[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]الأفاعي الجائعة تتعلّم الصبر علي وجبتها من الغذاء[/grade]
الصورة : لأن هناك بعض الضفادع سامّة، تعلّمت الأفعي أن تنتظر وتصبر علي وجبتها - الضفدعة - بعد حقن السم فيها، حتّي تتأكد من تمام موتها
هناك أفعي أستراليّة سامّة تتعشّي علي الضفادع، ونظراً لأن بعضاً من تلك الضفادع يكون ساماً، فلقد إكتشف العلماء أنّ الأفعي قد تعلّمت أن تنتظر علي وجبتها بعد حقن السم فيها، حتّي تتأكد من تمام موتها... وهكذا فإنّ تلك الأفعي تصبر علي أكل ضحاياها من الضفادع علي الرغم من أنّها لا تصبر علي فرائسها الأخري ( فهي تبتلعها إبتلاعاً ) بمجرّد حقنها بالسم .
وبمراقبة الأفعي، بعد قيامها بحقن سمّها في جسد الضحيّة من الضفادع السّامة، وجدوها تنتظر بصبر واضح حتّي يموت الضفدع السّام تماماً وينهار السم الذي في جسده فيصبح غير ضار للأفعي، ثم تبدأ في تناول عشائها بإطمئنان .
وقد تمثّل هذه النتائج مساعدة كبيرة لعلماء البيئة في تفهٌم كيفيّة تطوير سلوكيّات بعض أنواع الحيوانات أو الحشرات لتتناسب مع سلوكيّات حيوانات أو حشرات أخري. وكان قد قرر كلّ من بن فيليبس Ben Phillips، و ريتشارد شاين Richard Shine، وكلاهما من علماء البيئة من جامعة سيدني، باستراليا، قررا دراسة سلوكيات الأفعي في التغذية. ولقد إكتشفوا شيئاً غير عادي في ذلك السياق .
وقام الفريق بإسقاط أنواع مختلفة من الضفادع داخل الإناء الزجاجي المخصّص للأفاعي، مع وجود كاميرا فيديو تقوم بالتصوير لما سيحدث من تصرفات للأفاعي ضد فرائسهم من الضفادع. وكانت الأفاعي تلتهم الضفادع الغير سامّة مباشرة بعد حقنها بالسم، ولكنّها كانت تصبر وقتاً طويلاً علي نوعين آخرين من تلك الضفادع، بعد حقنها بالسم ... فلقد صبرت عشر دقائق قبل البدئ في مضغها لإخراج السم منها. ثم تنظر أربعين دقيقة بيعد ذلك – وهي الفترة التي يصبح سم الضفدعة غير ذي تأثير - حتي تبدأ في إلتهامها. هذا ما سجّله الباحثين في عدد ديسمبر من الأميريكان ناتشرليست The American Naturalist .
ويقول وولفجانج فوستر Wolfgang Wüster، وهو من علماء الحيوان بجامعة بانجور في المملكة المتّحدة : " قد تبحث الضفادع السّامّة عن وسيلة أخري وتغيّر من إستراتيجيّتها لتواصل معركة التحدّي ضد تلك الأفاعي، والحقيقة أنّه من الصعب جداً أن نقول، أن المعركة بينهما قد إنتهت علي ذلك، أو أن نعلم ماذا سيحدث غداً بينهما " .