اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات الإبداعية > منتدى القصص والروايات
 

 
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-2005, 03:09 PM   رقم المشاركة : 1
mhrooom
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
mhrooom غير متواجد حالياً

 


 

زيد بن الخطاب

زيد بن الخطاب - صقر يوم اليمامة

جلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما، وحوله جماعة من

المسلمين وبينما الحديث يجري، أطرق الرسول لحظات، ثم

وجّه الحديث لمن حوله قائلا:



" ان فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد"..



وظل الخوف بل لرعب من الفتنة في الدين، يراود ويلحّ

على جميع الذين شهدوا هذا المجلس مع رسول الله صلى

الله عليه وسلم... كل منهم يحاذر ويخشى أن يكون هو

الذي يتربّص به سوء المنقلب وسوء الختام..

ولكن جميع الذين وجّه إليهم الحديث يومئذ ختم لهم

بخير، وقضوا نحبهم شهداء في سبيل الله. وما بقي منهم

حيّا سوى أبي هريرة والرّجّال لن عنفوة.







ولقد ظلّ أبو هريرة ترتعد فرائصه خوفا من أن تصيبه تلك

النبوءة. ولم يرقأ له جفن، وما هدأ له بال حتى دفع

القدر الستار عن صاحب الحظ التعس. فارتدّ الرّجّال عن

الإسلام ولحق بمسيلمة الكذاب، وشهد له بالنبوّة.



هنالك استبان الذي تنبأ له الرسول صلى الله عليه وسلم

بسوء المنقلب وسوء المصير..



والرّجّال بن عنفوة هذا، ذهب ذات يوم إلى الرسول

مبايعا ومسلما، ولما تلقّى منه الإسلام عاد إلى قومه..

ولم يرجع إلى المدينة إلا اثر وفاة الرسول واختيار

الصدّيق خليفة على المسلمين.. ونقل إلى أبي بكر أخبار

أهل اليمامة والتفافهم حول مسيلمة، واقترح على الدّيق

أن يكون مبعوثه إليهم يثبّتهم على الإسلام، فأذن له

الخليفة..



وتوجّه الرّجّال إلى أهل اليمامة.. ولما رأى كثرتهم

الهائلة ظنّ أنهم الغالبون، فحدّثته نفسه الغتدرة أن

يحتجز له من اليوم مكانا في دولة الكذّاب التي ظنّها

مقبلة وآتية، فترك الإسلام، وانضمّ لصفوف مسيلمة الذي

سخا عليه بالوعود.







وكان خطر الرّجّال على الإسلام أشدّ من خطر مسيلمة

ذاته.



ذلك، لأنه استغلّ إسلامه السابق، والفترة التي عاشها

بالمدينة أيام الرسول، وحفظه لآيات كثيرة من القرآن،

وسفارته لأبي بكر خليفة المسلمين.. استغلّ ذلك كله

استغلالا خبيثا في دعم سلطان مسيلمة وتوكيد نبوّته

الكاذبة.



لقد سار بين الناس يقول لهم: انه سمع رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول:" انه أشرك مسيلمة بن حبيب في

الأمر".. وما دام الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات،

فأحق الناس بحمل راية النبوّة والوحي بعده، هو

مسيلمة..!!



ولقد زادت أعين الملتفين حول مسيلمة زيادة طافحة بسبب

أكاذيب الرّجّال هذا. وبسبب استغلاله الماكر لعلاقاته

السابقة بالاسلام وبالرسول.



وكانت أنباء الرّجّال تبلغ المدينة، فيتحرّق المسلمون

غيظا من هذا المرتدّ الخطر الذي يضلّ الناس ضلالا

بعيدا، والذي يوسّع بضلاله دائرة الحرب التي سيضطر

المسلمون أن يخوضوها.



وكان أكثر المسلمين تغيّظا، وتحرّقا للقاء الرّجّال

صحابي جليل تتألق ذكراه في كتب السيرة والتاريخ تحت

هذا الاسم الحبيب زيد بن الخطّاب..!!



زيد بن الخطّاب..؟



لا بد أنكم عرفتموه..



انه أخو عمر بن الخطّاب..



أجل أخوه الأكبر، والأسبق..



جاء الحياة قبل عمر، فكان أكبر منه سنا..



وسبقه إلى الإسلام.. كما سبقه إلى الشهادة في سبيل

الله..



وكان زيد بطلا باهر البطولة.. وكان العمل الصامت.

الممعن في الصمت جوهر بطولته.



وكان ايمانه بالله وبرسوله وبدينه ايمانا وثيقا، ولم

يتخلّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد ولا

في غزاة.



وفي كل مشهد لم يكن يبحث عن النصر، بقدر ما يبحث عن

الشهادة..!



يوم أحد، حين حمي القتال بين المسلمين والمشركين

والمؤمنين. راح زيد بن الخطاب يضرب ويضرب..



وأبصره أخوه عمر بن الخطّاب، وقد سقط درعه عنه، وأصبح

أدنى منالا للأعداء، فصاح به عمر.



خذ درعي يا زيد فقاتل بها"..



فأجابه زيد:



"اني أريد من الشهادة ما تريد يا عمر"..!!!



وظل يقاتل بغير درع في فدائية باهرة، واستبسال عظيم.





قلنا انه رضي الله عنه، كان يتحرّق شوقا للقاء

الرّجّال متمنيّا أن يكون الإجهاز على حياته الخبيثة

من حظه وحده.. فالرّجّال في رأي زيد، لم يكن مرتدّا

فحسب.. بل كان كذّابا منافقا، وصوليا.



لم يرتدّ عن اقتناع.. بل عن وصولية حقيرة، ونفاق يغيض

هزيل.



وزيد في بغضه النفاق والكذب، كأخيه عمر تماما..!



كلاهما لا يثير اشمئزازه، ولا يستجسش بغضاءه، مثل

النفاق الذي تزجيه النفعيّة الهابطة، والأغراض

الدنيئة.



ومن أجل تلك الأغراض المنحطّة، لعب الرّجّال دوره

الآثم، فأربى عدد الملتفين حول مسيلمة ارباء فاحشا،

وهو بهذا يقدّم بيديه إلى الموت والهلاك أعدادا كثيرة

ستلاقي حتفها في معارك الردّة..



أضلّها أولا، وأهلكها أخيرا.. وفي سبيل ماذا..؟ في

سبيل أطماع لئيمة زيّنتها له نفسه، وزخرفها له هواه،

ولقد أعدّ زيد نفسه ليختم حياته المؤمنة بمحق هذه

الفتنة، لا في شخص مسيلمة بل في شخص من هو أكبر من

خطرا، وأشدّ جرما الرّجّال بن عنفوة.















وبدأ يوم اليمامة مكفهرّا شاحبا.



وجمع خالد بن الوليد جيش الإسلام، ووزعه على مواقعه

ودفع لواء الجيش إلى من..؟؟



إلى زيد بن الخطّاب.



وقاتل بنو حنيفة أتباع مسيلمة قتالا مستميتا ضاريا..



ومالت المعركة في بدايتها على المسلمين، وسقط منهم

شهداء كثيرون.



ورأى زيد مشاعر الفزع تراود بعض أفئدة المسلمين، فعلا

ربوة هناك، وصاح في إخوانه:



أيها الناس.. عضوا على أضراسكم، واضربوا في عدوّكم،

وامضوا قدما.. والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله، أو

ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي"..!!



ونزل من فوق الربوة، عاضّا على أضراسه، زامّا شفتيه لا

يحرّك لسانه بهمس.



وتركّز مصير المعركة لديه في مصير الرّجّال، فراح

يخترق الخضمّ المقتتل كالسهم، باحثا عن الرّجّال حتى

أبصره..







وهناك راح يأتيه من يمين، ومن شمال، وكلما ابتلع طوفان

المعركة غريمه وأخفاه، غاص زيد وراءه حتى يدفع الموج

الى السطح من جديد، فيقترب منه زيد ويبسط اليه سيفه،

ولكن الموج البشري المحتدم يبتلع الرّجّال مرّة أخرى،

فيتبعه زيد ويغوص وراءه كي لا يفلت..

وأخيرا يمسك بخناقه، ويطوح بسيفه رأسه المملوء غرورا،

وكذبا، وخسّة..



وبسقوط الأكذوبة، أخذ عالمها كله يتساقط، فدبّ الرعب

في نفس مسيلمة في روع المحكم بن الطفيل ثم في جيش

مسيلمة الذي طار مقتل الرّجّال فيه كالنار في يوم

عاصف..



لقد كان مسيلمة يعدهم بالنصر المحتوم، وبأنه هو

والرّجّال بن عنفوة، والمحكم بن طفيل سيقومون غداة

النصر بنشر دينهم وبناء دولتهم..!!



وها هو ذا الرّجّال قد سقط صريعا.. إذن فنبوّة مسيلمة

كلها كاذبة..



وغدا سيقط المحكم، وبعد غد مسيلمة..!!



هكذا أحدثت ضربة زيد بن الخطاب كل هذا المدار في صفوف

مسيلمة..



أما المسلمون، فما كاد الخبر يذيع بينهم حتى تشامخت

عزماتهم كالجبال، ونهض جريحهم من جديد، حاملا سيفه،

وغير عابئ بجراحه


من ايميلي







رد مع اقتباس
 
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(عمر بن الخطاب ....رضي الله عنه ) الجنة غايتي منتدى الثقافة العامة 45 10-11-2011 05:43 AM
عمر بن الخطاب قلم داعيه المنتدى الإسلامي 11 09-06-2011 01:41 AM
سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ياليتك عندي المنتدى الإسلامي 7 28-07-2009 10:31 PM
الفاروق عمر بن الخطاب طليفيح المنتدى الإسلامي 7 16-01-2007 08:59 PM
ابن الخطاب في سطور.......؟؟ ابوليلى المنتدى الإسلامي 6 19-11-2005 08:00 PM



الساعة الآن 09:53 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت