كي لاتحزن حزناً كاملاً . .
عملاً بتلك النصيحة ، قرّرت أن أُقلع عن دندنة أغنية أم كلثوم " الحبّ كُلّو حبّيتو فيك . . الحبّ كلّو "
فبعد جردة للعمر كُلّو ، يبدو الحبّ كُلّو على مدى العمر كلّو لشخص واحد كثير عليه . ففي الأمر خسارة فادحة ، إن أنت أعطيته قلبك كاملاً ، ووقتك كاملاً ، وحاضرك وغدك ، ثمّ خسرت الكلّ بخسارته .
أن تذهب " بكلّك " إلى الحبّ ،لا يقلّ سذاجةً عن ذهابك إلى البحر ، على لوح خشبيّ للتزلّج على الأمواج العاتية ، مُعتقداً أنّ شيئاً منك سيعود سالماً بعد العاصفة . ذلك أنّ البحر لن يأخذك بالتقسيط !
غالباً ما يُعطي الحبّ أكثر، لمن وهب الأقل . ضحايا الحبّ ، يشقون بكرمهم العاطفي ، وسخاءٍ مرضيّ لا شفاء منه . ذلك أنّ الحبّ يتآمر على العشّاق ، بجعلهم في حالة جوع دائم إلى المزيد . فحتى" الكلّ " أقلّ مما يقبل به عاشق يصبو إلى الانصهار مع من يحبّ. وفي ذلك الحلم المستحيل يكمن هلاك العشّاق .
فبعد الانصهار . . يأتي زمن الإنفصال و الانشطار! ويكتشف الصادقون والسذّج حينها ، أنّ في تلك القسمة غير العادلة ، من أحبّ الأكثر يجد نفسه قد خسر الكلّ . . لا نصفه الآخر فحسب !
# أحلام مستغانمي