في حلقة مفرغة مكونة من المحاليل الملحيّة والمسكنات وحبات القرنفل، تدور الأم عادة عند تزايد آلام أسنان الطفل رغم أن الحل الأسهل والأكثر فعالية أمامها، هو الطبيب المختص الذي لديه الحلول كافة لمشاكل أسنان طفلها.
ومشاكل الأسنان هي الأكثر إيلاما للإنسان، فكيف الحال بالنسبة للطفل الذي قد لا يتحمل الآلام، فضلا عن كونه يمر بفترات مؤلمة منذ ولادته سواء عند التنسيق أو عند تبديل أسنانه اللبنية، ويزداد الأمر سوءا اذا أصيبت أسنانه بالتسوس، ويتحول الأمر إلى مشكلة بعده إذا كان الطفل بحاجة لتقويم أسنانه.
يقول الدكتور معين حداد رئيس اللجنة التثقيفية الإعلامية في نقابة أطباء الأسنان الأردنية إن الاهتمام بصحة أسنان الطفل يبدأ من اهتمام الأم بصحتها وعناية الأم الحامل بأسنانها قبل حدوث الحمل، لذلك ننصح أي امرأة بإجراء فحص شامل للأسنان واللثة قبل الحمل حتى يتسنى علاجها، ولكن يكمن هنا مفهوم خاطئ عند البعض؛ حيث يعتقدون أن الأم الحامل تواجه الإجهاض المبكر، فضلا عن التخوف من التخدير، لكن في واقع الأمر أن الأم الحامل تعامل كالأم العادية لكن ببعض الاحتياطات؛ أولها استخدام مخدر خاص يتلاءم مع الحمل والإقلال قدر الإمكان من الأدوية، ويفضل أن يتم العلاج خلال أشهر الثلث الثاني من الحمل؛ أي من الشهر الرابع وحتى نهاية الشهر السادس.
هناك مراحل عدة يمر بها الطفل في علاقته بأسنانه الأولى عقب الولادة مباشرة؛ حيث يولد الطفل بدون أسنان في فمه، والثانية مرحلة الأسنان اللبنية وتبدأ من الشهر السادس تقريبا، وعندما يتم العامين ونصف العام من عمره تقريبا، تكتمل أسنانه وعددها عشرون سنا موزعة على الفكين. أما المرحلة التالية فتبدأ من عمر السادسة تقريبا وحتى الثانية عشرة، وخلالها يبدأ سقوط الأسنان اللبنية وظهور الأسنان الدائمة التي تكتمل عند سن الثالثة عشرة، فتظهر أضراس خلقية في نهاية كل جانب وتسمى مجازا "أضراس العقل"؛ لأنها تظهر بعد انتهاء عملية البلوغ، وبذلك يكون الجهاز السني مكونا من 32 سنا موزعة على الفكين العلوي والسفلي.
كيف يتعامل الأهل مع الطفل في عيادة الأسنان؟ إن الطفل مخلوق ذكي وكتلة من المشاعر، فيجب عليك التعامل معه على ذلك الأساس. فإذا قال ذلك إنه خائف فهو يعرف سبب الخوف ومن أين، فعليك بإزالة هذا الإحساس وزرع الأمان عنده وتهيئة طفلك للعلاج قبل الذهاب إلى عيادة الأسنان. قل له إنه شجاع وقوي وإن طبيب الأسنان صديق له ويساعده على إزالة الألم، وإن علاج أسنانه ضروري ومهم لمستقبله، وإن أصدقاءه أو إخوته ممن عالجوا أسنانهم حصلوا على ابتسامة مشرقة وأسنان سليمة.
- لا تسأله أأنت خائف؟ فهذا السؤال معناه أن هناك ما يخاف منه، ولا تعده أبدا أن تكون معه عند العلاج، وإذا خاف من شيء معين؛ مثل الإبرة، خلع الأسنان...، قل له لا داعي للخوف واترك الباقي لنا نحن الطاقم الطبي وسنقوم بشرح كل شيء له بطريقة سهلة ومحببة له والتعامل مع حالة خوفه وكسب طفلك كصديق لنا.
- لا تظهر أي حركة تعبر عن إحساسك بالخوف عليه؛ لأن الطفل قادر على فهم وتحليل أي حركة تصدر عنك.
- شجعه معنويا وماديا، خصوصا بعد العلاج؛ فأكثر من مديحه وقم بمكافأته بهدية.
- لا تنسَ أن تنصحه بالعناية اليومية بأسنانه وزيارة عيادة المدرسة دوريا.