...بسم الله الرحمن الرحيم ...
..السلام عليكم ورحمة من الله وبركاتة ..
تقدّم حسام غالي مسانداً إحدى هجمات المنتخب المصري في مباراته أمام نيجيريا ضمن بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة , ولا زلت أتذكر الكرة عندما ارتدت عكسيةً على مرمى مصر , فعاد حسام محاولاً اللحاق باللاعب النيجيري ولكن لياقته الضعيفة خذلته وهو في أمسّ الحاجة إليها , كان ذلك في شوط المباراة الثاني , عندها أشار حسن شحاته لأحد اللاعبين البدلاء بجواره : ( أوم سَخّن يَبني ) فأخرج حسام من الملعب فوراً ( وعودوا للمباراة وشاهدوا اللقطة ) !
وعندما عاد حسام ـ بعد فراغه من بطولة أفريقيا ـ إلى الدوري السعودي فقد عاد بشكل آخر وبلياقة أخرى .. فقدم أفضل مبارياته مع فريقه النصر وكانت أمام الرائد بالقصيم , يومها سجل هدفين أحدهما أتى بمجهود فردي خارق منه شخصياً !
ولكنه ما لبث حتى استعاد مستواه اللياقي الضعيف الذي كان عليه قبل البطولة الأفريقية , ففقد جزءاً كبيراً من لياقته بفضل تمارين الطابور الصباحي التي يؤديها الفريق تحت إشراف الأورغوياني المفلس داسيلفا والذي بحت أصواتنا ونحن نطالب بترحيله على أقرب رحلة تغادر البلد دون رجعة .. ولكن كان للإدارة رأي آخر .. وهو ما جعل الفريق يتلقى عدة هزائم ثقيلة وغير مبررة , أبرزها كانت من الأهلي السعودي والوصل الإماراتي !
وأظن أن الإدارة كانت تتمسك بداسيلفا وهي تفكر بالنتائج الإيجابية فقط .. بينما كنا نحذر من استمراره خوفاً من النتائج السلبية .. فقد كنا نريد الخروج بأقل الخسائر ولكن الإدارة كانت تريد الخروج بأدنى الأرباح !
ودائماً ما يخسر من لا يضع في باله وقوع أحد احتمالين معتمداً على حدوث احتمال واحد ! وهذا ما حدث للنصر الموسم الماضي تماماً !
زلـّة القائد بـعشرة !
المهم الآن أن الموسم الماضي ولى بخيره وشره , وهاهو موسم النصر يبدأ بشكل مختلف كلياً عن الموسم الغابر , فما أجمل أن تتلافى الإدارة أخطاءها السابقة كما تفعل الآن , وما أجمل أن تستفيد من الماضي , وتدعم خطواتها بمزيد من الخبرة التي اكتسبتها مع الوقت والعمل .. فشتان بين نصر داسيلفا وبين نصر زنقا ( أقارن من حيث الاهتمام بالنواحي اللياقية ) .. غير أن هناك جانب آخر لا يقل عن أهمية اللياقة البدنية وينبغي على الإدارة أن تتنبه إليه جيداً .. وأتحدث هنا عن اللياقة الفكرية وعن ثقافة الفوز وعن نهم إلتهام الذهب التي يظهر حتى الآن بعض لاعبي الفريق النصراوي بدونها تماماً .. وهذه كارثة ستهوي بالنصر نحو أدنى سفوح جبل الطموحات , هذا إن لم يسقط في الوادي ..
وستجعله يُحرّم على نفسه أن يجمع أكثر من بطولة في كل موسم , هذا إن فاز ببطولة .. وليس أدلّ على ذلك أكثر مما قاله سعد الحارثي في تصريح موثق أدلى به للزميل حمود العصيمي وطرح رسمياً في موقع النصر الرسمي على الإنترنت .. إذ يقول فيه : ( أنا أتفاءل بتحقيق البطولات الخارجية أكثر من تفاؤلي بتحقيق البطولات المحلية ) ولا أعرف كيف يدلي قائد الفريق بمثل هذا التصريح الانهزامي الغير مسئول نهائياً .. لا , ليس هذا وحسب بل إن المؤلم أكثر هو أنه كان يصرح في أول تدريب نصراوي .. كانت فيه الجماهير تملأ جنبات ملعب الأمير عبدالرحمن بن سعود والتفاؤل بالمستقبل يبزغ من وجوهها كأشعة الشمس .. وهي تتفرج على نصر 2010 المرصع بأثمن الجواهر النفيسة التي استطاعت الإدارة أن تجلبها وتكسوها بقمصان النصر !