أثبت الأردن مجددا بكل فعالياته وقطاعاته أنه هو السند لأهله في فلسطين بكل الاوقات، وانه مهما حاول البعض التلاعب بهذه العلاقة، يبقى الدم الاردني والفلسطيني دم واحد، لا يعرفه ولا يدرك خصوصيته، إلا العقلاء.
حالة من التضامن الاردني مع الاهل في غزة بدأتها القوات المسلحة، التي عززت وجودها الميداني الطبي هناك وتحت القصف، مرورا بالنقابات المهنية وغرفة تجارة عمان، اللتان قدمتا التبرعات المالية والعينية، وشركة زين التي خصصت لزبائنها مكالمات مجانية لفلسطين والمستشفيات الخاصة، التي وفرت العلاج المجاني لكل المصابين من غزة، صور بطولية من الفداء يجسدها الاردنيون من جديد.
مشهد التلاحم يزداد قوة بين الشعبين الأردني والفلسطيني مع ازدياد العمليات العسكرية الهمجية، التي تمارسها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الاهل في غزة هاشم، وحرب الإبادة التي تمارسها لا تولّد الا بطولة اسطورية للاهل في غزة، وتأييدا وتلاحما أردنيا وعربيا معهم.
حملة المساندة التي تنفذها مختلف القطاعات في المملكة لها دلائل مهمة للغاية، لعل ابرزها هو انها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تحيط بانشطتها والسياسات الحكومية التي تحد من نمو اعمالها، الا انها تمارس مسؤولية اجتماعية ووطنية عالية المستوى، ليس فقط على الصعيد المحلي، وانما على الصعيد الاقليمي، ما يعزز ارتباطها وامتدادها للجوار، ومشاركته احزان أهله وهمومهم.
تبرعات مؤسسات المجتمع المدني للاهل في غزة، تعبير صادق يمثل ارادة
ناخبي تلك المؤسسات، وانها لا تسير وفق احكام ممنهجة لبعض الجهات التي تسيطر عليها ولا تسير وفق اجندات البعض، بل هي روح المساندة التي تنطلق تعبيرا عن الاخوة التي تربط بين الشعبين الاردني والفلسطيني، وتأكيدا على ان القضية الفلسطينية يجب ان تبقى اولية في السياسة الاردنية.
لا يمكن للعملية الاقتصادية ان تنفصل كليا عما يدور في مجتمعاتها، وهذا امر طبيعي نتيجة التلاصق بين الأحداث وانشطة هذه الشركات، فالعزلة عما يدور في الجوار او في الداخل والتركيز على موضوع الاداء المالي للشركات ومؤسسات المجتمع المدني سيعزلها عن مجتمعها ويزيد فجوة عدم الثقة مع المواطنين.
الحالة الاردنية حالة متقدمة على نظيراتها العربية في سرعة الاستاجبة والمبادرة للقضايا والهموم المحلية والعربية، فالامر لا يرتبط بالجانب السياسي بقدر ما هو جزء اصيل في فكر الاردنيين نحو مساعدة ودعم كل من يحتاجه ويستحقه، وهذا ما يتضح في المسؤولية الاجتماعية التي تقوم بها الشركات في الشهر الفضيل، ويؤكد على ان البلد ورغم كل التحديات والظروف القاسية التي تشهدها الا انها ما تزال بخير هي وأهلها.
المصدر صحيفة المقر:http://www.maqar.com/?id=61364&&head...AE%D9%8A%D8%B1