الكتابة عنوان النفسية وليست دليل الشخصية
الحرف هو نفسه في أي مكان والقلم يكتب كلما ساقته أصابع الإنسان فيسطر ما يملى عليه من كلام ولكن فحواه ومصداقيته تبقى تحت حكم صاحب الفكر ونفسيته وهذا هو العامل الأساسي في الفرق بين كتابة تروقك حروفها وأخرى تشمئز منها بمجرد النظر إلى أول كلمة فيها ...
فمثلا .. هل كلمة الحب تشترك مع الحرب في شيء؟ من غير تشابه الحروف وإنما شتان بين المعاني ...
من هنا قالوا الكتابة عنوان النفسية وليس دليل علي الشخصية ، فالإنسان ذو النفس الطيبة والأخلاق الحميدة المحب للخير والداعي لكل فضيلة لا تخفى عليك صورته من خلال كتاباته حتى وإن كنت لا تعرفه شخصيا فستجبرك المعاني علي احترامه واختيارك لكلمات الود والمحبة للرد عليه دون رياء أو تملق لإحساسك بصدق تعبيره وجمال نسق حروفه بل وتأخذك النشوة إلى أن تطلب منه المزيد من هذا الكلام الطيب الذي تشتهيه العقول المتطلعة لكل فكر خلاق ينتفع به كل قارئ ويكون زادا وتراثا لكل متتبع من شباب الأمة .
لذلك يجب أن نختار وقتا للكتابة وساعة فيها النفس مرتاحة والضمير حاضر حتى لا يكتب قلمي إلا صدقا نزين به صحيفة أعمالي وننفع به أحبابي ويتعلم منه المطلعين عليه فنون الكتابة ومجالاتها الطيبة الداعية للفضيلة والمحبة .. فالكتابة ليست لهوا تملأ به الفراغ لتقتل الوقت وتتخلص من الملل بل هي عمل جاد مثمرا ينتفع به كاتبه وتعم الجميع فائدته .. فلا تجعل قلمك يرتكب إثما سوف تندم عليه يوم لا ينفع الندم بأن تغتاب به احد من الناس أو تكشف ستر صديق أمنك علي سره أو تجعله معول هدم لكل علاقات الناس الطيبة لإثارة المشاكل بين الجيران والأصدقاء كما يحلو لكثيرين ...
فاجعل قلمك يصدح بالصدق ويأمر بالخير وينهى عن المنكر ويدع إلى حسن الخلق ونشر المحبة بين الناس