( مازِلْتُ طـِفـْلَـه ْ )
سنتانِ مابيني وبينَ أخي الصغيرْ
وأراكَ تدفعُني إلى رجلٍ كبيرْ
الريحُ عاتيةٌ و مجدافي قصيرْ
وتريدُ مني فعلَ مالاأستطيعُ اليومَ فعلهْ
ياصاحبَ القلبِ الكبيرِالطيبِ
يا رحمةً تنسابُ من عينيْ نبي
أتُراكَ تُسلمُني لذاكَ الأجنبي
ليقصَّ أشجاري ويتلفَ ملعبي
ويعيدني يوماً إليك بلا مظلَّهْ
مازلت أَحلمُ أن أكونَ طبيبةً
وعليك يا أبتي أُعلقُ كلَّ آمالِ السعادهْ
في بيتنا رجلٌ تخطى الأربعينَ
أفـتـتركُ الرجلَ الغريبَ وماأرادهْ
وأعيشُ أغسلُ بالدموعِ بقيةَ الأيامِ رِجْلَهْ
من أين أبدأ يا أبي معكَ الكلامْ
وأنا الصغيرةُ كادَ يخنقني اللثامْ
أنا لست أدري ماالحلالُ وماالحرامْ
لكنني لاحظـتُ أزواجَ الحَمَـامْ
كلٌّ يُقـَبِّلُّ ما يكافئُ حجمَهُ ويكونُ مِثلَهْ
قلبي يدقُّ يدقُّ يوشكُ أن يطيرْ
لصغيرةٍ ما جاوزتْ عمرَ الزهورْ
إن كنت ياأبتي مُصراً أن تقدمني
قبلَ القصاصِ وقبلَ إطلاقِ الرصاصْ
بجريمةٍ لم تكتملْ فيها الأدلَّهْ
وأنا أخافُ الليلَ والسفرَ الطويلْ
إنِّي أحسُّ بما يحسُّ بهِ القتيلْ
إنِّي أموتُ وأنتمُ تُحيونَ حَفْلَه
عبدالقوي محمد رسَّام