يوم عمل في رمضان
لا أعلم كيف وصلت إلى العمل فقد كنت أقود سيارتي وأنا نائم ! منذ وصولي إلى المكتب شاهدت عيون نصف مغلقة, لا تسمع حديثا والسبب أن الحديث يتطلب مجهودا والمجهود يؤدي إلى العطش حتى التحية تكون بنحريك الحاجبين إلى فوق مع تغيير بسيط في تعابير الوجه.
يواجه المدراء في العمل صعوبة في التعامل مع موظفيهم فعندما يطلب منهم انجاز عمل ما ولا ينجزونه بالشكل الصحيح أو يتأخرون في تأديته فإنهم يبتسمون لهم رغم الشرار الذي تراه في أعينهم من الغضب ويشكرونهم على ما قاموا به, ولو حدث ذلك في غير رمضان فالوضع سيكون مختلفا ولا أستطيع أن أكتب لكم ما سيقوله المدير لأنني أكتب هذا المقال وأنا صائم !!
في رمضان لا تحتاج الى تعليق لوحات ( ممنوع التدخين ) في المكاتب والممرات فالأجواء نظيفة نقية والمدخنين استبدلوا السيجارة بالسواك ورغم اعتقادي أن هذا الاستبدال هو استبدال جزئي ينتهي مع سماع آذان المغرب آلا أن الامتناع عن التدخين في رمضان يعطي المدخنين انطباعا أن باستطاعتهم الإقلاع عن التدخين نهائيا بتحلّيهم بالعزيمة والإرادة.
بالرغم من غياب أحد الموظفين عن العمل إلا أن بقية الموظفين لم يتكلموا فيه وقد اعتدنا في غير رمضان أن من يغيب عن العمل تكون سيرته هي الموضوع الرئيسي لبقية الموظفين. وهذه فرصة أيضا لمن اعتاد على الغيبة بأن بفكر أن من استطاع حفظ لسانه في رمضان قادر على أن يصون لسانه في غيره.
ليس هناك شخص في العمل نحسده في رمضان أكثر منه ورغم أن جميع الموظفين يرون وظيفته هي الأقل مرتبة ولا أحد يوافق على أن يحل محله إلا انه في رمضان يتغير الوضع فكل الموظفين يريدون أن يعملوا قهوجيين فهو أقل من يبذل مجهودا في رمضان هذا في حالة حضوره إلى العمل !!
انتهى الدوام ولا أعلم كيف وصلت إلى المنزل وهذه المرة ليس بسبب قيادتي وأنا نائم ولكن لأني أقود سيارتي في وسط حلبة لسباقات الفور مولا ون رغم أن آذان المغرب بقي له ساعتان, ومع اقتراب وقت الأذان تزداد سرعة السيارات وخطورة القيادة مع تمنياتي للجميع بقيادة آمنه.
سلطان العبدالرحمن
sultanabdulrahman@hotmail.com
من الإيميل