بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إخواني وأحبابي.. دعونا من هذا كله...................!
وهلموا وأقبلوا على سيرة حبيبكم وإمامكم وقدوتكم رسول الله صلى الله عليه وسلم..
============================
هل تعلمون ماذا كان يعمل صلى الله عليه وسلم ؟
============================
أولاً رددوا في أنفسكم هذه الكلمات بصدق وإخلاص:
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا..
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه..
اللهم ارزقنا التواضع والخضوع والقبول لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، وجنبنا الاستكبار والأنفة والعلو على الحق الذي فيها..
اللهم آمين..
إخواني:
جاء في أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل، صحيح البخاري، عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نَقَضَه .
دعونا نقف مع هذا الحديث العظيم، الذي قد يسمعه البعض لأول مرة، ولا يعلم أنها سنة منسية، بسبب غربة هذا الدين.. دعونا نتأمله ونستخرج منه بعض الفوائد:
الفائدة الأولى:
النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع التصاليب (أشكال الصلبان) أين ؟؟ سؤال مهم!
الجواب: في بيته الشريف، وهل يعقل أن يوجد في بيت إمام الموحدين صلى الله عليه وسلم رموزاً للشرك -كرموز النصارى- وجدت قصداً ؟ و صلباناً صنعت عمداً ؟ ..
قطعاً لا، وحاشاه صلى الله عليه وسلم..
إذاً يستفاد هنا: أن هذه ليست صلباناً مقصودة، ومع ذلك كان يعمد إليها صلى الله عليه وسلم بالتغيير والنقض.
الفائدة الثانية:
كلمة (تصاليب) توحي لنا بأن هذه الأشكال تشكلت عرضاً، ودون قصد، كأنها عيدان تصالبت مع بعضها..
ومع ذلك لم يتركها عليه السلام كونها أشكال عشوائية غير مقصودة.
الفائدة الثالثة:
وهي تؤكد ما سبق: قولها رضي الله عنها: (شيئاً فيه تصاليب) أي أن هذا الشيء الذي تشكل كالصليب قد لا يكون صليباً مستقلاً بل جزء من قطعة أثاث أو ثوب ونحو ذلك.
وهذا غاية في تتبع التصاليب.
الفائدة الرابعة:
وصف عائشة لفعله صلى الله عليه وسلم بصيغة الاستثناء بعد النفي (لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نَقَضَه) (لم يكن إلا) يفيد الحصر، أي أن هذا فعله حصراً، أي أنه لا يقوم بغير هذا الأمر، فلم يكن ينقضها مرة ويتركها مرة.
أحبابي:
بعد الحديث العظيم الذي يسمو بنا عالياً إلى مقام الاقتداء بإمام الموحدين صلى الله عليه وسلم.. نعود إلى الحديث حول واقعنا المعاصر..
قد يقول بعض الإخوة: وماذا نفعل بآلاف (التصاليب) بل الصلبان المنتشرة في أسواقنا والمنتجات والسلع ؟
نقول أن الجواب من جهتين:
1. في الأمور الشرعية: الواقع ليس دليلاً، بل الدليل الكتاب والسنة، ولا نستدل بالواقع على الدين.
فالله عز وجل أرسل نبيه صلى الله عليه وسلم بالدين لتغيير الواقع، لا أن يتغير الدين لأجل هذا الواقع. خاصة وأن واقعنا المعاصر مؤسف للغاية، ولسنا في زمن عزة للإسلام، بل زمن تخلف وانحطاط وغربة، فيتأكد في هذا الزمن الحرص على التمسك بالكتاب والسنة لكثرة المخالفات الموجودة.
2. أن صعوبة القضاء على كل أشكال الصلبان، لا يعني ترك هذه السنة العظيمة، بل يقتضي التغيير قدر المستطاع..
ومن المؤسف أن نجد من بعض الإخوة السخرية بدلاً من التشجيع لهؤلاء الفضلاء الذين قاموا بتغيير المنكر حسب المستطاع.
أخيراً: قد تختلف الأراء حول شكل ما، في مكان ما، وقد اطلعت على صورة الصليب المشار إليه فوجدته فعلاً قد وضع بطريقة لا ينتبه لها، خصوصاً إن صح أن العامل نصراني فلا يمنع أن يكون قاصداً لذلك.. وعموماً قصد ذلك ام لم يقصد فالسنة نقض التصاليب على أي حال.
الخلاصة/ نقض التصاليب سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي أمرنا جميعاً باتباعه (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فوجب علينا جميعاً الإيمان بهذه السنة، فإذا قيل آمنوا قلنا (سمعنا وأطعنا) لا أن نسخر ونستهزئ ونقوم مقام القائل (أنؤمن كما آمن السفهاء)
أسأل الله أن يحببني وإياكم إلى السنة، وأن يرزقنا اتباعها، والعمل بها، والدعوة إليها، والصبر على الأذى فيها
وتقبلوا تحية محبكم..