[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
الصوت العالي سم آحر من السموم
لم يعد من الصعب ملاحظة انتشار اجهزة الوسائط المتعددة
و تشغيل الموسيقى فى ايادى الشباب و الكبار ,
خاصة بعد التطورات التكنولوجية المتزايدة التى جعلت اسعارها فى متناول الكثير .
لكن المؤسف فى الامر انه مع كل جهاز يزيد تزداد امكانية اصابة أحد الافراد
بمشاكل دائمة فى السمع نتيجة الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس
و وضعها فى مستويات صوت مرتفعة جدا .
ان الاستماع لأصوات تزيد على 85 ديسيبل (وحدة قياس شدة الصوت ) لمدة ساعة
عن طريق سماعات الاذن قادر على احداث ضرر غير قابل للرجوع فى السمع ,
و تكمن المشكلة هنا ان الاصوات التى تصدرها السماعات فى المستويات العليا
قادرة على ان تتجاوز حتى حدود الـ85 ديسيبل وصولا الى 104 ديسيبل
تصب مباشرة فى الاذن لتحدث اضرار "مدوية" .
وهناك الكثير من الأشخاص من عمر 18 الى 30 سنة يضعون السماعات فى مستويات
صوت مرتفعة لدرجة خطرة , و هم لا يدركون كم المخاطر التى يعرضون انفسهم لها .
مما دفع بعض المنظمات لأصدار نداءات للشركات المصنعة للسماعات
بوضع تحذيرات بخطورة الاستخدام الخاطئ و الصوت المرتفع المبالغ فيه .
و سعياً منا لتوضيح اضرار الصوت العالى سوف ننطلق معا فى جولة
لتوضيح الالية العضوية لحدوث هذا الضرر:
من البداية يدخل الصوت من الاذن الخارجية التى تستقبله و توصله الى طبلة الاذن
حيث تحوله الى اهتزازات تنتقل عبر عظيمات ( تصغير عظمة ) ثلاثة فى الاذن الوسطى
حتى تصل الاهتزازات الى الوسط السائل فى الاذن الداخلية .
و داخل الاذن الداخلية تبدأ رحلة استقبال اهتزازات الوسط السائل عن طريق خلايا شعيرية
مبطنة للأذن الداخلية , حيث ان الموجات الاهتزازية تقوم بتحريك الخلايا الشعيرية
( على شكل شعيرات دقيقة ) ,
و هذه الحركة للشعيرات المتصلة بأعصاب مخية يتم نقلها عن طريق هذه الاعصاب
الى المخ فى صورة اشارات كهربية يترجمها المخ الى اصوات .
و هنا تظهر اهمية الشعيرات الدقيقة المبطنة للأذن الداخلية ,
و التى تتأثر بفعل الموجات الاهتزازية القوية المنقولة اليها فى حالة الاصوات العالية
بدرجة مبالغ فيها , حيث تقوم هذه الموجات العنيفة بتحويل الشعيرات الى الوضع المائل
بدلا من الوضع المنتصب القادر على استقبال الموجات و ترجمتها .
و رغم ان الشعيرات تستعيد وضعها الطبيعى
لكن مع تكرار تعرضها لهذه الموجات العنيفة يحدث ضرر دائم فى الشعيرات المستقبلة
للموجات الاهتزازية الصوتية , حيث يحدث فيها ما يشبه الكسر الذى لا يمكن اصلاحه
لأن هذه الخلايا الشعيرية من النوع الغير قابل للتجديد ,
و من هنا يحدث الفقدان الدائم لجزء من القدرة السمعية تدريجيا وصولا الى الفقدان الكامل للسمع .
علامات الانذار :
عندما تكون معرض لمستويات مرتفعة من الاصوات لابد انك لاحظت حدوث فقدان جزئى و مؤقت لقدرتك على السمع , و ربما لاحظت ايضا صوت الصفير الذى يرن فى اذنك لفترة بعدها
كلما جلست فى مكان هادئ ,
هذه الاعراض تدل على ان جهازك السمعى قد تعرض لهجوم شرس من الاصوات العالية
و لكنه يحاول علاج نفسه و نحاول الشعيرات فى الاذن الداخلية استعادة وضعها الطبيعى .
لكن ينبغى عليك الحذر لأن اصرارك على تعريض اذنك لهذه المستويات المرتفعة من الاصوات
يرشحك بشدة لأن تفقد سمعك بشكل دائم تدريجياً .
هناك دائما حلول :
رغم كل ما سبق و رغم ان اغلبنا سوف يتعرض لقلق مما جاء فى الجزء السابق من المقال ,
لكن لابد ان يلوح أمل و يقدم العلم بعض الحلول لهذه المشكلة تعتمد بشكل اساسى على الوقاية .
القاعدة الأولى :
عندما يستطيع الجالس بقربك سماع الموسيقى التى تضعها فى سماعة اذنك ,
هذا يعنى ان الصوت عالى جدا , اكثر مما يفترض باذنك تحمله .
القاعدة الثانية :
أعطى نفسك فاصل , تحتاج على الاقل لخمسة دقائق فاصل و راحة لأذنيك بعد كل ساعة
من وضع السماعات , لتسمح لجهازك السمعى بأستعادة توازنه .
القاعدة الثالثة :
نوع السماعة يصنع فرق , حيث تقوم بعض أنواع السماعات بمنع وصول الضوضاء الخارجية
للأذن اثناء وضعها , مما يساعد على الاستماع الى الصوت فى اقل مستوى ممكن
دون ان تعوقه الضوضاء المحيطة .
القاعدة الرابعة :
لا تزيد عن 4.5 ساعات فى اطول الحالات ,
حيث أن حدود الاستماع الامن لجهاز اى بود بـ 4.6 ساعة بمستوى صوت لا يتعدى 70 %
فى وجود السماعات القياسية المتوافرة مع الجهاز .
الحلول التكنولوجية :
سعياً من الشركات المتخصصة فى مجال الصوتيات لأيجاد حلول لحماية المستخدمين -
لتأكدها ان مجتمع من الطرشان لن يشترى منتجاتها لأنه ببساطة لن يسمعها -
قامت بعض الشركات المنتجة لأجهزة الـ mp3 بتطوير امكانية الحد من الضوضاء
عن طريق برنامج يلفت انتباه المستخدم عندما يتجاوز الحدود الامنة فى ارتفاع مستوى الصوت
او طول الفترة الزمنية .
و قد قامت شركة أبل بتطوير هذه التقنية بزرع جهاز صغير داخل اجهزة اى بود
قادر على قياس مستوى الضوضاء و تعديل مستوى الصوت لتجنب الضرر السمعى قدر الامكان .
فى النهاية , تذكر ان التكنولوجيا صنعت لرفاهيتنا و جعل حياتنا أفضل ,
لذا لا داعى لأفساد هذا بالافراط فى الاستماع الى مستويات صوت مرتفعة أو قضاء وقت طويل معها .
ببساطة , اخفض مستوى الصوت الى مستويات هادئة و خذ فواصل , و استمتع بنعمة السمع السليم .
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]