الحلم صفة من الصفات الحميدة يهبها الله لمن يشاء من عباده ،..
ويكفي صاحبها فخراً أن الله جعل من أسمائه الحسنى الحليم
فهو سبحانه يحلم على عباده ويعفو ويغفر لهم وهو جل جلاله يحث عباده على الحلم بقوله تعالى:
( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين )133 - 134 آل عمران.
قال بعض العلماء: الحلم أرفع من العقل، قيل له: ولِمَ ذلك؟ قال: لأن الله تعالى تسمّى بالحلم،ولم يتسمّ بالعقل.
السفه يأتي ضد الحلم كما عرفه بعض اللغويين وهذا على خلاف راء الفقه والقانون في السفيه
وقيل في السفه : لكل داء دواء يستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها .
فالسفه بلوى كبيرة لابد على صاحبها من الدعاء الحثيث للتخلص منها
فهي لا تتبدل بسهوله فهي تجري مجرى الدم بالوريد اللهم عافنا منها .
ولقد نسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: تعلموا العلم، وتعلّموا للعلم السكينة والحلم
وقال: لا حلم أحب إلى الله من حلم إمام ورقته، ولا جهل ابغض إلى الله من جهل إمام وحدّته
وروي انه احضر بين يديه رجل سكران، فأمر أن يمد ليضرب فشتمه السكران
فرجع عمر عنه فقيل له لم تركته يا أمير المؤمنين، لما شتمك؟ قال: لأنه لما شتمني غضبت
فلو ضربته لكان ذلك لغضبي لنفسي لا لربي
ويروى مثل هذا القول لعلي بن أبي طالب لما أمكنه الله من عمرو بن ودّ، فبصق في وجه علي
وعلي رافع سيفه ليقتله فتركه سيدنا علي فقالوا له لما تركته؟؟ قال: خفت أن يكون قتلي له من اجل
الانتقام لنفسي فيذهب أجري .
نسأل الله أن يعيننا على فعل الصااالحااات .......