التمرير في كرة القدم ..... بداية بزوغ اللاعب الحقيقة للنجومية ؟
مقدمة :
يقول خبراء كرة القدم أن التمرير المتبادل هو الذي يحدد طابع اللعب والواقع ان التمرير المتبادل هو أكثر العناصر تأثيراً على هذا الطابع. وانه العنصر الاساسي في تقدم الفريق نحو مرمى الفريق الأخر . وان الكيفية التي يستخدم بها التمرير المتبادل هي التي تحدد طابع المباراة.
بعض الفريق طابعها استخدام التمريرات القصيرة , ونادراً ماتزيد التمريرة على 15 متراً , والبعض الاخر يفضل التمريرات من 20 الى 30 متراً , بينما يفضل بعض اللاعبين في المجر مثلا التمريرات العكسية الطويلة , ويعتمد البعض الاخر مثل الانجليز على التمرير الطويل والامامي.
وسنناقش فيما يل يأنواع التمرير المناسبة من الناحية التكتيكية مع ملاحظة أن هناك عدة عوامل تؤخد في الاعتبار عند تقرير نوع التمرير الأفضل . من هذه العوامل مساحة الملعب , والطريقة التي ياخذ بها مدافعو الفريق الاخر اماكنهم والموقف بالنسبة للفريقين.
وعندما يكون الملعب طويلاً نسبياً , تفضل التمريرات الطويلة الامامية . اما اذا كان عرض الملعب واسعا نسبياً , فان المهاجمين يمكنهم بالتمريرات العرضية ان يفرقوا المدافعين على عرض الملعب كله.
وعندما يستخدم الدفاع المقابل رقابة رجل لرجل المشددة دون مرونة , توجد دائماً تثغرة ينفذ منها المهاجم ليتلقى تمريرة أمامية طويلة . مع ملاحظة الا يستخدم هذا النوع من التمرير امام المرمى في حالة دفاع المنطقة وتأخر المدافعين لان هذا يسهل وصول الكرة للمدافعين.
وعندما يكون الفريق الاخر قد قام بسلسلة متتالية من الهجمات , يكون التمرير السريع الطويل أجدى من التقدم بالكرة بإستخدام التمريرات القصيرة المتبادلة , التي تعطي الوقت للمدافعين للتقهقر وأخذ الاماكن المناسبة.
- المبادئ الأساسية للتمرير :
من المستحسن التنويع في التمرير منعاً للتكرار.
بعض الفرق أو اللاعبين يستخدمون نوعاً واحداً من التمرير في مختلف المواقف والظروف . وهؤلاء يكونون عادة ممكن يعتمود على التمرير القصير أو الطويل في بناء هجماتهم . وهذا خطأ محض لانهم لايضعون في اعتبارهم الظروف الواقعية للمباراة.
مثال ذلك : استخدام التمريرات القصيرة بدلاً من الطويلة , عندما يكون الملعب أطول من العادة والعكس صحيح لايجعل من الصعب على الدفاع المقابل ان يكتشف الخطة المستخدمة . وبهذا يتمكن من مواجهة هذا التكرار في الاقتراب من المرمى , وتشتيت الهجمات بسهولة . إن تكرار النوع والواحد من التمرير يمكن مدافعي الفريق الاخر من مواجهة كل حركة مقدماً , فتنجح جهودهم في أغلب الاحوال.
ويجب ان يكون هناك دائما في خطط الهجوم شيء حجيج غير متوقع . التمريرات يجب ان تتنوع او تتغير , حتى لايستطيع الدفاع المقابل ان يستعد لها بأخذ الأماكن المناسبة . انهم يتعرضون للخطأ في التصرف والحركة اذا لم يجدوا الوقت الكافي . والتنويع والتمرير يضطرهم الى ان يكونوا في حركة استعداد دائمة . وبالتالي يدركم الاجهاد في وقت اقل نسبياً فيتعرضون للخطأ .
والهجمات أن تتحول من احد جانبي الملعب الى الجانب الاخر , ومن الخطأ التركيز على الهجوم من ناحية واحدة مرة بعد أخرى . ويستحسن ان تتغير المنطقة التي يتبادل فيها المهاجمون التمرير كلما أمكن ذلك , لاشراك قسم جديد من الدفاع المقابل.
ويمكن أيضا ان تزيد خطورة التمرير بتغيير طول التمريرات , بان تتبع كل تمريرتين قصيرتين أو ثلاث بتمريرة واحدة طويلة.
وارتفاع التمريرة عنصر هام آخر يمكن أن يكون ان يكون له أثره الفعال امام نوع خاص من المدافعين , مثال ذلك التمريرة المنخفضة او العرضية التي يرسلها الجناح للخلف , قد تكون لها خطورتها , لكن الدفاع يصبح معتاداً عليها ويستعد لافسادها اذا ارسلت الكرة عالية في منطقة المرمى . وهذا التغير تكون له فائدته اذا كان المدافعون قصار القامة.
- فن التمرير:
عند ارسال التمريرات القصيرة , يستخدم اذا أمكن داخل القدم او مقدمة الجبهة عند ضرب الكرة بالرأس . ان هذا يساعد على دقة التمرير وعلى تسهيل استقبال الكرة.
وعند التمرير الطويل , يستحسن استخدام كل ظاهر القدم (الوش) وليس جانب القدم , ويمكن بذا التمرير بدقة لمسافة 3 الى 35 متراً (لاعبوا انجلترا يميليون الى هذا النوع , ويمتاز لعبهم بطابع التمريرات بعيدة المدى ) . وللتسديد البعيد بظاهر القدم عيب أو اثنان . من ذلك أن تركيبة هيكل قد لايمكن اللاعب من اخفاء الاتجاه الذي سيرسل إليه الكرة فلا يفاجىء الفريق الآخر بها.
ولتمرير الأكثر بعدا , يستخدم اللاعبون عادة جانب القدم , أو خارج (ظاهر القدم ) . أن هذا يعطي قدراً مرضياً من الدقة والتنويع في التمرير . ولايحتاج اللاعب فيه من الناحية العملية الى أخذ وضع معين قبل التسديد . ويمكنه أن يرسل الكرة كما يريد : منخفضة او عالية . قصيرة او طويلة . مستقيمة او مقوسه , العيب الوحيد لهذه الطريقة من الناحية التكتيكية , انها تكشف عن القدم التي سيرسلها اللاعب الكرة , وانها تحتاج لبعض الوقت لتغيير القدم التي تضرب بها الكرة , اذا اقتصى هذا الامر التغيير.
ويمكن ان ترسل الكرة بالرأس مسافات بعيدة اذا ضربت الجبهة من الوسط , بشرط ان تكون سرعة الكرة القادمة في اتجاه اللاعب معقولة , وان تضرب الكرة بقوة والا كان الافضل التمرير الطويل باستخدام جانبي الجبهة.
- كيفية التمرير:
ماهي الامور التي يجب الاهتمام بها قبل التمرير وأثناءه :
يجب قبل كل شيء الاقتناع تماما عند التمرير بضرورة اخفاء نية اللاعب , فلا ينظر او يتحرك نحو الاتجاه الذي يريد ارسال الكرة اليه . والتمويل يساعد في ذلك . فاذا كان ساعد الهجوم الهجوم الايسر مثلا ينوي التمرير للجناح الايسر , يمكنه ان يتجه بالكرة نحو وسط الملعب قبل ان يرسل الكرة للجناح , فيبعث عند المدافعين الاعتقاد بانه سيلعب الكرة في الوسط , ويصبح الجناح غير مراقب عندما ترسل اليه التمريرة السريعة , ويمكن للاعب قبل التمرير ان يموه بتغيير بتغيير وضع جسمه وهو ياخذ مكانه ليمرر , كان يبدي أنه سيلعب الكرة الى اليسار بالجزء الداخلي من ظاهر القدم , وفي اللحظة الاخيرة يسحبها داخل قدمه في الاتجاه المضاد . او العكس بالعكس , ويمكن أيضا أن يموه اللاعب كأنه سيمرر ثم يتقدم بالكرة للامام في اتجاه الأصل.
وهناك أيضا عدة حركات للتمويه بالكرة يمكن استخدامها مثال هذ ذلك أن يبدي اللاعب انه سيسدد الكرة بقوة , ثم يرسل تمريرة قصيرة بين المدافعين الذين قد يكونون غيروا اوضاع أجسامهم لمواجهة الكرة القوية او ان يجري المهاجم بالكرة نحو زيل قرب خط التماس , ثم يبدي انه سيرسل اليه تمريرة قصيرة لكنه يلف على قدمه الثابتة ويرسل الى خط التماس البعيد.
ويتوقف الاتجاه الذي ترسل اليه التمريرة في اغلب الاحوال الى الموقف التكتيكي للفريقين , ومع هذا فان هناك مبدأ او اثنين أساسيين يجب مراعتهما في سبيل السلامة . يجب الحرص كل الحرص في التمرير عندما يكون الفريق يتحول من الدفاع الى الهجوم , خاصة حين يبدأ الفريق هجومه من امام مرماه .
وعندما تكون الكرة مع احد المدافعين في خط الوسط ويريد أن يمررها قصيرة , ويجب عليه الا يلعبها الى الجهة التي جاءت منها , بل يلعبها الى الجهة العكسية , وان لم يكن هذا حتماً عند التمرير بعيد المدى.
ويكون الامر اكبر صعوبة للاعب القريب من احد جانبي الملعب الظهير مثلا اذا اراد ان يمرر الكرة قصيرة , يجب ان يلعبها قريبة من خط التماس . اما عند التمرير الطويل فيجب ان يلعب الكرة عالية ليتفادى قطعها.
والتمرير يجب ان يتم في اقصر وقت ممكن . وهذا يأتي بتقليل وقت الاعداد للتمرير وبالدقة في ارسال الكرة الى المكان المناسب. والاصل ان الافضل في التمريرات ان تكون سريعة ومنخفضة , الا اذا كانت من أسباب تكتيكة خاصة . ان التمريرة اذا لم تكن بالسرعة الكافية تعطي المدافعين الوقت لاخذ اماكنهم وقطع الكرة.
واللاعب الكفء يجب ان يكون ملماً بقدرات زملائه وكفاءتهم وان يضعها في اعتباره قبل التمرير , فاذا كان اللاعب الذي سترسل اليه الكرة يتمتع بالمهارة الفنية يمكن حين تكون المسافة صغيرة تمرر له كرة سريعة نسبياً.
وعندما يكون اللاعب يجيد التسديد المباشر , يجب ان ترسل اليه التمريرة على القدم التي يفضلها حتى يسهل عليه التسديد ويجب تفادي التمرير اللولبي او المقوس بدون داعي , لان توقيف الكرات او تسديدها مباشرة يكون أصعب . ويجب ان ترسل التمريرة بحيث يمكن للزميل ان يتحكم في الكرة او يمشي بها أو يمررها ويسددها دون جاحة لان يغير وقع تحركاته.
وعندما يكون المزيل يتحرك يجب ان ترسل الكرة الى الاتجاه الذي يجري فيه حتى لايضطر الى تغيير اتجاهه.
ويجب على اللاعب الذي معه الكرة أن يضع في اعتباره قبل التمرير المجهود الذي يمكن للاعبين الاخرين بذله .مثال ذلك أن يكون الجناح الايسر قد جرى (مشوارين ) او ثلاثة متتالية ورغم انه في أحسن مكان مناسب للتمرير اليه , الا انه قد يكون من الافضل تمريرها للاعب غيره , حتى يأخذ الجناح الوقت ليسترد انفاسه .نفس الآمر ينطبق على الظهير أو ساعد الدفاع.اذا كان حدهما مرهقاً بعد جهد عنيف بذله , ترسل التمريرة الى غيره اذا امكن , لبدء الهجمة المرتدة . ان هذا يسمح للاعبين المجهدين ببعض الراحة ليواصلوا بعدها مجهودهم.
ويتحدد الاتجاه الذي ترسل اليه التمريرة بالمكان الذي يقف فيه لاعب الفريق الآخر خلف اللاعب الذي ينتظر إرسال الكرة اليه . فاذا كان المدافع بعيداً عن المهاجم , ولاخوف من انقضاضه لقطع الكرة , ترسل التمريرة هادئة ليسهل على المهاجم استقبالها . اما اذا كان المدافع قريباً فترسل التمريرة سريعة .
والناحية التي يقف فيها المدافع بالنسبة للمهاجم يجب وضعها أيضاً في عين الاعتبار , فترسل الكرة نحو القدم البعيدة عن المدافع ليصعب عليه قطعها. كما ان الدقة في التمرير تساعد الزميل في توجيه نفسه.
أن التمريرة يمكن أن تجعله يعرف انه لايوجد لاعب من الفريق الآخر في الجانب الذي ستصل اليه الكرة , والكرات السريعة المنخفضة تنجح تماماً مع المدافع بطيء الكرة , ويستحسن ان ترسل التمريرة بحيث يضطر المدافع ان يدور . وان هذا سبب اضافي لاستخدام التمريرات الطويلة .
واللاعبون الممتازون يمكن ان يمرروا الكرة الى الجانب الاضعف للمدافع , ويكون عادة جانب القدم الثابة , نظراً لصعوبة استخدام القدم التي يرتكز علينا نقل الجسم , فاذا مرت الكرة امام هذه القدم الثقيلة يجد اللاعب نفسه غير قادر على قطعها , لان عليه اولا ان ينقل ثقل الجسم الى الساق الاخرى . وهذا يأخذ وقتاً إلى جانب الوقت اللازم لمد القدم الاخرى امام الجسم.
وتنوع التمريرة يتأثر بالطقس. التمريرات الأرضية يجب استخدامها حينما تكون الريح قوية , كما ان على الفريق الذي تؤازره الريح الا يلعب الكرة بقوة.
وطبيعة أرضية الملعب عامل آخر يؤثر على تنفيذ التمريرات . ونود ان نوضح قبل ان ندخل في أي تفصيل ان التمريرات يجب أن ترسل في توقيت دقيق . وقد سبق ان ذكرنا ان الكرة يجب ان ترسل أمام الزميل وفي الاتجاه الذي يتحرك اليه . لكن هذا صحيح على الارض الثابتة المستوية . اما عندما تكون منزلقه فتتبع طريقة اخرى, لان الكرة في هذه الحالة تنط بزاوية حادة , وقد تنحرف او تنزلق على الارض , الى جانب الصعوبة التي لاقيها اللاعب ليحتفظ بتوازنه او ليتحرك بسرعة او ليقف او يغير اتجاهه . لهذا ترسل الكرة و في هذه الحالة بحيث تصل الى قدم الزميل مباشرة , وخاصة بالنسبة للتمريرات العرضية الطويلة. ان الكرة التي ترسل امام المهاجم بنصف متر او متر يصعب عليه جمعها على الارض المنزلقه , ونكون معرضة لتجاوز حدود الملعب . كذلك اذا ارسلت الكرة خلفه بقدمين , لن يتمكن من الابطاء , فتمر من خلفه دون ان يلحق بها.
وتكرر ان التمريرات بعرض الملعب هي وحدها التي يجب استخدامها عندما تكون الارض منزلقه , مع ارسالها الى قدم الزميل او رأسه قدر الامكان , ان نسبة الخطأ في التمريرات الطويلة قليلة . والكرة بعد انزلاقها تتحرك عادة في نفس اتجاه اللاعب , ولهذا يمكنه امتلاكها اذا زاد من سرعته.
والاراضي الهشة او غير المستوية لها أيضاً اثرها على التمرير . ان احداُ لايمكن أن يتاكد من الاتجاه الذي تأخذه الكرة على الارض غير المستوية .
لهذا يحسن أن يلجأ اللاعبون عند التمرير الى الكرات العالية , بحيث تهبط أمام قدم الزميل مباشرة.