بعد تأهل ريال مدريد وجاره اللدود أتلتيكو مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في نسخته المنصرمة، وفوز إشبيلية بدوري أوروبا، توقع الكثيرون أن تحكم الكرة الإسبانية سيطرتها على مجريات الأمور في العالم.
لكن الجمهور الإسباني من عشاق الساحرة المستديرة أو كرة السلة وحتى التنس كانوا على موعد مع احباطات متتالية، ولم يقاومها حتى النهاية سوى الفريق “الملكي”، والسباحة ميريا بيلمونتي.
وفاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا على حساب أتلتيكو مدريد، بعد مشوار تفوق فيه على ثلاثة أندية ألمانية، هي شالكه في ثمن النهائي (9-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب) ثم بروسيا دورتموند (3-2) وبايرن ميونخ (5-0).
كما أنه أنهى العام بلقب غاب عن خزانته، وهو مونديال الأندية الذي استضافه المغرب، إذ فاز على سان لورنزو الأرجنتيني في النهائي، بعد تغلبه على كروز أزول المكسيكي في نصف النهائي 4-0.
ويعوض “الميرينغي” بهذا عشاق الكرة الإسبانية عن الاحباط الذي تعرضوا له بعد خروج منتخب بلادهم الأول من مونديال البرازيل، بعد الأحلام الوردية بالحفاظ على اللقب، وهو الانجاز الذي لم تحققه سوى البرازيل وإيطاليا.
ولكن سريعاً ما تحطمت الأمال بالهزيمة أمام هولندا في المباراة الافتتاحية ب5-1، قبل أن تنهار تماماً في المواجهة الثانية، بعد خسارتها أمام تشيلي 2-0، ليخرج حامل اللقب من الدور الأول للبطولة، دون أن يشفع له فوزه الشرفي على أستراليا 3-0.
ولم يكن منتخب إسبانيا للسلة أفضل حالاً من نظيره لكرة القدم، فرغم أنه تأهل في صدارة مجموعته الأولى، بفوزه على منافسيه الخمسة، بمن فيهم فرنسا، عاد ليخسر بصورة مفاجئة أمام منتخب الديوك في ربع النهائي (65-52)، بعد فوزه الكبير على السنغال (89-56) في ثمن النهائي.
ونجا منتخب إسبانيا لكرة اليد من “لعنة المونديالات” في 2014، إذ احتل المركز الثالث، بعد فوزه في دور المجموعات بلقاءاته الثلاثة خسر أيضاً أمام “الديوك” في نصف النهائي، قبل فوزه على كرواتيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
والوضع في عالم الكرة الصفراء لم يتغير كثيراً، فالإسباني رافائيل نادال، المصنف الأول في إسبانيا، تعرض لإصابات في الظهر ومعصم اليد اليمنى، وأخيراً أصيب بالتهاب في الزائدة الدودية.
وكان هذا كفيلاً بحرمانه من لقب أستراليا المفتوحة، أولى بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى، رغم وصوله للنهائي أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا، وغيابه عن بطولات تورونتو وسينسيناتي وأمريكا المفتوحة، وكذلك الحال بالنسبة لباريس بيرسي والبطولة الختامية لموسم رابطة لاعبي التنس المحترفين.
ولم يظفر نادال في موسمه سوى بلقب واحد في فئة الأساتذة، في مدريد على الأراضي الترابية، رغم مستواه الباهت الذي قدمه في النهائي، وآخر في فئة الغراند سلام الأربع الكبرى، رولان غاروس، إلى جانب بطولتي الدوحة وريو دي جانيرو.
أما مواطنه ديفيد فيرير هو الآخر لم يقدم الأداء المنتظر منه، فلم يحقق سوى لقب بطولة بوينوس أيرس في العام الذي غاب فيه عن البطولة الختامية للمرة الأولى منذ عام 2010.
وكان لهذا انعكاسه على فريق إسبانيا المشارك في كأس ديفيز، إذ خرج من المجموعة العالمية للمرة الأولى منذ عام 1996، في ظل توقعات بصعوبة الفترة المقبلة، خاصة مع الجدل الذي أثير حول تولي غالا ليون قيادة الفريق، بعد استقالة كارلوس مويا.
وسرعة فرناندو ألونسو، بطل العالم مرتين لسباقات الفورمولا1 لم تكن كافية لاخراجه من الوضع الذي لا يحسد عليه، إذ لم يتمكن فريقه السابق فيراري من الفوز بأي سباق خلال العام الجاري.
وانتهى العام بانتقال السائق الإسباني إلى ماكلارين البريطاني على أمل استعادة الانتصارات، ورسم البسمة على وجه جماهيره العابسة.
وقبل أن يلفظ العام أنفاسه الأخيرة، أراد أن يترك ذكرى جيدة في أذهان الجماهير الإسبانية.
فقبل تتويج “الميرينغي” بلقب مونديال الأندية، تألقت ميريا بيلمونتي في بطولة العالم للسباحة التي أقيمت في قطر، وحققت 4 ميداليات ذهبية و3 أرقام قياسية.
وبهذه الأرقام القياسية الثلاثة ولقب مونديال الأندية، يكون الريال وبيلمونتي رسما البسمة على شفاه الإسبان في عام مليء بالاحباطات الرياضية.