المعلـم .
أيها السادة اسمحوا لي أن أدلوا بدلوي هنا ، الحديث عن المعلم حديث ذوشجـون ، هناك معلـم يستحق أن يقف الناس له إجلالا ولكنه ليس في الوطن العربي مطلقا بل في اليابان . وما أدراك ما اليابان هناك ورأء شفق الشمس .
أما هنا فلا مع احترامي لكل من يزايد على المعلمين والمعلمات .
هنا المعلـم يذبح بسكين أبو لؤلؤة المجوسي ، الحصص الكثيرة والنشاط المتعدد غير الهادف .
كلوحة رسم عليها حب الوطن ، ثم تنزع وترمي قيمتها خمسون ريالا ، فلو أعطيت ليتيم كمصروف بالمدرسة لكفته لأسبوعين أي نصف شهـر .
أين تعليمه من أنشطة السباكة والكهرباء ، وكيفية التضميد والاسعاف وإطفاء الحرائق والتصرف المفيد عند الحوادث لاشيئ من هذا بل نعلمه كيف ينظف حديقة
أويلتقط علبة من شاطئ البحـر ونعلن ذلك النشاط بالخط العريض في الصحف
ليرى المجتمع الضحك والمهزلة .
فالمدرس هنا حهده ضائع وغير مشكـور بالمدرسة ولا عند المراقبين المحترمين لأن جهده لايرى بالعين ولايدخـل في تقريره الوظيفي .
الشق الثاني من سكين أبي لؤلؤه .تتعامـل أحيانا مع مدير جـاهـل متغطـرس
ارتقى إلى سدة الحكم بابتسامة صفراء عند من بيده الأمـر في توليته مدير
وربما لايعلـم عن خلفيته الوظيفية إنما نمي إلى سمعـه أنه فلان بن فلان ومتميز
فصار مدير ا بالتزكية من قبل صديقه السابق فكان في الإدارة اللاحق . دون تصويت من الهيئة التدريسية بالمدرسة وأخذ رأي المعلمين في ذلك فهـم يعرفون سلوكياته ، ويعرفون خلاصة فكره ورأيه .
بل بالأمس زميلا يتذمر من الحصص واليوم ينكـر أن يكون في التعليم مشقة
ولو علم مافي الإدارة من خور وعبر لأطلق عنانه للفرار ، وطلب النجدة . النجدة مما يواجهه من صعوبة داخلية وخارجية وقانونية .
ونعرّج بكم على مايحدث في التقويم من مهازل ، ثوان معدودة وتقديرك جاهز على طريقة حادي بادي السيد البغدادي .
مهمـا فعلت فلن تأخذ الامتياز إلا بخصام ونزال ، أو كنت قريبا لمديرك كقرب العم والخال ، والصديق والخليل وقس على ذلك ، وقد تدهش
من الأمور الجانبية المزعجة كتأخر الصباح ، ودفتر التحضير ، وهندامك غير المرتب وعدم السيطرة والإدارة ، لفصيلك العسكـري ،
تحولت مدارسنا إلى ثكن عسكرية نزع منها الحب ، وحل بها عدم احترام التلميذوالطالب معا وعدم الثقة المتبادلة بين الإدارة والمعلـم ، كل واحد من الفريقين يرمي بالمسئولية على الآخر ، فلم تعدالمدرسة حاضنة للرجال أو النساء الأفاضل بل إلى مزرعة للأمراض والعقد ..
ونلقى الضوء على منشآتنا المدرسية ، لاتجـد بهـا أي لمسات توحي إليك بوجود مدرسة ، علمية اكاديمية مخططة تخطيطا سليما
بل إلى سجن وانتانامو ا .
قفلت نوافذها بالطوب لأنها وسط حي
سكني يكشف الجوار ، تجدها مظلمة في وسط النهار ، متسخة هناك حنفية يتسرب منها الماء ،
وهناك بيارة طافحة وحمام مفتوح وآخر مغلق ، وقد انتشر حولها المدرسون المراقبون المرعبون
،لاتسمع منهـم إلا ممنوع الحمام ارجع لحصتك لم يراع هنا مريض سكـر ولاصاحب كلى ،
خوفا من التدخين وحفاظا من الاختلاط بالسيئين ،
بل لوجئت تنتظر ابنتك أوابنك لاتجد موقفا لسيارتك ولاتجد مكانا تنتظـر فيه، ولامسجدا فيه ، فلايسعك إلا الانتظار والصبر حتى تقابل فلذة كبدك ، فتتنفس الصعداء
وتحمد الله وتفكـر في كيفية العودة إلى البيت ..
المعلم لايستطيع تطوير نفسه كما تتطور سني عمره ، بدورة منظمة من الوزارة ، ولاتسمح لك بالدراسة وقد دخلت في سلكها التعليمى بل ترى حصولك على شهادة عالية خسارة ، ومخالفة لقواعد النظام الوظيفي
ولا تأخذها إلا إذاكنت كبيرا في النصب و الاحتيال تدخل وتخرج إلى وظيفتك
دون أن ياخذ أحد عليك بال ،
وتنال الماجستير والدكتوراة ، على بعد أميال ثم تفرض عليهم الأمر الواقع بنقل خدماتك إلى إدارة مكتبية ترزق فيها بوسيلة نقل بالمجان ،تسمى حينها مكتب الدكتور فلان .
أين حقوق المعلم ؟ أين من يدافع عنه ؟ أين حقوقه الصحية؟ اين حمعية المعلمين عندنا في السعودية ؟،
والأدهى والأمر يطلب منك ان تنمي قدراتك المهارية في التعليم، وأنت مكتوف اليدين .
لن يتطور تعليمنا بل سيزيد جهلنا ولن نتعلم أكثر من مجرد القراءة والكتابة
إن لم تكن هناك ضوابط تساعد المعلم وتشعره بالرضى . وإلا سيموت المعلـم
وسيلقى المسطرة والقلم على الطاولة ويقول :
أروح لمن وأقول : لمن : ينصفنى منك . وآسف على هذه الثرثرة التى ستضيع
كما ضاع عمري .