يحلم سكان محافظة حفر الباطن في كل ليلة أن يأتي البشير بالموافقة على افتتاح جامعة تجمع شمل الطلاب بذويهم والذي تغرب أجيال منذ سنوات عديدة بعضهم لايزال يتذكر مشاريع الطرق التي مرت عليه وكيف تغير الطريق من اتجاه واحد إلى طريق ذو مسارين والتحويلات وأماكن نقاط التفتيش والمدن والقرى والهجر التي يمرون بها ، والبعض يترحم على أصدقاء تركوا الدنيا بحادث مروري مروع حصد معهم العديد من أصدقائه ، والنهج الذي اتبعته وزارة التعليم العالي لم يقنع أحد بترك مثل محافظة حفر الباطن كل تلك السنوات دون جامعة ، والتي يبلغ عدد سكانها (400) ألف نسمة وعدد طلابها (90) ألف طالب وطالبة يتخرج منهم (7) طالب وطالبة يغترب البعض منهم إلى جامعات بينما يفضل البعض ولعدم إمكانية تحمل تكاليف الغربة إلى اللجوء إلى الكليات الأخرى في المحافظة والتي لا تتوافق مع ميوله ، أما الطالبات فلا يمكنهن السفر لخارج المحافظة بسبب العادات والتقاليد وعدم وجود أقارب لهن في المدن التي يوجد بها جامعة وتجبر من تملك الحظ بأن تلتحق بكلية البنات وبتخصص مكرر للعديد من الاطلاع عن العمل بينما تضطر العديد منهن للجلوس في منازلهم لعدم قدرة الكلية على قبول هذا العدد الكبير ، ومع أن هناك معدلات كبيرة تحصل عليها الطالبات تأهلهن لدخول كليات مثل الطب والصيدلة والهندسة إلا أن عدم وجود تلك الكليات تذهب معدلاتهن وأحلامهن أدراج الرياح ويضطرن لدخول كلية المعلمات لتزيد معدلات البطالة كل سنة في التخصصات المكررة .
وحفر الباطن أكبر مدن الشمال عددا ومساحة وتملك مقومات منطقة والأسرع نموا وتقع في مثلث طرق وتجذب العديد من أهل المناطق الشمالية والسعوديين المقيمين في دولة الكويت للاستقرار فيها مع عوائلهم ، ومناطق صغيرة تفتح بها جامعات عدد طالبها لايملؤون تخصص واحد أو اثنين ، فأين العدل يا وزارة التعليم العالي ، ولم يتبقى لنا غير الله ثم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ليعطي أمره الكريم بافتتاح جامعة لحفر الباطن .
منقول