لست وهابيا
بقلم الأستاذ / ممدوح سماح العفري *
كثيرا ما تردد على مسامعي هذا المصطلح " الوهابية " في مجتمعي الذي أعيش فيه ما بين مؤيد له و رافض.
أدركت في قرارة نفسي أن لهذا المصطلح أهمية بالغة ودلالة ً عميقة ،و قادني فضولي للبحث و التقصي عن هذا المصطلح التاريخي العميق المتجذر في مجتمعنا السعودي.
و بعد القراءة المكثفة الحصيفة وجدت أن " الوهابية " هي دعوة تجديدية قام بها الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله - الهدف منها إحياء ما مات من الدين الإسلامي الحنيف الذي كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته رضوان الله عليهم.
لقد حارب الجهل وعبادة الأصنام والتبرك بالقبور ونحوها من البدع و المنكرات المنتشرة آنذاك ، وقد ساند دعوته المباركة الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – مؤسس الدولة السعودية الأولى.
و لم يقم الشيخ المجدد - رحمه الله – بخلق معتقدات ٍ جديدة ٍ إطلاقا ً كما يزعم البعض فدعوته تصب في الرجوع إلى ما كان عليه
محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام رضوان الله عليهم جميعا.
إن " الوهابية " ليست دينا ً آخر غير الإسلام ولا ينبغي تصنيفها مذهبيا ً لأنها دعوة تخدم الإسلام الحنيف وتحارب البدع و المنكرات التي حلت بالأمة آنذاك ، فجزا الله محمد بن عبدالوهاب خيرا عن الأمة الإسلامية ونفع بعلمه الإسلام والمسلمين.
ومن يسمى طائفة من المسلمين بهذا المصطلح ويلغي عنها إسلامها الصحيح ومعتقدها الحقيقي ، فقد أخطأ و اقترف ذنبا ً عظيما يستوجب منه التوبة و الرجوع إلى الطريق الصحيح.
لأن علماء الإسلام مجددون له ُ ولم يخلقوا إسلاما ً آخر ، بل حفظوا ما كان عليه أسلافهم من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف و علومه الشرعية.
إن انتشار هذا المصطلح " الوهابية " بين أوساط المسلمين ينذر بخطر عظيم ، وهو أن يغيب مصطلح " المسلمين " ليكون مكانه مصطلح " الوهابيين " وهذا يفضي إلى التعصب الديني و المذهبي بين طوائف المسلمين في شتى بقاع العالم مما يسبب التباغض
و الكراهية ، ونحن بحاجة ٍ ماسة إلى أن نتحد جميعا تحت كلمة مسلمين لكي نستطيع التعايش مع الأديان والمذاهب الأخرى.
يحاول أعداء الأمة الإسلامية صناعة الفرقة و التمزق بين صفوف المسلمين من خلال ترويج ما يبعدنا عن ديننا الحنيف ، كما تسعى الفرق المنحرفة إلى جر الأمة الإسلامية الى منعطف خطير يؤدي بما لا تحمد عقباه.
لذلك فأنني أعتبر نفسي مُسلما فقط و لست وهابيا .
* شاعر وإعلامي