للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 277
" اعرفوا أنسابكم , تصلوا أرحامكم , فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت , وإن كانت قريبة , ولا بعد بها إذا وصلت , وإن كانت بعيدة " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 498 :
أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 2757 ) : حدثنا إسحاق بن سعيد قال : حدثني أبي قال : " كنت عند # ابن عباس # , فأتاه رجل فسأله : من أنت ? قال : فمت له برحم بعيدة فألان له القول , فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
وأخرجه الحاكم ( 4 / 161 ) والسمعاني في " الأنساب " ( 1 / 7 ) من طريق الطيالسي به .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي .
وأقول : إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن الطيالسي لم يحتج به البخاري وإنما روى له تعليقاً .
والحديث أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 73 ) : حدثنا أحمد ابن يعقوب قال : أخبرنا إسحاق بن سعيد بن عمرو به موقوفاً على ابن عباس دون قصة الرجل وزاد : " وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها , تشهد له بصلة إن كان وصلها , وعليه بقطيعة إن كان قطعها " .
وهذا سند على شرط البخاري في " صحيحه " , ولكنه موقوف , بيد أن من رفعه ثقة حجة وهو الإمام الطيالسي , وزيادة الثقة مقبولة .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 278
" خصلتان لا تجتمعان في منافق : حسن سمت , ولا فقه في الدين " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 499 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 114 ) : حدثنا أبو كريب حدثنا خلف بن أيوب العامري عن عوف عن ابن سيرين عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
وقال : " هذا حديث غريب , ولا نعرف هذا الحديث من حديث عوف إلا من حديث هذا الشيخ خلف ابن أيوب العامري , ولم أر أحداً يروي عنه غير أبي كريب محمد بن العلاء , ولا أدري كيف هو ? " .
قلت : ومن هذا الوجه أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 153 ) وأبو بكر ابن لال في " أحاديث أبي عمران الفراء " ( ق 1 / 2 ) والهروي في " ذم الكلام " ( 1 / 14 / 2 ) وقال : " قال الجارودي : تفرد به أبو كريب " .
قلت : هو ثقة من رجال الشيخين , وإنما العلة في شيخه خلف , فقد جهله الترمذي كما عرفت , وروى عنه غير أبي كريب جماعة , مثل الإمام أحمد وأبي معمر القطيعي ومحمد بن مقاتل المروزي , فليس بمجهول , وروى العقيلي عن ابن معين أنه قال فيه : " بلخي ضعيف " . ثم قال العقيلي عقب حديثه هذا : " ليس له أصل من حديث عوف , وإنما يروى هذا عن أنس , بإسناد لا يثبت " .
وقال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 370 - 371 ) : " وسألت أبي عنه ? فقال : يروى عنه " .
وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال : " كان مرجئاً غالياً , استحب مجانبة حديثه لتعصبه وبغضه من ينتحل السنن " .
وقال الخليلي : " صدوق مشهور , كان يوصف بالستر والصلاح , والزهد , وكان فقيهاً على رأي الكوفيين " .
وأورده الذهبي في " الميزان " وقال : " أبو سعيد أحد الفقهاء الأعلام ببلخ " . ثم ذكر بعض ما قيل فيه مما سبق , ثم قال : قلت : كان ذا علم وعمل وتأله , زاره سلطان بلخ , فأعرض عنه " .
وقال في " الضعفاء " : " مفتي بلخ , ضعفه ابن معين " .
ونحوه في " التقريب " للحافظ العسقلاني .
قلت : ولم تطمئن نفسي لجرح هذا الرجل , لأنه جرح غير مفسر , اللهم إلا في كلام ابن حبان , ولكنه صريح في أنه لم يجد فيه ما يجرحه إلا كونه مرجئاً , وهذا لا يصح أن يعتبر جرحاً عند المحققين من أهل الحديث , ولذلك رأينا البخاري يحتج في صحيحه ببعض الخوارج والشيعة والقدرية وغيرهم من أهل الأهواء , لأن العبرة في رواية الحديث إنما هو الثقة والضبط , وكأنه لذلك لم يجزم الحافظ بتضعيف الرجل وإنما اكتفى على حكايته عن ابن معين كما فعل الذهبي , وهذا وإن كان يشعرنا بأنه ينبىء بضعفه إلا أنه ليس كما لو قال فيه " ضعيف " جازماً به .
والذي أراه أن الرجل وسط أو على الأقل مستور , لأن الجرح فيه لم يثبت , كما أنه لم يوثق من موثوق بتوثيقه , وفي قول الخليلي المتقدم ما يؤيد الذي رأيت .
وهو لم يرو شيئاً منكراً , وغاية ما ذكر له العقيلي حديثان .
أحدهما هذا . والآخر حديثه بسنده الصحيح عن أبي هريرة مرفوعاً : " لا عدوى ولا صفر ولا هامة " .
وقال العقيلي فيه : " إسناده مستقيم " .
وأما هذا الحديث فلم يتفرد به البلخي , فقد جاء من طريقين آخرين :
أحدهما : عن أنس . وقد أشار إليه العقيلي نفسه .
والآخر يرويه عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( ق 175 / 1 - كواكب 575 ) : أنبأ معمر عن محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد مرسل صحيح , محمد بن حمزة , هو ابن يوسف بن عبد الله ابن عبد الله بن سلام , روى عن أبيه عن جده عبد الله بن سلام .
قال أبو حاتم : لا بأس به . وذكره ابن حبان في " الثقات " .
وقد رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 24 / 2 ) من طريقين آخرين , عن معمر عن محمد بن حمزة عن عبد الله بن سلام , فجعله من مسند جده عبد الله , فإن صح هذا , ولم يكن في الرواية خطأ , أو في النسخة تحريف , فهو مسند , لكنه منقطع بين محمد بن حمزة وجده عبد الله بن سلام .
وبالجملة فالحديث عندي صحيح بمجموع هذه الطرق , وقد أشار إلى صحته عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام الكبرى " رقم 63 - نسختي بسكوته عنه كما نص عليه في المقدمة . والله أعلم .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 279
" لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتاً يوشونها وشي المراحيل " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 502 :
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 777 ) : حدثنا إبراهيم بن المنذر قال : حدثنا ابن أبي فديك عن عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري في " صحيحه " غير عبد الله بن أبي يحيى , وهو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي وهو ثقة اتفاقاً .
( المراحيل ) فسرها إبراهيم شيخ البخاري بأنها الثياب المخططة . وفي " النهاية " : " المرحل الذي قد نقش فيه تصاوير الرحال , ومنه الحديث : كان يصلي وعليه من هذه المرحلات يعني المروط المرحلة وتجمع على المراحل , ومنه هذا الحديث ... يوشونها وشي المراحل , ويقال لذلك العمل الترحيل " .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 281
" أشد الناس عذاباً يوم القيامة : رجل قتله نبي , أو قتل نبياً , و إمام ضلالة , وممثل من الممثلين " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 507 :
أخرجه أحمد ( 1 / 407 ) : حدثنا عبد الصمد حدثنا أبان حدثنا عاصم عن أبي وائل عن # عبد الله # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد جيد , وعاصم هو ابن بهدلة أبي النجود .
وله طريق أخرى يرويه أبو إسحاق عن الحارث عن ابن مسعود به ولفظه : " ... أو رجل يضل الناس بغير علم , أو مصور يصور التماثيل " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 80 / 2 ) وإليه فقط عزاه الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 181 ) وقال : " وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف " .
قلت : الطريق الأولى سالمة منه , ولعل البزار قد أخرجه منها فقد عزاه إليه عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام الكبرى " ( رقم 142 ) باللفظ الأول دون قوله " وممثل من الممثلين " , وسكت عليه مشيراً إلى صحته عنده كما نص عليه في المقدمة .
وقال المنذري ( 3 / 136 ) : " ورواه البزار بإسناد جيد " .
وله طريق ثالثة يرويها عباد بن كثير عن ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود إلا أنه قال : " وإمام جائر " .
أخرجه الطبراني ( 3 / 81 / 1 ) .
قلت : وهذا سند واه جداً , ليث ضعيف , وعباد بن كثير متروك .
وروى عن ابن عباس نحوه بلفظ : " ... أو قتل أحد والديه , والمصورون , وعالم لم ينتفع بعلمه " .
أخرجه أبو القاسم الهمداني في " الفوائد " ( 1 / 196 / 1 ) عن عبد الرحيم أبي الهيثم عن الأعمش عن الشعبي عن ابن عباس به .
قلت : وهذا سند ضعيف , عبد الرحيم هذا هو ابن حماد الثقفي ,قال العقيلي في " الضعفاء " ( 278 ) : " حدث عن الأعمش مناكير , و ما لا أصل له من حديث الأعمش " .
وقال الحافظ في " اللسان " : " وأشار البيهقي في " الشعب " إلى ضعفه " .
وحديث ابن عباس هذا أورده المناوي في " فيض القدير " شاهداً للحديث المشهور : " أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه " فقال متعقباً على السيوطي بعد أن بين ضعفه : " لكن للحديث أصل أصيل , فقد روى الحاكم في " المستدرك " من حديث ابن عباس مرفوعاً ... " قلت : فذكره , ولم أقف على سنده عند الحاكم الآن لننظر فيه , وغالب الظن أنه من طريق عبد الرحيم المذكور , فإن كان كذلك , فالحديث لا يرتفع به عن درجة الضعف . والله أعلم .
والجملة الأخيرة من الحديث أخرجها البخاري في " صحيحه " ( 4 / 104 ) من طريق مسدود عن عبد الله مرفوعاً بلفظ : " إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون " .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 282
" أربع من السعادة : المرأة الصالحة , والمسكن الواسع , والجار الصالح , والمركب الهنيء . وأربع من الشقاء : الجار السوء , والمرأة السوء , والمسكن الضيق " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 509 :
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1232 ) والخطيب في " التاريخ " ( 12 / 99 ) من طريق الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن # إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط الشيخين .
وأخرجه أحمد ( 1 / 168 ) من طريق محمد بن أبي حميد عن إسماعيل بن محمد ابن سعد به نحوه , دون ذكر " الجار الصالح " و " الجار السوء " .
ومحمد بن أبي حميد هذا , أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال : " ضعفوه " . وقال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " : وأخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 19 / 1 ) و " الأوسط " ( 1 / 163 / 1 ) من طريق إبراهيم بن عثمان عن العباس بن ذريح عن محمد بن سعد به . وقال : " لم يروه عن العباس إلا إبراهيم , وهو أبو شيبة " .
قلت : وهو متروك الحديث كما قال الحافظ .
وقال الحافظ المنذري في الترغيب ( 3 / 68 ) بعد أن ذكره بلفظ أحمد المشار إليه : " رواه أحمد بإسناد صحيح , والطبراني والبزار والحاكم وصححه " .
وقال الهيثمي ( 4 / 272 ) : " رواه أحمد والبزار والطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , ورجال أحمد رجال الصحيح " !
كذا قالا , ومحمد بن أبي حميد الذي في " المسند " لأحمد , مع ضعفه ليس من رجال الصحيح .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 283
" من مات على شيء بعثه الله عليه " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 510 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 313 من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن # جابر # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال : " صحيح الإسناد على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا , وعزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 2 / 296 / 2 ) لأحمد أيضاً وأبي يعلى والضياء في " الأحاديث المختارة " .
ويفسره حديث فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ : " من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة يعني الغزو والحج " أخرجه ابن قتيبة في " غريب الحديث " ( 1 / 129 / 2 ) حدثنيه أبي حدثنيه يزيد عن المقرىء عن حيوة بن شريح عن أبي هانىء أن أبا علي الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد به .
قلت : وهذا إسناد جيد لولا أني لم أعرف يزيد الراوي عن المقري - واسمه عبد الله بن يزيد المقري - ولا وجدت ترجمة لوالد ابن قتيبة واسمه مسلم بن قتيبة سوى ما ذكره الخطيب في ترجمة ابن قتيبة ( 10 / 170 ) : " وقيل : إن أباه مروزي , وأما هو فمولده بغداد " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 511 :
هو من حديث # أبي هريرة # رضي الله عنه , وله عنه طريقان :
الأولى : عن محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه الترمذي ( 1 / 217 - 218 ) وأحمد ( 2 / 250 , 472 ) .
وأخرج الشطر الأول منه أبو داود ( 4682 ) وابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 185 / 1 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 248 ) والحاكم ( 1 / 3 ) وقال : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : وإنما هو حسن فقط , لأن محمد بن عمرو , فيه ضعف يسير , وليس هو على شرط مسلم , فإنه إنما أخرج له متابعة .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : وهو صحيح بطريقه الآتية وهي :
الأخرى : عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي هريرة به .
أخرجه ابن حبان ( 1311 ) .
قلت : ورجاله ثقات غير أن المطلب هذا كثير التدليس كما في " التقريب " وقد عنعنه .
ولشطره الأول طريق ثالث عن أبي هريرة , يرويه محمد بن عجلان عن القعفاع ابن حكيم عن أبي صالح عنه .
أخرجه الدارمي ( 2 / 323 ) وابن أبي شيبة ( 12 / 12 / 1 ) وأحمد ( 2 / 527 ) والطبراني في " مختصر مكارم الأخلاق " ( 1 / 110 / 2 ) والحاكم ( 1 / 3 ) وقال : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : هو حسن أيضاً . فإن ابن عجلان أخرج له مسلم متابعة , وفيه بعض الكلام .
وله طريق رابع مرسل , فقال ابن أبي شيبة ( 12 / 188 / 2 ) : ابن علية عن يونس عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا مرسل صحيح الإسناد .
وللحديث شاهد من رواية عائشة مرفوعاً بلفظ : " إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً , وألطفهم بأهله " .
أخرجه الترمذي ( 2 / 102 ) والحاكم ( 1 / 53 ) وأحمد ( 6 / 47 , 99 ) من طريق أبي قلابة عنها .
وقال الترمذي : " حديث حسن , ولا نعرف لأبي قلابة سماعاً من عائشة " .
وقال الحاكم : " رواته عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين , ولم يخرجاه " .
وتعقبه الذهبي بقوله . " قلت : فيه انقطاع " .
قلت : وقد تنبه لهذا الحاكم في أول كتابه , فإنه قال بعد أن ساق الحديث من رواية أبي هريرة من الطريقين عنه ( 1 / 4 ) : وقد روي هذا الحديث أيضاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة , وشعيب ابن الحبحاب عن أنس , ورواه ابن علية عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عائشة , وأنا أخشى أن أبا قلابة لم يسمعه عن عائشة " . ووافقه الذهبي .
قلت : فالحديث بهذا الإسناد واللفظ ضعيف , وقد روى منه ابن أبي شيبة ( 12 / 185 / 1 ) الشطر الأول منه . وقد صح عنها بلفظ آخر وهو : " خيركم خيركم لأهله , وأنا خيركم لأهلي , وإذا مات صاحبكم فدعوه " .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 285
" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وإذا مات صاحبكم فدعوه " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1/ 513 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 323 ) والدارمي ( 2 / 159 ) وابن حبان ( 1312 ) عن محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه " .
قلت : وإسناده صحيح على شرط الشيخين . وليس عند الدارمي وابن حبان الجملة الوسطى منه . وأخرج أبو داود ( 4899 ) عن وكيع حدثنا هشام بن عروة به الجملة الأخيرة منه وزاد : لا تقعوا فيه .
وله شاهد من حديث ابن عباس به دون الجملة الأخيرة .
أخرجه ابن ماجه ( 1977 ) وابن حبان ( 1315 ) والضياء في " المختارة " ( 63 / 9 / 2 ) من طريق عمارة بن ثوبان عن عطاء عنه .
وأخرجه الحاكم ( 4 / 173 ) مقتصراً على الشطر الأول منه بلفظ : " خيركم خيركم للنساء " . وقال : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي !
وهذا غريب منه فإن عمارة هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " , وقال : " تابعي صغير مجهول " .
وقال الحافظ في " التقريب " : " مستور " .
وله شاهد من حديث ابن عمرو بلفظ : " خياركم خياركم لنسائهم " .
أخرجه ابن ماجه ( 1978 ) عن أبي خالد عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عنه .
قلت : وهذا إسناد ظاهره الصحة , ولهذا قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 125 / 1 ) : " وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات " .
قلت : وهو عندي معلول بالمخالفة والوهم من قبل أبي خالد واسمه سليمان ابن حيان الأحمر , وهو وإن كان ثقة محتجاً به في " الصحيحين " فإن في حفظه ضعفاً كما يتبين لمن راجع أقوال الأئمة فيه من " التهذيب " وقد لخصها الحافظ - كعادته - في كتابه " التقريب " فقال : " صدوق يخطىء " .
وخالفه جماعة من الثقات فرووه عن الأعمش بلفظ : " خياركم أحاسنكم أخلاقاً " .
ووافقهم عليه أبو خالد نفسه في رواية عنه كما يأتي , فالظاهر أنه كان يضطرب فيه , فتارة يرويه بهذا اللفظ , وتارة على الصواب , فإليك بيان الطرق التي أشرنا إليها باللفظ الصحيح وهو : " خياركم أحاسنكم أخلاقا " .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 286
" خياركم أحاسنكم أخلاقاً " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 515 :
أخرجه البخاري ( 4 / 121 ) عن حفص بن غياث , وفي " الأدب المفرد " ( 271 ) عن سفيان , ومسلم ( 7 / 78 ) عن أبي معاوية ووكيع وابن نمير وأبي خالد الأحمر والطيالسي ( 2246 ) عن شعبة , ومن طريقه الترمذي ( 1 / 357 ) وأحمد ( 2 / 161 ) عن أبي معاوية أيضاً كلهم عن الأعمش قال : سمعت أبا وائل يحدث عن مسروق عن # عبد الله بن عمرو # وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وزاد : " ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً " .
وقال الترمذي : " هذا حديث حسن صحيح " .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 287
" ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة ? النبي في الجنة , والصديق في الجنة , والشهيد في الجنة , والمولود في الجنة , والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله عز وجل , ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها , وتقول : لا أذوق غمضاً حتى ترضى " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 515 :
أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 202 / 1 ) وعنه ابن عساكر ( 2 / 87 / 2 ) بتمامه , وأبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( ق 115 - 116 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 303 ) نصفه الأول , والنسائي في " عشرة النساء " ( 1 / 85 / 1 ) النصف الآخر من طريق خلف بن خليفة عن أبي هاشم يعني الرماني عن سعيد ابن جبير عن # ابن عباس # مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد , رجاله ثقات رجال مسلم غير أن خلفاً - وهو من شيوخ أحمد - كان اختلط في الآخر , ولا ندري أحدث به قبل الاختلاط فيكون صحيحاً , أو بعده فيكون ضعيفاً , لكن للحديث شواهد يتقوى بها كما يأتي بيانه .
والحديث له طريق أخرى عن أبي هاشم , أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 163 / 1 ) وعنه أبو نعيم عن سعيد بن زيد عن عمرو بن خالد أنبأنا أبو هاشم به .
وعمرو هذا هو الواسطي وهو كذاب كما في " المجمع " ( 4 / 313 ) , فلا يفرح بمتابعته .
ومن شواهده ما رواه إبراهيم بن زياد القرشي عن أبي حازم عن أنس بن مالك مرفوعاً به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 23 ) و " الأوسط " ( 1 / 170 / 1 ) وقال : " لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد , ولم يروه عن أبي حازم سلمة بن دينار إلا إبراهيم .
قلت : وهذا أورده العقيلي في " الضعفاء " ( ص 17 و 18 ) وروى عن البخاري أنه قال : " لم يصح إسناده " . ثم ذكر ما يشعر أنه سيىء الحفظ فقال : " هذا شيخ يحدث عن الزهري , وعن هشام بن عورة , فيحمل حديث الزهري على هشام بن عروة . وحديث هشام بن عروة على الزهري , ويأتي أيضاً مع هذا عنهما بما لا يحفظ " .
وقال الذهبي في " الميزان " : " لا يعرف " .
ونحوه قول المنذري في " الترغيب " ( 3 / 77 ) : " رواه الطبراني , ورواته محتج بهم في الصحيح إلا إبراهيم بن زياد القرشي فإني لم أقف فيه على جرح ولا تعديل . وقد روي هذا المتن من حديث ابن عباس وكعب بن عجرة وغيرهما ".
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 312 ) : " رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " وفيه إبراهيم بن زياد القرشي , قال البخاري : " لا يصح حديثه " , فإن أراد تضعيفه فلا كلام , وإن أراد حديثاً مخصوصاً فلم يذكره , وأما بقية رجاله فهم رجال الصحيح " .
قلت : وأنا أرى أنه لا بأس به في الشواهد . والله أعلم .
وأما حديث كعب بن عجرة الذي أشار إليه المنذري , فلا يصلح شاهداً لشدة ضعفه , قال الهيثمي ( 4 / 312 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك " .
قلت : ومن طريقه أخرج أبو بكر الشافعي في " فوائده " النصف الأول منه .