هل الإسلام يدعو للرفق بالحيوان
سؤال: هل يوجد فى الإسلام تعاليم تحض على الرفق بالحيوان؟
تعاليم الإسلام تحض على الرحمة بالإنسان والرفق بالحيوان والشفقة على كل الكائنات ومن ذلك على سبيل المثال :
1- نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على الدواب أثناء الحديث المتبادل ، وأمر المتحادثين أن ينزلا من على ظهرها حتى يتما حديثهما ثم يعاودا الركوب فقال صلى الله عليه وسلم {لَا تَتَّخِذُوا ظُهُورَ الدَّوَابِّ كَرَاسِيَّ}[1]
2- نهى صلى الله عليه وسلم عن حبس أي حيوان ومنعه من الطعام ، بل جعل عقاب ذلك لمن فعله دخول النار فقال صلى الله عليه وسلم {عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ ، لاَ هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا ، إِذْ هِيَ حَبَسَتْهَا ، وَلاَ هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ }[2]
3- جعل صلى الله عليه وسلم جزاء الإحسان إلى حيوان - أي حيوان - هو الجنة فقال صلى الله عليه وسلم {بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إسْرَائِيلَ ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا، فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ ، فَسَقَتْهُ، فَغُفِرَ لَهَا بِهِ}[3]
4- نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن حرق قرية النمل بالنار وقال لأصحابه {لاَ تُعَذّبوا بِالنَّارِ فإِنَّهُ لاَ يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّهَا}[4]
5- نهى صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم {أي تشجيعها على القتال} وهو كمصارعة الديوك التى تنتشر فى دول آسيا ، أو كمصارعة الثيران التي تجري في عصرنا الآن وعن ابنِ عبَّاسٍ ، قالَ {نَهَى رسولُ الله عن التَّحرِيشِ بَيْنَ البَهَائِمِ}[5]
وغير ذلك من الوصايا النبوية التى جعلت المسلمين يحسنون ويرفقون بحيواناتهم، حتى أن أبا ذر رضي الله عنه عند موته خاطب جمله فقال : "أيها الجمل لا تخاصمنى إلى ربك يوم القيامة فإني لم أكن أجيعك ولم أحملك فوق طاقتك"
ومن أعجب ما روي في ذلك ، أن عمرو بن العاص عندما دخل مصر ونصب فسطاطه {أي خيمته} في موقع الفسطاط الآن وأراد أن يقوضه لينتقل بجيشه إلى الإسكندرية عندما علم بتجمع الروم بها ، فأخبروه بأن هناك يمامتان صنعتا عشاً وباضتا فيه على فسطاطه ، فأمرهم بترك الفسطاط حتى لا يروع اليمامتين ولا يكسر بيضهما وتركه كما هو وذهب إلى الإسكندرية بدونه ، فهل هناك رفق وشفقة بالطير والحيوان أكثر من هذه؟ {6}
{1} رواه الإمام أحمد من حديث معاذ بن أنس {2} رواه البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر [3] رواه مسلم عن أبي الطاهر ، ورواه البخاري عن سعيد بنِ تَلِيدٍ {4} مصنف ابن أبي شيبة عن عبدالله بن مسعود {5} سنن الترمذي {6} سميت منطقة الفسطاط بالقاهرة بسبب تلك الحادثة من أيام الفتح الإسلامى لما استمر فسطاط عمرو منصوبا بها بعد مغادرة الجيش إلى الإسسكندرية