رغم عناصر الجذب الكثيرة المحيطة بأطفالنا من كمبيوتر وموبايل وفضائيات ملونة ، لكن تبقي للقراءة عبقها وبريقها الخاص ،لأجل ذلك يجب علي كل أم أن تحرص علي القراءة لطفلها وجعل عملية القراءة تلك بمثابة العادة اليومية والنشاط المستمر
من هنا يرى الاختصاصيون أن تشجيع الطفل على المطالعة صار مهمة صعبة، ولكن لا يجدر بالأهل الاستسلام لهذه الصعوبة، والقول إن الكتاب فقد قيمته.
نشاط مهم
بل في إمكانهم توطيد علاقة طفلهم بالكتاب وتعزيزها بعدم جعله مرتبطاً بمفهوم الدرس والمدرسة، بل يمكنهم أن يجعلوا المطالعة نشاطًا من ضمن نشاطات عطلة الأسبوع.
و يرى البعض الآخر حسب مجلة " لها" أنه يمكن الأم الاستفادة من دخول طفلها إلى الحضانة أو الذي ينتقل إلى المدرسة بتعويده على المطالعة ليألف الأحرف والكلمات. فهل هذا ممكن؟ وكيف يمكن الأم تحقيقه؟ وما هي الكتب التي على الأم اختيارها؟
وتقول فرح تميم -الاختصاصية في علم النفس التربوي
من المعلوم أن تعويد الطفل على القراءة يبدأ من السنة الأولى من عمره، أي تكون القراءة ضمن طقوس الطفل اليومية وفي وقت الاسترخاء.
صحيح أن الطفل في هذه السن لا يعرف القراءة ولكنه يستمتع بالصور الزاهية، لذا فمعظم القصص الموجهّة إلى هذه السن تكون مرتكزة على الرسوم والقليل من الجمل.
والهدف هو تعويد الطفل على الكتاب والتآلف معه واحترام استعماله، أي يقلب الصفحة بهدوء، يستمتع بالقصة التي تقرأها له والدته أو والده، مما يشعره بحنان أهله وفي الوقت نفسه تتعزز مخيلته وتتطوّر إدراكاته الفكرية والذهنية، وبالتالي تصبح القراءة متعة بالنسبة إليه.
متعة خاصة
وتضيف يجب أن تكون القراءة نشاطًا يستمتع به الطفل لا أن تكون فرضًا ملزمًا به خصوصًا في فصل الصيف، حيث النشاطات كثيرة ومتنوّعة، لذا يمكن الأم أن تشجع طفلها على القراءة وقت الاسترخاء حين لا يكون لديه شيء يفعله، ومن الممكن أن يكون هذا الوقت قبل النوم أو بعض الظهر.
ولكن في الوقت نفسه من المهم جدًا أن يكون الوالدان النموذج الذي يتماهى به الطفل، أي أنهما أيضًا يخصصان وقتًا للقراءة، ولو قراءة الصحف، فالطفل حين يرى والديه على هذه الصورة فإن ذلك يثير فضوله ويحفزه على تقليدهما.
أما بالنسبة إلى الطفل الذي ينتقل من مرحلة الروضة إلى مرحلة المدرسة الابتدائية، فإن القراءة تعرّفه على الأحرف والكلمات فتصبح أليفة بالنسبة إليه، وتغني مخيّلته وتفكيره، كما يتعلّم كيف يتعامل مع الكتاب.
ولكن في الوقت نفسه على الأم الانتباه إلى أن لا تصر على أن تجعله يعرف كل ما سيتعلّمه في المدرسة لأن هذا الأمر سيف ذي حدين، فهو قد يشعر بالملل في المدرسة لأنه يعرف كل شيء وبالتالي قد يؤدي لاحقًا إلى تراجع أدائه، لذا من المفضل أن تعدّه بشكل سلس ومدروس، كما يمكنها الأخذ برأي إدارة المدرسة عما يمكنها أن توفره من كتب تناسب المرحلة المدرسيّة التي هو فيها من دون تخطي المراحل الأكاديمية.
قصص مركزة
وعن مواضيع الكتب التي يجب على الأم اختيارها لطفلها رأت أنه عندما يتقن الطفل القراءة والكتابة يصبح لزاماً على الأهل اختيار الكتاب الذي يحتوي على فقرات.
وينصح بأن تكون فصول القصّة قصيرة كي لا يشعر الطفل بالملل أثناء مطالعتها، فهو غير قادر على التركيز ومتابعة تسلسل الأحداث لأنه لا يزال صغيراً.
أما في ما يتعلّق بالموضوع فليس هناك موضوع محدد يجب اختياره دون غيره، وهذا يعود إلى ميل الطفل.
فرغم أننا نعيش في عصر التكنولوجيا لا تزال القصص الكلاسيكية من الأدب العالمي والتي يرتكز بعضها على الخيال والأسطورة تشدّ الطفل إلى قراءتها، فقصّة سندريلا أو بياض الثلج، على سبيل المثال لا الحصر، لا يزال الإقبال على قراءتها كثيفاً.
وعن أفضلية الاختيار بين الكتب العلمية الموسوعية أو الكتب القصصية قالت فرح : تساهم القصة في تنمية قدرات الطفل التعليمية، فهي مدخل لكل العلوم التي سيتلقاّها في المدرسة لاحقاً، واختيارها يجب أن يكون على أساس اللغة، ومدى ارتباطها بالتراث الثقافي والاجتماعي.
خيال علمي
أما قصص الخيال العلمي فتساعد في تنمية خيال الطفل، وتقدّم له معلومات عن مستقبل البشرية وتتناول مواضيع إنسانية كالخير والشر والمحبة والكره بأسلوب لطيف غني بالصور، إضافة إلى أنها قد تعكس صوراً عن المستقبل مما يشبع مخيّلة الطفل ويدفعه إلى التفكير في آفاق أوسع.
وفي المقابل تحفز الكتب العلمية الموسوعية الفضول العلمي عند الطفل لأنها تجيب عن أسئلته التي لا تنتهي وتقدّم له المعلومات بشكل سريع، وتعلّمه كيفية البحث عن المعلومة وتوثيقها.
شرط أن تكون هذه الكتب مناسبة لسنه، أي تحتوي على الرسوم البيانية والخرائط والصور الموضحة والعبارات السهلة.
وعلى الأهل أثناء اختيارهم الكتب الموسوعية أن يتنبهوا إلى دار النشر، فمن المعلوم أن الكتب الموسوعية تغرق المكتبات ومن الضروري الأخذ في الاعتبار تاريخ الناشر ومصداقيته العلمية في عرض المعلومة.