القطع المغناطيسية أحدث وسيلة لتنظيف الدم
الوقت الذي كان ينصح فيه الأطباء بإتباع بعض الطرق العلاجية التي يعتقد
أنها تمكن من إنتقاء مخاطر الإصابة بمسببات الأمراض التي قد تنتقل للدم،
إلا أننا لا نتمكن من الاستفادة بأي منها بأي حال من الأحوال نظرًا لعدم
فاعليتها من الناحية الطبية بالشكل الكافي. وهو ما دفع بالباحثين والأطباء
حول العالم للتنقيب عن طرق أقوى وأكثر فاعلية، وهو ما تحقق لهم بالفعل،
حيث إكتشفت مجموعة من الباحثين الأميركيين أخيرًا أنه قد بات من الممكن
الآن الاستعانة بقطع مغناطيسية صغيرة للغاية في تنظيف الدم من مسببات
الأمراض، ومن ثم حماية الجسم من نوع عدوى التعفن التي تقتل أكثر من 200
ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة، وبخاصة حديثي الولادة المبتسرين
وهؤلاء الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
ونظرًا
لعدم فاعلية الطرق العلاجية الحالية، تمكن باحثون من برنامج البيولوجيا
الوعائية بمستشفى الأطفال التابعة لجامعة بوسطن الأميركية من خلال دراستهم
التي أجروها هناك، من الكشف عن أن القطع المغناطيسية بإمكانها أن تساعد في
تخليص الدم من مسببات الأمراض. وأشاروا إلى أن هذا الجهاز الجديد الذي قام
بتطويره تشونغ وينغ يانغ في معمل الباحث دون إنغبر، نجح في تخليص الدم
الملوث مما يزيد عن 80 % من الفطريات في ممر واحد، وهو الإجراء العلاجي
الذي أصبح صالحًا بالنسبة إلى التطبيقات السريرية.
وأشار
الباحثون إلى أن الخطوة الأولى في تلك العملية تتم عن طريق سحب عينة من دم
الشخص المريض، وتضاف إليه حبات مغناطيسية صغيرة مغلفة بأجسام مضادة لبعض
أنواع المسببات المرضية ( مثل فطر المبيضات البيض ). ثم يدار الدم من خلال
نظام يجري فيه سائلين جنبًا إلى جنب دون أن يمتزجا، غير أن احدهما يحتوي
على الدم، والآخر عبارة عن تركيبة سائلة مالحة. وبعد ذلك، ترتبط الحبات
بمسببات الأمراض، ثم تقوم احدى القطع المغناطيسية بعد ذلك بسحبهم (جنبًا
إلى جنب مع العوامل المسببة للأمراض ) في التركيبة السائلة، التي يتم
التخلص منها في نهاية المطاف، بينما تتم إعادة الدم النظيف مرة أخرى إلى
جسم الشخص المريض.
وذكر
بيان صحافي صادر عن المستشفى أن يانغ وإنغبر قدرا أن النظام المحصن بمئات
القنوات يمكنه أن ينظف دم أحد الأطفال الصغار في غضون ساعات عدة. وأضاف
إنغبر: "يقدم هذا الجهاز الدقيق المنظف للدم سلاحًا فعّالاً جديدًا في
محاربة مسببات الأمراض لدى الرضع والبالغين المصابين بعفن، حيث يعمل هذا
الجهاز بشكل مبسط عن طريق إزالة مصدر العدوى ومن ثم تعزيز مدى استجابة
المريض للأجسام المضادة الموجودة