القاهرة – أمينة خيري
الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٢
إحتفلت مصر والعالم أمس بحدث علمي تاريخي يتكرر مرتين سنوياً، وهو تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في معبد «أبو سمبل» والذي يتزامن وذكرى ميلاده. وحضر الاحتفال نحو 1300 سائح من جنسيات مختلفة، إضافة إلى محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد وعدد من المسؤولين.
وكعادتها، احتفلت «غوغل» بالحدث التاريخي بطريقتها «الغوغلية» الخاصة، بتخصيص شعارها للمعبد الشهير والشمس تشرق عليه لتصل إلى وجه تمثال رمسيس الثاني الجالس إلى جوار تمثالي آمون ورع حور، بينما لا تصل إلى تمثال بتاح، إله العالم السفلي، لأنه – وفق المعتقد الفرعوني - لا بد أن يبقى في الظلام.
معروف أن المعبد شُيِّد بالنحت في الصخر بين عامي 1279 و1213 قبل الميلاد، بتكليف من الملك رمسيس الثاني. ويقع المعبد على بعد 275 كيلومتراً جنوب أسوان.
واتبعت في بنائه قواعد فلكية بالغة التقدم تجعل الشمس تتعامد على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني مرتين سنوياً، الأولى في مناسبة ميلاده في يوم 22 شباط (فبراير)، والثانية في مناسبة تتويجه ملكاً يوم 22 تشرين الأول (أكتوبر)، والتي تتزامن وبدء موسم الحصاد عند المصريين القدماء.
وتوصل المصريون القدماء إلى أن الشمس تمر على كل نقطة في أثناء شروقها وغروبها مرتين، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعاً لبعد كل نقطة من نقطة الشرق تماماً. وتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني أتى نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة في مسار شروق الشمس تبعد من نقطتي مسارها زمناً مقداره أربعة أشهر لتتوافق وهذين اليومين من كل سنة، ثم نحتوا المعبد بحيث يكون إتجاه المسار الذي تدخل منها الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة. وجعلوا هذه الفتحة ضيقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس في يوم وسقطت على وجه التمثال، فإنها في اليوم التالي تنحرف انحرافاً صغيراً قدره ربع درجة، وبهذا تسقط الأشعة في اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال.
إلا أنه تم تقطيع المعبد ونقله لإنقاذه من الغرق في مياه بحيرة السد العالي بدعم من منظمة «يونسكو» في بداية ستينات القرن العشرين، حيث إنتقل من موقعه القديم إلى موقعه الحالي، وأصبحت الظاهرة تتكرر يومي 22 تشرين الأول (أكتوبر) و22 شباط (فبراير)، لتغير خطوط العرض والطول بعد النقل. وظهر هذه السنة المعبد الشهير كـ «دودل» على خلفية تحمل اسم «غوغل»، و «دودل» هو تقليد تتبعه «غوغل» برسم شعارهاعلى هيئة رسوم مبتكرة يتم إدخالها احتفاءً بشخصيات أو أحداث أو مناسبات.