دِيوانيةُ الشَّيخ عمير بن مغامس بن عَزِيز السَّعدون

[مصطفى نمر]

هي ديوانية الشيخ عمير بن مغامس بن عزيز السعدون الكائنة في منزله في شارع أبي الطيب المتنبي في حي النزهة بمدينة الخفجي ، وأنا أتردد عليها لتميزها وعراقتها - منذ سنوات طويلة - حيث موعدها بعد عشاء الثلاثاء من كل أسبوع، وكانت زيارتي الأولى لها منذ ثلاث عشرة سنة تقريبا في الفترة التي كان بيت الشيخ أبي جابر بجانب جامع عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في حي العزيزية ( الشمالية ) .

وأسرة السعدون أسرة قرشية هاشمية من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يعود نسبها إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وهم شيوخ قبائل المنتفق في جنوب العراق منذ عام 1500 م، كما أن أجداد الأسرة كانوا أمراء المدينة من الأشراف المهاينة، وقد امتد نفوذ هذه الأسرة خلال مشيختها للمنتفق إلى منطقة الإحساء بما يسمى لواء المنتفق، حيث سكوا عملة نقدية إبان ذلك الحكم، كما تواجدوا في الدولة السعودية الأولى – حسب ما ذكره حفيد الإمام معالي وزير الأوقاف الحالي الشيخ صالح آل الشيخ وغيره - إذ طلب العلم أربعة من رجالات السعدون عند الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

ولا أخفي سراً حين أقول أنني تعلمت وعرفت الكثير من هذه الديوانية، فقد تعرفت على تاريخ العراق والجزيرة العربية بكل دولها من أفواه وذاكرة الرجال رواد هذه الديوانية، حيث سمعت أحاديث رائعة ، واستمتعت بالشعر والحكمة من خلال قصص حقيقية يرويها أشخاصها أو من يعرفهم ، وتعرفت على جغرافية أرض العراق الخصبة وعلى طبقات وأصناف سكانه بخاصة ، والجزيرة العربية بعامة ، إضافة إلى بعض المناقشات المتزنة ، وتبادل الآراء حول القضايا المختلفة : الدينية منها والاقتصادية والتربوية والاجتماعية والأنساب، ولا أنسى ما كان يتخللها من النصائح ونقل وتبادل الخبرات الذي يتم بين كبار السن المميزين والشباب الرائعين من رواد الديوانية مما ينير الطريق لشبابنا للاقتداء بالآباء فيثري خبراتهم ويبدعون لجيلهم.

ومما يثلج الصدر أن عدد رواد هذه الديوانية في ازدياد مستمر، وهم ينتسبون إلى معظم القبائل ، وبعضهم من شيوخ وأعيان هذه القبائل المنتشرة في الخفجي والمحافظات المجاورة والبعيدة من شمال المملكة وجنوبها وفي دولة الكويت وكبار ضيوف أهل الخفجي من خارج المملكة حيث تتنوع خبرات الرواد: فمنهم شيوخ وقضاة وطلبة علم، ومنهم رجال تربية وتعليم ، ورجال أعمال ، وموظفون حكوميون ، وغيرهم.

ولا أنسى أقارب الشيخ عمير السعدون الذين نلتقي بهم في الديوانية كالشيخ عزيز هويدي السعدون ، والشيخ عبد الكريم هويدي السعدون ، والشيخ فهمي حمود السعدون ، والشيخ مهنا هلال السعدون الذين يثرون الحوار نظراً لاختلاف أعمارهم وخبراتهم وثقافاتهم.

أتقدم بالشكر الجزيل للشيخ عمير السعدون ، والشكر موصول لأبنائه الأعزاء الأستاذ جابر مدير مدرسة هارون الرشيد المتوسطة، وإخوانه: الأستاذ محمد ، وفضيلة الشيخ نواف رئيس المحكمة العامة بمحافظة النعيرية - مدير الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الخفجي - والأستاذ نايف، ولعل ما يميز أصحاب هذه الديوانية أنهم يقومون بأنفسهم في خدمة ضيوفهم بحب كبير واهتمام ، ويشرفون على أبنائهم الذين يساعدونهم في تلك الخدمة ، ويلاحظونهم بعناية شديدة ، وإن دل هذا الحرص الشديد على شيء فإنما يدل على تربية صحيحة ترعرعوا عليها، ملؤها التواضع والكرم ، وإنزال الناس منازلهم، فنعمت التربية ونعم المربي.

فشكراً لك أبا جابر على هذا التجمع الأخوي، وأرجو الله - عز وجل - أن يكون ذلك في ميزان حسناتك، وأن يمتعك بالصحة والعافية ، ويحسن ختامك ، وختام أسرتك وأقاربك الأعزاء ، ورواد ديوانيتك ، والمسلمين أجمعين.
وأخيراً، من لا يشكر الناس لا يشكر الله.

* صور من الديوانية .