بعض الناس ليس له في الحياة من إنجاز سوى أن يفتخر بشجرة نسبه وحسبه ويحاول إجبار الآخرين على أن يجرعهم ثمرتها العنصرية ولكنه في مجال الإبداع والإنجاز لنفع مجتمعه دافن نفسه في تابوت العجز والتخاذل..
(تلك هي الحمية الجاهلية)
بعض الناس متخرج في أرقى الجامعات ومتعلم في أشهر الأكاديميات؛ولكنه لايستطيع أن يقرأ عبارة (الدين المعاملة) في وجوه الناس وسطور الواقع
(ذلك هو التعليم الأعمى)
بعض الناس يلبس في يده أغلى الساعات سعرا وأعلاها جودة ؛ولكنه يبيع وقته بأرخص ثمن ليشتري به اللهو والعبث واللعب الباطل الذي لا ينفع في دنيا ولا في آخرة
(تلك هي النفوس الرخيصة)
بعض الناس يحمل أكبر الشهادات في القانون والحقوق؛ومستعد دائما بأن يضحي بوقته وجهده كي يدافع عن فلان من أجل الشهرة والمال فحسب؛لكنه لا يملك من ضميره شهادة حسن سيرة وسلوك في الدفاع عن فقير يظلم أمام عينيه أو عن انتهاك حرمة من حرمات الله..
(تلك هي الشهادات الزور)
بعض الناس يغسل جسده في اليوم بضع مرات؛لكنه لا يتحمل أن يرى أحدا أفضل منه في نعمة ما؛لأنه عاجز عن غسل قلبه من أوساخ الحسد والحقد التي زينتها له أنانيته..
(تلك هي النظافة الوسخة)
بعض الناس يسرح ويمرح في الدور والقصور ويتمتع بين أكداس المال واللؤلؤ المنثور ؛ولكن قلبه لم يتذوق يوما واحدا شيئا إسمه السعادة أو الطمأنينة؛لأن ذلك القلب صار ببعده عن الله محبوسا في قفص الكآبة والحزن والضيق
(تلك هي المساعي اللامشكورة)
بعض الناس يكاد الهاتف النقال لا يفارق يديه ليتصفح فيه رسائل الواتس أب؛ولكنه قد يمر عليه الأسبوع والأسبوعان دون أن تصافح يده يد أمه فيشعر برسائل الأمومة تسري في قلبه
(تلك هي الإتصالات القاطعة)
بعض الناس عندما يذهب لمقابلة إحدى الشخصيات المعروفة يتفنن في التزين كأنه عريس ذاهب لعروسه ؛ولكنه عندما يذهب لمقابلة الله في المسجد يلبس ثياب النوم
(تلك هي الزينة القبيحة)
بعض الناس يفوز في الإنتخابات أو يترقى إلى منصب كبير فينسى نفسه ليسد أبوابه في وجوه أصدقائه وأهل قريته؛ولكنه يتناسى أن محمدا عليه الصلاة والسلام وعلى آله بلغ سدرة منتهى الكون بعد أن إحتفلت به السماوات السبع بجميع ملائكتها ليعود بعدها ليجلس على الحصير مع الفقراء والمساكين