المنتخب الارجنتيني المجدد يحاول استعادة سمعته الكروية
عندما تبدأ فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006 بألمانيا سيظهر المنتخب الارجنتيني بعدد من الوجوه الجديدة وبهيبته المعتادة ولكن تبقى أيضا العديد من المشاكل التي تهدد الفريق والتي حرمته من تحقيق النجاح بعد اعتزال أسطورته ونجم الكرة الارجنتينية الفذ دييجو مارادونا.
ومن بين المشاكل التي يواجهها خوسيه بيكرمان المدير الفني للفريق هو وفرة اللاعبين المتميزين الذين يفترض أن يفاضل بينهم لدى اختيار قائمة الفريق وهو ما يعقد مهمته في اختيار التشكيل المناسب لقائمة الفريق في الفترة الحالية وقبل نهائيات كأس العالم التي تستضيفها ألمانيا منتصف العام المقبل.
والامر المؤكد هو أن المنتخب الارجنتيني سيسافر إلى ألمانيا بفريق يجمع بين عناصر الخبرة والشباب حيث يضم بعض اللاعبين الذين خاضوا نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وبعض النجوم الصاعدين الذين يراهن عليهم بيكرمان ومنهم اللاعب الشاب ليونيل ميسي نجم فريق برشلونة الاسباني وكارلوس تيفيز الذي تألق في الماضي مع بوكا جونيورز الارجنتيني وحاليا مع كورينثيانز البرازيلي.
أما عناصر الخبرة في الفريق فتتمثل في لاعبين مثل روبرتو أبوندانزينيري وخوان بابلو سورين وروبرتو أيالا وخافيير زانيتي وهيرنان كريسبو ويمثل هؤلاء اللاعبون العمود الفقري للمنتخب الارجنتيني المجدد الذي يسعى لاعادة بناء هيبته بعد الفشل الذريع له في بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان التي خرج من دورها الاول صفر اليدين.
ولم تكن الميدالية الذهبية لكرة القدم في أولمبياد أثينا 2004 أو حصول الفريق على المركز الثاني في كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أميركا) في بيرو العام الماضي أيضا مقنعة لمطالب الصحافة الارجنتينية وجماهير كرة القدم الارجنتينية الذين يبلغ قوامهم نحو 35 مليون مشجع شغوف بكرة القدم.
وكان طريق المنتخب الارجنتيني نحو نهائيات كأس العالم بألمانيا طريقا واعدا حيث كان الفريق أول المنتخبات المتأهلة للنهائيات عن قارة أمريكا الجنوبية وكان ذلك في حزيران/يونيو الماضي علما بأن الفريق أنهى التصفيات في المركز الثاني خلف منافسه العنيد البرازيلي بطل العالم.
ولكن مستوى أداء الفريق أثار بعض الشكوك خاصة فيما يتعلق باللعب خارج أرضه بعد أن خسر الفريق أربعا من تسع مباريات خاضها خارج الارجنتين خلال مشواره في التصفيات بينما لم يخسر أي مباراة من المباريات التسع التي خاضها بملعبه حيث فاز في سبع وتعادل في اثنتين.
كذلك فإن المدير الفني للفريق خوسيه بيكرمان وعلى الرغم من الانجازات التي حققها سابقا مع فرق الشباب لم يكن مقنعا للجماهير كما علت أصوات المنتقدين له خلال الاسابيع القليلة الماضية خاصة بعد أن تأخر في إعلان القائمة المبدئية للفريق الذي سيشارك به في كأس العالم بألمانيا.
وقد تسبب هذا التأخير في زيادة حالات التوتر بين اللاعبين في هذا الفريق الذي يشهد بالفعل العديد من العلاقات المتوترة بين اللاعبين.
ومن الاسباب التي تسبب القلق على المنتخب الارجنتيني أيضا هو العرض العلني الذي قدمه خوليو جراندونا رئيس الاتحاد الارجنتيني لكرة القدم إلى دييجو مارادونا في تشرين ثان/نوفمبر الماضي للانضمام على الجهاز الفني المشرف على تدريب الفريق.
ورأى الكثيرون أن هذا العرض يمثل مؤشرا على أن الامور لا تسير على ما يرام في المنتخب. ورفض مارادونا العرض في النهاية لتعود الامور إلى نصابها الطبيعي.
ولمعرفة الطرق التي سيلعب بها المنتخب الارجنتيني بقيادة بيكرمان يمكن الرجوع إلى أداء فرق الشباب التي أشرف عليها سابقا ومنها منتخب الارجنتين للشباب (تحت 20 عاما) الذي قاده بيكرمان إلى الفوز بكأس العالم للشباب ثلاث مرات سابقة.
كما يمكن الرجوع إلى المباريات التي خاضها الفريق في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 وأداء الفريق خلال بطولة العالم السابعة للقارات حيث وصل فيها الفريق بقيادة نجمه وصانع ألعابه خوان رومان ريكيلمي إلى المباراة النهائية للبطولة ولكنه خسر أمام منافسه التقليدي البرازيل 1/4.
ويقول بيكرمان إنه يدرك ما يريده. وقال بيكرمان "يجب أولا أن نبني فريقا من أفضل اللاعبين ثم قبل التفكير في خطط اللعب.. ويجب أن يكون الفريق في قمة مستواه خلال بطولة كأس العالم وليس قبلها أو بعدها بشهر".
وستكون بطولة كأس العالم بألمانيا فرصة جيدة لاستعادة اسم وهيبة المنتخب الارجنتيني العريق.
وتأتي هذه البطولة بعد 20 عاما من فوز المنتخب الارجنتيني بآخر لقب له في كأس العالم وهو لقب البطولة التي أقيمت فعالياتها في المكسيك عام 1986 والتي كانت سببا في شهرة مارادونا الذي سجل الهدفين الشهيرين في مرمى المنتخب الانجليزي ومنهما الهدف الذي أحرزه بيده وأطلق عليه لاحقا "يد الرب" كما كان الهدف الاخر من بين أبرز الاهداف في تاريخ بطولات كأس العالم