[align=justify]
الذات الإلهية :
الله هو نفسه وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "كتب ربكم على نفسه الرحمة "وقال بسورة طه "واصطنعتك لنفسى " ونفس الله هى مشيئته هى إرادته هى حياته هى قدرته هى كلامه هى علمه هى سمعه هى بصره فكل هذا واحد لأن الله واحد أحد لا يتجزأ ولا ينقسم مصداق لقوله تعالى بسورة الإخلاص "قل هو الله أحد "ولو أننا قلنا أن أى واحدة من هذه الألفاظ غير الأخرى فى المعنى لكان متكون من أجزاء والله بهذا يختلف عن خلقه فقدرتهم ليست إرادتهم فهم مثلا يريدون شىء ومع هذا لا يقدرون على فعله كالصعود للسماء بغير آلة ومثلا كلامهم غير قدرتهم فمثلا هم يتكلمون عن شىء ولا يقدرون على فعله مثل الطيران بلا أجنحة أو آلات ومثلا كلامهم غير إرادتهم كالمنافق يتكلم بكلام الإسلام وهو لا يريد الإسلام ومثلا علمهم غير قدرتهم فهم قد يعرفون الغوص ومع هذا لا يقدرون على الغوص دون مساعدة خارجية من آلة أو من الآخرين ومثلا سمعهم وهو آذانهم غير بصرهم وهو عيونهم ومثلا علمهم غير سمعهم فهم قد يعلمون بالشىء من التفكير العقلى وليس عن طريق سماع الكلام وهكذا ،زد على هذا أن الخلق كلهم مكونون من أجزاء نفسية وأجزاء جسمية والخالق غيرهم فإذا كانوا متعدد فهو واحد أى لا يتكون من أجزاء.
وكون سمع الله هو علمه هو معرفته بالجهر بالقول وإخفائه الذى يسمع وفى هذا قال تعالى بسورة طه"وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى "وقال بسورة الأعلى"إنه يعلم الجهر وما يخفى" وقال بسورة الأنبياء "قال ربى يعلم القول فى السماء والأرض " وكون بصر الله هو علمه هو معرفة الله بالفعل وهو الجرح وهو العمل وهو الكسب وهو الصنع الذى يبصر وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وما تفعلوا من خير يعلمه الله "وقال بسورة الأنعام "ويعلم ما جرحتم بالنهار "وقال بسورة العنكبوت "والله يعلم ما تصنعون "وقال بسورة الرعد "يعلم ما تكسب كل نفس " [/align]