فهد حبّاس الشمري .. ـ رحمه الله ـ
ذاك الفتى الذي عطّر بأخلاقة أرجاء الإسكان ..
يشاكس بأدب إن جلس هنا أو هناك ..
يركض هنا .. وتراه فجأة يضحك ..
لكن لا تملك إلا أن تضحك معه ..
درّسته في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ..
أذكره جيداً ..
طالباً ذكياً ..
مثابراً ..
محبوب بين زملائه الطلاب ..
مهما قسا شخص عليه .. فإن جوابه الموقوت دائماً .. هو الصمت ..!
مَن يرى فهد وعبدالله ومحمد .. سيعرف حتماً .. أنّ خلف هؤلاء .. أباً .. كالدُرّ النفيس ..
إنه الموت يا فهد ..!!
ما باله يكشّر عن أنيابه دوماً ..؟!
لِمَ يشلّ مقدرتنا عند الوداع ..؟!!
لِمَ .. ـ وهو الوحيد ـ الذي يجعلنا نبكي سراً ..
وجهراً ..!!!
فعلاً ..
هو الواعظ الصامت ..!!
أتدرى كيف حال بينك وبين مَن تُحب ..؟!
أرأيت ملامح الحُزن على وجيه من أحبوك بعد فراقك ..؟!
أأبصرت الدموع وهي تتهاوى من المحاجر ..؟!!
عزاؤنا .. أنك ستلاقي من هو أكرم وأعطف وأرحم منا ..
ستلاقي الله ..
وكم مات قوم وما ماتت مكارمهم ... وعاش قوم وهم في الناس أحياء
صُدمت حقاً بهذا الموت الفُجاءة ..!!
قيل للحسن البصري : مات فلان فجأة ..!!
قال : لو لم يمت فجأة .. لمرض فجأة ثُم مااات ...!!!
ولكل من يقرأ .. هنا ..
هل قدّمت شيئاً لله ..؟!!
هل أحسنت إلى الناس .. ليذكروا حسناتك بعد موتك ..؟!
أمّا أنا فسأردد :
تُرك الموتى فرادى إلى ما قدّموه
إنه الموت ملاقيكم
إنه الموت ملاقيكم
إنه الموت ملاقيكم حقا فاتقوه
ترك الموتى فرادى إلى ما قدّموه
إنه الموت ملاقيكم
إنه الموت ملاقيكم
إنه الموت ملاقيكم حقا فاتقوه
.
.
.
وما زلت أرددّ ..
حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً ..