و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي )(البخاري ومسلم)
قدم على رسول الله بسبي . فإذا امرأة من السبي ، تبتغي
إذا وجدت صبيا في السبي ، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته . فقال لنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ " قلنا :
لا . والله ! وهي تقدر على أن لا تطرحه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لله أرحم بعباده من هذه بولدها" (البخاري و مسلم)
وقد كان رسول الله نموذجًا رائعًا للرحمة
: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء]
و ديننا حض المؤمنين على التحلي بالرحمة
فعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء الرحم
شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله ) (رواه الترمذي)
و عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: ( ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم ) (رواه أحمد)
والذي يتخلق بهذا الخلق لا يخسر أبدا لأنه هو أول من ينتفع به في الدنيا والآخرة
يقول:" أهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط متصدق موفق
ورجل رحيم رفيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال " (رواه مسلم)
و قد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلظة والقسوة، وعدَّ الذي لا يرحم الآخرين شقيا
فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلا من شَقِي)[أبو داود والترمذي]
وقال : (لا يرحم اللهُ من لا يرحم الناس) [متفق عليه].
وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت النار من أجل قسوتها
وغلظتها مع قطة، فيقول صلى الله عليه وسلم: (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها
فلم تطعمها، ولم تدعْها تأكل من خشاش الأرض) [متفق عليه]