( الحَلاج )
قِراءاتي
هي السببُ الرئيسيُّ لمأساتي
هي العمرُ الذي ضيعتهُ بحثاً
عن الذاتِ
هي القيدُ الذي ما انفكَّ
يجرحُ كلَّ خُطْواتي
هي الزنزانة الكبرى للذاتي
قرأتُ لكي أكونَ أنا
فلم أصبحْ سوى شبحٍ لأمواتِ
سوى رجلٍ يقدمُ طِفلَهُ للموتِ
يُلقي نفسهُ في النارِ في حربِ
الثقافاتِ
ويا ويلي من الآتي
إذا زادتْ قِراءاتي
أنا سيارةٌ تغتاظُ من رجل المرورِ
تضيقُ من كبتِ الإشاراتِ
وترفضُ كلَّ مسمارٍ يُوجَّهُ للإطاراتِ
أنا رجلُ الفضاء أتيتُ من أقصى المجراتِ
أرى الأشياء بالمقلوبِ
أسمعُ غيرَ أصواتِ
أنا البركانُ مُرتكبُ الحماقاتِ
محوتُ مدينة الأحلامِ من هول انفجاراتي
ويا ويلي من الآتي
إذا زادتْ قِراءاتي
أناالإيمان في كلِّ العقائد والدياناتِ
على التوحيد إرتكزتْ قناعاتي
عبدتُ الله حباً لا لنارٍأو لجناتِ
ولم أسجدْ لفرعونٍ
ولا قربتُ قُرباناً إلى اللاتِ
ولكن من عديمي الفهم لم أسلمْ
فقد أفتوا بتكفيري
وتطليقي من امرأتي
وقد نادوا بتقديمي لمحكمة الجناياتِ
بحُجَّةِأنني أجرمتُ لمَّاقلتُ حلَّ اللهُ في ذاتي
وما قلت الذي قالوا
ولكن من تطرفهم أساؤوا فَهْمَ كِلْماتي
ويا ويلي من الآتي
إذا زادتْ كِتاباتي
شعر : عبدالقوي محمد رسَّام