بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
النسيم هو الريح الطيبة، وشمّه يعني استنشاقه، وهل استنشاق الريح الطيبة له موسم معين حتى يتخذه الناس عيدًا يخرجون فيه إلى الحدائق والمزارع، ويتمتعون بالهواء الطلق والمناظر الطبيعية البديعة، ويتناولون فيه أطايب الأطعمة أو أنواعاً خاصة منها لها صلة بتقليد قديم أو اعتقاد معين؟
ذلك ما نحاول أن نجيب عليه فيما يأتي:
كان للفراعنة أعياد كثيرة، منها أعياد الزراعة التي تتصل بمواسمها، والتي ارتبط بها تقويمهم إلى حد كبير، فإن لسنتهم الشمسية التي حددوها باثني عشر شهراً ثلاثة فصول، كل منها أربعة أشهر، وهي فصل الفيضان ثم فصل البذر، ثم فصل الحصاد. ومن هذه الأعياد "عيد النيروز" الذي كان أول سنتهم الفلكية بشهورها المذكورة، وأسمائها القبطية المعروفة الآن. وكذلك العيد الذي سُمّيَ في العصر القبطي بـ "شم النسيم"، وكانوا يحتفلون به في الاعتدال الربيعي عقب عواصف الشتاء وقبل هبوب الخماسين، وكانوا يعتقدون أن الخليقة خلقت فيه، وبدأ احتفالهم [ ] به عام 2700ق. م، وذلك في يوم 27 برمودة، الذي مات فيه الإله "ست" إله الشر وانتصر عليه الخير. وقيل منذ خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.
وكان من عادتهم في شم النسيم الاستيقاظ مبكرين، والذهاب إلى النيل للشرب منه وحمل مائه لغسل أراضي بيوتهم التي يزينون جدرانها بالزهور. وكانوا يذهبون إلى الحدائق للنزهة ويأكلون خضراً كالملوخية والملانة والخس، ويتناولون الأسماك المملحة التي كانت تصد من بحر يوسف وتملح في مدينة "كانوس" وهي أبو قير الحالية كما يقول المؤرخ "سترابون"- وكانوا يشمّون البصل، ويعلقونه على منازلهم وحول أعناقهم للتبرّك.
يعالج لنا هذا الموضوع فضيلة الشيخ :
عطية صقر
في درس بعنوان : شم النسيم اليهود والمسيحيون والفراعنة
لمتابعة الدرس مباشرة : العنوان هنا