آخر دعاء للمبتعث عبد الله القاضي يؤكد أنه قتل "مغدورًا"
"شاب طموح يتطلع لإحداث فارق في المستقبل"، هكذا عرّف المبتعث السعودي عبد الله القاضي نفسه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ولم يكن يعلم أن الموت في انتظاره، ولن يمهله حتى يرى المستقبل.
فقد رصدت "عاجل" آخر تغريدات المبتعث السعودي المفقود في لوس أنجلوس عبد الله عبد اللطيف القاضي على تويتر، قُبيل اختفائه، ثم العثور عليه مقتولا يوم الخميس الماضي.
"اللهم أسعدني أكثر مما تألمت.. وأرحني أكثر مما تعبت.. ولا تخيب آمالي فأنت حسبي ونعم الوكيل"، كانت تلك التغريدة هي آخر ما كتبه "القاضي" قبل اختفائه في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية، وهي التغريدة التي كتبها يوم الاثنين (15 سبتمبر 2014)، قبل انقطاع الاتصال به الأربعاء (17 سبتمبر 2014).
وسبقها بتغريدة يوم 25 أغسطس قال فيها إنه عاد إلى لوس أنجلوس، ووضع بجانبها أيقونة على شكل قلب، في إشارة إلى مشاعر خاصة جميلة يُكنّها لهذه المدينة، ولم يكن يعلم أن أيامًا معدودة تفصل بينه وبين الموت في المدينة ذاتها، وأن شرطة مدينة لوس أنجلوس هي التي ستبحث عنه بعد فقدانه لمدة شهر، وستعثر عليه مقتولا في صحراء بالم ديسرت على بعد 240 كيلومترًا من منزله.
وتؤكد هاتان التغريدتان أن المبتعث قُتل غدرًا، وتم الفتك به دون سابق إنذار، فحياته كانت تسير بشكل طبيعي، كما أنه لم يكتب تغريدات تنم عن وجود أي خلافات له مع آخرين، أو صراعات يعيشها في لوس أنجلوس أو خارجها.
وأوحت كلماته أنه يعيش حياة هادئة، خالية من التوتر، ولا يهتم سوى بدراسته وتطوير ذاته، ولم تنم أي من تلك الكلمات على أنه كان يتوقع هذا المصير المأساوي المفاجئ، ما يعني أن قاتل "القاضي" الذي أنهى حياته غدرًا، فاجأه بهذه الفعلة دون مقدمات.
وخلال شهر رمضان الماضي، كتب عبد الله أكثر من دعاء خلال الشهر الفضيل، منها: "على عتبات الخِتام جملوا عثراتكم وسُدوا منافذ الخلل ليغفر لكم الله ما مضى وليكن الختامُ مسكا اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا"، و"يا رب كلما رفع أبي وأمي يدهم لك ابسط لهم كنوزك وأسعدهم وأطل عمرهم فلا حياة لي بعدهم"، وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة، حيث قضى عبد الله قبل والديه، ولن تكون له حياة بعدهما.