المهندس بدر العطيشان محافظ الخفجي لـ "الاقتصادية" :
«أرامكو لأعمال الخليج» أحدثت تغييرا كبيرا في خريطة التنمية في الخفجي
بدر العطيشان
حاوره عبد العزيز الفكي
أكد المهندس بدر العطيشان محافظ محافظة الخفجي أن شركة أرامكو لأعمال الخليج غيرت من
خريطة التنمية بمختلف مجالاتها في المحافظة، بفضل المشاريع الاستثمارية والخدمية التي تم تنفيذها خلال السنوات العشر الماضية ، بعد القرار الذي اتخذته القيادة السعودية بالاستغناء عن خدمات شركة الزيت العربية وتولي «أرامكو لأعمال الخليج» إدارة حصة السعودية في المنطقة المحايدة.
وقال العطيشان في حوار لـ «الاقتصادية» بمناسبة مرور عشر سنوات على تولي شركة أرامكو لأعمال الخليج إدارة حصة السعودية في الخفجي: إن الخفجي عانت كثيرا في ظل وجود الشركة ضعف مشاريع التنمية التي ينعكس أثرها على حياة المواطن، أما الآن وبعد تولي شركة أرامكو لأعمال الخليج إدارة حصة السعودية في المنطقة المحايدة قبل عشر سنوات فإن المحافظة تشهد تقدما كبيرا في جميع المجالات الاقتصادية والتنموية.
وأوضح أن الخفجي تمتلك عوامل كثيرة لجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، ولعل وجود شركة مثل أرامكو لأعمال الخليج وعمليات الخفجي المشتركة يمثلان عاملا أساسيا لجذب الاستثمارات، إضافة إلى المقومات السياحية و قيام المدينة الصناعية المتوقع إنشاؤها في المحافظة .. فإلى الحوار :
كيف تنظرون للخفجي ما بين الأمس واليوم؟
تعلمون أن زيارة وزير البترول والثروة المعدنية لمحافظة الخفجي تعتبر غير مستغربة في وجود تواصل مستمر من قبل الوزير مع المحافظة وحرصه الدائم على تنمية المحافظة من جهة وتطوير أنشطة شركة أرامكو أعمال الخليج وعمليات الخفجي المشتركة من جهة أخرى ، لذا لا بد من تقديم الشكر والتقدير للوزير على اهتمامه وحرصه على تطوير المحافظة .
في السابق كانت الخفجي تعاني ضعفا كبيرا فيما يخص عمليات التنمية من قبل شركة الزيت العربية ، بحيث لم يكن هناك اهتمام بقضايا التنمية والاستثمار ودعم الموظفين السعوديين العاملين في الشركة. ولكن بفضل الله ثم بفضل حرص القيادة السعودية تم اتخاذ قرار يقضي بأن تتولى «أرامكو لأعمال الخليج» إدارة حصة السعودية في المنطقة المحايدة بدلا من شركة الزيت العربية ، وأعتقد أنه كان قرارا حكيما وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر لخادم الحرمين الشريفين على اتخاذه هذا القرار الشجاع .
نعلم أنك كنت موجودا أثناء المفاوضات مع الجانب الياباني. حدثنا عن ذلك؟
نعم، .. كنت موجودا أثناء المفاوضات مع الجانب الياباني وقد كان هنالك حرص شديد من خادم الحرمين الشريفين والأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية ووزير البترول والثروة المعدنية أنه لابد أن يكون هناك تغيير نحو الأفضل لمصلحة الوطن والمواطن السعودي وكذلك محافظة الخفجي. وكان المهتم بملف المفاوضات وقتها الأمير عبد العزيز بن سلمان ، وأنا هنا نيابة عن أهالي الخفجي أتقدم لخادم الحرمين الشريفين وأمير المنطقة الشرقية والأمير عبد العزيز بن سلمان لوقفتهم القوية والتاريخية مع محافظة الخفجي فجميع ما يقام وينجز الآن من مشاريع تنموية وخدمية ما هي إلا ثمرة جهودهم بعد توفيق الله .
ونحن نعلم أن الأمير عبد العزيز بن سلمان له أياد بيضاء على عمليات الخفجي المشتركة في الخفجي خاصة «أرامكو لإعمال الخليج» فقد كان اهتمامه كبيرا بتنمية هذا الجزء الغالي من المملكة والذي أهمل لسنوات عديدة من قبل الشركة السابقة ، فقد كان لمتابعته الدقيقة إلى جانب تشجيعه وتحفيزه للقائمين وتذليل العقبات التي تواجه عملية التنمية في المحافظة أثر كبير في النهضة التنموية التي تشهدها الخفجي حاليا فقد كان لهذه المتابعة دور إيجابي في تنمية المحافظة في شتى المجالات ، فالأمير عبد العزيز بن سلمان صاحب يد بيضاء على محافظة الخفجي وشركة أرامكو لأعمال الخليج ، ولعل أكبر شاهد على الإنجازات التي تمت الآن ، أن جميع المشاريع قامت وفق أعلى المعايير العالمية وكذلك الجودة التي كانت مفقودة في السابق، كما أنه تم الاستثمار في الموارد البشرية من خلال إنشاء إحياء سكينة جديدة للموظفين ، وأعتقد أنها راقية جدا ، وقد أطلق على أحداها بعد أخذ موافقة أمير المنطقة الشرقية وتوجيه من الأمير محمد بن فهد بأن يطلق اسم الأمير فهد بن سلمان على الحي الذي يعتبر أرقى الأحياء على مستوى المنطقة الشرقية والمملكة بشكل عام ، حيث توجد فيه سبع مدارس بلغت تكلفة بنائها أكثر من 350 مليون ريال، إضافة إلى التخطيط السليم للحي . ولعل هذا شرف أن نطلق اسم الأمير فهد بن سلمان على هذا الحي الراقي في محافظة الخفجي .
ما أبرز المشاريع التنموية التي تم إنجازها خلال السنوات العشر الماضية؟
فيما يتعلق بالمشاريع والانجازات التي تمت خلال عشر سنوات الماضية ، فأعتقد أن الزائر الآن لمحافظة الخفجي يدرك مدى التطور الذي حدث في المحافظة من تخطيط سليم للبنية التحتية سواء تحديث الطرق والشوارع والعمران والمرافق الترفيهية والسياحية والمباني والمكاتب التي نفذتها «أرامكو لأعمال الخليج» والتي تعتبر من الإنجازات الرائعة . أما بالنسبة للعمليات المشتركة فالآن جار إنجاز مشاريع للغاز وهنالك عمل جاد لتطوير حقول الغاز في المياه المغمورة في محافظة الخفجي ، وهذا كله يعتبر جزءا من الدورة الاقتصادية والتنمية في المحافظة .
وهذه المشاريع الاقتصادية ما كانت لتتحقق قبل تأسيس البنية التحتية وكذلك إنشاء المساكن والمكاتب التي تليق بالمواطن السعودي وبسمعة موظفي شركة أرامكو لأعمال الخليج .
لمن يعود الفضل في إنجاز هذه المشاريع ؟
هنالك دورة اقتصادية تشهدها محافظة الخفجي وفي رأيي أنها ممتازة وهذا يعود إلى الله سبحانه وتعالى ثم إلى ولاة الأمر واتخاذهم قرارا جريئا وشجاعا في ذلك الوقت، حيث كان يعتقد اليابانيون أن السعوديين لا يملكون القدرة على إدارة مثل هذه المشاريع الكبيرة , ولكن بفضل الله ثم القرار السليم للقيادة الحكيمة برز شباب سعوديون مؤهلون وقادرون على تحمل المسؤولية وقد كانوا بالفعل قدر هذه المسؤولية الكبيرة، فهنالك الأمير عبد العزيز بن سلمان الرجل الداعم للتنمية في المحافظة إضافة إلى جهود وزير البترول والثروة المعدنية و متابعته وموافقته على العديد من المشاريع في المحافظة ، وأيضا دور عبد الله جمعة رئيس «أرامكو» الأسبق و المهندس ضيف الله العتيبي أمين أمانة الشرقية والذي كان وقتها رئيس مجلس إدارة أرامكو أعمال الخليج . ونحن في الخفجي نتطلع إلى إنجازات إضافية من المهندس خالد الفالح رئيس «أرامكو» خاصة ونحن نعلم أنه حريص جدا على تنمية محافظة الخفجي .
حدثنا إذاً عن هذه الإنجازات؟
الانجازات التي تمت خلال السنوات العشر الماضية تثلج الصدر خاصة أن المحافظة استطاعت في زمن قصير أن تقفز قفزات كبيرة في مجال التنمية والتطور، ومعلوم أن الخفجي خلال حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت كانت مسرحا للعمليات ، أما الآن فالخفجي تعتبر متطورة في شتى المجالات والخدمات مما يساعد على جذب مزيد من شركات القطاع الخاص الذي يمتلك مصالح اقتصادية كبيرة في المحافظة ، ولعمري هذه دورة اقتصادية مثمرة للغاية ، وأعتقد أن الخفجي وخلال فترة زمنية وجيزة ارتقت إلى مقدمة محافظات المملكة.
عوامل جذب استثماري
ما عوامل الجذب الاستثماري التي راهنت عليها محافظة الخفجي ؟
في الواقع الاقتصاد العالمي الآن مرتبط بسياسة وتوجهات شركات البترول العالمية ، وطوال السنوات العشر الماضية التي شهدت وجود «أرامكو» في الخفجي كان عاملا رئيسيا وراء قدوم عدد من الشركات المحلية والعالمية العاملة في مجال النفط والطاقة للمحافظة ، مما ساعد على تحريك الحركة التنموية بمختلف قطاعاتها الاقتصادية. وأعتقد أن الاستثمار في البترول ومشتقاته والخدمات المساندة للعمليات يعتبر عامل جذب كبير للاستثمارات للمحافظة ، كما أن دول مجلس التعاون في المستقبل القريب ، ستكون سوقا اقتصادية واحدة ، فهنالك فرص من السعوديين والكويتيين لإنشاء مدينة صناعية ، على أمل أن تكون أحد الروافد الاقتصادية لمحافظة الخفجي ، إضافة إلى عوامل الجذب السياحي في الخفجي التي تمتاز بقربها من الكويت ، والتي كان لـ «أرامكو» دورا كبيرا في تطويرها من خلال مساهمتها في كثير من مشاريع السياحة ، لذا سنلحظ في المستقبل القريب اهتماما أكبر بالمقومات السياحية على اعتبار أنها أصبحت صناعة عالمية .
عموما لدينا مشاريع البترول ومشتقاتها ومقومات سياحية ومدينة صناعية متوقعة وهذه العوامل ستسهم في جذب مزيد من الاستثمارات إلى الخفجي ، والتي نتوقع أن تخدم الاقتصاد المحلي والذي نأمل تنميته على مدى 15 عاما المقبلة .
مشاريع مستقبلية
ما أبرز المشاريع المستقبلية التي ستشهدها محافظة الخفجي؟
هنالك مشاريع كثيرة تنفذ الآن ، جزء منها يتواصل مع رؤية واضحة من أجل تقديم كافة الخدمات التي تحتاج إليها محافظة الخفجي ، مثال لذلك الطرق الرئيسة وأعتقد أنها شبه اكتملت ، والكليات الخاصة مثل كلية البنات والكلية التقنية وكذلك جار إنشاء المعهد المهني ، إلى جانب الاهتمام بالخدمات الصحية فلدينا مستشفى حكومي ومستشفى «أرامكو لأعمال الخليج» وهو من أحدث المستشفيات ، ولدينا الآن مستشفى خاص كما يجرى تنفيذ مستشفى رابع ، وهذه مشاريع صحية جيدة وإيجابية في ظل وجود ما يقارب 100 ألف نسمة في المحافظة ، إضافة إلى خدمات متواصلة حيث لدينا خدمات جيدة في مجال المياه والكهرباء والصرف الصحي وتصريف السيول . وجار العمل حاليا على زيادة مياه التحلية ، ونحن موعودون بأن تزود الخفجي بحلول عام 2013م بـنحو 50 ألف متر مكعب من المياه المحلاة من المحطة التي ستفتتح في رأس الزور على الرغم من أن المياه المتوافرة حاليا تسد حاجة المحافظة ولكن في ظل وجود شركات استثمارية كبيرة ومشاريع تنمية عمرانية وخدمية تقام الآن ، نحن في حاجة إلى زيادة كميات كبيرة من المياه . كما يبقى هاجس إنشاء مطار إقليمي أو محلي في الخفجي من ضمن اهتماماتنا، وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات بشأن ذلك وسبق أن صدر عن مجلس المنطقة بتوجيه إنشاء مطار في المحافظة.
جهود «أرامكو لأعمال الخليج»
ما تقييمكم لدور «أرامكو لأعمال الخليج» في تغيير نمط الحياة الاجتماعية في الخفجي ؟
في الحقيقة لا يوجد مجال للمقارنة أبدا بين ما كان يحدث قبل عشر سنوات وما تم إنجازه حاليا. قبل عشر سنوات لم يكن ما يدل على وجود عمليات تنمية في الخفجي لم تكن هنالك مشاريع تنفذ من أجل خدمة أهالي المحافظة ، فالمستثمر الأجنبي كان اهتمامه أولا وأخيرا تحقيق أهدافه ومصالحه الخاصة لم يلق بالا لاحتياجات المحافظة وأهاليها . أما الآن فقد اهتمت «أرامكو لأعمال الخليج» مع عمليات الخفجي المشتركة بقضايا التنمية في شتى مجالاتها . وهنا لابد أن نشيد بالجانب الكويتي، ممثلا في وزير البترول الكويتي الذي سيكون حاضرا اليوم في الخفجي ، فالكويتيون شريك جيد خلال السنوات الماضية وقد تعاملت معه شخصيا ومع الإدارات المختلفة في الجانب الكويتي وعمليات الخفجي المشتركة . أؤكد لك أن هنالك دورا إيجابي كبيرا للتنمية الاجتماعية في ظل وجود قيادات تؤمن بتطوير البلاد بسواعد أبنائها ، فمشاريع الدورة الاقتصادية انعكست تماما على الحياة اليومية للمواطن ، ولعل المشاريع التي نفذتها «أرامكو» لموظفيها تعد أمرا في غاية الأهمية ، فموظفو «أرامكو» هم جزء من أهالي الخفجي التي لم تتطور ألا بعد قدوم شركة أرامكو لأعمال الخليج التي تعتبر محفزا قويا للتنمية ، إلى جانب شركات عالمية أخرى قامت بتوظيف عدد كبير من الشباب السعودي إضافة، إلى توفير فرص استثمار جيدة لشركات المقاولات المحلية ، وهذا توجه قوي للاستثمار في الخفجي ، وسنعمل بالتنسيق مع الشركة على أن يكون هنالك تحفيز للاقتصاد المحلي للسنوات المقبلة
المصدر صحيفة الأقتصادية الألكترونية
المواضيع المتشابهه
المهندس بدر العطيشان محافظ الخفجي للأقتصادية..نظرته لأرامكوا لأعمال الخليج بالخفجي..
العرض الشجري