سرطان حدوة الحصان
تخيل معي كيف سيكون شعورك عندما تتعامل مع شيء على أنه خيال قرأته في قصة أو شاهدته في فيلم خيال علمي أو حتى فيلم كارتون، ثم تفاجأ أن هذا الخيال حقيقة موجودة في أرض الواقع!!
هذا ما حدث معي عندما شاهدت سرطان حدوة الحصان لأول مرة في حياتي وأنا في السابعة من عمري في مسلسل كرتون بوكيمون حين كان يُعرف هذا الكائن في المسلسل باسم كابوتو.
كنت أظن أن هذا الكائن الغريب من وحي خيال مؤلف المسلسل، لكني فوجئت بعدها بسنوات عندما شاهدت برنامجاً وثائقياً على قناة الجزيرة الوثائقية أو ناشونال جيوجرافيك (لا أتذكر بالضبط) لأبهر أيّما إبهار عندما شاهدت هذا الكائن على الحقيقة
ولكن لم تكتمل فرحتي بمشاهدة هذا الكائن الذي كنت أظنه مجرد خيال لأنه سيصبح كذلك بالفعل!! .. فذكر البرنامج الوثائقي أن هذا الكائن على وشك الانقراض بسبب كثرة اصطياده للحصول على عقار منه!!
فهيا بنا نتعرف على هذا الكائن المدهش الذي يعرف باسم (Horseshoe Crabs)، والذي قد ينضم يوماً لقائمة الحيوانات التي تسبب الإنسان في فنائها
سرطان حدوة الحصان يعتبر من مفصليات الأرجل التي تعيش في المياه الضحلة وينتشر على الشواطئ للتزاوج ووضع البيض وهو شبيه بالقشريات إلا أنه ينتمي إلى شعبة منفصلة تعرف باسم (Chelicerata).
ويعتبر سرطان حدوة الحصان من الحفريات الحية وهي الكائنات التي يوجد لها حفريات لكنها لا زالت على قيد الحياة، وقد عثر على حفريات له ترجع إلى 450 مليون سنة مضت ولم يحدث لهذا السرطان أي تغيير ملحوظ خلال الـ250 مليون سنة الماضية ،وهذه صورة لحفرية لسرطان حدوة الحصان تعود إلى العصر الجوراسي أي قبل حوالي 150 مليون سنة مضت.
يوجد حوالي أربعة أنواع من سرطان حدوة الحصان وهي:
(Mangrove Horseshoe Crab) ويعيش هذا النوع في جنوب شرق آسيا عند سواحل اليابان وتايلاند.
(Atlantic horseshoe crab) يتواجد هذا النوع على طول سواحل المحيط الأطلنطي خصوصاً الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية وسواحل خليج المكسيك.
(Tachypleus gigas ) ويتواجد هذا النوع في جنوب شرق آسيا.
(Tachypleus tridentatus) وأخيراً هذا النوع الذي يتواجد على سواحل شرق آسيا.
ويتكون جسم سرطان حدوة الحصان من خمسة أزواج من الأرجل للأكل والسباحة ويتكون جسمه من غطاء عظمي قوي ،ويتنفس باستخدام الخياشيم .
يتغذى سرطان حدوة الحصان على الديدان والرخويات والأسماك الصغيرة والقشريات والتي يقوم بالبحث عنها في قاع المحيط.
حجم إناث هذا السرطان أكبر من الذكور وقد يصل حجمها إلى 60 سم وخلال موسم التزاوج تقوم الإناث بوضع البيض المخصب في حفر رملية على الشواطئ ، وقد تضع ما بين 60 ألف إلى 120 ألف بيضة في المرة الواحدة ويفقس البيض خلال إسبوعين ، ولكن في هذه الفترة يكون هذا البيض وجبة شهية للطيور الجائعة.
ورغم هذا الكم الكبير من أجيال هذا الكائن إلا أن كثير من البيض يؤكل بفعل الطيور ، والبعض الآخر يستخدمه الإنسان كطعم في أمريكا لاصطياد الثعابيين، وجزء كبير من أجيال هذا السرطان يصطاده الصيادون لبيعه وهذا لأن هناك بعض الناس يقومون بأكل هذا الكائن
وجزء آخر يأخذه العلماء لدراسته في مختبرات علمية للحصول على مادة مقاومة للبكتيريا يفرزها جسمه لأن هذا الكائن قد وهبه الله تعالى إمكانية عدم تأثره بالجروح وعدم حدوث أي إلتهابات له عند حدوث أي جرح له، وهذا بفعل مادة رغوية تفرزها أنسجته وهي تقوم بالإحاطة بالبكتيريا عند أماكن الجروح لتقوم بمنعها من الإقتراب من الجرح أو دخول الجسم (فسبحان الله العظيم).