[frame="12 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفاتبح البركه الثمانية
يتعرض ابن آدم لمآسي كثيرة ومصائب عديدة
في التجارة والمال والأولاد والعمر.
إبتلاء من الله لعباده، وهي بمثابة رسائل الهية
من رب العزة للناس جميعاً،
فيتسائل الإنسان كيف خسرت مالي الذي عملتُ له سنوات هكذا
دون سبب. وكيف أصرفُ مالي هكذا دون أن أشعر به وفيما
أنفقته، وكيف أصبح أولادي بهذا السوء بعدما علمتهم وتعبتُ
في تربيتهم، وذهب كل ذلك هباءً منثوراً أين البركةَ في مالي وعيالي !!
كل إمرء منا يسأل الله البركة له في المال والأهل والصديق والعزيز
ولما كانت مفاتيح مباركة النعم والمال والولد بيد الإنسان، وهو المخير
في الدنيا بالطريق الذي يسلكه إبتغاء مرضات الله. كان لابد له أن يعلم تلك
الحقيقة حول البركة وكيف أن الإنسان بأفعاله وأعماله يمحق نعمته وبها ايضاً
يبارك الله في نعمته.
فهناك مفاتيح سخرها الله تعالي لبني آدم حتى يأخذ بأسبابها والتي
تُحلُ البركة في الرزق والمال والولد، مهما تعرض الإنسان لإبتلاءات
ستضل تلك المفاتيح هي المخرج والسبيل البركة في المال والنعمة والولد.
وأول تلك المفاتيح
تقوى الله عز وجل ، ومخافته في السر والعلن ، وإقامة ما فرضه الله من طاعات
والإمتثال لأوامره والإنتهاء عن ما نهاه وأن يتصف بصفات المؤمن الذي لا يشوبه في إيمانه شائبه
فالمؤمن التقي يجعل الله له من كل همٍ فرجاً ومن كلُ ضيقٍ مخرجاً
ويرزقه من حيث لا يحتسب. آلا نكتفي بهذا المفتاح الذي بأيدينا كي تحل علينا البركة!
المفتاح الثاني
الدعاء والإلتجاءُ إلى الله
فالدعاء هو العبادة و الدعاء هو مخ العبادةُ أو كما قال الرسول صلى الله عيه وسلم
ففي الدعاء تقربٌ إلى الله واستشعارٌ بعضمة الخالق الذي لا يرد عبده إن أصابته كربةً او دينٌ
أو همٌ إلا وقضي بالدعاء الذي يكون نابعاً من القلب يقيناً وثقةً بالله عز وجل.
قفد دخل النبي صلى الله عليه وسلم مسجده يوماً فنظر فإذا بأحد أصحابه وحيداً في ساعة لا يُجلس فيها في المسجد -
وهو أرحم بنا من أمهاتنا وأبرُّ بنا من أنفسنا - فسأله ما الذي أجلسك يا أبا امامة ؟ ما الذي أجلسك في هذه الساعة ؟
فقال : يا رسول الله هموم أصابتني وديون ركبتني .. أصابني الهم وغلبني الدين - الذي هو هم الليل وذل النهار -
فقال له رسولنا الكريم، اسمع بارك الله فيك إذا خرجت الكلمات من قلب صادق وقرعت أبواب السماء . قضى الله الحوائج وفتح أبواب البركات .
صلوات ربي وسلامه عليه ما ترك باب خيرٍ إلاَّ ودلنا عليه ، و لا سبيل هدى ورشد إلا وأرشدنا إليه فجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته ..
إذ قال له : ( ألا أدلك على كلمات إذا قلتهن أذهب عنك همك وقضى دينك ).
قال: بلى يا رسول الله ، قال : فقل إذا أصبحت وإذا أمسيت :
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين ومن قهر الرجال ).
تخيلوا إخوتي في الله كيف اننا نملك مفتاح الدعاء إلى الله ولا نقيم له وزنا، ألا يكفي أن يسألنا الله الدعاء فيستجيب لنا !
حيث قال قل ادعوني أستجب لكم
المفتاح الثالث
صلة الرحم والأقارب، حيث فيها مودة ورحمة بين الناس، وهي مدعاة للتكافل والترابط الإجتماعي
الذي يكفل للمجتمع المودة والرحمة ويزيح الضغينة والكراهية والقطيعه . ومن هنا يأتي حديث النبي صلى الله عليه وسلم
في إشارة واضحة حول أهمية صلة الرحم حتى تعم البركة ،
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحب منكم أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره وأن يزاد له في عمره فليصل رحمه )..
فلنعمل على صلة الرحم نشراً للمودة والطمأنينة بين افراد المجتمع
ونكالاً بالضغينة والقطيعة فهنا مفتاحٌ اخر للبركةِ بأيدينا وقد غفلناه !
المفتاح الرابع
الصدقات أخوة الإيمان، فالصدقة تبسط الرزق وتحلُ البركة فيه، ليس مهماً بكم تصدقت
يكفي أنك شعرت بأن في مالك حق للمسكين والمحروم ، و ما نقص مال من صدقةٍ
ومن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن فرَّج كربة مكروب فرَّج الله كربته في الدنيا والآخرة )..
فلنرحم عباد الله ليرحمنا رب السماء والأرض والله يرحم من عباده الرحماء
وما من يوم نصبح إلا وفيه ملكان ينزلان يقول أحدهم : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً !!
ألا يكفي دعاء الملكين حافزاً لهؤلاء الذين يملكون من الخيرات مالا يمكن حسابه، والتي غصت بها الحسابات في البنوك
فالغني تحت اختبار عام ، فإذا لم ينظر للفقيربعين الرأفة والمسؤولية تجاهه فسيمحقُ رزقه آجلاً أم عاجلاً وتذهب البركة من رزقه وماله وعمره
فهل سيثنينا شيئ عن التصدقِ بعد اليوم !!
المفتاح الخامس
هو العمل والكسب الطيب، إذ لا بد أن يكون ملبسنا ومشربنا من الحلال، بحيث لا يكون فيه ريبةٌ أو شك
فالمال العام حرامٌ علينا ومال الرشاوى حرام والمال الذي يأتي كن بيع الخمور والعمل معهم حرام
اللذي نتقاضاه ونحن متكاسلون نؤجل عمل اليوم فيه للغد، فالإخلاص في العمل والمثابرة
وإتقانه من أسباب حلول البركة في الرزق والمال.
بعد تلك المفاتيح التي بأيدينا هل هناك ما يمنع أن تحل البركة في الرزق والمال والبنون !!
نفعنا وإياكم لما فيه الخير لنا و للمجتمع والبلد
بارك الله فيكم
م/ن
[/frame]