سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 308
" اللهم أحيني مسكيناً , وأمتني مسكيناً , واحشرني في زمرة المساكين " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 555 :
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 110 / 2 ) فقال : حدثني ابن أبي شيبة : حدثنا وكيع عن همام عن قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن # أبي سعيد # : أحبوا المساكين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه . فذكره .
قلت : وهذا إسناد حسن عندي , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي عيسى الأسواري فقد وثقه الطبراني وابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 / 271 ) وروى عنه ثلاثة منهم , أحدهم قتادة ولذلك قال البزار : " إنه مشهور " .
وقول من قال فيه " مجهول " أو " لم يرو عنه غير قتادة " فبحسب علمه وفوق كل ذي علم عليم , فقد جزم في " التهذيب " أنه روى عنه ثابت البناني وقتادة وعاصم الأحول .
قلت : وهؤلاء جميعاً ثقات فبهم ترتفع الجهالة العينية , وبتوثيق من ذكرنا تزول الجهالة الحالية إن شاء الله تعالى , لاسيما وهو تابعي , ومن مذهب بعض المحدثين كابن رجب وابن كثير تحسين حديث المستور من التابعين , وهذا خير من المستور كما لا يخفى .
وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد , وشواهد عن أنس بن مالك وعبادة ابن الصامت وابن عباس خرجتها كلها في " إرواء الغليل " ( رقم 853 ) وإنما آثرت إيراد هذه الطريق هنا لأنها مع صلاح سندها عزيزة لم يتعرض لها بذكر كل من تكلم على طرق الحديث كابن الجوزي وابن الملقن في " الخلاصة " وابن حجر في " التلخيص " والسيوطي في " اللآلي " وغيرهم , ولا شك أن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الصحة , ولذلك أنكر العلماء على ابن الجوزي إيراده إياه في " الموضوعات " وقال الحافظ في " التلخيص " ( ص 275 ) : " أسرف ابن الجوزي فذكر هذا الحديث في " الموضوعات " , وكأنه أقدم عليه لما رآه مباينا للحال التي مات عليها النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان مكفياً , قال البيهقي : ووجهه عندي أنه لم يسأل حال المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة , وإنما سأل المسكنة التي يرجع معناها إلى الإخبات والتواضع " .