قصيدة " سرنديب " لمحمود سامي البارودي
يقول فيها .
كفى بمقام في سرنديب غربة * نزعت بها عني ثياب العلائق
ومن رام نيل العز فليصطبر على * لقاء المنايا واقتحام المضايق
فان نكن الايام رنقن مشربي * وثلمن حدي بالخطوب الطوارق
فما غيرتني محنة عن خليقتي * ولا حولتني خدعة عن طوارق
اذا المرء لم ينهض بما فيه مجده * قضى وهو كل في خدور العواتق
وأي حياة لامرى ان تنكرت * له الحال لم يعقد سيور المناطق
فما قذفات العز الا لماجد * اذا هم جلى عزمه كل غاسق
يقول اناس انني ثرت خالعا * وتلك صفات لم تكن من خلائقي
ولكنني ناديت بالعدل طالبا * رضا الله واستنهضت أهل الحقائق
أمرت بمعروف وأنكرت منكرا * وذلك حكم في رقاب الخلائق .
1_يرفض البارودي في تلك الجزيره النائيه
2_ من يطلب العز والرفعه فليصطبر على الحروب والضيق (لقاء المنايا كنايه عن الشجاعه)
3_شبه مصائب الدهر بالشي الذي يكدر نقاء الماء (استعاره مكنيه)اذا كانت الايام قد كدرت قوتي وعزيمتي..
شبه الايام بالشراب المر(استعاره تصريحيه)
4_انه مهما حصل له من محن لن تغيره عن أخلاقه ولا عن طريقته..
5_هنا أكد البارودي انه لا يزال باقي على مارسخه في نفسه من أخلاق جميله..تسر أصدقائه وتغضب أعدائه..
6_وصف لنا حسرته على بعده عن اصدقائه,واحبابه..وانها تساوي فرحته ببعده عن عدوه المنافق..
7_ان كان الانسان ضعيفا لم يبحث عن مجده قضى عمره دون ان يجد مخرج له
وهنا شبه الرجل الضعيف بالفتاه البكر في خدرها (تشبيه بليغ)
اسلوب استفهام يفيد الحسره..
8_؟؟؟!!!لست متاكده من معناه؟؟
9_لن يصل الى عالي العز والمجد الا الانسان الماجد اذا هم بعزيمه واصرار..
وبذلك ينجلي الظلام فيخرج نور ساطع وهنا شبه العزيمه بالنور الذي يغير الظلام..
10_وهنا يقول الناس عنه انه ثار مستغني عن قيمه..
وهو يرد عليهم :انها سقطات ضعيفه ليست من اخلاقه
11_وضح البارودي طالبا رضاء الله لانه لم يخطى بمجرد طلبه للعداله..
12_وقد امرت بالمعروف ورفضت المنكر وهذا واجبي...
في هذه القصيدة يبدو الباردوي البعيد عن بلاده جداً يستعيدها مستعيداً عروبته الغريبة في المكان بالتقاطع مع نصوص عربية قديمة يستلهمها في قصيدته ، وليس ذلك بمستغرب ممن تشبع بالتراث العربي ( شعراً بالتحديد )
يبدأ القصيدة ببيته الجميل " كفى بمقامي في سرنديب غربة " فيعيد إلينا المتنبي العظيم في قصيدته : " كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً " في موقف وجع مشابه ؛ إذ لا هل ولا خلان ، والكثير الكثير من الخذلان ي الموقفين ، ونحن كقراء إذ تعيد لنا القصيدة الحديثة قصيدة المتنبي فإنها تلقي بنا في قاع وجع يليق بالموقف ، ويختصر الكثير من تفاصيله بتأجيجها داخلنا بصمت ..
ثم في البيت الثاني ، وحيث الحكمة تالية للألم دوماً ، ونابعة منه ، يحاول الشاعر تهذيب الألم ليهدأ ، فيستعين بحكمة زهير بن أبي سلمى ، وهي هنا استعانة ذكية ، فالموقف يتشابه أيضاً ، لأن هنا ، وهناك بذل ( بذل للنفس والمكانة عند البارودي ، وبذل للمال عند ممدوحي زهير في معلقته ) هو موقف الحكمة من أجل نصرة قضية ، وفهم وحشية البشر ، يقول فيه البارودي :
ومن رام نيل العز فليصطبر على * لقاء المنايا واقتحام المضايق
وقد قال فيه زهير من قبل : " ومن لم يصانع في أمور كثيرة ، ومن ...، ومن ..."
والقصيدة مليئة بمثل هذه الجمل الشرطية ..