبدالله لبيت علي.. قرر يتمشى بسيارته شوي على بحر جميرا.. ما كان له نفس يروح لها العزيمة أبدا والجو اليوم حلو.. بس عقب ربع ساعة اضطر انه يلف بموتره الكاديلاك ووقف سيارته عند بيت علي بن يمعة..
في نفس الوقت اللي وصل فيه عبدالله، طلعت ياسمين من البيت وهي تضحك وترمس في التيلفون.. ويوم شافت الكاديلاك تخبلت.. ووقفت تطالعها بانبهار.. وبندت التيلفون واقتربت منها عشان تلمسها بإيدها.. كانت مب مصدقة انها واقفة جدام سيارتها المفضلة.. اللي ترجت أبوها شهور عشان يشتريها.. من دون فايدة..
عبدالله كان في السيارة و كان منصدم من جرأتها اللي تخليها تتقرب من سيارته بهالطريقة وهو داخلها.. ويوم نزل منها توقع إنها تستحي وتروح بس ياسمين نقلت نظرها بين السيارة وبينه هو.. وابتسمت بإعجاب..
عبدالله ابتسم غصبن عنه.. البنية شكلها صغيرة وايد بس الحق ينقال.. آية من الجمال. .. خصوصا عيونها العسلية الواسعة .. كانت مجحلتنها بلون اخضر والجحال خلى لون عيونها فاتح لدرجة كبيرة..
ياسمين: موترك روعة.. أول مرة في حياتي اوقف جدام كادلاك..
عبدالله: معقولة؟ دبي متروسة مواتر..
ياسمين: بس محد من اللي اعرفهم عندهم كادلاك..
عبدالله: تنفع حق الشواب..
ياسمين: انته أكيد المقاول العيناوي..
عبدالله (وهو يبتسم غصبن عنه): هى انا المقاول العيناوي.. شو دراج؟
ياسمين (بفخر): أنا بنت علي بن يمعة... ياسمين.. أبويه دوم يخبرني بسوالف شغله.. تعيبني هالسوالف..
عبدالله: بصراحة أول مرة أشوف بنية تعيبها سوالف الشغل والصفقات..
ياسمين: أنا غير.. أبا أتعلم من أبويه.. أي شي فيه بيزات يعيبني..
انصدم عبدالله من اللي قالته وقال في خاطره.. ياهل.. ما تعرف شو تقول.. وتبا تبين جدامي انها فاهمة كل شي.. بس وين تبا تقول له انها تحب البيزات؟
عبدالله: لها الدرجة تهمج البيزات؟
ابتسمت ياسمين: ومنو ما تهمه البيزات؟ حتى انت.. أكيد كل حد يحترمك ويحسب لك ألف حساب.. عشان شو؟ عشان بيزاتك..
عبدالله: أها.. تقصدين إني ما استاهل الاحترام الا عشان بيزاتي..
بدل لا تنحرج ياسمين.. اطالعته ببراءة وابتسمت.. وغيرت الموضوع بشكل فاجئ عبدالله.. وقالت: أنا ولا مرة رحت العين أبويه ما يرضى يودينا..

قبل لا يرد عليها عبدالله بطل ابوها الباب ويوم شافته ياسمين ابتسمت واطالعها هو بنظرة حادة وسلم على عبدالله ووصله الميلس.. وعلى طول رد يطلع برى عشان يتفاهم ويا بنته بس يوم طلع كانت ياسمين خلاص راحت ..
---------------
ي السيارة كانت ياسمين تفكرر باللي صار وتضحك وهي متأكدة انه أبوها الحين بيموت من القهر منها.. ورن تيلفونها وكانت نهلة متصلة.. وردت عليها ياسمين وهي تضحك..
نهلة: الله يستر.
ياسمين: ليش؟؟
نهلة: هالضحكة أعرفها.. ما تطلع منج إلا عقب ما تسوين لج كم مصيبة..
ياسمين: والله بس مصيبة وحدة..
نهلة: انزين تعالي ياللا اترياج وخبريني عقب شو سويتي..
ياسمين: أنا عند بيتكم اطلعي..
نهلة: أوكى .. يايتنج احينه..
نزلت نهلة بسرعة وركبت سيارة ياسمين الmini cooper وأول ما دشت قالت جملتها المعتادة..
نهلة: بذمتج ما تفتشلين من هالسيارة؟؟
ياسمين: أصلا شرف لج انج تركبين فيها ... هالسيارة مميزة..
نهلة: أكيد مميزة.. جنها طالعة من عالم الكارتون..
ياسمين: جب..
نهلة: انزين قولي.. شو سويتي..
ياسمين(وهي تبطل عيونها ع الاخر): اسكتييييييييي... كنت ظاهرة من بيتنا وشفت لج هالسيارة الكادلاك الذهبية اللي تخبل مبركنة عند الباب..
نهلة (بحماسة): أبوج اشترى كادلاك؟؟
ياسمين: يا ريت والله.. أبويه ما تعيبه إلا المرسدس.. ما يعترف بأي سيارة غيرها..
نهلة: عيل؟
ياسمين: هذا تاجر يتعامل وياه أبويه هاليومين.. وانتي تعرفين يوم أشوف شي يعيبني أتخبل.. جان أوقف أطالع سيارته ونزل هو ووقفت اسولف وياه
نهلة: نعم؟؟ تقولينها بكل بساطة..؟؟ وقفتي وسولفتي وياه؟؟
وخذت نهلة شنطة ياسمين ويلست تفتش فيها..
ياسمين: إيه شو تبين بشنطتي؟؟ شو تدورين..؟؟ (وسحبت الشنطة من ايدها)
نهلة: أدور المذهب اللي ظيعتيه يمكن طاح في الشنطة وما انتبهتي له..
ياسمين: ههههههه.. .انزين انا لا غازلته ولا عطيته رقمي.. بس قلت له موترك حلو..
نهلة: بس؟؟
ياسمين: ممممممم وخبرته باسمي..
نهلة: وهو خبرج باسمه.. ورقم تيلفونه صح؟
ياسمين: لا يالسبالة .. أبويه قال لي عن اسمه وبعدين الريال شيبة شو أسوي برقم تيلفونه؟؟
نهلة: شيبة؟؟
ياسمين: هى شكله جي أعطيه 35 سنة..
نهلة: خمسة وثلاثين شيبة؟؟ بعده في عنفوان شبابه..
ياسمين: بالنسبة لي انا.. الريال اللي يعدي ال30 .. خلاص يكون شيبة..
نهلة: ياللا وصلنا وخبريني في المطعم عن شيبتج هذا..
ياسمين: ياللا انزلي من سيارتي وشوي شوي وانتي تصكين الباب..
نهلة: سخيفة..
ياسمين: متعلمة السخافة منج..
نزلت نهلة وياسمين وراحن يتغدن في ميركاتو .. وحاولت ياسمين إنها ما تفكر بعبدالله بس كل شوي كانت افكارها ترد له وكانت تبتسم بخجل.. وعبدالله مول ما رد يفكر فيها .. وطول ما هو في بيت علي بن يمعة كانت افكاره منحصرة في الشغل وبس..




رد مبارك بيت ابوه عقب ما خلص الدوام يوم الثلاثا.. ويلس في موتره اليديد دقايق عشان يضبط نفسه قبل لا ينزل ويدش البيت.. وايد اشيا تغيرت في حياته من يوم الحادث.. للحين ما رد بيته ولا فكر انه يمر صوبه.. أول ما رد من المستشفى هذاك اليوم.. على طول يابوه بيت ابوه ومن هذاك اليوم وهو يالس في غرفته الجديمة.. ويحاول يتجاهل شعور الالم اللي يزيد في داخله كل يوم ..
في البداية.. غرق مبارك في بحور من الكآبة والحزن.. وكان لا ياكل ولا يرمس احد.. إحساسه بالذنب والوحدة كان فوق طاقته وأكثر من مرة إنهار وودوه المستشفى .. بس في النهاية قدر انه يتغلب على حزنه وقدر يوقف على ريوله مرة ثانية.. لأنه من الاساس كان انسان قوي.. أبوه ما قصر وياه وخذ له موتر يديد..ومسك الشركة ويا ظاعن في غياب مبارك.. وأمه كانت بتطير من الوناسة لأنه ولدها وياها وتقدر تداريه وتهتم فيه بدل لا يقعد بروحه في بيته يجابل اشباح ماضيه ..
تنهد مبارك ونزل من السيارة .. ومع كل خطوة كان يذكر عمره انه أول ما بيبطل الباب بيشوف مشهد ثاني غير اللي كان متعود عليه قبل الحادث.. مب مرته اللي بتبتسم له أول ما يدش.. أمه.. مب عياله اللي بيوون له يركضون ويخبرونه بكل اللي فاته وهو برى البيت.. عيال اخوه ظاعن..
وقف مبارك ثواني عند الباب قبل لا يبطله ويوم تأكد انه يقدر يجابل اهله بالقناع اللي فرضه على نفسه في الايام الاخيرة.. دخل وابتسم لأمه وأبوه اللي كانوا يالسين يتقهوون في الصالة.. ويلس وياهم عقب ما سلم عليهم..
مبارك (يبتسم): سويتوها مرة ثانية وتغديتوا عني..
أم ظاعن: الله يهديك عاد انته وايد تبطي في الشركة حد يرد الساعة ثلاث من شغله؟
بوظاعن: ترييناك وايد وانته تعرف اليوع كافر.. وظاعن ومرته وعياله ما نروم نخليهم يتريون
مبارك: ههههه بالعافية عليكم انا الحين هلكان وبرقد.. يوم بنش العصر بتغدى..
أم ظاعن: اترس بطنك وعقب جان بترقد..
مبارك: والله فيه رقاد بالقوة مبطل عيوني الحين..
بوظاعن: خلاص على هواك يا مبارك..
مبارك: عيل ظاعن وينه؟
بوظاعن: روح بيتهم..
مبارك: خلاص عيل اسمحولي بشوفكم العصر..
أم ظاعن: الله وياك يا ولدي..
وقف مبارك وراح عنهم غرفته .. وبدل ثيابه وانسدح ع الشبرية عشان يرقد.. بس عيونه كانت مبطله ع الاخر.. وصورة مرته عيت تفارج خياله.. شوقه لها كان فوق الاحتمال وحياته من عقبها صارت فارغة ومن دون أي هدف.. وحس بتعب كبير وهو يفكر بعياله وغصبن عنه دمعت عينه.. بس هالمرة غمض عيونه ومنع الدموع من انها تنزل.. ومثل كل مرة.. أجبر نفسه انه يفكر بشغلات ثانية.. بهموم ثانية.. تنسيه همه الكبير اللي ساكن في طيات خياله..
------------
ياسمين.. عقب ما خلصت غداها ويا نهلة في ميركاتو.. وصلتها البيت وردت هي بيتهم.. وطول الدرب كانت تدعي ربها انه عبدالله يكون بعده في بيتهم ما روح.. ما تعرف شو كانت تبا منه بالضبط او شو اللي تترياه.. بس اللي تعرفه انها تباه يكون موجود.. وخلاص..
لفت ياسمين بسيارتها ودشت فريجهم وساقت ببطئ شديد وهي تدعي ربها انه يكون موجود.. وابتسمت ابتسامة عريضة يوم شافت سيارته بعدها مبركنة عند باب البيت.. وراحت ووقفت سيارتها ورى سيارته بشكل ما يسمح له انه يحركها.. الا اذا حركت ياسمين سيارتها..
ابتسمت ياسمين وهي تطالع عمرها في جامة السيارة وقالت: انتي... ذكية!!
ونزلت من السيارة ودشت البيت.. بس أول ما مشت في الحديقة تبطل باب الميلس وطلع أبوها.. وشهقت ياسمين وهي تحط ايدها على حلجها وتذكرت انه ابوها اكيد محرج منها ..
علي يوم شاف بنته واقفة وشكلها مرتبكة.. يود عمره عن لا يبتسم وسار لها وهو يتظاهر بالعصبية..
علي: انتي ما تستحين؟؟
باسته ياسمين على خشمه وقالت بارتباك: أبويه والله اخر مرة .. انا عيبتني سيارته .. وما كنت منتبهة انه داخلها.. واقتربت منها .. ويوم نزل ..(نزلت ياسمين عيونها) ارتبكت وسلمت عليه
علي: كيف ما شفتيه وسيارته مب مخفي.. وينشاف بوضوح انه داخلها انا مب ياهل تقصين عليه..
ياسمين (بصوت اقرب للهمس): ما عاش اللي يقص عليك..
علي: شو؟؟ ما سمعتج..
ياسمين (بصوت عالي): ما عاش اللي يقص عليك .. انا اسفة..
علي: فشلتيني جدام الريال..
ياسمين: لا ما عليك ابويه عبدالله كان مستانس..
علي: وعرفتي اسمه بعد؟؟؟
ياسمين: انته بروحك مخبرني باسمه..
يودها علي من اذنها وشدها وضحكت ياسمين بدلع وهو يقول لها: بطلي هالحركات انتي مب ياهل .. خلاص كبرتي وين تبين تسلمين على ربعي..
ياسمين: خلاص ابويه التوبة ما بعيدها مرة ثانية..
ابتسم علي وقال لها: ياللا دشي داخل ..
ياسمين: فديتك والله انه محد يسواك في هالدنيا كلها..
علي: ههههههه أول ما تنخطبين بتغيرين رايج وانا متأكد..
غمزت له ياسمين وهي تضحك وردت غرفتها وهي تغني بصوت عالي " ودي بكلمة يا حبيبي.. قلها وقلبي لك يجيبي.. يا جارحن قلبي بحبك.. ليتك بهالدنيا نصيبي.." وبطلت باب غرفتها بقوة ودشت ووقفت مكانها من الصدمة.. أمها كانت في الغرفة.. مبطلة واحد من ادراجها ويالسة تفتش في الصور اللي داخله..
في البداية.. انصدمت ياسمين وتمت واقفة تطالع امها اللي كانت بعد مصدومة وتطالعها بنفس النظرة.. بس عقب ثواني ، تغيرت ملامح ياسمين واطالعت امها ببرود ينافس الثلج.. ورفعت حاجبها اليمين وهي تسألها: امايه شو تدورين؟؟
نزلت مريم الصور اللي في ايدها وشلت موبايلها وقالت: ما يخصج..
فرت ياسمين شنطتها على الشبرية وفصخت شيلتها.. كانت تتصرف ببرود شديد وهي تغلي في داخلها .. وبطلت شعرها ويلست تحركه بأصابعها وهي تطالع امها ببراءة مصطنعة وقالت: يعني قلت.. يمكن .. يمكن.. تدورين دليل..
مريم (بارتباك): دليل شو؟
ياسمين: يعني... دليل اني ارمس واحد واحبه ويمكن صورته بالغلط وصلت للدرج ..
مريم: شو هالرمسة الماصخة؟؟ انا امج ومن حقي افتش في أي مكان في البيت.. ومن حقي اطمن انج ما تسوين شي غلط..
ياسمين هني بدت صج تعصب بس كانت مصرة تحتفظ ببرودها لأنها تعرف انه هالشي يقهر امها اكثر وردت عليها وقالت: بس انتي غلطانة يوم انج ادورين في الادراج.. صدقيني مب هالمكان اللي اخش فيه شغلاتي الخاصة.. ولو تدورين من اليوم لباجر.. ما بتعرفين هالمكان..
مريم: ما يحتاي اعرفه.. أنا متأكدة من تصرفاتج انه وراج شي بس ابوج اللي مب راضي يصدق..
ياسمين: أبويه يعرف انه مربي بنته عدل .. وانه بنته جديرة بثقته ولو سمحتي لا تخربين اللي بيني وبينه.. وتجرجينه عليه..
لبستها مريم وما ردت عليها وطلعت من الغرفة.. أما ياسمين فاستغلت انه امها طلعت خلاص والحين تقدر تعبر عن القهر اللي فيها وشلت شنطتها وفرتها على اليدار وسمعت صوت شي انكسر في داخلها بس ما اهتمت ويلست على الشبرية وهي تنتفض.. وقالت بصوت عالي: متى بطلع من هالبيت وبفتك!!!..
في الميلس.. كان عبدالله يالس يسولف ويا التجار الموجودين وويا علي وهالمرة كان صج مستانس وشوي شوي ابتدوا التجار يروحون ويلس هو وعلي بروحهم في الميلس.. علي كان يفكر يعتذر لعبدالله عن تصرف ياسمين بس عقب غير رايه وقال ماله داعي.. عبدالله كان صج عايبنه ويتمنى يتعامل وياه في مشاريع ثانية.. ويلسوا اثنيناتهم يتناقشون شوي في الشغل ..
عبدالله: علي.. الحين عقب ما عرفتك اكثر في خاطري شي ابا اتخبرك عنه ويا ليت ما يظايجك..
علي كان متأكد انه عبدالله بيخبره عن ياسمين وارتبك وايد وهو يقول: خير يا عبدالله..
عبدالله: تذكر أول ما اتصلت بي عشان المشروع؟؟
علي (وعقب ما اطمن انه الموضوع بعيد تماما عن بنته): هى اذكر..
عبدالله: انته اتصلت بمبارك بن فاهم في نفس الوقت صح؟
علي: هى اتصلت به..
عبدالله: انزين مبارك الحين يقول اني لهفت عنه المشروع والله العالم اني وافقت على هالمشروع بحسن نية وانا ما اعرف انك متفق وياه من البداية.. وانا ياخوي يا علي ما فيه ع المشاكل ورمسة الناس واذا انت متفق وياه قبلي خبرني..
علي: لا يا عبدالله .. أنا اتصلت بكم انتوا الاثنين في نفس الوقت وسمعت منكم اثنيناتكم التفاصيل اللي كنت ابا اعرفها.. وشفت انه السعر اللي حطيت لي اياه انت أنسب.. والمدة اللي بتخلص فيها المشروع أقصر بوايد من المدة اللي حددها مبارك.. ويمكن انا غلطت يوم ما رديت عليه وقلت له اني اخترتك.. بس تراني ما اتفقت وياه على أي شي.. مجرد اني عرضت عليه المشروع وخلاص..
ارتاح عبدالله وابتسم وهو يقول: بارك الله فيك يا خوي ولا تزعل من رمستي انا كنت ابا اتأكد بس..
علي: أفا عليك يا عبدالله .. من حقك تتخبر عن اللي تباه..
عبدالله: ما تقصر ياخوي.. اسمح لي الحين بترخص..
علي: وين؟
عبدالله: عندي اشغال ابا اخلصها قبل ارد العين..
علي: ومتى بترد؟
عبدالله: بالجمعة ان شالله..
علي: عيل خلنا نشوفك يا عبدالله..
عبدالله: ان شالله..
وطلعوا اثنيناتهم برى وهم يرمسون وياسمين كانت واقفة عند الدريشة تطالعهم من ورا الستارة وضحكت من خاطرها وهي تشوفهم يطلعون برى.. وتريت شوي وشافت ابوها راد البيت وهو يمشي بسرعة وركضت ويلست جدام الكمبيوتر اونها يالسة تلعب..
وعقب دقيقة بالضبط بطل ابوها الباب وقال بنبرة حادة: ياسمين؟؟ ما لقيتي مكان توقفين فيه سيارتج الا ورا سيارة الريال؟؟
ياسمين سوت عمرها متفاجئة وقالت: والله؟؟ تصدق ابويه كنت سرحانة وما اعرف وين وقفت سيارتي..
اطالعها علي بنظرة وقال وهو يشل شنطتها اللي كانت طايحة ع الارض ويبطلها: انا باخذ السويتش وبسير احرك السيارة..
وقفت ياسمين واقتربت منه بسرعة وقالت: ل وسمحت ابويه هاذي سيارتي ومحد بيحركها غيري..
علي (بحدة): قري مكانج وماشي طلعة .. انتي تبين تفضحيني جدام الريال ..؟؟ تبينه يقول ما عرفت اربي بنتي..؟؟
شهقت ياسمين بس أبوها ما سوا لها سالفة وطلع وفي ايده سويتش السيارة وتأففت ياسمين من القهر ودفنت راسها في المخدة وهي تصرخ بصوت عالي.. كانت هاذي فرصتها عشان ترمس عبدالله مرة ثانية وابوها خربها.. والحين ما بتشوفه للأبد.. شو بتسوي بعمرها الحين؟؟




عبدالله في هاللحظة كان واقف يتريا علي اييب المفتاح.. كان فاهم حركات ياسمين ويعرف انها متعمدة توقف سيارتها هني بس عشان تشوفه.. مرت عليه حركات مثل هاذي وايد من قبل وصار حافظنها.. وحس بتعاطف ويا علي اللي اكيد متأذي وايد من بنته ودلعها.. وانتقلت افكاره لليلى العاقل الحشيم وابتسم بفخر وهو يقارن بينها وبين ياسمين.. وقطع عليه افكاره علي اللي وصل في هاللحظة ويلس يتعذر له وحرك سيارة ياسمين وقدر عبدالله اخيرا انه يروح الفندق ومرة ثانية .. انمسحت ياسمين من افكاره نهائيا.. وانشغل عبدالله بسوالف ثانية اهم بالنسبة له عن خرابيط وحدة مراهقة ..

في بيت المرحوم أحمد بن خليفة.. ليلى كانت مشغلة سارة وأمل وخالد وياها في المطبخ ويالسين يسوون كيك .. سارة كانت واقفة حذال ليلى وأول ما تطلب منها شي تركض بسرعة وتييب لها اياه.. وأمل كانت يالسة فوق الcounter وكل شوي تقول لليلى: أنا شو أسوي؟؟
ليلى: صبري غناتي دورج بعده ما يا..
أمل: متى بطبخ؟
ليلى: صبري صبري..
خالد كان مبطل عيونه ع الاخر وملصق خشمه في حوض السمج اللي يايبنه محمد لهم اليوم.. من يوم يابه محمد وخالد لاصق فيه ويطالع السمج بانبهار.. واضطرت ليلى انها تييب الحوض هني في المطبخ عشان يتحرك وياه خالد لأنه مب راضي يهده..
سارة: يوم بتم كريما.. لا تعقينها بناكلها..
ابتسمت ليلى وقالت بحنان: ان شالله حبيبتي ..
سارة كانت بعدها متمسكة بعزلتها ورمستها قليلة ونادرة.. بس ليلى كانت تحاول تتواصل وياها بكل الطرق وأكثر من مرة لاحظت انها تختفي فجأة وكانت تعرف انها تسير تقعد في غرفة أمها وكانت تخليها على هواها.. اذا كان هالشي يريحها حرام تحرمها منه.. بس ليلى ما كانت تتجرأ تتبعها هناك.. لأنها تعرف انها ما بتتحمل الالم اللي بينتج من دخولها هناك.. كانت غرفة أمها وابوها مكان مقدس بالنسبة لها .. ما تبا أي حد يمسها او يغير فيها شي.. وعشان خاطر سارة بالذات.. قررت ليلى تخلي ثياب امها في الكبت على طول وما تحاول انها تشيلهم في يوم من الايام..
أمل: ليلى.. شوفي خالد !!!
التفتت ليلى على خالد اللي كان واقف ومتعلق بالحوض.. ويرفع ريوله يبا يدش داخل.. ضحكت ليلى وشلته بسرعة وصرخ خالد بصوت عالي وهو يمد جسمه عشان ينساب من اياديها بس ليلى يودته بقوة وباسته وهي تقول: مسود الويه .. ثرك مب هين طول هالوقت يالس تفكر كيف ادش عند السمج..
وطلعت من المطبخ ومشت للصالة وعطته ليدوتها عشان تيوده وردت المطبخ تكمل الكيك ويا البنات.. واستقبلتها أمل بابتسامتها الحلوة .. وغمازاتها اللي تجنن ..وضحكتها اللي ترد الروح و........ وأياديها اللي كانت في العجينة.. !!!
شهقت ليلى وركضت لها وهي تزاعج: لوله شو تسوين؟؟
أمل (ببراءة): اسوي كيكة..
طلعت ليلى اياديها من العجينة ويلست تنظفهم وهي تقول: شو اسوي فيج ؟؟ أظربج؟؟
أمل: أبا اسوي كيكة..
ليلى: قلت لج اصبري دورج بيي.. انتي ما تفهمين؟؟
اطالعتها أمل بنظرة حادة وقالت: انزين.. صبرنا.. أف!!!!

أم أحمد كانت يالسة في الصالة وخالد على ريولها يلعب ببرقعها.. يوم دشت صالحة الصالة حتى من دون ما تدق الباب..
صالحة: هود. . هود ياهل البيت.. وينكم؟؟ تعال ابويه فهد دش محد هني..
أم احمد خذت البرقع بصعوبة من ايد خالد ولبسته ووقفت لصالحة اللي دشت ويا ولدها فهد وسلمت عليهم ويلسوا في الصالة.. ولاحظت أم احمد انه صالحة شالة كيس في ايدها بس ما قالت شي وحطته حذالها ..
أم أحمد: حيالله فهد..
فهد: الله يحييج أم أحمد.. اا.. أمايه انا بسير..
صالحة: ايلس وين بتسير؟؟
فهد (بصوت واطي): أمايه بسير الشباب يتريوني..
أم أحمد: ايلس من زمان ما شفتك..
صالحة: خليه هذا ما ايوز عن هياته.. سير برايك..
ابتسم فهد ابتسامة صفرا ووقف وطلع من الصالة.. فهد.. رغم انه عمره 22 سنة.. بس أمه تتحكم فيه بشكل كبير ويعرف انه بينهزب أول ما ترد صالحة البيت لأنها كانت تباه يتم وياها ويشوف ليلى اللي كانت مصرة تخطبها له.. بس فهد شايف ليلى من قبل ورغم جمالها الا انه حس ببرود فظيع اتجاهها وكان مصر يتهرب من هالسالفة ويخلص عمره منها بأي طريقة..
أما صالحة.. فأول ما طلع ولدها تحلفت له بينها وبين نفسها يوم بترد البيت بتراويه شغله.. وركزت اهتمامها على خالد اللي كان متعلق بيدوته ويوايج عليها من ورا شيلة أم أحمد..
صالحة (وهي تبتسم له وتمد له ايدها): خلود.. تعال..
بس خالد تعلق أكثر في يدوته .. واطالع صالحة بخوف.. صالحة تظايجت بس أم احمد في داخلها استانست وقالت: بناتج شحالهن؟
صالحة: بخير .. يسلمن عليج وعلى ليلى..
أم أحمد: وليش ما ين وياج؟
صالحة: انشغلن ببيوتهن وعيالهن.. ليلى وينها؟ ووين باجي العيال؟
ام أحمد: في المطبخ.. يتعبثون ونهم يسوون كيك..
صالحة: حتى محمد ومايد؟؟
اطالعتها أم احمد بطرف عينها.. صج انها خبيثة.. تبا تعرف وين مايد ومحمد: محمد في المكتب ومايد فوق في غرفته..
صالحة: هيييييييييه.. الا محمد شو مسوي في شغله..
أم أحمد: الحمدلله يسوي اللي يقدر عليه...
في هاللحظة دشت ليلى ويا خواتها وسلمن على خالوتهن .. ليلى تظايجت يوم شافت خالوتها وتذكرت الرمسة اللي سمعتها اياها ع التيلفون وتمنت انها ما تعيد هالرمسة جدام حد من اخوانها.. اذا كانت ليلى عاقلة وكبيرة وتفتهم.. اخوانها مراهقين وهالرمسة ممكن تأثر على علاقتهم بعمهم..
ليلى: بسير اييب لكم الكيك اللي سويناه. .
صالحة: تعالي ايلسي ما نبا كيك..
أم أحمد: خليها تييبه بياكلونه اليهال..
قامت ليلى وكانت فرصة انها تتهرب من خالوتها .. وصالحة يلست تدقق في بنات اختها سارة وأمل.. وقالت عقب ما عفست ويهها: واعليه.. يحليلهن البنات يبسن ما بجى منهن شي.. انتوا ما تأكلونهن؟؟
أم احمد انقهرت منها وقالت: الحمدلله ما فيهن شي.. وامبونهن جي ضعاف..
صالحة: حشا لله.. ما كانن جي.. ماشالله سارة كانت مربربة..
سارة كانت تطالعهم ببراءة وشكلها سرحانة في عالم ثاني وأمل مركزة على صالحة ومبطلة حلجها.. وعقب تفكير لصقت في يدوتها وهمست لها : منو هاذي؟؟
ابتسمت أم احمد ومسحت على شعر أمل اللي ردت تطالع صالحة بنفس النظرة المصدومة.. وصالحة ما كانت منتبهة لأنها كانت ترمس..
أم أحمد كانت عيونها ع الكيس وما قدرت تقاوم فضولها وسألت صالحة: صالحة؟ بتخبرج هالجيس شو داخله؟
التفتت صالحة ع الجيس وجربته منها وقالت: هاذي ثيابي الليلة ببات عندكم..
في هاللحظة دخلت ليلى الصالة وسمعت خالوتها تقول انها بتبات عندهم وحست انه قلبها انقبض.. وسارت صوبهم ونزلت صينية الكيك والعصير واطالعت يدوتها اللي قالت: حياج يا صالحة هذا بيتج
أمل (اللي كانت تبا عذر عشان تكلم صالحة): ومنو بيرقد في بيتكم؟
ابتسمت صالحة: هناك عيالي .. وعيالي كبار ما يحتاي حد يرقد عندهم..
ليلى: بسير ازقر مايد عشان ياكل ويانا..
راحت عنهم ليلى وبطلت باب غرفة مايد بهدوء.. هالمرة مايد كان صج متظايج ومن أمس ما شافوه.. ما فكر حتى انه ينزل يتغدى وياهم.. والحين كان يالس يلعب بلاي ستيشن ويوم دشت ابتسم لها ..
ليلى: ميودي ما تبا كيك؟
مايد كان يوعان .. بس عقب تفكير قال: لاء مابا..
ليلى: تعال كل ويانا خالوه صالحة تحت..
مايد: مابا ..استحي منها.. ما بنزل..
ليلى: اييب لك هني ؟
مايد: ممممممم.. لا اتعبين عمرج.. طرشي نجمة..
ليلى: زين.. ومتى ناوي تنزل تحت؟
مايد: يوم بينتقل محمد من البيت..
ليلى: ههههههه.. عيل شكلك بتم هني العمر كله..
طلعت ليلى من غرفة مايد وهي نازلة ع الدري شافت خالوتها واقفة تحت وأول ما شافت ليلى سألتها: ليلى؟ وين غرفة المرحومة؟
استغربت ليلى.. ليش تسأل عن غرفة أمها؟؟ بس عقب قالت أكيد تبا تشوف أي شي يذكرها باختها وابتسمت لها وقالت: تعالي خالوه.. الغرفة هالصوب..
ومشت ليلى ووياها صالحة اللي كانت تعلق على كل شي تشوفه في دربها ويوم دشت الغرفة وشافتها تامة على حالها بالثياب اللي فيها والعطور والأثاث.. انصدمت.. واطالعت ليلى بنظرة اتهام وقالت: ليش ثياب امج بعدها في الكبت؟؟ ليش ما تبرعتوا فيهن؟؟ ولا مسوين هالغرفة معبد؟؟ ليلوه انتي تخبلتي؟؟
اطالعتها ليلى بارتباك.. ما كانت تعرف في شو غلطت بالضبط.. وقبل لا تبطل حلجها انهدت خالوتها عليها: مب زين تخلين ثيابهم هني.. تصدقوا بهن احسن.. سيري ازقري البشاكير انا بخليهن يلمن هالثياب والاغراض كلها وبنتصدق بهن..
شهقت ليلى وقالت بصوت مخنوق..: خالوه .. اغراض امي وابويه اتم مكانها .. نحن مرتاحين جذي..
صالحة: أي راحة هاذي وانتوا تشوفون كل اغراضهم مخزنة هني؟؟ خبريني انا كيف برقد اليوم في هالغرفة وهي جي؟؟
حست ليلى انها بتنفجر من القهر.. وكان في خاطرها إنه خالوتها تروح الحين.. وقالت وهي تحاول تتحكم بعمرها: وليش ما تباتين في غرفة الضيوف تحت؟
صالحة: أبا ابات في غرفة المرحومة..؟ ولا انا مب بحسبة أمكم؟؟
ليلى: اللي تشوفينه خالوه بس أرجوج كل شي يتم على حاله..
صالحة (بظيج): انزين انزين.. برايج انتي سيري جابلي اخوانج ..
طلعت ليلى وهي حاسة بحزن فظيع في داخلها .. ونزلت الصالة وهي تفكر بخالوتها اللي بدت تتحكم فيهم وتدخل في حياتهم بشكل واضح ومباشر.. وحتى يدوتها ما وقفت جدامها ولا حاولت تمنعها..
ي بيت علي بن يمعة.. عقب المغرب.. كانت ياسمين يالسة فيي الحديقة تفكر بطريقة تقدر توصل فيها لعبدالله.. ما تعرف شو اللي يخليها تفكر فيه جذي.. استوى عندها نفس الهاجس .. تبا تعرف كل شي عنه.. وعن حياته.. مرته .. عياله.. شغله.. كل شي..!! ويلست تتمشى شوي ويوم حست انها بتختنق من الرطوبة اللي برى .. ردت بتدش الصالة ، بس أبوها كان طالع في هاللحظة وشافها.. واقترب منها..
علي: أنا طالع .. تبين شي من برى؟
ياسمين: لا ابويه.. بس أنا ملانة تعال ايلس وياية شوي..
علي: مستعيل والله .. عقب بنرد وبنسولف..
رفعت ياسمين حاجبها اليمين وقالت بخبث: أبويه... عبدالله بن خليفة..
اطالعها علي بنظرة حادة وقال: شو بلاه؟
ياسمين: ليش ما نعزم مرته وعياله يتعشون عندنا .. عيب والله عزمنا الريال مرتين وما نعرف شي عن اهله..
تنهد علي.. ما يعرف شو سبب اهتمام ياسمين المفاجئ بعبدالله.. بس هاذي ياسمين وما يروم يزعلها .. : عبدالله مب معرس.. لو كان معرس جان ما قصرت وعزمت مرته..
حست ياسمين بقلبها يدق بقوة وارتبكت وبين على ويهها واطالعها ابوها بنظرة استغراب وقال: شو بلاج تلخبطتي؟؟
ياسمين: لا ماشي ابويه.. بس.. كنت افكر انه.. حرام باجر عبدالله بيتغدى في الفندق وهو هاليومين تعود ياكل من بيتنا.. أقول ابويه؟ ليش ما نطرش له أكل من بيتنا؟؟
ضحك علي من خاطره.. كان واضح انه ياسمين مهتمة وايد في عبدالله وانها استانست يوم درت انه مب معرس.. بنته ياهل وما تعرف تخبي مشاعرها.. كل شي يبين من عيونها ..
ياسمين : أبويه ليش تضحك؟؟ شو قلت انا؟
علي: الحين عبدالله.. بيودر أكل الجميرا بيتش هوتيل.. وبياكل اكل بيتنا؟؟ تخبلتي انتي..؟؟

وسار عنها علي وهو يضحك .. ما ينكر انه في داخله كان مستانس.. عبدالله رغم انه كبير بس كان ريال والنعم وفوق هذا غرقان في البيزات لقمة راسه.. واذا ارتبط بياسمين.. بتعم الفايدة عليهم اهم الاثنين..
ياسمين كانت واقفة في مكانها تبتسم .. أبوها يمكن ما قصد هالشي.. بس بطريقة غير مباشرة قربها من عبدالله وخبرها بالمكان اللي يالس فيه.. وركضت ياسمين غرفتها وهي تفكر شو بتسوي بهالمعلومة اليديدة اللي قدمها لها ابوها هدية قبل شوي؟؟
--------------------


ليلى في هالوقت كانت خلاص مخلصة كل شغلها في البيت تقريبا.. رقدت خالد وخواتها الصغار.. ومرت على مايد وشافته راقد.. ونزلت تحت وشافت محمد يالس ويا خالوته ويدوته.. بس أول ما يلست وياهم ليلى قامت صالحة .. وقالت: ياللا اسمحولي بسير ارقد..
أم احمد: تصبحين على خير ..
صالحة: وانتي من أهله..
محمد: أنا بعد هلكااااااان وبسير ارقد..
ليلى: ايلس ما سولفت وياك اليوم ..
محمد: باجر بنسولف ليلوه.. والله تعبان. .
ليلى: خلاص حبيبي سير ارقد.. تصبح على خير
محمد وهو يبوس يدوته على يبهتها..: وانتي من اهله..
عقب ما راحوا هم الاثنين.. نزلت ليلى عيونها.. كان في خاطرها شي ومتردده تخبر فيه يدوتها ولا لاء..
أم أحمد: ليلى؟ جنه الا عندج شي تبين تقولينه..
ابتسمت ليلى بارتباك.. : يدوه.. أنا..
أم أحمد: اعرف اللي تبينه ..
تفاجأت ليلى: تعرفين؟
أم أحمد: تبين الصندوق اللي يابته اخت حميد.. صح؟
نزلت ليلى عيونها وحست بألم في قلبها وهي تسمع اسم حميد.. رغم انه هالاسم دوم في خيالها بس كل مرة تسمعه من شخص ثاني تحس انه يحرقها.. ورفعت عيونها المليانة بالدموع ليدوتها وقالت: هى.. هذا اللي اباه..
تيودت يدوتها في القنفة وقامت بصعوبة.. ووقفت ليلى بسرعة عشان تساعدها.. ومشت أم أحمد بخطوات بطيئة للغرفة ويلست على طرف الشبرية.. وبطلت درج الكومودينو وليلى واقفة تطالعها وتحس بقلبها بيطلع من بين ظلوعها.. كانت مرتبكة بشكل فظيع ويوم طلعت يدوتها الصندوق.. خذته ليلى بسرعة وباست يدوتها وراحت فوق.. وتمت يدوتها تطالع الباب وهي تبتسم بحزن.. وتقول في خاطرها يحليلج يا ليلى .. كم بتتحملين؟؟
يلست ليلى ع الارض في غرفتها وركزت نظرها على الصندوق اللي جدامها وحست بقلبها ينعصر.. كان الصندوق كحلي.. وشكله وايد أنيق.. ومسحت عليه ليلى بإيدها اللي ابتدت ترتجف .. وحاولت تتخيل شو بيكون داخله.. شو هالهدية اللي ياب لها اياها حميد والله ما كتب انه يوصلها لها بنفسه؟ كانت خايفة.. خايفة تبطل الصندوق وتفتح لنفسها باب الحزن مرة ثانية..
الهدوء اللي حواليها خلاها تخاف وترتبك اكثر .. الكل كان راقد الا هي.. محد بيقاطعها ولا بيخرب عليها هاللحظة.. محد هني عشان يمنعها من حقها في انها تحزن وتصيح على راحتها.. وبطلت ليلى الصندوق بأصابع ترتجف بشدة.. وحست ليلى انها بتختنق يوم شافت اللي داخل الصندوق.. مصحف كبير في كيس من المخمل.. وتحته ورقة.. مكتوب فيها جملة وحدة.. "الله يحفظج ويحميج من كل شر يا أغلى انسانة على قلبي" ..
حست ليلى بإرهاق فظيع وهي تشل المصحف..وانهمرت دموعها وتذكرت فجأة انه عرسها المفروض يكون الاسبوع الياي.. المفروض هالاسبوع تكون في دبي ويا اهلها .. يخلصون اخر التجهيزات للعرس..
حظنت ليلى المصحف بكل قوتها وابتدت تصيح بصوت عالي.. ما قدرت تيود عمرها.. هذا كل اللي بجى لها من حميد.. آخر ذكرى واخر شي يربطها فيه.. وحست بوحدة مالها حدود .. وحدة بترافقها طول سنوات عمرها.. وبتم وياها للأبد..
وفجأة.. حست ليلى بإيد تمسح على خدها والتفتت بسرعة بس الدموع كانت مغطية عيونها وللحظة ما عرفت منو اللي يالس حذالها.. بس عقب ما مسحت دموعها شافت أمل.. يالسة تطالعها ببراءة وخوف..
أمل: ليلى ليش تصيحين؟؟
بطلت ليلى حلجها عشان تتكلم بس بدل ما ترمس صاحت بصوت أعلى.. وحطت أمل راسها في حظن اختها العودة وصاحت من دون سبب وياها.. أمل كانت صغيرة وايد وما بتفهم ... بس مجرد انها شاركت ليلى حزنها خلا ليلى تحس بشوية راحة.. وعقب دقايق هدت وخفت دموعها.. وكانت أمل خلاص راقدة..
شلتها ليلى وردتها على الشبرية وحطت المصحف حذال المخدة .. وانخشت تحت اللحاف ويا اخوانها وحاولت ترقد..

أشرقت شمس الاربعا بكل دفء وسعادة ونش عبدالله من فراشه الساعة ثمان وهو حاس بكسل من زمان ما حس به.. وعرف انه جو الخمول اللي كان عايشنه هاليومين اثر عليه.. وعقب ما غسل ويهه و-على غير عادته- طلب الريوق في الغرفة.. طلع ووقف ع البلكونة ويلس يراقب الناس اللي يتمشون تحت.. كان مقرر ما يطلع من غرفته اليوم ويخلص كل الشغل اللي اجله هاليومين.. وكانت أوراقه كلها منثرة على أرضية الغرفة وتترياه بس يشلها ويقراها.. بس للأسف . .كانت افكاره ترد تاخذه لأفق ثانية بعيدة تماما عن الشغل والاوراق.. كان يفكر بأحمد وكلثم.. بنورة.. وكل اللي فقدهم في حياته.. واخرهم فاطمة اللي طلت عليه مثل النسمة وغادرت حياته بكل هدوء.. رحيلها المفاجيء حسسه بإحباط كبير وخلاه يتذكر اشخاص ما فكر فيهم من فترة طويلة.. وفي النهاية ما يدري شو اللي ياب ياسمين على باله وابتسم عبدالله وهو يتذكر تصرفاتها الطفولية وهز راسه بحزن وقال في خاطره: لو كانت الامور مختلفة ونورة بعدها عايشة.. بتكون عندي بنت في عمر ياسمين بالضبط.. بس.. .......
استغفر عبدالله ربه ورد الغرفة واتصل بعيال اخوه اللي توله عليهم ويحس انه أهملهم في هاليومين اللي طافوا.. وما لحق التيلفون يرن الا ورد عليه مايد..
مايد: ألو؟
عبدالله: السلام عليكم..
مايد (بفرح): عمي عبدالله؟؟ وعليكم السلام.. متى بترد؟
عبدالله: هههههههه انزين اسألني أول عن اخباري ..
مايد: هلا عمي شحالك شخبارك عساك بخير؟ عمي وانته راد العين مر وافي وييب لي بقلاوة من Goodies الله يخليك الله يخليك عمي..
عبدالله (وهو يبتسم): ان شالله اذا ما نسيت..
مايد: بذكرك .. بدق لك وانته طالع من دبي..
عبدالله: ههههههه خلاص ذكرني وان شالله بمر وبييب لك اللي تباه..
مايد (بصوت واطي): عمي تعرف من عندنا؟
عبدالله: منو؟
مايد: خالوه صالحة..
حس عبدالله بظيج من سمع اسمها.. وقال: وشو يايبنها من الصبح؟
مايد: لا من امس عندنا..
عبدالله (مصدوم): باتت عندكم؟؟؟؟؟؟؟
مايد: هى..
عبدالله: ليلى وينها؟
مايد: اصبر بزقرها..
تريا عبدالله ثواني لين ما يت ليلى وردت عليه بصوت تعبان ومبحوح..
ليلى: هلا عمي..
عبدالله: ليلى؟؟ شو بلاج؟
ليلى: ما فيني شي..
عبدالله: من صوتج مبين انج وايد تعبانة..
ليلى: لا عمي بس مزجمة.. مب تعبانة ولا شي..
ما اقتنع عبدالله برمستها . مول ما تعود منها هالبرود وأول شي يا على باله انه صالحة أكيد مظايجتنهم.. بس اذا ليلى ما تبا تخبره ما بيجبرها..
عبدالله: خالوتج عندكم ؟
ليلى : هى .. بس بعدها فوق ما طلعت من غرفة امايه..
عبدالله انصدم ووقف من كثر القهر اللي فيه وسألها: شو تسوي في غرفة المرحوم؟؟
ليلى ارتبكت وقالت: باتت فيها .. ما طاعت ترقد في مكان غير هالغرفة..
عبدالله: وكيف تسمحين لها ترقد هناك؟؟؟
ليلى: عمي شو تباني اقول لها .. يوم يدوه ما قالت شي..
عبدالله: وينها امايه عطيني اياها..
ليلى: ان شالله..
نزلت ليلى السماعة وتنهدت بتعب .. من الصبح وهي تتجنب يدوتها وما تباها تشوفها وهي ويهها تعبان جذه.. ما تبا تزيد همومها .. وتخليها تحاتيها.. وقالت لأخوها مايد: أنا بروح فوق اشوف خالد نش ولا بعده.. روح ناد يدوه عمي يباها..
مايد: أوكى..
ركبت ليلى الدري وشافت خالوتها لابسة عباتها وبتنزل تحت.. فاستغربت وسألتها: خالوه؟؟ ليش لابسة عباتج؟
صالحة: بسير مشوار قبل لا أروح البيت.. اخوانج كلهم تحت؟ بسلم عليهم؟
ليلى: لا .. سارة وأمل وخالد بعدهم راقدين..
صالحة: وانتي بتنزلين تحت؟
ليلى شافتها فرصة تتهرب منها وقالت: لا انا بسير اقعدهم الحين من الرقاد وبلبسهم..
صالحة: عيل تعالي بسلم عليج الحين..
اقتربت ليلى منها وباستها بسرعة وراحت غرفتها عشان تقعد اخوانها.. واستغربت من خالوتها .. كانت مستعيلة وترمس ليلى وهي مرتبكة.. بس ليلى ما حطت في بالها شي وسارت عنها وهي مستانسة انها اخيرا بتروح بيتها..
--------------

ي بيت علي بن يمعةة .. كانت ياسمين متنرفزة ومن كثر ما هي متوترة كانت مب قادرة تقعد في مكان واحد.. اليوم الاربعا وهي ما تدري عبدالله روح العين ولا بعده.. وعقب تردد كبير.. قررت تنفذ خطتها اللي يالسة تفكر فيها من أمس..وركضت غرفتها وقفلت الباب.. وشلت سماعة التيلفون وتنفست بعمق عشان تخفف من دقات قلبها.. واتصلت فندق جميرا بيتش هوتيل.. وغمضت عيونها وهي تتريا الreception يردون عليها .. وردت عليها وحدة شامية عقب ما رن التيلفون لفترة بسيطة..
الموظفة: Jumairah beach Hotel can I help you?
ياسمين: مرحبا اختي..
الموظفة: يا هلا.. تفضلي..
ياسمين: اختي بغيت أعرف عبدالله بن خليفة قاعد في أي غرفة..؟؟
الموظفة: اسمحيلي اختي ما بقدر خبرك.. هيدي المعلومات سرية..
ياسمين: بس انا مرته.. وتيلفونه مغلق أبا اعرف رقم غرفته..!!!
الموظفة: اسمحيلي مدام بس ازا انتي مرته للأستاز عبدالله اكيد بتعرفي رأم غرفته..
عضت ياسمين على شفايفها عشان لا تسبها وقالت ببرود مصطنع: الأستاذ عبدالله على قولتج طلع من البيت معصب وما خبرني وين بيروح وانا أبا اراضيه؟؟؟ فهمتي..؟؟ ولا تبيني افهمج بأسلوب ثاني؟؟
الموظفة حست بإحراج وقالت: أنا ما بقدر اديكي رأم الغرفة بس بدي حولك على غرفته.. و انتي تفاهمي انتي وياه..
ياسمين (بظيج): ياللا بسرعة..
حولتها الموظفة على غرفة عبدالله اللي كان توه مبند عن أمه ومعصب ع الآخر على سالفة صالحة اللي باتت في بيت أخوه أمس وهو آخر من يعلم.. حاس انه وجوده في دبي خلى صالحة تتجرأ وتسوي اللي تباه بس أول ما يوصل العين بيتصرف وياها بنفسه.. ويوم رن التيلفون رد عليه من دون نفس.. بس انصدم يوم سمع صوت ناعم يستقبله..
ياسمين: ألو؟
عبدالله (باستغراب): هلا.. منو؟
ياسمين: أنا ...مممممم.. وحدة.. !!
عبدالله (بجفاف): لا والله؟ .. وأنا واحد مشغول .. اسمحيلي
ياسمين: لا والله ما تبند لحظة..
عبدالله حس انه يعرف الصوت بس سكت وما قال شي..
عبدالله: منو انتي؟
ياسمين: أنا ياسمين..
عبدالله: اها..
ياسمين: سوري.. اكيد كنت مشغول..
عبدالله: بصراحة هى كنت مشغول شوي.. خير يا ياسمين؟
ياسمين: عبدالله ممكن آخذ من وقتك ثواني بس؟
عبدالله: ممكن..
حطت ياسمين إيدها على قلبها وقالت دامه مشغول خل ادش في الموضوع على طول..: عبدالله.. أنا بصراحة .. معجبة فيك..
عبدالله ضحك على طول ما قدر ايود عمره.. مب مصدق جرأة هالبنية والطريقة اللي ترمسه فيها.. وقال لها وهو بعده يضحك : معجبة فيني؟ ياسمين شو هالرمسة؟؟
ياسمين عورها قلبها.. ليش يستخف بها ؟: انت تتحراني ياهل.. صح؟
عبدالله: بالعكس انتي ماشالله كبيرة وعاقلة..
تنرفزت ياسمين وكان هالشي مبين من صوتها: لا تجاملني عبدالله.. ولا تقص عليه.. انته تكلمني مثل ما تكلم وحدة ياهل..
عبدالله: استغفر الله العظيم.. بالنسبة لي انتي فعلا ياهل.. أنا وايد كبير .. أكبر عن ابوج حتى..
شهقت ياسمين: لا .. أبويه اكبر عنك.. أكبر عنك بوايد..وبعدين انا مب ياهل أنا عمري 19 سنة..
عبدالله (بهدوء): وأنا عمري 43 سنة.. شفتي الفرق؟؟ لو عندي بنت بتكون كبرج الحين ويمكن اكبر..
ياسمين: هالتلميحات مالها داعي.. انته مب أبويه ولا عمري بعتبرك أبويه..
ضحك عبدالله وقال: والله اتمنى لو كنت ابوج..
ياسمين: لا تكذب عبدالله..
عبدالله: شو؟؟ شو قصدج؟
ياسمين: لا تنكر احساسك.. انته معجب فيني.. ليش تحس بالذنب؟؟
عبدالله انصدم من رمستها وقال لها بكل ثقة: لا يا ياسمين انتي غلطانة.. انا مب معجب فيج وما ادري شو اللي خلاج تفكرين جذي وانا اسف اذا لمحت لج بهالشي..
ياسمين: لا .. انته خايف لأني بنت علي بن يمعة.. ولأنك كبير في السن.. هذا سبب خوفك بس انته تحبني..
عبدالله: يا سلام.. توني معجب فيج والحين حبيتج؟؟؟ ياسمين ما تشوفين انج زودتيها.. .؟؟
ياسمين: عبدالله لا تخرب ..
عبدالله: شو اللي ما اخربه؟؟ ياسمين ليش تضيعين على عمرج فرصة انج تقابلين شخص من عمرج يفهمج ويقدرج؟؟ هالمشاعر اللي تحسينها صوبي انتي وايد اكبر عنها..
ياسمين: كلهم تافهين.. انته لك شخصيتك واحترامك ومركزك.. منو من الشباب عنده كل هذا؟؟
ابتسم عبدالله ومرة ثانية صدمته بكلامها.. كل اللي تهتم به المادة والمركز الاجتماعي والمظاهر وبس.. وياسمين بروحها كانت مصدومة.. كانت واثقة انه معجب فيها مثل ما هي معجبة فيه.. كيف ما ينعجب فيها شو ناقصنها هي.. ؟؟ ليش ما استانس يوم خبرته او على الاقل جاملها؟
عبدالله: لا تحاتين.. بيكبرون.. وبيي يوم بيكونون فيه أكبر مني ومن كل اللي اعرفهم..
ياسمين: عبدالله ..
عبدالله: اسمعيني يا ياسمين.. أنا ما اصلح لج..
ياسمين: عبدالله..
عبدالله (بحنان): انا مشغول الحين.. وانتي لا تشغلين بالج بهالشغلات لنج صدقيني بتوصلين وياي لطريج مسدود..
قبل لا تتكلم ياسمين بند عبدالله التيلفون.. ويلست هي تطالع السماعة ودموعها ترست عيونها في نفس اللحظة.. مب مصدقة اللي سوته وكل اللي ممكن تسويه عشان واحد شافته أمس بس.. واليوم تحس انها مب متقبلة فكرة انه حياته تستمر من دونها.. مب متقبلة انه هالانسان اللي اقتحم قلبها مب راضي حتى يسمعها؟؟ ليش؟؟ وهل هاذي هي نهايتها وياه؟؟
-------------
ليلى في هالوقت كانت بعدها يالسة ويا اخوانها اليهال في الصالة اللي فوق ومايد يا ويلس عندهم.. كانت ليلى ميمعتنهم كلهم حذالها مثل ما كانت أمهم تيمعهم قبل.. ويالسة تخبرهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم هاجر وكيف الصحابة ساعدوه.. مايد يا ويلس وياهم ورغم ابتسامته وايده اللي كل اشوي تنمد على وحدة من خواته حس بحزن كبير.. وهو يتذكر امه وصوتها الهادي يوم كانت تتكلم وتنصحهم وتخبرهم بأمور الدين..
اطالع مايد ليلى بحنان .. ليلى استوت أمه.. من دون ما يحس.. بدت تنسحب شوي شوي من دور الاخت وتلعب وياهم دور الام..
ليلى: والله سبحانه وتعالى.. نجاه هو وأصحابه من الكفار ووصل الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة ومحد قدر يلحقه..
سارة: والكفار ماتوا؟؟
ليلى: أكيد ماتوا..
سارة: وراحوا النار؟؟
أمل (تطالع سارة بطرف عينها): هى لأنهم كفار..
سارة: انتي سكتي..
طلعت لها أمل لسانها وقالت: دبة
واطالعتها ليلى بنظرة حادة.. : لوله..!! شو هالحركات؟؟ مب عيب؟
شهقت أمل وحطت ايدها على حلجها: عيب عيب.. أبييييييه.. خلاص..
ليلى: شطووورة..
مايد: لا مب خلاص.. تعالي لازم نغسل حلجج بالصابون عشان يتنظف من هالالفاظ..
قام مايد بسرعة عشان يشل لولة اللي صرخت وانخشت في حظن ليلى.. بس مايد قدر يسحبها ويلست تصارخ وتقول : والله اخر مرة مابا اكل صابون... اخر مرة..!!!
ليلى: ههههههههه مايد والله تودرها آخر مرة خلاص ما بتقول هالكلمة مرة ثانية..
مايد: على مسئوليتج ليلى؟
ليلى: هى وإذا قالتها مرة ثانية أنا بنفسي بغسل لها حلجها..
نزل مايد أمل غصبن عنه وهي أول ما نزلت يلست تضحك ويوم يلست مكانها حذال سارة اطالعتها سارة بنظرة انتصار وهمست في اذنها وقالت: دواج..
أمل كانت بترد عليها وبطلت حلجها بس شكلها تذكرت مايد وليلى اللي كانوا يالسين حذالها وسكتت..

خالد كان يالس يدور حواليهم وكل شوي ينط على حد ويقعد في حظنه وفي النهاية يوم مل .. ركض بسرعة كبيرة صوب الدري وهو يضحك ونشت ليلىبسرعة وركضت له عشان تزخه ولحقت عليه قبل لا ينزل وشلته وهو ميت من الضحك .. أما مايد .. فقام عنهم وروح صوب غرفته بحزن.. خلاص اخوانه نسوا امه .. كلهم نسوها.. ليلى الحين استوت أمهم وما عادوا يحسون بالفراغ .. حتى سارة اللي كانت في البداية متأثرة.. تخلصت من حزنها الحين.. معقولة ايي اليوم اللي هو بعد بينسى فيه أمه؟ معقولة بتمر عليه أيام بيضحك فيها وبيسولف ويا اخوانه وبيقتنع انه هاذيلا بس هم اهله وما عنده اهل غيرهم؟؟
دش مايد غرفته وقفل الباب وراه.. ما كان يبا أي حد يتبعه.. يبا يتم بروحه.. وعقب ما وقف دقيقة عند الباب.. راح وطلع صورة أمه من الدرج ويلس يطالعها.. ملامح ليلى نفس ملامح امه.... وصوتها ساعات يرد نفس صوت أمه.. ساعات يوم تزقره من تحت ينسى.. للحظة انه امه ماتت ويتحراها هي اللي تزقره وتكون جملة " انزين امايه.." على طرف لسانة بس يتراجع في آخر لحظة ويصحح عمره..

انقطعت أفكار مايد فجأة وانتفض وهو يسمع اخته سارة تصرخ في الصالة.. حس بشعر جسمه كله وقف وتحرك من دون ما يحس وبطل الباب.. شو استوى الحين؟؟ شو بلاها سارونا؟؟ ركض مايد برى الممر ويوم دش الصالة شاف سارونا طايحة على الارض وحاظنة دانة وتصيح بصوت عالي وتزاعج.. وليلى يالسة حذالها تحاول تفهم منها شو بلاها.. مايد على طول شاف أمل واقفة بعيد هي وخالد.. وفي عيونها نظرة خوف .. وسار لها وهو معصب وقال: شو قلتي لها؟
أمل اطالعته بخوف وهي مبوزة وقالت: ما قلت لها شي.. والله
ودرها مايد وركض صوب ليلى وسارة وكانت ليلى تحاول ترمس سارة اللي كانت تصيح من الخاطر..
مايد: ليلى شوفيها يمكن شي عضها..
ليلى: سارونا وين يعورج؟؟
سارة حاولت تتكلم بس مب قادرة من كثر ما كانت تصيح.. وتفاجئ مايد يوم شاف يدوته تركب بصعوبة كبيرة على الدري لأول مرة.. وقام بسرعة ويودها وويهها كان معتفس..
أم أحمد: شو بلاها البينة ؟؟ شو سويتوا بها؟
ليلى: ما اعرف يدوه .. انا كنت يالسة هني واشوفها طلعت من الممر وهي تصارخ..
اقتربت منها أم أحمد ويلست ببطئ وحظنتها سارة ودفنت ويهها في صدر يدوتها وتعلقت فيها وهي تصيح..
أم أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم عليج يا بنيتي.. بس حبيبتي عيب ما يصيحون.. عيب..
سارة (بصوت مخنوق): ماماه..
أم أحمد وليلى اطالعوا بعض ومايد دمعت عيونه..
أم أحمد: شو فيها غناتي؟
سارة: ماماه محد.. كل شي.. وينه؟؟

ليلى عقدت حياتها وهي تحاول تفهم اللي اختها تقوله وحظنتها أم أحمد بقوة وهي تقرا عليها وفجأة وقفت ليلى وهي تشهق.. سارة كانت طالعة من الممر .. صوب......... تغيرت ملامح ويه ليلى وركضت غرفة أمها وتبعها مايد بسرعة وبطلت الباب بقوة واتوسعت عيونها على الاخر وهي تطالع الغرفة؟؟؟ كيف؟؟ ومتى ؟؟؟
مايد ما قدر يستوعب اللي شافه وركض بسرعة للكبت.. فاضي... بطل الادراج وعيونه تدمع... كلهن فاظيات.. الثياب.. العطور.. ما بجى شي غير أوراق أبوهم وذهب أمهم وبيزاتهم اللي في الغرفة والاثاث.. حتى الشراشف والفرش اللي على الشبرية ماشي.. التفت مايد على ليلى وهو يسألها بعيونه... وين ثياب أمه وابوه؟؟ وين اغراضهم؟؟؟ وين راحوا؟؟ وين راحت اخر ذكرى لهم من اغلى الناس على قلوبهم؟؟ وحط إيده على ايدها وهو يسألها: وين راح كل اللي كان هني؟؟؟
بس ليلى انسابت من بين ايديه مثل الماي وطاحت ع الارض بقوة.. ووقف مايد يطالعها بذهول.. وخوف.. ويوم رد لوعيه.. ركض بسرعة عشان ينادي الباجين..
نهاية الجزء الخامس







رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 04:21 PM   رقم المشاركة : 7
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء السادس
حركت سارة عيونها بين يدوتها اللي كانت ترش الماي على ويه ليلى وبين مايد اللي كان واقف حذالها مرتبك وخايف.. واستقرت عيونها على أمل وخالد اللي كانوا يالسين في صوب وهم ساكتين، ما يعرفون شو اللي قاعد يصير جدامهم ولا شو سبب هالعفسة اللي استوت قبل شوي..
سارة اللي كانت تصيح سكتت أول ما شافتهم يركضون صوب غرفة أمها ويوم شافت ليلى طايحة حست بخوف كبير.. وطلعت من غرفة أختها العودة وراحت تقعد في الصالة وشلت دانة من الارض وتمت تطالعها بحزن وتركز في ملامحها.. سارة ما تعرف وين راحت أغراض أمها ولا تعرف منو اللي خذاهم.. كل اللي تعرفه انه كل اللي كان في الغرفة.. ثياب امها وعطورها وحتى ريحتها الحلوة .. كل اللي كان باجي لهم من ذكريات.. كله راح خلاص.. وراح معاه آخر أمل في انه سارة تحس بوجود أمها في هالبيت مرة ثانية..
مشت سارة لغرفتها ويلست حذال الشبرية.. وخشت دانة تحتها.. هني ع الاقل محد بيقدر يوصل لها وياخذها.. هني بتم دانة على طول.. بعيد عن يدوتها وليلى واخوانها كلهم.. بعيد عن الايد اللي حرمتها من ذكريات عزيزة على قلبها..
وعقب ما تأكدت انه دانة بعيد عن عيون الكل.. طلعت من غرفتها وردت غرفة ليلى وشافتها قاعدة تصيح ومايد وخالد وأمل ما كانوا موجودين.. اللي كان موجود محمد ويدوتهم.. ووقفت سارة عند باب الغرفة تطالعهم وويهها خالي من كل تعبير.. ويوم شافها محمد مشى صوبها وخذها من إيدها وطلعها من الغرفة وابتسم لها وقال قبل لا يصكر الباب : سارونا سيري في الصالة عند مايد ولولة..

ليلى كانت تصيح ومن كثر ما كانت مقهورة من خالوتها كانت تزاعج : والله ما اسكت لها.. والله..
أم أحمد اللي كانت خايفة عليها وما يهمها صالحة ولا أي شي غير بنت ولدها في هاللحظة.. تنهدت بتعب وقالت لها: هدي اعصابج مب زين اللي تسوينه في عمرج.. عمج بيتصرف .. وبيرد الاغراض كلهن..
ليلى: مابا اشوفها في هالبيت مرة ثانية... هاذي مب خالوتي .. أكرهها.. أكرهها!!!
محمد: ليلى شو هالرمسة؟؟ ما يستوي .. هاذي مهما كانت خالوتج..
اطالعته ليلى بقهر: قلت لك مب خالوتي.. وانا ما بسكت لها..
تنهد محمد: انا بتصل بعمي عبدالله وبخبره.. وهو بيتخبرها عن الموضوع كله..
أم أحمد: وليش عبدالله؟؟ أنا موجودة هني وانا اللي بتصرف..
قالت أم أحمد هالجملة ووقفت بسرعة.. كانت ملامحها تعكس كل القهر اللي في داخلها ووقف محمد وياها وهو يقول: يدوه خلج بعيده عنها.. مب زين تعصبين..
أم أحمد: اتصل بها الحين .. هكوه التيلفون جدامك..
محمد: ما اعرف رقمهم..
ليلى نزلت من فوق الشبرية بتعب وقالت: أنا اعرف الرقم.. وانا اللي بدق لج يدوه..
اطالعهم محمد بقهر وطلع عنهم وهو يتأفف.. ما يعرف ليش أصلا يابوه من المكتب وهم مب ناوين يسمعون كلامه او يسوون له أي اعتبار .. مب جنه ريال البيت.. دوم يسون اللي في راسهن وبس.. ونزل الصالة ويود موبايله يبا يدق لعمه عبدالله.. بس مايد نط جدامه فجأة وقال: شو استوى؟
اطالعه محمد بطرف عينه وقال: غريبة.. تكلمني أنا يا أخ مايد؟؟ أحيدك متبري مني وما تدانيني..
ضحك مايد وقال: تصدق نسيت؟
يود محمد عمره عشان لا يبتسم واطالع مايد باحتقار وقال: شو تبا الحين ؟؟؟
مايد: شو قررتوا فوق في الاجتماع؟
محمد: مب شغلك..
مايد: ليلى نشت؟
محمد: هى نشت.. خلاص عاد فارج..
مايد: يا ربييييييه انته على منو طالع جي وغد؟؟
محمد: محد وغد غيرك يالهرم .. يالله عاد اذلف من جدامي خلني ارمس..
سار عنه مايد بكل بساطة ويلس محمد ع القنفة ودق لعمه عبدالله وقبل لا يرد عليه عبدالله انتبه محمد انه مايد يا ويلس حذاله هو وخالد وسارة وأمل.. بس ما قدر يقول شي لأنه مايد حط خالد في حظنه وعمه رد عليه في هاللحظة واضطر انه يرمس جدام اخوانه كلهم..

عبدالله قبل لا يدق له محمد كان يالس يطالع أوراقه ويحاول انه ما يفكر بياسمين وتصرفها وياه في هاليومين.. رغم طيشها وحركاتها اللي مالها داعي بس بعد يحس انه فيها براءة كبيرة .. مشاعرها شفافة وايد وعبدالله كان متأكد من اعجابها به من أول مرة شافته فيها..كل شي كان مبين من عيونها.. حتى هو يذكر انه استحى يحط عينه في عينها.. وغمظته لأنها تبا تسوي عمرها قويه وما تعرف انه اوراقها كلها مكشوفه جدامه.. بس على الرغم من جمالها وشخصيتها الحلوة مستحيل يسمح لنفسه انه يفكر في وحدة ياهل وهو في عمر ابوها.. أصلا مجرد التفكير فيها يخليه يرتبك..
في هاللحظة سمع رنة موبايله واستانس يوم شاف رقم محمد لأنه أول مرة يدق له ورد عليه وهو يبتسم
عبدالله: هلا محمد..
محمد (بارتباك): اهلين عمي.. شحالك؟
عبدالله: الحمدلله ربي يعافيك.. انته شحالك؟ وشحال اخوانك ويدوتك؟
محمد: الحمدلله كلهم بخير بس.. ليلى..
عبدالله حس انه قلبه انقبض.. من الصبح وهو يحاتيها وبسرعة سأل محمد اللي كان متردد يخبره ولا لاء: خير؟ بلاها ليلى؟
محمد: عمي ليلى تعبانة شوي... أعصابها تعبانة.. مب إلا هي .. كلنا ..
عبدالله: من شو؟؟ شو اللي صار عليكم؟
محمد: عمي انته تعرف انه خالوه صالحة كانت بايتة عندنا؟
عبدالله: هى اعرف والمفروض كنتوا تخبروني..
محمد: أنا ما يخصني .. ومب هذا هو الموضوع..
عبدالله: شو عيل؟
محمد (بصوت واطي عشان اخوانه لا يسمعونه): الظاهر انه خالوه لمت أغراض أمي وأبويه كلهن من الغرفة وشلتهن وياها..
عبدالله من سمع هالجملة حس انه يبل انهد فوق راسه.. : صالحة؟؟؟
محمد: وليلى تعبت و..
عبدالله: ساعة ونص وبكون عندكم... لا ترد المكتب ايلس ويا اخوانك في البيت..
محمد: ان شالله..

بند عبدالله وهو يحس انه الدم يفور في عروقه.. خلاص صالحة ما خلت أي مجال للتفاهم.. لازم يرمسها وينهي هالوضع في الحال.. وعلى طول لم اغراضه وسوى check out من الفندق وقبض خط العين..
محمد يوم بند عن عمه.. التفتت لاخوانه وشافهم يطالعونه.. وأمل تقربت منه لأنها كانت من الصبح متحرقصة تبا تعرف شو السالفة بس تعرف بعد انه محد بيعبرها والحين يوم شافت محمد ساكت استغلت الفرصة..
أمل: حماده.. ؟؟
محمد: حماده في عينج .. اسمي محمد..
اطالعته أمل ببلادة وردت تسأله: حماده ليلى تصيح؟
محمد: لا ما تصيح.. سكتت خلاص.. وقلت لج اسمي محمد مب حمادة..
خالد اللي كان في حظنه كان يطالعه وهو يبتسم.. وابتسم له محمد وقال له: خلودي قول محمد
بطل خالد حلجه.. بس كالعادة ما قال شي لأنه اسم محمد كان صعب عليه.. ورد محمد مرة ثانية يحاول وياه : حبيبي قول محمد.. محمد..
ضحك خالد وقال بعد مجهود كبير: أنّم..
أمل أول ما سمعت الكلمة اللي قالها خالد انفجرت من الضحك ومايد ضحك وياها..
مايد: هلا والله أنّم.. من وين الاخ؟؟ من بنجلاديش؟؟
أمل: أنّم... أنّم..
محمد سوى عمره معصب: جب انزين.. مالت عليكم..
بس يوم شافهم يضحكون ضحك وياهم وحظن خالد اللي كان يضحك مب عارف انهم يطنزون عليه.. ومحمد ارتاح لأنه أمل خلصت من اسألتها بس خاب ظنه لأنها تذكرت وردت تسأله..
أمل: ليلى منو ظربها؟
محمد: محد ظربها بس هي كانت مريضة شوي..
قبل لا ترد أمل وتسأله سؤال ثاني .. تقربت منه سارة وهي تطالعه بخجل..
سارة: خالوه شلت ثياب ماماه؟
نزل محمد خالد وشل سارة ويلسها على ريوله وقال لها وهو يبتسم: هى شلتهن وبتردهن اليوم لا تحاتين..
أمل يوم شافت سارة يالسة على ريول محمد استغلت الفرصة ويلست على ريوله الثانية.. وضحك محمد واطالع مايد وهو يقول: دخيلك الحقني هالدبة بتكسر لي ريولي..
أمل : انته دبة..
مايد: ماشالله يحبونك... خلاص عيل انا بطلع الحين .. بسير العب ويا نواف.. وانته ايلس عندهم حرام والله يحبونك..
محمد: والله ما تروح ما اعرف لهم .. تعال!!!
بس مايد ركض بسرعة وطلع من الصالة ورد محمد يطالع خواته بقهر ونزلهن اثنيناتهن وشغل التلفزيون وهو يقول في خاطره: مالت عليه اوني ريال البيت..
ويلسوا كلهم يطالعون space toon ومحمد يتريا عمه يوصل من دبي..




* * *
فوق في غرفة ليلى كانت أم أحمد ميودة السماعة بكل قوتها من القهر وليلى يالسة حذالها تطالع ويهها واثنيناتهن يترين حد يرد على التيلفون بس رغم انهن اتصلن 3 مرات محد رد عليهن..
نزلت أم أحمد السماعة واطالعت ليلى وقالت: محد يرد..
تنهدت ليلى: يدوه شو بنسوي؟ الله يعلم وين ودت اغراضهم..
أم أحمد: بتطلعهن لو من تحت الارض.. هاذي سرقة .. تتحرانا بنسكت لها؟
اطالعت ليلى يدوتها بحنان.. وحست فجأة بالذنب.. مول ما فكرت فيها وفي اعصابها ومرضها.. ما فكرت انه يدوتها حرمة عودة وانها بتتعب أكيد من طلعتها على الدري ومن كل اللي صار.. وبدل لا تهديها زادتها وخلتها تعصب اكثر.. تصرفها كان وايد أناني.. واستحت من عمرها..
ليلى: يدوه.. عمي عبدالله بيتصرف وياها.. شو رايج ننزل تحت عند اخواني؟
أم أحمد: لاء.. تعالي اتصلي بها مرة ثانية.. يمكن ترد هالمرة..
ليلى: خلاص يدوه برايها ..
أم أحمد: لا يا ليلى انا ابا اكلمها.. صالحة زودتها.. تتحرى ما عندكم حد يوقف وياكم؟ اليوم شلت اغراض امكم وابوكم وباجر بتبدا تتحكم في كل صغيرة وكبيرة في هالبيت .. عنبوه انا بعدني حية ما مت..
ليلى: بسم الله عليج ..
أم أحمد: ياللا اتصلي بها مرة ثانية.. بحشرها لين ترد..
ابتسمت ليلى واتصلت مرة ثانية وهالمرة ما لحق التيلفون يرن ورد عليهم فهد من أول رنة..
فهد: ألو؟
أم أحمد: السلام عليكم ورحمة الله..
فهد: وعليكم السلام..
أم أحمد: منو ؟ فهد؟
فهد: هى نعم فهد.. منو ويايه؟
أم أحمد: انا خالوتك ام احمد.. وين امك؟
فهد: هلا خالوه.. أمايه بعدها ما ردت من عندكم..
أم أحمد: هيييييه.. أنزين يوم بترد خبرها اني اتصلت وخل ترد تتصل بي اترياها..
فهد: خير خالوه شو صاير؟
أم أحمد: خير ان شالله .. انته بس خبرها وخلها ترد عليه أول ما توصل..
فهد: ان شالله..
بند فهد التيلفون وهو مستغرب.. شو يبون في امه توها رادة من عندهم.. يمكن نست شي في بيتهم؟؟ تنهد وراح غرفته.. ليش يهتم اصلا؟

* * *
عبدالله كان يشتعل في داخله .. ويسوق بسرعة 220 من كثر ما هو مقهور من صالحة.. كيف تتجرأ توصل لغرفة المرحوم وتتصرف على هواها جنها في بيتها هي .. واذا في شي مب عايبنها ليش ما تكلمه هو؟؟ مب هو ولي امرهم والمسئول عنهم؟؟ كان عبدالله متأكد انه صالحة متعمدة تسوي هالشي عشان ترسخ سيطرتها على عيال اختها وعشان تبعده هو عنهم.. الله يستر بس ويعينهم على عمايلها..
عقب ساعة الا ربع كان عبدالله في العين وما حس بعمره الا وهو في زاخر.. ووصل في نفس الوقت اللي وقف فيه دريول صالحة سيارته في الحوي..
نزلت صالحة من السيارة ويوم شافت عبدالله نازل من موتره قالت بصوت واطي: شبعت من الهياتة في دبي والحين ياي تخرب علي؟
وقف عبدالله جدامها وكانت ملامحه متغيره من القهر اللي في داخله.. وصالحة كانت تطالعه ببرود وقالت : حيا الله عبدالله.. ما شالله متى رديت من دبي؟
اطالعها عبدالله باحتقار وقال بنبرة حادة: وين اللي خذتيه من غرفة اخويه؟؟؟؟
صالحة: الناس يسلمون قبل..
عبدالله: صالحة ردي على سؤالي..
صالحة: إذا ياي تسألني عن اللي خذته من غرفة أختي...
عبدالله: قصدج اللي سرقتيه... وين تبين انتي داشة بيت اخويه وتتصرفين فيه على هواج؟؟
صالحة: هذا بيت اختي مثل ما هو بيت اخوك...
عبدالله: بيت اخويه يعني بيتي ومالج خص تتدخلين وتغيرين فيه على كيفج...
صالحة: وانته عندك بيتك بعد وما يخصك في عيال اختي..
عبدالله: الزمي حدودج يا صالحة ولا تخليني اغلط عليج..
صالحة: تخسي الا انته تغلط عليه...
عبدالله: وبأي حق تفضين الغرفة ووين وديتي اللي خذتيه؟
صالحة: انته لو صج هامينك عيال اخوك جان ما خليت اغراض ابوهم وامهم جدام عيونهم اربعة وعشرين ساعة.. والا انته هذا اللي تباه.. تحرق قلوبهم وخلاص..
سكت عبدالله ونزل راسه.. كلامها كان فيه شي من الصحة وحس عبدالله للمرة الثانية في هاليوم انه صج مقصر وياهم .. وصالحة يوم شافته ساكت قالت: الاغراض جان تباهن بتحصلهن في الهلال الاحمر.. تقدر تروح وتردهن.. أنا قلت بسوي خير في هاليتامى اللي انته مب سائل عنهم..
عبدالله انقهر من كلامها وحس إنها تتعمد تستفزه.. وقال: انا اروم اسير واشتكي عليج واقدر اطلع امر من المحكمة انج ما تطبين بيت اخويه مولية.. بس بعد بكون احسن عنج..
صالحة: سو اللي تباه.. بيت اختي وعيال اختي محد يروم يمنعني عنهم..
اطالعها عبدالله بنظرة باردة وسار عنها ووقفت صالحة تطالع سيارته وهي تطلع من البيت وقالت بصوت عالي: في اللي ما يحفظك ان شالله

* * *
ليلى كانت يالسة في الصالة في هاللحظة .. اخوانها محتشرين حواليها ومايد توه راد من برى وهي مب وياهم.. افكارها ماخذتنها لعالم ثاني.. تحس انه الدنيا ضدها وانها كل ما حاولت تجمع شتات افكارها ومشاعرها.. يصيبها شي يشل تفكيرها تماما ويهز قوتها اللي تتظاهر بوجودها جدام الكل.. قوتها وهم.. وبرودها وهم.. وحتى ابتسامتها والفرحة اللي تحس بها ساعات.. مجرد وهم.. من شهر ونص وهي حاسة انه حياتها كلها سراب.. كل ما حاولت توصل لهدف يختفي بمجرد ما تتقرب منه.. كيف بتستمر وكيف بيستمرون وياها وهي حاسة بهالضعف في داخلها؟؟
حست بإيد على خصرها وكان خالد يبا ينخش عن أمل ومسحت على شعره من دون اهتمام وتنهدت ويت بتوقف عشان تروح فوق بس الباب تبطل في هاللحظة ودش عمها عبدالله.. ملامحه كانت تقول انه تعبان وظايج ومن دون ما يتكلم عرفت ليلى انه مر على خالوتها صالحة.. وراحت له عشان تسلم عليه وحبته على راسه وتيمعوا اليهال كلهم عليهم.. ومايد يلس يتلفت حواليه جنه يدور شي..
مايد: افااااااااااااا.. وين البقلاوة؟؟؟ انته وعدتني..
عبدالله: اوووووووه والله نسيت انا قلت لك تذكرني..
مايد: وانا شدراني انك بترد اليوم..
عبدالله: ههههههههه خلاص حقك عليه ان شالله بييب لك اللي تباه المرة الياية..
مايد: ما ينفع .. المرة الياية لازم توديني وياك.. خلاص الثقة انعدمت من بيننا..
عبدالله: هههههههه لهالدرجة.. ؟
مايد: اسولف وياك عمي..
أمل كانت تطالع عبدالله اللي كان طويل وايد بالنسبة لها وكانت رافعة راسها وشكلها يجنن وعبدالله يوم انتبه لها شلها وباسها ويلس وشل سارة ووداهن الصالة وياه وأمل تسأله: عمي شو يبت لي؟؟
نزلهن عبدالله ع القنفة وحس بألم في قلبه.. مر اسبوع من دون ما يشوفهم.. ما كان متوقع انه يتوله عليهم هالكثر ولا كان متوقع انه بيحس بهالالم كله اول ما تطيح عينه عليهم.. غامظينه وايد .. كلهم من أكبرهم لأصغرهم.. نظرة الحزن اللي في عيون ليلى .. براءة اليهال وصمت سارة.. مايد اللي يخبي ورا ضحكته انهار من الحزن ومحمد اللي يحاول قد ما يقدر يكون ريال البيت.. كلهم معورين له قلبه وكلهم يحسسونه من دون قصد انه مهما سوى بيتم مقصر وياهم.. كيف نسى اييب اللي طلبه مايد منه وكيف انسى انه هاليهال يتوقعون منه يرد لهم وايده مليانة هدايا حقهم؟؟ صح انه مب متعود على اليهال ولا على المسئوليات بس بعد المفروض انه يفكر بهالشي ..
تبخرت هالافكار من راسه يوم شاف عبدالله أمه يايتنه من صوب الممر .. تمشى بخطواتها الثجيلة وابتسامتها منورة ويهها رغم اللي استوى اليوم وفز من مكانه بسرعة وراح لها وباسها على راسها وايدها وساعدها في المشي..
أم أحمد: حيا الله بو حميد.. متى وصلت غناتي؟
عبدالله: توني الحين ياي من دبي..
يلست أم أحمد ويلس عبدالله حذالها ويا محمد وسلم على عمه ويلس وياهم وليلى يلست حذال يدوتها .. ومايد خذ سارة وأمل وخالد وراحوا صوب التلفزيون يلعبون بلاي ستيشن..
أم أحمد: محمد خبرك عن اللي سوته صالحة؟
عبدالله: أنا توني ياي من بيتهم..
ليلى: والله؟
أم أحمد: لقيتها؟
عبدالله (ويهه اعتفس): هى لقيتها ورمستها.. لسانها طويل .. ظبعة مب حرمة هاذي.. مدري كيف ريلها كان متحملنها .. ألله يرحمه مب من شوي انجلط ومات..
ليلى استحت ونزلت راسها وهي تبتسم ومحمد ظحك بس أم أحمد تمت تطالع ولدها بحدة وسألته: وشو قالت لك؟ ووين اللي خذته؟
عبدالله: امايه صالحة تبرعت بكل شي للهلال الاحمر
شهقت ليلى والتفتت بسرعة لعمها: شو؟؟؟؟؟ تبرعت بهم؟؟
محمد: كيف تتبرع بشي ما يخصها؟؟
أم أحمد: وليش ما رحت الهلال الاحمر عشان تردهم..
عبدالله: ما اقدر امايه .. تبيني ارد شي وصل للهلال الاحمر..
نزلت أم أحمد عيونها وسكتوا كلهم يوم شافوها تمسح دموعها بشيلتها.. صالحة جرحت كرامتها .. وحرمتها من شي كان يخص ولدها اللي كانت تموت فيه.. رغم انها كانت مول ما تسير غرفته بس كانت مطمنة انه محد بيمس أي شي يخصه.. كانت مطمنة انه هالبيت بخير دامها موجودة فيه وانه محد يروم يتقرب من عيال ولدها أو يمس شعره منهم.. بس هذا كله تغير ويت صالحة في لحظة وخربت كل شي وكشفت لها انه وجودها في البيت مثل عدمه وانه اللي يبا يضرهم بيضرهم مهما حاولت تحميهم..
عبدالله: أمايه؟
أم أحمد (بصوت واطي): حسبي الله عليها..
اطالع عبدالله ليلى وشافها منزلة راسها وويهها احمر.. كانت حابسة دموعها وحزنها في داخلها .. والله حرام كل اللي يالس يستوي لهم.. عقد عبدالله حياته وعقب تفكير قال لهم: شو رايكم نسير العزبة؟
رفعت ليلى راسها واطالعت عمها بلهفة.. وردت تطالع يدوتها وهي تترجاها بنظراتها وابتسمت ام احمد بتعب وقالت: وين اروم للعزبة انا .. تعرفني اتعب بسرعة..
عبدالله: عن الدلع يا ام احمد.. باجر بنسير وبنستانس.. وانا عندي شغل هناك وما اروم اودركم هني بروحكم..
ليلى: يدوه الله يخليج ابا اسير اشوف العزبة ولا مرة سرت لها..
محمد: حتى انا الله يخليج يدوه
ابتسمت أم احمد لمحمد اللي كان يطالعها ببراءة كبيرة وقالت: خلاص بنسير.. متى تبانا نزهب؟
عبدالله: انا بودي نجمة وتاميني اليوم هناك عشان ينظفون البيت وانتوا الحقوني باجر ويا الدريول..
وقفت ليلى بسرعة وباست عمها على راسه وركضت لاخوانها وهي تقول بصوت عالي: قوموا بسرعة ودروا عنكم اللعب .. باجر بنسير العزبة..
اطالعها مايد ببرود ورد يلعب بلاي ستيشن و سارة وأمل مول ما ردوا عليها ولا حتى اطالعوها لآنهم ما يعرفون اصلا شو يعني عزبة .. ووقفت ليلى وهي حاسة بإحراج والتفتت على عمها وضحكت بخجل وشلت خالد وراحت غرفتها فوق..

* * *
في بيت علي بن يمعة.. وبالتحديد في غرفة ياسمين.. كانت الليتات كلها مبندة والغرفة يخيم عليها جو مظلم وحزين.. وياسمين من الصبح وهي مقطعة عمرها من الصياح ومشغلة اغنية " ليه خليتني احبك" وتعيدها الف مرة وتصيح.. تحس بكرامتها انجرحت واللي يقهر انها ولأول مرة مب مهتمة.. عادي عندها انه يذلها او يجرحها .. بس انها تخسره ؟ هذا اللي مب قادرة تتحمله او حتى تسمح لنفسها انها تفكر فيه.. عبدالله مختلف.. متميز في كل شي .. عمرها ما احترمت ريال في هالدنيا مثل ما تحترمه هو.. حتى ابوها عمرها ما اعتبرته متميز لهالدرجة.. بس عبدالله.. عبدالله اذهلها.. خلاها تحس انها وهو حذالها انها ترمس شخص مهم.. شخص له وزنه في المجتمع وله مكانته.. وهي وياه كانت تحس انها هي بعد مهمة وانه الكل يحسدها انها يالسة ترمسه.. كانت واثقة جدا من نفسها وواثقة بعد من جمالها وقدرتها على انها تجذب وتحبب الكل فيها.. بس ليش عبدالله بالذات هو اللي نفر منها؟؟ ليش؟؟
ليش الانسان الوحيد اللي تمنته هو اللي ابتعد عنها؟ ومعقولة ما في أي مجال انها تعرف اخباره بعد اليوم او انها تشوفه؟؟
تنهدت ياسمين وقامت عن فراشها وبندت المسجل.. راسها كان يعورها وعيونها تحرقها والاغاني الكئيبة اللي كانت تسمعها زادت من كآبتها وخربت مزاجها بزيادة.. ويوم اطالعت عمرها في المنظرة ضحكت من دون نفس.. شعرها الطويل كان صاير كشة وعيونها منفخة من الخاطر.. وراحت الحمام وغسلت ويهها وردت تمشط شعرها.. ولفته وغيرت بيجامتها ونزلت الصالة وشافت لافي يالس بروحه.. وراحت تيلس وياه من الظيج مع انها ما تحب تسولف وياه بالمرة..
اطالعها لافي بطرف عينه وهو يقرا المجلة وقال: ما لقيتي غير هاللبس تنزلين فيه الصالة؟
اطالعت ياسمين بيجامتها وقالت: شو بلاه لبسي؟؟
لافي : ظيج وايد... ولا مب حاسة بهالشي؟؟
رفعت ياسمين حاجبها اليمين واطالعته باحتقار ويابت شعرها جدام وغطت به بيجامتها وقالت: اسفة.. اسمح لي جرحت مشاعرك ما دريت انه لبسي بيظايجك هالكثر..
لافي ما اطالعها ولا حتى كلف نفسه ورد عليها وتم مركز في المجلة مع انه ياسمين متأكدة انه ما كان يقرا .. بس يبا يقهرها.. واصلا هي ما اهتمت وتمت يالسة وهي ساكتة بس افكارها ردت بها لعبدالله وهي ما تبا تفكر به.. فتنهدت وقالت: لافيييييييي.. لافي!!!
لافي: شو تبين؟
ياسمين: لافي انا متظايجة.. طلعني..
لافي: عندج سيارتج اطلعي بروحج..
ياسمين: انا اباك انته اتطلعني...
نزل لافي المجلة واطالعها ببرود وقام وراح غرفته فوق من دون ما يرد عليه وتمت ياسمين تطالعه وهي مصدومة وهو على الدري قالت له بصوت عالي: تعرف انك سخيف؟
بس لافي ما رد عليها ويلست ياسمين مقهورة بروحها وعقب دقايق راحت وشلت التيلفون عشان تتصل بنهلة اللي ردت عليها عقب فترة..
نهلة: هلا بطالش والرش وماي الو....
ياسمين: بس لا نهلوه مب متفيجة لثجل دمج..
نهلة: بسم الله الرحمن الرحيم.. انزين يوم مب متفيجة لي ليش متصلة؟
ياسمين: نهلة انا ايجة وايد بموت ..
ومن خلصت جملتها ردت تصيح من الخاطر وانصدمت نهلة .. عمرها ما سمعتها تصيح جذه .. ودرت انه الموضوع كبير.. وتمت ساكتة لين هدت ياسمين شوي وقالت لها: ياسمين؟ شو بلاج حياتي؟
ياسمين: نهلة .. انا ليش حبيته؟؟ ليش؟.؟
نهلة: قصدج عبدالله.. صح؟
ياسمين: شو دراج؟
نهلة: هههههههه ياسمين انا من اول ما رمستيني عنه وانا اعرف انج بتحبينه..
ياسمين: كيف عرفتي؟ انا ما بينت لج أي شي..
نهلة: من نظرة عيونج يالغبية..
ياسمين: اااااااااااااااااخ يالقهر .. ما يباني يا نهلة.. قفطني..
نهلة انصدمت وسألت ياسمين بحذر: وشو دراج انه ما يباج غناتي؟ يمكن هو بعد معجب بج..
ياسمين: لا.. هو قال لي.. انه..
حست ياسمين انها غلطت وسكتت بس نهلة كملت عنها وقالت: شو قال؟؟ اصلا متى قال لج؟؟ متى رمستيه يا انسة ياسمين؟
ياسمين: اووووووهووو.. نهلة لا تحسسيني بالذنب..
نهلة: شو ما احسسج بالذنب .. ؟؟ انتي تعرفين شو سويتي؟؟ ومن وين يبتي رقمه؟
ياسمين: ما اعرف رقمه.. ليتني كنت اعرفه بس ما اعرفه..
نهلة: عيل وين رمستيه..
ياسمين: دقيت له على غرفته في الفندق.. وقال لي اني ياهل وانه قد ابويه وبند في ويهي تخيلي..!!!!
نهلة: هههههههه دواج..
ياسمين: شو؟؟؟ ليش تضحكين؟؟؟
نهلة: ياسمين يا غناتي انتي منبهرة فيه صدقيني هذا مب حب.. انتي تحسين انه صعب المنال عشان جذه متولعة به وتبين تمتلكينه بأي طريقة..
ياسمين: لا ...لا .. انتي مب فاهمة أي شي..
نهلة: هزرج؟
ياسمين: هى.. أنا اعرف مشاعري.. انا مب ياهل.. اوكى؟
نهلة: أوكى...
سكتت ياسمين شوي وعقب ردت ترمس: نهلة؟
نهلة: عيون نهلة..
ابتسمت ياسمين: تسلم لي عيونج. .المهم.. اسمعي.. فكري لي بخطة الحين.. ابا اشوف عبدالله.. ابا اوصل له بأي طريقة..
نهلة: لا لا لا .. انا ما يخصني.. ليش اوهق عمري وياج.. تصرفي بروحج..
ياسمين: هاذي وانتي ربيعتي جي تقولين..
نهلة: ياسمين انتي مثل اختي ويمكن اعز عن خواتي بعد.. وانا ما اباج تتوهقين..
ياسمين: عبدالله ما بيوهقني.. انا اعرف انه اكبر عن هالحركات..
نهلة: يوم تعرفين هالشي ليش ترخصين بعمرج جدامه..
انقهرت ياسمين من رمستها وبندت التيلفون في ويهها من دون نقاش.. وانقهرت اكثر يوم ما ردت نهلة تتصل ويت بتوقف بس أبوها دش الصالة وركضت له ياسمين وحظنته بقوة..
علي: هههههههههه هلا والله .. وينج انتي اليوم؟ حتى ما نزلتي تتغدين..
ياسمين: وانته طبعا كلت وشبعت ولا سألت فيني..
علي: امج قالت لي انج راقدة..
يرته ياسمين من ايده ويلسته ع القنفة وقالت له: أبويه.. بطلب منك طلب بس اذا ناوي تردني خبرني من الحين ما فيه اتفشل..
علي: انتي تامرين امر ... انا ما اقدر ازعلج..
ياسمين: أبويه ابا اسير العين..
علي: العين؟ شو تسوين هناك؟؟ انا رايحنها اكثر عن مرة وما فيها مكان بيعيبج..
ياسمين: ما يخصني انا ولا مرة رحت.. وانته قلت انك ما بتردني..
علي: يا ربيييييه.. انزين ما بردج بس وين بتروحين..
عظت ياسمين على شفايفها وقالت بدلع: اتصل بربيعك المقاول وخبره انه بنتغدى عنده..
علي (بهبل): أي مقاول..
ياسمين (ونها ما تعرف اسمه): المقاول العيناوي.. اللي كان متغدى عندنا امس..
علي: اها .. عبدالله بن خليفة..
ياسمين: هييييييييييه هو هذا.. مب احسن نتعرف عليهم اكثر عشان عقب دوم يتعامل وياك..؟؟
علي: والله انا مب محتاي له هو اللي محتاي لي وهو اللي لازم يدور رضاي..
ياسمين: ابويه!!!!
علي: انزين انزين.. بس عبدالله مب معرس...
ياسمين: يعني معقولة ما عنده خوات؟؟
علي: يمكن عنده..
ياسمين: انا ما يخصني ابا اسير العين يعني ابا اسير .. الحين تدق له.. وتخبره..
علي: الحين؟؟
ياسمين: هى الحين... ياللا باباه!!!!
تنهد علي وقال: استغفر الله العظيم وطلع موبايل واتصل بعبدالله وياسمين لصقت اذنها بالموبايل وابوها يطالعها ويضحك.. وهي تبتسم له بدلع..

في هالوقت كان عبدالله في دربه لليوا.. وكان يبتسم وهو يفكر بالعزية اللي من زمان ما راح لها.. وعنده فرصة يستانس فيها على راحته الخميس والجمعة وهالمرة اكيد بتكون غير لأنه عيال اخوه وياه.. ويوم رن تيلفونه وشاف رقم علي بن يمعة .. ابتسم ورد عليه..
علي: الو السلام عليكم..
عبدالله: وعليكم السلام ورحمة الله ..
علي: شحالك يا خوي..
عبدالله: الحمدلله يسرك الحال انته شحالك؟
علي: لحمدلله بخير ربي يعافيك..
عبدالله: والله توك على بالي كنت اقول في خاطري انك بتزعل عليه..
علي: ليش؟
عبدالله: روحت العين ولا خبرتك بس والله ظروف..
علي: لا بالعكس هذا اللي كنت ابا اسمعه..
عبدالله: هههههههه افاا.. كنت تترياني اظهر من دبي؟
علي: هههههههه لا والله مب جي قصدي ... ممممم... بقول لك شي بس اخاف اثجل عليك..
ياسمين اطالعت ابوها باستغراب وبطلت عيونها ع الاخر اونها تهدده.. وعلي ابتسم لها وهو يسمع عبدالله يقول له: تفضل يا بو لافي ..
علي: والله الاهل يبون ايون العين وقلت بنمر نتغدى عندك..
ابتسم عبدالله وعرف انه "الأهل" هم ياسمين ما غيرها.. وقال: ان ما شلتكم العين تشلكم عيوني يا بولافي.. متى بتون باذن الله؟
اطالع علي ياسمين وحط ايده على التيلفون وسألها: متى تبين تسيرين؟
ياسمين: اليوم!!!
ضحك علي وقال لعبدالله: بما انه باجر الخميس واجازة .. أشوفه انسب وقت..
عبدالله: اها... همممممم ... انا الحين ساير العزبة في ليوا .. وبتم هناك ليوم الجمعة.. شو رايكم اتون تتغدون عندنا هناك..
علي: مدري والله انا ما ادل درب ليوا..
شهقت ياسمين وهي تحس انه الفرص بتضيع من ايدها وتمت تسوي حركات لأبوها وتأشر له وتقول بصوت واطي: أنا ادل الدرب .. أنا أدله!!!
ابوها ما سوالها سالفة وقال لعبدالله: خلاص عيل ما بنخرب عليك الاسبوع الياي ان شالله..
عبدالله: لا لا .. لا بتخربون عليه ولا شي.. انتوا من توصلون العين بالسلامة انا بطرش لك مالدريول يمشي جدامكم بموتره وبيدلكم ..
ابتسم علي وهز راسه وهو يطالع ياسمين عشان يطمنها وقال: خلاص عيل بنتلاقى باجر..
عبدالله: على خير ان شالله..
علي: ما تقصر يا بوحميد..
عبدالله: أفا عليك يا بولافي..
علي: ياللا عيل في حفظ الرحمن..
عبدالله: في امان الله..

بند عبدالله التيلفون وتم يفكر شو اللي تباه ياسمين ولشو تبا توصل بالضبط؟؟؟ عبدالله كان متوقع انه عقب رده الجاف والجاسي عليها امس خلاص ما بترد تفكر فيه.. بس الظاهر انها تعلقت فيه اكثر لدرجة انها تلحقه للعين.. اطالع عبدالله عمره في جامة السيارة وظحك.. من سنين وهو مبتعد عن الحريم ومشاكلهن والحين في خلال اسبوع واحد بس.. طلعن له ثنتين وجلبن له حياته فوق حدر.. وبحزن تذكر نورة.. واختفت ابتسامته.. محد يسواها ولا وحدة بتوصل لمكانتها.. لا ياسمين .. ولا عشرة من امثالها.. وكمل دربه لليوا وهو يعيد هالفكرة في باله عشان تترسخ اكثر في تفكيره.. وعشان لا يفكر للحظة انه يشغل نفسه بالتفكير في غيرها..
* * *


* * *
أول ما وصل عبدالله ودش الفيلا .. حس انه نسى شي .. بس ما يعرف شو هو بالضبط .. وراح غرفته وهو يفكر ويحاول يتذكر..بس صوت التيلفون قطع عليه افكاره ورد عليه وهو يبتسم..
عبدالله: هلا غناتي..
ليلى: هلا عمي.. أقول.. مب جنك نسيت شي؟؟
ضحك عبدالله وهو يتذكر اللي نساه وقال: نجمة وتاميني.. نسيت اييبهن ويايه.. وانا اقول يا ربي شو اللي نسيته؟ الحين لازم ارد اخذهن..
ليلى: لا لا لا .. لا ترد ولا شي.. نحن باجر بني كلنا وبنظف البيت بروحنا..
عبدالله: لا يا ليلى انا مب يايبنكم هني تشتغلون .. أنا اباكم تستانسون وبعدين تراني عزمت عرب من دبي ع الغدا باجر واباهم يشوفون البيت نظيف يوم بيوصلون..
ليلى: عمي ما خبرتنا انك بتعزمهم.. منو هاذيلا؟
عبدالله: علي بن يمعه .. ريال اعرفه .. بيي هو واهله..
ليلى: أها.. مممممم انزين عيل بطرش البشاكير ويا الدريول..
عبدالله: لا لا .. انا بروحي بيي اخذهن.. انتي تعرفين البشاكير ومصايبهن ما فيه اهد بهن ويا الدريول بروحهن..
ليلى: عمي والله حرام اتعب عمرك وترد من ليوا ..
عبدالله: ما عليج انتي.. ساعة زمان وبكون عندكم..
ليلى: خلاص..
عبدالله: مع السلامة..
ليلى: في أمان الله. .
بند عبدالله التيلفون وطلع من البيت وركب موتره.. ما كان عنده وقت يتمشى في العزبة مع انه هالشي في خاطره.. وعلى طول رد العين عشان اييب البشاكير.. بس قبل لا يوصل العين دق له سهيل المحامي .. وقال له يمر عليه في المقهى لأنه متوله عليه وما شافه من يوم راح دبي.. وقرر عبدالله يروح المقهى قبل وعقب يمر على بيت أخوه..

* * *
ياسمين كانت في غرفتها ومطلعة كل ثيابها من الكبت.. ما تعرف شو تلبس باجر.. كل ما اختارت شي.. ترد وتغير رايها.. وفي هاللحظة دخل ابوها وابتسم يوم شافها معتفسة ويا الثياب.. وما حب يزعجها وطلع عنها.. بس أول ما لف بيسير صوب غرفته نطت له مرته مريم جدامه وشهق علي بخوف..
علي: عوذ بالله.. انتي من وين طلعتي؟
اطالعته مريم ببرود وقالت : انا هب سايرة العين باجر.. سير انته وبنتك..
علي: أفاااا.. أسير من دونج؟
مريم: هى سير من دوني.. ترا انته محد يهمك الا ياسمين.. تسدك هي ش تبا فيه انا..؟
علي: هههههه الحين هذا كله عشاني ما رديت ياسمين في اللي طلبته؟؟
مريم: تذكر قبل يوم اقول لك بنسير صوب العين .. ما كنت تطيع وتقول لي مالنا حاية نسير هناك..
علي: هى هذاك قبل بس الحين شغلي كله ومستقبلج ومستقبل عيالج متعلق بهالزيارة ..
اطالعته مريم بحيرة .. وابتسم علي وخذها من ايدها وراح وياها غرفتهم.. ويوم صك الباب وراه..
علي: اسمعي.. بنتج طلعت اذكى عني وعنج..
مريم: تكلم عن عمرك ما احيدها اذكى عني..
علي: يا ربيييييييييه !!!.. بتسمعين ولا؟
مريم (من دون نفس): اسمعك .. ارمس..
علي: تعرفين عبدالله بن خليفة؟ اللي كنت عازمنه ع الغدا أمس؟
مريم: هى وين بلحق انساه وهو امس في بيتنا..
علي: انزييييين.. عبدالله هذا تدرين كم ثروته؟
مريم (بدون اهتمام): كم ؟
علي: بالملايين!!!..
بطلت مريم عيونها وفجأة صارت كل كلمة تطلع من حلج ريلها بمنتهى الاهمية بالنسبة لها.. وعلي لاحظ هالشي وابتسم ..
علي: أول شي عنده عزبة في ليوا .. وعنده أكبر شركة مقاولات وعقارات في الدولة كلها.. وهو اللي تعاقدت وياه عشان يبني لي الفندق اليديد..
مريم: انزين؟ وشو يخصنا نحن ببيزاته؟؟ ناوي يوزعهن علينا ولا شو؟
علي: لا يا غناتي.. بس عبدالله... للحين.. ما عرس..
فكرت مريم بكلامه وابتسم هو ابتسامة عريضة يوم حس انها فهمت اللي يبا يوصل له..
مريم: يعني ما عنده عيال ولا حرمة تورثه.. وكل هالثروة وين بتروح؟
علي: هني.. ايي دورج ودوري .. وأهم شي.. دور ياسمين..
مريم: شو؟ ياسمين شو يخصها؟
علي: ياسمين متعلقة في عبدالله وايد..
وقفت مريم واطالعت ريلها بنظرة حادة: شو؟؟؟ متعلقة فيه؟؟ وين شافته هي عشان تتعلق به؟؟
تأفف علي وير مرته من ايدها ويلسها غصب..
علي: اسمعيني.. شافته قبل امس يوم كان ياي بيتنا العصر..
مريم: لا والله؟؟ وانت عادي عندك؟؟ تقولها بكل برود.. والله لأكسر راسها جليلة الحيا هاذي..
وقفت مريم وطلعت من الغرفة وعلي وراها يحاول يهديها.. بس هي كانت معصبة وتدور أي شي على ياسمين عشان تطلع حرتها فيها..
كانت تمشي في الممر بسرعة وعلي يمشي وراها وايرها من ايدها بس من دون فايدة..
مريم: أنا اصلا كنت شاكة فيها من البداية واقول لك بنتك مب هينة... بس انته اللي مب راضي تقتنع..
علي: تعالي لا بارك الله فيج من حرمة... تعالي لا تخربين اللي ابا اسويه..
مريم: شو تبا تسوي؟؟؟ شو....؟؟؟ وليش تسكت عنها؟؟ باجر بتفتح لك مرقص في البيت وانته بتوقف تطالع؟؟
علي عصب من رمستها وقبل لا تبطل باب غرفة ياسمين يرها بقوة وقال لها: ان دشيتي الغرفة ولا قلتي لها شي والله بتندمين..
اطالعته مريم بدهشة وهو اللي عمره ما عصب عليها وسكتت .. مب لأنها تحترمه او تبا رضاه.. بس صج انصدمت من اسلوبه وياها وما عرفت كيف تتعامل وياه وهو معصب جذه..
علي (بصوت واطي عشان لا تسمعه ياسمين): انا ابا عبدالله ياخذ ياسمين .. أول شي بيعيشها احسن عيشة وما بيبخل عليها بشي.. وبعدين ياسمين متعودة على الدلع وواحد في عمر عبدالله بيدلعها حتى اكثر عني..
مريم:.............
علي: وطبعا عيال بنتج بيورثون حلاله كله عقب وفاته .. وين بتحصلين مثل هالريال لبنتج؟؟ خبريني؟
ابتسمت مريم بمرارة وقالت: وشو دراك انه ياسمين مب يالسة تلعب؟؟ انته تعرفها بنتك تتخبل على كل شي وبسرعة تمل.. والاهم من هذا شو دراك انها ما ترمسه او انها متعرفه عليه..؟؟
علي (بثقة): بنتي اعرفها زين .. واعرف انها مستحيل تنزل راسي الارض..
تنهدت مريم وقالت وهي تمشي سايرة عنه صوب الدري: سو اللي تباه بس يوم بتخرب عليك بنتك لا اتي تشتكي لي انا..
في هاللحظة طلعت ياسمين ويوم شافت ابوها واقف عند الباب ضحكت وقالت له: شو تسوي واقف هني ابويه ليش ما دخلت؟
علي: هاذي امج غثتني .. واقفة ساعة هني تتشكى لي..
ياسمين: قلت لك الف مرة عرس وخذ لك وحدة لبنانية تدلعك بس انته اللي ما رضيت..
علي (يبتسم لها بحنان): لا مهما كان .. أمج ما تهون عليه..
ياسمين: بس " انته " .. تهون عليها..
علي: لا تظلمينها..
ياسمين: مب مهم.. أبويه تعال اختار ويايه شو بلبس باجر والله احترت ما اعرف شو اختار..
وقبل لا يرد عليها علي.. دخلته غرفتها وفرت جدامه ثيابها كلها ووقف علي يطالعها وهي معتفسة ويا الثياب وابتسم وهو يتخيلها عروس ... ومب أي عروس.. هاذي ياسمين.. ومحد يستاهلها الا عبدالله.. وفجأة تكونت في عقله آلاف الصور .. صورة فيلتها الفخمة اللي بيبنيها لها عبدالله.. فيلا في جميرا وفيلا في العين.. وبيخليه ياخذ لها مزرعة في دبا.. ويعيشها احسن عيشة.. وفي هاللحظة ابتسمت له ياسمين ببراءة كأنها حست باللي يدور في باله وقالت له من خاطرها: والله والله يابويه انه محد يسواك في هالدنيا كلها..
ضحك علي وقام يطلع عنها يوم شافها ردت تنشغل بثيابها .. وهو يفكر.. معقولة عقب كل هالتخطيط.. يفاجئني عبدالله وما يخطبها؟؟
* * *




* * *
يوم وصل عبدالله المقهى شاف سيارة مبارك موقفة هناك وتردد يدش ولا لاء.. لأنه عقب ما تلفت بين السيايير ما شاف سيارة سهيل.. وما فيه يجابل مبارك بروحه.. وهو اللي ما شافه من يوم الحادث .. أكيد لو شافه بترد له كل ذكريات اليوم المشئوم وفوق هذا مبارك ما بيقصر ولسانه ماشالله ما بيقصر بعد.. وأكيد بيخرب عليه مزاجه.. وعقب تفكير اتصل بسهيل ..
عبدالله: سهيل وينك الله يهديك خليتني أوصل لك المقهى وانته مب موجود؟
سهيل: اسمح لي والله الأهل أخروني في السوق .. ألحين بوديهم البيت وبرد لك.. انته ايلس ترياني شوي..
عبدالله: مابا ايلس بروحي داخل..
سهيل: هههههه .. شو هالمنكر اليوم بعد؟
عبدالله: مب منكر .. بس مبارك هني..
سهيل: ومبارك شو بيسوي لك؟
عبدالله: ما فيه على نغزاته اروحي متظايج..
سهيل: مبارك تغير يا عبدالله مب هو مبارك الاولي .. لا تحاتي..
عبدالله: انزين ما ينفع نسير مقهى ثاني؟
سهيل: ليش تغير المقهى؟؟ عشان مبارك؟؟ والله ما يرزى.. والله ربع ساعة بالكثير وبكون عندك .. ما بتأخر..

بند عبدالله عنه وتنفس بعمق قبل لا ينزل من موتره ويدش المقهى.. وأول ما دش.. غصبن عنه كانت عيونه تفتش بين الطاولات وتدور ويه مبارك المألوف بالنسبة له.. وعقب ما تجول بنظراته في المكان.. لمحه يالس في الزاوية ويا ربعه والشيشة في ايده.. وحمد ربه انه ما كان منتبه له بس وعبدالله يمشي ساير صوب الطاولة الفاظية في الجهة الثانية وقفوا شلة شباب يسلمون عليه وسووا حشرة وانتبه مبارك انه عبدالله موجود.. وتم يطالعه باستغراب.. كانه مندهش من وجوده هني وفي هاللحظة بالذات.. شو الللي رده من دبي؟ المفروض حسب كلام سهيل انه بيتم هناك ليوم الجمعة..
عقب ما يلس عبدالله على طاولته يتريا سهيل.. تنهد وطلع موبايله بملل يطالع المسجات اللي فيه .. وعقب دقيقة حس بحد واقف على راسه ويوم رفع عيونه تفاجئ.. مبارك كان واقف ويبتسم.. ولو انها ابتسامة مصطنعة .. بس كانت ابتسامة وعبدالله عمره ما حصل له الشرف وتلقى ابتسامة من مبارك..
وقف عبدالله بذهول وسلم على مبارك اللي كان يسلم عليه بهدوء.. ويلس وياه على نفس الطاولة.. وهالشي صدم عبدالله أكثر ويلس وهو بعده يطالعه باستغراب..
مبارك: هههههه مستغرب مني صح؟
ابتسم عبدالله: بصراحه هى..
مبارك: من زمان ما شفتك ومهما كان اللي بيننا نتم اخوان يا عبدالله ولا انته شو رايك..؟
عبدالله: والله يا مبارك هذا ما كان كلامك قبل ولو انك تعتبرني اخوك جان سمعتني وعاملتني بشوية احترام من قبل..
ابتسم مبارك وسكت لأنه الجرسون يا ويايب وياه ماي وقهوة لعبدالله.. وطلب مبارك نسكافيه وراح الجرسون اييب الطلب..
مبارك: عيال اخوك ما خبروك اني ييت لك البيت ادورك يوم السبت؟
عقد عبدالله حياته وهو يتذكر وقال: لاء.. محد خبرني.. خير يا مبارك؟
مبارك: لا .. خير ان شالله.. كنت اباك في موضوع بس الحين ماله داعي خلاص..
عبدالله: شو هالموضوع؟
مبارك (وهو يغير السالفة): انته تتريا سهيل.؟
عبدالله: هى اترياه .. شو الموضوع اللي بغيتني فيه؟
اطالعه مبارك بحدة وقال: انته تعرف الموضوع زين.. يا أخ عبدالله انته استغليت فترة ابتعادي عن الشركة وخذت مشروع علي بن يمعة من بين ايديه..
عبدالله كان متوقع انه مبارك بيفاتحه في هالموضوع وجوابه كان جاهز: انا ما خذت أي شي منك يا مبارك ومب بس انته اللي كان عندك عزا.. حتى انا فقدت اخويه ومرته في هالفترة.. وابتعدت عن الشركة اسابيع.. ويوم رديت.. علي بن يمعة دق لي انا واتفق ويايه انا..
حس مبارك بألم في قلبه وهو يتذكر الحادث.. ورغم انه هالالم بيّن في عيونه للحظة بس اختفى بسرعة وقال وهو يرد قناع البرود على ويهه: هالموضوع منتهي يا عبدالله بس حقي اكيد باخذه..
عبدالله (يبتسم ): وكيف ناوي تاخذه..؟
مبارك: هذا مب اخر مشروع ينطرح وان شالله ببطل عيوني عدل المرة الياية وبعرف كيف ارد لك الحركة..
عبدالله: ههههههه .. انزين انا ما عندي مانع.. بس نصيحة وخذها من "أخوك العود" يا مبارك..
مبارك: شو؟
عبدالله: يوم تبا العملا يكثرون عندك.. اهتم بعمالك وتابعهم.. انته تعرف انه عمالك يبدون شغلهم الساعة عشر الصبح ويخلصونه ثنتين الظهر؟؟ وتعرف انه المهندسين يوم يدوامون وعشرة لاء؟؟ كيف تبا مشاريعك تخلص في وقتها وهم يهملون في شغلهم جذي؟ ليش ما تسير لهم في موقع البناء واتابعهم هناك بنفسك؟؟
انقهر مبارك من كلام عبدالله وهالمرة بين هالشي في عيونه وقال بنبرة حادة: ماشالله عليك يا عبدالله .. من متى وانته تراقبني؟؟
عبدالله: انا ما راقبتك بس..
مبارك: هى انته ليش اصلا تنزل من مكانتك وتراقبني.. كافي الجواسيس اللي مشغلنهم في شركتي وكل ما رسيت على مشروع يخبرونك وتلهفه مني..
انصدم عبدالله من كلامه وقال : انا عمري ما تعاملت بهالاسلوب ولا افكر في يوم اني اتعامل به..
مبارك: هه.. يكون في علمك.. عمالي يبدون ويخلصون شغلهم بمعرفتي انا.. انا مب ظالم شراتك اكرف العمال من الساعة سبع الصبح لست المغرب.. مصلحتهم عندي فوق كل اعتبار..
اطالعه عبدالله بنظرة اشفاق.. كان يعرف انه يتحجج بأي شي عشان يخفي ظعفه ويعرف انه ما يبا يعترف بغلطته .. طول عمره وهو عنيد ومستحيل يسمع نصيحة عبدالله.. وعبدالله حس بعمره صج غبي.. يعني في المرة الاولى يوم نصحه كانت ردة فعله نفس الشي.. ليش رد يتدخل في شغل مبارك الحين؟؟
مبارك: ع العموم انا بس حبيت اسلم.. وتمنيت تكون تغيرت في داخلك شوي يا عبدالله بس الظاهر انك بتم جي على طول..
عبدالله: قولها يا مبارك .. قول اني بتم حسود طول عمري.. عادي..
مبارك: انته اللي قلتها مب انا..
وقف مبارك وسلم على عبدالله وراح عنه .. وأول ما يلس مبارك على طاولته ويا ربعه.. دش سهيل المقهى وسلم ع الشباب ويلس حذال عبدالله اللي خبره باللي دار بينه وبين مبارك قبل شوي..

* * *
في غرفة أمل وسارة، كانت ليلى يالسة تطلع ثيابهن اللي بيلبسنهن باجر وهن سايرات العزبة.. وطلعت لهن بنطلونات جينز وقمصان بيض.. بس أمل شهقت أول ما شافتهن وركضت صوب الكبت وقالت: لا لا لا .. مابا هذا..!!!
ليلى: عيل شو تبين؟
يلست أمل على ركبها وابتدت تفتش في الكبت وتطلع ثيابها وفي الاخير لقت تنورة قصيرة لونها ازرق فاتح وعلى طرفها ورود صغيرة وطلعت وياها قميصها الابيض اللي بدون اكمام وابتسمت وهي تعطيه حق ليلى..
ليلى: بتحترق كتوفج من الشمس اذا لبستي هذا..
أمل: والله ما بسير في الشمس..
ليلى: اااخ منج ..انزين خلاص.. وسارة انتي شو بتلبسين؟
سارة: نفس أمل..
ليلى: زين خلاص ياللا تحركن سيرن الحمام واغسلن اسنانكن.. ومابا سهر ارقدن من وقت باجر بنسير العزبة من الساعة 11 الصبح..
عقب ما غسلن اسنانهن واتأكدت ليلى انهن رقدن.. طلعت عنهن وسارت تحت وخذت خالد عن يدوتها وردت غرفتها فوق عشان ترقد.. خالد ما عذبها اليوم ورقد بسرعة وتمت ليلى مبطلة عيونها مب قادرة ترقد.. وتتحسس المصحف بإيدها في الظلام وتفكر بحميد.. متى اشترى لها اياه.؟؟ ومتى كان ناوي يعطيها هديته هاذي؟؟ وردت تسأل نفسها السؤال اللي تم يتردد في بالها طول الايام اللي طافت.. وبيتم في بالها على طول.. هل كانت هي اخر شخص طرى على باله قبل لا يموت؟؟
حست ليلى بكتلة من الحزن في قلبها ودفنت ويهها في المخدة عشان لا ينش خالد على صوت صياحها.. وصاحت بحرقة لين حست انه كل الالم اللي في قلبها راح وتبخر ويا دموعها.. وانجلبت صوب خالد وباسته على خده وهو راقد..
كانت تتمنى ما ترد تفكر بحميد.. تتمنى تفقد الذاكرة وتضيع كل ذكرياتها وياه.. حرام تتعذب جذي وهي تحس انه كل يوم يمر تنمسح ملامحه شوي شوي من مخيلتها.. ليش؟ ليش ما عندها حتى صورة تذكرها فيه؟؟ معقولة بتمر سنين وبيي اليوم اللي بتحاول فيه تتذكر ملامح هالانسان اللي يعني لها اكثر من حياتها .. وبتكتشف انها نسته؟؟
ترددت هالفكرة في خيالها وهي تحاول ترقد وفي النهاية رقدت .. وكالعادة تمنت تحلم به بس ما تحقق لها هالشي.. انحرمت منه حتى في الاحلام..
* * *


الساعة سبع المغرب.. طلع مبارك من المقهى لأنه ابوه دق له يباه يوصله بيت يده.. ومبارك اصلا كان متظايج وماله نفس يقعد ويا الشباب ويسمع سوالفهم.. كل شي بالنسبة له صار من دون طعم حتى سوالف ربعه اللي كان يموت عليها الحين صارت تسبب له الملل.. وأول ما ركب موتره.. حس برهبة كبيرة يحس بها دوم وهو يشغل الموتر.. ويحس انه اللي صار يمر في خياله مثل الشريط السينمائي يعذبه ويعذبه ويعذبه بدون رحمة.. متى بتبرد ذكرياته ومتى بيقدر يتغلب على حزنه؟ صور مرته وعياله شالهن من كل مكان .. ما يبا يشوفهم ولا يبا يعيش ذكراهم.. ولا يعيش ذكرى الحادث وشعوره بالذنب على اللي صار في احمد ومرته وفي حميد..
محد يدري انه مبارك يشتعل في داخله ويحس بالذنب في كل ثانية تمر عليه.. محد يدري شكثر يتمنى انه عبدالله يزاعج عليه ويطلع حرته كلها فيه.. سكوت عبدالله عنه وتجاهله للي صار وتحمله له ولإهاناته يزيد من عذابه ويزيد من القهر اللي يحس به..
رن تيلفون مبارك وهو يشغل الموتر وتم ثواني يطالع الرقم وهو مستغرب.. ورد عليه عقب ما قال: توه كان في المقهى وما سوى لي سالفة شو يبا الحين؟
مبارك: الو؟
سهيل: هلا مبارك.. شحالك؟
مبارك: الحمدلله بخير.. انته شحالك؟
سهيل: الحمدلله.. بخير ..
سكت مبارك وهو بعده مستغرب.. ويوم لاحظ سهيل سكوته قال: مبارك انته مشغول باجر؟
مبارك: ليش هالسؤال؟
سهيل:ابا اكلمك في موضوع مهم.. وقلت لو ما كان عندك شغل.. بنتغدى ويا بعض وبنسولف..
مبارك: بفضي لك عمري لو انه الموضوع يستاهل .. بس اذا عادي تأجله.. ؟؟
سهيل: أنا اشوف انه مب في صالحك يتأجل هالشي..
استغرب مبارك وقال: وليش ما ترمس الحين؟
سهيل: مب وقته..
مبارك: أها.. خلاص.. باجر نتلاقى .. بس وين؟
سهيل: في الانتركونتيننتال.. الساعة 1 ونص..
مبارك: تمام..
سهيل: مع السلامة..
مبارك: حياك..
بند مبارك وهو يحس بنغزة في قلبه.. شو يبا سهيل منه؟؟ وشو هالموضوع اللي يبا يرمسه فيه؟؟ من متى كانت من بينهم مواضيع؟ شو اللي ناوي عليه يا عبدالله؟؟ هو بجى شي للحين ما خذته مني؟؟
حرك مبارك سيارته وروح البيت ويوم وصل ودش الصالة سلم على امه وتخبرها عن ابوه..
ام ظاعن: بطيت عليه فديتك خلاص سار ويا الدريول..
تظايج مبارك: انزين جان ترياني شوي..
ام ظاعن: تعرفه ابوك مول ما يادني يتريا.. انزين ايلس فديتك ليش واقف؟
يلس مبارك وما قدر حتى يبتسم كمجاملة لأمه من الظيج اللي يحس به.. واللي زاده انه عيال اخوه ظاعن يو ويا امهم ودشوا الصالة في هاللحظة .. ويت مي بنت اخوه الصغيرة وركضت صوبه ومدت ايدها بتسلم عليه..
سلم عليها مبارك وهو يبتسم من خاطره لأنها دبدوبه واسنانها اللي جدام كلهن طايحات وشكلها يوم تبتسم وايد يضحك.. فشلها مبارك ويلسها في حظنه عقب ما سلم على فاخرة مرة ظاعن وبسمة بنته العودة..
فاخرة: مي من الصبح تسأل عنك وأذتني كل شوي تنشدني متى بيرد عمي مبارك..
حظنها مبارك بقوة وباسها على خدها وهو يقول: فديتها يا ربيه .. ميوه.. تولهتي عليه؟
اطالعته مي بأرف وقالت وهي عافسة ويهها وحاطة ايدها على خشمها: انته غتلت اتنانك اليوم؟
انصدم مبارك منها وضحك من خاطره وقال: هى غسلتهن .. مرتين بعد.. ليش؟؟
مي: ماماه ليحة ليحة..
ضحكوا كلهم عليها وقال مبارك: اسمحيلي بنت اخويه العزيزة هاذي ريحة الجيكارة .. ما دريت اني لازم اعقم حلجي قبل لا ابوسج..
أم ظاعن: شو تبا بهالسم تشفطه كل يوم؟؟
مبارك: خليني امايه على الاقل احصل لي شي يريحني..
اطالعته فاخرة بحنان وحست بتعاطف وياه .. وايد يعيبها مبارك وتعرف انه الالم اللي يحس به يوم يشوف بناتها وايد كبير وتعرف انه يتذكر عياله بس مع هذا ما فكر في يوم انه يعامل مي وبسمة بجفاء او ببرود ومع انه مي تتلصق به وايد عمره ما حاول يوضح لهم انه متظايج منها مع انه لو وضح هالشي فاخرة وظاعن بيتفهمون مشاعره ..
مي: ترت اللودة اليوم
اطالع مبارك فاخرة اللي قالت وهي تضحك: ميوه عن الجذب متى سرتي الروضة؟؟
مى: والله ترت..
ابتسم مبارك لفاخرة وقال لمي: ومنو شفتي هناك ؟ الابلة؟
اطالعته مي وهي مستانسة وقالت: هى.. ابلة متلية ليحتها خايتة..
مبارك: هههههه خلق الله كلهم ريحتهم خايسة عندج انتي..
يلست مي تخربط عليه وهو يحاول يركز على رمستها ويفهم اللي تقوله .. وأم ظاعن تطالعهم وهي مبتسمة وسرحانة في افكارها الخاصة.. تتمنى وتدعي في داخلها انه الله يزيل الهم والحزن من قلب مبارك ويعوضه عن عياله ومرته.. بس واحد عنيد مثل مبارك صعب حتى انها تفتح وياه هالموضوع.. فكيف بتقدر تقنعه في يوم انه يرد يعرس ويكون اسرته من اول ويديد.. ؟
* * *
يوم الخميس الصبح الساعة ثمان.. بطل محمد عيونه وابتسم بكسل وهو يعرف انه الحين بيرن تيلفونه.. كل يوم الساعة ثمان بالضبط تتصل به غناته وتقعده عشان يروح يداوم..
غمض محمد عيونه وعد من الواحد للثلاثة وعلى طول رن تيلفونه ورد عليه وهو يبتسم .. وحس بقلبه يدق بقوة وهو يسمع صوتها الناعم..
وفاء (بكسل): صباح الخير
محمد: هلا حبيبتي.. صباح الورد والياسمين..
وفاء: ياللا نش بسك رقاد..
محمد: لا اليوم ماله داعي انش من وقت ما بسير الدوام..
وفاء: ليش؟
محمد: بنسير ليوا..
وفاء (بدلع): لالالالا لا تسييييير..
محمد: ههههه .. ليش؟
وفاء: مدري.. يوم تطلع من العين أحس انك بعيد وايد عني..
محمد: فديت روحج والله محد يسواج..
وفاء: انزين لا تسير وياهم..
محمد: ما اقدر.. عمي ما بيطيع..
سكتت وفاء.. وردت قالت : خلاص عيل بدق لك عقب..
محمد: زعلتي؟
وفاء: لاء.. بعدين برمسك .. اختيه نشت .. ياللا باي..
محمد: باي..
بند عنها محمد وابتسم وهو يرد يغمض عيونه.. وصورة وفاء كالعادة ما فارقت خياله..


نهاية الجزء السادس








رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 04:24 PM   رقم المشاركة : 8
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 



الجزء السابع

الساعة 11 الصبح طلعوا عيال المرحوم أحمد بن خليفة من البيت وراحوا ليوا.. وطول الدرب وهم يضحكون ويسولفون.. محمد يالس جدام حذال الدريول وورا ليلى ويدوتها وخالد وسارة .. ووراهم مايد وأمل اللي كانوا يالسين يلعبون game boy .. وكانوا حاطين الاف ام رغم اعتراضات أم أحمد اللي ما تداني تسمع أغاني وخصوصا في السيارة..
أم أحمد (بظيج): خافوا ربكم حطوا لكم قرآن بدل هالاغاني..
مايد: يدوه مب زين نسمع قرآن ونرمس وانتي تعرفينا نحن ما نروم نصك حلوجنا..
ليلى: ههههه ميود دومه عذره جاهز..
مايد: ليلى.. الاغنية اللي بيحطونها عقب هاذي.. إهداء حقج..
اطالعته ليلى وابتسمت: فديت روحك ما تقصر..
مايد: عاد اذا طلعت اغنية فيها ذم انا ما يخصني..انتي وحظج..
ليلى: هههههه انا متأكدة انه حظي حلو والاغنية اكيد بتكون حلوة..
مايد (بغرور): أكيييييد بتكون حلوة.. مب اهداء مني؟
سكتوا كلهم يوم خلصت الاغنية وابتسمت ليلى من الخاطر وهي تسمع الاغنية اللي اهداها اياها مايد.. كانت اغنية محمد عبده "مذهلة" ومايد ما فهم منها ولا كلمة.. بس استانس انه اهدائه عيب ليلى اللي حست انه قلبها انقبض وهي تسمع كلماتها.. " مذهلة.. تملأك بالأسئلة .. هي حقيقة أو خيال.. هي ممكنة ولا محال.. هو سهلها صعب المنال .. أو صعبها تستسهله.. ليه كل شي فيها تظن انك تعرفه تجهله.. وليه كل لا معقول فيها ورغم هذا تعقله؟ " حميد كان دايما يقول لها انها غامظة وانه مهما حاول يفهمها ما يقدر.. وهالمقطع ذكرها فيه.. وحست بالدموع تترس عيونها وتمت ترمش بعيونها لين حست انها ردت طبيعية والتفتت على يدوتها اللي كانت ترمسها..
أم أحمد: لو خليتوني في البيت أنا وخالد مب احسن؟
ليلى: ليش عاد يدوه؟ نهون عليج نتم في العزبة بروحنا؟
أم أحمد: والله ما اروم ايلس في الموتر ركبتي الحين ردت تعورني..
ليلى: أنا بهمزج أول ما نوصل وبعطيج فولتارين.. وبيروح الالم..
أمل: نحن وين رايحين؟
مايد: كم مرة قلت لج يالبقرة ياللي ما تفهمين.. إنا رايحين العزبة..
أمل (وهي مب فاهمة شي): اهااااااا
مايد: لولة شو يعني عزبة؟
اطالعته أمل بتركيز وقالت عقب فترة صمت وهي تبتسم: ما أعرف..
مايد: يوم اقول لكم بقرة..
ليلى: مايد اسكت عن اختك..
مايد: دومكم تزعلون من كلمة الحق..

يوم وصلوا ليوا.. اليهال اللي كانوا مب مهتمين للعزبة.. ولا يبون يروحون.. أول ما شافوا الزرع والمناظر الحلوة اللي هناك وربشة العمال والجو الحلو استانسوا وايد.. ومن نزلوا من السيارة ركض مايد صوب الزرع وركضت سارة وأمل وراه رغم انه كان يسبهن وما يباهن يتبعنه.. وحتى ليلى كانت وايد مستانسة لأنها هاي اول مرة تروح فيها العزبة .. ويدوتهم هي الوحيدة اللي كانت تبتسم غصبن عنها .. بسبب سالفة صالحة اللي بعدها منغصة عليها عيشتها.. بس ما حبت تبين هالشي لعيال ولدها عشان لا تظايجهم وهم يايين هني يستانسون.. وخالد كان راقد ولا حاس بشي وأول ما نزلوا من السيارة رفع راسه عن كتف ليلى واطالع يدوته ورد يرقد على طول ..
دشت ليلى البيت وشافت عمها يالس يتقهوى في الصالة ويوم شافهم داشين عليه ابتسم ووقف وسلم عليهم وخذ خالد عن ليلى اللي راحت تحط أغراضهم في غرفهم.. ومحمد وأم احمد يلسوا ويا عبدالله في الصالة..
عبدالله: ها محمد؟ شو أخبار الشغل وياك؟
ابتسم محمد بفخر وقال: الحمدلله كل شي ماشي اوكى..
عبدالله: الحمدلله انا كنت احاتيك .. حسيت اني وايد ثجلت عليك .. توك بادي في هالسوالف وما تعرف لهن..
محمد: لا عمي لا تحاتي.. كل شي تحت السيطرة..
أم أحمد: الله يوفجك ويحفظك يا ولدي..
عبدالله: يوم السبت بسير وياك المكتب وبساعدك
محمد: ما تقصر عمي .. انا بطلع اتمشى برى شوي.. تامروني بحاية..
ام احمد وعبدالله: لا ..تسلم ما تقصر..
وقام عنهم محمد وطلع يتمشى بروحه برى.. وأول ما طلع شاف موتر دريول عمه ووراه موتر ثاني غريب وعرف انه ظيوف عمه وصلوا ومشى بسرعة قبل لا يشوفونه لأنه ماله نفس يسلم على احد او يقعد ويا عمه في الميلس..
* * *





* * *
ياسمين أول ما وصلت العزبة حست انه قلبها بيطلع من بين ظلوعها .. وكانت من كثر فرحتها بتدش البيت قبل لا ابوها ينزل من السيارة.. بس أمها اطالعتها بنظرة واضطرت غصبن عنها تتريى.. ولمحت عبدالله طالع من داخل وياي صوب الموتر وابتسمت ..
مريم: تغشي.. !
اطالعتها ياسمين بأرف وقالت: شو؟؟؟ تغشي انتي أول وعقب انا بتغشى..
مريم: أنا لابسة برقع ولا ما تشوفينه..
ياسمين (بعناد): مب متغشية...!! (وتلتفت على ابوها بدلع).. أبويه قول لها..
بس ابوها لبسها ونزل يسلم على عبدالله ونزلن ياسمين ومريم ودشن الصالة على طول وسار عبدالله هو وعلي الميلس.. وأول ما دشت ياسمين وأمها نشت لهن أم أحمد وسلمت عليهن ويلست وياهن.. تتخبرهن عن احوالهن وتتعرف عليهن.. وخالد اللي كان راقد حذالها نش ويلس يطالعهن وهو ساكت..
مريم: ماشالله الجو حلو عندكم هني.. غير عن جو دبي..
أم احمد: هى انتوا اللي مخرب عليكم في دبي الرطوبة ..
مريم: صدقتي والله .. وأنا عاد ما اتحمل الرطوبة مول احس بعمري بختنق..
ياسمين: العزبة بعد وايد حلوة .. ومرتبة..
أم أحمد: هى.. عبدالله وايد متعبل منها وكل ما ايي هني لازم يغير فيها شي..
ياسمين: أهاا..
مريم: من سنين وانا احن على بو لافي عشان ياخذ لنا عزبة بس مب طايع..
أم أحمد: يمكن ما عنده وقت يجابلها..
مريم: برايه هو.. انا بجابلها بروحي..
أم أحمد: خلاص عيل خليه ياخذ لج مزرعة في الذيد ولا في حتا..
مريم: هى بس الحين هو مشغول في الفندق اليديد اللي يسويه.. يوم بيخلص منه برمسه في هالسالفة..
تنهدت ياسمين بملل وقالت في خاطرها " أنا ياية هني اتسمع سوالف هالعيايز؟؟ متى بظهر.؟؟؟"

في غرفتها فوق.. ليلى كانت واقفة جدام المنظرة تمشط شعرها وهي تبتسم.. من زمان ما حست بهالراحة النفسية .. يمكن لأنها ابتعدت عن جو البيت وغيرت المكان المشحون بذكرياتها الحزينة.. نزلت المشط واطالعت شعرها الأسود الفاحم الطويل وملامحها الطفولية الحلوة.. وابتسمت بفخر.. كانت وايد تحب تهتم بعمرها ووين ما تنزل موضة يديده هي وراها.. بس كل شي تغير بعد ما راحوا اهلها.. وصارت مول ما تهتم بعمرها.. يمكن لأنه ربيعاتها اللي كانوا وياها قبل ما فكروا حتى ايون يعزونها أو يتصلون مجرد الاتصال فيها وهي في أمس الحاجة لهم.. ولأنه حميد اللي كانت تلبس وتكشخ له خلاص راح.. ما كان عندها حد يرد لها الدافع في انها تهتم بنفسها .. بس اليوم ومن دون سبب قررت انها تلبس وتهتم شوي بكشختها.. اذا مب علشانها.. عشان عمها اللي ظيوفه بيوصلون عقب شوي..
وراحت وطلعت لبس كانت يايبتنه وياها من لندن وما لبسته أبد .. تنورة جينز وبودي لونه خمري من Miss Sixty .. وعقب ما لبست اللبس ابتسمت ورفعت شعرها بمشبك لونه نفس لون البودي ونزلت شوية خصلات من جدام وجحلت عيونها بجحال بني وحطت lip gloss وردي.. وعقب ما تأكدت انها تجنن تعطرت بعطر Versace ونزلت الصالة تحت ..

ياسمين اللي كانت ملانة وغصبن عنها تبتسم لأم أحمد وتحاول انها ما تسرح .. ما انتبهت في البداية لخالد اللي أول ما شافها استانس عليها وسار صوبها وابتسم لها وهو حاط صبعه في حلجه ويطالعها ببراءة.. كان باين من حركاته انه يباها تشله بس ياسمين اللي ما تعرف تتعامل ويا اليهال بالمرة.. ابتسمت له ببرود وقرصته على خده وردت تتلفت حواليها.. تدور صورة عبدالله على الجدران أو أي شي يدل على انه كان موجود ويالس في الصالة قبل لا تدشها.. بس للأسف ما لقت شي وفي هاللحظة يت عينها على الدري وشافت ليلى وهي نازلة من فوق..
حست ياسمين انه انفاسها انحبست وهي تطالع هالملاك اللي نازل بكل بطئ من فوق .. وبخوف تسارعت الافكار في بالها وفكرت في عبدالله.. منو هاذي وشو اللي يايبنها هني؟؟ وشو علاقتها بعبدالله؟؟ واللي زاد قهرها انه ليلى كانت تنافسها في الجمال وهي تقريبا مب حاطة شي على ويهها بعكس ياسمين اللي كانت يالسة ساعة كاملة جدام المنظرة وهي تتجهز لهالزيارة اللي تعتبرها فرصتها الاخيرة ويا عبدالله..

أول ما شافت ليلى ياسمين ابتسمت لها بعفوية واستانست من خاطرها.. ما كانت متوقعة تكون من بين الضيوف بنت تقريبا في نفس عمرها.. وحست انه قلبها يدق بقوة وهي تسلم على مريم بسرعة ومدت ايدها لياسمين اللي استقبلتها بكل برود.. ويلست ليلى وياهم وأم أحمد تطالعها بفخر وهي تبتسم من خاطرها.. من زمان ما شافتها كاشخة جذي..
أم احمد: هاذي ليلى بنت ولدي المرحوم أحمد.. أخو عبدالله..
مريم: هى ماشالله عليها.. في أي صف انتي يا ليلى؟
ابتسمت ليلى وقالت: أنا مخلصة الثانوية من سنة الحين.. بس ما رحت الجامعة..
ياسمين (اللي ابتسمت ابتسامة عريضة أول ما عرفت انه ليلى بنت اخو عبدالله): حتى انا ما رحت الجامعة..
ليلى: ليش؟
ياسمين: برتاح هالسنة والسنة الياية بروح..
ليلى: أها .. ووين ناوية تدرسين؟
اطالعت ياسمين امها بطرف عينها وقالت: أنا خاطريه ادرس في الامريكية بس امي مب راضية..
أم أحمد: مب هاي هي الجامعة المختلطة؟
مريم: هى.. هي هاذي عسب جي انا ماباها تدرس هناك..
اطالعتها ياسمين بحقد وقالت ليلى اللي حست بالتوتر بين ياسمين وامها: ياسمين؟ شو رايج نطلع برى نتمشى في الحديقة؟
ياسمين (اللي كانت تتريا هالفرصة): فكرة حلوة..
ليلى: دقيقة بس بروح اييب شيلتي من فوق..
ياسمين: بترياج هني.. لا تبطين..
ركضت ليلى فوق بسرعة وهي حاسة بسعادة كبيرة .. من كثر ما كانت وحيدة وبعيدة عن ربيعاتها، كانت ليلى متلهفة تتعرف على ياسمين وتسولف لها.. من زمان ما فتحت قلبها لحد ولا عبرت عن الي في خاطرها وتمنت انه ياسمين تكون ربيعتها.. وشلت شيلتها ونزلت وطلعت هي وياسمين برى يتمشون لأنه الجو كان مغيم ووايد حلو..
* * *



محمد كان يالس بعيد عن البيت.. في أبعد بقعة قدر يوصل لها .. صوب ملعب كرة الطايرة.. أول ما وصل هناك استغرب من وجود الملعب في العزبة لأنه عمه مب معرس.. ليش مسوي ملعب هني؟؟ يمكن لربعه يوم كان بعده صغير؟ عيبه وايد تصميم العزبة .. كان فيها حمام سباحة وأماكن الزرع منظمة.. وكل شي مرتب.. الظاهر انه عمه يحب هالمكان.. وتمنى لو انه اللي في باله تقدر تشوف هالمناظر الحلوة وياه.. تمنى لو انه وفاء وياه في هاللحظة وفكر يتصل بها بس يدري انه ماشي ارسال هني.. ويلس يطالع الزراع وهو يسقى أشجار الياسمين اللي تارسة البقعة .. وابتسم وهو يفكر بوفاء..
أول مارة شافها فيها كانت في المحل.. كان محمد رايح هناك ياخذ الفواتير وكشوف الحسابات مال الشهر اللي طاف وكانت هي توها داشة المحل .. ومحمد ما اهتم ابد وكعادته ما يحب يطالع الحريم.. وراح المكتب ولم اوراقه وقبل لا يظهر.. دش واحد من اللي يشتغلون في المحل اسمه ديليب وقال له: مستر محمد.. مدام برى يبي يسوي كلام ويا انته..
اطالعه محمد باستغراب وسأله: منو هاذي؟
ديليب: customer
محمد: انزين ال customer تفاهم وياها انته شو يخصني فيها انا؟
ديليب: she wants to talk to you
قطب محمد حياته وتأفف وهو يقول له:لا حول ولا قوة الا بالله.. انزين بلم اوراقي وياي الحين..
طلع ديليب وحط محمد كل الفواتير في الملف البني اللي كان يايبنه وياه وطلع.. وشاف مجموعة حريم يطالعن الcollection اليديد مالهم والحرمة اللي كانت تبا ترمسه كانت يالسة في صوب وديليب يايب لها قهوة وتمر..
ارتبك محمد وهو يشوفها وفي البداية مول ما عيبته.. كانت حاطة مكياج كامل مع انه الساعة 10 ونص الصبح والغشوة اللي على ويهها خفيفة لدرجة انه أدق ملامحها كانت تبين.. ومشى محمد غصبن عنه صوبها وسلم عليها ووقفت هي يوم شافته ياي..
محمد: تفضلي اختي.. أي خدمة؟
اطالعته الحرمة باستغراب وسألته: انته صاحب المحل.؟
محمد (بنبرة حادة): هى أنا.. أي خدمة؟
الحرمة: لا بس ما توقعتك تكون صغير هالكثر..
سكت محمد وهو يقول في خاطره : وبعدين؟؟
الحرمة حست انها احرجته وقالت وهي تبتسم: انا سمعت انه هالمحل عنده مصممين مجوهرات .. وانا اريدهم يسوون لي عقد..
محمد: انزين اختي تفضلي رمسي مدير المحل في هالموضوع هو أدرى عني في هالشغلات..
الحرمة: رمسته وقال لي ما يقدرون لأنه التصميم انا بروحي راسمتنه..
محمد: لحظة اختي..
راح محمد للمدير وسأله: ليش ما طعت تاخذ التصميم عنها؟ يمكن الصايغ يروم يسويه..
المدير: استاز محمد انا خبرتها انه العقد هايدا راح يكون غالي كتير.. والتصميم اللي هي عاملته لازم ندخل فيه أكتر من 20 قطعة من حجر العقيق وهايدا لوحده ما بيقل عن الخمسة عشر ألف درهم..
محمد: وين التصميم عطني اياه بشوفه..
عطاه المدير التصميم ويوم شافه محمد عيبه وايد.. وسأله: يعني سعره النهائي كم بيوصل؟
المدير: تقريبا 30 ألف درهم..
محمد: خبرتها بالسعر؟
المديرك لما الت لها انه هيك بيكلف آلت بدها تكلم صاحب المحل..
تأفف محمد : يا ربيه شو هاللوث؟؟ يوم ما تروم على اسعارنا ليش تدش المحل من الاساس؟
المدير: ما بعرف .. تفاهم معها انته..
رجع محمد التصميم للمدير وراح للحرمة اللي كانت بعدها واقفة تترياه.. وقال لها: اختي المدير فهمج كل شي .. شو المطلوب مني الحين؟
اطالعته الحرمة وهي ترمش بعيونها بدلع وقالت: والله يا ريت تراعيني شوي بالسعر..
محمد (بجدية): آسف اختي .. انا ما اقدر انزل السعر ..
الحرمة: بس بصراحة وايد غالي..
محمد: اختي نحن ما نظلم حد في اسعارنا وانتي تعرفين انه تصميمج كله احجار كريمة وألماسات وأكيد سعرها بيكون غالي..
الحرمة: انزين خلاص.. عشانك انته بس انا موافقة على هالسعر..
استغرب محمد منها وحس بإحراج.. هاذي أول مرة يتعامل فيها ويا وحدة جي وجها لوجه .. وهاذي شكلها وايد جريئة..
ابتسمت له الحرمة وراحت للمدير واتفقت وياه ودفعت له خمسة الاف عربون ومحمد طلع بسرعة وركب ويا الدريول وراح المكتب..
كانت هاذي أول مرة يشوف فيها محمد وفاء.. وما حس اتجاهها بشي أبد غير الاحراج بسبب اسلوبها وياه.. بس بعد تم يفكر فيها بين فترة وفترة .. ويوم كان يسير المحل .. كان يسأل المدير عن العقد ومتى بيخلص.. وهاذي كانت بداية معرفته فيها..

قطع على محمد أفكاره صوت ليلى وهي تضحك والتفت صوب الصوت بسرعة واستغرب يوم شافها تتمشى ويا وحدة حلوة .. ونش من مكانه وسار الصوب الثاني عشان لا يحرجهن..
ليلى وياسمين كانن يسولفن وبسرعة اندمجن ويا بعض.. ياسمين خبرتها عن ربيعاتها وسوالفها وياهن وعن سفراتهم وأبوها واخوها.. وليلى خبرتها عن حميد وعن كل اللي صار لهم في الفترة اللي طافت.. وانصدمت ياسمين وايد وتعاطغت وياها..
ياسمين: يا ربيييييييه ما اتخيل انج مريتي بهذا كله في هالفترة البسيطة..
ابتسمت ليلى بحزن ونزلت راسها..
ياسمين: بس صدقيني بتندمين عقب.. انتي وايد صغيرة وحرام تظيعين عمرج كله على اخوانج..
ابتسمت ليلى واستانست انه ياسمين كانت مهتمة فيها هالكثر وقالت: اظيع عمري؟ انتي تشوفين اللي اسويه عشانهم خسارة وقت ؟
اطالعتها ياسمين بحنان وقالت وعيونها في عيون ليلى: مب خسارة وقت.. بس بعد ما فيها شي لو انج اهتميتي بعمرج واهتميتي فيهم في نفس الوقت.. يعني ماله داعي تهملين عمرج.. انتي مالج ذنب في اللي صار.. عيشي حياتج..
ليلى: حياتي كانت ويا حميد.. وانتهت بوفاته..
ياسمين: حرام عليج والله حرام.. مب زين تغرقين في الحزن وتحرمين نفسج من السعادة اللي تستحقينها..
ليلى: لا تحاولين ويايه يا ياسمين.. أنا مالي رغبة في العرس ومستحيل أي شخص ثاني يملا قلبي عقب حميد..
ياسمين: حتى الارملة تعرس عقب وفاة ريلها... كيف تحرمين انتي عمرج من هالحق؟؟
ابتسمت لها ليلى: كلامج صح.. يمكن مع مرور الوقت اقدر اتقبل هالفكرة.. بس الحين مستحيل..
ياسمين كانت بعدها مركزة نظراتها في عيون ليلى وحست انها مب مقتنعة باللي يالسة تقوله..
ليلى: بس تبين الصراحة؟ ما اعتقد اني بعرس في يوم من الايام..
ياسمين: شو هالخبال؟؟
ليلى: انا مب خبلة.. بس حرام اظلم الريال اللي بياخذني .. انا اخواني ماخذين كل وقتي وما في ريال بيرضى ياخذ وحدة تربي خمسة.. حياتي مب ملكي عشان اتصرف بها على هواي..
ياسمين: عمرج ما بتكونين سعيدة في حياتج من دون ريال يوقف وياج..
ليلى: صدقيني انا سعيدة وراضية بحياتي واخواني الله لا يحرمني منهم بيكبرون ومستحيل يتخلون عني.. وعمي عبدالله ما يقصر ويانا ابد..
ترددت ياسمين وقالت عقب دقيقة صمت: ليلى.... بخصوص عمج عبدالله..
ليلى (باستغراب): شو فيه عمي؟
اطالعتها ياسمين بخوف وقالت مرة وحدة وبدون تفكير: ليلى انا احبه..
بطلت ليلى عيونها ع الاخر وما عرفت شو تقول..كانت صج مصدومة من اللي تسمعه .. مستحيل كانت تفكر انه ياسمين تعرف عمها او انها تكون شايفتنه .. فكيف انها تحبه؟؟؟ كانت صدمة كبيرة بالنسبة لها .. وياسمين بروحها كانت مصدومة انها قالت هالمعلومة لليلى وهي توها تعرفها.. بس ليلى شكلها طيوبة وايد وبتساعدها.. وياسمين حبت تستغل هالشي..
ياسمين: ليش ساكتة؟
ليلى: بصراحة صدمتيني..
احمرت خدود ليلى ونزلت عيونها .. كانت منحرجة مع انه ياسمين اللي المفروض تستحي بس ليلى ما عرفت كيف تتعامل وياها او كيف المفروض تكون ردة فعلها..
ياسمين: آسفة .. أحرجتج .. بس والله ابا اكلم حد في هالموضوع لأني تعبت منه وانا بصراحة ارتحت لج وايد..
حاولت ليلى تتكلم بس كل اللي طلع منها همسة: لا تعتذرين.. انتي ما غلطتي عليه..
اجبرت ليلى نفسها انها تطالع ياسمين وشافت في عيونها نظرات توسل فظيعة ..
ياسمين: ليلى انا اباج تساعديني.. الله يخليج لا ترديني انا صج محتاجة مساعدتج..
ليلى: بشوف غناتي بس والله ما اوعدج بشي.. عمي اعرفه شايل فكرة الزواج من باله نهائيا..
ياسمين: انزين ليش؟؟
ليلى: ما يبا.. يقول انه تعود على حياته بروحه..
ياسمين: هذا مب عذر..
ليلى: ياما حاولنا معاه.. حتى يدوتي زعلت منه أكثر من مرة ورغم هذا تم مصر على عناده..
ياسمين: يعني ما بتساعديني؟
ليلى: شو تبيني أسوي؟
ياسمين: حاولي تقنعينه ..
ليلى (وهي تبتسم بارتباك): بحاول .. بس والله ما اوعدج بشي..
بوزت ياسمين وحست انه مالها أمل.. وحتى ليلى اللي كانت معتمدة على مساعدتها لها الظاهر انه ما منها فايدة بالمرة.. وليلى حست انها وايد مرتبكة وعقب ما غيرن الموضوع ما قدرن يرمسن ويا بعض بصراحة.. لأنه ياسمين تكدرت وليلى كانت بعدها مصدومة..






مايد يوم سار يتمشى لحقته أمل وسارة .. بس يوم التفت وشافهن عصب وقال لهن: شو تبن؟ ليش لاحقاتني لين هني؟؟
سارة: خذنا وياك..
مايد: لاء.. أنا بسير مكان بعيد .. تموا هني..
سارة: الله يخليك ميودي..
مايد: لا انا ما يخصني فيكن بسير استكشف على كيفي.. ما فيه تخربن عليه..
اطالعته سارة بنظرة توسل بس مايد رد عليها بنظرة حادة.. واضطرن غصبن عنهن يروحن عنه.. وهو وقف لين تأكد انهن مشن وراحن عنه وابتسم بانتصار وقرر يتبعهن.. ويراقبهن من دون ما يحسن..

مشت سارة ويا أمل بروحهن وأمل ترمس وسارة مب وياها.. ووصلن مكان كله حصى والحصى اللي فيه وايد حلو.. يلمع وضوء الشمس يوم ايي عليه يخليه يلمع اكثر.. ووقفن أمل وسارة جدامه يطالعنه بانبهار.. عمرهن ما شافن حصى شراته.. وتقربت أمل منه ولمسته بإيدها وابتسمت لسارة وهي تقول.. : حلووووو
في هاللحظة وصل لهن مايد وابتسم يوم شافهن مستانسات وسار لهن..
مايد: شو عندكن يالسات هني؟
سارة: شوف ميودي حصى حلو..
يود مايد حصاة صغيرة وجلبها في ايده .. وابتسم بخبث وقال: يا حظكم!! لقيتوا ذهب..
بطلت سارة عيونها ع الاخر وقالت: ذهب؟
مايد: هى ذهب.. أصلا الذهب حصى و هم يحطونه ع النار ويسوونه خواتم وشغلات حق الحريم..
سارة: جذاااااااااااااب
مايد: والله اني مب جذاب.. هذا ذهب..
سارة: اذا وديته لليلى بتستانس؟
مايد: وااااااايد وبتعطيج بيزات بعد..
أمل: أنا ما ابا بيزات.. أبا حلاوة..
مايد: بتييب لج كل اللي تبينه.. هالحصى اذا بعتي وحدة منهن.. عادي تشترين الدكان كله..
قال مايد جملته هاذي وراح عنهن وهو يضحك عليهن .. وأمل تمت واقفة حذال الحصى وسارة تطالعه وهي تفكر بعمق.. وعقب دقايق التفتت على أمل وقالت: نشله ليدوه؟
بس أمل من دون ما تستشير اختها كانت حاطة كمية كبيرة من الحصى في ثبانها ويت بتوقف عشان ترد البيت ..
سارة شهقت يوم شافتها محملة بالحصى ويلست ع الارض بسرعة وترست ثبانها بالحصى.. ووقفت وركضت عشان تسبق أمل اللي كانت متلعوزة وكل خطوة تمشيها بصعوبة لأنه الحصا يطيح من جوانب ثوبها..
مرت سارة حذالها وهي تضحك وسارت عنها وصارت أمل ورا وهي تحاول تتبعها وتزاعج عليها: صبري... ترييني.. سارووه.. !!!!
بس سارة كانت تركض ومن القهر وقفت أمل وفرت الحصى كله ع الارض وشلت حصاة عودة ومن دون تفكير فرتها على اختها ..
سارة ما كانت منتبهة ويتها الحصاة في راسها وصرخت بحيل قبل لا تطيح .. حست انه الدنيا ظلمت جدامها .. وحست بألم كبير في راسها من ورا .. ويوم حطت ايدها على مكان الالم حست بشي لزج فوق شعرها ويوم اطالعت ايدها كانت مليانة دم .. ومن الخوف والألم ابتدت تصيح وتصارخ بأعلى صوتها..
أمل أول ما يت الحصاة على سارة.. وطاحت.. وقفت وهي مبهتة ما تعرف شو تسوي.. وتلفتت حواليها ويوم ما شافت حد ركضت الصوب الثاني.. كانت متأكدة انها بتنظرب.. ولازم تنخش في مكان عن اختها ويدوتها..

* * *
ياسمين كانت بعدها تحاول تقنع ليلى انها تساعدها يوم سمعوا صرخة سارة وليلى من الخوف نست ياسمين وركضت بسرعة صوب صوت اختها.. وياسمين في البداية انصدمت ويوم استوعبت اللي صار مشت بسرعة للمكان اللي سمعت منه الصرخة.. وشافت ليلى معتفسة هي واختها اللي كان راسها يصب دم.. وحست بظيج وهي تشوف محمد ياي يشل سارة اللي كانت تصيح بتعب.. وقالت وهي تتأفف: هذا وقتج الحين انتي بعد ؟؟ ما لقيتي تطيحين الا اليوم وتخربين عليه؟
يوم شل محمد سارة التفتت ليلى على ياسمين وقالت: اسفة غناتي.. تعالي بنرد داخل .. اختي شكلها تعورت وايد..
ابتسمت ياسمين ببرود وقالت: اسبقيني انتي .. بتبعج عقب شوي..
ليلى: لا ما يستوي اخليج هني بروحج..
ياسمين: والله عادي ابا اتمشى شوي..
ليلى: عادي؟
ياسمين: هى والله..
ليلى: دقايق وبرد لج..
ياسمين: خذي راحتج..
راحت ليلى ورا محمد وتنهدت ياسمين من الملل وهي تتمشى بروحها في الحديقة.. الظاهر خلاص مالها أمل ولازم تنسى عبدالله.. ما تعرف ليش تعلقت فيه هالكثر بس اللي تعرفه انه عمرها ما حبت حد كثر ما حبته.. معقولة هالنحاسة اللي هي عايشة فيها؟.؟
في هاللحظة طلع لها مايد جدامها وابتسم ابتسامة عريضة يوم شافها.. وهي ابتسمت له نفس الابتسامة .. كان ويهه كله رمل وقالت ياسمين وهي تضحك: شكلك كنت تسبح في الرمل..
مايد : لا ..بس .. إحم.. طحت قبل شوي..
ياسمين: هههههه.. يحليلك.. شو اسمك؟
مايد: مايد أحمد خليفة.. عمري 12 سنة.. وانتي؟
استانست ياسمين على اسلوبه ورديت عليه بنفس طريقته: ياسمين علي يمعة.. عمري 19 سنة..
مايد: الله اسمج حلو..
ياسمين: حتى انته..
مايد: انتي ياية ويا ضيوف عمي عبدالله؟
ابتسمت ياسمين : هى.. أنا بنت ربيع عمك..
مايد: أهااا..
ياسمين: بتتمشى ويايه؟
مايد: عادي؟
ياسمين: هى .. ليش لاء؟
ابتسم مايد ومشى وياها.. وقال لها : تبيني أوديج مكان عجيب؟
ياسمين: لا مابا.. أنا متظايجة..
مايد: ليش؟
تنهدت ياسمين: مب لازم تعرف.. (بس عقب ما فكرت.. ابتسمت بخبث وقالت لمايد): مايد أبا منك خدمة.. عادي تسويها؟
لمعت عيون مايد بإثارة وقال: أكيد!!!
ياسمين: والله؟
مايد: هى والله انا اصلا كنت ملان..
ياسمين: اسمعني عدل ونفذ اللي بقول لك اياه.. وصدقني أي شي تباه بتحصله..
مايد: مابا شي.. بس المهم يكون اللي بسويه حلو..
ياسمين: أكيد حلو.. مب انا اللي فكرت به.؟
اطالعها مايد بإعجاب وغمزت له ياسمين بخبث وخبرته بخطتها كلها..
* * *






في الصالة كانت ليلى تنظف جرح سارة اللي كانت تزاعج من الالم وكل ما حطت ليلى المطهر مكان الجرح تصرخ بأعلى صوتها.. وأم أحمد لاحظت بطرف عينها انه مريم متظايجة وانقهرت منها.. أصلا من أول ما يلست وياها وهي مب عايبتنها سوالفها.. كل اللي رمست عنه وكالاتهم وفنادقهم والناس اللي يعرفونهم.. خقاقة من الدرجة الأولى وأكيد مب من النوع اللي تستلطفه أم أحمد.. بس نظرتها وهي تطالع سارة بأرف قهرتها وتمنت لو تقدر تيودها وتهزبها وتقول لها كل اللي في خاطرها.. بس احترمتها لأنها ظيفتها وفي بيتها..
خالد يوم شاف سارة تصيح صاح وياها وحست ليلى انه راسها بينفجر واطالعت يدوتها بظيج وقالت: يدوه سكتي خالد الله يخليج
شلت أم أحمد خالد ويلست تلاعبه لين ما هدا شوي..
ليلى: انتي كيف طحتي؟
سارة (وهي تصيح): لولة ظربتني..
ليلى: كيف ظربتج؟؟
سارة: بحصاه..
ليلى: مسودة الويه.. بتشوف يوم بترد .. وين بتسير يعني؟
أم أحمد: شو تبين فيها .. ياهل ما تفتهم..
ليلى: ما تشوفينها كيف فتحت راس اختها؟؟
سارة (وهي تتحسس راسها): يعورني..
ليلى: فديتج غناتي لا تصيحين .. يوم تصيحين يزيد الالم..

وعقب ما لفت ليلى راس سارة شلتها فوق ورقدتها غصب .. وغيرت ثيابها اللي كانت مليانة دم وردت تنزل تحت تدور ياسمين اللي للحين ما ردت لهم في الصالة ويوم طلعت تدورها برى شافتها تبطل باب سيارتهم وطلعت منها شي وعطته لمايد..
استغربت ليلى من حركتها وراحت صوبهم وأول ما شافها مايد ابتسم لها وراح عنهم بسرعة.. وياسمين ابتسمت بارتباك ونزلت راسها وهي تقول: نرد داخل عندهم؟
ليلى (اللي ما حبت تتدخل بس قررت تسأل مايد عقب عن كل شي) : هى..
وردت هي وياسمين داخل..

أمل اللي كانت منخشة وتطالعهم من بعيد، استغلت الفرصة يوم شافت ليلى دشت الصالة ويا ياسمين وركضت بأقصى سرعتها للميلس وبطلت الباب وهي تلهث من التعب.. عبدالله يوم شافها ابتسم ومد لها ايده
عبدالله: تعالي غناتي دشي..
علي: هاي بنت اخوك؟
عبدالله: هى.. أمولة تعالي..
دشت أمل وهي منزلة راسها ولصقت في عمها .. على الاقل هني محد بيظربها .. واستغرب عبدالله من تصرفها ورد يسولف ويا علي وهي تمت صاخة وعيونها ع الباب تتريا يتبطل في أي لحظة ويدش محمد يخبر عليها.. بس من حسن حظها انهم حطوا الغدا ومحد خبر عليها.. وتغدت ويا عمها وعلي بن يمعة وعقب الغدا رقدت في الميلس من التعب ..
* * *
محمد عقب ما اتأكد انه سارة بخير.. رد يتمشى بروحه صوب البيوت الزجاجية.. العزبة وايد عايبتنه وفكر يخبر عمه انه بيعزم ربعه هني يوم الخميس الياي.. أكيد عمه ما بيرده.. وبالصدفة اتصل به عمه وابتسم محمد وهو يرد على التيلفون..
محمد: سبحان الله .. توني افكر فيك عمي..
عبدالله (بظيج): والله؟ وبشو كنت تفكر؟؟
محمد استحى وقال: لا ما شي .. خير عمي ؟؟
عبدالله: وينك انته ؟ دورتك في كل مكان.. ليش ما ييت تتغدى ويانا؟
محمد: مالي نفس والله.
عبدالله: شو بعد هاذي مالك نفس؟؟ الريال يالس في الميلس ولا فكرت حتى تدش تسلم عليه؟؟ شو تبا يقول عنا ؟ ما عرفنا نربي عيالنا؟؟
محمد: اسف عمي بس والله ما حسيت بالوقت..
عبدالله: تعال الحين تقهوى ويانا..
محمد: ان شالله..
بند محمد عن عمه واستانست انه الارسال رد للتيلفون وعلى طول اتصل بوفاء.. بس تيلفونها كان مشغول وتم مشغول فترة ومحمد يحاول ويحاول يتصل بها.. وفي الاخير رن.. وابتسم محمد وحس بقلبه يغوص بين ظلوعه وهو يترياها ترد عليه.. ويوم ردت..
وفاء (بصوت واطي): ألو؟
محمد: هلا بغناتي ..
وفاء (وهي تهمس): حبيبي بدق لك عقب انا مب يالسة بروحي..
محمد: خلاص اترياج..
وفاء: دقايق وبرد ادق لك..
محمد: أوكى..
بندت وفاء وتنهد محمد وهو يعرف انها ما بترد تدق له الا عقب ساعتين أو أكثر.. دوم اهلها يكونون يالسين وياها أو انها تكون مشغولة أو في الدوام.. ومحمد يا دوب يقدر يرمسها خمس دقايق على بعضهن.. وبظيج .. مشى محمد للميلس عشان يقعد ويا عمه.. وردت به ذكرياته للأيام الاولى اللي عرف فيها وفاء..

عقب المرة الاولى اللي شافها فيها في المحل.. مروا ثلاث اسابيع اختفت فيهن وفاء .. وفي اليوم اللي المفروض العقد يخلص فيه كان محمد يالس في المحل الصبح لأنه مخلص شغله في المكتب.. ومر يشوف المجموعة اليديدة اللي طرشها الصايغ حقهم.. وأول ما دش محمد.. دشت وفاء وراه.. وهالمرة ما كانت متغشية ولاحظ محمد انها قمة في الجمال بس شكلها كبيرة شوي في السن..وهي أول ما شافته ابتسمت له وقالت: صباح الخير ..
محمد (بارتباك): صباح النور..
وفاء: الحمدلله اني لقيتك.. كنت متوهقة وادعي ربي طول الدرب اني احصلك في المحل..
محمد: خير اختي؟
وفاء: انته تعرف انه عقدي بيخلص اليوم صح..؟
محمد (يبتسم): لا والله ما اعرف..
وفاء: أها.. المهم انه عقدي اليوم بيخلص وانا محتاجتنه ضروري عشان عندنا مناسبة هالاسبوع لازم البسه فيها..
سكتت وفاء واطالعها محمد باستغراب يبا يعرف شو اللي تبا توصل له..
وفاء: اخويه ممكن اكلمك داخل في المكتب؟
محمد: لا اختي اذا عندج شي قوليه هني..
وفاء: بس ما يستوي اتم واقفة جي..
محمد: تفضلي ايلسي
وأشر لها ع الكراسي الموجودة على صوب وراحت وفاء ويلست وهي متظايجة.. ويلس محمد بعيد عنها بكرسيين..
وفاء: أخويه انا ما عندي المبلغ كله.. انا دفعت عربون خمسة آلاف وبصراحة الحالة صعبة شوي وما اقدر ادفع الباجي الا الشهر الياي..
محمد (بحزم): خلاص اختي تفضلي استلميه الشهر الياي ما في أي اشكال بهالخصوص..
تنهدت وفاء: بس انا محتاجتنه هالاسبوع وقلت لك عندنا مناسبة..
محمد: اختي هاذي مب مشكلتي ..
نزلت وفاء عيونها بحزن وتلوم فيها محمد على طول.. حس انه غلط عليها مع انه كل اللي قاله من حقه انه يقوله.. بس بعد غمظته وهو بروحه ما كان يعرف ليش؟... ويوم رفعت وفاء عيونها كانن حمر.. كأنها تحاول تحبس الدموع اللي في عيونها..
وفاء: اسفة ...
محمد: ليش تعتذرين.؟؟
وفاء: اسفة لأني احرجتك.. المفروض ما كنت اطلب منك هالطلب.. بس قلت بما انك صاحب المحل بتساعدني.. وصدقني انا مب حرامية وكنت بدفع كل اللي عليه الشهر الياي.. بس ياللا .. الله مب كاتب اني البسه في هالمناسبة مع انها عزيزة عليه وايد..
سكت محمد ويت عينه في عينها .. ووقفت وفاء وقالت: في امان الله..
وراحت.. بس قبل لا توصل للباب ما حس محمد بعمره الا وهو يناديها..
محمد: لحظة اختي...
التفتت وفاء وراها بأمل وارتبك محمد .. ما كان يعرف ليش ناداها اصلا .. وراح ووقف حذالها..
محمد: خلاص اختي تقدرين تاخذين العقد الحين وتدفعين الشهر الياي.. بس لازم تخلين لنا شي هني يظمن انج بتردين..
ابتسمت وفاء بفرح وقالت: والله؟
محمد: هى..
وفاء: يعني اعطيك ليسني؟؟
محمد:لا لا .. مابا الليسن يمكن تحتاجينه.. ما عندج أي شي ثاني..؟؟
ابتسمت وفاء وطلعت ورقة من شنطتها وكتبت عليها شي بسرعة وعطته اياها
وفاء: هاذا رقم موبايلي.. اذا تأخرت ولو يوم واحد عن الدفع تقدر تتصل بي وتطالبني بالبيزات..
تمت وفاء مادة ايدها بالرقم ومحمد مستغرب منها وما خذ الورقة.. فحطتها وفاء على الكاونتر حذاله وابتسمت له وراحت للمدير تكلمه.. ووقف محمد يطالعها والمدير يطلع لها العقد ويعطيها اياه وشاف المدير يطالعه باستغراب وأشر له محمد انه عادي يعطيها العقد ويكتب لها فاتورة..
وقبل لا يطلع محمد من المحل.. التفتت للرقم .. وما يعرف ليش شله وخشه في مخباه.. مع انه وفاء مول ما كانت جاذبتنه.. رغم هذا خذ رقمها وهو اللي عمره ما سواها.. وروح المكتب وتم يفكر في حركتها اليوم بطوله..

تنهد محمد وهو يشيل ذكريات وفاء من باله .. وبطل باب الميلس ودش على عمه وعلي بن يمعة وسلم عليهم وابتسم يوم شاف أمل راقدة حذال عمها..
محمد: هاذي هني؟
عبدالله: هى امولة عندي من قبل الساعة وحدة ومتغدية ويانا بعد..
محمد: هههههه كلهم يدورونها .. وهي هني..
اطالعها عبدالله بحنان وابتسم وسكت محمد ما بغى يخبر عليها الحين.. يوم بيروحون ظيوف عمه يصير خير..
* * *


مايد اللي محد شافه ع الغدا.. ظهر فجأة الساعة ثلاث الظهر وويهه أحمر من الشمس وايده وثيابه كلها رمل.. وأول ما شافته ليلى داش الصالة شهقت وافتشلت جدام ياسمين وأمها واطالعته بنظرة حادة.. بس اللي استغربت منه انه رد يطلع في نفس اللحظة اللي دش فيها وعقب ما طلع بشوي قالت لهم ياسمين انها تبا تتمشى .. وقامت ليلى وياها.. وطلعن برى..
ليلى (وهي تمسح على خصلة من شعر ياسمين اللي كان ظاهر من الشيلة): وايد حلو اللون اللي صابغة فيه شعرج.. كستنائي صح؟
ياسمين: المفروض يطلع أشقر بس انا كنت صابغة شعري من قبل وطلع لي هاللون الارف في النهاية..
ليلى: بالعكس لا أرف ولا شي والله انه يجنن..
ياسمين: وانتي ليش ما تصبغين شعرج؟
ليلى: ما ادري عمري ما جربت..
ياسمين: شو رايج اصبغ لج اياه؟؟
ابتسمت ليلى : متى ؟
ياسمين: ممممم تعالي عندي دبي ولا انا بزورج هني وبصبغ لج شعرج بلون احمر ناري.. حلو بيظهر عليج..
استانست ليلى من خاطرها .. ياسمين من الحين تعتبرها ربيعتها وتفكر انه بتكون بينهم زيارات.. ومن الفرحة ابتسمت ابتسامة عريضة وهي تقول: خلاص موافقة.. تعالي زوريني في أي وقت..
ياسمين: عطيني رقمج..
نقلتها ليلى رقم بيتهم وخزنته ياسمين في موبايلها وهي تسأل ليلى: ليش ما تعطيني رقم موبايلج؟
ليلى: ما عندي موبايل..
ياسمين (بأرف): معقولة؟؟
ليلى: هى مب محتايتنه..
ياسمين: بس انتي كنتي مخطوبة..
ليلى (وهي تحس بنغزة في قلبها وبإحراج ماله تفسير): ما كنت أرمسه في التيلفون..
ياسمين: وتقولين انج كنتي تحبينه ؟؟؟ وما ترمسينه؟؟ ما اصدق..
ليلى: كنت ارمسه جدام اهليه يوم ايي يزورنا في البيت.. بس عمري ما فكرت ادق له وارمسه في التيلفون..
ياسمين: انتي غريبة..
اطالعتها ليلى وحاولت تبتسم بس ابتسامتها ما كانت من الخاطر.. واستغربت انه ياسمين ما ردت ترمسها في موضوع عمها عبدالله وقررت تسألها: شو بتسوين الحين بخصوص عمي؟
اطالعتها ياسمين ببرود وقالت: بترياج ترمسينه وترمسين يدوتج في الموضوع وبرضى بأي قرار يتخذه..
ليلى: يحليلج يا ياسمين.. والله انج تستاهلينه واتمنى يوافق.. بصراحة حبيتج واتمنى تكونين جريبة مني..
ابتسمت ياسمين وسكتت .. وأول ما وصلوا للحديقة طلع لهم مايد وقال لليلى: سارونا تصيح تباج..
ليلى: ميود سير ايلس عندها شوي .. أنا مشغولة..
ياسمين: لا.. حرام.. سيري لها.. يمكن اليرح يعورها..
ليلى ما كانت مطمنة وحست انه هالاثنين يخططون لشي.. وقالت : انزين.. بشوفها وبرد لكم على طول..
وعقب ما راحت ليلى.. اقتربت ياسمين من مايد وقالت: ياللا؟
غمز لها مايد وقال: ياللا..
* * *
الساعة ثنتين الظهر كان مبارك حاط راسه على مكتبه وراقد من التعب.. وسكرتيرته دقت عليه الباب ويوم محد رد عليها بطلته بهدوء وانصدمت يوم شافته حاط راسه على الدرج وابتسمت بعطف وعرفت انه راقد.. وطلعت بهدوء وروحت عقب ما بندت الليتات في مكتبها ومبارك ولا حس فيها.. بس عقب دقايق رن تيلفونه وبطل مبارك عيونه بتعب وظيج وحس كأنه سكين انغرزت في راسه من الالم ..
ورد على التيلفون من دون ما يشوف منو المتصل..
مبارك: الوووو
سهيل: السلام عليكم..
مبارك: وعليكم السلام والرحمة .. اوووووه سهيل نسيتك والله..
سهيل: ههههه وانا هني اترياك من نص ساعة..
مبارك : الله يهديك جان دقيت لي قبل لا تروح..
سهيل: ما توقعتك تنسى .. ما احيدك شيبة..
مبارك: يالله جان انا مب شيبة..
سهيل: ها؟ متى بتوصل.. ؟
مبارك: مسافة الطريج وبكون عندك..
سهيل: خلاص..
بند مبارك عنه وعدل غترته وخلى اوراقه وشغله كله في المكتب وقفل عليه وطلع .. من أمس وهو متحرقص يبا يعرف شو سالفة سهيل .. وفي شو يبا يرمسه..
ويوم وصل الانتركونتننتال ، راح بسرعة للمطعم وشاف سهيل يالس عند الباب الزجاجي.. وسار وسلم عليه..
سهيل: شكلك كنت مشغول وانا عطلتك ..
مبارك: لا والله توني مبند المكتب وياينك..
سهيل: خلاص عيل خلنا نتغدى تراني بموت من اليوع..
سار مبارك ويا سهيل وحطوا لهم من البوفيه ومبارك يحترق ومقهور من برود سهيل ورسميته الزايدة اللي تخليه يتغدى قبل لا يرمسه في الموضوع.. وفعلا طول فترة الغدا وسهيل يرمس في مواضيع عادية وتافهة .. وما حس مبارك بعمره الا وهو يسأله: شو الموضوع المهم اللي كنت تبا ترمسني عنه؟؟
ابتسم سهيل ابتسامة بطيئة وقال: كل شي في وقته حلو.. خلنا نتغدى وخلني اعرف اخبارك..
مبارك: اخباري كلها تعرفها والغدا خلص تقريبا وتبا الصراحة انا على اعصابي من امس وابا اعرف شو الموضوع..
سهيل: ليش عاد..؟؟ صح انه الموضوع مهم.. بس مب مسألة حياة أو موت..
مبارك: سهيل.. انته ناوي تييب لي الجلطة؟؟؟
سهيل: هههههه مب زين الفضول بزيادة يا مبارك..
مبارك: مب فضول بس انته اسلوبك امس ونبرة صوتك كانت تقول انه الشي اللي بترمسني فيه مب هين..
سهيل: يا مبارك قبل لا ارمسك في هالموضوع اباك تتقبله بصدر رحب وتفكر فيه عدل .. لا تعطيني جواب متسرع ممكن تندم عليه بعدين..
مبارك: ان شالله ..
سهيل: مبارك انته لازم تدمج شركتك بشركة عبدالله بن خليفة..
اطالعه مبارك باندهاش وتحولت نظرته عقب دقيقة لنظرة احتقار وأرف.. وقال وهو يبتسم: سهيل انته تخبلت؟
سهيل: انا قلت لك لا تتسرع.. خلني اكمل رمستي..
مبارك (باستخفاف): كمل كمل..
سهيل: مبارك قبل لا تستخف بكلامي فكر بمستقبلك وبمصلحتك.. عبدالله بيفيدك وايد.. خبرته في هالمجال محد يقدر ينكرها.. ومعارفه وايدين.. وفكرة الدمج هاذي انا افكر فيها من سنة تقريبا..
مبارك: عمري ما احتجت لعبدالله ولا بحتاج له في يوم..
سهيل: ان شالله ما راح تحتاج لأي شخص يا مبارك بس اتمنى تسمعني للأخير..
تنهد مبارك واطالع سهيل بتعب: ألحين انا .. من أمس مب راقد.. وطالع من الدوام بدل لا اسير احط راسي وارقد .. ياي ومجابلنك هني.. واخرتها يطلع هذا موضوعك المهم؟؟
سهيل (وهو يطالعه بنظرة حادة): الشرهة علي انا اللي ابا اساعدك..
مبارك: يوم بتشوفني يالس في الشارع اشحت من خلق الله.. تعال ساعدني.. بس الحين الحمدلله انا مب محتاج للمساعدة وخصوصا منك انته وعبدالله..
سهيل: مبارك انته على وشك الافلاس تعرف هالشي؟؟؟
مبارك: شو؟؟؟ شو هالخبال؟؟ انته شو يالس تخرف؟؟
سهيل: خبرني كم دفعت وكم خسرت شركتك في مشروع المجمع التجاري اللي اونك لهفته عن عبدالله.؟؟؟
مبارك: رجاءا لا تتدخل في شغلي..
سهيل: صاحب المجمع طلع من البلاد... وكل حد يدور عليه.. خبرني منو اللي بيعوض خسايرك؟؟
مبارك: شو هاللعبة اليديده اللي تلعبها علي انته وعبدالله؟؟
سهيل: عبدالله ما يعرف اني رمستك وانا بعدني ما رمسته في هالموضوع بس متأكد انه بيرحب بالفكرة..
وقف مبارك وقال: سهيل.. توقعتك اكبر عن جذي.. طلعت والله شرات الباجين.. للأسف..
سهيل (اللي كان واقف ومجابل مبارك): الحق نفسك يا مبارك ووافق على عرضي وانا مستعد ارمس عبدالله في هالموضوع من اليوم .. لا تهدم مستقبلك بإيدك انته خسرت الملايين في هالمجمع..
مبارك: واذا فرضنا انه كلامك صدق.. شو بتستفيد انته وعبدالله؟؟
سهيل: عبدالله مب صغير.. وكل بيزاته بتروح لعيال اخوه في الاخير وعيال اخوه يهال.. وانا ادري انه بيحتاج لشخص كبير يدير شركته من عقبه وفي نفس الوقت يظمن انه ما ياكل حقوق عيال اخوه..
مبارك: وهالشخص انا اكيد..
سهيل: هى..
مبارك: عندك شي ثاني تقوله؟
سهيل: مبارك ..
مبارك: مع السلامة..
طلع مبارك من بوكه اربعمية درهم وفرهن على الطاولة وطلع بسرعة وتم سهيل واقف يطالعه بنظرة إشفاق.. ماشي بيدمر هالانسان الا عناده وكبريائه اللي ماله داعي.. بس والله خسارة انه واحد بطموحه وحماسه يطيح بسبب لحظة سها فيها وما حسب حساب باجر..
* * *



* * *
اقترب مايد من باب الميلس وهو يضحك .. ورفسه بريوله بقوة وركض بأقصى سرعته واختفى عن الانظار..
عبدالله استغرب من الظربة القوية على الباب وقال لمحمد: اطلع شوف منو برى؟
بطل محمد باب الميلس ووقف وتلفت حواليه بس ما شاف حد.. وقال لعمه: محد برى..
عبدالله : منو هيل اللي دق الباب قبل شوي؟
محمد: ما ادري والله.. يمكن قطوة؟
عبدالله: يمكن..
مايد يوم شاف محمد دخل وصك الباب وراه .. طلع من المكان اللي انخش فيه ومشى صوب الميلس .. بس ليلى شافته من بعيد ونادت عليه وتأفف وهو يشوفها يايه صوبه وقال في خاطره " الحين ليلوه بتخرب كل شي" ..
ليلى كانت شالة خالد في ايدها ويوم شافت مايد سألته: وين ياسمين؟
مايد (بارتباك): شدراني!!!
ليلى: يوم ودرتكم انته كنت واقف وياها..
مايد: انزين.. تبيني اتم واقف وياها للأبد؟؟
ليلى: وانته شو تسوي هني؟
مايد: بدش الميلس عند عمي ..
شهقت ليلى وهي تطالعه برعب: بتدش عندهم وانته بهالمنظر؟؟
مايد: شو فيني؟
ليلى: طاع شكلك والله اللي يشوفك يقول ولد الزراع..
ابتسم لها مايد من دون نفس وسارت عنه ليلى وهي تضحك ولقت ياسمين يالسة في الحديقة اللي حذال الميلس .. كانت مبطلة شعرها وعاطية ليلى ظهرها ويالسة بهدوء كأنها سرحانة وتفكر بعمق.. وابتسمت لها ليلى وقالت: بشو تفكرين؟
ياسمين شهقت بقوة والتفتت بسرعة صوب ليلى.. ومن الارتباك ما عرفت شو تقول..
ليلى: هههههه سوري غناتي زيغتج؟؟
ياسمين: هاا؟؟ لا لا .. بس كنت سرحانة..
يلست ليلى على الكرسي الابيض اللي كان موجود هناك ووقفت ياسمين مجابلتنها وخالد كان يطالع ياسمين ويضحك ويسوي لها حركات وياسمين كل شوي تتلفت حواليها بارتباك..

مايد يوم سارت عنه ليلى رد اقترب من باب الميلس ورفسه بقوة وركض ورد ينخش في المكان اللي انخش فيه المرة الاولى..
طلع عبدالله يشوف منو اللي كل شوي يدق الباب ويشرد .. بس ما شاف حد.. وقال في خاطره: ما عليه يا ميود ان ما زخيتك اليوم ما اكون عبدالله.. ومشى صوب الزرع.. وحس انه في حد موجود صوب الكراسي البيض بس الاشجار كانت مغطية عليه وما يشوف بوضوح..
وبين أشجار المانجا.. وقف عبدالله وحس انه قلبه وقف وياه... حاول يشيل عيونه عن المنظر اللي جدامه بس ما قدر.. كأنه عيونه مب عيونه هو.. مب قادر يسيطر عليهن .. ولا قادر يحركهن في أي اتجاه ثاني..
ياسمين كانت جدامه.. مبطلة شعرها الطويل الكستنائي والهوى يحركه بكل نعومة على ويهها الطفولي الجميل.. وحذالها يالسة ليلى وفي ايدها خالد وتسولف لياسمين اللي كانت تطالعها وتبتسم.. ليلى كانت عاطتنه ظهرها .. وياسمين تقريبا ما تشوفه.. بس هي تعرف انه وراها وتعرف انه يطالعها وتأكدت انه ابتسامتها اختفت من ويهها يوم التفتت له بحركه (تمنت انها تبين عفويه) ومثلت انها مصدومة وهي تشوفه واقف وعيونه في عيونها..
ليلى ما كانت حاسة بأي شي وتلاعب خالد بكل براءة وعبدالله.. مع انه شايف عيون ياسمين من قبل.. بس هالمرة بهرته.. كانت متجحلة بالجحال الاخضر اللي تعرف كيف تأثيره على عيونها.. وكيف يخلي لونها أقرب للون البرتقالي.. وبحركة بطيئة.. شلت شيلتها اللي كانت على كرسي الحديقة وغطت بها شعرها ونزلت عيونها تحت اونها مستحية منه.. وفي هاللحظة انتبه عبدالله لعمره ولوجود ليلى وخالد ورد الميلس.. وهو عقله مب عنده.. مب قادر يشيل هالمخلوقة من خياله.. ولا قادر يفهم السبب اللي يخلي قلبه يدق بهالعنف لوحدة ياهل .. أصغر حتى من انها تكون بنته.. ما يدري شو اللي استوى له او شو اللي حس به في هاللحظة.. بس اخوه أحمد الله يرحمه طرى على باله وتذكر كيف كان يحسده على الحياة اللي عايشنها وعلى عياله وكيف انه دوم كان يتمنى في داخله يكون عنده ياهل.. تذكر فاطمة في هاللحظة ونورة يت في باله وحس للحظة انه يخونها بمجرد تفكيره بياسمين.. بس مهما حاول.. صورتها وهي واقفة مثل الحورية بين الشير وتطالعه بعيونها الناعسة كانت مطبوعة في جفونه.. كل ما حاول يتخلص منها كان يشوفها بوضوح اكثر..

وقف عبدالله عند باب الميلس وايده على مقبض الباب.. وفكر ببيته في العين .. ولأول مرة .. حس انه حياته فارغة.. بدون هدف وبدون طعم.. وانه يبا ياسمين هناك .. في بيته.. تعطر المكان بوجودها فيه.. وهو اللي عمره ما حس بهالاحساس من يوم نورة.. يمكن حس بانجذاب كبير لفاطمة بس ياسمين.. ما يعرف يوصف شو اللي جرفه لهالدوامة وياها . . بس اللي يعرفه انه توهق بشي كبير ما يعرف كيف بيطلع منه..
أما ياسمين .. فوقفت مكانها تبتسم بانتصار ومن فرحتها يلست على ركبتها وباست خالد بقوة على خده.. بس خالد استغل فرصة قربها منه وشبك أصابعه في شعرها وشده بكل قوته ودخله في حلجه.. وخلى ياسمين تصرخ من الالم لين ما قدرت ليلى عقب مجهود كبير انها تحرر خصلات شعرها من بين مخالب اخوها الصغير..
* * *



عقب صلاة العصر.. روحوا قوم ياسمين دبي وطلع مايد بسرعة غرفة عمه عبدالله وحط له الامانة اللي سلمته اياها ياسمين على شبريته.. وطلع بسرعة ومن دون محد يشوفه..

في الصالة تحت ، كانت ليلى مرتبكة وتفكر كيف تبدا بموضوع ياسمين ويا يدوتها .. وفي هاللحظة دشت أمل بهدوء وكانت توها قاعدة من الرقاد وطلعت من الميلس وردت الصالة وهي ميتة من الخوف.. ويوم دشت وشافت يدوتها واختها في الصالة ، نزلت عيونها وراحت بسرعة فوق..
ليلى ابتسمت وخلت عمرها ما شافتها والتفتت ليدوتها اللي كانت ترمسها..
أم احمد: ويه زين روحوا ما بغيت افتك من هالعيوز..
ليلى (مصدومة): منو تقصدين يدوه؟
أم أحمد: مريم منو غيرها بعد.. ذبحتني ما عندها رمسة غير البيزات والاسواق..
ليلى: هههه .. يحليلها
أم أحمد: بس ياسمين ماشالله حلوة ..
ليلى: الا قمر مب بس حلوة ..
أم أحمد: والله لو انها بعمر محمد جان خطبتها له..
ليلى: ممممممم .. اعتقد انه في واحد هني أكبر من محمد ولازم تفكرين تخطبين له..
أم أحمد: منو؟
ليلى: عمي عبدالله
أم أحمد: منو؟؟ لا انا هذا غسلت ايديه منه .. ادري به ما بيعرس..
ليلى: يمكن يرضى بياسمين..
اطالعتها ام أحمد باندهاش وقالت: ياسمين وايد صغيرة عليه اهلها ما بيرضون ياخذها عبدالله..
ليلى: وانتي شو دراج؟؟
أم احمد: حتى لو رضوا عبدالله ما بيطيع..
ليلى: خلي عمي عليه انا بقنعه..
ابتسمت أم أحمد بحزن وقالت في خاطرها : ان شالله..

* * *
الساعة عشر المسا.. دش عبدالله غرفته وفصخ كندورته وفرها على الكرسي.. وتنهد بتعب.. كان مرهق بشكل فظيع واللي متعبنه اكثر افكاره المتناقضة عن ياسمين.. ومشاعره اللي ابتدت تخونه هاليومين.. بس الارهاق اللي يحس به والصداع اللي ذبحه منعه من انه يفكر في هالموضوع اكثر من جذي وكان كل اللي يباه في هاللحظة هو انه يرقد .. بس يوم سار صوب الشبرية شاف شريط كاسيت صوب المخدة وجلبه في ايده من دون اهتمام .. وفي النهاية فره في الزبالة وبند الليت ورقد..
نهاية الجزء السابع






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 04:31 PM   رقم المشاركة : 9
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء الثامن
" يوم الجمعة الصبح، انتشر الخبر في الجرايد بسرعة كبيرة.. والكل عرف انه التاجر عبد الكريم محمد طلع من البلاد لوجهة غير معروفة.. وترك وراه عشرات الدائنين اللي يتريون استرجاع حقوقهم منه عبر محاكم دبي.. الجريدة كانت مسوية تحقيق كامل عن هالتاجر وممتلكاته وجميع أعماله ومشاريعه ولا زال البحث مستمرا عن الوجهة اللي رحل إليها.. "
كانت الصدمة الناتجة عن هالخبر قوية جداً وخصوصا على مبارك اللي نش اليوم الصبح وهو يفكر بكلام سهيل اللي قاله امس ع الغدا.. معقولة كلامه يكون صح؟ ومبارك آخر من يعلم.. ؟؟ وكان مقرر يتصل بمحاميه عقب صلاة الجمعة وعقب ما يتغدى ويا أهله ويسأله عن هالموضوع وكان مقرر بعد اذا طلع الموضوع صج يروح بسرعة ويرفع قضية ضد عبد الكريم.. بس يوم شل الجريدة اللي كانت في الصالة وشاف اللي مكتوب في أول صفحة وبالخط العريض حس انه يبل انهد فوق راسه..
ما عرف كيف يفكر وحس بالدم كله يتيمع في ويهه.. كلام سهيل كان صح.. عبدالكريم خلاص راح.. باع كل أسهم المجمع التجاري لشركة أجنبية وخذ البيزات وسافر من دون ما يدفع ولا درهم للناس اللي تعامل وياهم..
والشركة الأجنبية أعلنت إنها غير مسئولة عن أي عمل قام به عبد الكريم قبل لا يغادر البلاد..
نزل مبارك الجريدة من ايده ويلس يفكر وملامحه تعكس الألم اللي يخترق قلبه مرة عقب الثانية.. ليش جذي؟؟ وين ما يطقها عويه.. ؟؟ العمال اللي هلكوا وهم يبنون المجمع عشان يسلمونه في موعده المحدد.. من وين بيدفع لهم أجورهم؟؟ وشركة الصقر اللي زودته بكل معدات البناء .. من وين بيدفع فواتيره لهم ؟؟ وشركة الخرسانة والمهندسين وغيرهم وغيرهم؟؟ شو بتسوي يا مبارك ..؟؟ من وين بتييب كل هذا؟؟ من وين؟؟
تم مبارك يالس في مكانه يفكر وأكثر من مرة كانت الدموع تتيمع في عيونه .. ودش عليه ابوه الصالة وهو على حالته هاذي وسلم عليه ووقف مبارك وحبه على راسه .. وأول ما يلس بوظاعن انتبه لملامح ويه مبارك وعرف انه في شي مستوي..
بوظاعن: مبارك؟؟ شو فيك ؟؟
اطالعه مبارك بيأس : أبويه انا انتهيت خلاص.. فلست .. انتهيت..
بوظاعن (باستغراب وخوف): هاه!!!.. شو تقول انته .. ارمس عدل..
تنهد مبارك وخبره السالفة كلها .. من أول الغدا امس ويا سهيل للخبر اللي قراه في الجريدة اليوم ..
مبارك: هالحيوان التعن في ستين الف داهية وانا هني متوهق ابويه ما اعرف شو اسوي..
بوظاعن كانت اعصابه باردة مب شرات مبارك اللي كان يغلي في داخله: هدى اعصابك يا مبارك واسمعني عدل..
مبارك : اسمعك ابويه..
بوظاعن: أول شي تسويه .. تروح وتقدم شكوى ضده وشرطة دبي ما بتقصر وبترد لك حقك.. ياما استوت قبل وحقك ما بيضيع ان شالله..
مبارك: ان شالله ابويه انا اول ما قريت الخبر قلت بقدم شكوى..
بوظاعن: وبعدين انا ما بقصر وياك وبساعدك.. حتى لو اضطريت اني ابيع العزبة والمزرعة..
اطالع مبارك أبوه بنظرة حزن وحنان.. وقال له: لا يا بوظاعن.. مهما تردت الحالة ما توصل لأنك تبيع العزبة والمزرعة.. انا مستحيل ارضى بهالشي..
بوظاعن: شو بسوي بهن .. إذا ما بنفع بهن عيالي شو فايدتهن عيل.؟؟؟
مبارك: أبويه لا تناقشني في هالموضوع .. الله بيفرجها ..
بوظاعن: وانته عندك بيزاتك في البنك تقدر تسد بهن ديونك لحد ما يلاقونه..
مبارك: أنا استثمرت ملايين في هالمشرروع.. مهما كان المبلغ اللي عندي كبير مستحيل يغطي هالتكاليف..
بوظاعن: الله يعينك يا ولدي..
مبارك: مدري والله اذا الشكوى اللي بقدمها بعد بتنفعني ولا لاء.. ولا عشرين واحد مشتكي عليه..يا ربي شو هالمصيبة اللي حلت على راسي؟؟
استأذن مبارك من أبوه وراح يقعد في غرفة المكتب.. معقولة يخسر كل شي؟؟ عقب ما خسر مرته وعياله ما بجى له غير شغله يلهيه عن التفكير بهم والحسرة عليهم.. والحين حتى شغله بيخسره.. ما يعرف اذا الله يختبره أو انه يكفر بكل اللي يستوي له الحين ذنوبه في الماضي.. بس في شي واحد مبارك متأكد منه.. إنه بيحتاج حاليا لكل مساعدة يقدر يحصلها .. وغصبن عنه فكر بعبدالله.. يا ترى بيشمت فيه ولا بيشفق عليه؟؟ حس مبارك بالحزن وهو خلاص يحس انه هاذي هي بداية النهاية .. كل شي في حياته بدى ينهدم.. كل شي ابتدى ينهار..

في هالوقت عبدالله وأهله كانوا بعدهم في ليوا وكان عبدالله يالس في الصالة وأمه تحن على راسه ومن الصبح فاتحة له سيرة الزواج..
أم أحمد: شو اللي يمنعك؟؟ ما تم حد ما رمس عنك .. وكل حد يزيد رمسة من عنده..
عبدالله: يعني طول هالسنين وهم يرمسون.. شو اللي بيتغير الحينه؟
أم أحمد: ما بيتغير شي.. بس بذمتك.. ما تبا تشوف عمرك؟؟ ما تبا وحدة تظويك وتداريك؟؟ معقولة ما تفكر بهالشي؟؟
عبدالله: أفكر أمايه .. منو قال اني ما افكر..؟ بس خلاص العمر راح وانا كبرت.. خلاص يا أم أحمد لا ترمسيني في هالموضوع.. لا أنا ابا اعرس ولا حد بيرضى يزوجني بنته عقب هالعمر كله..
أم أحمد (وعلى ويهها ابتسامة أمل): أنا لقيت اللي تباك وصدقني يا عبدالله انها شاريتك وما تبا أي حد غيرك..
عبدالله حس انه امه ترمس عن ياسمين وسكت وقرر ما يرد عليها.. ياسمين صح عايبتنه بس مستحيل يتخلى عن مبادئه عشان أي حد.. عبدالله ريال عاش عمره كله بروحه على ذكرى مرته اللي حبها من قلبه .. ليش يغير عادته وحياته الحين؟؟
وفي هاللحظة دشت تاميني وفي إيدها الجريدة وخذها عنها عبدالله بلهفة وهو يبا أي شي يشغله عن رمسة أمه اللي كانت مصرة تقنعه برايها..
أم أحمد: البنية هاذي ياسمين بنت علي بن يمعة .. بنية ما عليها قصور .. جمال وأخلاق.. ولو انه أمها مول ما تنحب بس انته بتاخذ البنية مب أمها.. وأبوها ربيعك..
عبدالله كان ساكت ولاحظت أمه انه ويهه تغير .. ما كانت تعرف السبب وانه توه يقرى خبر عبد الكريم في الجريدة وقالت بدون اهتمام: طول عمرك وانته تفكر بنفسك وبس.. متى بتفكر فيني أنا وبتحاول ترضيني؟؟
اطالعها عبدالله بعصبية وقال: أمايه الله يخليج اسكتي عني هالسالفة مابا حد يفتحها وياي مرة ثانية.. وان طريتوا لي سيرة العرس بسير وباخذ لي مغربية وبييب لكم اياها في البيت!!!
انصدمت أم أحمد من أسلوبه وقام عنها عبدالله وسار برى في الحديقة عشان يقرى على راحته الخبر اللي صدمه.. معقولة عبد الكريم سواها؟؟ عبدالله يعرفه زين وعمره ما توقعها منه .. !! وفجأة شهق عبدالله وهو يتذكر إنه مبارك متعاقد وياه في مشروع كبير وهو مشروع المجمع التجاري.. وحس بقلبه يخفق بقوة .. مسكين يا مبارك.. ما ادري كيف بتواجه هالكارثة اللي حلت عليك .. وطلع عبدالله موبايله من جيبه واتصل بسهيل عشان يخبره..






سهيل كان يالس يتريق ويا مرته سلامة وبناته الثنتين موزة اللي كانت هالسنة ثانوية عامة ولطيفة اللي توها داشة الاعدادي.. ومع انه قرى الخبر في الجرايد وكان متظايج من أول ما نش من الرقاد بسبة الرمسة اللي دارت بينه وبين مبارك أمس بس عمره ما حاول اييب شغله وهمومه وياه البيت .. ولا حاول انه يضيج بمرته وبناته عشان شغلات ما يخصهن بها..
لطيفة : أبويه.. احم.. ابويه..
ابتسم لها سهيل وهو يعرف انها تبا بيزات وسألها: ها لطوف؟؟ شعندج متلخبطة ومب عارفة ترمسين؟؟
لطيفة: أبويه انا هالمرة مابا بيزات..
سهيل: لا والله؟ غريبة..
اطالعت لطيفة اختها موزة اللي نزلت عيونها على طول وما بجى جدامها الا امها اللي تنهدت وقالت لسهيل: البنات يبن انترنت.. يقولن انه ضروري لدراستهن..
اختفت الابتسامة عن ويه سهيل وقال: انا قلت رايي في هالموضوع من قبل.. أي موضوع يحتاجنه بييب لهن عنه كتب بس الانترنت ما يدش بيتي..
لطيفة: ليش ابويه ربيعاتي كلهن عندهن انترنت..
سهيل: انتي غير عنهن.. أنا ادش محاكم واشوف يوميا مصايب يشيب لها شعر الراس وكله بسبة الجات..
موزة: أبويه نوعدك انا ما بنحدر الجات.. والله..
سلامة: يعني انته ما تعرف تربيتك يا سهيل؟
سهيل: بناتي والنعم فيهن ماشي مثلهن في هالدنيا كلها.. بس والله انه اللي اسويه عشانكن انتن..
لطيفة: ابويه لا تجبرنا نسوي شي من وراك.. انته بروحك تقول لنا انه كل ممنوع مرغوب..
ابتسم لها سهيل بحنان وقال لها: معقولة تسوينها من ورايه؟
استحت لطيفة وقالت: لاء.. مستحيل أسوي هالشي بس بعد ما نبا نحس انه محرومين من شي خاطرنا فيه انته ما عودتنا على جذه..
سهيل: خليني افكر.. وبرد عليكم باجر..
لطيفة: برد اسألك باجر في نفس هالوقت..
سهيل: هههههه يصير خير..
يوم خلص سهيل جملته اتصل به عبدالله ونش عنهن وسار يرمس في الصالة الثانية..
سهيل: صباح الخير عبدالله .. والله كنت اتريى اتصالك..
عبدالله: يعني قريت الخبر..
سهيل: أنا من امس اعرف.. ربيعي اللي في التحريات مخبرني..
عبدالله: وليش ما خبرتني.؟؟
سهيل: ما بغيت أخرب عليك وانته في ليوا..
عبدالله: ومبارك ما تعرف عنه شي؟
سهيل: رمسته أمس.. وحذرته.. ما صدقني..
عبدالله: ما تقصر يا سهيل .. سويت اللي عليك.. اذا عرفت أي شي يديد خبرني.. والله ما هقيتها من عبدالكريم..
سهيل: عبدالكريم من يومه جبان وما يعرف يتصرف في الازمات.. ويوم زادت ديونه جمع اللي عنده وباع الباجي وهج من البلاد.. أنا كنت متوقع هالشي وعشان جذي ما خليتك تتعامل وياه..
عبدالله: يحليله مبارك..
سهيل: عبدالله متى بترد العين؟
عبدالله: عقب الغدا بنرد .. اليهال باجر عندهم مدارس..
سهيل: خلاص نتلاقى عقب صلاة المغرب..
عبدالله: على خير ان شالله. .
بند سهيل عنه ويلس بروحه يفكر بمبارك بحزن.. اليوم بيرمس عبدالله في موضوع الدمج.. لازم ينقذ مبارك من هالورطة.. سهيل يحب مبارك وايد.. يحب حماسه وغروره وكبريائه.. يحب قناع القسوة اللي على ويهه والطيبة اللي رغم كل شي تشع من ويهه.. يعتبره ولده اللي انحرم منه ويحس انه من واجبه يشوفه ويرعاه.. هو بنفسه ما يعرف سبب هالاحساس.. كل اللي يعرفه انه اذا يقدر يساعد مبارك مستحيل يقصر في هالشي..
رد عبدالله الصالة وابتسم يوم شاف امه يالسة بروحها وشكلها مهمومة .. يحليلها وايد قسى عليها بس الله يهديها يوم تحن على الواحد ما تودره الا وهي مطلعة روحه..
اقترب منها عبدالله ويلس حذالها وهي يوم شافته لفت بويهها الصوب الثاني.. وضحك عبدالله بصوت عالي..
أم أحمد: بعد تضحك؟؟
عبدالله: اشوفج تدلعين..
أم أحمد: أنا ما اتدلع .. تراني صج زعلت.. مب انا اللي تفتن عليه وترمسني جني أصغر وحدة من عيالك..
عبدالله: اسمحيلي يا أم احمد .. انتي تعرفين مكانتج عندي بس بعد تعرفين انه هالسالفة تظيج بي وايد..
أم أحمد: خلاص ما بنرمسك مرة ثانية..
ابتسم لها عبدالله بحزن وقال: وين العيال؟؟ بعدهم رقود؟؟ الساعة الحين عشر..
أم أحمد: ليلى نشت وسارت تقعدهم.. بينزلون عقب شوي..

ليلى كانت فوق تطالع خواتها اللي كانن بعدهن راقدات وتفكر تقعدهن ولا لاء.. أمل كانت راقدة غلط وريولها في بطن سارة وليلى عدلتها مرتين في الليل ويوم ترد تنتبه تشوفها ردت لحالتها الاولية.. وسارة يحليلها من يوم رقدت المغرب ما انتبهت للحين من التعب اللي فيها.. محد أذاها غير خالد اللي كانت ريوله تعوره لأنه مشى وهو حافي ع الحصى ورغم انه ليلى همزت له ريوله بس كان بعده يصيح ويمسح بإيده عليهن ومن كثر ما انكسر خاطر ليلى عليه راحت وصخنت له ماي وسوت له كمادات حارة ويلست تمسح على ريوله لحد ما ارتاح ورقد..



ابتسمت ليلى وهي تطالعهم.. وفكرت بكلام ياسمين أمس يوم تقول لها تزوجي ولا تضيعين عمرج .. ليلى كانت مقتنعة انه هالخمسة هم مستقبلها وعمرها.. مستحيل ترضى بأي شي ثاني.. تبا تكون لهم الأم والأخت والصديقة.. تبا تشهد كل مرحلة في حياتهم .. كل حدث مهم أو غير مهم يمر عليهم.. تبا تكون موجودة في أي لحظة يحتاجون لها فيها.. يوم يحتاجون حد يفرح وياهم .. حد يصيحون على جتفه.. تبا تكون هي أول وحدة يلجأون لها ..
كيف تضيع هذا كله عشان ريال أكيد ما بيتقبلهم وبيفرق بينها وبينهم.. ؟؟

في هاللحظة رفست أمل سارة بريولها وهي مب حاسة وشهقت ليلى وهي تشوف سارة تقعد وتتحسس بطنها بألم.. ويوم شافت ليلى قامت من مكانها ويت وحطت راسها على ريولها وابتسمت ليلى وشلتها ويلستها في حظنها..
ليلى: نشيتي؟
سارة (بكسل): هى..
ليلى: راسج بعده يعورج..؟
سارة (اللي توها تذكرت الالم اللي في راسها): هى يعورني..
ليلى: حبيبتي انتي.. باجر بتسيرين الروضة ويا لولة..
سارة: ماباها تسير وياي..
ليلى: هههههه .. حرام ليش؟
سارة: بس خليها اتم في البيت اروحها..
أمل (اللي نشت وسمعتهم): بسير غصبن عنج..
التفتت لها سارة بحدة وقالت: ما بتسيرين..
أمل: بسير ودواج يوم انكسر راسج..
ونشت أمل بسرعة وركضت برى الغرفة كانت تتحرى انه سارة بتركض وراها بس سارة كانت تعبانة وافتشلت أمل وردت توايج في الغرفة ويوم شافت سارة يالسة مكانها ردت ويلست ع الشبرية بهدوء وتمت تتلفت حواليها..
ليلى: لولة...؟
أمل: هااااااااااااا
ليلى: مب حرام جي تقولين حق سارونا؟؟ يحليلها بروحها راسها يعورها..
مدت أمل شفايفها وما قالت شي.. ونزلت ليلى سارة من حظنها ويلستها على الشبرية وراحت تشوف خالد وتقعده من الرقاد.. ويوم طلعت عنهن انسدحت سارة على الشبرية واقتربت منها أمل وضغطت على راسها من جدام.. واطالعتها سارة بصمت..
أمل: يعورج يوم أهوس هني؟
سارة: لاء..
أمل: وين يعورج عيل؟؟
يلست سارة وحطت ايدها على مكان الالم.. وحطت أمل إيدها عليه بخوف وبسرعة نزلتها .. وراحت وشلت شي من تحت المخدة وحطته في إيد سارة ويوم اطالعته سارة ابتسمت.. كانت حصاه صغيرة من الحصى الذهبي اللي شافوه أمس وتسبب في هالأزمة كلها..
يوم شافت أمل سارة تبتسم ضحكت وسألت أختها العودة: انتي ترمسيني؟؟
سارة: هى ارمسج..
أمل: باجر بسير وياج الروضة؟
ابتسمت سارة: هى تعالي اخاف اسير روحي..
اطمنت أمل على مستقبلها وراحت الحمام تغسل ويهها وتتريى اختها تطلع لها ثيابها من الشنطة.. وتبعتها سارة للحمام ويلسن يسولفن سوالف يمكن اذا سمعها حد كبير يعتبرها سوالف سخيفة بس بالنسبة لهن هن الثنتين كانت سوالف مهمة وايد..

دشت ليلى غرفتها اللي رقدت فيها أمس هي وخالد وشافته راقد مثل الملاك.. من بينهم كلهم ما تنكر ليلى انه خالد أكثر واحد تحبه وأكثر واحد متمكن من كيانها ومشاعرها.. هالطفل بالذات هو اللي تحبه ليلى .. هالملاك اللي كانوا بيخسرونه في الحادث ويا باجي حبايبهم.. كل ما تشوفه ليلى تحمد ربها على رحمته وتشكره من كل قلبها على فضله يوم انه ترك لهم خالد.. وما حرق قلب ليلى أكثر وأكثر..
مسحت ليلى على ريوله الصغيرة بحب وتذكرته أمس يوم يصيح ويترجاها بعيونه الكبار اللي كلهن دموع ويقول لها : لولي (ريولي)
باسته ليلى على ريوله وما انتبه لها خالد.. وقررت تخليه راقد.. ما يهون عليها تقعده.. وقامت عشان تشوف خواتها الصغار.. وأول ما بطلت باب غرفتهن وسمعتهن محتشرات في الحمام كانت مقتنعة تماما بقرارها.. مستحيل تتخلى عنهم عشان ريال.. بتم طول عمرها وياهم .. ويا أغلى الناس على قلبها..

في آخر غرفة في الممر.. رن تيلفون محمد فترة بس من التعب ما انتبه له.. وتأفف مايد وهو يترياه يرد عليه ويقول في خاطره: متى برد البيت وبرد غرفتي ارقد فيها بروحي بدل هالمذلة والحشرة..
رد التيلفون يرن مرة ثانية ويلس مايد في فراشه وهو يزاعج على محمد: إييييييييه.. رد على تيلفونك حشرتنا!!!
بطل محمد عيونه الوساع بكسل ومد إيده عشان يشل الموبايل من فوق الكمودينو.. وابتسم يوم شاف الرقم ورد عليه: ألو؟
وفاء (بعصبية): ليش ما ترد؟
محمد: سوري كنت راقد ما انتبهت..
وفاء: الظاهر انه ليوا نستك وفاء.. أمس ما دقيت لي قبل لا ترقد..
محمد: والله اتصلت بس تيلفونكم مغلق..
وفاء: لا ما كان مغلق..
محمد: والله انه كان مغلق..
ارتبكت وفاء وكأنها تذكرت شي وغيرت الموضوع على طول: المهم حبيبي.. أنا تولهت عليك موت أبا اشوفك اليوم..
محمد: خلاص انتوا حددوا الوقت والمكان وأنا بييكم..
وفاء: ويا دريولكم؟
محمد: هى
وفاء: متى بتاخذ لك سيارة ان شالله؟
محمد: جريب ان شالله عمي قال بياخذ لي..
وفاء: عمك شكله ماخذنك على قد عقلك.. رد ذكره بهالموضوع الظاهر انه نسى..
محمد (بظيج): ان شالله برد ارمسه بالموضوع اليوم..
وفاء: زين ياللا قوم بسك رقاد..
محمد: قمت خلاص..
وفاء: دق لي أول ما توصل العين..
محمد: ان شالله..
وفاء: ياللا مع السلامة..
محمد: ف امان الله..
بند محمد التيلفون وشاف مايد يطالعه بعين وحدة والعين الثانية مغمظنها..
محمد: بسم الله ليش جي تطالع؟
مايد: ما اروم ابطل عيوني اثنيناتهن.. فيه رقاد وانته ما خليتني ارقد ويا تيلفونك الحشرة..
محمد: محد كلف عليك.. انخمد..
مايد: منو ترمس؟
محمد: انته شلك؟
مايد: والله لأخبر..
محمد: تخبر على شو؟
مايد: عليك انته .. طلعت تغازل ما عليه يا حمود..
محمد: شو تخرف انته؟؟
ابتسم مايد وانجلب الصوب الثاني.. زين يوم انه لقى شي يبتز فيه محمد في وقت الحاجة.. ومحمد ما اهتم وقام يتسبح عشان يلحق يروح يصلي ويا عمه عبدالله.. وحاول يفسر شعوره تجاه وفاء.. بالرغم من انه ما جرب الحب في حياته بس بعد ما يقدر يسمي اللي بينه وبينها حب.. محمد كان وحيد في الفترة الاخيرة.. خصوصا انه ربعه اثنيناتهم دشوا كلية الطيران وهو من الفشلة انه ما انقبل ابتعد عنهم تماما وما قام يرد على تيلفوناتهم.. كانت في داخله جبال من الهموم والمشاعر اللي يضطر يكتمها وما عنده حد يطلعها جدامه ويشكي له.. ما عنده حد يشيل عنه الحمل الكبير اللي على جتوفه.. ووفاء دشت حياته في فترة كان فيها محمد في قمة الوحدة والحزن..
تذكر محمد أول مرة قرر انه يتصل بوفاء.. كان ماخذ السيارة منن ورى اخته ليلى ورايح يتمشى في شارع خليفة عقب ما خلص شغله في المكتب.. كان يوم الاربعا وهو في الشارع مر بسيارته صوب الكنتاكي وكانوا ربعه توهم رادين من الكلية وهم بعدهم باللبس واقفين حذال الكنتاكي ويضحكون ويا شلة شباب ثانيين.. ما يدري محمد ليش حس بالوحدة يوم شافهم.. حس بإحساس بشع.. احساس الحزن الممزوج بالغيرة.. كان بكل وضوح يحسدهم.. يتمنى يكون مكانهم.. يكون واحد منهم.. حس انه ولا شي.. انه مب ريال.. ما قدر يحقق الشي الوحيد اللي كان يحلم به.. حس انه مخنوق.. ودور له أقرب مكان وقف فيه سيارته واتصل بها.. ومن يومها ووفاء الوحيدة اللي يشكي لها.. الوحيدة اللي يطلع لها محمد الجانب الأضعف في شخصيته .. الجانب اللي مول ما يحب يطلعه في البيت وجدام اهله..

بس في الفترة الاخيرة تغيرت وفاء تغير جذري.. صارت تنشغل عنه وايد.. من بعد ما كانت ترمسه بالساعات في اليوم صارت مكالماتهم ما تتجاوز الدقايق.. ومن بعد ما كان يشوفها كل يوم تقريبا صار يشوفها في الاسبوع مرة.. واحيانا ما يشوفها.. أسلوبها وياه صار جاف واستوت غامظة وايد من عقب ما عرف عنها شغلات وايدة... انه عمرها 24 سنة وانها تشتغل مدرسة رياضيات .. وانها للحين مب معرسة.. في البداية كانت ترمسه بحنان وتقول له انها تحبه وانه حياتها وغناة روحها.. ومحمد رغم انه ما كان يبادلها الشعور بس كان يعزها وايد.. وساعات يلقى نفسه يفكر فيها وهو بين اهله..ويستغرب من عمره.. ما يقدر يحدد مكانتها في حياته بالضبط.. بس يعرف انه هالمكانة دوم تكبر.. وما يعرف وين بتوصل في النهاية..


في هالوقت كانت ياسمين توها ناشة من الرقاد.. وبعدها ما بطلت عينها.. حاولت تبطل عيونها بس من التعب حست كانه حد ملصق جفونها بsuper glue .. مول مب راضيات يتبطلن.. وتحسست الموبايل بإيدها وبطلتهن غصب.. واتصلت على ربيعتها نهلة اللي كانت بعدها راقدة..
نهلة (بتعب): ألووووو
ياسمين: خس الله هالحس..
نهلة: عوذ بالله ليش جي انتي؟
ياسمين: نهلوه انا مقهورة تعالي بيتنا..
نهلة: ماروم اليوم اليمعة ولا نسيتي؟
ياسمين: انا حتى اسمي عادي انساه.. والله انيه مهمومة..
يلست نهلة في فراشها وقالت وهي عاقدة حياتها: من شو حبيبتي؟
ياسمين: عبدالله..
نهلة: أوهووووو.. ياهالعبدالله اللي ما بنخلص منه..
ياسمين: نهلوه تخيلي ما دق لي..
نهلة: نعم؟؟؟ شو تقولين انتي؟؟ الظاهر انج مسوية مصيبة..
ياسمين: تدرين قبل لا نسير ليوا سويت له شريط مقاطع.. والله خمس ساعات يالسة اسوي له اياه.. وفي نص المقاطع كنت حاطة له همسات بصوتي.. ااااخ يالقهر .. وفي نهاية الشريط حطيت همسة واخرها رقم موبايلي.. ولا فكر يتصل..
نهلة: دواج.. مسودة الويه.. ترومين تعطينه رقمج..؟؟؟ ياسمين شو استوى بج انتي عمرج ما كنتي جيه..
ياسمين: ما ادري والله ما ادري .. يوم يتعلق الامر في عبدالله انسى كل شي..
نهلة: والله صدمتيني.. مب انتي ياسمين اللي اعرفها.. معقولة ريال يخليج ترخصين بعمرج وتنحطين لهالمستوى؟؟
دمعت عيون ياسمين.. وسكتت فترة طويلة.. مب عارفة كيف ترد عليها ..
نهلة: ياسمين؟؟
ياسمين: اللي يقهر اني لأول مرة اتجرأ وانزل كرامتي القاع عشان واحد.. و في الاخير هو اللي ما يباني.. ليتني ما طرشت له الشريط ولا حتى سويت له سالفة من البداية..
نهلة: الحمدلله يوم بديتي تفكرين جذه..
ياسمين: نهلة.. تعالي عندي.. تعالي تغدي عندي .. والله مالي نفس اتغدى وياهم..
نهلة: امايه ما بتخليني .. دقي لها وخبريها انج تبيني هي ما تحب تفشلج..
ياسمين: خلاص غناتي.. بدق لها وبخبرها.. ياللا قومي البسي..
نهلة: ياللا..

بندت ياسمين عنها واتصلت في ام نهلة واستأذنت منها عشان تتغدى نهلة عندها ويوم وافقت حست ياسمين بالراحة وبندت عنها .. ونزلت تحت بس ما لقت حد.. كل حد كان راقد.. ولا كأنه اليوم الجمعة.. ويتها سيتا الخدامة وسألتها: مدام you want to eat something?
ابتسمت ياسمين بسخرية.. المفروض امها اللي تسألها هالسؤال.. مب الخدامة.. بس كل شي في هالبيت غير عن بيوت خلق الله..
ياسمين: no
راحت سيتا تشوف شغلها ويلست ياسمين بروحها وفي عيونها نظرة حزن.. تحاول تتخيل يوم الجمعة في بيت عبدالله.. أكيد ربشة وكلهم الحين يتجهزون عشان يتغدون ويا بعض يوم بيردون الرياييل من صلاة الجمعة.. أكيد ريحة البيت بخور.. وعبدالله مزاجه top
حست ياسمين بخدودها تحترق وهي تفكر بعبدالله. .امس كان تصرفها اللي تصرفته وياه طبيعي بالنسبة لها .. بس اليوم كل ما تذكرت الموقف كانت تحتقر نفسها وتحس بخجل فظيع.. حتى انها صارت تكره تفكر فيه من كثر ما كانت منحرجة. . أكيد عبدالله الحين يقول شو هالياهل؟ أكيد يحتقرها وما بيفكر يطالعها مرة ثانية..
نزلت دموع ياسمين من القهر وانسدحت على القنفة وضغطت على بطنها بكل قوتها عشان تخفف من حركة الفراشات اللي كانت تطير في داخله كل ما تفكر بعبدالله..
لازم تشيله من بالها خلاص خطتها فشلت.. ليش تعذب عمرها وتفكر بسراب؟؟ عبدالله كان شعاع الامل اللي اخترق حياتها المملة.. كان أملها في انها تطلع من هالبيت وتعيش حياة المغامرة والاثارة.. بس كل هذا راح وحلمها الوردي انتهى.. انهته لحظة طيش منها خلتها تفكر انه كل الرياييل واحد وانها بجمالها تقدر تملك الكون..

ما حست ياسمين بالوقت يمر وهي منسدحة في مكانها ويتها نهلة وهي بعدها في الصالة على حالتها .. نهلة كانت تشفق على ربيعتها اللي تعرف كل ظروفها وكل صغيرة وكبيرة في حياتها.. تعرف انه ياسمين تتصرف بعفوية وانه غيرها يفسر تصرفاتها هاذي بشكل خاطئ.. ويوم شافتها بروحها في الصالة راحت لها ويلست جدامها وابتسمت لها ياسمين بحزن يوم شافتها وباستها نهلة على خدها وخوزت شعرها عن ويهها.. وقالت: تعالي بنسير غرفتج..
ياسمين: غرفتي عفسة..
نهلة: بنرتبها .. وبنتصل بالكافتيريا وبنطلب غدا.. شو رايج؟؟
ياسمين : تمام..
وقفت نهلة وسحبت ياسمين وطلعن اثنيناتهن فوق وهن يسولفن عن كل شي وأي شي إلا عبدالله واللي صار وياه أمس..

--------
قب ما تغدوا ولموا اغراضهمم كلها .. روحوا عيال المرحوم أحمد بن خليفة وعمهم عبدالله ويدوتهم وبشاكيرهم العين.. هالمرة كانت ليلى وسارة وأمل في سيارة عبدالله ويا تاميني.. وأم أحمد ومايد ومحمد ويا الدريول ونجمة في السيارة الثانية.. وأول ما وصلوا العين طلعت ليلى السوق ويا عمها ويدوتها واشترت لهم اللي ناقصنهم من أغراض المدرسة و عقب ما وداها عبدالله السوق روح بيته وياها وويا أم أحمد عشان أم أحمد كانت بتييب باجي اغراضها اللي خلتها هناك.. ومحمد راح صوب مغافة عشان يشوف وفاء وهالمرة راح لها بروحه من دون الدريول.. وما تم في البيت الا مايد وخالد وسارة وأمل والبشاكير..
وعقب ما ردوا من برى.. خذ لهم عبدالله عشا وسار المقهى يشوف سهيل اللي كان يترياه عشان يرمسه في موضوع الدمج..
أول ما دش عبدالله المقهى فتش بعيونه على مبارك بس ما لقاه .. لا هو ولا ربعه اللي دوم يقعدون وياه.. بس شاف سهيل يالس على طاولتهم المعتادة وراح له وسلم عليه ويلس وياه..
عبدالله: ما وصلتك أي اخبار يديده..؟
سهيل: لا والله ما عرفت شي.. حتى مبارك ما شفته هني ويوم دقيت على موبايله ما رد عليه..
عبدالله: تتوقع يأثر عليه هالموضوع؟؟
سهيل: مبارك غلط يوم وافق انه يستلم بس 20 % من مبلغ المشروع في بدايته.. المفروض كان يستلم نص البيزات قبل لا يبدون في البناء والنص الثاني يوم يخلصون..
عبدالله انصدم يوم درى انه مبارك تنازل لعبدالكريم وخذ منه بس 20% .. معقولة مبارك يكون ساذج لهالدرجة؟؟
سهيل: تدري يا عبدالله؟ مبارك سوى هالشي عشان لا يخسر عبدالكريم كزبون.. كان يبا يكسبه وكان خايف انه عبدالكريم بحكم انه ربيعك يتعامل وياك انته.. عشان جذي رضى ب20% بس كبداية..
عبدالله: يحليله.. والله اني افكر فيه من الصبح .. ابا اساعده بس اعرف مبارك ما بيرضى..
سهيل تشجع يوم سمع رمسة عبدالله وقال بدون تردد: عبدالله انته بالنسبة لي أخ عزيز.. وانا برمسك بكل صراحة..
عبدالله: تكلم يا سهيل..
سهيل: ليش ما تمدج شركتك ويا شركة مبارك؟؟
عبدالله: شو؟؟؟ انته يا سهيل اللي تقول هالرمسة؟؟ تبا توهقني ويا مبارك؟؟
سهيل: وليش تتوهق وياه؟؟ مبارك ريال ما عليه كلام ..
عبدالله: ما قلنا شي بس بعد مبارك الحين مديون .. وديونه يمكن توصل للملايين.. اذا دمجنا الشركتين بضطر اني انا اسدد عنه مبالغ كبيرة بحكم شراكتنا..
سهيل: وعندك شك في انه مبارك بيرد لك هالمبالغ؟؟
عبدالله: ما عندي شك بس صعبة وايد يا سهيل.. ما اقدر اوافق على هالشي .. اسمح لي..
سهيل: اوقف ويا مبارك في محنته هاذي يا عبدالله وصدقني ما راح تندم..
عبدالله: اتمنى اساعده بس ما بإيدي شي..
سهيل: انته بإيدك كل الحلول.. أول شي عبدالكريم بيحصلونه أكيد لأنه وبكل بساطة غبي .. ما يعرف يتصرف وما بيعرف يتم متخفي على طول.. وحتى لو ما حصلوه بيبيعون بيته وكل اللي عنده هني وبيسددون بالبيزات ديونه.. يعني مبارك بيسترد حقه أكيد.. بس انته لازم تستغل فرصة ضعفه الحين واهتزاز ثقته بنفسه وتعرض عليه الدمج..



عبدالله عيبته الفكرة بس في باله تكونت فكرة ثانية عيبته أكثر: وليش ما اشتري عنه الشركة كلها؟؟
سهيل: وتدمر مستقبله؟؟ ما اعتقد تقدر تسوي هالشي.. مبارك بيفيدك.. صح انه متهور ومندفع وما عنده خبرة بس ما تقدر تنكر انه شاطر ويجذب العملا بسرعة.. مبارك يقدر يدير عنك انت الشركة وعقب كم سنة بتحتاج لشخص يعلم عيال اخوك كيف يديرون ممتلكاتك ومنو احسن من مبارك عشان يسوي هالشي؟؟
سكت عبدالله وتم يطالع عيون سهيل بتركيز.. وسأله بعد تفكير: ليش مبارك؟
سهيل: شو؟
عبدالله: ليش مبارك بالذات هو اللي تهتم له هالكثر؟
ابتسم سهيل: ظروفكم متشابهة.. محد بيفهمك مثل مبارك ومحد بيفهمه هو غيرك انته..
عبدالله: خلني أفكر.. أنا مبدئيا موافق.. هذا اذا وافق مبارك على اقتراحك..
اتسعت ابتسامة سهيل .. كان مستانس انه قدر يقنع عبدالله وقال له بفرح كان واضح في صوته: انا بقنع مبارك.. وان شالله اقدر اخليه يوافق..
مبارك كان يالس في المكتب ويا أخوه العود ظاعن.. ومطلعين كل الفواتير وأوراق الحسابات ومبطلين اللاب توب وللحين طلعت ديون مبارك فوق ال 7 ملايين درهم..
تأفف مبارك وحط إيده على ويهه بتعب..
مبارك: والحين؟؟؟ شو بسوي؟؟
ظاعن: بيع بناياتك اللي في بوظبي..
مبارك: بنايتين كل وحدة أجدم عن الثانية.. من سنتين أقول بسوي فيهن صيانة وأنسى.. اذا بعتهن ما بييبن لي أكثر عن مليون وخمسمية ألف..
ظاعن: والبنك ما بيرضى يسلفك فوق الخمسمية ألف ..
مبارك: ما عندي الا اني استعيل منصور بن فاهم وأخليه يدفع لي بيزات قاعة الافراح اللي سلمناه اياها الشهر اللي طاف..
ظاعن: كم باجي عليه..ما دفعه؟
مبارك: مب وايد .. 200 ألف بس..
ظاعن: انته كيف جي محافظ على أعصابك ابا اعرف.؟؟
ابتسم مبارك بحزن وحط إيده على جتف أخوه.. وقال: تعودت وانا اخوك.. انا خسرت اللي اهم من هذا كله.. خسرت نجلا وخسرت عيالي.. تباني اتحسر على بيزات؟؟ أنا بس مابا حد يرمس ويقول اني غلطت.. هذا كل اللي احاتيه.. مابا حد يشمت فيه..
ابتسم ظاعن لأخوه وحسده على قوته.. لو كان مكانه اكيد بينهار .. وما بيعرف يفكر بأي شي: محد يروم يشمت فيك.. كلهم يدرون انك مب مقصر في شغلك..
مبارك: لا يا ظاعن.. منو قال لك انه محد بيشمت؟؟ وايدين اللي يتصيدون هالفرصة عشان يشترون الشركة مني.. ووايدين اللي يتريوني اتعثر واطيح عشان يرفسوني بريولهم..
ظاعن: ووايدين بعد اللي ودهم يتلقفونك ويتمون وياك عشان توقف على ريولك مرة ثانية..
مبارك: قصدك عبدالله؟
ظاعن: هى..
تنهد مبارك وقال وهو يفكر بعبدالله: الله يستر منه هو بالذات..

الساعة 10 فليل مر عبدالله بيت أخوه المرحوم قبل لا يرد بيته عشان يرقد .. وما لقى حد قاعد الا ليلى اللي كانت في الصالة تطالع التلفزيون وخالد في حظنها.. وقع ديسولف وياها شوي..
ليلى استغلت الفرصة عشان تكلمه في موضوع ياسمين.. كانت تفكر بهالموضوع طول اليوم.. واذا كانت ياسمين مناسبة لعمها ولا لاء.. وعقب تفكير قررت انه هالشي مب هي اللي تقرره.. عمها بس اللي يقدر يقرره.. وعقب ما شل عبدالله خالد عنها ويلس يلاعبه وحست ليلى انه مزاجه حلو..
ليلى: عمي..؟
عبدالله: ها غناتي..
ليلى: عمي أبا أرمسك في موضوع بس ما أباك تنفعل ولا اباك ترد عليه من دون تفكير.. كل اللي اطلبه منك انك تسمعني للأخير..
ابتسم لها عبدالله : ارمسي يا ليلى وانا ما راح اقاطعج..
ليلى: عمي انته في عيوني أنا اعظم ريال في هالدنيا كلها.. من أيام ما كان أبويه المرحوم عايش وانا دوم أقول له محد ينافسك في قلبي إلا عمي عبدالله ..
ابتسم عبدالله بسعادة.. كان يعرف مكانته في قلب ليلى وتمنى يعرف شو اللي تبا توصل له ..
ليلى: أبويه كان دوم يقول لنا عبدالله بيعرس.. أصبروا عليه وبتشوفون..
تغيرت ملامح عبدالله وكان بيبطل حلجه بس تذكر انه ليلى كلبت منه يسمعها للأخير وسكت..
ليلى (بحزن): حتى في آخر يوم في حياته.......... كان واثق انك ما بتخيب ظنه.. كان واثق انك بتعرس..
عبدالله: ليلى..
ليلى: عمي خلني اكمل كلامي.. عمي نحن محتاجينك.. يمكن نكون أنانيين في هالشي بس انا واخواني نعتبرك ابونا ..ونعرف انك تعتبرنا عيالك.. صح عمي؟؟
عبدالله: أكيد غناتي..
ليلى (والدموع تتيمع في عيونها): عمي لا تحرمنا من حقنا في انا نفرح.. حياتنا صارت كلها حزن في حزن.. انا ما عندي شي أعيش له الا اخواني .. حياتي تحددت ملامحها خلاص.. بتم طول عمري عايشة على ذكرى حميد.. بتم طول عمري خطيبته وبس.. هذا حقه علي..
عبدالله (بعصبية): ليش هالتفكير؟ منو اللي دخل هالافكار في راسج؟؟
ليلى (بحزم): انته.. هاذي أفكارك.. انا بكون شراتك عمي.. بكبر بروحي.. بكابر احساسي بالوحدة والغربة وانا اشوف غيري يبني مستقبله ويربي عياله.. بدفن مشاعر الغيرة اللي فيني مثل ما انته دفنتها .. بعتبر اخواني عيالي مثل ما انته تعتبر عيال اخوك عيالك.. ليش اكون مختلفة عنك..
ما يدري عبدالله ليش جرحه كلامها.. بس حس بجرح فظيع في داخله .. وحس بحزن كبير .. وهو يتخيل المستقبل المظلم اللي رمسته ليلى لنفسها... وابتسم بسخرية وهو يتذكر انه الصورة اللي رسمتها ليلى هي صورة عن حياته هو ..
اقتربت ليلى منه ويلست تحت جدامه وهي تترجاه بعيونها: عمي .. انا واخواني ويدوتي .. كلنا نترجاك.. تخلص من عنادك شوي.. ووافق انا نروح نخطب لك ياسمين..
حس عبدالله كأن حد صفعه على ويهه.. : ليش ياسمين بالذات؟؟
ليلى: ما بتلاقي أحسن عنها عمي.. ياسمين شاريتك.. عمي أرجوك..
حس عبدالله بظيج كبير وعطاها خالد ووقف.. ما كان يعرف كيف يرد عليها وطلع من عندها من دون ما يرد عليها .. أما ليلى فتمت واقفة في مكانها تطالع الباب اللي تسكر وراه.. تتمنى انها ما تكون جرحته.. تتمنى تكون أقنعته.. على الاقل بفكرة الزواج..
* * *





صباح يوم السبت كان غير بالنسةب لسارة.. غير عن أي صباح مر عليها.. اليوم أول يوم لها في الروضة.. أول يوم تلبس فيه اللبس الازرق الحلو.. أول يوم تحط فيه الشرايط البيضة في شعرها.. اليوم بتدش مجتمع غريب تماما عليها .. مجتمع مب متعودة عليه.. ومن الساعة 6 كانت سارة ناشة ويالسة في الصالة تحت تتريا اختها ليلى تنزل من فوق.. بس يدوتها طلعت قبل ليلى وضحكت يوم شافت سارة يالسة تتريى بترقب ..
أم أحمد: سارونا؟
التفتت سارة عليها وهي تبتسم : ها
أم أحمد: شو ميلسنج هني بروحج.. تعالي بنسير المطبخ نسوي الريوق..
قامت سارة وسارت ويا يدوتها صوب المطبخ .. لأنه أم أحمد تعودت خلاص تسوي الريوق بروحها وما تعتمد ع البشاكير.. ووقفت تسوي الجاهي والسندويتشات وهي لابسة دلاغ صوف في ريولها عشان أرضية المطبخ الباردة.. وسارة يالسة على الكاونتر تطالعها.. وعقب دقايق يتهم ليلى وسلمت على يدوتها وشلت سارة عشان تلبسها وكانت أمل متعلقة في جلابية ليلى عشان تتأكد انها بتسير وياهم الروضة..
لبست ليلى سارونا لبس الروضة ورفعت لها شعرها كله فوق وحطت لها ربطة شعر كلها ورود بيض لأنها ما تروم تشد شعرها بسبب الجرح اللي في راسها.. كانت سارونا حلوة وايد باللبس وعندها شنطة صغيرة حق الاكل لونها ازرق فاتح نفس لون لبس الروضة..
أمل طلعت حق عمرها شورت جينزل وبودي وردي.. بس يوم يت بتلبس الجينز ما رضى السحاب يوصل لفوق لأنه وزنها زاد شوي.. وحاولت ليلى وياه بس ما شي فايده ..
ليلى: طلعي لج لبس ثاني..
أمل (وفي عيونها نظرة رعب): أنا ابا هذا..
ليلى: ما ايوز عليج .. مب منج من هالبيبسي اللي تغرينه كل يوم..
أمل: ما يخصني أنا أبا هذا!!!
ويلست أمل ترافس وما رضت تغير ثيابها لين هددتها ليلى انها اذا ما غيرت ثيابها ما بتسير وياهم الروضة واضطرت في النهاية انها تلبس بنطلون ثاني بس ما رضت تغير البودي..
وعقب ما تأكدت ليلى انهن لبسن ودتهن تحت وراحت للمصيبة العودة مايد وهي تقول في خاطرها: الله يكون في عوني.. الحين هذا شو بيقعده من الرقاد؟
بس تفاجأت يوم دشت غرفته وشافته متلبس وواقف جدام المنظرة يتسفر..
ليلى: الله الله..!! شو هالكشخة.. ؟
مايد (وهو يبتسم): بس أول يوم والا عقب ما بتفيج..
ليلى: انزين تعال تحت تريق .. انا بظهر وياكم اليوم عشان اوصل سارة الروضة..
مايد: أوكى.. دقايق وبنزل..

في هالوقت كانت صالحة يالسة في الصالة تسحي شعر مزنة بنت بنتها فواغي.. فواغي ريلها مسافر يدرس في الخارج وهي يالسة عند امها في فترة غيابه.. ومع انه اليوم اول يوم دوام لبنتها في الروضة ، بس فضلت انها تكمل رقادها وتخلي مهمة تجهيز البنية ولبسها على امها .. اللي كانت منقهرة من حركات مزنة وعنادها..
حاولت صالحة تربط شعر مزنة بالشباصة بس مزنة كانت متمللة ومالت بجسمها على جدام وهي تتأفف .. فضربتها صالحة بالمشط بقوة على راسها
صالحة: وقفي اقول لج.. خليني اخلص..
مزنة: آآآآآآآي... يدوه !!!!
صالحة: دواج..
مزنة: انزين لا ترصين الشباصة على شعري والله يعورني ..
صالحة: احسن جذه عيل تبينه يتبطل وتردين لي البيت مبهدلة...؟؟؟
وشدته بقوة وثبتته حقها بالشباصة وبدت تعقصه..
مزنة: أي أي.. ما اروم اصكر عيوني يدوه وايد شديتيه!!!
صالحة: تراج وايد تهذربين حسبي الله عليج من بنية كلتي فوادي..
مزنة: لا تعقصينه اباه مبطل.. أفففففف... سيري ماباج انتي تسوين لي شي..
صالحة: والله لو تموتين ما اخليه مبطل..
مزنة: امااااااااااايه ... امايه تعالي!!
صالحة: أمج منخمدة انا اللي بوديج الروضة.. امج هالبطرانة ما سجلتج في الروضة الجريبة من بيتنا.. بتركضني اخر الدنيا .. مالت عليكن ما خذت منكن إلا التعب وعوار الراس..
سكتت مزنة واستسلمت ليدوتها اللي لبستها واجبرتها تتريق وودتها الروضة بسرعة عشان تلحق ترد وتروح العزبة..

* * *



* * *
مايد اللي كان بيبدا دراسته في الصف السادس الابتدائي اليوم كان خايف انه الاولاد يردون يرمسونه في سالفة موت امه وابوه.. خايف من نظراتهم ومن رمستهم.. ما يبا حد يرد يضغط ع الجرح اللي في قلبه.. وأول ما بطل باب الصف بطله وهو متوتر.. بس من شافوه ربعه ضحكوا بصوت عالي وسووا له حشرة.. وابتسم مايد وهو يحس براحة شوي وراح ويلس حذال مترف أعز ربعه .. وكل واحد يخبرهم شو سوى في الاجازة ويخرط عليهم شوي واللي يقول انه سار المكان الفلاني وسافر وهو طول الاجازة يحاوط في الحارة ..
مترف: بس ميود انته الصراحة من عقب الضرابة اللي استوت هذاك اليوم غطيت ومحد قام يشوفك..
هزاع: لا يكون محمد حبسك في البيت..
مايد: يخسي الا هو.. بس انا انشغلت ..
مترف: اسمع!!.. بشو انشغلت. .؟
مايد: رحت ليوا..
مترف: طول الاجازة في ليوا..
مايد (بدون تفكير): هى.. طول الاجازة في ليوا..
مترف: يحيك والله انا طول الاجازة مجابل التلفزيون..
مايد: قوموا قوموا نطلع.. بنشوف ربعنا في الصفوف الثانية..
طلع مايد ويا مترف وهزاع وساروا يسلمون على ربعهم سالم وأحمد في الصف اللي حذالهم .. هم الخمسة كانوا أشهر شلة في المدرسة.. واللي دوم يبدون بالمشاكل ويختارونهم حق المسابقات على مستوى المنطقة لأنهم رغم مشاغباتهم عليهم مخ وشطار.. وعقب ما سلموا على بعض وتواعدوا يشردون من الحصة الثانية ويقعدون في الملعب يسولفون رد كل واحد صفه عشان يشوفون منو اللي بيدرسهم هالسنة..

نهاية الجزء الثامن








رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 04:37 PM   رقم المشاركة : 10
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء التاسع
الساعة ثمان الصبح كانت ليلى واقفة في ساحة الروضة ويا خواتها أمل وسارة اللي كانن هاديات على غير العادة.. كل شي بالنسبة لهن كان مبهر ويديد.. حشرة اليهال.. الديكورات والألوان المشرقة.. الأبلات اللي كانن يتمشن بين اليهال.. أمل كانت منبهرة وسارة بتموت من الخوف.. وليلى تتلفت حواليها وتفتش بعيونها على أي أبلة عشان تسألها عن الصف اللي سجلوا فيه سارة اختها..
بس بدل لا تشوف الأبلة جدامها، شهقت ليلى من الصدمة وهي تشوف خالوتها صالحة تتمشى وتسحب وراها مزنة ..
استغربت ليلى من وجود خالوتها هني.. شو اللي يايبنها من زاخر لهالروضة بالذات؟ شو هالنحاسة؟؟
سارة اللي كانت لاصقة في ليلى من الخوف حست بشوية راحة وهي تلمح خالوتها ويا مزنة وابتسمت لأختها العودة وهي تقول: ليلى.. شوفي.. خالوه هناك..
ليلى: هى حبيبتي شفتها.. تعالوا بنسير الصوب الثاني..
أمل: مزون بعد وياها..
ليلى: هى بعدين بترمسنها .. ياللا تحركن الحين..
بس للأسف قبل لا تتحرك ليلى شافتها صالحة ونادتها من بعيد.. وتأففت ليلى وهي تلتفت لها وترسم على ويهها ابتسامة مصطنعة.. وغصبن عنها راحت لها وسلمت عليها ويا أمل وسارة اللي وقفن ويا مزنة يسولفن وياها..
صالحة: ماشالله سارونا مسجلينها في هالروضة؟
ليلى: هى.. تدرين هالروضة جريبة من بيتنا.. بس مزنة ليش مسجلينها هني؟
صالحة: هاذي فواغي ما تسمع الرمسة.. أونه هالروضة أجرب لبيتها.. مب جنها يالسة وياية في زاخر..
ليلى: هى.. بس زين سارة حصلت لها مزنة ترابعها..
صالحة: وزين يوم اني انا حصلتج .. ما اعرف وين اضرب براسي من الصبح وانا احوط بين اليهال ما اعرف وين اروح..
ليلى: تعالي بنسير صوب الادارة وبنشوف وين مسجلينهم..
صالحة: ياللا انتي تجدمي وانا وراج..
راحت ليلى هي وخالوتها صوب الادارة وعقب مفاوضات طويلة قدروا يحطون مزنة وسارة في نفس الصف.. وصالحة يوم اطمنت على مزنة وانها بتكون ويا ليلى ارتاحت وقالت: عيل انا بخليهم عندج .. بسير العزبة اشوف حلالي..
ليلى: خالوه اصبري لين نوديهم الصف.. وبنشوف متى بيظهرونهم من الروضة عشان تمرين تاخذين مزنة..
صالحة: الدريول بياخذها الساعة 12..
ليلى: بس يمكن يطلعونهم من وقت اليوم أول يوم..
صالحة: برايها ما بيضرها تتريا الدريول شوي..
ما عرفت ليلى شو ترد عليها وقالت في خاطرها أمري لله .. وسارت الصف ووراها مزنة وسارة وأمل..
* * *
في هالوقت كان محمد يالس في مكتبه في الفرع الرئيسي لمجموعة محلات المجوهرات .. وبما انه ما عنده شغل اليوم كان يفكر يرد البيت يتريق ويا يدوته واخته ليلى.. وابتسم وهو يتذكر خواته اللي كانن متلبسات اليوم الصبح وبيسيرن الروضة .. وتوله فجأة على البيت بس أول ما قام عشان يطلع دش عمه عبدالله المكتب على غير عادته وتفاجئ محمد يوم شافه.. لأنه من شهر تقريبا ما يا المحل..
عبدالله (وهو يبتسم لولد اخوه): صباح الخير..
محمد: صباح النور .. يا هلا والله .. نور المحل..
عبدالله: منور باصحابه ..
اقترب محمد من عمه وحبه على خشمه وراسه وطلع وطلب من واحد من الموظفين اييب لهم قهوة .. ورد المكتب وقعد مجابل عمه ..
عبدالله: اسمح لي يا محمد ابتعدت وايد عن المحل والمطاعم في هالفترة اللي طافت.. اكيد الشغل كان كله فوق راسك بس ان شالله بحاول اعوض عن تقصيري في الفترة الياية..
محمد: افا عليك يا عمي .. اصلا الشغل خفيف والموظفين ما يقصرون .. الحمدلله ما شي مشاكل..
عبدالله: عاد انا قلت بمر اليوم اراجع عنك الفواتير والحسابات ..
محمد: ما تقصر يا عمي.. تباني اساعدك؟
عبدالله: لا لا .. ما يحتاي .. انته جان عندك شغل تبا تخلصه ولا عندك مشوار سير ولا تحاتي .. انا بيلس هني للظهر..
محمد: ما عندي شغل بس قلت برد البيت اتريق..
عبدالله: خلاص .. وسلم على يدوتك واختك..
محمد: ان شالله يبلغ..
وقف محمد وسلم على عمه وطلع وهو يحس براحه انه عمه بيفكه من الشغل اليوم ويلس عبدالله على المكتب وطلع ملف الفواتير وملف الحسابات مال الشهر اللي طاف ويلس يراجعهن ورقة ورقة..
* * *


في الروضة، دشت سارة الصف بتردد وعيونها تتنقل في المكان بخوف.. كانت غرفة الصف صغيرة والجدران كلها رسومات واشكال حلوة.. بس اللي خوف سارة انه اليهال اللي في الصف كانوا وايد حشرة وغير هذا ما كانت تعرف أي حد فيهم .. الا مزنة واختها أمل.. ويت عينها في عيون الابلة (أبلة خولة) اللي كانت كل شوي تروح لحد من اليهال عشان تتعرف عليه.. واستقبلتها أبلة خولة بابتسامة حنونة..
أبلة خولة أول ما شافت سارة انبهرت بجمالها.. جمال يمكن يكون كبير وايد على طفلة بعمر سارة.. عيونها العسلية الواسعة ورموشها الكثيفة وبشرتها البيضة.. ونظرتها الهادية .. كل هالملامح خلت أبلة خولة تنجذب لهالطفلة اللي دشت الصف من ثواني بس وقالت في خاطرها.. : "ماشالله عليها.. الله يحفظها من كل عين.."
ليلى يوم شافت الابلة ابتسمت لها وسلمت عليها
أبلة خولة: بنتج شو اسمها؟
ارتبكت ليلى يوم تحرتها الابلة ام سارة وقالت: هاذي اختي .. اسمها سارة..
أبلة خولة: ماشالله عليها .. والثانية؟
ليلى: بنت خالوتي بعد مسجلة في هالصف ..
اطالعت أبلة خوله مزنة وهي تبتسم وسألتها: شحالج حبيبتي؟
مزنة: أنا اسمي مزنة..
أبلة خولة: ههه هلا والله بمزنة.. أنا أبلة خولة..
ضحكت مزنة ولحقت أمل اللي كانت واقفة صوب الرسومات وتمت سارة واقفة حذا ليلى..
اطالعت أبلة خولة سارة وسألتها : ليش زعلانة يا سارة؟
ما ردت عليها سارة ولصقت أكثر في اختها ليلى اللي قالت: سارة مب متعودة تطلع برى البيت ولا متعودة ترمس أي حد غريب.. ممكن اختها الصغيرة أمل اتم وياها؟
أبلة خولة: هو عادي هالشي.. بس أنا ما انصحج تعودينها .. من الأفضل تخلينها تتأقلم على باجي اليهال..
ليلى: بس اليوم.. لأني وعدتها انه أمل بتم وياها..
أبلة خولة: خلاص اليوم عادي اتم وياها أمل.. بس وينها؟؟
أمل كانت في هاللحظة في آخر زاوية في الصف تطالع الرسومات اللي على اليدار ومزنة لقت لها شلة يهال وتمت تركض وياهم على شكل دائرة في الصف .. وشكلها اندمجت وياهم .. واستووا ربع..
ابتسمت ليلى وقالت في خاطرها " الله يعينج يا أبلة خولة على مزنة وأمل "
وعقب ما وافقت أبلة خولة انه أمل اتم وياهم في الروضة اليوم.. روحت عنهم ليلى وهي مطمنة .. وقررت ترد البيت تخلص أشغالها وترد تاخذهم من الروضة الساعة 11 ونص..
----
في المدرسة كان مترف يالس ويا مايد يتريون الحصة الأولى تخلص عشان يروحون موعدهم ويا ربعهم في الملعب.. وكل شوي يطالعون الساعة والأستاذ رغم انه ما عنده شي يدرسهم اياه في أول يوم دوام بس كان يالس يكتب شي ومهددنهم انه اذا سمع أي نفس بيطرشهم عند المدير..
مايد: والله مليت .. متى بتخلص هالحصة..؟
مترف: اصبر باجي خمس دقايق..
مايد: استاذ العربي هذا مصخها.. شو يكتب من أول يوم؟؟
مترف: ما ادري به مالت عليه..
ما كمل مترف جملته إلا ورن الجرس وأول ما خلصت الحصة الأولى ركض هو ومايد وهزاع صوب الملعب قبل لا يشوفهم الاستاذ ووصلوا هناك وهم يلهثون من التعب ويضحكون على عمارهم..
مايد : والله اذا زخنا المشرف بقول له انك انته غصبتني اشرد..
مترف: والله يا النذل؟؟
مايد: هى ما فيه ع المشاكل من بداية السنة..
هزاع: شوفوا شوفوا منو ويانا في الملعب..
التفت مايد ومترف وشافوا مانع وشلته يالسين بعيد في الطرف الثاني من الملعب ... مانع هو نفسه الولد اللي تظارب وياه مايد في الاجازة.. وعلى الرغم من انه مترف وهزاع تموا يطالعونهم باحتقار ويسبونهم واحد واحد ويحشون فيهم.. بس مايد ما اهتم لوجوده وياهم في الملعب ولا فكر يسير يسلم عليه لأنهم متعودين على العداوة اللي بين شلتهم وشلة مانع.. ومب شي يديد انهم يتظاربون ومايد متوقع انهم يردون يتظاربون هالسنة بعد..
بس مانع يوم شافهم حس بقلبه يحترق والتفت لربيعه ناصر وسأله: هاذا مايد ووياه هزاع ومترف صح؟
ناصر: هى هم هاذيلا .. الظاهر شاردين من الحصة الثانية.. نسير نخبر عليهم؟؟
مانع: عشان يزخوننا قبلهم!! انته تخبلت... ؟؟
مروان: شو تبون بهم .. خلوهم..
عبدالرحمن: وليش نخليهم؟؟ نسيت اللي استوى في الاجازة؟؟
نزل مانع راسه وهو يتذكر تفاصيل الظرابة اللي استوت في الاجازة وكيف ظربه مايد جدام الاولاد كلهم ومحد من ربعه تحرك عشان يساعده.. ورغم انه السالفة وصلت للشرطة ومايد انظرب جدامهم بس بعده يحس بفواده يغلي كل ما شاف مايد جدامه..
ناصر (وهو يطالع مانع): ما بترد لهم الحركة ؟؟
مانع (وهو مركز نظراته على مايد اللي كان يضحك بصوت عالي ويا ربعه):اكيد بردها وجريب ان شالله انته اصبر علي اشوي..
_____




-----------------------------------------------------------
الساعة تسع ونص وصلت ليلى البيت عقب ما مرت على كارفور عشان تييب شوية شغلات للبيت وأول ما نزلها الدريول في الحوي شافت من بعيد خالد واقف بروحه في الحديقة وابتسمت وهي تقترب منه.. خالد كان حافي ولابس بيجامة زرقة مخططه بوردي وويالس على ركبه وجدامه قطوة برتقالية ليلى أول مرة تشوفها في البيت..
ضحكت ليلى وهي تشوف القطوة تنخش بين الاشجار بخوف وخالد يتجدم لها ويمد ايده حقها .. وكان شال في ايده ورق قاصنه من الشجرة اللي حذاله ويطالع القطوة وهو معصب لأنها مب راضية تاكل ورق الشير..
تفاجئ خالد يوم حس انه حد شله من ورا وحظنته ليلى وهي تبوسه وتتفداه..
ليلى: شو تسوي بروحك برى وين يدوه ؟؟
اطالع خالد القطوة بحزن وقال: امباع؟؟
ليلى: هههههه هاذي قطوة ... مب بقرة.. فديت روحك من وين يايب هالذكاء الخارق..؟؟
خالد اللي ما فهم ولا كلمة رد يطالع القطوة وهو يبتعد عنها لأنه ليلى دخلته في الصالة وصكت الباب عدل عشان لا يرد يطلع برى مرة ثانية .. ونزلته ع الارض وسارت تشوف وين يدوتها..
ليلى (بصوت عالي): يدووووووه... يدووووه؟؟؟
سمعت ليلى صوت يدوتها من غرفتها : ليلى انا هني تعالي..
شلت ليلى خالد ودشت على يدوتها الغرفة وشافتها يالسة على السيادة وشكلها توها مخلصة صلاة..
ليلى (وهي تبتسم وتحب يدوتها على راسها): دعيتي لي؟؟
أم أحمد: دعيت لكم كلكم من أكبركم لأصغركم..
ابتسمت لها ليلى بحب وقررت ما تخبرها انه خالد كان واقف برى بروحه وانه المفروض يكون عندها هني في الغرفة.. يدوتها حرمة عودة وطبيعي تسهى عن خالد..
ليلى: فديت روحج والله.. تريقتي؟؟
أم أحمد: لا .. كنت اترياج تردين.. ومحمد اتصل وقال بيرد يتريق ويانا..
ليلى: زين عيل انا بسير احط الريوق ..
أم أحمد: هاتي خالد انا بيوده عنج..
عطتها ليلى خالد وسارت المطبخ تحط الريوق ويوم ردت شافت يدوتها يالسة ع الارض وخالد حذالها ونزلت صينية الريوق وصبت لهم جاهي ..
ليلى: يدوه تعرفين منو شفت في الروضة؟
أم أحمد: منو؟
ليلى: خالوه صالحة..كانت يايبة مزنة مسجلتنها في نفس صف سارونا..
أم أحمد (بدون اهتمام): زين
ليلى (وهي مستغربة): شو بلاج يدوه؟؟
أم أحمد: متظايجة من عبدالله.. من أمس وانا افكر فيه..
ليلى: ليش؟؟ شو بلاه عمي؟؟
أم أحمد (وهي تشوف محمد اللي توه دش الصالة ): ماشي ماشي.. بعدين برمسج..
دش محمد وسلم عليهم ويلس يتريق وياهم .. وتمت ليلى تطالع يدوتها بفضول تبا تعرف شو السالفة وليش يدوتها متظايجة من عبدالله..
* * *




--------------------------------------------------------------
في الروضة كانت أبلة خولة ميلستنهم كلهم على شكل دائرة وتسأل كل واحد ووحدة فيهم أسئلة عن نفسهم عشان تتعرف عليهم..وكل اليهال يلسوا والتزموا وكانت وايد مستانسة عليهم .. بس فرحتها ما اكتملت لأنه أمل نشت ويلست في نص الدائرة وضحكوا اليهال وقام ولد مشاغب من الصبح وهو مأذي أبلة خولة اسمه حمدان ويلس حذال أمل وتموا يضحكون واليهال يضحكون وياهم..
أبلة خولة: أمل .. حمدان.. ردوا ايلسوا مكانكم..
أمل: انتي ايلسي مكانج..
أبلة خولة (بعصبية): أمل.. عيب..
حمدان: احنا بنيلس هنا وانتوا ايلسوا هناك.. (وأشر على ربيعه وهو يقول) عبود تعال ايلس ويانا..
أمل: ساروه تعالي انتي ومزنة..
قام عبيد ويلس حذالهم ونشت مزنة وسحبت ربيعتها وياها وسارة تمت يالسة في مكانها وهي مستحية وارتبشوا كلهم وابلة خولة يحليلها تحاول تردهم اماكنهم ..
نشت سارة ويلست بعيد ع الكرسي.. كانت مستحية منهم كلهم وخايفة في نفس الوقت.. تحس انهم كلهم يعرفون بعض الا هي ما تعرف حد منهم مولية.. كلهم يلعبون ويا بعض .. حتى امل اندمجت وياهم.. وابلة خولة تخوف وتزاعج على اليهال.. مع انها ما زاعجت على سارة بس بعد كانت مخوفتنها وايد.. كانت تحس انها بروحها وان بيتهم بعيييييييد وليلى ويدوتها تفصل بينها وبينهم مسافات كبيرة وطويلة.. متى بترد البيت؟؟
قطع على سارة افكارها احساسها بألم فظيع على ظهرها وشهقت وهي تتلفت وراها عشان تشوف منو اللي ظربها..
كان حمدان واقف وراها ويطالعها بتحدي.. ومكور ايده جنه ناوي يعطيها بوكس ثاني .. وقبل لا تبطل سارة حلجها لكمها حمدان بقوة على جتفها وطاحت سارة عن الكرسي وهي تتنفس بصعوبة..
ابلة خولة شافت حمدان وهو يضرب سارة ويت صوبه بسرعة بس حمدان ضحك وانخش بين ربعه .. واقتربت ابلة خولة من سارة وهي تطالعها بحنان.. كانت تتوقع تشوفها تصيح بس سارة كانت تطالع الارض اللي تحتها بحزن وهي ساكتة..
أبلة خولة: سارة؟ حبيبتي قومي تعالي ايلسي حذالي..
تمت سارة تطالع تحت وما ردت على الابلة .. ويلست ابلة خولة حذالها خمس دقايق بس بعد ما ردت عليها.. فخلتها بروحها وسارة اول ما راحت أبلة خولة عنها تنفست لأنها كانت كاتمة انفاسها من الخوف ونزلت دموعها بحرارة وتمت تدور أمل بعيونها وشافتها واقفة ويا حمدان ومزنة وعبيد .. ومع انها كانت تبا تروح لها بس خافت.. وتمت يالسة مكانها لين رتبتهم الأبلة كلهم مرة ثانية في الدائرة وسارت سارة بهدوء ويلست حذال أمل ..
* * *
في المدرسة وبالتحديد في صف مانع.. كان مانع يالس يخطط ويا ربيعه ناصر .. كيف بينتقمون من مايد باجر .. ورغم اعمارهم الصغيرة اللي ما تتجاوز ال 12 سنة.. بس أفكارهم كانت كبيرة وايد ومانع بالذات .. كان فيه خبث فظيع وشكله ناوي يطلع إبداعه وخبثه كله في مايد .. ويرد له الصاع صاعين ..
* * *

في المحل كان عبدالله مندمج في مراجعة الاوراق والفواتير اللي جدامه .. كان في شي غريب في الفواتير ورغم انه راجعهن مرتين بس للحين وهو محصل عجز بقيمة 50 ألف درهم في الميزانية.. وعقب ما راجع الفواتير كلهن للمرة الثالثة ورد راجع الحسابات .. شاف انه المفروض المحل يدخل عليهم هالشهر فوق ال 120 ألف .. بس مجموع الدخل كان تقريبا 75 ألف بس... وين راحن ال 50 ألف؟؟
نش عبدالله من مكانه وهو معصب وطلع المحل وشاف كم حرمة واقفات على صوب يتشرن وأشر على ديليب بإيده ورد يدش المكتب.. ودش ديليب وراه على طول..
عبدالله: ديليب تعال ايلس..
ديليب: yes sir
يلس ديليب وشرح له عبدالله كل اللي كان مستغرب منه وقال له انه في عجز بقيمة 50 ألف مب مذكورة في الفواتير..
ديليب أول ما خبره عبدالله بالموضوع هز راسه وتغيرت ملامحه وقال: listen Mr. Abdulla ,, I was worried about telling you of what was happening here in the shop in the last month.. but you made it easier for me when you started the topic yourself
(اسمعني استاذ عبدالله انا كنت ابا افتح وياك هالموضوع من زمان وكنت ابا اخبرك باللي يستوي في المحل بس انته الحين ريحتني يوم فتحته ويايه.. )
عبدالله استغرب وقال وهو عاقد حياته: تكلم ديليب شو اللي صاير في المحل؟؟
ديليب: there is this woman .. I think she is Mr. Mohammad's friend.. she comes here every two days ( الموضوع يتعلق بوحدة اعتقد انها ربيعة الاستاذ محمد .. هالحرمة تمر على المحل كل يومين تقريبا)
عبدالله حس انه في شي جايد يالس يستوي من وراه بس ما حب يقاطع ديليب ..
ديليب: at first she ordered a necklace worth 30 000 Dirhams and she paid only DHS 5000 .. the rest Mr. Mohammad had said not to ask for it.. then two weeks later Mr. Mohammad himself took another necklace and a ring with him and when I asked him about them he said that it was none of my business , but I think that he gave it to that woman
) في البداية هالحرمة طلبت من المحل عقد بجيمة 30000 درهم وما دفعت منهن الا 5000 بس.. والاستاذ محمد قال لنا ما نطالبها بالمبلغ .. وعقب اسبوعين رد استاذ محمد وخذ عقد ثاني وخاتم ويوم سألته وين ماخذنهن قال لي مب شغلك.. )
عبدالله حس بالدم يفور في عروقه وما قدر يتحمل يتم ساكت: منو هالحرمة؟؟؟؟ ومن وين عرفها؟؟؟
ديليب: ( from the shop.. she was a customer) من المحل .. كانت زبونة عندنا..
عبدالله: انزين كمل في شي ثاني بعد؟؟؟
ديليب: yes.. two days ago he took a watch worth 15000 dirhams
)هى من يومين خذ لها ساعة بجيمة 15000 درهم )
نزل عبدالله الملف من ايده على الطاولة بكل قوته ولا اهتم بالمكتب وانه تم مبطل وديليب داخل وطلع بسرعة وكان بيسير بيت المرحوم أخوه بس تذكر انه الوقت الحين وقت غدا واليهال اول يوم لهم رادين من المدرسة وما بغى يخرب على ليلى وامه غداهم.. ورغم انه كان يغلي في داخله بس قرر يصبر للمسا ويسير لهم عقب عشان يتفاهم ويا محمد..
الساعة 11 ونص سارت ليلى تييب اليهال من الروضة ويوم ركبوا السيارة كانت أمل بتطير من الوناسة وسارة كانت كالعادة هادية..
ليلى (وهي تبتسم بسعادة): ها شو سويتوا في الروضة؟؟
أمل (وهي تطالع ليلى بدلع): الابلة لاعبتنا وقالت ييبوا فرشاة ومعجون باجر..
ليلى: عاد اللي بيخليج تسيرين الروضة باجر..
ما فهمت أمل على ليلى وضحكت بهبل وسارة تمت تطالع من الدريشة وهي مب منتبهة عليهم.. كانت متظايجة وايد ويومها الاول في الروضة من أسوأ ما يكون.. مع انها كانت وايد متحمسة انها تروح الروضة الصبح بس اللي شافته خيب آمالها الكبيرة ودمر فرحتها..
ليلى: وانتي سارونا؟؟ شو سويتي؟؟ شو كلتوا في الفسحة..
تمت سارة تطالع من الدريشة وما التفتت حتى لأختها.. وابتسمت ليلى بهدوء وما اهتمت لأنها متعودة على سارة ومتعودة انها ما تكلمها او ما ترد عليها.. وردت ترمس أمل اللي كانت محملة بالأخبار والسوالف..
ليلى: يعني انتي ناوية تسيرين باجر؟؟
أمل: ممممممم.. ما بسير الروضة خلاص..
ليلى: هههههه ليش؟؟
أمل : بس .. ما بسير..
ليلى: الحمدلله يوم انها يت منج .. ما فيه ع الحشرة باجر الصبح..
أمل (تقول للدريول): يوعانة .. يوعانة بسرعة سوق بسرعة ..
ليلى: اخ عليج .. لولة!!! عيب!!
أمل: يوعانة
ليلى: انزين عن اللقافة الحين بنرد البيت شوفي سارونا كيف شطورة ويالسة هادية.؟؟
أمل: ما بشوفها..
ليلى: ليش؟؟
أمل: هي ما تلعب وياي ..
ليلى: سارونا ليش ما لعبتي ويا اختج؟؟
سارة كانت بعدها تطالع من الدريشة ولا كانه الرمسة اللي تنقال تعنيها بشي.. وأول ما وصلوا البيت نزلت بهدوء من السيارة وطنشت يدوتها اللي كانت يالسة في الصالة تترياها بشوق عشان تعرف شو سوت في الروضة وراحت فوق عنهم... ويوم دشت ليلى الصالة عقبها ويا أمل استغربت يوم شافتها وامل ركضت وعقت عمرها في حظن يدوتها وتمت تدلع عليها..
* * *




في مكتب مبارك، كانت مي يالسة ع الارض وفي إيدها أوراق مبارك ما يباهن وقلم رصاص ويالسة تشخبط وتكتب.. ومبارك يالس على مكتبه سرحان ويفكر كيف يطلع من الورطة اللي هو فيها.. اليوم الصبح راح للعمال اللي يشتغلون في المركز التجاري ووقف الشغل وعطاهم اجازة.. وراح المحكمة يشوف شو استوى على سالفة عبدالكريم وشاف كم واحد يعرفه هناك وكلهم قالوا له انه عبدالكريم للحين ماله أثر.. تنهد مبارك ويلس يطالع مي وهي مندمجة في لعبها وشخابيطها.. وابتسم بحزن.. ما يعرف كيف بيطلع من هالورطة .. مبارك مستحيل يتسلف بيزات من أي حد .. حتى لو كان هالشخص أقرب الناس له وهو ابوه.. ما يحب يحرج أي حد او يبين لأي شخص انه محتاج له.. بس هالكارثة اللي حلت عليه كيف بيتخلص منها؟؟ شو الحل؟؟
وفي نص أفكاره وهمومه رن تيلفونه وكان سهيل المتصل.. تم مبارك يطالع شاشة الموبايل ثواني ورد عليه عقب تفكير..
مبارك: ألو؟
سهيل: السلام عليكم ورحمة الله..
مبارك: وعليكم السلام والرحمه .. هلا سهيل.. شحالك؟
سهيل: بخير وسهالة.. شحالك انته؟
مبارك (وهو يبتسم بسخرية): الحمدلله على كل حال..
سهيل: مبارك... انا اعرف انك تمر بظروف وايد صعبة..
مبارك: مابا ارمس في هالموضوع..
سهيل: بس هذا هو الموضوع اللي انا متصل عشان ارمسك فيه..
مبارك: أنا مابا بيزات عبدالله ... سهيل ارجوك هالموضوع انتهينا منه..
سهيل: مبارك... عبدالله هو اللي محتاجنك ..
مبارك: هههههههه .. نعم؟؟ عبدالله محتاجني انا؟؟
سهيل: هى.. لا تغتر بالمظاهر يا مبارك.. عبدالله ريال كبير وانا قلت لك انه عنده ايتام يرعاهم.. وتقريبا كلهم يهال.. من بيمسك حلالهم اذا لا سمح الله استوى به شي؟؟
مبارك: ما اعرف وهالشي ما يخصني.. انا تكفيني مسئولياتي .. اسير اتحمل مسئوليات غيري بعد؟؟
سهيل: انا كلمت عبدالله.. وهو يرحب بالفكرة.. وكان متاكد انك انته اللي ما راح توافق..
مبارك: متأكد؟؟ وشو اللي خلاه يتأكد من هالشي..
سهيل: عبدالله يعرفك زين ويعرف انك عنيد..
مبارك: الحين يوم اني افكر بمصلحتي استويت عنيد؟
سهيل: ومصلحتك في انك ترفض الفرصة اللي ممكن تخليك تطلع من هالازمة كلها؟؟
تنهد مبارك .. كيف بيفهمه انه اذا دمج شركته ويا شركة عبدالله بيتم طول عمره خاضع له؟؟
مبارك: انته مب فاهم..
سهيل: أنا فاهمنك زين يا مبارك.. يعني بذمتك ما تعرف عبدالله؟؟ ما تعرف انه مستحيل يذلك في يوم؟؟ ومستحيل يعايرك باللي يالس تمر به الحين..
مبارك: انا ما قلت انه راح يسوي هالشي..
سهيل: لا تنكر انه هذا هو اللي مخوفنك..
مبارك : .......... صح.. هذا هو اللي مخوفني... يا سهيل انا ما تعودت يكون لي رئيس في شغلي يأمرني واطيعه... أنا طول عمري اشتغل بروحي واتخذ قراراتي بروحي..
سهيل: ومنو قال انه هالشي راح يتغير..؟؟ مبارك انته بتدخل ويا عبدالله شريك.. مب موظف..!!
مبارك: بس بعد بتكون له سلطة عليه..
سهيل: عبدالله كل فلس بيدفع لك اياه بيرد وبياخذه من هالناحية لا تحاتي.. مثل مانته رجل أعمال عبدالله بعد رجل أعمال..
سكت مبارك.. يحس انه مضغوط وايد.. ويحس انه كل شي ضده.. بس في وسط مشاكله ومتاعبه سهيل وعبدالله مصرين يوقفون وياه.. الضغط النفسي اللي عايشنه وحالته المادية ترغمه يسوي شي هو مول مب مقتنع به..
مبارك (بارتباك): سهيل؟ خلاص انا موافق.. متى بنرمس عبدالله؟
سهيل تم ساكت من فرحته مب عارف شو يقول.. مب مصدق انه مبارك وافق.. وعقب ما تأكد انه فعلا سمع هالجملة منه قال: باجر الصبح نسير له المكتب.. أنا متأكد انه عبدالله بيستانس وايد..


في هالوقت كان محمد يالس ويا وفاء في واحد من المطاعم الراقية في العين.. اليوم العصر دقت له وقالت له انه خاطرها تتعشى وياه.. ومحمد بروحه كان مزاجه حلو ومن فترة ما شاف وفاء..
ويوم شافها اليوم حس بظيج ما يعرف له سبب.. مع انها اليوم وايد كانت محلوة ولابسة عنابي وهاللون محمد يتخبل عليه.. بس بعد كان حاس بظيج..
وفاء: شو فيك؟ سرحان في شو؟
محمد (وهو يبتسم): انا مب سرحان..
وفاء: لا والله؟؟ عيل قولي انا عن شو كنت ارمس توني؟؟
محمد: مممممم ... هههههه ما اعرف..
وفاء: شفت انك مب ويايه.. حياتي انته وايد متغير.. مب محمد اللي كنت اعرفه..
محمد: انا متظايج.. ما اعرف شو فيني جي بروحي متظايج ومن دون سبب بعد..
وفاء (وهي تعفس ويهها): أخاف تكون متظايج مني..
محمد: لا والله مب منج انتي.. بالعكس استانست يوم شفتج..
وفاء: محمد... ابا اسألك ..
محمد: شو؟؟
وفاء: محمد انته تحبني؟؟
ارتبك محمد : ليش هالسؤال؟؟
وفاء: لأنك وايد متغير احس اني فارضة عمري عليك.. جنك ترمسني غصبن عنك..
محمد: والله يا وفاء انتي اللي مول ما تتفيجين لي وكل ما ادق لج قلتي لي مشغولة.. أنا اللي حاس اني راز بويهي..
وفاء (وهي تشهق): انا ما اتفيج لك؟؟ وطلعتي وياك الحين شو تسميها؟؟ مودرة اهليه ومضحية بسمعتي وطالعة وياك وتقول اني مب متفيجة لك؟؟
نزلت وفاء عيونها وسوت عمرها زعلانة ومحمد يقول في خاطره " يا ربيييه.. زعلت !! والله مالي نفس اراضي حد.."
محمد: وفاء انا اسف.. خلاص عاد لا تزعلين..
وفاء: تذكر اول ما تعرفت عليه؟؟ كنت وايد تدلعني .. والحين حتى كلمة حلوة ما تسمعني..
محمد: خلاص بسمعج رمسة حلوة ولا تزعلين..
ابتسمت وفاء وقالت بدلع: حبيبي.. تعرف انه عيد ميلادي عقب اسبوعين..؟
محمد: والله؟؟
وفاء: هى.. وبنحتفل به ويا بعض..
ابتسم محمد ببرود: ان شالله..
وفاء: انزين ما فكرت شو بتييب لي هدية؟؟
انصدم محمد من قوة ويهها.. وقال: هدية؟؟؟ يصير خير ان شالله..
وفاء: انزين انا في شي خاطري فيه من زمااااااان..
محمد: شو هالشي؟؟
وفاء: شفت خاتم عندك في المحل..
قاطعها محمد قبل لا تكمل وقال: لا يا وفاء.. اختاري أي شي من برى المحل وبييب لج اياه بس من المحل اسمحيلي.. انا ما صار لي شهر من يبت لج الساعة..
اطالعته وفاء باحتقار وقالت: يعني مستكثرنها عليه؟؟؟ محمد شو ياك؟...
محمد: انا مب مستكثر عليج أي شي بس ..
وقفت وفاء بعصبية وقالت: على العموم انا رايحة الحين.. .
محمد: وين رايحة؟
وفاء: مب مهم... باي..





طلعت وفاء من المطعم وهي مقهورة ويلس محمد يفكر بينه وبين نفسه شو اللي وهقه ويا وحدة مثلها.. في البداية كانت علاقته بها حلوة وكان دوم يسلوف لها وهي تنسيه همومه ومشاكله.. بس الحين صارت وايد تحن عليه وتطلب منه شغلات ما يقدر يوفر لها اياها.. وفوق هذا كله بعد ما تفضى له ولا تسوي له سالفة الا يوم تكون محتاجته بشغلة..
قام محمد من مكانه وهو يتنهد بظيج ودفع الحساب ورد البيت .. كان متظايج من نفسه.. للحين ما حدد شو اللي يبا يسويه بالنسبة لمستقبله.. وحتى لو كان يبا يرد يقدم في الكلية ما يقدر.. اخوانه محتاجينه.. يحس انه حياته خلاص مب ملكه.. مثل ما تخلت ليلى عن حياته هو بعد مضطر يتخلى عنها عشان خاطر اخوانه ..
وهالاسابيع اللي عرف فيهم وفاء.. كانت بالنسبة له ملجأ لهمومه.. وتاليتها هي بعد انجلبت ضده..

أول ما وصل محمد البيت.. شاف سيارة عمه عبدالله موقفة عند الباب.. ودش الصالة وهو حاس بتعب.. ويوم شاف عمه يالس ويا ليلى ويدوته ابتسم لهم بتعب.. بس يوم راح بيحب عمه على راسه.. ابتعد عمه بعصبيه ووقف عشان يجابله..
محمد انصدم من اسلوب عمه وياه واطالع ليلى بارتباك.. بس ليلى عيونها كانن حمر وأول ما يت عينها في عينه نزلت عيونها وصد تصوب يدوتها اللي كانت بعد منزلة عيونها..
عبدالله (وهو يطالع محمد بنظرة حادة): محمد... قبل لا تسلم عليه اباك تخبرني شو هالمصخرة اللي مسونها في المحل...
محمد (وهو يرمش بعيونه بارتباك): مصخرة؟؟؟ عمي شو مستوي؟؟
عبدالله: خمسين ألف ربية عجز في ميزانية المحل.... هالخمسين الف وين راحن؟؟
احمر ويه محمد ونزل عيونه ... حس انه قلبه يدق بعنف ولا إراديا حط ايده على صدره وقال: خمسين ألف؟؟
عبدالله: هى.. خمسين الف.. تراك يوم تشل الشي من المحل عشان توصله لوحدة بنت شوارع ما تحس بجيمته...!!!
رفع محمد عيونه وواجه عمه.. بس الغضب اللي في عيون عبدالله خلاه غصبن عنه يرد ينزل عيونه ويسكت..
عبدالله (وهو يزاعج): ليش ساكت...؟؟؟ وين وديت البيزات؟؟؟
محمد: انته تعرف...
عبدالله: انا ما اعرف شي خبرني منو هاذي اللي صرفت عليها خمسين ألف في شهر واحد...؟؟ شو مسوية لك عشان تصرف عليها هذا كله؟؟؟؟ لا يكون ماخذنها بالسر من ورانا.؟؟
محمد: عمي ماله داعي هالاسلوب.. وبيزاتكم جان تبيونها
عبدالله (يقاطعه): جب ولا كلمة.. والله ان قلت كلمة ثانية لأسطرك بكف... مسود الويه ... بعد لك عين تتكلم؟؟
حس محمد بغصة وانه اذا قال كلمة ثانية بيصيح... فسكت وتم واقف ومنزل راسه.. وعمه طلع من البيت وصك باب الصالة وراه بكل قوته.. وأول ما طلع التفت محمد على ليلى وهو متردد وشافها تطالعه بنظرة يديده عليه... كانت عيونها حمر وملامحها صج معصبة
وقفت ليلى واقتربت منه ببطئ وهي تتنافض بكبرها وقالت له بقهر: الله يسامحك على اللي سويته يا محمد... بس انا عمري ما راح اسامحك..
محمد: ليلى...
ليلى (ودموعها تنزل من عيونها): أموال اليتامى هاذي كانت أمانه في رقبتك .. وانته خنت الامانة.. لا تتوقع مني ارد اوثق فيك بيوم..
قالت ليلى كلمتها هاذي وسارت عنه فوق.. ويوم التفت محمد ليدوته كانت دموعه تحرق عيونه وأم أحمد ما هان عليها محمد يوم اقترب منها وحط راسه على ريولها... وتمت تهوس على جتفه وتقول وسط دموعها: الله يعينك يا ولدي.. الله يعينك ويصلح حالك..


يوم الاحد .. ورغم اللي صار أمس.. ما حاولت ليلى تبين لأخوانها انها متظايجة وحتى محمد نزل عادي وتريق وياهم بس كان ساكت ومول ما حط عينه في عين ليلى .. كان حاس انه غبي وايد.. وانه حقير.. وماله ويه يجابل حد من اخوانه.. وفي نفس الوقت كان خايف يروح المحل.. يخاف يروح هناك ويشوف عمه عبدالله.. كان خايف ومنحرج منه وايد.. أول مرة يشوفه معصب جذي.. وعلى منو؟ عليه هو اللي المفروض يكون ريال البيت.. ويكون قد المسئولية.. بس ما يدري ليش رغم انه يعرف انه غلطان بس بعده حاس انه يحقد على عمه .. يحقد عليه عشانه بين للكل انه محمد غلط.. يحقد عليه لأنه هو من بين كل الناس جرحه بكلامه.. ويحقد عليه لأنه شافه في موقف ضعف.. وكان قاسي جدا وياه..
عقب هالافكار اللي غزت تفكيره ما عرف محمد ياكل وطلع من البيت وراح يتمشى شوي قبل لا يمر على المحل..
مايد يوم شاف محمد طلع من البيت من دون ما ياكل ضحك وقال لليلى: حمادة مسوي ريجيم؟؟
ليلى (وهي تسوي عمرها مب مهتمة): ليش يعني؟
مايد: ما مس الاكل.. بالعادة يخم الصينية وما يخلي لنا شي..
ليلى: على هواه..
أم أحمد (اللي حاولت تغطي على اللي صار أمس): محمد عنده شغل يحاتيه .. بيتريق هناك في المحل..
مايد: وين أمولة؟؟ شمعنى هي راقدة ونحن ناشين من الفير..
أم أحمد: والله البنية ما وراها دوام.. خلها ترقد..
مايد: ما يخصني بسير اقعدها.. اشمعنى انا اسير المدرسة واتعب وهي اتم راقدة للساعة عشر..
ليلى: ميود عن الحركات .. ما فيه على صدعة لولة من الصبح..
بس مايد ما اهتم لها وسار فوق وما رد لهم الا وأمل وياه.. كانت أمل صج مسطلة وتمشي وهي تتمايل ومايد بيموت من الضحك عليها..
مايد: والله شوفوها كيف تمشي.. ههههههههه .. جنها بطة..
ليلى: الله يغربل ابليسك يا مايد.. حرام عليك شو تبا فيها مقعدنها..
اطالعتها أمل بصعوبة وقالت : بسير الروضة.. طلعو لي ثياب..
ليلى: شوف؟؟ الحين توهقت وياها..
مايد: والله هاذي مشكلتج انتي حليها
ليلى (وهي تبتسم): والله انك نذل..
شل مايد كتبه وسلم عليهم وطلع عشان يمر على ربيعه مترف وياخذه وياه المدرسة.. وأمل حطت راسها على ريول يدوتها ورقدت على طول .. واستغلت ليلى الفرصة وراحت تييب عباتها وودت اختها سارة الروضة قبل لا تنتبه أمل..





محمد قبل لا يسير الدوام راح اتصالات وقطع الرقم اللي يستخدمه وطلع له رقم يديد.. خلاص كره وفاء عقب اللي صار وما يباها تدق له أبد.. ومثل ما توقع .. أول ما راح المكتب شاف عمه عبدالله يالس هناك بروحه لأنه دوام الموظفين يبدا الساعة 9 ونص.. ومحد كان موجود هناك الا هو..
محمد يوم شاف عمه داخل لف عشان يروح بس عمه نادى عليه..
عبدالله: تعال يا محمد.. ايلس برمسك..
تم محمد واقف عند الباب وما رضى يدش المكتب وتنهد عبدالله وقرر يرمسه حتى لو كان برى المكتب..
عبدالله: اسمعني يا محمد.. أول شي انا ادري اني جسيت عليك امس .. بس اللي سويته مب شويه.. وانا اباك تعرف انك غلطت..
محمد: ..................
عبدالله: أنا عرفت منو هالحرمة أمس طول الليل وانا ادور في الفواتير وشفت فاتورة العقد وعرفتها.. اسمعني يا محمد انته بعدك صغير وما تعرف كل شي يستوي في البلاد.. وانا هالحرمة سمعت عنها شغلات وايدة وما ادري كيف قصت عليك... انته تعرف انها معرسة؟؟
انصدم محمد وغصبن عنه اطالع عمه بدهشة.. وتعاطف عبدالله وياه وايد.. رغم انه عمره تقريبا 18 سنه بس بعده ساذج وما يعرف شي عن الدنيا اللي حواليه..
عبدالله: انته مب أول واحد تلعب عليك هاذي تعرف وايدين وللأسف ريلها يشتغل في بوظبي وما يعرف عن سوالفها البطالية.. وأنا اقدر اشتكي عليها بس ما اريد افضحك..
دش محمد المكتب بخطوات بطيئة ووقف جدام مكتب عمه وقال بصوته اللي كان يرتجف: عمي... انا اسف.. سامحني..
عبدالله: لا يا محمد.. لا تعتذر لي انا.. المفروض تستسمح من ليلى.. هى اللي غلطت عليها .. وع العموم في شغلات وايدة بغيرها هني.. عشان اطمن..
محمد: اللي تشوفه عمي..
وقف عبدالله وقال : انا بروح الشركة الحين.. وانته شوف شغلك..
محمد: ان شالله..
روح عبدالله وتم محمد يالس مكانه وهو يفكر بكل اللي استوى له.. ويتساءل اذا ممكن ليلى تسامحه في يوم من الايام او تنسى الغلطة الكبيرة اللي ارتكبها في حقهم كلهم..

في الروضة.. أول ما روحت ليلى تم قلب سارة يدق بقوة.. ورغم انها ما صاحت بس كانت وايد خايفة من إنها اتم بروحها في الصف.. ويوم شافت مزنة ياية من برى راحت لها ويلست حذالها ..
مزنة ابتسمت لها وحطت على الطاولة شنطة صغيرة..
سارة: شو في الشنطة؟؟
مزنة: كاكاو وجبس وماي .. عندي وايد .. يوم تبين خذي لج..
سارة: مابا..
مزنة: انتي تمي يالسة حذاية اليوم ... حتى يوم بنيلس دائرة لا تروحين بعيد
سارة استانست وايد وقالت: زين..
بس أول ما وصلت شما ويا حمدان وعبيد.. نست مزنة رمستها وراحت تلعب وياهم وتمت سارة يالسة بروحها.. لين يت أبلة خولة ويلستهم أماكنهم.. ووقفت في نص الصف وقالت: اليوم كلنا بنلون وبنرسم لوحة كبيييييرة وحلوة..
حمدان: انا ما برسم..
اطالعته ابلة خولة وهي تبتسم: ليش يا حمدان؟؟
حمدان: بس مابا.. البنات بس هم اللي يرسمون..
مزنة: انا برسم ابلة خولة.. أنا برسم شجرة عوووووووودة..
أبلة خولة: كلنا بنرسم.. حتى انا برسم وياكم..
راحت أبلة خولة وطلعت من الدرج أوراق ووزعتها عليهم وطلعت لهم ألوان ويلسوا كلهم يرسمون
شما: أبلة خولة شو نرسم؟؟
أبلة خولة (وهي توزع الألوان) : أي شي.. ارسموا شجرة.. أو بنت.. او كرة.. أي شي.. اللي تحبونه..
يوم وصلت أبلة خولة عند سارة ابتسمت لها وقالت: شو بترسمين حبيبتي؟
اطالعتها سارة بخجل وابتسمت وباستها أبلة خوله على خدها وعطتها الألوان وراحت عنها.. ويلسوا كلهم يرسمون وأبلة خولة تمر عليهم واحد واحد تشوفهم شو سووا.. وسارة ابتدت ترسم وردة كبيرة بالقلم الاخضر.. بس قبل لا تخلص ياها حمدان وشل عنها كل الألوان...
سارة (بخوف): رد الألوان... أبا أرسم..
حمدان: هاذي ألواااااااني ..
سارة: مابا.. ردهم الحين...!!
فر حمدان الالوان كلها تحت وخذ اللون الاخضر عن سارة وشخبط على خدها وهي تزاعج..
أبلة خولة انتبهت له وركضت له بسرعة .. وشلت القلم من إيده..
أبلة خولة: حمدان!!!!! ما يخصك بسارة..
ضحك حمدان وسار مكانه يكمل لوحته وتمت سارة تطالعه بقهر وردت تلون وهي مقهورة من دون ما تكلم أبلة خولة اللي كانت مستغربة منها .. لو وحدة غيرها بتم تزاعج وتصيح ويمكن تضرب حمدان.. بس سارة كانت وايد تطنش.. أول مرة تشوف ياهل شراتها..
الساعة عشر الصبح كانت ليلى يالسة تطالع التلفزيون في الصالة وأمل وخالد كانوا برى في الحديقة يلعبون بدراجاتهم .. ويدوتها راحت تصلي الضحى.. ليلى كانت تطالع التلفزيون بس افكارها ويا اخوها محمد اللي مول ما توقعت منه الحركة اللي سواها.. يعني اخر واحد توقعت انه يخونهم هو محمد.. لأنها صج كانت تعتمد عليه وتوثق فيه.. ورغم انه كسر خاطرها وايد بس بعد الجرح اللي في قلبها واللي سبب لها اياه محمد تحس به كبير وصعب يبرى..
عمها عبدالله بعد غمظها.. كان وايد محرج وليلى كانت خايفة عليه.. يحليله رد بيته امس والله يعلم رقد ولا لاء.. ما عنده حد يشكي له همومه ولا حد يخفف عنه .. يرد البيت يجابل اليدران والغرف الفاضية اللي هناك..
أفكارها هاذي يابت ياسمين على بالها وقررت تتصل بها على موبايلها وتكلمها .. يمكن تقدر ياسمين تونسها شوي.. ويوم اتصلت رن التيلفون فترة طويلة وقبل لا تبند ليلى بثواني ردت عليها ياسمين ..
ليلى (وهي تبتسم) : صباح الخير..
ياسمين (اللي كان قلبها يدق بقوة ): صباح الورد والياسمين هلا والله..
ياسمين كانت هاليومين اللي طافوا تحاول قد ما تقدر انها تتجاهل مشاعرها وما تفكر بعبدالله ونهلة كانت واقفة لها على راسها كل ما شافتها اكتئبت ودتها السوق او يت عندها البيت.. ويوم دقت لها ليلى توها خافت وترددت قبل لا ترد عليها.. كانت خايفة تكون ليلى يايبة لها الخبر اللي ممكن يقطع كل احلامها وامالها بخصوص عبدالله.. وفي نفس الوقت كانت تبا تطمن.. يمكن تكون الاخبار اللي عندها حلوة؟؟
ليلى: شحالج غناتي؟؟
ياسمين: الحمدلله على كل حال .. انتي شحالج؟؟ وشحال خوانج ويدوتج؟؟
ليلى: الحمدلله كلهم بخير ويسلمون عليج..
ياسمين: الله يسلمهم.. انتي بعد سلمي عليهم..
ليلى: يبلغ ان شالله..
ياسمين (وهي تحاول تلطف الاجواء): عاد انتي اليوم حظج حلو .. انا عادة انش الساعة وحدة الظهر بس اليوم ما ادري ليش حسيت بنشاط ونشيت الساعة ثمان..
ليلى: ههههه يمكن حسيتي اني بدق لج هالحزة,, انا عاد كل يوم انش الساعة ست ..
ياسمين: هى عشانج اخوانج..
ليلى: هى..
ياسمين: ميودي اشحاله؟؟
ليلى: الحمدلله بخير .. راح المدرسة..
ياسمين:في أي صف هو الحين..؟
ليلى: سادس ابتدائي..
ياسمين: الله يوفجه ان شالله..
ليلى: ان شالله..
ياسمين (بارتباك): وشو اخبارج بعد؟؟
ليلى استغربت وكانت تتريى انه ياسمين ترمسها عن عمها عبدالله بس الظاهر انها مب ناوية لأنها كانت ترمسها في أي شي وكل شي الا عبدالله وياسمين بعد كانت تتريا بفارغ الصبر انه ليلى تنطق بإسمه بس للأسف ما استوى هالشي..
ليلى: مممممم خلاص عيل ..كنت بس ابا اطمن عليج..
ياسمين (اللي حست بخيبة أمل كبيرة): فيج الخير والله ما تقصرين..
ليلى: ياللا غناتي تامريني بحاية؟؟
ياسمين: تسلمين..
ليلى: مع السلامة..
ياسمين: ف امان الله..
بندت ياسمين وتمت تطالع شاشة موبايلها فترة طويلة وهي تحس انه الدموع تتيمع في عيونها من القهر.. ليش دقت لها اذا كانت مب ناوية ترمسها عن عبدالله؟؟ يعني بس تبا تقهرها وتحرق لها قلبها؟؟ ومن قهرها فرت التيلفون على شبريتها ونزلت الصالة تطالع التلفزيون يمكن تقدر تخفف من الالم اللي تحس به في صدرها..





في الروضة كانوا اليهال كلهم طالعين في الفسحة وسارة تبعت اليهال صوب المقصف عشان تشتري لها شي لأنها كانت بتموت من اليوع.. مزة اللي قالت لها بتعطيها من الكاكاو والجبس تراجعت عن رمستها ووزعت كل اللي في الشنطة على ربعها اليدد حمدان وعبيد وشما.. وحتى يوم كان حمدان يتحرش بسارة في الصف كانت مزنة واقفة وياه وقالت لسارة انها ما ترمسها..
وصلت سارة للمقصف ووقفت في الطابور اللي كان تحت اشراف المدرسات .. ولسوء حظها انه حمدان يا ووقف وراها.. وأول ما حست سارة انه واقف وراها تمت ترتجف من الخوف ... خصوصا انه حمدان كان يحاول يبطل ايدها عشان ياخذ بيزاتها..
حمدان: بطلي ايدج..
رصت سارة على ايدها وهالمرة انترست عيونها بالدموع ... بس رغم انها رصت على ايدها بكل قوتها ما قدرت توقف جدام حمدان وفي النهاية قدر يبطل ايدها وخذ البيزات عنها.. وركض..
وقفت سارة تطالعه وعقب شوي طلعت من الطابور وسارت تيلس على الكراسي بروحها ... وإحساسها بالوحدة رد لها مرة ثانية.. ولأول مرة من أسابيع ردت تفكر بأمها.. تسترجع كل ملامحها وتحاول تسترجع صوتها في مخيلتها.. ونزلت دموعها بحرارة ومر حذالها ياهل ويوم شافها تصيح قال لربعه: تعالوا شوفوها تصيح .. babyyy .. تصيييح
نشت سارة من مكانها وراحت الصف ويلست في الزاوية وحظنت ركبها بإيدها وتمت تصيح من خاطرها.. كانت تحس انها بروحها وكلهم يبون يظربونها ويتحرشون فيها.. وقررت يوم بترد امها ويا ابوها تخبرهم على حمدان وتقول لهم انا تكره الروضة وما تبا ترد هني مرة ثانية...
يوم حست سارة انه اليهال ابتدوا يردون الصف لفت ويهها صوب اليدار وحاولت تركز فيه يمكن اذا تمت هادية وما تحركت تقدر تغافل حمدان وما يشوفها ولا يأذيها.. ورغم حشرة اليهال كانت سارة في عالمها الخاص .. ترسم على اليدار ألف صورة وصورة لأمها .. وهالشي خلاها تحس براحة كبيرة..
أبلة خولة يوم شافت سارة يالسة بروحها غمظتها وايد وسارت ويلست جدامها وحاولت تلف بويهها صوبها بس ما قدرت.. وابتسمت لها وهي تقول: سارة؟؟
بس سارة ما ردت عليها ونادتها ابلة خولة اكثر عن مرة من دون فايدة.. وفي النهاية تنهدت بيأس وقامت عنها عشان تجابل باجي اليهال..
* * *

ردت سارة البيت الساعة 12 الظهر وهي تعبانة ويلست في الصالة بلبس الروضة ويت أمل وحاولت تكلمها وليلى ويدوتها بس من دون أي فايدة.. وفي النهاية قامت عنهم بدون سابق انذار وراحت فوق.. ويابت دانة من تحت شبريتها وطلعت من الغرفة ووقفت في الصالة مترددة قبل لا تدش الممر وتبطل باب غرفة أمها..
من يوم شلت صالحة الأغراض من الغرفة وسارة مبتعدة عنها نهائيا.. بس اليوم حست بشي يدفعها انها تدش هالغرفة.. ويوم دشتها حست براحه كبيرة رغم انه ما فيها شي غير الاثاث .. ويلست عند شبرية أمها وابوها ويلست دانة جدامها وبطلت شعرها ويلست تلعب فيه بروحها..
وعقب دقايق تبطل باب الغرفة ودش مايد اللي ما كان يبا حد يشوفه وهو يدش هني.. مايد ما انتبه لسارونا .. كان متعود دوم يدش غرفة امه وابوه ويقعد فيها شوي.. يحس بروحه تتجدد وقلبه يصير اصفى عن الثلج بمجرد ما يدش ويتذكر امه وابوه.. للحين صورة ابوه تحت مخدته.. للحين يفتقد حنانه وللحين ينش من رقاده الصبح ودموعه ع المخدة ويعرف انه كان يحلم به .. مشى مايد للمكان اللي صدق يحبه.. المكان اللي تعود ابوه يصلي فيه قيام الليل.. اكثر من مرة كان مايد يدش الغرفة فليل عشان يبين لأبوه انه بعده مب راقد ويشوفه يصلي في هالبقعة.. يلس مايد ع الارض وقال بصوت مسموع.. " والله ولهت عليك.. "
وعقب ما يلس شوي وتم يفكر .. طلع من الغرفة وهو مب حاس أبدا بسارة اللي كانت مغطتنها الشبرية ويالسة تلعب ويا دانة وهي بعد ما حست به..

* * *
في الصالة تحت كانت أمل تتجلب وهي تضحك على سوالف يدوتها اللي كانت تخبرهم شو كانت تسوي وهي صغيرة..
أم أحمد (وهي تضحك): لولة بس مب زين تضحكين جي ..
ليلى: يدوه انتي اللي تضحكينها
مايد: بعد خبرينا شو كنتي تسوين ويا اختج ؟؟ والله انكم سوالف..
أم أحمد: شو اخبركم والله ناسية..
مايد: خبرينا عن المدرسة..
أم أحمد: أي مدرسة ما كان عندنا مدارس قبل..
مايد: عيل توج تقولين انه يدي كان يعرف يقرا..
أم أحمد: هى الاولاد كانوا يسيرون عند المطوع يعلمهم يقرون بس نحن البنات انتم في البيت..
اطالع مايد أمل وقال لها: تسمعين؟؟ ماشي مدرسه حقج انتي بتمين في البيت.. البنات مكانهن البيت..
اطالعته أمل باحتقار وقالت: انا ما بسير المدرسة اصلا.. بسير الروضة..
أم احمد: ليلى ما رحتي تشوفين سارونا؟؟
ليلى: بعدها فوق مب راضية تنزل ولا راضية حتى ترد عليه والله تعبت منها يدوه..
أم أحمد: انزين قومي رقدي اخوانج الساعة استوت تسع ونص ..
مايد: انا مابا حد يرقدني اعرف ارقد بروحي..
ليلى: ودك انته ايلس اسولف لك عشان ترقد.. بس ده بعدك..
مايد: والله لو اطلب منج تسولفين لي ما بتقولين لاء..
ابتسمت ليلى وشلت اخوانها وساروا كلهم فوق .. وقامت أم أحمد تمشي على الرخام البارد.. خطواتها ثجيلة ومع كل خطوة تحس انه ركبتها تتكسر.. بس سارة كانت غامظتنها ومن الظهر وهي تحاتيها.. وركبت على الدري بصعوبة وهي ترص على اسنانها ويوم وصلت فوق كانت تتنفس بصعوبة من المجهود اللي بذلته ووقفت عند الدري فوق شوي عشان ترتاح.. وعقب دشت الممر وسارت صوب غرفة ولدها المرحوم أحمد..

فتحت أم أحمد الباب لجروحها وآلامها.. ولذكريات تحرق جفونها كل ليله وهي تحاول تتناسى الألم اللي خلفوه حبايبها برحيلهم عنها.. ولدها أحمد كان نظر عينها وذكراه ما غابت عن بالها ولا ثانية وحدة.. كل شي يذكرها فيه.. ضحكة أمل وحزن سارة.. شطانة مايد اللي كان يحبها وهدوء ليلى.. خجل محمد وعناد عبدالله يوم انه مب راضي يعرس.. كل شي .. بدون تحديد .. بس هالغرفة تمت المكان الوحيد اللي خافت أم أحمد تدشه وما دشتها الا يوم اغمى على ليلى هني..
مشت أم أحمد بكل صعوبة وهي مب حاسة بالآلام اللي تخترق روحها مع كل خطوتها.. وشافت سارة متكورة في طرف الغرفة ودانة جدامها تمسح على شعرها بكل هدوء واستغربت كيف انه طفلة مثلها ما تخاف اتم بروحها في هالوقت المتأخر.. سارة معروف عنها انها تخاف.. من وين لها هالشجاعة؟؟
أم أحمد: سارة؟؟
ما ردت سارة ولا حتى تحركت من مكانها او التفتت لها مع انه عيونها كانت مبطلة.. وتذكرت أم أحمد انها ما كلت أي شي طول اليوم.. وسارت لها وحاولت تحركها ما رامت..
أم أحمد: قومي حبيبتي لا تعذبين ما اروم اوخي وايد.. مدي لي ايدج..
لو رمست أم أحمد الكبت كان ممكن انه يرد عليها.. بس سارة كانت متجمدة في مكانها وما يتحرك فيها شي الا ايدها الللي كانت تمسح على شعر دانة.. وعقب ما يأست أم أحمد منها راحت صوب الباب عشان تطلع وفي هاللحظة دشت ليلى عشان تشوفهم وقالت لها يدوتها: سيري هاتي لنا الفراش هني ..
ليلى (وهي متفاجئة): بترقدون هني؟؟؟
أم أحمد: امري لله شو اسوي باختج..
طلعت ليلى وراحت تييب الفراش ليدوتها اللي حطت المخدة تحت راس سارة ولحفتها وحطت مخدتها حذالها ورقدت.. وطلعت عنهم ليلى وهي تفكر بسارة اللي مب راضية تودر عنادها... كل هذا دلع..؟؟

أم أحمد اطمنت يوم شافت سارة مغمظة عيونها وراقدة.. وغمظت هي بعد عيونها يمكن تقدر ترقد..
دومها تعاني بصمت.. محد يدري عن النار اللي تكوي قلبها .. ولا حد في الدنيا يقدر يتحمل اللوعة اللي في داخلها عشان تقدر تشكي له وتبوح له بمعاناتها... منو في هالدنيا يقدر يخفف عنها هموم أكبر واثقل من جبال الدنيا.. ؟؟ منو يقدر يرد لها ظناها او يقص عليها على الاقل ويجاملها ويرد يسمعها ضحكته ولو ثواني...؟؟ منو يقدر يرد لليتامى كرامتهم وعزة نفسهم.. يرد لهم ابوهم ؟؟ منو يقدر يمسح دمعة سارة ويطمن أمل انه امها بترد.. ؟؟ ومنو يقدر يرد لليلى فرحة عمرها اللي انسرقت منها في ثواني... منو يقدر يرد لأم أحمد راحة البال..؟؟ محد.. حتى في الاحلام مب قادرة تشوفهم.. لهالدرجة كانت محرومة منهم..
وبصمت نزلت دموعها ومسحتهن أم أحمد بشيلتها واستغفرت ربها وحاولت بكل طاقتها انها ترقد..

--------

يوم الاثنين ابتدى مثل اللي قبله .. واللي محير ام أحمد انه سارة نشت الصبح وسارت بروحها حق ليلى عشان تلبس ثيابها ونزلت وكلت شوي وراحت الروضة بدون ما تقول ولا كلمة.. ومايد بعد كان هادي على غير عادته ومحمد ما تريق وراح المكتب ومر في الصالة ولا حتى سلم عليهم ..

مر الصباح كئيب وممل للكل.. وخصوصا لمايد اللي مول ما كان له نفس يسوي شي .. وأول ما رن جرس الفسحة قال له مترف: اسمع ميود... انته حالك مب عايبني بالمرة اليوم.. !!
مايد: والله ملان .. وفيه رقاد امس مول ما رقدت..
مترف: انزين قوم بنسير عند قوم سلوم بنطفر بهم..
مايد: بعدين بنسير عند الوكيل يبانا نعلق له لوحة..
مترف: خلاص اوكى .. ياللا ..
طلع مايد ويا مترف بكل براءة وهو ما يدري باللي يخططون له من وراه وأول ما طلع دش ناصر ربيع مانع الصف واستغل انه الكل كان طالع من الصف وكان شال في ايده شي ملفوف في كيس بلاستيك وخشه في درج مايد.. وطلع بسرعة من الصف قبل لا حد يشوفه..

وعقب ثلث ساعة يوم ردوا كلهم الصف عشان يدشون للحصة الرابعة.. تفاجئوا بالاخصائي الاجتماعي يفتش في الطاولات والادراج..
مترف: شو السالفة؟؟
مايد: ما ادري.. ليش مسوين تفتيش؟؟
يوم وصل الاخصائي عند طاولة مايد ودخل ايده في الدرج وشاف الشريط.. اطالع الأولاد بنظرة حادة وقال: درج منو هذا؟؟
مايد (بخوف): درجي..
الاخصائي: تعال وياي المكتب..
مايد: ليش؟؟
الاخصائي: مابا اسمع ولا كلمة ياللا جدامي اشوف..
اطالع مايد مترف بخوف ويره الاخصائي من ايده ووداه وياه المكتب وتموا الاولاد كلهم يرمسون واللي يسأل شو السالفة واللي يخمن من عنده ومترف واقف عند الباب مصدوم من اللي صار ..
* * *
الساعة 11 كان عبدالله واقف عند مكتب سكرتيرته يخبرها شو يباها تسوي بالملفات الجديمة اللي عنده .. وتفاجئوا اثنيناتهم بسهيل ومبارك يدشون عليهم .. السكرتيرة من الصدمة ما خوزت عينها عن مبارك لدرجة انه مبارك استحى ونزل عيونه وعبدالله يوم استوعب انهم فعلا في مكتبه ابتسم لهم وسلم على مبارك ودخلهم المكتب ..
كانت مفاجأة حلوة بالنسبة لعبدالله اللي ما توقع ابدا انه مبارك يدش مكتبه في يوم من الايام.. ومبارك كان مرتبك وايد وسهيل شوي وبيطير من الوناسة..
عبدالله (وهو يطالع مبارك): شو هالمفاجأة الحلوة؟؟
سهيل: مبارك وافق على فكرة الدمج ونحن يايين هني عشان نتناقش وياك ونخلص كل شي..
استانس عبدالله من خاطره وقال لمبارك: كنت واثق من عقلك وحكمتك يا مبارك وان شالله يرد علينا هالقرار بالمنفعة والفايدة..
مبارك: ان شالله.. يكون فاتحة خير علينا بس اهم شي نخلي كل اللي فات ورانا..
عبدالله: أنا عن نفسي نسيت كل شي..
مبارك: تسلم يا عبدالله .. وما تقصر..
سهيل: أول شي لازم نروح المحكمة والبلدية عشان نسجل الشراكة اليديدة..
عبدالله: ان شالله باجر الصبح بنسير..
مبارك: وأهم شي نتفق على اسلوب الادارة اليديد..
عبدالله (وهو يبتسم): تطمن ما شي راح يختلف.. كل واحد فينا راح يكون له مشروع خاص فيه يديره على كيفه والربح بس هو اللي يتوزع من بيننا..
ابتسم له مبارك وحس براحة.. عبدالله سهل جدا انه الواحد يتفاهم وياه وفوق هذا كله يحس انه فيه هدوء فظيع ممكن يفيده وايد خصوصا في المواقف الحرجة.. واللي مول ما يعرف مبارك يتصرف فيها.. واللي فعلا ريح مبارك انه عبدالله مول مب حاقد عليه عشان الحادث اللي توفى فيه اخوه ورغم انه مبارك من يوم الحادث وهو يتريى عبدالله ينفجر في ويهه في أي لحظة ويتهمه بأنه هو اللي جتل اخوه بس هالشي ما استوى ولا عمره بيستوي..

في إدراة المدرسة كان مايد مصدوم من اللي يسمعه.. الاخصائي الاجتماعي حط الشريط في الفيديو وكان يحتوي على فلم خليع.. والشريط كان طبعا في درج مايد .. واصابع الاتهام كلها كانت موجهة له.. وهو اللي عمره ما حاول يقترب من هالشغلات ولا همته أصلا..
مايد (وهو يزاعج): والله العظيم اني اول مرة اشوف هالشريط.. انته ليش مب راضي تصدقني!!!
الاخصائي: جب ياللا .. يعني الشريط بيمشي بروحه وبيدش درجك.. والله انك ما تستحي .. تجذب في ويهي بعد؟؟
مايد: انا مب جذاب... اقول لك هذا مب شريطي..
الاخصائي: يعني شو بتسوي غير انك تنكر؟؟ مالقيت غير المدرسة تييب لها وصاختك هاذي؟؟
مايد (وهو خلاص حاس بيأس): أستاذ والله والله اني ما اقص عليك... اسأل ربعي كلهم .. أنا مستحيل أسويها..
اطالعه الاخصائي باحتقار واتصل البيت ومايد جدامه يرتجف من القهر وده يفره بأي شي جدامه..
ردت ليلى على التيلفون واستغربت يوم سمعت صوت ريال غريب
ليلى: الو
الاخصائي: السلام عليكم اختي..
ليلى: وعليكم السلام والرحمة..
الاخصائي: اختي وياج الاخصائي الاجتماعي في مدرسة مايد..
ليلى (وهي مستغربة): هلا اخويه .. خير ان شالله ؟؟
الاخصائي: اختي مايد ولدج؟؟
ليلى(بخوف): لا .. اخويه الصغير.. بس انا المسئولة عنه.. شو مستوي؟؟؟
الاخصائي: احنا لقينا فلم خليع في درج اخوج مايد.. وبغينا ولي امره يتفضل عندنا المدرسة..
انصدمت ليلى وتمت مبطلة حلجها.. مب مصدقة اللي تسمعه وردت تسأل الاخصائي بهبل: شو؟؟ ما فهمت .. كيف يعني فلم خليع؟؟
الاخصائي: اختي كان في درجه فلم فيديو .. محتواه خليع..
ليلى: مستحيل.. أخويه مايد ما يعرف لهالشغلات انته شو اللي يالس تقوله؟؟
الاخصائي: الفلم كان في درجه .. ع العموم اتمنى تخبرين ولي امره لأني ما بخليه يرد الصف الا اذا رمست ولي امره..
ليلى (وهي مقهورة منه): ان شالله ..
بندت ليلى وترددت وايد قبل لا تتصل بعمها عبدالله.. كانت خايفة من ردة فعله خصوصا انه كان امس محرج على محمد.. شو بتكون ردة فعله الحين لو خبرته عن مايد؟؟ وغصبن عنها دقت الارقام واتصلت بعبدالله اللي كان بعده يالس ويا مبارك وسهيل..
عبدالله يوم شاف رقم بيت أخوه استأذن منهم وطلع برى عند السكرتيرة يرمس..
عبدالله: ألو؟
ليلى: السلام عليك عمي..
عبدالله: وعليج السلام هلا ليلى.. خير؟؟
ليلى: عمي...
عبدالله: ارمسي ليلى بلاج؟؟
ليلى: عمي طالبينك في مدرسة مايد..
عبدالله: طالبيني انا؟؟ ليش شو صاير؟؟؟
ليلى اضطرت تكذب لأنها كانت وايد منحرجة من عمها وقالت: ما أدري ما قالو لي بس قالوا انه ضروري الحين اييهم ولي امره..
عبدالله: بس انا الحين في وسط اجتماع..
ليلى: عمي ظروري قالوا ما بيخلونه يرد الصف الا اذا رحت له..
عبدالله: ليش شو مسوي مايد..
ليلى: ما ادري..
عبدالله: خلاص لا تحاتين .. الحين بسير اشوفه..
ليلى: طمني اول ما تعرف السالفة عمي لا تنسى..
عبدالله: ان شالله..
بند عبدالله عن ليلى ودش يستأذن من مبارك وسهيل وراح المدرسة بسرعه.. ويوم دش شاف مايد يالس على صوب وشكله معصب والاخصائي سلم عليه..
الاخصائي: تفضل اخوي..
عبدالله: خير ياخوي.. شو مسوي مايد؟؟
الاخصائي: انته ابوه؟
عبدالله: ابوه متوفي انا عمه.. وولي امره
الاخصائي: ياخوي ولدكم شفنا هالشريط في درجه.. (وعطاه الشريط) .. وعقب ما شفنا محتواه تبين انه فلم خليع..
فر عبدالله الشريط من إيده بأرف وقال: شو؟؟؟
مايد اللي كان ساكت طول هالفترة وقف في هاللحظة وقال: عمي لا تصدقه..والله انه مب شريطي .. والله
عبدالله (بنبرة حادة): اسكت يا مايد خلني افهم شو السالفة
الاخصائي: هاذي هي كل السالفة .. اول شي ممنوع انه يدش المدرسة ومعاه افلام من الاساس.. بس انه يدخل وياه فلم اباحي.. هاذي فيها فصل ونحن مضطرين نعاقبه.. وانا للحين ما وصلت السالفة للمدير..
عبدالله (وهو يتنهد بقهر): خلاص ماله داعي توصل السالفة للمدير ونضيع على مايد دروسه.. أنا بتصرف وياه بمعرفتي وان شالله ما بيعيدها..
الاخصائي: خلاص انا بحاول اخبي اللي صار عن المدير عشانك بس يا اخ عبدالله .. بس مايد بيكون تحت المراقبة واذا صدر منه أي شي مخالف انا ما يخصني فيه..
عبدالله: مشكور اخويه .. انا بوديه البيت الحين..
الاخصائي: الله وياك اخويه..
التفت عبدالله لمايد وكانت نظرته باردة مثل الثلج ولأول مرة يخاف مايد من عمه عبدالله اللي يوده من ايده بقوة ويره برى المكتب من دون ما يرمسه حتى..
مايد: عمي اصبر بروح اييب كتبي..
بس عبدالله ما رد عليه ومشى وياه للسيارة وبطل الباب ودزه داخل بقوة.. وقال: جب ولا كلمة ما ابا اسمع حسك ..
مايد: عمي لا تصدقه والله انه مب شريطي..
عبدالله: قلت لك ما ابا اسمع حسك انته ما تفهم؟؟؟
سكت مايد وتم يالس في الكرسي اللي ورا يطالع عمه اللي كان ويهه احمر من كثر ما هو مقهور.. كيف بيشرح له انه ما سوى شي وانه مظلوم.. وهو مب راضي يسمعه من الاساس؟؟ منو بياخذ له حقه وهم كلهم مب مصدقينه؟؟ وفجأة ادرك مايد انه يتيم.. أبوه لو كان موجود مستحيل يرضى انه هالرمسة تنقال عن مايد.. بس عمه مهما كان طيب وياهم للحين مب واثق فيهم وما يحبهم لدرجة انه يدافع عنهم جدام خلق الله ويرد عنهم كلام الناس..
مايد اللي الضحكة ما تفارق ويهه ما لقى غير الدموع تواسيه وهو يتذكر ابوه.. ويتمنى لو كان وياه في هاللحظة بالذات.. ورد يطالع عمه وتم يطالعه بحقد لين وصلوا البيت ثنيناتهم ونزل مايد وهو خايف من اللي بييه في البيت بسبة شي ما له خص فيه..


* * *



------------------------------------------------------------
محمد في هالوقت كان في جبل حفيت .. الصدمة اللي انصدمها اليوم الصبح هزت كيانه كله وجرحت له مشاعره بشكل ما يقدر يوصفه.. أول ما راح المحل الصبح تفاجئ انه عمه عين المدير اللبناني عشان يكون مسئول عن الحسابات والفواتير وكل شي.. ويوم دش محمد وتفاجئ به داخل المكتب حس بعمره غبي وايد.. وحس في عيون المدير نظرة شماتة واشفاق..
خلاص محمد يحس انه ما منه فايده وماله داعي يتم وياهم في البيت.. من البداية ما كان قادر يفرض احترامه عليهم والحين صار حاله حال خالد قي البيت .. ما منه فايدة ابد.. كل شي كان ضده.. كلهم وقفوا ضده.. صح انه يستاهل .. بس بعد حاس بوحدة فظيعة.. وانهم المفروض ما يتخلون عنه في وقت حاجته لهم..
تنهد محمد ونزل من سيارته ويلس يتمشى .. الجو كان روعة ورغم انه الوقت كان بعده مبكر بس المكان كان زحمة.. وهو يتمشى استغرب يوم شاف موتر يوفق حذاله ويوم نزل الجامة كان ربيعه منصور اللي درس وياه في الثانوية.. علاقتهم ما كانت قوية في ايام الدراسة واستغرب محمد يوم انه منصور نزل من موتره عشان يسلم عليه..
منصور: هلا والله .. شحالك محمد؟؟
محمد (وهو يسلم عليه): الحمدلله بخير ربي يعافيك.. انته شحالك؟
منصور : الحمدلله. .وينك يا ريال.. مول ما تنشاف..
محمد: والله مشغول..
منصور: ها وين تدرس الحين؟؟
محمد: ما ادرس والله .. ماسك شغل ابويه الله يرحمه.. ما عندي وقت للدراسة..
منصور: الله يعطيك العافية ياخوي..
محمد: وانته؟ وين تدرس؟؟
منصور: هني في جامعة الامارات..
محمد: أها .. ومنو وياك..
منصور (يتنهد): والله محد من الربع ويايه.. كلهم اللي راح المشروع واللي سجل في الكلية.. تعرفت على شوية شباب في الجامعة بس والله الشباب اللي كانوا ويايه في الثانوية محد يسواهم..
محمد: صدقت والله ..
وقف محمد يسولف ويا منصور شوي وخذوا ارقام بعض عشان يكونون على اتصال..
* * *

في هالوقت كانت سارة في الصف منطوية على نفسها بشكل فظيع لدرجة انها ما شاركت وياهم في لعبهم ولا تجاوبت ويا الأبلة مولية.. وحتى يوم كان حمدان يأذيها او يضربها ما كنت تلتفت له بالمرة.. كل اللي سوته من يوم يت الصبح انها مسكت ورقة بيضة وتمت ترسم فيها خطوط ودوائر مالها معنى..
أقتربت أبلة خولة من سارة .. كانت هالمرة صج خايفة عليها لأنه حمدان فرها بقلم وياها على راسها بس مووول ما تحركت ولا حتى بينت انها تألمت..
ابلة خولة: سارة حبيبتي.. شو فيج؟؟ منو مزعلنج؟؟ (ويوم ما ردت عليها سارة).. سارة شو بلاج والله خوفتيني .. ارمسي!!! شو هالدلع؟؟؟
ويوم ما طاعت سارة ترمس قررت أبلة خولة تروح وتتصل بليلى عشان تسألها شو سالفة اختها..

دش عبدالله البيت ويا مايد مثل الاعصار.. أعصابه خلاص تعبت ما قدر يتحمل اللي يسوونه عيال اخوه فيه.. وطلع حرته كلها في ليلى وامه اللي كانن يالسات في الصالة ويا أمل وخالد..
عبدالله (من دون ما يسلم.. ير مايد من ايده وفره على اخته العودة ): يودوا ولدكم ولا تخلونه يطلع الا يوم بتعرفون تربونه عدل..
أم أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم.. شو مستوي؟؟؟ طيحت لي قلبي!!!
عبدالله (وهو يطالع مايد بقهر): أنا ريال معروف والكل يحترمني.. تسير وتنزل راسي جدام واحد ما يسوى وتخليه يعلمني كيف اربي عيال اخوي؟؟؟؟
أم أحمد(وهي تزاعج بقهر): أنا ارمسك عبدالله رد عليه شو مستوي؟؟
مايد كان يصيح من خاطره جدامهم ووقف لعمه وقال له بنبرة حادة: انا مب جذاب ومتربي عدل... واذا ما تبا تصدقني انا ما يهمني... برايك..
ليلى: مايد عيب عليك !!!
مايد: انا ما سويت شي غلط ليش مب راضين تصدقون؟؟؟
عبدالله فر الشريط اللي في ايده تحت وقال لليلى وأمه: الادارة لقوا فلم خليع في درج مايد.. فشلتوني كل يوم طالعين لي بمصيبة...!!!
مايد: حد حاط لي اياه هاذا مب شريطي!!!!
ليلى ما شلت عيونها عن عمها لحظة... من يوم قال انهم فشلوه وهي مب مصدقة انه هالكلمة طلعت من شفاته.. لهالدرجة ليلى واخوانها مشكلين حمل ثقيل على عمها عبدالله؟؟؟ لهالدرجة غاثينه ؟؟ وقفت ليلى من دون ما تتكلم ويرت أخوها مايد بقوة وركبت وياه فوق وهو يحاول يهد ايده من ايدها بس مب قادر .. وأمل وخالد من البداية يوم سمعوا عمهم محتشر ركضوا ينخشون في الممر..


يوم ركبت ليلى فوق وقفت أم أحمد وقالت: ليش تظلمه يحليله يمكن مب شريطه..
عبدالله (بتعب): لين متى بنتم نتستر على عيالنا وما نصدق فيهم شي؟؟؟ ونغض الطرف عن سوالفهم ونقول عيالنا مستحيل يختربون أو ينحرفون؟؟؟ شو تبين اكثر من هذا دليل؟؟؟ لقوه في درجه .. وطبيعي مايد بينكر..
أم أحمد: الله يستر علينا وعلى عيالنا..
عبدالله: أنا برد الشركة عندي شغل .. ومايد ومحمد بشوف شغلي وياهم عقب..
أم أحمد: بسهم يا عبدالله اللي ياهم مب شوية..
عبدالله: دواهم ويستاهلون اكثر بعد..
طلع عبدالله من البيت وهو محرج ووقفت أم أحمد تطالعه بحزن وتتريا ليلى ترد تنزل من فوق عشان تطمنها على مايد..

نهاية الجزء التاسع






رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نــــدى الآيـــام ..,,’’ شمس الرائدية :: المنتدى العام :: 14 30-07-2011 04:24 PM
إهـــدااء لـــكل الـخـريـجــيــــن .. >> غريبة مرت الأيـــام << فتى الرائدية منتدى الصوتيات والمرئيات الإسلامية 16 21-03-2011 08:41 PM
في 21 ينـاير ستمــوت ][ الرياضـــه ][ ودعــوهـا هـذه الأيـــام!!! بـــقـــايـــا حـــي :: الأخبار الرياضية والمواضيع المنقولة:: 12 25-01-2008 09:36 PM



الساعة الآن 07:02 PM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت