دراسة علمية تُوصي بأن تكون مباني المدارس الابتدائية من دورٍ واحد
30 % من مدارس الشرقية مُعرّضة لخطر الحريق ولا تتقيد بمعايير السلامة
متابعة- الرياض: حتى قبل حريق مدرسة براعم الوطن في جدة، والذي ذهبت ضحيته معلمتان وعشرات الإصابات، لا يبدو أن خلل إجراءات الأمن والسلامة في المدارس مفاجئاً – على الأقل للمطلعين على خفايا المدارس الحكومية والأهلية.
وكشفت دراسة متخصّصة أن 30 في المائة من المدارس الابتدائية الحكومية في المنطقة الشرقية تفتقر إلى معاير السلامة ضد الحرائق وحوادث الكهرباء، حيث رصدت كثرة عدد مخارج الطوارئ التي تستخدمها إدارة المدارس كمستودعات، وهو ما يشكل عائقاً رئيسياً في إخلاء الأطفال من المبنى أثناء حدوث الحرائق في حين يزيد عدد طفايات الحريق التي لم تحظ بالصيانة منذ سنوات.
ووفق الدراسة التي أجراها الباحثان فرحان العنزي وسلمان الشمري على 30 في المائة من المباني الحكومية والمستأجرة للمدارس (بنين وبنات) في المنطقة، بعنوان "تقييم السلامة والبيئة الطبيعية في المدارس الابتدائية الحكومية في الدمام" حيث مخارج الطوارئ غير مرضية في المباني المستأجرة كما وجد من خلال البحث الميداني، وأن بعض المباني الحكومية تستخدم المخارج كمستودعات مما يعيق مهام الإخلاء.
ووفقاً لتقريرٍ أعدته الزميلة خديجة مريشد ونشرته "الاقتصادية"، قال فرحان العنزي وهو باحث بيئي وأحد الباحثين المعدين للدراسة إن هذا الخلل في المدارس يحدث كثيراً، مشدداً على ضرورة التدريب على خطط الإخلاء، وخاصة في مدارس البنات التي تزيد فيها نسب حدوث الحرائق.
وأكد العنزي خلال البحث الذي ظهرت نتائجه عام 2010 وخضعت له 48 مدرسة ابتدائية في مبان مستأجرة وحكومية، أن بعض طفايات الحريق تحتاج إلى صيانة دورية، في حين يحتاج كثير من الأشخاص المعنيين من الطاقم الإداري إلى التدريب على عمليات الإطفاء المبدئي لحين وصول فرق التدخل من الدفاع المدني مشيراً إلى أن بعض المباني المستأجرة مفعّل فيها نظام الإنذار بكفاءة كون ملاكها ملتزمين بذلك في تجديد العقد السنوي، لكن في المقابل تحتاج المباني الحكومية إلى التأكد من خراطيم المياه التالفة بسبب العبث بها كونها في الساحات الخارجية مما يعيق عمليات الإطفاء.
وأكد العنزي أنه لا يقتصر على أن الأسلاك والتوصيلات الكهربائية تشكل خطراً كبيراً على الطلاب من منطلق وجودها بنسب عالية في المباني الحكومية والمستأجرة مما يهيئ بيئة مناسبة للالتماس الكهربائي وللحرائق، فاستخدام الأجهزة ذات الجهد العالي معاً قد يتسبّب في عواقب وخيمة، مشيراً الى أن ذلك ما تمت ملاحظته فعلا في إحدى المدارس التي توصل أجهزة الكمبيوتر والمدفأة في منفذ واحد للكهرباء، وقال: "هنا يأتي دور التوعية بالسلامة في استخدام الأجهزة الكهربائية للطلاب والمعلمين على حد سواء".
وقارنت الدراسة بين المدارس الحكومية ذات المباني المستأجرة والحكومية، وأوصت بأن تكون المدرسة الابتدائية من دور واحد كمباني "أرامكو" للتقليل من احتمالية السقوط ومخاطر التدافع على السلالم والتحكم في عدد الطلاب في كل فصل لتسهيل عمليات الإخلاء، إضافة إلى التقليل من تأثيرات العوامل البيئية الأخرى كمعدلات الإزعاج والتهوية المناسبة.