أختى الفاضلة . ابتسامة ألم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقتي فعلمي يأختى بأنه
ذوو الاحتياجات الخاصة «المعوقون» فئة غالية في ميزان المجتمعات ليس لأنهم صابرون على ما أصابهم فقط، بل لأنهم اختبار للمجتمع وما إذا كان تطوره وتقدمه حقيقيًا ينبع من الإنسان وإليه وليس صفًا للأجهزة والآلية والجسور والرخام، وعبودية للتقنية. كما أنهم إنذار يومي لك ولي وله ولها أنه يمكن أن تنضم إلى الإعاقة، إما بسبب سوء التغذية، أو بسبب حادث مرور لا يستغرق سوى ثوان معدودة، أو عارض صحي يقضم حركتك أو حواسك.. هذه الفئة اختبار لثقافة المجتمع ووعيه وعقليته فإما أنه يتعامل مع الجسد ويقيّم من خلاله إنسانه، أو هو يقيس الأفراد بعقولهم وإنتاجهم وإنسانيتهم، وبين التعاملين فرق فسيح يبين إذا ما كان مجتمع أو آخر انعتق من الأنانية والغلظة والتخلف أو ظل يركض خلف المستقبل الوهم دون أن يعير كل أفراده الاهتمام نفسه والتطوير نفسه والحب نفسه.
قضية الإعاقة أمانة هي أيضًا.. مثلما هم المعوقون أمانة في أعناق والديهم ومؤسسات مجتمعاتهم وأنظمته ولوائحه وتنظيماته. وهذه القضية ستظل في طور «الصراخ» بها وعنها ما لم تنقل بشمولية وإتقان من الهم الخاص إلى الهم العام، ومن سور «المنزلية» وبعض «المدارس» إلى قلب المجتمع وحياته، خاصة أن ذوي الاحتياجات الخاصة يبلغون في غالبية دول العالم ما نسبته 10-13٪ من أعداد السكان قابلة للتزايد مع شراهة الحروب والحوادث المرورية والكوارث الطبيعية. وأولى خطوات إدراج ذوي الاحتياجات الخاصة في وسط الاهتمام الاجتماعي الكلي هو إظهارهم تحت الشمس وظهورهم في تفاصيل المشهد اليومي للمجتمع، ودمجهم في فعالياته الحياتية المختلفة. ولعل أولى خطوات الدمج الناجحة هي إشراكهم في الفصل الدراسي حتى يعلم النشء الجديد أن هناك ذوي احتياجات خاصة، وأنهم يحتاجون إلى يد حقيقية وصادقة للعبور بهم ومعهم إلى الغد.
مع التحية
والسلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام