بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هم العدو فاحذرهم !!
الشيخ / نبيل العوضي
من بداية دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلى اليوم والعداوة لهذا الدين لازالت قائمة، بل ستظل العداوة لكل من يدعو إلى دين الله وشريعة سيد المرسلين، عداوة باللسان والقلم والسنان، (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين) .
العدو المكشوف لن يزيد في المسلمين إلا يقينا وإصرارا، ولكن العدو الذي يعيش بيننا ويتكلم بألسنتنا هو المصيبة الكبرى، قد يصلي العدو معنا ويقرأ قرآننا ويشهد الشهادتين أمامنا ولكنه يبغض ديننا وعقيدتنا، ويكره ويعادي سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم!!
لقد كان المنافقون في عهد النبوة يصلون مع النبي، ويأتون أمامه ويزعمون الإسلام ويتظاهرون به، ويشهدون الشهادتين بألسنتهم لكنهم يكفرون بها بأفعالهم، وأنزل الله فيهم سوراً في القرآن وآيات تفضحهم، قال تعالى «إذا جاءك المنافون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون»، فهم يتظاهرون بالإسلام فقط خوفا من نظرة المجتمع اليهم، وطعماً في بعض المكاسب، لكنهم في الحقيقة لايفهمون المعنى الحقيقي للإسلام.
الاسلام يعني الاستسلام لله ولرسوله والانقياد لهما، ومن ظن ان الاسلام صلاة وصياماً واداء بعض المناسك والعبادات ولا دخل للاسلام في الحياة العامة، وتنظيم شؤون المجتمع ومن باب اولى لا دخل للاسلام في السياسة والحكم!!.. من ظن هذا الظن فهو لم يفهم معنى الاسلام أصلاً!!
المنافقون كانوا ومازالوا يستغلون أخطاء بعض المسلمين لينسبوها الى الشريعة والى الدين!!.. اسلوب واضح ومكشوف ولا يخدعون به إلا انفسهم، فالمسلمون بشر يصيبون ويخطئون، اما الشريعة فهي دين الله الحكيم الذي لا يأيته الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لا تجوز الزيادة فيه ولا النقصان منه، قال تعالى (اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
استخدم (المنافقون) اسلوب الاستهزاء والسخرية على حملة هذا الدين والمتمسكين به، فاذا رأوا احد المحسنين تبرع بشيء قليل فهو لا يملك المال الكثير، قالوا له ان الله غني عن صدقتك!! واذا تبرع غني بمال كثير قالوا له انت تريد بصدقتك شيئاً آخر!!.. قال تعالى: (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم، سخر الله منهم ولهم عذاب أليم» بل احيانا كانوا يستخدمون الكذب لصد الناس عن الدخول الى هذا الدين، وما يقصة (الإفك) التي اطلقوها على الطاهرة الزكية ام المؤمنين (عائشة) رضي الله عنها، الا احد الاساليب الخبيثة للطعن في شريعة رب العالمين عبر الطعن في رسولها الامين، ولكن كالعادة يرد الله كيد المنافقين في نحورهم.
المنافقون في السابق وفي العصر الحالي قلوبهم متشابهة وأفعالهم متكررة، وهم دائما يدافعون عن الفواحش والمنكرات ويحاربون الخير والمعروف، وكلهم يتعاونون في هذا السبيل، قال الله تعالى عنهم: (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم، نسوا الله فنسيهم، ان المنافقين هم الفاسقون، وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها، هي حسبهم، ولعنهم الله، ولهم عذاب مقيم).
يفرح المنافقون دوما بما ينزل على المسلمين من مصائب وآلام ويحزنون اذا حقق المسلمون اي انتصار وتخرس ألسنتهم، فقلوبهم ليست مع المؤمنين، وولاؤهم دوما وأبداً مع الكافرين!! قال تعالى: (إن تصبك حسنة تسؤهم، وإن تصبك مصيبة يقولوا قد اخذنا امرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون).
يطعنون بسنن المصطفى ويستهزئون بشريعة الرحمن، فلم يتركوا مظهراً من مظاهر الاقتداء بالحبيب صلى الله عليه وآله وسلم الا واستهزؤوا به!! ولما وقع منهم هذا وهم يسيرون مع الصحابة الكرام الى معركة تبوك، سألهم النبي عن سبب استهزائهم فتعذروا بانهم كانوا يضحكون ويلعبون!! ولم يقصدوا الاستهزاء والسخرية فأنزل الله فيهم (ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن ولا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم).
هكذا كان القرآن حازما معهم لان خطرهم اشد من العدو الظاهر، فاذا انكرت اي منكر حسبوا انك تقصدهم!! واذا هاجمت اي رذيلة دافعوا عن أنفسهم!! واذا سمعوا اي آية عن المفسدين ظنوا انها تخاطبهم!! قال تعالى: (يحسبون كل صيحة عليهم، هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون).
أسأل الله ان يكشفهم لنا ويكفينا شرهم وكيدهم