السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أعيني جودا
أعينَيَّ جودا بالدمـوعِ السوافـحُ...............على فارسِ الفرسانِ فِي كلَّ صافحِ
أعينَيَّ إنْ تَفنَى الدمـوعُ فأوكفـا..............دماً بارفضاضٍ عندَ نـوحِ النوائـحِ
ألاَ تبكيانِ المرتَجى عنـدَ مشهـدٍ............يثيرُ معَ الفرسـانِ نقـعَ الأباطـحِ
عدياً أخا المعروفِ فِي كلَّ شتـوةٍ..........وَفارسها المرهوبِ عنـدَ التكافـحِ
رمتهُ بناتُ الدَّهـرِ حَتَّـى انتطيتـهُ...........بسهـمِ الـمنـايـا شـرُّ رائـحِ
وَقدْ كانَ يكفي كلَّ وغدٍ مواكـلٍ............وَيَحفظُ أسـرارَ الخليـلِ المناصـحِ
كأنْ لَمْ يكنْ فِي الحمى حياً وَلَـمْ.........يرحْ إليهِ عفاةُ الناسِ أوكـلُّ رابـحِ
وَلَمْ يدعهُ فِي النكبِ كـلُّ مكبـلٍ...........لفكِ إسـارٍ أودعا عنـدَ صالـحِ
بكيتكَ إنْ ينفعْ وَما كنـتُ بالَّتِـي..........ستسلوكَ يا ابنَ الأكرمين الحجاحجِ
أليلتنا بذي حسم
أَلَيلَتَنـا بِـذي حُسُـمٍ أَنيـري................إِذا أَنتِ اِنقَضَيتِ فَلـا تَحـوري
فإنْ يكُ بالذنائـبِ طـالَ ليلـي...............فقدْ أبكـي منَ الليـلِ القصيـرِ
وَأنقذنِـي بيـاضُ الصبـحِ منهـا...........لقدْ أنقـذتُ مـنْ شـرًّ كبيـرِ
كأنَّ كـواكـبَ الجـوزاءِ عـودٌ.............معطفـةٌ علـى ربـعٍ كسـيـرِ
كأنَّ الفرقـديـنِ يـدا بغيـضٍ..................ألَـحَّ علـى إفاضتـهِ قمـيـري
أرقتُ وَصاحبِي بِجنـوبِ شعـبٍ.............لبـرقٍ فِـي تـهامـةَ مستطيـرِ
فلوْ نبـشَ المقابـرُ عـنْ كليـبٍ..................فيعلـمَ بالـذنـائـبِ أيُّ زيـرِ
بـيـومِ الشعثميـنِ أقـرَّ عينـاً..................وَكيفَ لقـاءُ منْ تَحـتَ القبـورِ
وَأنَّـي قـدْ تركـتُ بـوارداتٍ...................بـجيـراً فِـي دمٍ مثـلِ العبيـرِ
هتكتُ بـهِ بيـوتَ بَنِـي عبـادٍ....................وَبعضُ الغشـمِ أشفـى للصـدورِ
على أنْ ليسَ يَوفِـى مـنْ كليـبٍ..............إذا برزتْ مـخبـأةُ الـخـدورِ
وَهـمامَ بـنَ مـرةَ قـدْ تركنـا................عليـهِ القشعمـانِ مـنَ النسـورِ
ينـوءُ بصـدرهِ وَالـرمـحُ فيـهِ.............وَيَخلجـهُ خـدبٌ كالبـعـيـرِ
قتيـلٌ مـا قتيـلُ المـرءِ عمـروٌ............وَجسـاسُ بنُ مـرةَ ذو ضريـرِ
كـأنَّ التـابـعَ المسكيـنَ فيهـا............أجيـرٌ فِـي حدابـاتِ الوقيـرِ
على أنْ ليسَ عـدلاً منْ كليـبٍ...........إذا خـافَ المغـارُ مـنَ المغيـرِ
على أنْ ليسَ عـدلاً منْ كليـبٍ..............إذا طـردَ اليتيـمُ عـنِ الجـزورِ
على أنْ ليسَ عـدلاً منْ كليـبٍ..................إذا مـا ضيـمَ جـارُ المستجيـرِ
على أنْ ليسَ عـدلاً منْ كليـبٍ................إذا ضاقـتْ رحيبـاتُ الصـدورِ
على أنْ ليسَ عـدلاً منْ كليـبٍ..............إذا خـافَ المخـوفُ منَ الثغـورِ
على أنْ ليسَ عـدلاً منْ كليـبٍ...............إذا طـالـتْ مقاسـاةُ الأمـورِ
على أنْ ليسَ عـدلاً منْ كليـبٍ.............إذا هبـتْ ريـاحُ الـزمهـريـرِ
على أنْ ليسَ عـدلاً منْ كليـبٍ...........إذا وثبَ الـمثـارُ علـى المثيـرِ
على أنْ ليسَ عـدلاً منْ كليـبٍ...........إذا هتـفَ الـمثـوبُ بالعشيـرِ
على أنْ ليسَ عـدلاً منْ كليـبٍ...........إذا هتـفَ الـمثـوبُ بالعشيـرِ
تسـائلنـي أميمـةُ عـنْ أبيهـا..............وَما تدري أميمـةُ عـنْ ضميـرِ
فـلاَ وَأبِـي أميمـةَ مـا أبوهـا............مـنَ النعـمِ المؤثـلِ وَالجـزورِ
وَلكنـا طعنـا الـقـومَ طعنـاً...................عَلـى الأثبـاجِ منهـمْ وَالنحـورِ
نكبُّ القـومَ للأذقـانِ صرعـى............وَنأخـذُ بالتـرائـبِ وَالصـدورِ
فلولاَ الريحُ أسـمعُ مـنْ بِحجـرٍ..............صليلَ البيـضِ تقـرعُ بالذكـورِ
فدىً لِبَنِي شقيقـةَ يـومَ جـاءوا.............كاسدِ الغابِ لجـتْ فِـي الزئيـرِ
غـداةَ كأننـا وَ بَنِـي أبـيـنـا................بِجنـبِ عنيـزة رحيـا مـديـرِ
كأنَّ الجديَ جديَ بنـاتِ نعـشٍ..........يكـبُّ علـى اليديـنِ بِمستديـرِ
وَتخبـو الشعريـانِ إلـى سهيـلٍ.........يلـوحُ كقمـةِ الجبـلِ الكبيـرِ
وَكانـوا قـومنـا فبغـوا علينـا..........فقـدْ لاقـاهـمُ لفـحُ السعيـرِ
تظـلُّ الطيـرُ عاكفـةً عليهـمْ............كأنَّ الـخيـلَ تنضـحُ بالعبيـرِ