اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > :: المنتدى العام ::
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-2003, 11:37 PM   رقم المشاركة : 1
المحب العاشق
مشرف سابق
الملف الشخصي






 
الحالة
المحب العاشق غير متواجد حالياً

 


 

المخاطر النفسية من إرتداء الأقنعة الإنترنتية ( خطير جدا ) ؟ موضوع مفيد لازم تشوفه .

بسم الله الرحمن الرحيم



في ظل تلك التغيرات الجذرية التي تجتاح حياتنا بسبب الاتصالات وثورتها، والمعلومات وكثافة طرق تدفقها.

أصبحت الأمة الإسلامية تعيش في محنة حقيقية ؛ و ذلك لأننا نتعامل مع أداة جديدة لم ندرك أبعاد تأثيراتها بعد، وأصبح من الأمانة والنصح لهذه الأمة أن تتواصى فيما بينها بسبل جلب منافعها وطرق استثمارها في الخير، وكذلك بأساليب مواجهة أضرارها، وعدم التورط في فخاخها، وهي كثيرة.

هذا النصح والتناصح أراه فرض عين على كل من مارس هذه الخبرة الجديدة غير المسبوقة بالنسبة له، ولا مسبوقة بالنسبة للبشر، وأجزم أن كل من له بالإنترنت صلة معقولة فستكون له بالتأكيد تجارب يرويها، ودروس يرشدنا إليها، ولا أذيع سرًّا إن قلت أن علاقتي شخصيًّا بهذه الشبكة تكشف لي كل يوم شيئًا جديدًا يتعلق بنفسي أو بمن حولي، وأن لدي في هذا حكايات ونظرات، وأيضًا آلامًا وخبرات قد أجد يومًا فرصة مناسبة لروايتها، وحتى هذا اليوم دعوني أنقل لكم بعض النظرات التي أرجو أن تكون صحيحة بتوفيق من الله تبارك و تعالى

أولا : الألعاب النفسية و الأقنعة الإنتر نتية



على هذه الشبكة يعيش كثير من الناس روايات درامية كاذبة ذات فصول و مشاهد
وفي الشبكة وحجراتها وأوديتها ملايين الروايات بل بلايين القصص والحكايات، وكما يضع المهرجون على وجوههم الأصباغ والألوان، وكما يرتدي آخرون أقنعة وأزياء تنكرية، نفعل نحن وراء حجاب الشبكة الذي يجعلنا نتخفف من القيود الاجتماعية، والمسافات النفسية في العالم الواقعي ونقترب ممن نحادث، نقترب منه جدًّا، حتى نكاد نتلامس، ورغم البعد المكاني في الواقع يحدث نوع من القرب والحميمية حتى نكاد نسمع أحياناً صوت الأنفاس أو نشعر بدقات القلوب، أو رعشة الرموش، والمشاعر تكون مرهفة أكثر فنبكي من القلب بحرقة وحرية؛ "لأننا وحدنا" دون رقيب أو محيط جماعي يضبط، وقد نضحك مقهقهين، وقد نشعر بخليط من الأنس أو الشجن أو الحنين، إذا تواصلنا، وأمام الشاشة تتفجر براكين مشاعرنا التي أصبحت جامدة في عالم الواقع، ونتزلزل أحياناً تحت وقع الكلمات التي نراها مكتوبة أمامنا تحمل نبضاً صادقاً أو حتى وهمًا كاذبًا، ونعبث –وهكذا نحن- حين نغفل أو نتغافل عن أنها أداة شديدة النفاذ تخترق كل الحواجز لتصيب القلب والعقل والروح، وكاذب من يقول إنه دخل التجربة ولم يتأثر أو إنها كانت عادية، أو إنها كانت مثل أي اتصال آخر بالهاتف أو ما شابه.

ويمكن أن أسترسل في الوصف، ولكنني أخشى الإملال، ولذلك أقول لك إننا نلعب على الشبكة ألعابًا مختلفة سواء ندري بها أو لا ندري، وظهر لي منها:

لعبة الكذب: وهي أسهل الألعاب على الإطلاق، وأكثرها بدائية، وغالباً ما نبدأ بها، والغرض الأساسي يكون أن نلفت الأنظار بشيء جذاب، ولذلك نضع صوراً أجمل، ومعلومات مشوقة، أو نخفي تفاصيل مهمة نشعر أنها تخل بالصورة الجذابة التي نحاول أن نرسمها لأنفسنا، وقد يحدث الكذب بوعي، وهذا معروف ويسهل التراجع عنه من قبل صاحبه، أو كشفه من الطرف الآخر بصورة أو أخرى، ولكن الخطر الأكبر يكون في الكذب الذي نمارسه دون وعي في كلمة هنا، أو لفظة هناك، فنكذب في مدح الطرف الآخر بما ليس فيه، أو نغفل التطرق إلى عيب قادح قد يظهر منه، وقد نتغاضى عن أشياء كثيرة لا نتغاضى عنها في التفاعل الحي بين الناس، ويحدث هذا من أجل عيون استمرار التواصل والاتصال الذي يخلق نوعاً من الإدمان والشعور بالاحتياج المستمر لجرعة متجددة من هذا الإكسير السحري، وبدونه -أي هذا الإكسير- وبدون رسالة أو أكثر كل يوم، وبدون الشات –عند البعض– يشعر الإنسان أن شيئاً ما ينقصه.

هل أبالغ إذا قلت إن الأمر يشبه المخدرات التي يشعر متعاطيها أنه يحلق فوق السحاب، ويحتضن النجوم؟!

هل أبالغ إذا قلت إن لهذه الرسائل - إذا كانت قوية ومكتوبة بعناية- فعل المساج أو التدليك للعقل والروح، والتأثير القوي للغاية على المشاعر والمزاج وسائر العمليات النفسية من تفكير ولغة؟!!

ومن أجل هذه اللذات جميعًا نتغافل عن الكذب، وبخاصة غير الواعي منه، والتمثيل يتضمن مسبقًا نوعًا من الاتفاق على الكذب، أو بعضه على الأقل!!

لعبة الصدق الكاذب: وهي أخطر وأعقد من لعبة الكذب، وفيها قد يبدأ الإنسان بالبوح عن نفسه وعن حياته، وعرض آرائه في الشئون المختلفة، وقد يبدأ في الحديث عن عيوبه الجسدية أو النفسية، ولكن يحدث هذا كله بأسلوب مثير للإعجاب، وأحياناً للشفقة، وأحياناً لهما معاً، وخطورة الصدق هنا أنه كذب، ولكنه من طراز فريد وشديد المراوغة، وصعب الكشف والاكتشاف، ففي حين يكون الكذب الواعي بدائيًّا، والكذب غير الواعي خفيًا، فإن الصدق هنا يكون جزئيًّا، وهنا تكمن المفارقة، كيف يحدث هذا؟!! دعوني أحاول الشرح:

إن لدى كل إنسان آليات نفسية دفاعية تحميه من أن يتعرى فيكشف نفسه أمام الآخرين بعوراته ونقائصه، وحين يختار الإنسان أن يقيم علاقة مستخدمًا الأداة العنكبوتية فهو يدرك مسبقًا أن الطرف الأخر لن يعرف عنه إلا ما يوفره هو له من معلومات عن نفسه.

ولعبة الصدق تتضمن إغفال أو تهميش التفاصيل غير المستحبة في مقابل إبراز التفاصيل المثيرة للإعجاب أو الرثاء أو الشهوة أحيانًا، ويتضمن الصدق الكاذب هنا نوعًا من إعادة ترتيب الأفكار والأحداث أو النظر إليها على نحو يبرز تميز الذات، ولو بتوجيه بعض النقد الخفيف أو غير الحقيقي لها بديلاً عن ذكر العورات الحقيقية، والثغرات الأكبر والأهم.

وكذب هذا النوع من الصدق يتمثل في إعادة ترتيب المفردات الواقعية، وإعطائها من الألوان والظلال ما يجعلها إجمالاً أبهى بكثير من الحقيقة، رغم ما قد يبدو فيها من مساحات ضعف أو انتقاد للذات أحياناً، لأنه ضعف و انتقاد محسوب بعناية لإسباغ البراءة على ملامح الأبطال في تلك الرواية الإليكترونية العجيبة، وبدلاً من التلاعب بالضوء والظل، واللون والزوايا في الصورة الفوتوغرافية فإن رسم الصورة نفسها بالريشة والأصباغ، أو الكلمات والتعبيرات يجعلها زاهية وباهرة، وأكثر تأثيراً في النفس، وأكثر بعدا عن الحقيقة.

لعبة التقمص: وهي مختلفة عما سبق، وغير منفصلة عنه في الوقت ذاته؛ لأن الواحد منا يضع لنفسه مثالاً يريد أن يكونه في المستقبل، أو يعجز أن يكونه في الحاضر، ولكن تقمص هذا المثال ممكن جدًّا في الاتصال الإليكتروني، وفي حالة سابقة على الصفحة حكت أستاذة جامعية أنها تتقمص دور فتاة في العشرينيات، وأن هذا التقمص يشعرها بسعادة شديدة، ونوع من الترويح أو التسرية عن الذات.

والتقمص فيه بعض الكذب طبعًا، ولكنه كذب منهجي محسوب أو مبرمج على مقاس مثال موجود في الذهن فعلاً، وقد تجدين امرأة لديها بعض المواهب في الطبخ أو الكتابة تتقمص دور مديرة الطهاة في أشهر المطاعم، أو تتقمص الأخرى دور الفيلسوفة التي لم تلد مثلها النساء، وتبدأ في التنظير لكل شيء من الإبرة إلى الصاروخ، أو من الجرة إلى المجرة، وهؤلاء جميعاً بدلاً من السعي الحثيث لتحقيق المثال فإنهم يتقمصونه.

والحقيقة أن الحوار الذي يدور على الإنترنت إنما يجري فعلاً بين هذه المحاولات أو الشخصيات المتقمصة منزوعة التشويش والألم والتداخل، منزوعة الكوابح والإعاقات الإنسانية الفعلية؛ فالإنسان المتحفظ، الخجول، غير الاجتماعي، ثقيل الظل، العاجز جنسيًّا أو نفسيًّا عن إقامة علاقة مستمرة وناجحة مع شريك واقعي بكل ما تحمله هذه العلاقة من تكاليف، وما تمليه من واجبات وحقوق، وما يترتب عليها من تبعات، هذا الإنسان يكون عذبًا رقراقًا، وجدولاً صافيًا، وخطيبًا مفوهًا، وشجاعًا لا يهاب ولا يتردد، ولطيفًا حلو المعشر، وسريع النكتة، وعلاوة على ذلك دونجوانًا رقيقًا، وفحلاً قادرًا، وكل ما يتمناه، وكل ما يحلم أن يكونه، ويعجز عن إنجازه في واقعه الفعلي.

والمرأة الفاترة النكدة، حادة الطبع، سريعة الغضب، قليلة البضاعة في الخلقة والخلق تكون حارة وضحوكة، لينة الجانب، ورائعة في كل شيء

والتقمص هو ذروة تبلور مركب الصدق/ الكذب الذي حاولت شرحه لك هنا؛ ففيه من الصدق أنه قد يحتوي على أشياء حقيقية قد تكون موجودة في الشخص، ولكن بقدر أقل بكثير مما يبدو في الصورة التي تظهر، أو المثال الذي يحاوله، وفيه من الكذب أنه ليس الواقع كله، بدرجات تختلف من شخص لأخر، فقد تكون في هذه الأستاذة الجامعية روح شابة تحب التجدد، وربما التمرد، ولا تحصل على فرصة لاستثمار هذه النزعة التي يمكن أن تكون إيجابية، وقد تكون في الأخرى بدايات كتابة جيدة تحتاج إلى رعاية وتطوير، وقد يكون في صاحبنا ثقيل الظل مواهب أخرى فيها بعض الشبه من المثال الذي يطمح إلى أن يكونه، وبدلاً من الصبر على مسار التطوير يتم القفز إلى مساحة التقمص، وبدلاً من العلاقة المركبة بين إنسان وإنسان تجري العلاقة بين كائنات مصنوعة أو مصطنعة كل علاقتها بالبشر أن البعض يتقمصها!!

يتبع ,,,







التوقيع :


للمواصلة عبر الماسنجر
pp959@hotmail.com
أبو مشعل

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2003, 11:39 PM   رقم المشاركة : 2
المحب العاشق
مشرف سابق
الملف الشخصي






 
الحالة
المحب العاشق غير متواجد حالياً

 


 

تابع

لعبة التمويه والخلط: هل يمكن أن نعترف بأننا نكذب أو نتقمص؟!

هل يمكن أن نكشف الأقنعة أو نتعرى حقيقة؟!

هل يمكن أن نعلن عن الكذب الكاذب أو الصدق الكاذب، ونستبدل الصدق الصادق بهذا وذاك؟

وبمعنى أدق هل يمكن أن تعترفي لنفسك أنك كنت معجبةً بهذا الكائن الخرافي رقيق الصوت، حلو الصورة؟!

هل يمكن أن تعترف امرأة مثلك أن تواصلها مع رجل أجنبي عنها فيه من المشاعر المختلطة ما فيه، وفيه من التأثير والتأثر المتبادل ما فيه، وفيه من الشبهات وبالتالي الفتن ما فيه؟!

وهل يمكن أن يعترف كل من يتورط في هذه المغامرة بأنه دخلها مدفوعًا بأحلام ورغبات، وهزائم وإحباطات، وحنين جارف لكلمة إعجاب أو تشجيع، وإنعاش نفسه التي أصابها الركود؟!! هل نعترف أنها مجرد محاولة لمقاومة الرتابة والملل؟!

هل يمكن أن نصارح أنفسنا بأننا لم نعد قادرين على التواصل مع من حولنا في الواقع –لسبب أو لآخر- على النحو الذي يملأ جوانحنا بالأمل والرضا عن النفس وعن الحياة، وأصبحنا نحتاج إلى مدد نلتمسه في هذا المصدر الإليكتروني؟!

إذا كنا شجعانًا وصادقين، أنقياء أتقياء راقبنا الله في كل كلمة قلناها وكتبناها، فهل لدينا الاستعداد لنشر كل هذه الكلمات أو الرسائل المتبادلة، أو نصوص الأحاديث في غرف الشات، أليس "الإثم ما حاك في صدرك، وخشيت أن يطلع عليه الناس"؟!

من منا يستطيع ذلك فهو صادق في دعواه، ومن لا يستطيع أن يواجه برسائله تلك الناس، فكيف يدعي النقاء والتقى؟! وكيف يدعي أنه كتبها لوجه الله ورسوله، وهو يستحي من الناس ولا يستحي من الله، وكيف سيقف بها أمام الله سبحانه، وهو الأعلم به، وهو البصير السميع؟! أحسب أننا في هذه نغتر برحمة الله، وبدلاً من المصارحة أو المواجهة أو الانكشاف أمام الذات، وأمام الطرف الآخر الشرعي نلعب معًا لعبة التمويه فيروي أحدهم عن أسرته، وتحكي تلك عبر الشبكة عن زوجها وحميد خصاله بما لا تذكره أمامه، ولا تشكره عليه، ولعلنا نجد مفردات أكثر في إطار الخلط والتمويه فيضع البعض مهام عاجلة أو متدرجة، وخططًا للتعاون أو المشاركة في خير عام أو خاص، ويحدث كل هذا لإسباغ نوع من المشروعية أو الخيرية على عملية الاتصال فهي تجرى لخير الأمة!! وباسم الله!! وفي إطار الحدود والضوابط!! والاحترام المتبادل!!

ولا داعي للسؤال: كيف هذا؛ لأنه لا داعي للإحراج؟

ولا داعي للتذكير بأنها محض علاقة فردية سرية، وعلاقة المؤمنين والمؤمنات جماعية وعلنية كما سأشرح لاحقًا.

وبدلاً من الوضوح الذي يختصر الطريق، فنقول: إننا أمام طرفين محتاجين بشدة إلى نوع تواصل إنساني، وربما علاج نفساني، ودعم اجتماعي في مواجهة الوحدة أو الافتقار إلى التقدير، أو العجز عن التحقق، أو الفشل في القيام بالواجبات المتوقعة أو المهام الأساسية التي تمليها حقوق النفس والآخرين، بدلاً من هذا نعمد إلى التمويه والخلط بين الذاتي والعام، بين اللائق والزائد عن الحد، بين ما يجوز شرعًا، وبين ما لا يجوز، ونحن نخلط هذا بذاك لتمر الطبخة أو الكذبة التي نكذبها على أنفسنا، فنحن نتلطف مع الشريك الإليكتروني لنحوز إعجابه وننتزع تصفيقه، ونضغط على إفراز غدد السرور عنده فيسعد هو ويسعدنا برد الفعل، ونحن قد نخدمه أحياناً لنظهر أروع ما يمكن، وقد نلومه أو نعاتبه بعذوبة لنصبح أقرب، وقد، وقد...

ونحن هنا مجرد كذبة نتقمص أدوارًا على غير حقيقتنا، ومن آيات كذبنا أننا لسنا كذلك مع الشريك الفعلي، لسنا لطفاء ولا مجاملين، ولا نبذل جهدًا كبيرًا في أن نحوز على إعجابه أو حتى مجرد رضاه، وإذا خدمناه مرة ولم يشكرنا، تبرمنا منه، وسحبنا اعترافنا به محبا وحميمًا، وحين نلومه نجلده، وحين نعاتبه نقصمه، وربما يفعل الشريك الفعلي ما يتبادل به معنا الجفاء بجفاء، وبدلاً من أن نقول هذا له ونتصارح، وبدلاً من أن ندرك الخطر ونتعاون… نخلط ونذهب لنلتمس تمويهًا بأننا نتلطف مع الآخر لندعوه إلى الله، أو نخدمه

لنكسب قلبه للدين، أو نعاتبه نصيحة في الحق، وكله في سبيل الله!! وتحقيقاً لمعاني

الأخوة!! أليس الشريك الفعلي أولى بهذا كله؟!

أليست معاني الدعوة ينبغي أن تدار في العلن؟ وعلاقات الأخوة بين المؤمنين والمؤمنات مشروطة بكونها تجري جماعية ومجتمعية؟

لعبة التمرير: وقد يشعر الطرف الآخر بضعفنا، ويعرف أننا صيد ثمين يمكنه أن يمارس معنا ألعابه جميعًا من صدق وكذب وتقمص وخلط، وقد يشعر كل طرف بضعف الآخر واحتياجه لهذا النوع من العلاقة الإليكترونية، وبدلاً من أن يرحم ضعفه ويبتعد نراه يوغل ويضغط أكثر. المرأة التي تشعر بالوحدة هي صيد سهل مثل الرجل المفتقد للحب أو الاهتمام أو الدعم النفسي، يلتقيان في الفضاء الإليكتروني فيحكي هذا، ويروي ذاك، وبدلاً من أن يكون اللقاء لخير الناس، ووجه الله، يكون العمل كله من أجل إرضاء الطرف الأخر، وحرصًا على استمرار العلاقة وتطورها، ويكون الكلام كله مسددًا إلى قلب الطرف الآخر ومشاعره، إلى عقله وروحه بتركيز فيأسره أو بالأحرى قد يصرعه، فهل هذا هو مقصد الأخوة؟!

والألعاب التي تحدثت عنها وغيرها لا تخفى على الأذكياء، ولكنهم يمررونها ويتغافلون عن تفاصيلها تلك لتستمر الكلمات المتبادلة المليئة بالتشجيع والإعجاب، والأخوة "الزائفة".

وأمام الذات يحدث نفس الشيء؛ فآليات التبرير والتمرير تفعل فعلها في تجاوز الإشارات الحمراء، ولافتات تجاوز السرعة، وتتكفل بإسكات صوت الضمير، أو تجاهل صيحات الواقفين على جانبي الطريق، ولا يسمع الإنسان عندئذ إلا صوت داخله المخمور بلذة التواصل، وحالة النشوة التي يعيشها تحت تأثير المخدر، وطعم الإشباع الكاذب المؤقت البديل عن الواقعي المفتقد، تنقلب أمام عينيه الحقائق، وتصيبه دفاعًا عن تصرفاته نوبة من جنون التبرير، ووهم القدرة والسيطرة فيهتف: "كل شيء تحت التحكم" يظن نفسه يدير التجربة باقتدار، بينما التجربة هي التي تديره فتقلبه وتعيده، وتخفضه وترفعه، وتلعب بمشاعره ومزاجه، وهو لا يرى هذا أو ذاك إنما يشعر بقوة غير عادية، وسيطرة زائدة عن الطبيعي، وهكذا تماماً يفعل الحشيش.

ولا يتسع المجال هنا لأصف ألعابًا أخرى إضافية، مثل: الإنكار والتخفي، والتصعيد، والانقطاع المؤقت، وخداع الذات، وغيرها مما يمكن استنتاج بعضه مما تقدم.

ثانياً: الهروب الكبير



- هل يمكن عزل كل ما تقدم عن اندفاع الأطراف المتورطة في مثل هذه الاتصالات إلى عملية هروب كبيرة من الواقع الذي يبدو لهم مقبضاً وقاحلاً إلى مساحات أخرى أو ملاذات تقدم لهم أملاً يقيهم من الوقوع في الجنون أو الاكتئاب؟!!

- هل يمكن أن يرى الإنسان أمامه وعوداً بالنجاح، والتحقق، والتخلص من فشله الشخصي في هذه الناحية أو تلك، ويتركها ليبقى في واقعه بصدق ومسئولية رغم الآلام؟!

- هل يستطيع المدمن أن يستغني عن المخدر الذي يمنحه النشوة والسعادة، ولو لفترة محدودة، حتى لو كان يعود بعدها هائجًا يصرخ؟!

- هل الأسهل أن نستعيد الشريك الأصلي الحقيقي بكامله لنحصل على إشباع كلي، ولو بدرجة أقل من تلك التي يمنحنا إياها الشريك الإليكتروني بشكل زائف.. جزئي ومؤقت؟!!

- هل من الأسهل أن نستكمل نقص قدراتنا ونفوسنا، ونتعلم مهارات جديدة نقترب بها من واقعنا ومن شركائنا فيه، أم الأسهل أن نعيد تسويق وتذويق بضاعتنا القديمة لزبائن جدد فنحصل منهم على بعض الثناء والحمد؟!!

- هل من الأسهل أن نعترف بجهلنا وقصور معرفتنا بالشبكة وديناميات عملها في نفوسنا، وتأثيرها علينا وعلى حياتنا أم الأسهل أن نظل سادرين في غي ادعاء السيطرة، وخلط ما هو هدف نافع ونبيل بما هو وسيلة ملتبسة وملغومة؟!

- هل الأسهل هو المقاومة بكل ما تحتاجه أم الهروب؟ ونحن نرى الكل يقفز من السفينة الغارقة، ولكننا بدلاً من الهروب إلى البحر مثلهم نقفز إلى الفضاء الإليكتروني؟!!

- هل الأسهل أن ندخل في تحدي ما يواجهنا من مصاعب في سبيل تحقيق غاياتنا التي حددناها لأنفسنا سلفاً أم الأسهل أن ندخل في مغامرة مزدوجة تحقق لنا بعض الانتعاش، وتكون مناسبة للكذب على النفس، ووصفها على غير حقيقتها؟!

-هل نقبل بالتراجع بعد التورط، أم نتوغل أكثر وأكثر في سماء غير واضحة المعالم مدفوعين بالخوف من الوحدة، والرغبة في اقتحام المجهول، والفضول لكشف خريطة الألغام في هذا الفضاء الإليكتروني، مغترين بأن أحدها لم ينفجر فينا بعد؟!!!

- هل نحن مستعدون لوقفة حقيقية مع الذات بصراحة وجسارة لنضع الأمور في نصابها، ونقوم بما ينبغي أن نقوم به تجاه أنفسنا وأحبائنا وشركائنا في الحياة، وتجاه أمتنا، أم أننا نفضل الحصول على حقنة المخدر والحلم الذي هو في حقيقته فردي وخادع؟!!

- هل نحن مستعدون لاتهام أنفسنا ومراجعة المسافة والتفاصيل والمسار الماضي والحاضر لعلاقتنا بالله سبحانه، وبمن لهم حقوق علينا؟!

هل نحن مستعدون للاعتراف بأننا في موقف لا نحسد عليه، وأن التحدي أكبر منا، وأن التغيير المطلوب في أنظمة حياتنا يتجاوز ما نظنه من رسالة نرسلها أو نستقبلها، وأكبر من مجرد الفرجة والدهشة، واللعب بهذه الأداة الجديدة؟!

- هل نحن مستعدون لتفهم أنفسنا وغيرنا حين يتورط أحدنا في ذلك فنأخذ بيديه ولا نعيره أو نجلده، ونعامله بالحسنى على أنه مجتهد أخطأ؟! دون أن يعني هذا تبريرًا لقصور أو تزويرًا لحق؟!

- هل نحن من القوة النفسية بمكان حتى نستوعب أن الألم الحقيقي خير من التحقق الكاذب؟! وأن الفشل ليس بالضرورة مقدمة لمصارع السوء، ولكنه مجرد مرحلة تمر بكل إنسان، وأن الوحدة حالة إنسانية واردة، وأن حلها لا يكون هكذا؟! وبالجملة هل نحن مستعدون لوقف هذه الموجات الهائلة من أكبر هجرة عرفتها الإنسانية من الواقع الفعلي إلى الواقع الافتراضي؟! ومن الوجود الإنساني بمسئولياته ومصاعبه الثقيلة إلى الوجود الإليكتروني الخفيف اللطيف المتخلص من كل شائبة وكدر؟!

- هل نحن مستعدون لتسمية الأشياء بأسمائها بدلاً من الانتحال والتضليل، والكذب على الذات، فنسمي الوحدة وحدة، والغربة غربة، والاحتياج إلى التقدير وغير ذلك كما هو في الحقيقة؟!!

يتبع ,,,







رد مع اقتباس
قديم 03-11-2003, 11:43 PM   رقم المشاركة : 3
المحب العاشق
مشرف سابق
الملف الشخصي






 
الحالة
المحب العاشق غير متواجد حالياً

 


 

تابع

ثالثاً: ملاحظات ختامية وتوصيات عملية

- العلاقة بين المؤمنين والمؤمنات من تواصٍ بالصبر وتواص بالحق، ومن تناصح ودعوة، أو تآزر إنساني أو موالاة لأهل الإيمان ومعاداة لأعدائه إنما تكون في العلانية، وضمن المجال العام الجماعي، ولا يجوز شرعاً أو منطقاً أن تكون غير ذلك، والعلاقة الإليكترونية هي علاقة سرية وشخصية فردية قد تجر إلى أي شيء، ومن يغشاها فلا يلومن إلا نفسه، ولو صلى وصام وزعم أنه مسلم.

- أن من طبيعة الاتصال الإليكتروني أن يتلاعب بالإدراكات والمنطلقات، فقد يبدأ الاتصال بهدف الدعوة، ثم يتطرق الأمر إلى التعارف،ن ثم إلى تبادل المجاملات والتشجيع الشخصي، ثم نوع من الألفة التي تخلق مناخًا مواتيًا ومفتوحًا على كل الاحتمالات، وفي هذا المسار يبدأ الإنسان في إعادة تفسير ذاته والطرف الآخر فيكتشف توافقًا بين الطرفين، ويتدعم هذا التوافق بالاتصال، وقد لا يكون هذا التوافق حقيقيًا أو بالقدر الذي يتخيله، وغالبًا ما يتغافل كل طرف عن التناقضات الموجودة بينهما، ويسود شعار "لم لا"؟! وبخاصة أن كل طرف يتفانى في إدخال السرور على قلب الآخر ليجازيه بالمثل، ولأنه عاجز عن منح السعادة لمن يحبهم أو يحبونه في الواقع!!!

- إن أي بشر معرض بطبيعة خلقته للضعف، واختلال المشاعر، واعتلال الإرادة، وانهيار المقاومة، وبالتالي فإن أي امرأة أو رجل يمكن أن يكونا إحدى ضحايا هذه التجربة، والسلامة لا يعد لها شيء، والعاقل حقاً من اتعظ بغيره، وكلنا معرضون لما أسميته أنت بحق "عمى البصر والبصيرة".. اللهم عافنا...

- إن إهمال الشريك الحقيقي وعدم منحه الثقة بنفسه، أو إعطائه التقدير الكافي، والعواطف المتدفقة المتجددة، وغيرها من دلائل الحب وبديهيات العلاقة بين زوجين، هذا الإهمال يسلم الطرفين غنيمة باردة لهلاوس الواقع الافتراضي، وسراب أمنياته يحسبه الظمآن ماءً، ولو لم يكن ظمأنا لاعتدلت رؤيته، واستطاع التمييز.

وقد يندهش البعض من قولي بأن الإهمال يضر بالطرفين، وأضيف موضحاً أن الإنسان مفطور على تبادل العواطف والاهتمام، وعلى الحب من طرفين، وحين لا يمنح هذا أو يحصل عليه تصيبه حالة من الفقد، ويظل معرضاً لأي سهم طائش يطلقه مجنون أو محروم، أو تمرضه أي جرثومة ضعيفة لأن مناعته أضعف.

إهمال الشريك فتنة للذات وله، ومدخل للانفتاح على حقل الألغام، والإشعار بالفشل أو انتقاد القصور دون التعاون لعلاجه لا يخلق دافعًا إلا للهروب من المواجهة إلى حيث الواحة الكاذبة، وبذلك فإن كل حياتنا الواقعية وبخاصة العائلية تبدو معرضة لنوع رهيب من التحدي على مستوى أن نكون أو لا نكون، فهل ننتبه؟!!

- إذا شعر أحد الشريكين في علاقة الزواج بأنه يعاني من أي مشاعر سلبية مثل الوحدة أو عزوف الشريك، أو خيانته الحقيقية أو المعنوية فلا يكتم هذا في نفسه، ولا يبحث هو الآخر عن بديل ظاناً بذلك أنه إنما يحل المشكلة أو يرد الصفعة، فهو في الحقيقة إنما يصفع نفسه ويخسرها حين يضعها في موضع الإمعة حين يسيء بحجة أن الشريك أساء، وفي حالة وجود هذا المناخ السلبي ينبغي أن يكون الحذر مضاعفًا في الاقتراب من الآخرين أو الدخول في علاقات جديدة، وبخاصة الإليكترونية، وإذا حدث هذا اضطرارًا فليكن في إطار تحديد صارم للعلاقة وأهدافها، وإدارتها في المجال العام العلني كما أسلفنا.

- أرجو ألا يفهم أحد من كلامي هذا أن كل اتصال على الإنترنت هو بالضرورة مدان وشر، أو سيجلب الشر حتمًا، ولكننا نريد أن نتعلم كيف نستثمر خير هذه الشبكة ونفعها –وهو كثير– وكيف نجتنب ألغامها، ومبدئيًا ننصح في أي اتصال أن يكون الهدف محددًا، ونرى أن الشات الأسرع أخطر من تبادل الرسائل الإليكترونية على فترات متباعدة؛ لأن التصعيد ومظنة الانزلاق تكون أقل، والاتصال المؤسسي أفضل من الشخصي بالنسبة لإنجاز الأعمال، والاتصال الجماعي أكثر أمنًا من الفردي في مسألة تدعيم الأواصر، وتبادل الآراء والأفكار حتى يمكننا القول إن الاتصال الجماعي عبر ساحات الحوار أو مجموعات الاهتمام وتبادل الرسائل المعلنة للجميع هي المعادل المكافئ لما نسميه بالمجال العام الذي نرى فيه المحيط المناسب للتفاعل بين الناس، والانطلاق إلى مبادرات الخير، وكلما صار المجال خاصًا لزم التحفظ والاحتراز، والتشدد في الضوابط والإجراءات، والله أعلم

بقلم الدكتور : أحمد عبدالله ( موقع إسلام أون لاين )
بكثير من الزيادة و التعديل و التصريف من قبل [ محمد بن ناصر]

منقوووووووووووووووووووووووووووووووووول







رد مع اقتباس
قديم 04-11-2003, 03:59 AM   رقم المشاركة : 4
احسـ العالم ـاس
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
احسـ العالم ـاس غير متواجد حالياً

 


 

يعطيك العافيه على المجهود

سلمت يدك المحب العاشق







التوقيع :




نصمت أحيانا ليس لضعف فينا..حتى ولو فسره الأخرون ذلك..
..نصمت لأننا نعلم أن الجرح أكبر من كل الكلام الذي يقال..
..نصمت أحيانا لأن خيبتنا كانت أكبر من كل لغات العالم..
..نصمت أحيانا لأن كل شئ إنتهى ولن يعود..

!!فما فائده الحديث لقلوباً صماء لا ترى سوى نفسها فقط..؟..

رد مع اقتباس
قديم 05-11-2003, 12:18 AM   رقم المشاركة : 5
المحب العاشق
مشرف سابق
الملف الشخصي






 
الحالة
المحب العاشق غير متواجد حالياً

 


 

مشكوووور على مرورك

الله يعافيك







رد مع اقتباس
قديم 07-12-2005, 01:30 AM   رقم المشاركة : 6
ابتسـ ألم ـامة
,. مؤسس الرائدية
 
الصورة الرمزية ابتسـ ألم ـامة
الملف الشخصي







 
الحالة
ابتسـ ألم ـامة غير متواجد حالياً

 


 



هــلا وغــلا
أخوي المحب العاشق



نقل قمة بالروعة


وذات أهمية كبيرة



رفع الموضوع لأهميته



أسأل الله أن ينفعنا بما جاء به من درر



أشكرك وجزاك الله الخير


أتمنى أن نراك معنا


قريبا



بانتظارك





دمتم بود




كلمــات مــن ذهــب

ليس المهم أن تكون قلم الحقيقة
المهم أن تكون أنت ذاتك الحقيقة







التوقيع :







تابعونا على ../ فيس بـــوك و تويتــــــــر ..!!
http://www.alraidiah.com/vb/showthread.php?t=116374

رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إختصارات الكيبورد .. ..موضوع مفيد للجميـع .. سامي الشمري :: منتدى الكمبيوتر والبرامج:: 7 28-11-2004 03:20 AM
همسة ٌ في أذنيك واقتراح ٌ بين يديك مفيد لك لازم تطالعه المحب العاشق المنتدى الإسلامي 6 06-11-2003 11:01 PM



الساعة الآن 08:58 PM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت